
الذكاء الاصطناعي يُشخّص أزمة البحرين: الحوار هو الحلّ
مرآة البحرين: تولي الحكومة البحرينية حرصها الدائم على مواكبة التطوّر الرقمي والتقنيات الحديثة لتوظيفها في خدماتها المُختلفة.
بحسب ما تقول الحكومة وتُعلن، فقد أثمرت رؤية القيادة البحرينية المتمثّلة في تبنّي التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي عن تحسين الخدمات الحكومية بشكل كبير، وتحقيق إنجازات المملكة في الفضاء الرقمي.
وإذ تُشير إلى أنها تُدرك أهمية الذكاء الاصطناعي في تبسيط العمليات وتزويد صناع القرار في الشركات في جميع القطاعات بالمعلومات، توضح أنها اتخذت خطوات نحو دراسة الذكاء الاصطناعي وتطبيقه في مختلف المجالات، فقد أحدث الذكاء الاصطناعي اختلافاً واضحًا في مجالات مختلفة من حياتنا.
كان هذا الكلام للحكومة البحرينية نفسها، وفق ما تنشر على موقعها الرسمي. إذًا الذكاء الاصطناعي هو كلّ الحكاية اليوم. لجأنا إلى هذا الذكاء وتحديدًا إلى CHATGPT، وطرحنا عليه عدة أسئلة عن رأيه في الحكم السائد في البحرين، كيف يصفه وماذا يقترح عليه للإصلاح والتغيير؟
* ردًا على سؤال "كيف تبدو حقوق الإنسان في البحرين؟"، جاءت الإجابة كالتالي:
حقوق الإنسان في البحرين موضوع مثير للجدل ويختلف تقييمه بناءً على المصادر والمنظمات التي تتناوله.
1. الحريات السياسية والمدنية
القيود على حرية التعبير: هناك تقارير تفيد بقيود على حرية التعبير، خصوصاً فيما يتعلق بانتقاد الحكومة أو العائلة المالكة. الناشطون والصحفيون يواجهون أحيانًا مضايقات أو اعتقالات.
الصحافة: الإعلام المحلي يخضع لرقابة شديدة، وتم إغلاق بعض الصحف المستقلة مثل "الوسط".
2. الاعتقالات والمحاكمات
الناشطون السياسيون: العديد من النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان تعرضوا للاعتقال، وغالبًا ما يُتهمون بتهم تتعلق بالأمن القومي.
المحاكمات: منظمات حقوقية دولية تنتقد ما تعتبره محاكمات غير عادلة، تتضمن أحيانًا الاعترافات تحت التعذيب.
3. حرية التجمع وتكوين الجمعيات
التظاهرات: منذ احتجاجات 2011، فرضت الحكومة قيودًا شديدة على التظاهرات، وتم حظر بعض الجمعيات السياسية.
القيود على منظمات المجتمع المدني: تم حل بعض الجمعيات المعارضة أو منعها من العمل.
4. حقوق السجناء
هناك تقارير من منظمات مثل "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" تشير إلى سوء معاملة في السجون، من ضمنها مزاعم بالتعذيب وسوء الرعاية الصحية.
5. التمييز الطائفي
يُتهم النظام بممارسة تمييز ضد المواطنين من الطائفة الشيعية، خصوصًا في التوظيف والمناصب الحكومية، مع أن الحكومة تنكر ذلك.
خلاصة:
حقوق الإنسان في البحرين ليست معدومة، لكنها مقيّدة بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بالحقوق السياسية والمدنية. هناك مؤسسات رسمية وإصلاحات قانونية، لكنها غالبًا لا تُطبَّق بشكل كافٍ، أو تُستخدم بصورة انتقائية، حسب ما تقوله منظمات حقوق الإنسان.
* سؤال ثانٍ نطرحه على الذكاء الاصطناعي وترفض الدولة الاعتراف به: هل هناك أزمة سياسية في البحرين؟
الإجابة تأتي على الفور:
نعم، يمكن القول إن هناك أزمة سياسية مستمرة في البحرين، بدأت بشكل واضح منذ العام 2011، وتطورت إلى حالة من الجمود السياسي، مع استمرار التوترات بين الحكومة والمعارضة، خاصة في الأوساط الشيعية.
