
"غزة أهناك حياة قبل الموت".. قصائد أخيرة على الهواتف والأوراق
هي غزة، التي لم يتوان شعراؤها عن مشاركة الفلسطينيين قتالهم، عبر مقاومة الإبادة والجوع والموت المستدام. وكما يقول بريخت: "الشاعر ضمير مَن لا ضمير له"، هذا هو التصوّر الأنطولوجي والجمالي للشعر ومقاومة المحتل.
هذا ما نراه في "الأنطولوجيا الشعرية" الصادرة عام 2025، أعدّها الشاعران المغربيان عبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان بعنوان: "غزة، أهناك حياة قبل الموت"، وهو عنوان مقتبس من قصيدة للشاعر الراحل مريد البرغوثي، يقول فيها:
أتلمّس أحوالي منذ ولدتُ إلى اليوم
وفي يأسي أتذكّر
أن هناكَ حياة بعدَ الموت
ولا مشكلة لدي
لكني أسأل:
يا الله!
أهناكَ حياة قبل الموت؟
سؤال يُلخّص ما يسعى إليه الشعر، وأن يجعل من اللغة "ساحة معركة أكثر اتساعاً من الأرض"، بحسب الكاتب الأميركي نورمان فورستر.
تضمّ الأنطولوجيا الصادرة عن منشورات "دار الرافدين" 2025، وترجمت إلى الفرنسية أيضاً، 26 صوتاً شعرياً من غزة تحديداً، قُتل عدد منهم أثناء الحرب المستمرة منذ أكثر من سنة، ووثّق آخرون مقاطع على هواتفهم قبل لحظاتهم الأخيرة.
يكشف عدد الشعراء المشاركين بحد ذاته، عن المكانة الخاصة التي يحتلها الشعر في الوعي العربي، وعن شغف الشعراء الفلسطينيين، بأن يتحدّوا الموت بالشعر، كما يعبّر عن قدرة الشعر على أن يكون بديلاً عن وسائل الحرب، فهو هنا بلا طائرات ولا بنادق، وكما قال محمود درويش: "المقاومة ليست فقط بالسلاح، إنها تبدأ بالكلمة التي ترفض الصمت".
أدرك المشرفان على الأنطولوجيا، الوظيفة القتالية للشعر، في ترسيخ مشروع شعري يحفظ نبض الذين يعيشون ويكتبون تحت القصف، ويؤكد أنه لا يقبل أن يُختزل بمجرد ترف جمالي.
يقول الشاعر ياسين عدنان: "ما نحتاجه ليس نصوصاً عظيمة، بقدر ما نحتاج نصوصاً حقيقية".
أما الشاعر والمترجم عبد اللطيف اللعبي، فيقول: "إنها جزيرة شعر خارقة في إمبراطورية الموت"، في استعارة تختزل موقع القصيدة كفعل مقاومة رمزية لا تطلق الرصاص، بل تخلّف ما هو أخطر: ذاكرة تُدرّس، لا تُنسى.
يضيف: "بهذا المعنى، يخشى الاستعمار الشعر، لأن القصيدة تقوّض منطق المحو، وتُبقي الذات المهدّدة حيّة".
ولعلّ أشدّ ما تقوله هذه القصائد، كما يعبّر اللعبي نفسه، "هو أنها لا تحتاج إلى تحاليل "متعالِمة"، بل تصرخ في وجوهنا: "اصمتوا، دعونا نتكلم".
الكلمة في وجه الإبادة
تمنحنا شهادات الشعراء والشاعرات من داخل غزّة بُعداً وجودياً لما تعنيه الكلمة في زمن الحرب والإبادة.
تكتب الشاعرة الفلسطينية نعمة حسن:
"الأم في غزة ليست ككل الأمهات
تصنع الخبز بملح طازج من عينيها
وتُطعم أبناءها للوطن".
يشير المقطع إلى الحرب من دون تفاصيل مباشرة، ويصوّر الأرض كأم ميتافيزيقية، تشكّل طبيعة المرأة الفلسطينية، فتنعكس على تربيتها وأخلاقها. هي أمّ أرضية، متجذّرة في التراب والنضال، وفاعلة في بنية النفس والوجود.
