
واشنطن تتعهد بالضمانات... مقابل إطلاق خطة نزع سلاح «حزب الله»
الراي الكويتية
لم تكد المكاسرةُ الإسرائيلية - الإيرانية أن تضع أوزارَها، حتى دَهَمَتْ بيروت خشية من أن يتحوّل لبنان «مكسر عصا» أو «كيسَ ملاكمة» في الصراع الذي لم يُطوَ بالكامل بعد مع طهران وبرنامجها النووي و«أخواته»، وذلك عبر رفْع تل أبيب منسوب الضغطِ لسحْب سلاح «حزب الله» بالسِلم أو... الحرب مجدداً.
ففي الوقت الذي بقي العالم مشغولاً بـ «حربِ تقييماتٍ» لنتائج المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية خصوصاً ضرْب الولايات المتحدة بـ «المطرقة» منشأة فوردو النووية ومصير اليورانيوم المخصب، لم تتأخّر المَخاوفُ في أن تشقَّ طريقَها إلى لبنان الذي لم يُكتب له أن «يهْنأ» طويلاً بـ «إفلاته» من أنياب «مُطاحَنةِ الأيام الـ 12».
وفي حين ظهّرتْ «الجمهورية الإسلامية» خلاصات حرب يونيو 2025 على أنها «انتصار عظيم» على إسرائيل والولايات المتحدة، موحيةً بأن نتائجها هي على طريقة «الضربة التي لا تقتلك تقويك»، في موازاة قراءاتٍ اعتبرتْ أن هذه التصريحات موجَّهة للداخل الإيراني بعدما أفقدت المواجهةَ طهران «المعزولة» درعَ الردعِ وكشفتْها على أكثر من مستوى، فإن أوساطاً مطلعة في بيروت بدت مرتابةً من ترجماتِ السقف الذي رسمه السيد علي خامنئي وراوحت التحريات عن خلفياته بين:
- اعتباره إنكاراً لـ «الجِراح» العميقة التي أصيبتْ بها بلاده جراء اضطرارها لخوض الحرب «بيدها» وليس عبر أذرعها «المُنْهَكة» بعدما فرضت عليها إسرائيل ذلك وأكرهتْها على أن تدخل «بقدميْها» إلى «ملعب النار».
- وبين أنه «هروب إلى الأمام» من طهران قد يكرّس حرب 13 يونيو على أنها مجرّد «جولة» لن تُفضي إلى «سلام ترامب» المنشود بل إلى توسيع إسرائيل إستراتيجية «المعركة بين الحروب» لتشمل «الجبهة الإيرانية» المستجدة، خصوصاً بعدما أعلن خامنئي بلسانه أن المواقع النووية لم تتعطّل، ما قد يعني عدم تعطيل «صاعق» تجدُّد المواجهة، رغم عدم إمكان استشراف الوجه الذي قد تتّخذه، خصوصاً مع تعليق طهران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومردُّ «ارتباط» لبنان بهذا المناخ المشدود إلى أن «حزب الله» كان بكّر في معاودة تظهير «الأوعية المتصلة» مع إيران بإعلانه أنها حققتْ «نصراً إلهياً مؤزَّراً» وتنظيمه احتفالاً أمام السفارة الإيرانية في بيروت، وصولاً إلى رفْع صورتين على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، واحدة للسيد حسن نصرالله، مع عبارةٍ سبق أن قالها حول قطع اليد التي ستمتد إلى السلاح، والثانية لخامنئي وانتظارِ «إشارة» منه مع شعار «جاهزون نحو القدس قادمون».
وتعاطتْ أوساط سياسية مع مظاهر التشدّد الإيراني حيال النووي، قبل مفاوضاتٍ قد تُستأنف مع الولايات المتحدة «الأسبوع المقبل»، على أنها إشارة لاستعادة «لعبة قديمة» تقوم على جعل هذا الملف منصة لعملية «أخذ وردٍّ» ومقايضاتٍ باتت هذه المَرة مقابل أثمان اقتصادية، بعدما تولّت إسرائيل بالنار «حرْق» الدور الإقليمي لطهران بضرْب الأذرع وقطْع أوصال المحور عير حلقته الرئيسية (سوريا)، وإن كان نجاح هذه اللعبة صار محفوفاً بأن واشنطن ستجلس وفي يدها «المطرقة» وليس العصا، وأن إسرائيل مازالت تصرّ على التلازم بين النووي والبالستي والأذرع.