خلفية الأزمة:
في شباط/فبراير 2011، وبالتزامن مع "الربيع العربي"، خرجت احتجاجات شعبية في البحرين، كانت تطالب بـ:
- إصلاحات سياسية حقيقية،
- ملكية دستورية،
- برلمان بصلاحيات كاملة،
- إنهاء التمييز الطائفي (خاصة من قبل المعارضة الشيعية).
ردت الحكومة بقوة على هذه المظاهرات، واستعانت بقوات "درع الجزيرة" بقيادة السعودية، لقمع الاحتجاجات.
الوضع الحالي:
- لا توجد معارضة سياسية مرخّصة داخل البلاد.
- المشاركة في الانتخابات الأخيرة كانت منخفضة جدًا (بسبب المقاطعة).
- هناك جمود سياسي واضح، والبلد يعيش في حالة استقرار أمني، لكن مع غياب أي مصالحة سياسية حقيقية.
* سؤال ثالث يغوص في قلب المشكلة نطرح أيضًا على الذكاء الاصطناعي: هل هناك أزمة اقتصادية أو معيشية في البحرين؟
الإجابة سريعًا:
سؤالك في مكانه 👌، لأن الأزمة السياسية في البحرين مرتبطة جدًا بـ الوضع الاقتصادي والمعيشي، والواقع يقول: نعم، هناك تحديات اقتصادية واضحة، والبعض يصفها بأنها أزمة فعلية، خصوصًا على مستوى الدين العام والمعيشة اليومية للمواطنين.
1. الدين العام
- البحرين تُعتبر من أعلى الدول الخليجية من حيث نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي.
- الدين العام وصل إلى أكثر من 130% من الناتج المحلي في بعض التقديرات خلال السنوات الأخيرة.
2. العجز المالي
- بسبب انخفاض أسعار النفط في بعض السنوات + الاعتماد الكبير عليه كمصدر دخل.
- البحرين أطلقت "برنامج التوازن المالي" عام 2018 بدعم خليجي (من السعودية والإمارات والكويت) لتقليص العجز.
التحديات المعيشية للمواطن:
1. الضرائب والرسوم
- تم فرض ضريبة القيمة المضافة (VAT) أولًا بنسبة 5%، ثم رُفعت لاحقًا إلى 10%.
- ارتفعت أسعار الكهرباء، البنزين، والخدمات العامة.
2. السكن والبطالة
- مشكلة السكن لا تزال قائمة، رغم مشاريع حكومية.
- البطالة بين الشباب، خصوصًا خريجي الجامعات، لا تزال مصدر قلق.
3. ارتفاع تكلفة المعيشة
- زيادة الأسعار تؤثر على دخل الأسر، خاصة الطبقة الوسطى والدنيا.
- المواطنون يشتكون من أن الدعم الحكومي لم يعد كما كان.
* السؤال الأهمّ والأشمل هو: كيف يمكن أن تخرج البحرين من الأزمتين السياسية والاقتصادية؟ جاءت الإجابة مطوّلة لكنها مباشرة:
خروج البحرين من أزمتيها السياسية والاقتصادية يتطلب رؤية شاملة وإصلاحات متزامنة على عدة مستويات. فيما يلي تصور لخارطة طريق ممكنة، مع الأخذ في الاعتبار تعقيدات الداخل البحريني والتوازنات الإقليمية والدولية:
أولًا: الخروج من الأزمة السياسية
1. حوار وطني شامل
- إعادة بناء الثقة بين الحكومة والمعارضة، وفتح قنوات حوار حقيقي برعاية جهات محايدة (مثلًا الأمم المتحدة أو مجلس التعاون الخليجي).
- إشراك جميع المكونات السياسية والطائفية في النقاش، مع ضمانات بعدم الإقصاء أو الانتقام.
2. إطلاق سراح المعتقلين السياسيين
- خطوة رمزية وعملية في نفس الوقت لبناء بيئة مناسبة للحوار.
- يمكن أن تشمل عفوًا عامًا أو مراجعة قضائية مستقلة.
3. إصلاح النظام السياسي
- تقوية البرلمان وجعله ذا صلاحيات حقيقية.
ضمان نزاهة الانتخابات عبر هيئة مستقلة.
- إنهاء التمييز الطائفي في التوظيف والمناصب العامة.
