logo
ماذا يحمل ترامب في جعبته؟

ماذا يحمل ترامب في جعبته؟

ساحة التحرير١٢-٠٥-٢٠٢٥

‎ماذا يحمل ترامب في جعبته؟
وليد عبد الحي
بعد يومين يحل الرئيس الامريكي دونالد ترامب 'ضيفا' على المنطقة العربية ، وسيقوم بزيارة ثلاث دول عربية هي السعودية والامارات العربية وقطر، ورافق الاعلان عن الرحلة فيض من التكهنات عن ' اسرار' الرحلة واهدافها ، ناهيك عن تصريحات لترامب نفسه ولفريقه الحكومي ، ولم اجد اي اتساق بين كل هذه التصريحات, فكيف نفهم هذا الرجل؟
أولا شخصية ترامب:
ازعم انني تتبعت قدرا كافيا من التقارير والكتب-وبعضها كتبها ترامب نفسه- أو بعض اقاربه(مثل كتاب ابنة اخيه) ناهيك عن قدر كاف من الخبراء الاجتماعيين والنفسيين الامريكيين، ولن اتوقف عند الجانب العام بل سأتوقف عند البعد السياسي في شخصية ترامب:
أ‌- ترامب لا ينظر للدول ككيانات ذات محتوى سوسيولوجي بل 'كعقارات صماء '، فهو ليس معنيا بالسيادة والاستقلال والقانون الدولي والتحرر بل ببعد واحد' ما هو ثمن العقار ' ؟ وتخلو منظومة ترامب المعرفية من ما يسميه علماء الاجتماع السياسي الدافع المكاني(Territorial Drive) ، فمفهوم الترابط الوجداني والمنظور السياسي للوطن ليس جزءا من رؤية ترامب، وإلا كيف نفسر دعوته لضم كندا او غرينلاند او اخذ قناة بنما او حقوقه في قناة السويس او تحويل غزة الى 'ريفيرا' …الخ.
ب‌- ان الكذب-عند ترامب- هو احد الفضائل التي يجب ان يتحلى بها المفاوض السياسي.
ت‌- لا يتورع ترامب عن ابتزاز الخصم الى اقصى درجة وليس هناك اية مثلبة لو خضعت إذا وجدت نفسك في موقف ضعيف(وكتابه The Art of the Deal يشي بذلك بوضوح)
ث‌- ان صورة العرب في ذهن ترامب هي ' تاريخهم كله صراعات بينية، غرائزيون، اغبياء'، وهو ما يجعله مستهينا الى درجة كبيرة بهم .
ثانيا: موضوعات على جدول اعمال ترامب:
ما هي الموضوعات التي يحملها ترامب ليبحثها مع مضيفيه، انها عديدة ومتداخلة وابرزها:
أ‌- الموضوعات التجارية وتشمل: العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج وتشمل توسيع الاستثمارات الخليجية في السوق الامريكي، تنظيم العلاقة التجارية بين بلاده ودول الخليج بخاصة في ضوء تأثير رسومه الجمركية، توسيع الاستثمارات الخليجية في مجال المعادن المطلوبة للصناعة الامريكية وبخاصة مع السعودية في هذا المجال تحديدا ،والعمل على المساهمة في ابقاء اسعار البترول منخفضة ، فتح المجال لمزيد من الصادرات الامريكية لاشباه الموصلات(Semiconductor ) للخليج ، مشروع انجاز برنامج نووي سلمي سعودي ، مزيد من صفقات التسلح الخليجي وبخاصة السعودي مع امريكا، حيث تمت الاشارة لصفقة قريبة بقيمة 3.5 مليار دولار مع اسعودية.
من جانب آخر، فان لأبناء ترامب علاقات ومشاريع تجارية قد تكون ضمن حواراته الفرعية الجانبية مع بعض كبار رجال الاعمال الخليجيين بخاصة في السعودية والامارات لفتح المجال لابنائه لتوسيع مجالات ارباحهم ومشاريعهم.