وهذا الإصرار ينعكس على الواقع اللبناني وتحديداً سلاح «حزب الله» الذي وجّه بكلامه عن «النصر الإلهي» رسالة استباقية إلى الداخل أولاً كما الخارج، بعدم استسهالِ استخدام نتائج الحرب و«تسييلها» على صعيد تسريع مسار سحْب سلاحه الذي كان وُضع على سكة حوارٍ بطيء يديره الرئيس جوزاف عون بما يراعي مقتضيات حفظ السلم الأهلي وانقشاع الرؤية إقليمياً، وتالياً تجنيب البلاد أكلافاً باهظة بحال أي اندفاعة لمعالجة ملف السلاح عنوة.
ولكن إدارة قضية السلاح بروية صارت واقعياً أمام محكّ مناخاتٍ تشي بتوثُّب إسرائيلي للانقضاض لمرة واحدة وأخيرة على ما بقي من ترسانة للحزب، خصوصاً شمال الليطاني، واستعجالٍ أميركي لأن يطلق لبنان الرسمي مساراً تنفيذياً لقرار سحب السلاح يبدأ من مجلس الوزراء ويُراد أن يُلاقي عودة الموفد توماس باراك إلى بيروت في 7 يوليو على أن توضع روزنامة لإنجاز هذا الهدف في غضون 5 او 6 أشهر.
وأوردت محطة «ام تي في» أن مثل هذه الخطوة يعتبرها باراك مساعِدة في انسحاب إسرائيل من التلال الخمس وجعْلها توقف اعتداءتها واغتيالاتها اليومية، وأن الموفد الأميركي قال إن الولايات المتحدة ستكون الضامن للانسحاب إذا أقرّت الحكومة نزْع السلاح.
ووفق الأوساط السياسية فإن «التتمة» لهذه المعطيات تعني أن لبنان بات أمام اختبار دقيق مع اقتراب «ساعة الحقيقة» في ما خص ملف السلاح الذي صار واقعياً محكوماً بـ إما بتّه وفق خريطة الطريق الأميركية أي على البارد ومراحل مُجَدْوَلة ووفق استراتيجية «الخطوة مقابل خطوة»، وإما تحت وطأة الآلة العسكرية الإسرائيلية.
ولم يكن عابراً تكثيف تل أبيب في الساعات الماضية ضرباتها في جنوب لبنان حيث أعلنت أنها قتلت في بيت ليف وبرعشيت عنصرين في «حزب الله» بغارات جوية قبل أن تعلن لاحقاً أن أحدهما «قائد في قوة الرضوان» والآخر في «وحدة المراقبة التابعة للحزب»، بالتوازي مع تحليق مكثف لطيرانها المسيَّر في أجواء بيروت، وتوغّل قوةٍ من جيشها في حولا وتفجيرها منزلاً لأحد الذين سبق أن استهدفتهم في البلدة، وإطلاق نيران من رشاشات ثقيلة باتجاه بساتين الوزاني لترهيب وترويع المزارعين.
«الحاج رمضان»
ولم يقل دلالة ما كشفته مصادر قناة «الحدث» عن تفاصيل تتعلق بمقتل المسؤول في الحرس الثوري محمد سعيد إيزيدي، المعروف بـ «الحاج رمضان»، الذي اغتالته إسرائيل أخيراً في إيران، معتبرةً أن مقتله شكل ضربة قاصمة لشبكة تمويل «حزب الله».
وكشفت أن إيزيدي كان مسؤولاً عن نقل الأموال للحزب منذ تأسيسه، وأنه زار لبنان قبل يومين فقط من مقتله، لافتة إلى أن اغتيال هيثم بكري صاحب شركة صرافة في لبنان قبل يومين يرتبط بزيارة إيزيدي الأخيرة لبيروت.
