logo
ما كان لازم

ما كان لازم

الشرق الأوسطمنذ 3 أيام
صدرت جريدة «نداء الوطن» في الأيام القليلة الماضية وفيها مقابلة مع السيدة منى الهراوي عن ذكرياتها مع زوجها الرئيس (إلياس)، الراحل، وعن دراميات العائلات السياسية في لبنان. ومما قالته السيدة البارعة إن «عائلة آل الحريري تشبه عائلة آل كيندي».
قرأت المقابلة مبكراً في محبة شديدة وأسى لما فيها من وقائع درامية على مستوى لبنان كله. وقررتُ الانتظار قليلاً قبل أن أتصل بها. لكن سبق الانتظار نعيٌّ في حجم الحزن العام: زياد الرحباني مات.
في الآونة الأخيرة، وخلافاً للعادة، كثر ظهوره، وكثرت شكاويه، ومنها شكاوى البطالة، وقلة «الشغل». وتألق في حلقة استثنائية في «معكم منى الشاذلي»، وكاد يغطي على حضورها بسجيته ولمحاته وتعدده، من موسيقى الجاز، إلى مقدمة «ميس الريم»، فائقة الروعة.
ذلك الفنان الخارق عاش يعتبر نفسه فاشلاً (شيء فاشل)، وحمل منذ طفولته أسى الغيرة والشجار بين الأب والأم، عبقرية عاصي، وعظمة فيروز.
أهم عائلة فنية في تاريخ لبنان ضربتها المأساة واحدة بعد الأخرى، وتركت الدنيا للصبر الجميل. زياد هو ذروة أحزان فيروز، حياً ومودعاً، كما في التحفة التي غنته له:
أنا صار لازم ودعكن وخبركم عني،
أنا لولا منكم ما كنت بغني
عاش زياد مبالغاً في السخرية من نفسه. من حجم أذنيه. من قامته. من ميل الناس إلى المقارنة بينه وبين والده وعمه. وكان متضايقاً جداً من الخلافات التي ضربت العائلة وأثرت في سمعتها ومسيرتها. وكان في بداياته يصر على أن يكون نقيض الجميع فيها.
في الآونة الأخيرة، تقبل فكرة أن الفن طرائق، والفنان أسلوب. وأن الناس لن تلحق به إلى الحزب الشيوعي وإذاعة «صوت الشعب»، وإن كل ما يهم الناس منه شيء مثل: «أنا صار لازم ودعكن».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حقيقة الصورة المتداولة لـ زياد الرحباني وزوجته السابقة دلال كرم
حقيقة الصورة المتداولة لـ زياد الرحباني وزوجته السابقة دلال كرم