ب‌- الموضوعات السياسية والامنية: تتضمن هذه فيضا من الجوانب مثل: حرب غزة بتفاصيلها حول وقف اطلاق النار والرهائن و ما بعد الحرب والاعمار..الخ ، المشروع النووي الايراني بخاصة والدور الاقليمي لايران بعامة في المنطقة، التطبيع مع اسرائيل بخاصة من الجانب السعودي ، الأمن البحري وكيفية التعاطي مع انصار الله اليمنيين، احتمالات تصاعد التوتر بين تركيا واسرائيل على سوريا ارضا وسيادة ،وقد يدعو سوريا للتطبيع مع اسرائيل من خلال وسطاء خليجيين مقابل رفع العقوبات ، العلاقات الصينية مع دول الخليج وتوظيفها ضمن المنظور الامريكي تجاه الصين ، ناهيك عن تكرار الاتهام لحماس بانها تستغل المساعدات الدولية لصالحها
ت‌- تحديد أدوار وظيفية لكل دولة خليجية منفردة او ككتلة في خدمة المصالح الامريكية مثل: الدور القطري في تكييف موقف حركة حماس في غزة ودفع قطر لاستثمار اموالها في اتجاه الضغط على مواقف المقاومة، توسيع الدور الاماراتي في تقديم الخدمات لامريكا على غرار صفقة السجناء الامريكيين في روسيا، كيفية توظيف المكانة السعودية في حشد دول الخليج لتقديم المكاسب لامريكا مما جعلها مركز التفاوض الروسي الاوكراني ،وقد يتم مناقشة ذلك في مؤتمر يعقد لكل دول الخليج خلال زيارة ترامب القادمة بعد يومين…الخ. ونظرا للتنافس الكامن بين دول الخليج في السودان وسوريا وفي العلاقة مع الاخوان المسلمين وفي التشنج الحالي بين الامارات والجزائر او حتى في العلاقة مع مصر او مع القوى الليبية المتنافسة، ويكفي مقارنة المسافة المتباعدة بين الموقف الكويتي من اسرائيل والموقف الاماراتي مثلا…..الخ..وكل ذلك سيستغله ترامب أيما استغلال.
ثالثا: ما الذي يريده العرب من ترامب؟ لعل الهدف المركزي للدول العربية كافة في علاقاتها مع امريكا هو 'ضمان أمن الانظمة الحاكمة' والباقي خاضع للمناقشة ، وهي على استعداد لتقديم اية تنازلات لامريكا إذا كان ذلك هو الالتزام الامريكي تجاه هذه الأنظمة.
رابعا: ظروف زيارة ترامب:
تأتي زيارة ترامب في ظل ظروف دولية في غاية التعقيد، من حرب غزة الطويلة، الى تصاعد التوتر الى مستوى كبير بين دولتين نوويتين متجاورتين هما الهند وباكستان، استمرار الحرب الاوكرانية، الارتباك الشديد في التجارة الدولية اثر قرارات ترامب بمراجعة كل التعريفات الجمركية مع اغلب دول العالم، ناهيك عن انسحابة من عدد من المنظمات الدولية الهامة او شل بعضها( كما هو حال منظمة لتجارة الدولية التي يعطل هيئة الاستئناف فيها) اضافة للارتباك في العلاقات البينية بين دول الكتلة الغربية ,,,الخ.
خامسا المشهد المحتمل:
اعتقد ان ترامب سيلجأ الى تقديم وعود على ثلاثة انماط هي الاولى وعود شكلية والثانية وعود خداع ،أما الثالثة فستكون وعود غير مفهومة وملتبسة الدلالة، ومقابل هذه الوعود سيسعى لتحقيق هدفه المركزي 'قبض الثمن الاعلى 'لكل وعوده بغض النظر عن طبيعتها . ويكفي التوقف عند بعضها:
1- يعد ترامب دول الخليج ان يسمي الخليج باسم الخليج العربي بدلا من الخليج الفارسي، فما هي القيمة الميدانية لمثل هذا العرض الترامبي؟ ولعله يكرر عرضه بتسمية خليج المكسيك بالخليج الامريكي.