تكتب في السياق ذاته، رنا شمّوط:
"أردت أن أشتري حذاءً لطفلي
لكن الطريق إلى السوق
غصّت بالجثث"..
وتقول الشاعرة شروق دغمش:
"اتركي لي فرصة
أيتها الحرب
كي أعيش ليلة حبّ واحدة في عمري".
يتحوّل هذا المشهد الواقعي التراجيدي، إلى شحنة رمزية تتجاوز المأساة الفردية، وتطرح سؤالاً وجودياً عن استحالة الحياة العادية في ظل القصف والدمار.
أثبتت غزة، كما أثبتت مدن مقاومة قبلها، أن الكلمة لا تموت حتى لو مات صاحبها. كما كتب نور الدين حجاج قبل أن يتم اغتياله:
"لا تكترثوا للمشهد الأخير
في غزة نحن نموت عدّة مرّات قبل هذا".
نصادف مقاطع تُجسد جوهر هذا المعنى ، كما عند يوسف القدرة:
"الشعراء
شهداءٌ أحياء"
أو كما تقول هند جودة، في صرختها الوجودية:
"يا إلهي
لا أريد أن أكون شاعرة
في زمن الحرب".
تقول الشاعرة هند جودة في حديثها لـ "الشرق"، "على الرغم من أن الشعر يبدو أضعف ما يمكن أن يواجه به عنف الآلة، إلا أنه بلغ لغات وبلداناً بعيدة، وها نحن نتحدث عنه بوصفه معجزة رمزية. أنجز الشعر ما كُتب من أجله بجدارة، حتى لكأن غزة باتت تصدّر الشهداء والشعراء".
تُكتب قصيدة حسام معروف، لا كمقطع منفصل، بل بوصفها ختاماً شعرياً لصرخة الشاعر في مواجهة المذبحة، حيث يتحوّل الغبار إلى لغة:
"غبار
لا تضع رأسكَ في التراب
فالعدوّ يبحث في التراب
ونحن أيضاً نبحث عن جماجم الأحبّة في التراب
ليس في الرأس غير هذي الحياة
لترى هذا الغبار
يعود ثانية
كأنه لا ينتمي
إلا إليك".
أنطولوجيات الحرب
هذا الحضور الشعري المناهض للمحتل ليس فريداً في سياقه، بل يتقاطع مع تجارب عالمية سبقت، مثل ما حدث في الاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث صدرت مختارات شعرية تعبوية بعنوان "قصائد الجبهة" (1942) ، ثم تلتها مختارات لاحقاً مثل "ذاكرة الحصار" (2005)، التي أعادت الاعتبار لأصوات كُتبت تحت النار، ومن أبرزها قصائد آنا أخماتوفا إبّان حصار لينينغراد.
في هولندا، ظهرت مختارات شعرية مقاومة وقت الاحتلال النازي، مثل كتاب "الأغاني الجديدة للمقاومة" (1941)، الذي ضمّ قصائد لشعراء أبرزهم يان كامبرت، ويان دي خروت، وسعى إلى رفع المعنويات في زمن الحرب.
في هذا السياق، تتردّد كثيراً مقولة أخلاقية، تجاوزت خصوصيتها الأوروبية، لتغدو قانوناً أدبياً في كل مكان تكتب فيه الكلمة في مواجهة الظلم: "من لا يكتب ضدّ الاحتلال، يكتب معه".
تتقاطع هذه الأنطولوجيات الشعرية في ما بينها، فلا تُختزل في حدث ثقافي عابر، بل مواجهة هي جمالية. لا بدّ من الإشارة إلى إصدارات موازية ساهمت في بناء أرشيف أدبي لغزة، مثل كتاب "بخط الصفر: يوميات الحرب على غزة"، الصادر عن (دار طباق 2024)، وهو عمل جماعي يوثّق الشهادات المدنية في زمن الانهيار.
