
الكشف عن دليل جديد يربط بين اضطراب الدهون ومرض الفصام
موسكو-سبأ:
اكتشف علماء روس من معهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة موسكو الحكومية، عاملاً جديدا مرتبطًا بتطور مرض انفصام الشخصية، يتعلق بكمية الدهون في الدماغ.
ووفقا لوكالة "سبوتنيك"، فقد اتضح أن كمية الدهون "المواد الضرورية لعمل خلايا الدماغ والخلايا العصبية" تنخفض في جزء من الدماغ الذي يربط بين نصفي الكرة المخية، لدى المرضى الذين يعانون من انفصام الشخصية، وهذه النتائج التي تم الحصول عليها قد تساعد في البحث عن طرق التشخيص المبكر لمرض الفصام، وكذلك تطوير أساليب جديدة لعلاج المرض.
يعاني نحو 24 مليون شخص حول العالم من مرض الفصام، ويصاحب هذا الاضطراب العقلي الهلوسة واضطرابات في التفكير والسلوك وردود الفعل العاطفية. لا تزال الأسباب الدقيقة لهذا المرض غير واضحة، لكن الأبحاث تشير إلى أن الفصام قد يكون مرتبطًا بكميات غير طبيعية وتكوين الدهون في الدماغ.
هذه الجزيئات هي جزء من الأغشية (الأغشية الخلوية) التي تشارك أيضًا في تراكم الطاقة ونقل الإشارات بين خلايا الدماغ والخلايا العصبية. لذلك، فإن التغيرات في عملية التمثيل الغذائي للدهون يمكن أن تؤدي إلى تعطيل سلامة الأغشية الخلوية وبالتالي تؤدي إلى اختلال وظائف الخلايا العصبية واضطرابات معرفية.
ومع ذلك، هناك عدد قليل جدًا من الدراسات التي توضح بوضوح التغيرات في التمثيل الغذائي للدهون في أنسجة المخ. علاوة على ذلك، فإن معظمهم مكرس لدراسة القشرة المخية (المنطقة التي تقع فيها أجسام الخلايا العصبية)، في حين ظلت ما يسمى بالمادة البيضاء (المنطقة التي تحتوي على عمليات الخلايا العصبية) غير مدروسة عمليًا.
قام الباحثون بدراسة عينات من الجسم الثفني في الدماغ، وهي منطقة من المادة البيضاء تتشابك فيها الألياف العصبية بين نصفي الدماغ وبالتالي تضمن تبادل المعلومات والإشارات. تم أخذ العينات بالتساوي من الأفراد الأصحاء ومن المرضى المصابين بالفصام.
قام الباحثون بتحليل كمية وتوزيع وتركيب الدهون في أنسجة الجسم الثفني. وتبين أن الجسم الثفني لدى المرضى المصابين بالفصام يحتوي على كمية أقل من الدهون، وهي جزء من الأغشية الخلوية والغلاف المايليني العازل لعمليات الخلايا العصبية، مقارنة بالأشخاص الأصحاء. كما أظهرت هذه المجموعة انخفاض مستويات الدهون، التي تستخدمها الخلايا كمصدر للطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، قام المؤلفون بدراسة نشاط أكثر من 14 ألف جين في الجسم الثفني لدى الأشخاص الأصحاء والمرضى المصابين بالفصام. ونتيجة لذلك، تمكن العلماء من تحديد 1202 جينًا اختلف نشاطها بشكل كبير بين مجموعات الدراسة. قام الباحثون بتقسيم هذه الجينات إلى أربع فئات وفقًا لوظائفها، وتبين أن أحدها مرتبط باستقلاب الدهون. وبالتالي، فإن التغيرات في نشاط الجينات قد تكون أحد الأسباب وراء الاختلافات المحددة في تركيبة الدهون، كما لاحظ الباحثون.