2- قد يخفض بعض الرسوم الجمركية عن بعض الصادرات الخليجية بخاصة التعدينية للايهام بالتبادلية بين الطرفين، وقد يطلب من قطر تخفيض دعمها لبعض الجامعات الامريكية التي تعرف تزايدا في نزعة التاييد للحقوق الفلسطينية…الخ.
3- سيقدم عدم ذهابه لاسرائيل كتنازل لا نظير له لصالح العرب، ولا استبعد أن يجتمع سرا مع نيتنياهو وفي دول عربية او بعد انتهاء زيارته للمنطقة ، فترامب لديه قناعة تامة ان العرب يعطون التنازلات الشكلية وزنا اكبر كثيرا من حقيقتها، ويروجون لها بأن ترامب سيغير السياسة الامريكية مع اسرائيل متناسين انه نقل السفارة الامريكية للقدس واعتبرها عاصمة ابدية لاسرائيل ولم يوقف مبيعات السلاح لها، ولا زال يعطل اي مشروع في الامم المتحدة ضدها، وهو الرئيس الامريكي الذي لا يشير باي شكل من الأشكال الى موضوع حل الدولتين ، وهو من ضرب اليمن ضربا مبرحا ، وقد يعود مرة اخرى رغم الحديث عن اتفاق مع انصار الله، ناهيك انه من فتح باب تهجير غزة وتحويلها لمنتجع سياحي يتمتع فيه كل سائح إلا ابن غزة الذي يريد ترامب نقله للصومال او السودان او غيرهما.
4- ان من يطلب من مصر ان تعفيه من دفع رسوم العبور في قناة السويس سيطلب من دول الخليج زيادة مدفوعاتها نظير حمايتها وضمان استقرارها، ويتجه طموح ترامب لا لعلاقات بمليارات الدولارات بل هو يستعد لعلاقات بترليوناتها..
5- سيطلب من دول الخليج ثمنا باهظا نظير عدم مهاجمته لايران ،مبررا ذلك بانه إنْ ضرب ايران ستقوم ايران بضرب القواعد الامريكية في اراضي دول الخليج وضرب المرافق الخليجية التي تشكل المرافق اللوجستية للقوات الامريكية، لذا فلتجنيب الخليج هذا السيناريو لا بد من فتح خزائن الخليج للتعويض.
الخلاصة:
ارى ان ما سيعد به ترامب لن يكون مهما أيا كان ذلك الوعد، لأنه لن ينفذه إلا إذا كان فيه مكسب له ولاسرائيل ، وهو يعلم ان مدة وجوده في السلطة لا تزيد عن حوالي 3 سنوات ونصف وهي فترة قصيرة جدا لمشروعات استراتيجية، لذا سيكون تركيزه على مشروعات الجني السريعة، تاركا المشروعات الحالمة للعرب …
اما مع ايران – فلن تقبل ايران اي نتائج اقل من ما ورد في اتفاقها الاول زمن أوباما- او بدائل اقتصادية وسياسية وأمنية تتوازى مع ذلك الاتفاق ،ولا مانع لها ان تقدم هذا التنازل حتى على حساب بعض من محورها، المهم ما هو الثمن المقابل.
اخيرا، لا زالت هواجسي عميقة تجاه طبيعة علاقات ترمب مع روسيا، وقد سبق لي ان أنجزت دراسة واسعة حول هذا الموضوع، فإذا كان ترامب ليس مدانا كما قال تقرير المحقق الامريكي مولر، فانه ليس 'بريئا' كما قال نفس التقرير…وهنا قد تنقلب الصورة كلية..مع ربما كبيرة للغاية…
‎2025-‎05-‎12
The post ماذا يحمل ترامب في جعبته؟ first appeared on ساحة التحرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية: الإعلام مؤثر بتحفيز السلوك الإيجابي لدعم السياسات البيئية
رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية: الإعلام مؤثر بتحفيز السلوك الإيجابي لدعم السياسات البيئية

