
وزير النقل والأشغال العامة لـ" 26 سبتمبر ": تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء الدولي انتصار جديد للإرادة اليمنية
أكد وزير النقل والأشغال العامة الأستاذ محمد عياش قحيم أن الجهود التي بذلتها قيادة الوزارة وطواقهما في الجهات التابعة لها قد نجحت بفضل الله في تجاوز آثار وتداعيات العدوان الصهيوني السافر على مطار صنعاء الدولي .
موضحا أن الإصلاحات والأعمال التي تم القيام بها ضمن خطة الطوارئ قد جعلت المطار يستعيد نشاطه في استقبال الرحلات الجوية في وقت قياسي.
وأوضح الوزير قحيم أن تعمد الاحتلال قصف الأعيان المدنية يعكس فشله الذريع في التأثير على القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية . وأشار إلى أن ما أقدم عليه الاحتلال الصهيوني بقصف الأعيان المدنية يعد جريمة حرب لا تسقط بالتقادم .
وبين في الحوار الذي خص به «26 سبتمبر» أن الإحصائيات الأولية تشير إلى أن الخسائر المادية التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي بلغت حوالى 500 مليون دولار ..
قضايا ومواضيع هامة تم التطرق في الحوار إلى التفاصيل :
حاوره - محمد الزعكري
*بداية نود الحديث حول الأضرار التي طالت مطار صنعاء الدولي بسبب الغارات الجوية لكيان العدو الصهيوني؟
- العدوان الصهيوني السافر الذي استهدف مطار صنعاء الدولي بعدد من الغارات الجوية تسبب في تدمير مباني المطار والصالات والمدرج الرئيسي وبرج المراقبة ومنظومات الكهرباء والرادارات وأجهزة الملاحة الجوية، مما أدى إلى توقف الرحلات المدنية والإنسانية، خاصة إلى الأردن، وتوقف حركة سفر المرضى والطلاب والمغتربين.
وتحملاً للمسؤولية واستجابة لتوجيهات السيد العلم حفظه الله ورعاه والأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى بسرعة معالجة أضرار العدوان الصهيوني عملت الوزارة عبر هيئاتها ومؤسساتها ممثلة بالهيئة العامة للطيران والعاملين في مطار صنعاء الدولي وكذلك المؤسسة العامة للطرق والجسور وصندوق صيانة الطرق على تأهيل مطار صنعاء في أقرب وقت وبجهود متواصلة على مدار الساعة
* كيف تم التغلب على آثار وتداعيات العدوان الصهيوني على مطار صنعاء الدولي؟
- تم التغلب على آثار وتداعيات العدوان الصهيوني على مطار صنعاء بتطبيق خطة الطوارئ التي اتخذتها قيادة الهيئة العامة للطيران وقيادة المطار لمواجهة مثل هذه الظروف وكذلك بجهود العاملين والفنيين والمهنيين القائمين على العمل في مطار صنعاء وتشكيل فرق عمل متواصلة تعمل على مدار 24 ساعة في اليوم بشكل متواصل لإزالة آثار ما خلفه ودمره العدوان وإصلاح وإعادة بناء المدرج والصالات وكل ما دمره العدوان بمطار صنعاء الدولي من جديد لإعادة التشغيل ونشكر القائمين على ذلك وعلى رأسهم أخي الأستاذ يحيى السياني ـ نائب وزير النقل والأشغال العامة ـ رئيس الهيئة العامة والذي أعطى كل جهده ليكون إلى جانب القائمين على تأهيل المطار.
وبالتأكيد فإن الاهتمام بجاهزية المطار كانت كبيرة من القيادة الثورية والسياسية ومن حكومة التغيير والبناء وقد زارنا في ميدان العمل عضو المجلس السياسي الأعلى الشيخ سلطان السامعي ورئيس حكومة التغيير والبناء الأستاذ أحمد الرهوي الذي أشرف على العمل وعلى إعادة افتتاح المطار هو ونائبه الأول العلامة محمد مفتاح والعديد من وزراء ورجال الدولة الذين كانوا إلى جانبنا في عملية البناء والتأهيل وإعادة الجاهزية .
