
منطقتنا بين الخطر والأمن
132
ابتسام آل سـعـد
بالطبع لن يكون مقالي اليوم بعيدا عما بتنا نعيشه وقد كنا نظن بأنه من المستحيل أن يكون واقعا يجب أن نتعايش معه بالطريقة التي فُرضت علينا وهي إن إسرائيل هي التي باغتت إيران بالهجوم وتنفيذ أكبر المخططات لها في قتل قيادات وعلماء نوويين بحجة أنهم مصدر قلق تل أبيب فشنت غاراتها إلى قلب طهران وتحديدا إلى المنشآت النووية
الإعلام الإيراني مبتهج برد فعل بلاده من الهجوم الإسرائيلي. هذا الدمار الذي وقع في تل ابيب لا يعد شيئا أمام الدمار الذي تفعله إسرائيل في غزة وسوريا ولبنان وفلسطين وأجزاء من العراق وإيران خصوصا وإن نتنياهو قد خرج متمسكنا كعادته يحاول مس قلوبنا الرحيمة بأن الغارات الإيرانية إنما توجهت للنساء والأطفال الإسرائيليين الأبرياء وحاول أن يسوّق لهذه الفرضية وتعايش معها ليكون الرد الإسرائيلي جاهزا في الوقت المحدد كما وعد وهدد وأزبد.
اليوم تقف منطقتنا مثل المقيدة بين إيران وإسرائيل وكأننا كما يقال في حيص بيص من الوضع ككل ونعتمد على ما يمكن أن تفعله واشنطن إزاء هذا الوضع الذي يشكل أيضا خطرا على مصالحها في المنطقة وقواعدها العسكرية المنتشرة في الخليج العربي ولذا فالوضع يمثل أتونا ساخنا جدا لا يمكن أن تتحمله منطقتنا الواقعة أيضا في مطبات وهضاب لا يُعرف لها قعر ولا أرض مستوية .
وقيام حرب صريحة بين إيران وإسرائيل تُشرّع فيه كل الأسلحة المسموح منها والمحظور يمكن أن تشعل المنطقة لا سمح الله خصوصا وإننا مجرد فئة تستنكر ما يجري أمامها في حرب لم تخترها طواعية لأن تكون أمام واجهة المدافع الإيرانية والغارات الإسرائيلية مايجعل التهدئة والحلول الدبلوماسية الخيار الوحيد لإنهاء هذه الحرب.
اسرائيل تقوض جهود السلام وهي كيان محتل لدولة فلسطين منذ أكثر من 73 سنة كما تربينا ونشأنا ونشأ أجيال بعدنا بهذا المنظور الذي يريد كثيرون الخروج منه وإخراج أجيالهم الجديدة من حدوده والتعايش مع اسرائيل كدولة لها سيادتها وقراراتها السياسية المنفردة هو السبيل الوحيد للسلام الذي لا تريده تل أبيب قطعيا وهو ما تفعله حرفيا في توسع احتلالها وإقامة مستوطناتها وتعكير صفو أي محاولة لتنفيذ القرار الدولي الذي أيدته الدول الخمس الكبرى ودول العالم بإقامة الدولتين الذي يمثل في نظري مكافاة لتل ابيب وليس محاولة إيجاد دولة لفلسطين تكون عاصمتها القدس الشرقية التي ترفض إسرائيل منحها للفلسطينيين من الأساس .
ولذا ما الذي يمكن أن تنوء به الأيام القادمة لا أحد يعلم لكن الأكيد بأننا في مرحلة خطرة نسال الله العافية فيها والسلامة منها بإذن الله.