شبكة الإعلام العراقي

timeمنذ 2 ساعات

  • شبكة الإعلام العراقي

رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية: الإعلام مؤثر بتحفيز السلوك الإيجابي لدعم السياسات البيئية

أكد رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية محمد فهد الحارثي ، اليوم الخميس ، أن دور الإعلام كقوة ناعمة ومؤثرة ليس فقط في تشكيل الرأي العام بل في تحفيز السلوك الإيجابي ودعم السياسات البيئية المستدامة. وقال الحارثي في كلمته خلال مؤتمر الإعلام العربي الرابع في بغداد ، وحضره مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع): ' يسرّني في مستهل كلمتي أن أرحب بكم في الدورة الرابعة لمؤتمر الإعلام العربي، والذي يُنظّم للمرة الأولى خارج دولة المقر، تونس ، وذلك في عاصمة الرشيد ، بغداد ، مدينة الحضارة ، ومنارة الفنون والعلوم والآداب '. وأضاف أن ' هذا المؤتمر ، يأتي في وقتٍ تتعاظم فيه التحديات البيئية ، وتبرز الحاجة الحقيقية إلى تضافر الجهود من أجل مواجهة تحدي التغير المناخي، الذي بات أخطر تهديد يواجه الإنسانية'. وتابع: ' أتقدم نيابةً عن اتحاد إذاعات الدول العربية، بوافر الشكر والتقدير لهذا البلد العزيز، رئاسةً وحكومةً وشعبًا ، على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، وهذا ليس بغريب على العراق وأهله' ،معرباً عن ' شكره لشبكة الإعلام العراقي التي بادرت بطلب استضافة مؤتمر الإعلام العربي في بغداد ، وقدّمت كل التسهيلات والدعم والإمكانات ، وكذلك لرئيس شبكة الإعلام العراقي عبد الكريم حمادي على جهوده ودعمه ، وجهود فريقه في إنجاح هذا المؤتمر'. وأشار إلى أن ' التغير المناخي لم يعد قضية علمية تناقش في المختبرات أو في المؤتمرات ، بل أصبح واقعًا نعيشه في تفاصيل حياتنا اليومية : من تقلبات الطقس ، وحرائق الغابات، وارتفاع درجات الحرارة ، إلى ندرة المياه وارتفاع منسوب مياه البحار'. وبين أن ' هذا الواقع يحمل تهديدًا حقيقيًا للإنسانية، وخطرًا يطال أبعادًا اجتماعية، وإنسانية، وسياسية ' ، مؤكداً انه 'في خضم هذه التحديات ، يبرز دور الإعلام كقوة ناعمة ومؤثرة ، ليس فقط في تشكيل الرأي العام ، بل في تحفيز السلوك الإيجابي ، ودعم السياسات البيئية المستدامة ، وتشجيع الحوار المجتمعي حول قضية جوهرية ، وهي أهمية حماية كوكب الأرض'. وواصل ' حين ناقشنا موضوع هذا المؤتمر ، كان من الممكن طرح قضايا أكثر إثارة ، سياسية أو اقتصادية ، لكننا حرصنا على تناول قضية التغير المناخي لأهميتها وحساسيتها ' ،منوهاً بأنه ' لا بد أن نعترف بأننا في الإعلام لم نُعطِ هذا الموضوع ما يستحقه من اهتمام، ولم نُدرك تمامًا حجم خطورته ، فبحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن تؤدي آثار التغير المناخي إلى وفاة 14.5 مليون شخص وخسائر تصل إلى 12.5 تريليون دولار بحلول عام 2050″. ولفت إلى أن ' المشكلة الأكبر أن منطقتنا، منطقة الشرق الأوسط، تسجّل معدلات ارتفاع في درجات الحرارة تفوق المعدل العالمي، مما يُنذر بخطر التصحر والجفاف وندرة المياه' ،مشدداً أن 'واقعنا صعب، ويجب أن يرتقي الإعلام لمستوى هذه التحديات '. وأكد أن ' هناك أخبار إيجابية ، مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والمبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، ولي العهد ، رئيس مجلس الوزراء السعودي ، وهي مبادرات استراتيجية تهدف للحد من تأثيرات تغير المناخ ، وإنشاء بنية تحتية للحد من الانبعاثات وحماية البيئة، وستنعكس إيجابًا على المنطقة في هذا المجال'. وأعرب عن أمله بأن ' يصدر هذا المؤتمر وثيقة أو ميثاقًا للإعلام البيئي، يُحدّد فيه الخطوط العريضة لهذا الملف، وآليات التحقق من الحقائق والمعلومات، لا سيما في ظل انتشار المعلومات المغلوطة، وتقديم محتوى علمي يناسب مختلف الفئات والأعمار'. وشدد على ' ضرورة الاستفادة أيضًا من التحولات الرقمية، واستخدام الذكاء الاصطناعي ، وتحليل البيانات الكبرى ، والواقع الافتراضي والمعزز، لتقديم محتوى يصل إلى جميع الجمهور ، بلغة مبسطة وسهلة '. ونوه ' نحن لا نهدف من هذا المؤتمر إلى مناقشة كيفية تغطية أخبار التغير المناخي فقط، بل نهدف إلى أن نكون شركاء فاعلين في التغيير ، وفي بناء الوعي ' ، مؤكداً أن ' معركة التغير المناخي لا يمكن كسبها إلا إذا كان الجميع جزءًا من الحل، وليس جزءًا من المشكلة'. ولفت إلى أنه ' رغم التحديات الراهنة والمخاطر المستقبلية، فإنني واثق تمامًا بأنه من خلال تضافر الجهود بين المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة ، والجهات الرسمية ، والمنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، ومراكز البحوث، والجامعات، يمكننا أن نعالج هذا الملف، ونبني رؤية إعلامية عربية متقدمة تواكب هذا الواقع'. وذكر أن 'مسؤوليتنا كإعلاميين لا تقل أهمية عن مسؤولية صانعي القرار ومخططي السياسات، فبداية التغيير هي صناعة الوعي ' ،موضحاً أن ' مثل هذا المؤتمر وغيره من المبادرات، هو رسالة مفادها أنه بدلاً من التحسر على ما فات، وإلقاء اللوم، فإننا نبادر بصناعة الأمل، وبناء التفاؤل ، وصناعة التغيير من أجل واقعنا الحالي، ومن أجل مستقبل أجيالنا القادمة '. #حوار _تضامن_تنمية #قمة_بغداد_2025 المصدر : وكالة الانباء العراقية