جنبلاط والسلاح
في موازاة ذلك، أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مواقف أن «السلاح يجب أن يكون بيد الدولة وحدها وإذا كانت هناك أحزاب لبنانية أو غير لبنانية تملك السلاح فيجب أن تسلمه بالطريقة المناسبة للدولة».
وقال: «أبلغت الرئيس عون أنه في موقع ما في المختارة هناك سلاح وطلبت من الأجهزة المختصة تولي الموضوع الذي انتهى بالتسليم قبل 3 أسابيع أو أكثر، وهذا السلاح أتى تدريجاً بعد أحداث 7 مايو 2008 خلال التوتر بين حزب الله والتقدمي».
وأضاف «عملتُ على تجميع السلاح مركزياً وهو سلاح خفيف ومتوسط سُلّم إلى الدولة واليوم هناك صفحة جديدة في الشرق الأوسط. سلاح الأجيال المُقبلة هو الذاكرة لذلك يجب أن نورث ذاكرة البطولات والمقاومين في مواجهة إسرائيل وعملائها وفي الجولة اليوم انتصرت إسرائيل والغرب بالتحالف مع أميركا وما من شيء يدوم».
وتابع: «علينا تقوية الجيش وقوى الأمن الداخلي والتركيز على أنّه مازال لدينا احتلال إسرائيلي وقرى مجروفة ومدمّرة ومن الضروري تطبيق القرار الـ1701، ورسالتي حول تسليم السلاح هي للجميع وهناك أبواق من الكتّاب ينهالون يومياً على الحزب لتسليم السلاح ولكن ليس بهذه الطريقة نعالج الموضوع ويجب إعطاء الحقوق الكاملة للفلسطيني في لبنان بعيداً عن الجنسية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 20 دقائق
- المدن
ترامب أحرج إسرائيل..التقييمات أن اليورانيوم الإيراني المخصب لم يُدمر
تتناقض نتائج الاستخبارات الأميركية بشأن مخزون اليورانيوم المخصب المتبقي لدى إيران بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية على منشآتها النووية ومصير مخزون اليورانيوم المخصب المتبقي في إيران، مع تصريحات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بهذا الخصوص. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في إدارة ترامب ومصادر مطلعة، أن المعلومات الاستخباراتية التي جُمعت حتى الآن بشأن المخزون، لا تتطابق مع تصريحات الإدارة الأميركية، بشأن هذا الموضوع. المنشآت لم تُدمر وأشاروا إلى أن الأقسام التي يُعتقد أنها تحتوي على مخزون اليورانيوم في منشأة نطنز النووية التي استهدفتها الولايات المتحدة، "تضررت"، لكنها "لم تُدمَّر"، خلافاً للتصريحات الرسمية. وادعت المصادر المطلعة أن الاستخبارات الأميركية لم تتوصل بعد إلى استنتاج قاطع بشأن كمية اليورانيوم المخصب المتبقية لدى إيران. وعقب الهجمات الأميركية، ادعى ترامب أن الهجمات التي نفذتها طائرات "بي-2" على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية، في 22 حزيران/ يونيو، قد "دمرت بالكامل" منشآت التخصيب النووي. وثمة غموض وتضارب بشأن حجم وتداعيات الأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية، إذ اكتفى رئيسها مسعود بزشكيان بالقول إن العدوان الإسرائيلي الأميركي على بلاده لم يحقق أهدافه، دون إيضاحات. معضلة إسرائيل وتواجه إسرائيل معضلة محرجة مع ترامب، في ظل تقارير استخبارية تنفي القضاء التام على البرنامج النووي الإيراني، وصعوبة الإعلان عن ذلك إسرائيلياً كي لا تبدو إسرائيل ناكرة للجميل أمام ترامب. وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون السياسية في القناة (13) الإسرائيلية عميت سيغال، إن تل أبيب نجحت في تأخير البرنامج النووي الإيراني بين عامين و3 أعوام