
إيران تعتقل سائحا ألمانيا بتهمة "التجسس"
أعلنت إيران، السبت، عن احتجاز سائح ألماني كان يستقل دراجة هوائية، وذلك في ظل تصاعد الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران.
وحسب وكالة الأنباء الإيرانية "مهر"، فإن الشاب الألماني متهم بالتجسس.
وعرضت وكالة "مهر" مقطع فيديو يوضح اعتقال الشاب الذي كان يقوم بجولة بالدراجة، من قبل جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني في محافظة مركزي، بالقرب من منشأة راك النووية.
وبحسب التقرير، فإن الشاب الألماني متهم بتسجيل ونقل إحداثيات ومواقع لمنشآت عسكرية ونووية حساسة.
ومن جانب آخر، قامت وزارة الخارجية الألمانية بسحب موظفي السفارة الألمانية في العاصمة الإيرانية طهران مؤقتا.
وذكرت القناة القناة الأولى بالتلفزيون الألماني، أن الموظفين الموفدين تم نقلهم إلى خارج البلاد، وأن أفراد عائلاتهم كانوا غادروا إيران في وقت سابق.
ونقلت القناة عن الخارجية القول إن ألمانيا تتخذ بذلك إجراءات مماثلة لتلك التي اتخذتها دول شريكة، وأنها تقوم بالتنسيق الوثيق معها.
وتابعت القناة نقلا عن الوزارة أن السفارة الألمانية في طهران لا تزال قادرة على العمل ميدانيا بشكل متنقل، وأنها لا تزال متاحة على مدار الساعة للألمان الذين لا يزالون في إيران.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 40 دقائق
- البلاد البحرينية
تحقيق "البلاد": أساليب 'تطفيش' البحرينيين.. كوميديا سوداء منبوذة
بداية، لم تكن المعلومة أو القصة صادمة على الإطلاق! كيف؟ من باب استطلاع آراء القراء الكرام حول ما إذا كان سلوك استهداف البحرينيين، لا سيما العاملين في القطاع الخاص من جانب غير البحرينيين، يمثل ظاهرة موجودة في أماكن العمل، أجاب موظف متقاعد: 'والله بالنسبة لي وبكل صراحة.. اللي سبب لي الأذية للأسف بحريني.. نعم، بعض المسؤولين الأجانب يسوونها، بس يحز في نفسك إن اللي ترصد لك واحد منك وفيك'. ومع شديد الأسف، هناك الكثير من القصص التي عاشها بحرينيون في أماكن العمل وعانوا من ممارسات الاستهداف والتنكيل و 'التطفيش'، وبالطبع، تصبح أشد وطأة حينما تكون من مسؤول بحريني، أما المسؤول الأجنبي فقد يمارس هذا السلوك لكن حينما تدقق في الوضع، تجد أيضًا أن صاحب العمل البحريني هو من ترك له 'الخيط والمخيط' كما نقول بالعامية. وفي الغالب، لا يتبع الموظف أو الموظفة المستهدفين اللوائح والإجراءات، إما جهلًا بها أو يعلمون بها لكنهم يخشون تبعات تلك الإجراءات، فالقانون يحمي البحريني في حال تعرضه لسوء معاملة في العمل من قبيل الاستهداف والتضييق والاعتداء والإساءة، سواء كانت جسمانية أو معنوية أو لفظية، أو إساءة استخدام السلطة الإدارية في المعاملة، وقانونيًّا، وهذا حق للموظفين، بالإمكان اللجوء إلى الجهات الرسمية. وهذا الإجراء يعني بالمقام الأول أن يعرف الموظفون حقوقهم، وبالتالي، عليهم توثيق كل إساءة بالمراسلات والشهود والتقارير.. فهل ذلك ممكن على أرض الواقع؟ سنقرأ الإجابة في مضمون السطور التالية. بالإمكان الدخول إلى الموقع الإلكتروني لوزارة العمل، واختيار قسم التسجيل والبت في شكاوى العاملين بالقطاع الخاص بالنسبة للموظفين والموظفات والعمال الذين يعانون من مشاكل في عملهم، وطبق قانون العمل رقم (36) لسنة 2021 والقرارات المنظمة له، فإن التحقيق في الشكاوى التي يتقدم بها العاملون في القطاع الخاص، يمهّد الطريق للوصول إلى الحلول التوافقية والقانونية لحل الشكوى بين العامل والمنشأة، علاوة على إمكانية تقديم الشكوى حضوريًّا بالوزارة. سواء كان المسؤول بحرينيًّا أم أجنبيًّا، فإن هناك العديد من القصص المقروءة أو المسموعة من قبيل 'الاستهداف بالتطفيش'! وتتعدد أشكال التضييق على الموظفين في بعض الأحيان بأساليب لا تخالف الأنظمة والقوانين فحسب، بل تخالف حتى القيم الاجتماعية والعلاقات وحق الإنسان في العيش الكريم وكسب لقمة عيشه بكرامة، وهو ما يتسبب في اضطراب بيئة العمل وينتج عنه رفع الشكاوى أو التقاعد أو الاستقالة، وربما تسبب هذا الوضع في صدام بين مسؤول وموظف قد يصل للاشتباك بالأيدي! وقد تفقد المؤسسة كفاءات وخبرات والسبب الجوهري هو افتقار المسؤول للقدرة القيادية والإدارية في حل المشكلات. خصمك القاضي! والسؤال:'هل يمكن اعتبار التضييق واستخدام أساليب التطفيش ظاهرة في سوق العمل خصوصًا من جانب المسؤولين عن الموارد البشرية من غير البحرينيين؟'، وفي إجابته، يقول رئيس نقابة المصرفيين البحرينية والأمن العام المساعد للشباب في الاتحاد العربي لعمال المصارف والتأمينات والأعمال المالية هيثم الرشدان: 'إذا كان خصمك القاضي، فمن تُقاضي؟ كيف يُنصفك مدير أجنبي إن وضعك في باله سلبًا؟'. ثم يثير نقطة صريحة حول نزاهة التقييم الوظيفي عندما يكون الرئيس التنفيذي أجنبيًّا والمسؤول عن التوظيف بحرينيًّا تابعًا له في التقييم السنوي، فمن المهم يكون تقييم إدارة الموارد البشرية مباشرًا من مجلس الإدارة على غرار المدقق الداخلي، كما يرى أن الأجنبي قد يتحول إلى 'قنبلة موقوتة'! لأن الإحلال الوظيفي لا يعني فقط توظيف المواطن بل هو استثمار مباشر في استقرار الاقتصاد. عصا موسى ويضيف يقوله: 'لا نحتاج إلى 'عصا موسى' لاكتشاف التحيز.. فقط ألق نظرة على الهيكل الوظيفي وستفهم'، وربما يشخص الرشدان هذه الحالة في القطاع المصرفي وما يحدث في بعض المصارف، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى البحرنة ثم البحرنة! فيشرح بقوله: 'البحرنة ليست مستحيلة، بل يمكن تطبيقها كما حدث في تجارب ناجحة بدول خليجية شقيقة، إلا أن الواقع يكشف عن تحيّز واضح لصالح بعض الجنسيات الأجنبية، حيث تسود 'مافيات وظيفية' تهيمن على مفاصل إدارية حساسة في القطاع المصرفي على سبيل المثال'. ومن الأمثلة الواقعية التي يلفت لها الرشدان هي أن إدارة المخاطر في الكثير من المصارف مسيطَر عليها بالكامل من قِبل الأجانب، وهو أمر يتطلب تدخّل الجهات الرقابية وتفعيل دور إدارة الموارد البشرية في بحرنة هذه الأقسام، مطالبًا بإشراك النقابات في إيصال صوت العمال إلى المشرّعين وضرورة وجود قيادات بحرينية تفرز أجيالًا من الكفاءات الوطنية. العمالة الرخيصة 'المافيات تغلفها الخصخصة.. والنتيجة هي تطفيش البحرينيين'.. في هذا الجانب يتحدث رئيس النقابة العامة لعمال 'أسري' جاسم محمد عتيق العميري الذي يرى أن سبب سيطرة العمالة الأجنبية ليس الكفاءة، بل تمويه اقتصادي تحت مظلة 'العمالة الرخيصة'، التي يفضّلها القطاع الخاص هروبًا