مجلة سيدتي

timeمنذ يوم واحد

  • مجلة سيدتي

حقيقة الصورة المتداولة لـ زياد الرحباني وزوجته السابقة دلال كرم

تزامنت وفاة الفنان زياد الرحباني في 26 يوليو الجاري مع التداول بالكثير من الأخبار حول حياته الفنية والخاصة. وكانت هذه الأخبار بأدقّ تفاصيلها محط اهتمام محبيه ومتابعيه وجمهوره لما يحظى من شعبية كبيرة، ومنها صورة للفنان الراحل زياد الرحباني جمعته بإحدى السيدات على أنها زوجته السابقة دلال كرم تصدرت الترند بمواقع التواصل الاجتماعي وجرى تداولها بكثرة. ولكن ما مدى حقيقة هذه الصورة؟ وهل التي ظهرت مع زياد في الاستديو هي فعلًا زوجته السابقة كما قيل؟ الصورة جمعت زياد الرحباني والفنانة سلمى المصفي فيما انتشر هذا التأكيد على نطاق واسع بأن هذه الصورة تجمع الفنان الراحل زياد الرحباني وطليقته دلال كرم، تبين العكس، أي أن المرأة التي تظهر بجوار زياد الرحباني في الصورة ليست زوجته السابقة دلال كرم إنما الفنانة اللبنانية سلمى المصفي. وهي التي كانت برفقة زياد في الاستديو الخاص به أثناء قيامه بتسجيل أغاني ألبومها Monodose مونودوز. وبيّنت أجواء الصورة عفوية الفنانين اللذين كانا مسترسلين بالضحك. وهذا ليس بغريب على الفنان زياد الرحباني الذي كان يشيع أجواء جميلة وطريفة ومحببة في جلساته. تعاون زياد الرحباني وسلمى المصفي في العديد من المشاريع الفنية سلمى المصفي هي مغنية وكاتبة أغاني. وقد بدأت تتعاون مع زياد الرحباني منذ العام 1968 وكانت تبلغ من العمر 18 عامًا. وجاء لقاؤهما الأول عندما كانت تحيي حفلة وتؤدي أغان للمغنية الأميركية مادونا فأعجب زياد بصوتها الذي يتميز بنبرة خاصة. وكانت سلمى المصفي في ذلك الوقت تعيش في فرنسا ولكنها كانت تزور لبنان بكثرة. وفي إحدى زياراتها للبنان عرض عليها زياد الرحباني العمل على ألبوم خاص بها. وهذا ما حصل حيث تم التعاون بينهما بألبوم Monodose مونودوز الذي عمل عليه زياد بأكمله. ثم عادت سلمى المصفي بعد سبعة أعوام وأصدرت ألبومًا آخر بعنوان "نوفا". ظهرت سلمى المصفي في العدد من مسرحيات زياد الرحباني وأعماله الموسيقية سواء كممثلة ومؤدية لمقاطع غنائية بمفردها أو برفقة الكورال، كذلك شاركت ببرامجه على إذاعة "صوت الشعب" في النصف الثاني من الثمانينيات، وفي بعض مسرحياته ومنهما "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" و"لولا فسحة الأمل" وشاركته أيضًا في جولته الأخيرة في أوروبا حيث قدما عرضين موسيقيين في باريس في نادي "الجاز نيو مورنينغ" وآخر في لندن في العام 2019. قصة حب زياد الرحباني وطليقته دلال كرم وكان الفنان زياد الرحباني المولود في العام 1956 تزوج من دلال كرم ورزق منها بولد، أُطلقا عليه اسم "عاصي" تيمنًا باسم جده الفنان الراحل القدير المؤلف الموسيقي والمسرحي والشاعر عاصي الرحباني. ولكن تبيّن بوقت لاحق أن عاصي ليس الابن البيولوجي له. في العام 1979 تزوج زياد الرحباني وهو بعمر الـ 23 عامًا من دلال كرم وهي كانت أصغر منه بسنة واحدة. تعارفهما جاء خلال بروفات مسرحية "ميس الريم" حيث كانت دلال ضمن فريق الدبكة. فأغرم بها زياد وتزوجا وكتب لها بعض الأغاني لعلّ أشهرها "مربى الدلال". وقد جمعهما حبًا كبيرًا. ولكن بمرور الوقت بدأت تنشأ الخلافات الزوجية التي أدت إلى طلاقهما. ووفق تصريحات زوجته دلال كانت الديون تتفاقم عليهما بالاضافة لعدم الاستقرار المنزلي لزياد وانشغاله الدائم بأعماله وأصدقائه. وجاء انفصالهما بعد ثلاثة أشهر فقط من ولادة عاصي. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