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 9 ساعات
- صحيفة الشرق
شذرات طنطاوية
إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم A+ A- هذه شذرات من الفقيه والأديب والقاضي والمعلم المربي شيخ قلما يجود الزمان بمثله رحمه الله، إنه الموسوعي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأجزل له عظيم الثواب والجزاء وأحسن مثواه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير ما يجازي به عباده الصالحين العاملين. فقد غادر الحياة الدنيا في الرابع من ربيع الأول 1420 من الهجرة، الموافق الثامن عشر من يونيو عام 1999من الميلاد. وها هي ذكرى وفاته تأتينا رحمه الله، فقد عاش حياة حافلة بالأحداث زاخرة بالأعمال على امتداد عمره، فهو عَلَم في الحياة، عَلَم في الفقه، وعَلَم في الأدب، وعَلَم في الصحافة، وعَلَم في القضاء، وعَلَم في التربية والتعليم، وعَلَم في الدفاع عن قضايا الأمة، وخاصة قضية فلسطين، وعَلَم في قول الحق، حمل راية الخير ونذر نفسه ومواهبه والملكات التي حفل بها لله تعالى لنصرة دينه، والنهوض بأمته، وكتب اسمه في الخالدين رحمه الله «بعيداً عن الصخب الذي يصك الأسماع، والبريق الذي يخطف الأبصار». فإذا لم نحتف بهؤلاء الأعلام الكبار صُنَّاع الحياة ونذكر سيرهم ومواقفهم وكلماتهم، فبمن نحتفي ونذكر!. أنحتفي بالأقزام لا والله!. فهذه بعض من شذرات الشيخ العلامة علي الطنطاوي رحمه الله، فهي تحمل الكثير من المعاني والإرشادات والخير والصراحة التي تميز بها:- «ليس في الدنيا شيء أجلَّ ولا أجمل من الصلاة!».»فاستنزلوا رحمة الله بالبذل، وادفعوا عنكم المصائب بالصدقات». «إن الذي ينفقه الأغنياء على الترف والسرف، يكفي لتعليم كل ولد في البلدة، وإطعام كل جائع، وإسعاف كل فقير». «إذا أردت أن تسأل ما أخلاق أمة، وما مبلغها من الحضارة، وما مكانتها بين الأمم، فاسأل عن حال قضائها، وعن مكانة قضاتها بين الناس».»وليس الزهد في الدنيا أن تتركها وتنفض يدك منها، وتأوي إلى مغارة مظلمة أو دير منقطع. وليس ذلك من الإسلام».»إن هذا الذل قد زاد جدّاً، فضعوا له حَدّاً».»إن الاعتراف بالهزيمة دليل على بقاء القوة في أعصاب المهزوم، وعلامة علة أنه قادر على استرجاع النصر إن خاض المعركة من جديد».»إن الدين والأخلاق والذوق والأدب تجتمع في كلمة واحدة «أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك».»هل سمعتم أن أمة تعطي مالها لعدوها، تعينه به على نفسها، وتشتري له به السلاح ليوجّهه إلى صدور أبنائها؟».»يا أيها الناس: إن البطل الذي يمشي حافياً وينام على الأرض ويسكن في الكوخ خيرٌ من المخنث الذي يلبس الحرير ويسكن القصور ويركب سيارات الرولزرايس».»ومن أشد الكذب ضرراً بالناس وأكبره مقتاً عند الله شهادة الزور».»والثواب هو وحده الذي يبقى، على حين يفنى الإعجاب، وتذهب الأموال، ويعود إلى التراب كل ما خرج من التراب». «ومضة» «ولدعوة واحدة لي، بعد موتي، من قارئ حاضر القلب مع الله، أجدى عليَّ من مائة مقالة في رثائي، ومائة حفلة في تأبيني، لأن هذه الدعوة لي أنا، والمقالات والحفلات لكتابها وخطبائها، وليس للميت فيها شيء. وأستغفر الله وأتوب إليه». فرحمك الله يا فقيه الأدباء وأديب الفقهاء. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ 9 ساعات