* هل لديكم إحصائية أولية عن الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن استهداف العدو للمنشآت الحيوية في بلادنا؟
- تسبب قصف العدوان الإسرائيلي على المطار بحدوث خسائر بشرية ومادية وكحصيلة أولية فيما يتعلق بالشهداء والجرحى الذين وصولوا إلى المستشفيات فقد أكد البيان الصادر عن وزارة الصحة والبيئة أن عددهم وصل إلى حوالى سبعة شهداء و94 جريحا .
أما فيما يتعلق بالخسائر المادية التي طالت البنية التحية لمطار صنعاء الدولي فقد بلغت حوالى 500 مليون دولار .
* كم عدد الطائرات المدنية التي دمرها العدو في مطار صنعاء .. وهل هناك تأمين على هذه الطائرات؟
- عدد الطائرات المدنية التي دمرها العدو في مطار صنعاء استهداف مباشر هي كتالي :
- عدد ثلاث طائرات في الخدمة وهي طائرة إيرباص 330 وطائرتان إيرباص 320.
- عدد ثلاث طائرات خارج الخدمة بسبب الحصار وهي طائرة إيرباص 310 وطائرة بوينغ 727 وطائرة شحن.
أما بالنسبة لمسألة تأمين الطائرات فأسطول طائرات الشركة اليمنية للطيران مؤمن عليه كون الشركة تعمل بمهنية ووفق الأطر والنظم القانونية التي تنظم الملاحة الجوية في جميع أنحاء العالم .
* وحجاج بيت الله الحرام يستعدون لأداء مناسك الحج بالسفر جوا عبر مطار صنعاء الدولي إلا أن هناك من يشككون بجاهزية المطار لاستقبال ومغادرة الرحلات الجوية ؟
- بالنسبة لمن يشككون في جاهزية المطار لاستقبال ومغادرة الرحلات الجوية نقول لهم لا داعي للتشكيك في جاهزية مطار صنعاء الدولي لاستقبال ومغادرة الرحلات فقد أثبت المطار جاهزيته الأسبوع الماضي من خلال استقبال المطار لطائرات الأمم المتحدة وأيضا استقبال المطار للرحلات المدنية لأربعة أيام متواصلة عبر طائرة الخطوط الجوية اليمنية صنعاء عمان والعودة لعدد من المرضى والمسافرين وبالتالي فقد أصبح المطار جاهزا للقيام بتفويج الحجاج إلى بيت الله الحرام عبر رحلات شركة الخطوط الجوية اليمنية من صنعاء إلى جدة وفق الجدول الذي تم وضعه للرحلات الجوية ولذلك يعد تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء الدولي انتصارا جديدا للإرادة اليمنية .
وقد غادرت أولى رحلات تفويج الحجاج عبر المطار يوم السبت 26 ذي القعدة 1446هـ وستسمر الرحلات يوميا حتى استكمال تفويج عدد 2000 حاج .
* برأيك لماذا تعمد العدو الصهيوني استهداف الأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي والإنساني ؟
- اتجه العدو الصهيوني لما يتقنه ويقوم به منذ إنشائه وهو الإرهاب وترهيب الناس واستهداف الأعيان المدنية بعد أن فشل في إيقاف العمليات العسكرية في البحر الأحمر وكذلك فشل منظوماته الدفاعية في التصدي للصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة اليمنية التي استطاعت بفضل من الله وتوفيقه أن تصيب أهدافها بدقة عالية في عمق المناطق الفلسطينية المحتلة محققة بذلك معادلة ردع ورعب للكيان الغاصب وفرضت عليه حظرا بحريا وجويا على مطار" اللد "وأيضا على ميناء حيفا الذي دخل ضمن دائرة الاستهداف المباشر والحظر البحري بعد أن أعلنت قواتنا المسلحة توسيع مجال الحظر بحرا وجوا على الاحتلال ليلحق ميناء حيفا بميناء أم الرشراش ( ايلات) الذي سبق وأن خرج عن الخدمة وأصبح خاويا على وقع الضربات الموجعة التي طالته من القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التابع لقواتنا المسلحة .