فقط، رغم الحديث الإعلامي عن سنوات طويلة. وأشار سيغال إلى جهود دبلوماسية بذلت في إسرائيل بشأن كيفية صياغة بيان لجنة الطاقة الذرية وبيانات المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس أركان الجيش بحيث لا تثير غضب ترامب. وأرجع ذلك إلى أن الرئيس الأميركي "لا يتقبل التقليل من شأنه، ولا التشخيصات الدقيقة"، لافتاً إلى أن ترامب قال إن القاذفات الإستراتيجية الأميركية دمرت بالكامل برنامج إيران النووي. وخلص إلى أن لا أحد يريد أن يكون العنوان الرئيسي: "إسرائيل تنفي ما يقوله ترامب"، لأن ذلك يبدو كأنه نكران للجميل. بدوره، قال المحلل السياسي في القناة (13) رفيف دروكر، إن نتائج الحرب ضد إيران "ليست سيئة"، لكنه اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– بأنه "يفكر قبل أي شيء كالعادة بالمصالح الحزبية". واستند دروكر في كلامه إلى الأفعال التي أقدم عليها نتنياهو خلال الأيام الأخيرة، إذ تم تصويره مرتين عند حائط "المبكى" (البراق)، كما أنه رتب مؤتمرين صحافيين وأجرى 3 مقابلات مع الإعلام الإسرائيلي. بدورها، نقلت صحيفة تلغراف البريطانية عن مسؤولين أوروبيين، قولهم إن حكومات أوروبية تلقت تقييمات استخبارية أولية تفيد بأن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، "لا يزال سليماً"، رغم الضربات الأميركية لمفاعلاتها النووية.


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
من لبنان.. هكذا انهار محور المقاومة!
نشر موقع 'غلوبز' الإسرائيليّ تقريراً جديداً تحدث فيه عما أسماه كيفية 'انهيار محور المقاومة' الذي كانت تدعمهُ إيران في منطقة الشرق الأوسط. وذكر التقرير الذي ترجمهُ 'لبنان24' إنه 'لعقود، استثمرت إيران في بناء مجموعة من المنظمات المسلحة المُصممة لتهديد إسرائيل وردعها عن مُهاجمتها'، وأضاف: 'لكن في لحظة الحقيقة، عندما احتاج المُرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تلك الجماعات، لم تكُن موجودة'. واعتبر التقرير أنَّ 'الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران تعكسُ الإنهيار النهائي لمحور المقاومة'، وأضاف: 'في السابع من تشرين الأول 2023، مُنيت إسرائيل بهزيمة تاريخية ساحقة، لكن كرة الثلج التي بدأت تتدحرج أدت في النهاية إلى تفكيك مخالب الأخطبوط الإيراني'. التقرير ذكر أنَّ القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، قضى سنواتٍ في تطوير هذا المحور بهدف إحكام قبضته على إسرائيل وذلك من خلال المُنظمات المُسلّحة في غزة، بقيادة حماس، ونظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في سوريا، جماعة الحوثي في اليمن، الجماعات الموالية لإيران في العراق، وفوق كل ذلك حزب الله في لبنان'. واعتبر التقرير أنه 'كان من المُفترض في يوم الحسم والمعركة الكبيرة، أن يحلق وكلاء إيران فوق حدود إسرائيل، بينما سترى إيران استخدام القدرات الصاروخية والطائرات المسيرة الواسعة التي طورتها. لكن في المقابل، فقد أدرك الإيرانيون ضعفهم، فأرادوا أيضاً إبقاء الحرب بعيدة عنهم، وبهذه الطريقة، أملوا ألا تبرز قدراتهم المحدودة، بما في ذلك سلاحهم الجوي المبني على طائرات مقاتلة عمرها 50 عاماً'. ويلفت التقرير إلى أن النظام الإيراني كرّس موارد هائلة لدعم الجماعات التابعة له في المنطقة، مشيراً إلى أن 'الحرس الثوري الإيراني حصل على 