- صحيفة الشرق
لا تأخذنا الحميّة كثيرا
171 ابتسام آل سـعـد (لا تخافوا فهي ألعاب نارية)! بهذه العبارة الواهية والطفولية حقيقة عبرت إحدى صديقاتي عما يجري اليوم بين إيران وإسرائيل من حرب تبدو شعواء وقاسية جدا ليس عليهما فقط وإنما على المنطقة بأسرها رغم أنها لا تستطيع أن تخفي خوفها من أن تتحول هذه الحرب إلى دمار يعم المنطقة ويمكن لنا أن نتأثر بها بأي شكل من الأشكال مثلنا مثل الواقع تحت تأثير هذه الهجمات التي بدأتها تل أبيب ولم تستطع طهران سوى أن ترد دفاعا عن منشآتها وقادتها ومواطنيها وأرضها، وهو حق مشروع لا أعتقد بأن إسرائيل قد توقعت عكس ذلك خصوصا وأنها لا تزال تعد بالمزيد من الضربات التي وصفتها بأنها سوف تكون أقوى وأشد وأكثر تحديدا لمواقع إيرانية حساسة تقول تل أبيب إنها سوف تختلف عن ضرباتها السابقة، بينما ردت إيران ببيان صريح ودعوة جادة لكافة سكان تل أبيب بأن عليهم أن يغادروا فورا ولا يفكروا بالعودة أبدا لأن ضربات طهران تلك المرة لن تكون أيضا مثل سابقاتها، ولذا فالمنطقة بلا شك تقف موقف المتأهب لأي تطور يمكن أن يجر رجلها إلى حرب لا يمكن لها أن تتحمل تبعاتها ولا فاتورتها أيضا رغم إنها سوف تكون بلا شك مشاركة في دفع هذه الفاتورة الباهظة إذا ما زادت وتيرة هذه الحرب نحو الأسوأ وبحسب ما تتم قراءته منها حاليا للأسف. اليوم لا يمكن القول إننا مع إيران أو مع إسرائيل فلا تأخذنا الحمية كثيرا وأنا آسفة إنني أجد نفسي مرغمة على قول هذا في الوقت الذي يجب أن تأخذنا الفرحة قليلا في أن إسرائيل تنال شيئا من عقابها جراء ما تفعله وفعلته في غزة والتي لا تزال ترتكب جرائمها الإنسانية في القطاع لأننا نعرف بأن أي تطور للأسوأ في هذه الحرب يمكن أن يجر شعوبا عربية إلى هول لا يُعرف عقباه. فهل يمكن أن نستوعب أننا قد نكون مقبلين على هذا الشأن إذا ما تغيرت لغة القتال لاحقا ووجدنا أن الغضب الإيراني يمكن أن يخرج على صورة اشد وترد إسرائيل بنفس الصورة ونقع حينها في أتون نطلب فيها التلطف بنا والرحمة مما قد يصيبنا وهذه حقيقة بغض النظر عن تشفينا بالعدو الإسرائيلي ولكنه أمر لا يمكن أن يصيب إسرائيل وحدها التي لن تقف واشنطن مكتوفة الأيدي أمام أي سوء مباشر يصيب حليفتها تل أبيب، ولذا فإن دعوات التهدئة يجب أن تثمر عما يجب أن يكون فيها من التوصل لحلول دبلوماسية واتفاق يمكن أن يهدئ من نواقيس الخطر التي توشك على الدق وإسماع صوتها الصاخب من الخليج للمحيط. ونعيد ونكرر أن هذا لا يمكن أن يترجم شعورنا الحقيقي بأن إسرائيل تستحق ما تناله اليوم على يد إيران الذي يرى نتنياهو أنها عدوة ما تسمى «بلاده» الأولى والثانية والثالثة ولا رابع لها وأنه حان الوقت لإيقاف طهران عن مغامراتها التي يمكن أن توجه رؤوسها نحو تل أبيب وغيرها من المستعمرات الإسرائيلية التي تتأنى اليوم في دراسة تحركات طهران المستقبلية والتي تجاهر بها الأخيرة دون هوادة أو تردد بأن ما فعلته إسرائيل لا يمكن أن يمر مرور الكرام وقتل قيادات عسكرية وعلماء فيزيائيين مختصين بتطوير الملف النووي الإيراني دون الالتفات للاتفاق الأوروبي الإيراني بشأن الحد منه أو مراقبة وكالة الطاقة الذرية له. وعليه