السياسة تغني أيضاً
السياسة تغني أيضاً

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق الأوسط

السياسة تغني أيضاً

كثيرون تساءلوا عن سبب الحزن البالغ في لبنان لوفاة زياد الرحباني، وقبلها كان استهجان للجنازة الشعبية الجامعة للراحلة صباح، والألم الذي لف لبنان عند رحيل وديع الصافي وعاصي ومنصور الرحباني. قد يكونون محقين. من الخارج، تتعذر رؤية العلاقة العضوية بين اللبنانيين وأغنياتهم، أو الناس وفنانيهم. فهؤلاء أو بعضهم شركاء فعليون في صناعة الهوية اللبنانية المرتجاة، الوطن المشتهى، تعايش رغد، من دون قذائف وانقسامات وتهديدات. هؤلاء بأغنياتهم، هم المؤرخون والمؤرشفون والناقدون والمصورون لما سيكون عليه لبنان «الرسالة» كما وصفه ميشال شيحا، «نموذج الدولة التعددية» المتسامية على صغائر الطوائف، «البلد الجسر» على مفترق الحضارات. قاوم مضطهدو نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بالأغنية، وفي تشيلي قاد فيكتور خارا وفيوليتا بارا حركة غنائية جديدة رافقت النضال الشعبي بعد الانقلاب العسكري، وفي مصر كانت أم كلثوم صوت عبد الناصر ونبضه العاطفي، وانضم عبد الحليم حافظ بما له من شعبية إلى الشادّين عضد النظام الناصري. واشتهر في أميركا بوب ديلان بأغنياته الاحتجاجية المباشرة خلال حرب فيتنام، وانتقد روجر ووترز السياسات الأميركية الخارجية. وفي العالم العربي كان العراق مثالاً على نمو الأغنية السياسية التي انقسمت بين موالية ومعارضة للنظام. لكن العلاقة بين السياسة والأغنية في لبنان، تبدو كأنها ذات طابع فريد، لأنها استطاعت أن تكون سجلاً أميناً للمحطات المتعاقبة، حتى يمكنك أن تؤرخ لعمر البلد الصغير من خلال الأغنيات التي جاءت رداً، واحتجاجاً، وتصويراً لقرن من المحن. وكان لبرنامج «صاروا مية» التلفزيوني عبقرية أن يعيد استذكار المفاصل الكبرى، لمائة سنة من عمر لبنان الكبير من خلال الريبرتوار الغنائي، مع ربط كل أغنية بالحدث الذي رافقته. غاب ذكر الفنان الكبير عمر الزعني، لكنه كان مصوراً بالكلمات، وناقداً لاذعاً للحياة الاجتماعية، أغنياته تشبه أفلاماً تسجيلية فيها الشخصيات المتنوعة، والسخرية والمرارة معاً. عايش العثمانية وبقي يطلق مونولوجاته إلى ما بعد الاستقلال مازجاً بين الطرب والتهكم: «بدنا ندفع عالكراسي، حتى الهوا صار مفروض عليه رسم نقاسي». الأخوان رحباني معهما تبلورت التجربة ونضجت. تحولا مع فيروز إلى مؤسسة تولد من رحمها الأغنيات منفردة، أو في الأفلام والمسرحيات. حتى صباح التي ينظر إلى إرثها بشيء من الخفة قدمت في أغنياتها وجه لبنان الذي لا يعرف العبوس ولا الحزن. كلٌّ تفرد بأسلوب وطعم وتصوير جزء من الحلم المنشود، لكنهم معاً غنوا حكاية الوطن المثالي، الذي يراد له أن يكون. عندما انقسم اللبنانيون خلال الحرب الأهلية، وتذابحوا، كانت المنطقة كلها في سلام، بدوا كما المجانين في واحة الوئام، وصار لكل فئة أغنياتها، التي تصور فيها لبنان على طريقتها. لكن الغريب أن هذه الأناشيد الحزبية، عادت وبدت كأنها تشبه الجموع ولا تفرق بين فئة وأخرى. ثمة حرص دفين عند صانعي الأغنيات على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس حتى أولئك الذين يختلفون معهم. هذا ما جعل كلمات الأغاني أقرب إلى التورية والترميز، مع غياب أي قمع حقيقي، يمكن أن يصادر أو يمنع. هي الرقابة الذاتية، والرغبة الداخلية في أن يكون أي عمل له وجه وطني يتماهى معه أي مواطن، بمجرد سقوط المتاريس. بعد انتهاء الحرب الأهلية في التسعينات خفتت الرومانسية وقصص الحب البريئة، وعلت نبرة الكلام عن الفقر، وهموم الناس، والغضب، والفساد. عادة ما تكون الأغنية المرادفة للحدث السياسي، مرتبطة بلحظة معينة، انقلاب، ثورة، نظام بعينه، لكن الأغنية اللبنانية، هي عكس ذلك كله، هي أنشودة تحاول أن تتكلم بصوت الجموع، أن تترجم تمنياتهم، تطلق صوت ضمائرهم، تصرخ بحناجرهم، تحاول أن تسدّ الفراغ المؤسساتي، تكون بديلاً عن الحكم المقتدر الغائب، لا، بل جاءت لتكشف عورة الأحزاب، وتخلف الفكر العام، وتعوض الخسائر برفع المعنويات، وتمجيد الوحدة المفقودة، والاستقلال المنقوص. هكذا كان يجوب وديع الصافي بلاد الاغتراب للقاء ملايين اللبنانيين ويغني «يا ابني بلادك قلبك اعطيها وغير فكرك ما بيغنيها، إن ما حميتها يا ابني من الويلات ما في حدا غيرك بيحميها»، فتنسكب الدموع من المآقي، ويشتعل الحلم بالعودة إلى الديار لصونها ورعايتها. الأغنية في لبنان ليست مجرد أغنية، هي مرجع، منبع، ذكريات، حنين، هي المتنفس في الحروب، والخلاص الوحدوي عند الفرقة، والسلام الداخلي في لحظات العنف، والكلمة الذكية الحكيمة، حين يستشري الجهل ومحدودية الأفق. قد يقال إن دور المثقف قد انتهى وجاء زمن المؤثرين. لحسن حظ اللبنانيين، أنه لا تزال لديهم مراجع فنية، هي تتضاءل، ترحل ولا تعوض، لكنهم يتمسكون بآخر حبال التضامن، بالفن والأغنية والشعر والموسيقى واللوحة. وإذا كانت الأغنية هي الأسرع في الوصول إلى قلوب الناس، فإن باقي الفنون تتعاضد كلها، لتشيّد وطناً جامعاً، جميلاً، يعيش فيه اللبنانيون، يحلمون ويستريحون، قبل أن يستفيقوا على واقعهم الجهنمي.