من الالتزامات المالية والأخلاقية تجاه الموظفين، ويوضح أكثر بالقول: 'الأجنبي يأتي بمبدأ الخضوع والطاعة، ورب العمل يحتفي به أكثر من ابن البلد'. ويؤمن العميري بأن الشخصية البحرينية أقوى، وهذا ما يجعل أصحاب العمل ينفرون منها، لأن البحريني لا يتغاضى عن الأخطاء، بينما الأجنبي يتغاضى ويغطي على العيوب، ويتم تهميش المواطن عمدًا لخلق صورة ذهنية أنه لا يصلح، بينما الأجنبي 'حريص' على العمل، وفيما يتعلق بسيطرة الأجانب على المناصب، حيث يتعمد البعض جلب أفراد من جنسيته وتوظيفهم ضمن حلقات مغلقة، ما يشكّل نوعًا من الإقصاء الممنهج للبحرينيين، مشيرًا إلى أن شهادات الأجانب لا تُدقق كما تُدقق شهادات البحريني. ولدى العميري مجموعة من الرسائل الواضحة والمباشرة، منها أن البحرنة لا يجب أن تكون شعارًا، بل سياسة ثابتة تُترجم إلى أرقام وهيكل وظيفي، ولابد من تدخل تشريعي حازم لمراقبة نسب البحرنة، خصوصًا في المناصب القيادية والوظائف الإشرافية، ويجب فرض عقوبات حقيقية على الشركات المخالفة لسياسات التوظيف الوطني، وتفعيل دور النقابات في إعداد تقارير مهنية تُرفع إلى مجلس النواب والحكومة بشكل دوري. ويختم بالقول: 'القضية ليست في كفاءة البحريني، بل في بيئة وظيفية يُعاد تشكيلها بشكل يعيق فرصه.. البحرنة لا تتطلب شعارات بل آليات رقابية فعّالة، وإرادة سياسية تُنصف المواطن وتحمي كرامته'.


البلاد البحرينية
منذ 40 دقائق
- البلاد البحرينية
عبدالنبي الشعلة في رحاب سلطنة عمان.. عندما تصبح المذاهب مدارس وليست متاريس الأحد 22 يونيو 2025
قضيت ثلاثة أيام ممتعة، خلال الأسبوع الماضي، في سلطنة عمان الشقيقة، منها يوم الأحد الذي كان مقررًا له أن يكون اليوم الذي ستعقد فيه الجولة السادسة من المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية، التي تعقد تحت الرعاية العمانية، والتي تم إلغاؤها بعد أن نشبت الحرب بين إيران وإسرائيل قبلها بيومين. ومنذ منتصف السبعينات من القرن الماضي وأنا أزور عمان بشكل منتظم، أو بين فترة وأخرى، وأستطيع أن أدعي أنني، من بين الملايين، من شهود العيان على ما شهدته عمان من تطور ونمو مطرد على كافة الأصعدة والمحاور، في مسيرة زاخرة أرسى قواعدها وقادها، لما يقرب من نصف قرن، صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، الذي سلم رايتها، بعد أن اختاره الله إلى جواره في العام 2020، إلى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ووفقه وسدد خطاه. نعم، كل شيء في عُمان ينمو ويتطور ويتغير بوتائر متسارعة، باستثناء شيء واحد ظل ثابتًا لا يتبدل: طبيعة الإنسان العُماني. فقد ظل هذا الإنسان وفيًّا لجوهره، متمسكًا بصفاته الأصيلة من طيبة وتواضع ودماثة خُلق وكرم وأريحية قلّ نظيرها. ويمكنني، دون تردد أو مبالغة، أن أقول إن هذه الخصال الحميدة تكاد تكون سمة عامة لدى جميع العُمانيين، من الوزير إلى الموظف البسيط، ومن الغني إلى الفقير، ومن المدير إلى سائق التاكسي، وفي كل زاوية من زوايا السلطنة الرحبة. وإضافة إلى التعرف على بعض جوانب التطور الصناعي في صحار، فقد حرصت هذه المرة على التعرف والاطلاع بشكل أقرب على المزيد من المعلومات والحقائق عن المذهب الإباضي، الذي يُعرف أتباعه