كذلك أنطولوجيا "أنا غزة ابنة فلسطين"، صدرت خلال الحرب على غزة، وتضم قصائد لـ57 شاعراً وشاعرة من مختلف أنحاء العالم، تعبيراً عن التضامن مع غزة في مواجهة العدوان. قام الشاعر والباحث والمترجم الفلسطيني محمد حلمي الريشة، بإعداد الكتاب وترجمة القصائد المكتوبة بالإنجليزية إلى العربية.
يقول الشاعر حسام معروف لـ"الشرق": "يجد الشعر نفسه في مأزق حقيقي في زمن الحروب والكوارث، حيث تبلغ التجربة الإنسانية من التشظي والتعقيد، ما يجعلها تتجاوز اللغة، فلا تُحتوى ولا تُستعاد".
يضيف: "في مثل هذه اللحظات، يتعذّر على الشاعر أن يكون جزءاً من أي حلّ مباشر، إذ تدفعه الحرب إلى التفكير في عبثية الكتابة ولا جدوى الانشغال الجمالي بالوجود. ومع ذلك، فإن قدره أن يكتب، لا كفعل هامشي، بل كوسيلة للبقاء، وذلك ما يبقيه هو مجتمعه أحياء".
رحيل الشعراء
قُتل عدد من الشعراء المشاركين في هذه الأنطولوجيا أثناء الحرب، ومن بينهم:
نور الدين حجاج، قتلته إسرائيل قبل صدور الكتاب بأيام.
رفعت العرعير، قام بتحرير مجموعتين قصصتين هما "غزة لا تصمت" و"غزة تكتب مرة أخرى"، وكان أحد مؤسسي مشروع "نحن لسنا أرقاماً" الذي جمع مؤلفين من غزة كتبوا قصصاً عن واقعهم باللغة الإنجليزية.
قصيدته الوصية: "إذا كان لا بد لي أموت"، لفتت الرأي العام إلى ما تتوقعه غزّة من الإبادة. قتلته إسرائيل في 6 ديسمبر 2023 في قصف عشوائي أودى بحياته وحياة شقيقته وأطفالها. كما قتل الاحتلال ابنته شيماء مع زوجها وطفلها، بقصف استهدف منزلهم في حيّ الرمال بعد 4 أشهر على مقتله.
كامل الأسطل، شاعر وناشط ثقافي، قُتل بقصف على منزله.
محمد شتية، كتب مقاطع على هاتفه قبل أن يُقصف منزله بالكامل.
تُحيلنا هذه الشهادات إلى إدراك القصيدة بوصفها أحياناً الوثيقة الأخيرة التي يتركها الشاعر خلفه، سلاحه، وصرخته.
تضمّ الأنطولوجيا 26 شاعراً وشاعرة من غزة هم:
رفعت العرعير، نور الدين حجاج، هشام أبو عساكر، كوثر أبو هاني، مصعب أبو توهة، حامد عاشور، يحيى عاشور، أدهم العقاد، وليد العقاد، نور بعلوشة، شروق محمد دغمش، أشرف فياض، أنيس غنيمة، حيدر الغزالي، الغرة، وليد الهليس، نعمة حسن، عثمان حسين، هند الجودة، ضحى الكحلوت، حسام معروف، منى المصدّر، آلاء القطراوي، يوسف القدرة، ناصر رباح، إيناس سلطان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
مشهد لا يشبهه مشهد.. تنوّعت أوطانهم ولغاتهم وتقاليدهم لتذوب بين جنبات المشاعر المقدسة
في مشهد لا يشبهه مشهد.. ومن كل أصقاع الأرض توافد ضيوف الرحمن إلى البيت العتيق، جاؤوا ملبّين بلغات ولهجات متعددة، وعادات وتقاليد متباينة، وثقافات شكّلتها أزمنة وقرون، وتنوّعت بها الأوطان، لكنها ذابت بين جنبات المشاعر المقدسة. وتوحدت المشاعر والمظاهر في مشهد يعكس روح المساواة والتجرد من مظاهر التفرقة، وتجلّت المشاهد الإيمانية في صورة فريدة للوحدة، واختفى التباين الثقافي وتلاشت الفروقات الاجتماعية واللغوية منذ قدومهم إلى مكة المكرمة مرتدين لباس الإحرام. ورُصدت مشاهد الحجاج القادمين من قارات متباعدة متوجهين بخطى خاشعة لأداء نسكهم، في مشهد إنساني يؤكد أن الحج ليس عبادة فحسب، بل تجربة عالمية تُجسّد معاني الأخوّة والوحدة الإسلامية.