وقالت ماريا أوستروفا، الباحثة في مركز سكولتيك لعلم الأعصاب وإعادة التأهيل العصبي، والتي شاركت في الدراسة: "تمكّننا البيانات المحصّلة من فهم التغيرات الجزيئية التي تحدث في الدماغ أثناء تطور مرض الفصام بشكل أفضل. ومن المهم معرفتها لتطوير أساليب تشخيصية جديدة. على سبيل المثال، سيتسنى تحديد المؤشرات الحيوية التي تُساعد في تشخيص الفصام في مرحلة مبكرة بناءً على تركيبة الدهون في الدم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمنات الأخباري
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- يمنات الأخباري
علماء روس يطورون طريقة للتنبؤ بالأمراض الوراثية والمناعية
نجح علماء روس من جامعة دون الحكومية الزراعية، ومعهد البحوث الزراعية الروسي في ابتكار طريقة جديدة لدراسة الحمض النووي، يمكن أن تستخدم للتنبؤ بخطر الإصابة بالأمراض الوراثية والمناعية. وأشارت الدراسة الجديدة إلى أن الطريقة الجديدة لدراسة الحمض النووي يمكن أن تستخدم للكشف المبكر عن العيوب الوراثية، ومقاومة العدوى، والاستعداد لاضطرابات المناعة الذاتية وغيرها، وتشخيصها لدى البشر والحيوانات، وكذلك في تربية الحيوانات من أجل التعرف الدقيق على السلالات. وأكدت الدراسة أن هناك أجزاء من الحمض النووي تنشأ لأن كلا الوالدين ينقلان أشكالاً متطابقة (أليلات) من الجينات إلى أبنائهم. وتعتبر هذه المناطق، والتي تسمى المناطق المتماثلة (اللواقح)، عناصر أساسية في البنية الجينية للسكان. وتسمح دراسة مناطق الحمض النووي المتماثلة للعلماء بتعلم تاريخ تزاوج الأفراد المرتبطين، وتأثير عوامل الانتقاء الطبيعية والاصطناعية التي أثرت على السكان. واقترح العلماء أداة جديدة لدراسة مجموعات الجينات المستقرة المعقدة، تجمع بين التحليل الجينومي والتصور والتعلم العميق للشبكات العصبية. وبحسب العلماء، فإن هذه الطريقة تفتح آفاقا لاختيار حيوانات صحية عالية الإنتاجية. قالت ماريا كولوسوفا، مديرة المشروع والباحثة الرائدة في مختبر البحث الوراثي الجزيئي في جامعة دون الحكومية الزراعية: 'تمثل التقنية التي طورناها خطوةً رائدةً نحو جيل جديد من التشخيصات الجينية الرقمية في مجال تربية الحيوانات والطب. يتيح النهج المقترح تقييمًا واضحًا ودقيقًا للاستعداد الوراثي للصفات المهمة، بدءًا من الانتماء إلى السلالة ووصولًا إلى خطر الإصابة بالأمراض الوراثية'. وفي إطار الدراسة، قام العلماء بتحليل البيانات الجينية من سلالات الخنازير: الخنازير البيضاء الكبيرة وخنازير 'دوروك'. بالنسبة للخنازير البيضاء الكبيرة، تم تقييم وجود أو عدم وجود عيوب في الأطراف بشكل إضافي، وتقسيمها إلى مجموعتين: تلك التي تعاني من أمراض وأفراد أصحاء. وبحسب العلماء، فقد أظهر النموذج دقة بنسبة 100% في تصنيف السلالات، مؤكدين أن بنية المناطق المتماثلة (اللواقح) تحتوي على تسلسلات جينية خاصة بسلالات محددة. وفي التنبؤ بعيوب الأطراف في الخنازير البيضاء الكبيرة، أظهر النموذج دقة بنسبة 78.6%، مما يشير إلى وجود ارتباط بين مناطق الحمض النووي المتماثلة (اللواقح) والتشوهات الملحوظة. وعلى الرغم من أن المؤشر أقل من الموجود في مهمة تصنيف السلالات، إلا أنه يظهر أنه بمساعدة الطريقة الجديدة أصبح من الممكن تتبع حتى السمات المعقدة التي تعتمد على العديد من العوامل. ولتفسير النتائج، استخدم العلماء خرائط الدلالة التي حددت مناطق الجينوم التي أثرت بشكل كبير على توقعات النموذج. وقد سمح هذا بتحديد أجزاء رئيسية من المناطق المتماثلة (اللواقح) المرتبطة بشكل محتمل بانتماء سلالة الخنازير، وحسّن فهم الأساس البيولوجي للتصنيف. وعلق تيموفي رومانتس، مدير المشروع والباحث الرائد في مختبر البحث الوراثي الجزيئي في جامعة دون الحكومية الزراعية: 'تعكس خرائط المناطق المتماثلة (اللواقح) في خنازير 'دوروك' أنماطًا فريدة من التماثل اللواقحي، مما يسمح لنا بتقييم التنوع الجيني والتحكم في التزاوج الداخلي (التهجين وثيق الصلة)، وتحسين برامج الانتقاء. وهذا لا يزيد فقط من دقة الانتقاء، بل يزيد أيضًا من كفاءة إنشاء سلالات مستقرة وعالية الإنتاجية'. وذكرت الدراسة أن هذه الخرائط تم عرضها حاليًا على مراكز التربية الرائدة وتخضع للاختبار. وفي هذه المرحلة، يخطط العلماء لتكييف الطريقة المطورة لاستخدامها على أنواع أخرى من الحيوانات في المزرعة، بما في ذلك الأبقار والأغنام.