ثانيًا: الخروج من الأزمة الاقتصادية
1. تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط
- البحرين تملك بنية تحتية مالية قوية، ويمكنها تعزيز القطاع المالي والمصرفي.
- الاستثمار في التكنولوجيا، السياحة، والتعليم كقطاعات بديلة.
2. إصلاح الإنفاق الحكومي
- تقليل الاعتماد على الدعم الحكومي غير المستهدف.
- مكافحة الفساد وتحسين الشفافية المالية.
- إعادة هيكلة الشركات الحكومية لتحسين الكفاءة.
3. الشراكة مع القطاع الخاص
- تسهيل بيئة الأعمال وتبسيط القوانين لتشجيع الاستثمار الأجنبي.
- دعم الشركات الناشئة والابتكار، خصوصًا في مجالات الاقتصاد الرقمي.
4. دعم الفئات الهشّة
تحسين برامج الحماية الاجتماعية لتخفيف آثار الإصلاحات الاقتصادية على الفقراء والطبقة المتوسطة.
ثالثًا: التوازن الإقليمي والدولي
- الحفاظ على علاقات متوازنة مع السعودية وإيران وأمريكا، مع تحييد الداخل البحريني عن التجاذبات.
- استخدام علاقاتها القوية مع دول الخليج للحصول على دعم اقتصادي مشروط بإصلاحات حقيقية.
إجابات الـCHATGPT كانت واضحة ومحدّدة، لكنّ الدولة وخطابها في مكان آخر. إذا كان الذكاء الاصطناعي قد أدرك عمق المِحنة في البحرين والفجوة المتّسعة بين الشعب والسلطة، فمتى يعترف الذكاء البشري عند آل خليفة بالمشكلة وضرورة معالجتها؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
آبل تعيد بناء سيري: ذكاء اصطناعي بتصميم جديد
أفادت تقارير تقنية أن شركة آبل الأمريكية تسعى في الوقت الحالي إلى تصحيح مسارها في قطاع الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أن واجهت سلسلة من الانتقادات والإخفاقات عقب محاولتها الأولى في هذا المجال خلال العام الماضي. من الإخفاق إلى الإصلاح: كيف تخطط آبل لإنقاذ مساعدها الرقمي ومستقبلها في الذكاء الاصطناعي؟ وقالت التقارير إنه رغم الضجة الإعلامية التي أحاطت بإطلاق مبادرة Apple Intelligence، إلا أن الواقع الفني والتقني كان أقل من التوقعات بكثير، ما دفع الشركة الأمريكية إلى إعادة تقييم خطتها بالكامل. وأوضحت نقلاً عن مصادر مطلعة، أن آبل تركز حالياً على إعادة تصميم مساعدها الصوتي سيري، وذلك من خلال تطوير نسخة جديدة قائمة على نماذج اللغة الكبيرة LLM، والتي تعرف داخلياً باسم سيري LLM. وأشارت المصادر إلى أن هذه النسخة تهدف إلى منح سيري قدرات أكثر تقدماً في فهم السياق، إجراء المحادثات، وتحليل المعلومات. ولفتت التقارير إلى أن المشروع قد واجه صعوبات داخلية كبيرة، أبرزها التردد من جانب كريغ فيدريجي، رئيس قسم البرمجيات في الشركة، في تخصيص استثمارات حقيقية للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى البداية المتأخرة لآبل مقارنة بمنافسيها، حيث إنها لم تبدأ فعلياً في تطوير استراتيجيتها إلا بعد ظهور ChatGPT في أواخر عام 2022. ونوهت المصادر إلى أن جون جياناندريا، المسؤول عن قسم الذكاء الاصطناعي والذي انضم إلى آبل قادماً من قوقل عام 2018، كان من المتحفظين تجاه الذكاء التوليدي، ورفض دمجه بشكل واسع في منتجات آبل، مما عطل التقدم في تطوير سيري، مردفة إنه مؤخراً، تم استبعاده من مشاريع سيري والروبوتات، وسط أنباء عن قرب إحالته إلى التقاعد. وبينت التقارير أنه في محاولة منها لإنقاذ المشروع، تعمل آبل حالياً من خلال فريق متخصص في مدينة زيورخ، على بناء نسخة أكثر ذكاء من سيري، والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع التركيز على الحفاظ على خصوصية المستخدمين. وأكملت المصادر أنه من بين الأفكار المطروحة: السماح لسيري بتصفح الإنترنت، والاعتماد على مصادر متعددة، مشيرة إلى أن آبل قد دخلت في محادثات مع شركة Perplexity لدمج هذه القدرات في متصفح سفاري. وأضافت التقارير أن آبل قد بدأت تستوعب أن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي لم تعد خياراً، بل ضرورة مصيرية للحفاظ على مكانتها وسط كبرى شركات التكنولوجيا. تم نشر هذا المقال على موقع