هذه الضربات المتتالية جعلت من العدو الصهيوني يلجأ إلى قصف وتدمير الأعيان المدنية بعد أن فشل فشلا ذريعا في الحد أو التأثير على العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية إسنادا للشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر في قطاع غزة .
* كيف أثرت العمليات العسكرية لقواتنا المسلحة على الملاحة البحرية والجوية للعدو الصهيوني بعد توسيع مجال الحظر المفروض عليه ؟
- الحصار المفروض على كيان العدو من قبل القوات المسلحة اليمنية كبد العدو الاسرائيلي المحتل خسائر فادحة وتسبب في شلل وجمود لموانئ فلسطين المحتلة وقد تسبب الحصار بخسائر كبيرة على اقتصاد العدو الإسرائيلي بعد أن توقف ميناء أم الرشراش (إيلات) وبعد أن دخل ميناء حيفا ومطار اللد ضمن دائرة الحظر وبعد أن علقت العديد من شركات الطيران العالمية رحلاتها الجوية من وإلى مطار اللد وكذلك حركة السفن التي توقفت عبر البحر الأحمر وحاليا ميناء حيفا الذي سيلحق بميناء أم الرشراش إن شاء الله .
وبالتأكيد أن استمرار فرض الحظر الجوي والبحري على الاحتلال الصهيوني قد ضاعف الخسائر على العدو إضافة إلى الرعب الذي يشهده المستوطنون وشعورهم بالقلق الوجودي فالملايين منهم يهربون الملاجئ كل يوم، وقد تبددت أحلام المهاجرين اليهود لفلسطين المحتلة بعد أن تأكد لهم أنهم لن يكونوا في أمن وسلام بعد اليوم وهناك أخبار تشير إلى مغادرة العشرات من اليهود إلى خارج المناطق الفلسطينية المحتلة .
ولذلك فقد بات المستوطنون في قلق دائم وإحباط بعد فقدانهم للأمن وعدم الثقة في حكومتهم وجيشهم المنهار والمتهالك وما خروج المظاهرات المنددة بسياسية الأرعن نتيناهو إلا أحدى المؤشرات على أن كيان العدو الغاصب إلى زوال بإذن الله .
* كلمة تود الحديث عنها لم نتطرق لها في هذا اللقاء؟
- أود من خلال منبر 26 سبتمبر أن أقدم جزيل الشكر لكل من شارك في إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي وجعله جاهزاً لاستقبال الرحلات الجوية من جديد، وأخص بالشكر الهيئة العامة للطيران المدني وإدارة مطار صنعاء وكافة العاملين فيهما وكذلك مؤسسة الطرق والجسور وصندوق صيانة الطرق وكافة الفنيين من مهندسين وميكانيكيين وكافة العمال المهنيين وكل الشكر والتقدير للأخوة في مكتب الأشغال وعمال النظافة وكل من ساهم بتوفير المعدات لرفع الركام.. وكذلك المواقع والقنوات الإخبارية التي واكبت الحدث ووثقت الإنجاز.. كما أريد أن أنوه إلى الموقف المشرف والذي نؤيده ونسانده بكل جوارحنا وهو موقف القيادة والشعب والقوات المسلحة في مساندة فلسطين عسكريا بالعمليات النوعية التي تدك عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى جانب الموقف المشرف للشعب اليمني الذي يحتشد بالملايين تضامنا مع مظلومية غزة والشعب الفلسطيني ورفضا لجرائم الإبادة التي ترتكبها العصابات الصهيونية المارقة .