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
صابرين توضح لـ سيدتي حقيقة تقديم جزء ثانٍ من مسلسل إقامة جبرية
كشفت الفنانة صابرين عن حقيقة تقديم جزء ثانٍ من مسلسل " إقامة جبرية" الذي جمعها بالفنانة هنا الزاهد ، وتم عرضه في شهر يناير الماضي على إحدى المنصات الرقمية وحقق نجاحاً ملحوظاً وقتها. في الوقت الذى ترك فيه القائمون عليه الباب مفتوحاً لوجود جزء ثانٍ بسبب النهاية المفتوحة لأحداث العمل؛ إضافة إلى تأكيد صنّاعه على وجود فكرة الجزء الثاني. فكرة الجز الثاني مطروحة ولكن صعب تقديمها وقد أكّدت الفنانة صابرين لـ« سيدتي» أن فكرة تقديم جزء ثانٍ من " إقامة جبرية"، تم طرحها مع نهاية عرض العمل في يناير الماضي؛ موضحة أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أيّة خطوات فعلية لهذه الفكرة، في ظل انشغال كلّ بطل من الأبطال وكذلك المخرج، بأعمال أخرى خلال الفترة المقبلة. مشيرة إلى أنها تتوقع أنه إنْ لم يتم تنفيذ فكرة الجزء الثاني مستقبلاً، ولكنْ كلّ شيء واردٌ أيضاً. View this post on Instagram A post shared by WATCH IT (@watchit) يمكنكِ قراءة صابرين بعد استعادة رشاقتها: نسيت أني امرأة 20 سنة مسلسل "إقامة جبرية" دارت أحداث مسلسل "إقامة جبرية" حول سلمى، صيدلانية تعاني من اضطرابات نفسية، وتلجأ إلى عايدة الطبيبة النفسية لعلاجها. في البداية، تُفصح سلمى للطبيبة عن جريمة قتل ارتكبتها ضد زوجها بعد أن قرر الانفصال عنها. تتحول الأمور إلى لعبة خطيرة عندما تقرر سلمى السيطرة على الطبيبة من خلال استغلال ابنها؛ مهددة إياها بقتله إذا أفشت سرها. وتتوالى الأحداث. مسلسل " إقامة جبرية" مكوّن من 10 حلقات، وجاء من بطولة: هنا الزاهد ، محمد الشرنوبي، صابرين، محمود البزاوي، ثراء جبيل، حازم إيهاب، عايدة رياض، أحمد والي، جلا هشام، محمد دسوقي، لطيفة التركي، سعيد المغربي، محمد إمام، وعدد آخر من الفنانين. وضيف الشرف الفنان أحمد حاتم. ومن تأليف أحمد عادل. وإخراج أحمد سمير فرج. مسلسل "خانة فاضية" بطولة صابرين قريباً وترتبط صابرين ببطولة مسلسل جديد بعنوان: " خانة فاضية" المقرر استئناف تصويره خلال شهر أكتوبر المقبل بعد انتهاء فصل الصيف؛ خاصة وأن أحداث العمل تتطلب التصوير في الشتاء بسبب طبيعة الملابس التي يتم ارتداؤها، حسبما كشفت صابرين في تصريحات سابقة لـ« سيدتي». مشيرة إلى أنه تم الانتهاء من نصف المَشاهد قبل التوقُّف خلال شهر رمضان الماضي. View this post on Instagram A post shared by Lucky Charm Media Productions (@luckycharmmediaofficial) يمكنك قراءة أيضاً.. صابرين تكشف لـ«سيدتي» موعد استئناف مسلسل خانة فاضية ومكان عرضه يُشارك في بطولة المسلسل بجانب صابرين ، كلٌّ من: حسين فهمي، مراد مكرم، أحمد فهيم، دنيا المصري، وآخرين. والعمل إخراج شادي أبو شادي؛ حيث ستظهر صابرين خلال الأحداث بدور زوجة مراد مكرم وهي أم لولدين، ويُجسّد دورهما كلٌّ من: سولي التركي بعد نجاحه في فيلم "الحريفة"، وفؤاد محسن الذي سبق أن شارك في مسلسل "موضوع عائلي". لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