ثمنها يصل لـ 400 مليون دولار .. 'البنتاغون' تقبل طائرة فاخرة من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية لترمب
ثمنها يصل لـ 400 مليون دولار .. 'البنتاغون' تقبل طائرة فاخرة من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية لترمب

موقع كتابات

timeمنذ 2 ساعات

  • موقع كتابات

ثمنها يصل لـ 400 مليون دولار .. 'البنتاغون' تقبل طائرة فاخرة من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية لترمب

وكالات- كتابات: أعلنت 'وزارة الدفاع' الأميركية؛ قبول طائرة (بوينغ) فاخرة من طراز (747)؛ هدية من 'قطر'، وطلبت من القوات الجوية إيجاد طريقة لتجهيّزها سريعًا لاستخدامها طائرة رئاسية جديدة (إير فورس وان). وأفادت (البنتاغون)؛ بأن وزير الدفاع؛ 'بيت هيغسيث'، قبّل الطائرة لاستخدامها طائرة رسمية للرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'. وقال المتحدث باسم (البنتاغون)؛ 'شون بارنيل'، إن 'وزارة الدفاع': 'ستعمل على ضمان مراعاة التدابير الأمنية المناسبة ومتطلبات المهام الوظيفية'. وشكّك خبراء قانون في إمكان قبول مثل هذه الهدية في سيّاق مجموعة القوانين المتعلقة بالهدايا المقدَّمة من الحكومات الأجنبية والتي تهدف إلى مكافحة الفساد والنفوذ غير المشروع، كما سعى منتمون للحزب (الديمقراطي) إلى عرقلة تسليمها، بحسّب (روسيا اليوم). وقال 'تشاك شومر'؛ زعيم الديمقراطيين في 'مجلس الشيوخ': 'اليوم يوم أسود في التاريخ: فقد قبل رئيس الولايات المتحدة الأميركية رسميًا أكبر رشوة من حكومة أجنبية في تاريخ أميركا'. وأضاف: 'هذا الإجراء غير المسبّوق وصمة عار في جبين الرئاسة، ولا يمكن أن يمَّر دون رد'. وقللت 'قطر' من شأن المخاوف التي أثيرت حول اتفاق هذه الطائرة في حين تجاهل 'ترمب' المخاوف الأخلاقية ذات الصلة؛ قائلًا إنه سيكون من: 'الغباء' عدم قبولها. ويصل سعر الطائرة الجديدة من مثل هذا الطراز إلى (400) مليون دولار وفقًا لقوائم الأسعار، لكن محللين لدى (سيريوم) قالوا إن سعر طائرة (747)-8 مستعملة قد يصل لربع هذا المبلغ. وقال خبراء إن تحديث الطائرة الفاخرة التي يبلغ عمرها (13 عامًا)؛ والتي قدمتها الأسرة الحاكمة في 'قطر'، سيتطلب تحسيّنات أمنية كبيرة وتعديلات بمنظومة الاتصالات بها لمنع التنصت عليها وإكسابها القدرة على التصدي لصواريخ قادمة، وهو ما قد يكلف مئات الملايين من الدولارات. وقال مسؤول القوات الجوية؛ 'تروي مينك'، في جلسة استماع بـ'مجلس الشيوخ'، يوم الثلاثاء: 'أي طائرة مدنية ستحتاج إلى تعديلات كبيرة… وسنحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن الطائرة'. وأضاف أن القوات الجوية تلقت توجيهات بالبدء في التخطيط لإجراء تعديلات على الطائرة. ولم تُعلن (البنتاغون) عن تكلفة هذه التعديلات أو المدة التي تتطلبها. وقد تكون التكاليف كبيرة بالنظر إلى أن الكلفة الحالية لإنتاج (بوينغ) طائرتين جديدتين لتكونا (إير فورس وان) تتجاوز خمسة مليارات دولار. وعلى مدى العقد الماضي؛ واجه برنامج (إير فورس وان) تأخيرات متتالية، ومن المقرر تسليم طائرتين جديدتين (747-8) في 2027، أي بعد ثلاث سنوات من الموعد المحدد سابقًا. وفازت (بوينغ) في 2018؛ بعقد قيمته (3.9) مليارات دولار لتصنيع الطائرتين لاستخدام الرئيس الأميركي، لكن التكاليف صارت أعلى. وقالت (بوينغ) إنها أنفقت (2.4) مليار دولار حتى الآن في هذا المشروع. وقام 'ترمب' بجولة تفقدية لطائرة (بوينغ) القطرية؛ في شباط/فبراير، في 'مطار فلوريدا'. وذكرت شبكة (سي. إن. إن) هذا الأسبوع؛ أن إدارة 'ترمب' تواصلت مع 'قطر' أولًا للاستفسار عن الحصول على طائرة (بوينج 747) يمكن استخدامها كطائرة رئاسية، بينما يقول 'ترمب' إن 'قطر' تواصلت معه وعرضت عليه الطائرة: 'كهدية'.