وفي الختام نجدد التأكيد بأننا سنكون بإذن الله عند مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا وعند حسن ظن وثقة القيادة الثورية والسياسية بنا وسنكون على الدوام مخلصين اوفياء متفانين في خدمة الوطن والشعب وبناء وتنمية ونهضة بلادنا، وعلى استعداد دائم لبذل ارواحنا ودمائنا وكل ما نملك جهاداً في سبيل الله ودفاعاً عن الوطن والشعب والتصدي لكل الأعداء والمعتدين المتربصين ببلادنا شرا، وسنكون كذلك على الدوام رهن إشارة القيادة الثورية والسياسية والعسكرية، هذه القيادة العظيمة والشجاعة والحكيمة التي نعتز بها ونفاخر بمواقفها المشرفة في مناصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وكان أعظم وأشرف موقف هو الانخراط والدخول في معركة المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني ومع داعميه من قوى الطغيان والعدوان والاستكبار العالمي وعلى رأس هذه القوى أمريكا رأس الشر والشيطان الأكبر التي كسرنا شوكتها والحقنا بها هزيمة نكراء وساحقة في المواجهة البحرية واجبرناها على وقف عدوانها على بلادنا وأتت ذليلة خاضعة عبر وساطة الأشقاء في سلطنة عمان تطلب وقف استهداف سفنها مقابل وقف عدوانها علينا وذلك بعد أن نكلنا ببوارجها ومدمراتها وحاملات طائرات في البحرين الأحمر والعربي. كما نوكد لشعبنا العزيز وللسيد القائد العلم اننا في قيادة وزارة النقل والأشغال العامة سنكون عند حسن ظنه.. فنحن نعتبر عمل الوزارة جبهة من جبهات مواجهة العدوان كما نؤكد وقوفنا خلف هذه القيادة الملهمة الحكيمة الشجاعة والشريفة التي من الله بها علينا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ ساعة واحدة
- 26 سبتمبر نيت
الرئيس المشاط يعزّي في وفاة عضو مجلس النواب الشيخ علي الخبال
بعث فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، برقية عزاء ومواساة في وفاة عضو مجلس النواب الشيخ علي بن علي محمد الخبال عن عمر ناهز الـ 58 عامًا بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن. وأشاد فخامة الرئيس في البرقية التي بعثها إلى شقيقي الفقيد محمد الخبال عضو محلي محافظة الحديدة وعبدالحق الخبال مدير مديرية الضحي، وأولاده صدام وطه ونصر علي الخبال، وأفراد الأسرة، بمناقب الفقيد وإسهاماته في خدمة وطنه ومجتمعه، حيث كان شيخ عزلة العطاوية بمديرية الزيدية، وشخصية قبلية لها أدوار بارزة في معالجة القضايا المجتمعية وإصلاح ذات البين. وأشار إلى أدوار الفقيد البرلمانية، حيث كان عضوًا بمجلس النواب عن الدائرة الانتخابية "188"، كما كانت له مواقف وطنية مشرفة في مناهضة العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي مؤكداً أن رحيله مثل خسارة على محافظة الحديدة خاصة والوطن بصورة عامة. وعبر الرئيس المشاط عن صادق العزاء وعميق المواساة لشقيقي الفقيد وأولاده وأفراد الأسرة وآل الخبال كافة بهذا المصاب.. سائلا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. "إنا لله وإنآ إليه راجعون".


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 2 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
الإعلام العبري يعبّر عن قلقه من الرد اليمني بعد قصف مطار صنعاء
القدس المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية// أعربت وسائل إعلام عبرية عن قلق متزايد من الرد اليمني المحتمل عقب استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي مطار صنعاء الدولي، في تصعيد اعتبرته حكومة كيان الاحتلال رسالة ضغط على موقف صنعاء الداعم للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وفي هذا السياق، قالت قناة 'كان' العبرية الرسمية، إن جماعة 'أنصار الله' في اليمن ستواصل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه 'إسرائيل' رغم الضربات الجوية التي طالت مطار صنعاء. وأضافت القناة: 'المشكلة مع أنصار الله أنهم لا يملكون بنية تحتية عسكرية تقليدية يمكن استهدافها أو ردعهم من خلالها، ما يعقّد قدرة إسرائيل على توجيه ضربة مؤثرة توقف هجماتهم'. ويعكس هذا التصريح مأزقًا استراتيجيًا تعانيه قوات الاحتلال الإسرائيلي في تعاملها مع التهديد القادم من اليمن، إذ لا تعتمد قوات صنعاء على قواعد عسكرية مكشوفة، بل تستخدم تكتيكات حربية غير تقليدية ضمن معادلة 'ردع من دون تموضع ثابت'، ما يصعّب على كيان الاحتلال تحقيق أهداف واضحة عبر الضربات الجوية. وفي السياق، أكدت صنعاء استمرار دعمها العسكري والسياسي للمقاومة الفلسطينية، معتبرة أن قصف مطارها لن يغيّر من موقفها الثابت، ما ينذر بجولة جديدة من التصعيد اليمني في ظل اتساع رقعة المواجهة إقليميًا.