2.3 مليار دولار في ميزانية السنة المالية 2021 – 2022، أي ما يُعادل ثلث ميزانية الدفاع تقريباً و 3 أضعاف ميزانية الجيش'، وأكمل: 'في الوقت نفسه، قدّرت شركة جينز للاستخبارات أنَّ حصة الحرس الثوري ارتفعت من 27% إلى حوالى 37.3% من إجمالي ميزانية الدفاع بين عامي 2013 و2023'. وقال: 'لقد جرى اغتيال سليماني على يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بغداد عام 2020 ولم يشهد انهيار نظريته نهائياً بالهجوم الأميركي على المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان. وإثر ذلك، دخل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ من دون عودة حزب الله إلى الحرب، علماً أنَّ الأخير تكبد خسائر فادحة، فيما لم يضاعف الحوثيون وتيرة إطلاق الصواريخ، ولم تهاجم الجماعات الموالية لإيران في العراق أهدافاً أميركية. كذلك، لا تزال قضية الرهائن هي الأهم بالنسبة لحماس، ولكن يبدو أن كل ما تبقى في قطاع غزة هو الصواريخ قصيرة المدى التي يتم إطلاقها باعتدال، فيما ولا يُوجد أي تهديد لعمق إسرائيل'. وذكر التقرير أن 'حزب الله استمدّ قوته الرادعة عشية حرب تشرين الأول 2023، من مجموعة متنوعة من القدرات التي امتلكها، أبرزها، 150 ألف صاروخ وقذيفة. ومع اندلاع المعركة في الـ2023، استخدم الإيرانيون محور المقاومة كوسيلة بقاء لحماس'. ويلفت التقرير إلى أن 'الاختراق الإستخباراتي الإسرائيليّ كان عميقاً'، وتابع: 'بأمرٍ من القيادة الإسرائيلية، تم شن عملية تفجير أجهزة البيجر ضد حزب الله وتدمير بنية تحتية صاروخية مهمة، كما قُضي على معظم القيادة السياسية والعسكرية لحزب الله. مع هذا، فقد أدى ذلك إلى استسلام حزب الله وموافقته على وقف إطلاق النار وهو ما رفضه أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله بشدّة قبل اغتياله في الضاحية الجنوبية لبيروت'. كذلك، وجد التقرير أن 'من أهم الركائز التي فقدتها إيران تماماً في الحرب هي سوريا'، وأردف: 'لقد ضمن النظام الإيراني بقاء بشار الأسد في السلطة لإحكام قبضته على إسرائيل والحفاظ على طريق تهريب مناسب وواسع النطاق لحزب الله. إلا أن انقلاب أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) المفاجئ فور إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ساهم بإضعاف محور المقاومة بشكل كبير، وصعّب نقل الأسلحة والأموال الإيرانية إلى لبنان'. وأردف: 'في المقابل، كانت المنظمات المسلحة في غزة، وخاصة حماس، هي التي تسببت في كارثة السابع من تشرين الأول، إلا أن ذلك اليوم كان أيضاً التاريخ الحاسم في انهيار محور المقاومة. لقد تمَّ القضاء على قيادة حماس العليا بشكل شبه كامل، كما دُمرت بنيتها التحتية في غزة. ومع ذلك، فإن الحملة في قطاع غزة معقدة للغاية، والواقع على الأرض يشير إلى أن إسرائيل لن تتمكن من استعادة جميع المختطفين عبر العمل العسكري. في الوقت نفسه، لا تزال حماس تتمتع بميزة تتمثل في أصول تزيد قيمتها عن نصف مليار دولار يديرها زاهر جبارين، الذي أُطلق سراحه في صفقة شاليط'. وقال: 'لم تصل شحنات الأسلحة الإيرانية الأولى إلى الحوثيين إلا في عام 2009، ومن بين أمور أخرى، مكنتهم من غزو مناطق واسعة، بما في ذلك العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية، في الحرب الأهلية في البلاد التي اندلعت من عام 2015 إلى عام 2022. وفي