تفاصيل صغيرةحزن
تفاصيل صغيرةحزن

الرياض

timeمنذ 2 أيام

  • الرياض

تفاصيل صغيرةحزن

مات زياد، شعرت بحزن مباغت يداهمني، مات زياد، يا خسارة. كان نزار الهندي يحضر لنا شرائط الكاسيت التي تحمل مسرحياته من لبنان في الثمانينات، وكنت أستمع إليها وأحاول أن أفهم هذه الجرأة والسخرية القاسية. مات زياد، وكنت أعيش حزني عليه بهدوء، حزن على عبقري غادر الدنيا، ولا أعرف لماذا كل هذا الحزن على شخص لم أعرفه بشكل شخصي ولم أقابله مرة في حياتي، ولا أعرف لماذا أشعر أنني يجب أن أبرر حزني عليه، الحزن، هذا الإحساس الحميم جدا، الذي لا ينقص منه إذا حزنت على شخص حزنك على كوارث إنسانية أخرى تحدث في العالم، الحزن، كالحب، تستطيع أن تحزن على أشياء كثيرة في ذات الوقت. لم يكن شخصا عاديا، هذا الذي بدأ التلحين بعمر السابعة، وكتب الشعر بعمر الثالثة عشر، ليس كل أولاد الفنانين كذلك، ربما علينا أن ندرس حالة عاصي وزياد كي نعرف كيف يمكن أن نفجر طاقات أطفالنا ومواهبهم، وهو كان يخبرنا في لقاءاته كيف كان أبوه يسأله وهو في سن صغير عن رأيه في لحن ما إذا غيره، أي نوتة يفضل هذه أم تلك، وحين كتب زياد الشعر وهو في السن الصغيرة، طبع عاصي الديوان ووزعه على أصدقائه، كان يدندن ألحانا على البيانو، وينتبه عاصي ويسأله أين سمعتها، فيجيبه العبقري الصغير، أسمعها براسي، من راسي. لا أكتب شهادة عن زياد الرحباني، كل الناس تكتب الآن، كل الناس تتحدث، بحب وقدسية وحتى بسخط وانتقاص، لا أكتب عنه، أكتب لي، أكتب لأنني أريد أن أسجل حزني هنا، أريد أن أسجل كيف حين استمعت إلى فيروز الجديدة بكلمات زياد الجديدة، الكلمات المغرقة في العادية ومفردات الحياة اليومية، شعرت أن هذا الفن عظيم، وفيروز الجديدة كانت فتحا هائلا، وأغنياتها مع زياد كانت المفضلة لدي، لكن حتى أغنياته التي لم تغنيها فيروز، كانت مسألة أخرى، كانت أغنيات أحفظها وأرددها وأستشهد بها في مواقف كثيرة. أحمد الهندي، شخصية أحب أن أذكرها، لأنه كان فنانا رقيقا يعزف على العود كهواية ورحل عن عالمنا مبكرا وهو أيضا أحزن عليه كلما ذكرته، أحمد الهندي الذي كان لا يحب الرحابنة لأنه يحب الطرب الثقيل، عبدالوهاب والسنباطي وهذه المدارس، أخبرني منذ وقت بعيد، أن الأغاني التي يعرفها الناس ويرددونها لفيروز، لم تكن من تلحين الأخوين إنما كانت لزياد أو فيلمون وهبة، وهذه حقيقة تستطيعون اكتشافها إذا بحثتم بتجرد، هذا الكلام ينطبق على أغنيات فيروز مع زياد حتى قبل التجديد، من أول لحن، سألوني الناس، والذي لم يخرج فيه زياد بعد على أسلوب وكلمات الرحابنة بعد، كان في السابعة عشرة. لا تسعفنا الكتابة في فهم الحزن، لكنها تسعفنا بشكل ما، ربما بتخفيف الحيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store