26 سبتمبر نيت
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- 26 سبتمبر نيت
علماء يحققون اكتشافا مذهلا عن الأصول الحقيقية لليابانيين
حقق العلماء اكتشافا مذهلا عن الأصول الجينية للشعب الياباني، من خلال تحليل الجينومات الكاملة لأكثر من 3200 فرد من جميع أنحاء اليابان. حقق العلماء اكتشافا مذهلا عن الأصول الجينية للشعب الياباني، من خلال تحليل الجينومات الكاملة لأكثر من 3200 فرد من جميع أنحاء اليابان. ووجد العلماء أن التركيبة السكانية لم تتشكل من مجموعتين أصليتين كما كان يعتقد سابقا - بل من ثلاث مجموعات. وأظهرت دراسة جينية رائدة أن السكان اليابانيين الحاليين ينحدرون من ثلاث مجموعات قديمة، وليس اثنتين فقط. وهذا الاكتشاف الذي قاده علماء من مركز ريكن للعلوم الطبية التكاملية، يقلب المفاهيم السابقة عن أصول اليابانيين. ولطالما ساد الاعتقاد أن أصول اليابانيين تعود إلى مجموعتي "جومون" (الصيادين-الجامعين) والمهاجرين المزارعين من شرق آسيا. لكن البحث الجديد أضاف مجموعة ثالثة هي "الإميشي" (Emishi)، وهي مجموعة أقل شهرة من شمال شرق آسيا، ما يؤكد أن الأصول اليابانية أكثر تعقيدا وتنوعا مما كنا نتصور. واستخدم الفريق العلمي تسلسل الجينوم الكامل لأكثر من 3200 شخص من سبع مناطق يابانية تمتد من هوكايدو إلى أوكيناوا. وتوفر هذه الطريقة معلومات أكثر بثلاثة آلاف مرة من الطرق التقليدية، ما سمح برصد تفاصيل دقيقة للتركيبة السكانية. وتم دمج هذه البيانات الجينية مع سجلات طبية شاملة لتكوين قاعدة بيانات تسمى "الموسوعة اليابانية لتسلسل الجينوم/الإكسوم" (JEWEL). وقد مكن هذا العلماء من تتبع المتغيرات الجينية النادرة وربطها بأمراض محددة. وكشف التحليل عن 44 منطقة من الحمض النووي القديم (من إنسان نياندرتال ودينيسوفان) ما تزال موجودة لدى اليابانيين اليوم. وإحدى هذه المناطق في جين NKX6-1 (المرتبط بمرض السكري من النوع الثاني) قد تؤثر على استجابة المرضى لدواء سيماغلوتايد. كما حدد العلماء متغيرات جينية نادرة في جيني GJB2 وABCC2 ترتبط بفقدان السمع وأمراض الكبد المزمنة على التوالي. وهذه الاكتشافات تمهد الطريق لطب شخصي أكثر دقة للسكان اليابانيين. ويهدف العلماء إلى توسيع نطاق الدراسة لتشمل المزيد من العينات الجينية، سعيا لفهم أفضل للعلاقة بين التركيبة السكانية والأمراض الوراثية. ويأمل الفريق أن تساهم هذه النتائج في تطوير علاجات مخصصة للسكان الآسيويين، الذين ظلوا ممثلين تمثيلا ناقصا في الدراسات الجينية الكبيرة. وهذه الدراسة لا تعيد كتابة التاريخ السكاني لليابان فحسب، بل تفتح آفاقا جديدة للطب الدقيق الذي يراعي الخصائص الجينية الفريدة لمختلف الشعوب. المصدر: scitechdaily


٢٠-٠٤-٢٠٢٥
ما اللغز الجيني وراء إصابة البعض بالتوحّد؟