المشهد اليمني الأول
منذ 3 ساعات
- المشهد اليمني الأول
حرب غزة: مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن
قيام أنصار الله باستهداف 'إسرائيل'، يمنحها شرعية في نظر شريحة من المجتمع اليمني، وكذلك هم باتوا محط افتخار من قبل شرائح واسعة من الشعوب العربية التي تنظر إلى غزة بعين 'العاجز' عن إيقاف حرب الإبادة. يستمر إطلاق الصواريخ اليمنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعهدت حركة أنصار الله اليمنية باستمرار هجومها على 'إسرائيل' ما دامت حرب الإبادة مستمرة على قطاع غزة، وذلك بالرغم من قيام الاحتلال الإسرائيلي بشنّ غارات على اليمن إحداها في 6 أيار/مايو الحالي، ألحقت أضراراً بالمطار الرئيسي في العاصمة صنعاء وأدت الى استشهاد عدد من المدنيين اليمنيين. وبالرغم من الضربات الأميركية (سابقاً) والإسرائيلية المستمرة منذ آذار/ مارس 2025، وبالرغم من قوتها، والتكاليف المادية والبشرية اليمنية، من غير المتوقع أن تؤثر الضربات الجوية استراتيجياً على القوة اليمنية، أو تثني اليمنيين عن الدفاع عن أنفسهم أو عن القيام بردود أفعال عسكرية انتقامية مقابلة. إن محاولة فهم استعصاء جبهة اليمن أمام التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة 'حارس الازدهار' و 'إسرائيل'، يتطلب فهماً معمقاً لتركيبة اليمن السياسية والاجتماعية والجغرافية، وكذلك لطبيعة جماعة أنصار الله الحوثية وأسلوبها في القتال، وهي على الشكل التالي: 1- الجغرافيا المعقدة تمتلك اليمن تضاريس جبلية معقدة تُصعّب العمليات العسكرية التقليدية وتعطي أفضلية لليمني للتخفي وتعيق فعالية الضربات الجوية التي اعتمد عليها الأميركيون والإسرائيليون في هجومهم على اليمن. كذلك، تشكّل الجبال الوعرة والمرتفعات عوائق طبيعية تسهم في منح ميزة قتالية في الحروب كافة. هذه التضاريس توفر غطاءً طبيعياً ممتازاً للتمركز، والانسحاب، وإعادة الانتشار، كما تعيق فعالية الطيران والاستطلاع، وهنا، يمكن أن نقول إن الأميركي والاسرائيلي وقبلهما التحالف الدولي لم يستفيدوا من الدروس التاريخية للقتال في اليمن. 2- الأساليب القتالية بسبب الحرب التي يخوضونها منذ عام 2015، طوّر اليمنيون أساليبهم العسكرية التي تجعل إمكانية هزيمتهم صعبة. يمتلك اليمنيون بنية تحتية عسكرية مرنة ومنتشرة في مناطق متفرقة من الجغرافيا التي يسيطرون عليها في اليمن، ويعتمدون على التخفي، التمويه، واللامركزية القتالية والعسكرية، لذا فإن الضربات لم تؤثر على قدرتهم على إطلاق الصواريخ على تل أبيب واستهداف الطائرات الأميركية في البحر، وإسقاط الطائرات المسيّرة بدقة. 3- العوامل المجتمعية والعقائدية المجتمع اليمني قبلي بطبعه، ويتمتع بتماسك اجتماعي يمنح جماعة أنصار الله الحوثية حاضنة مجتمعية يصعب اختراقها، ويمنع الاقتتال الأهلي الذي يمكن توظيفه من قبل استخبارات خارجية لإضعاف جماعة ما. زد على ما سبق، أن اليمنيين لا يقاتلون 'إسرائيل' والأميركيين من أجل