الشيعة والمقاومة بين الاحتلالين العثماني والبريطاني،صراع الهيمنة والكفاح المسلح
الشيعة والمقاومة بين الاحتلالين العثماني والبريطاني،صراع الهيمنة والكفاح المسلح

موقع كتابات

timeمنذ 3 ساعات

  • موقع كتابات

الشيعة والمقاومة بين الاحتلالين العثماني والبريطاني،صراع الهيمنة والكفاح المسلح

لم يكن العراق والعراقيون يدركون أنهم وقعوا بين ناري الاحتلاليين، إذ غزت بلادهم القوات العثمانية، التي لم تجلب لهم غير الاستعباد والإذلال والتهميش، ونهب الثروات،وسرقة قوت أطفالهم. كانت تلك الحقبة مليئة بالقتل العراقيين العراقيون وسفك الدماء، واستمرت تلك الحقبة السوداء لسنوات طويلة الاحتلال العثماني تحت نير الاستعمار، اذا كانت الضرائب الثقيلة تفرض على الفلاحين، مع استضعاف وسرقة الغذاء والحبوب من محصولي الحنطة والشعير والمواشي، بالتالي عمق معانات العراقيين، خاصة مع غياب الصناعات والمهن الحرفية وندرتها في القرن العشرين. لكن مع ضعف السلطة العثمانية وتراجعها،و تأثير الفساد وفسادها العسكري نخر قوتها العسكرية، بدأ نفوذها بالتراجع تدريجياً، الى أن عام 1917 في تشرين الأول، حيث دخلت بريطانيا البصرة بقواتها العسكرية ، معلتاً بذلك بدء مرحلة جديدة من الصراع والهيمنة الاستعمارية الانجليزية. الشيعة والمقاومة المسلحة وقلب المعادلة العسكرية. بينما كانت تنهال على ملايين التقارير الاستخبارية على بريطانيا من قبل جواسيسها، والتي أفادت عن موقف تباينت فيه بأن 'شيعة العراق' بأنهم سيكونوا الى جانبها، إلا الصاعقة التي كانت، المفاجأة الكبرى بموقف شيعي بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الجديد. لم يكن موقف الشيعة السلبي، والذي كان غير مشجعاً مرحباً، بهذا بالمحتل الجديد فكانت خيبة أمل 'أبو ناجي'، وكان موقف الشيعة الرافض جاء موحداً منذ الوهلة دخول البريطانيين للبصرة. بدأت المقاومة المسلحة باستخدام كافة الأسلحة المتاحة، سواء البدائية أو البنادق الألمانية والعثمانية التي غنموها من الاحتلال العثماني أو اقتنوها منهم من خلال شراءها من سماسرة الجيش العثماني . بالتالي كان هذا الرفض الحازم والمسلح شكل صدمة غير متوقعة لبريطانيا، والتي كانت تأمل أن تحظى بتأييد شعبي يسهل احتلالها العراق وإدارته، لكنها وجدت مقاومة شرسة، لا يمكن بمساومتها أو يمكن ثنيها على التراجع. المرجعيات الدينية ودورها في قيادة وتنظيم المقاومة المسلحة. لطالما كان الفكر الشيعي الرافض لكافة انواع الظلم والاحتلال والتسلط والظلم والاضطهاد والتشريد والتطريد، والذي يتمثل في رجال الدين خصوصاً مدينة' النجف الأشرف المقدسة' وهي التي تشكل مركز الإشعاع