أخبار الخليج
منذ 7 أيام
- أخبار الخليج
OpenAI ومايكروسوفت تعيدان النظر في بنود شراكتهما
تعيد شركتا مايكروسوفت و OpenAI النظر في بنود شراكتهما، والتي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات، وذلك لتحقيق المصالح والأهداف التي تسعى كل منهما لتحقيقها. وتعمل الشركتان على إعادة صياغة بنود عقد شراكتهما، بحيث تتمكن مطورة ChatGPT من خوض عملية اكتتاب عام مستقبلاً، مع استمرار وصول مايكروسوفت إلى نماذج الذكاء الاصطناعي فائقة التطور الخاصة بها، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز». وشكّل عملاق نظام التشغيل «ويندوز» ( Windows ) عامل رفض رئيسي وراء تعطيل خطط الشركة الناشئة، التي تبلغ قيمتها 260 مليار دولار، للخضوع لإعادة هيكلة مؤسسية من شأنها أن تبعد المجموعة عن جذورها كمنظمة غير ربحية. وكانت إحدى المسائل الشائكة المطروحة على طاولة المفاوضات هو حجم الحصة التي ستحصل عليها مايكروسوفت، في حال تمت إعادة هيكلة OpenAI ، نظير ما استثمرته، والذي وصل إلى قرابة 13 مليار دولار.


البلاد البحرينية
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
بين 'COPILOT' و 'CHATGPT' ماذا أنجزت وزارة التربية والتعليم؟
في العام الماضي 2024، أعلنت وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين بيانات مستقاة من تقارير 'شركة مايكروسوفت'، وهو العام ذاته الذي حصدت فيه الوزارة المركز الأول عربيًّا والثالث عالميًّا في عدد المدارس الحاصلة على لقب المدارس الحاضنة للتكنولوجيا (SHOWCASE SCHOOL). عودا إلى 2005 وبإمكاننا عدّ هذه المرتبة نتاج عمل مضى على تنفيذه 19 عامًا.. كيف؟ لدينا اليوم 61 مدرسة حاصلة على اللقب، من بينها 7 مدارس تناله لأربع دورات، و16 مدرسة تناله لثلاث دورات، والمعيار المعتمد هنا هو الكفاءة في تفعيل البرامج والتطبيقات الرقمية، والتطور المنجز في كل سنة (دورة)، وحين نقول أن ذلك نتاج عمل 19 سنة؛ كون عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وجه لتدشين مشروع 'جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل' في أوائل العام 2005، وكان ذلك بمدرسة الهداية الخليفية، ومنها انطلقت التوجيهات ومعها الخطط التي تطبيق المستجدات العلمية والتكنولوجية، وتوفر خدمة التعليم العصري. تنافس خليجي ويحظى مسار تطوير التعليم الرقمي بدعم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وبالتالي، لدى مملكة البحرين رؤيتها التي تنفذها وزارة التربية والتعليم وتشمل دراسة برامج التطوير الجديدة في التعليم الرقمي، وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي مثل ميزة مساعد الذكاء الاصطناعي لتطبيقات وخدمات 'مايكروسوفت 365' الـ 'COPILOT'، وروبوت المحادثة الشبيهة بمحادثات البشر وفهم اللغة وتحليل توليدها 'CHATGPT'، واستنادًا إلى مرتبتها المتقدمة بين دول العالم والدول العربية، فالبحرين تنافس بلا شك، لاسيما أن دول مجلس التعاون الخليجي تتسابق لإدخال مناهج الذكاء الاصطناعي بمدارسها، ويحوي هذا الملف رصدا لمسار العمل في كل دول خليجية.