الوقت نفسه، أطلق الحوثيون الصواريخ والطائرات من دون طيار على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما جعلهم لاعباً إقليمياً مهماً'. واستكمل: 'رغم كل هذا، تجاهلت إسرائيل هذا التهديد إلى حد كبير، ولم تُدركه إلا في الحرب الحالية، وقد تجلّت ذروة تراكمنا الاستخباراتي في محاولة اغتيال رئيس أركان الحوثيين، عبد الكريم العمري، قبل نحو أسبوع ونصف الاسبوع. وطوال الحرب، استخدمت إيران هذه المعلومات كعامل إزعاج ضد إسرائيل، بإطلاقها المتكرر للصواريخ والطائرات المسيرة'. وتابع: 'الحوثيون استثناءٌ في هذا المحور، فقد نجحوا، بانتهاكهم حرية الملاحة في البحر الأحمر والقواعد الأميركية بالمنطقة، في التوصل إلى وقف إطلاق نار مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. علاوةً على ذلك، عندما بدأ ضعف إيران يتكشف، سعى الحوثيون إلى إيجاد دعم جديد، وطوال فترة الحرب، ازدادت علاقاتهم مع روسيا والصين توتراً، لكنهم لم يتخلوا عن إيران بعد، بل أعلنوا أن الهجوم الأميركي عليها سيؤدي إلى تجدد هجماتهم على القواعد الأميركية في المنطقة'. وأضاف: 'طوال فترة الحرب، كانت الجماعات في العراق الساحة الأقل أهمية. لقد أدى الغزو الأميركي للعراق عام 2003 إلى زعزعة استقرار البلاد، التي يشكل الشيعة حوالى 65% من سكانها. استغل قاسم سليماني هذا الفراغ، فأسس عشرات الجماعات، وقبل نحو عقد من الزمان، ونتيجةً لسيطرة داعش على المنطقة، تأسس الحشد الشعبي، وهو التنظيم المظلة للجماعات الموالية لإيران في العراق، لكن في يناير 2020، قُتل نائب قائده، أبو مهدي المهندس، مع سليماني'.


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
حزب الله يعزي خامنئي باستشهاد مسؤول ملف فلسطين والقدس
تقدّم حزب الله بأحرّ التعازي إلى قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، وإلى حرس الثورة الإسلامية، والشعب الإيراني، باستشهاد القائد اللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، مسؤول ملف فلسطين والقدس. وقال 'الحزب' في بيان:' عرفنا اللواء الشهيد إيزدي رايةً خفاقةً لفلسطين والقدس، عاش بيننا لعشرات السنين مجاهدًا وداعمًا ومطورًا، سَخّر خلالها كل طاقاته وإمكاناته في سبيل خدمة المقاومة الفلسطينية. وقد تمكّن بجهده المتواصل وإيمانه العميق من إحداث نهضة كبيرة وتقدّم نوعي في أساليب عمل المقاومة، وفي إمكاناتها وتصنيعها وخططها. كان اللواء الشهيد مثالًا للحركة الدؤوبة التي لا تهدأ، وشكّل بعلاقاته الواسعة مع مختلف الحركات والجهات المقاومة في المنطقة، شبكة تواصل فعالة ومؤثرة، ولطالما عقد اللقاءات الاستراتيجية والمهمة، بهدف تبادل الخبرات وتكريسها في خدمة قضية فلسطين وتحريرها'. أضاف:' نال اللواء الشهيد إيزدي وسام الشهادة الأسمى في سبيل الله تعالى، وكان خير ممثلٍ للجمهورية الإسلامية الإيرانية وثورتها وحرسها، وعبّر بجهاده ومسيرته المباركة عن الرؤية الشجاعة والحكيمة لنهج الثورة الإسلامية العظيمة، التي ارتوت من نورانية روح الإمام الخميني (قدس سره)'. ختم:' تعلَّمنا من مدرسة الإمام الحسين (ع) أن الشهادة حياة للأمة، والشهداء منارات لها، فطوبى لك جنان الخلد، ونسأل الله عز وجل النصر والتسديد لمسيرة التحرير على درب فلسطين، بيد المقاومة الشريفة في فلسطين والمنطقة، ومع شعب فلسطين الصامد المضحي والشجاع'.