مصالح سياسية، بل يعتبرون أنفسهم في 'حرب مقدسة' لنصرة فلسطين، ما يجعل المقاتل أكثر استعدادًا للتضحية، وأكثر صبرًا على المعاناة، ويعزز من قدرته على الصمود أمام الحصار والهجمات الجوية التي حصلت، والتي أضرّت بالبنية التحتية وأدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين. 4- الدعم الخارجي أي جماعة مقاتلة لا تمتلك عمقاً استراتيجياً أو تتلقى دعماً خارجياً لا تستطيع أن تصمد طويلاً في مواجهة 'أكبر قوة عسكرية في العالم وأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط'، لذلك فإن الدعم الذي تتلقاه جماعة أنصار الله الحوثية من الخارج يشكّل عاملاً مساعداً في ذلك الاستعصاء، لكنه ليس العامل الحاسم. اعتمد اليمنيون على تطوير محلي لأسلحة متقدمة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة، مستفيدين من الهندسة العكسية للأسلحة المهرّبة واستنساخ تقنيات إيرانية وصينية، إضافة إلى تصنيع محلي للأسلحة باستخدام مواد بسيطة ومكونات تجارية متاحة. وعليه، من المرجّح أن تستمر جبهة اليمن في إسناد غزة ودعم الفلسطينيين في الصراع مع 'إسرائيل'، وذلك لعدة عوامل أهمها: أولاً: رغبة جماعة أنصار الله في عدم التخلي عن الفلسطينيين في ظل تعرضهم لحرب إبادة. بعد تعرّض أطراف 'محور المقاومة' لضربات كبرى، وفي ظل انشغال إيران بمفاوضات ملفها النووي، يبقى اليمني هو الطرف الوحيد (في المحور) القادر والراغب على دعم وإسناد غزة. ثانياً، رغم تصاعد القصف وتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، لا تزال جماعة أنصار الله تحظى بدعم شعبي واسع نسبياً في مناطق سيطرتها، والدليل هو التظاهرات الهائلة التي تخرج كل يوم جمعة نصرة لغزة وفلسطين لأسباب عدة أبرزها التعاطف الشعبي اليمني الواسع مع الفلسطينيين في غزة، حيث يسود الشعور بالمظلومية التاريخية، ما يعزز من تماسك القواعد الشعبية، حتى في ظل التحديات الاقتصادية والخدمية. ثالثاً: قيام جماعة أنصار الله الحوثية باستهداف 'إسرائيل'، يمنحها شرعية إضافية في نظر شريحة واسعة من المجتمع اليمني، وكذلك هم باتوا محط افتخار من قبل شرائح واسعة من الشعوب العربية التي تنظر إلى غزة بعين 'العاجز' عن إيقاف حرب الإبادة. رابعاً: هذه الجبهة تُعد منخفضة الكلفة نسبيًا لليمنيين، مقابل تكلفة عالية تتحملها 'إسرائيل' سواء من ناحية أمنها القومي، أم من ناحية الهيبة الدولية، وتأثيرها في الضغوط على نتنياهو داخلياً لعقد صفقة وإنهاء حرب غزة. هذا إضافة إلى الكلفة الاقتصادية الكبيرة على 'إسرائيل' عبر توقف شركات الطيران عن الوصول إلى مطار بن غوريون، والحصار المستمر على الموانئ الاسرائيلية وقدرة اليمنيين على السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية مثل البحر الأحمر وباب المندب… كل هذه الامور تجعلها ورقة ضغط سياسية حيوية أساسية- وتقريباً وحيدة خارجياً- لإنهاء الحرب على غزة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلى نقولا