17 أبريل/ نيسان 2025 يُعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دوراً رئيسياً في الإصابة بالتوحد، لكن كان من الصعب طوال عقود تحديد هذه العوامل. والآن، بدأ العلماء في الكشف عن بعض الأدلة. آ حتى سبعينيات القرن الماضي، كان الاعتقاد السائد في أوساط الطب النفسي أن التوحد هو نتيجة التربية السيئة. آ وفي الأربعينيات، صاغ الطبيب النفسي النمساوي ليو كانر نظرية مثيرة للجدل تُسمى "الأم الثلاجة"، التي اقترحت أن التوحد ينشأ بسبب صدمة تحدث خلال الطفولة المبكرة، سببها الأمهات "الباردات" غير المباليات اللواتي يرفضن أطفالهن. آ ويقول دانيال جيشويند، أستاذ علم الأعصاب والوراثة في جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس، إن هذا الاعتقاد يُصنف الآن، وبصورة محقّة، على أنه مضر وخاطئ للغاية، لكن الأمر استغرق ما يقرب من ثلاثة عقود لدحض نظرية كانر. آ ولم تتشكل صورة أدق وأوضح إلّا بحلول عام 1977، حين أجرى طبيبان نفسيان دراسة رائدة أظهرت أن التوحد غالباً ما يكون موجوداً بين التوائم المتطابقة. آ وكانت دراسة عام 1977 هي المرة الأولى التي يُحدد فيها عامل وراثي للتوحد. ومنذ ذلك الحين، أظهرت الأبحاث أنه عندما يكون أحد التوأمين المتطابقين مصاباً بالتوحد، يزيد احتمال أن يكون التوأم الآخر مصاباً كذلك بنسبة تفوق 90 في المئة. في حين أن فرص إصابة التوائم غير المتطابقة من نفس الجنس بالتوحد تصل إلى نحو 34 في المئة. وهذه النسب أعلى بكثير من معدل الإصابة المعتاد بين عموم الناس البالغ حوالي 2.8 في المئة. آ ومن المُسلَّم به الآن على نطاق واسع وجود عامل وراثي قوي في التوحد؛ لكن معرفة الجينات المُرتبطة به، وكيفية تأثير العوامل الأخرى على التعبير عن هذه الجينات، كلها أمور لا تزال قيد البحث. آ فروق صغيرة حتى بعد دراسة التوائم في عام 1977، استغرق الأمر عدة عقود أخرى لتصبح التفاعلات الكاملة بين التوحد والجين البشري واضحة. آ بين أي فردين، تبلغ نسبة التباين الجيني حوالي 0.1 في المئة، ما يعني أن حرفاً واحداً أو زوجاً قاعدياً واحداً تقريباً من كل 1000 زوج في حمضهما النووي سيكون مختلفاً. آ ويقول توماس بورجيرون، أستاذ علم الأعصاب في معهد باستور بباريس: "أحياناً لا يكون لهذه الاختلافات أي تأثير على الإطلاق. أحياناً يكون تأثيرها ضئيلاً، وأحياناً أخرى يكون تأثيرها بالغ القوة". آ وسبق وأن تم تحديد اختلافات "فائقة القوة" فيما يصل إلى 20 في المئة من جميع حالات التوحد، حيث تُعد طفرة واحدة في جين واحد مسؤولة بشكل كبير عن إحداث اختلافات حرجة في النمو العصبي. آ ودور هذه الطفرات الجينية المنفردة وكيفية نشوئها يُعد من أكثر المجالات التي خضعت للدراسة المكثفة في أبحاث التوحد، لأنها، كما يوضح بورجيرون، غالباً ما تؤدي إلى إعاقات شديدة ومحدِّدة لنمط الحياة.