أيضًا باسم 'أهل الحق والاستقامة'، والذي تعتبر سلطنة عمان، حاضنته أو حاضرته، وإن شئت أن تقول هو مذهب الدولة، رغم أن العمانيين لا يحبذون ادعاء ذلك، ولا يهتمون بالإجابة حتى عن نسبة الإباضية بين السكان، بحيث تراوحت التقديرات التي سمعتها بين 45 % و70 %. ولطالما رغبت، ولا أزال، في التعرّف بشكل أعمق على هذا المذهب الإسلامي، انطلاقًا من اهتمامي بقضايا الحوار، والتفاهم، والتعايش، والتواصل، والتقريب بين المذاهب والمعتقدات، على قاعدة الاحترام المتبادل. وهو هدف نبيل لا يتحقق إلا من خلال تعزيز المعرفة، وتكثيف الجهود للتعريف بحقائق هذه المذاهب بعيدًا عن الصور النمطية أو الأحكام المسبقة. فالجهل بالآخر هو البوابة الكبرى لسوء الفهم، وللاختلاف الممزِّق، وربما للتنافر والكراهية والبغضاء. ومن هنا، فإن أفضل السبل للتعرف على أي مذهب أو معتقد إنما تكون عبر العودة إلى مصادره الأصلية، والاستماع إلى علمائه ومثقفيه، أي أن نعرف 'منهم' لا 'عنهم'. وقد قرأت كثيرًا عن المذهب الإباضي، مستفيدًا من مصادر متنوعة، بعضها من داخل المذهب ذاته، وبعضها من مناوئيه الذين كثيرًا ما ينظرون إليه بعدسة الخلاف العقائدي أو السياسي. وفي زيارتي الأخيرة إلى مسقط، واستجابة لرغبة شخصية في فهم أعمق، رتّب لي أحد الأصدقاء المقربين لقاءً مع مجموعة من المثقفين والمطلعين من أتباع هذا المذهب، فدار بيننا حوار ممتد وصريح. بدأت الحديث بسؤال مباشر قد يُعدّ استفزازيًا: ما حقيقة ما يُشاع عنكم من أنكم امتداد للتيار الخارجي؟ وهل صحيح أنكم تكفّرون بعض كبار الصحابة، وعلى رأسهم الخليفة الراشد عثمان بن عفّان، والإمام علي بن أبي طالب، إلى جانب الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان؟ جاءت الإجابات هادئة وعميقة، عكست حرصًا على التوضيح لا التبرير. أكد الحضور أن المذهب الإباضي يرفض الوصم بالخارجية، رغم الجذور التاريخية المشتركة في المراحل المبكرة، وأنهم لا يكفّرون أحدًا من الصحابة، بل يميزون بين الموقف السياسي والاجتهادي، وبين الانتماء العقدي. كما أوضحوا أن الإباضية يتعاملون مع سيرة الخلفاء والصحابة من منظور 'الولاية والبراءة' لا من منظور التكفير أو التفسيق، ويؤمنون بأن لكل مرحلة ظروفها، ولكل اجتهاد مآله. وبعد نقاش علمي، عقلاني ورصين، وتعزيزًا لما كنت قد اطّلعت عليه من قبل، وصلتُ في نهاية الحوار إلى خلاصة راسخة بأن المذهب الإباضي اليوم يُعد من المذاهب الإسلامية المنتمية بصفاء وصدق إلى بوتقة الإسلام الحنيف، بل ومن أكثر المذاهب جنوحًا نحو التسامح، والتعايش، والسلم، والاعتدال. ولعل أبلغ دليل على ذلك هو ما يتمتع به المجتمع العُماني من حالة متميزة من الانسجام والوئام، حيث يتعايش أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة، من إباضية وسُنة وشيعة، في نسيج اجتماعي متماسك، تحكمه روح الاحترام المتبادل وتظلله مظلة المواطنة الجامعة. صحيح أن الجذور التاريخية للمذهب الإباضي تعود إلى الفترة التي أعقبت معركة صفّين، حين خرجت جماعة من جيش الإمام علي بن أبي طالب احتجاجًا على القبول بالتحكيم بعد أن رفع جيش معاوية المصاحف على أسنّة الرماح، فرفعت المجموعة الخارجة حينها شعار 'إن الحكم إلا لله'، وهي العبارة