اسألوا الله السلامة أولا فالقادم لا يبشر بوقف هذه المغامرات التي بدأتها إسرائيل بحماقة وردت عليها إيران من باب الدفاع المشروع عن النفس ولا تنسوا أن دولا مثل فلسطين ككل وغزة خصوصا ولبنان والعراق وسوريا واليمن يقفون جميعا دروعا بشرية ومادية أمام الاجتياح الإسرائيلي الأعمى الذي لم يعد مهتما بمن سقط من أفراد شعبه باعتبار أن كل إسرائيلي بات موقنا بجدية الحرب كحرب وجودية إما يكونون جزءا من المنطقة كدولة وشعب وحكومة أو لا يكونون شيئا ! مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ يوم واحد
- صحيفة الشرق
منطقتنا بين الخطر والأمن
132 ابتسام آل سـعـد بالطبع لن يكون مقالي اليوم بعيدا عما بتنا نعيشه وقد كنا نظن بأنه من المستحيل أن يكون واقعا يجب أن نتعايش معه بالطريقة التي فُرضت علينا وهي إن إسرائيل هي التي باغتت إيران بالهجوم وتنفيذ أكبر المخططات لها في قتل قيادات وعلماء نوويين بحجة أنهم مصدر قلق تل أبيب فشنت غاراتها إلى قلب طهران وتحديدا إلى المنشآت النووية الإعلام الإيراني مبتهج برد فعل بلاده من الهجوم الإسرائيلي. هذا الدمار الذي وقع في تل ابيب لا يعد شيئا أمام الدمار الذي تفعله إسرائيل في غزة وسوريا ولبنان وفلسطين وأجزاء من العراق وإيران خصوصا وإن نتنياهو قد خرج متمسكنا كعادته يحاول مس قلوبنا الرحيمة بأن الغارات الإيرانية إنما توجهت للنساء والأطفال الإسرائيليين الأبرياء وحاول أن يسوّق لهذه الفرضية وتعايش معها ليكون الرد الإسرائيلي جاهزا في الوقت المحدد كما وعد وهدد وأزبد. اليوم تقف منطقتنا مثل المقيدة بين إيران وإسرائيل وكأننا كما يقال في حيص بيص من الوضع ككل ونعتمد على ما يمكن أن تفعله واشنطن إزاء هذا الوضع الذي يشكل أيضا خطرا على مصالحها في المنطقة وقواعدها العسكرية المنتشرة في الخليج العربي ولذا فالوضع يمثل أتونا ساخنا جدا لا يمكن أن تتحمله منطقتنا الواقعة أيضا في مطبات وهضاب لا يُعرف لها قعر ولا أرض مستوية . وقيام حرب صريحة بين إيران وإسرائيل تُشرّع فيه كل الأسلحة المسموح منها والمحظور يمكن أن تشعل المنطقة لا سمح الله خصوصا وإننا مجرد فئة تستنكر ما يجري أمامها في حرب لم تخترها طواعية لأن تكون أمام واجهة المدافع الإيرانية والغارات الإسرائيلية مايجعل التهدئة والحلول الدبلوماسية الخيار الوحيد لإنهاء هذه الحرب. اسرائيل تقوض جهود السلام وهي كيان محتل لدولة فلسطين منذ أكثر من 73 سنة كما تربينا ونشأنا ونشأ أجيال بعدنا بهذا المنظور الذي يريد كثيرون الخروج منه وإخراج أجيالهم الجديدة من حدوده والتعايش مع اسرائيل كدولة لها سيادتها وقراراتها السياسية المنفردة هو السبيل الوحيد للسلام الذي لا تريده تل أبيب قطعيا وهو ما تفعله حرفيا في توسع احتلالها وإقامة مستوطناتها وتعكير صفو أي محاولة لتنفيذ القرار الدولي الذي أيدته الدول الخمس الكبرى ودول العالم بإقامة الدولتين الذي يمثل في نظري مكافاة لتل ابيب وليس محاولة إيجاد دولة لفلسطين تكون عاصمتها القدس الشرقية التي ترفض إسرائيل منحها للفلسطينيين من الأساس . ولذا ما الذي يمكن أن تنوء به الأيام القادمة لا أحد يعلم لكن الأكيد بأننا في مرحلة خطرة نسال الله العافية فيها والسلامة منها بإذن الله. مساحة إعلانية