الفكري الذي له التأثير الفعلي والقيادي ودورة سكان الاعوار و مدن جنوب العراق، اذ كان علماء الدين يدركون حقيقة فساد الاحتلال العثماني، وعدم عدالته وصلاح وحوده، وما خلفه من نهب للثروات، وتجهيل الفكري والثقافي المتعمد للاجيال ، ونهب ثروات وقوت الفلاحيين، وعقود طويلة من التهميش والاضطهاد طالت شيعة العراق. ومع ذلك، فقد كانوا على يقين بأن القادم سيكون أكثر سوءاً ومن الأسوأ الى الأسوأ، حيث يدركون أن المحتل البريطاني لن يكون أقل فساداً و ظلماً من العثمانيين، بل أكثر استبداداً، لذا، توحدوا لضرورة العمل، و الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا العدو الجديد. عقدوا النية على الكفاح المسلح بالايمان المطلق، والدفاع عن الأرض والكرامة، انطلقت جموع المقاومة، يقودهم مراجعهم وقادتهم الذين آمنوا بقضية الوطن والإسلام والمحافظة على العقيدة، فتحولت أرض العراق مقبرة للمحتل، و ساحة مواجهة كبرى بين المقاومة والمحتل. رجال الدين تنظيم وقيادة المعركة الحاسمة. توزعت الجبهات القتالية وفق التخطيط الاستراتيجي المحكم، حيث توحدت العشائر العراقية وزعماؤها تحت 'لواء المرجعية' وتم توزيع القوات المجاهدة على ثلاث جبهات رئيسية: 'جبهة البصرة' والتي بقيادة السيد المجاهد محمد سعيد الحبوبي (رحمه الله). 'جبهة القرنة' بقيادة السيد المجاهد مهدي الحيدري (رحمه الله)، الذي رغم تقدمه في العمر إذ بلغ الثمانين، إلا أن وجوده كان عنصراً مؤثراً في تعزيز العزيمة وتحفيز المجاهدين على الشهادة دفاعاً عن أرض الإسلام والوطن. اما 'جبهة الخفاجية' كانت تحت بقيادة الشيخ المجاهد الخالصي (رحمه الله). كانت لهذه التحركات العسكرية وتوزيع الجبهات وقع كبير في تغيير موازين القوى وحساباتها، حيث شكلت صفعة قوية أذهلت بريطانيا وقواتها المحتلة، و التي لم تكن تتوقع سرعة وحجم وزخم المقاومة العراقية التي واجهتها، فوجئت بريطانيا بهذا الموقف الصارم، وتبين لها أن تقاريرها الاستخبارية كانت خاطئة ولم تكن دقيقة ، وأن مقاومة الشيعة كانت هي إحدى أكبر العقبات أمام احتلالها وإدارة العراق. كانت قيادات بريطانيا العظمى، و و جنرالات لندن يعتقدون أن سيطرة على العراق ستكون سلسة، لكنها فوجئت بعزيمة العراقيين، العراقيون الذين رفضوا هيمنة، أي نوع أو شكل المحتل جديد بعد، ذاقوا مرارة وظلم الاحتلال العثماني، جأت هذه المقاومة التاريخية، والتي أثبتت أن العراقيين، رغم إمكانياتهم المحدودة، كانوا قادرين على إحداث تأثير كبير في مواجهة القوى العظمى، ليكتبوا صفحة جديدة في تاريخ الدفاع عن الأرض وهوية الوطن .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store