التي وصفها الإمام علي بأنها 'كلمة حق يُراد بها باطل'. لكن بينما انجرت معظم فرق الخوارج لاحقًا إلى العنف وسفك الدماء، كالأزارقة والصفرية وغيرهم، ظهرت فرقة منهم رفضت هذا النهج الدموي، وكان على رأسها أبو بلال مرداس بن حدير، الذي دعا إلى عدم استحلال دماء المسلمين، واتبعه مناصروه فيما عُرف لاحقًا بفرقة 'القَعَدة'، وهو وصف استخفّ به بهم الخوارج الآخرون، لقعودهم عن استخدام السيف ضد مخالفيهم. ومن هذا التيار السلمي نشأ لاحقًا المذهب الإباضي، نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي، الذي عُرف كأحد أبرز المنظّرين والدعاة، بينما يرى الإباضيون أن المؤسس الحقيقي لمذهبهم هو التابعي الجليل جابر بن زيد الأزدي، الذي يُعد من كبار علماء التابعين، وقد نهل من علم ابن عباس، وروى الحديث عن عدد من الصحابة، وتميّز بعقلانية منهجه واتزانه الفقهي. لم يكن المذهب الإباضي مجرد منظومة عقدية وفقهية، بل كان عاملًا أساسيًا في تشكيل ملامح الشخصية العُمانية، وبناء الدولة الحديثة التي تميزت بخصوصية واضحة في نهجها السياسي والاجتماعي. فالإباضية، بما يحملونه من قيم الشورى، والزهد، والعمل، والمسؤولية الجماعية، أسهموا في ترسيخ ثقافة سياسية تقوم على التوازن والاعتدال، وتنبذ الغلو والتطرف. وقد تجلّت هذه الروح في التاريخ السياسي العُماني، لاسيما في تجربة 'الإمامة' التي قامت على مبدأ اختيار الإمام بالشورى لا بالوراثة، وما رافقها من نظام حكم أقرب إلى فكرة التعاقد الاجتماعي. كما أن الفكر الإباضي طوّر منظومة فقهية أصيلة، ركزت على الاجتهاد والمصلحة العامة، وأسهم علماؤه، مثل نور الدين السالمي، ومحمد بن يوسف أطفيش، وغيرهم، في إثراء الفكر الإسلامي بكتابات تجمع بين عمق الفقه ونقاء الروح. وفي الحاضر، تتجلى هذه القيم في سياسة سلطنة عُمان التي تتسم بالحياد الإيجابي، والدبلوماسية الهادئة، والانفتاح على الجميع دون الوقوع في الاستقطابات المذهبية أو السياسية. وهو ما جعل عُمان نموذجًا فريدًا في المنطقة، يجسّد الإمكانات الكامنة للتعدد المذهبي حين يُدار بالحكمة، ويُحاط بالثقة والتقدير المتبادل. إن التجربة العمانية، بما تحمله من تراث إباضي عريق وروح وطنية جامعة، تقدّم للعالم الإسلامي نموذجًا جديرًا بالتأمل والاحتذاء. نموذج يثبت أن التعددية المذهبية ليست عبئًا على وحدة الأمة، بل هي مصدر ثراء فكري وروحي، متى ما أحسنّا إدارتها، وأخلصنا النية في تحويل الخلاف إلى اختلاف بنّاء، لا إلى شقاق مدمّر. لقد آن الأوان لأن نخرج من أسر التصنيفات الضيقة، وننفض عن وعينا غبار القرون التي اجترّت الخلاف وأوغلت في الاتهام والإقصاء. فالإسلام الذي وسِع الصحابة باختلاف اجتهاداتهم، وأئمة المذاهب بتباين آرائهم، هو الإسلام نفسه الذي لا يزال يتسع لكل مخلص في عقيدته، صادق في إنسانيته.


الوطن
منذ ساعة واحدة
- الوطن
التلفزيون الرسمي الإيراني: انطلاق الموجة 19 من عملية الوعد الصادق 3
أعلن الحرس الثوري الإيراني، عبر التلفزيون الرسمي الإيراني، بدء موجة جديدة من الهجمات على إسرائيل، ضمن عملية «الوعد الصادق 3». وأفاد التلفزيون بأن الموجة الـ19 من العملية قد انطلقت، دون تقديم تفاصيل إضافية عن طبيعة الهجمات أو أهدافها.