مجلة سيدتي
منذ 3 ساعات
- مجلة سيدتي
باميلا الخوري: بين النجوم والذهب.. قصة مجوهرات تليق بعيد الأضحى
في عالم تزداد فيه الحاجة إلى المعنى والروح في كل ما نرتديه، تقف باميلا خوري كمصممة ومؤسسة تحمل رؤية تتجاوز المظهر الخارجي إلى عمق الشعور الإنساني؛ من خلال علامتها Diamind. بمزيج نادر من الابتكار والرقي والالتزام الأخلاقي، تعاونت مع هناء راسخ؛ لإطلاق مجموعة "Celestial"، وهي مجموعة مجوهرات مستلهمة من الكون، تنبض بالنجوم والمجرات، وتروي قصصاً عن الارتباط والتأمل والجمال الخالد. في هذا الحوار الحصري، نغوص مع باميلا في كواليس الإلهام، والتصميم، والقيم التي صنعت من "Celestial" أكثر من مجرد مجوهرات، بل تجربة شعورية عميقة. الرؤية الإبداعية والإلهام ولدت مجموعة Celestial من افتتان مشترك بالكون بسحره، واتساعه، وجماله. أنا وهناء انجذبنا إلى رمزية الفضاء كمرآة لإمكانات الحياة اللامحدودة وتعقيدها. أردنا تصميم قطع تعكس النجوم والكواكب والحركات السماوية، حيث تروي كل قطعة قصة عن الارتباط والنمو والخلود. كان من المهم ألا تكون التصاميم فقط جذابة بصرياً، بل أيضاً مؤثرة عاطفياً. كيف أثّرت روح العيد وتقاليد الإهداء على الطابع الجمالي والعاطفي للمجموعة؟ العيد هو احتفال بالحب والامتنان والتجدد، وهي قيم تتناغم بعمق مع رؤيتنا لهذه المجموعة. أردنا للقطع أن تشعر بأنها شخصية ومعنوية، سواء كانت هدية للغير أو للنفس. هناك نعومة ونور في كل تصميم، تعكس فرحة وغنى الموسم العاطفي، كما ركزنا على صناعة مجوهرات متعددة الاستخدام، تناسب اللحظات الروحية والاحتفالية في آنٍ واحد. عملية التصميم والحرفية لنأخذ خاتم Nebula كمثال، بدأنا بصورة مجرة بعيدة متوهجة. كانت أحجار الماركيز المصممة على شكل عنقود من الألماس طريقتنا في تجسيد هذا الدوام المتلألئ من النجوم. قمنا برسم تركيبات مختلفة، ودرسنا كيفية انعكاس الضوء على كل زاوية، واخترنا تصميماً يجمع بين الطابع النحتي وسهولة الارتداء، ثم قام حرفيونا بإحيائه باستخدام الألماس المزروع في المختبر، لضمان الدقة والاستدامة في كل خطوة. النتيجة كانت قطعة تُشبه الكون، ولكنها راسخة في تقاليد المجوهرات الراقية. المجموعة تحمل طابعاً نحتياً ورمزياً قوياً، كيف توازنين بين التصميم العصري والرمزية الخالدة؟ هذا التوازن هو جوهر فلسفة Diamind في التصميم. نريد لقطعنا أن تخاطب المرأة الواعية والأنيقة في آنٍ واحد، مع الاحتفاظ بدلالات عميقة. في مجموعة Celestial استخدمنا خطوطاً نظيفة وتفاصيل مصقولة لإضفاء لمسة عصرية، بينما أضفى الإلهام من القمر والنجوم والخسوف بُعداً سردياً غنياً. نحن نصنع قطعاً تصلح لتكون إرثاً عصرياً، حيث يلتقي الشكل بالإحساس. الأخلاقيات والابتكار Diamind معروفة باستخدامها للألماس المزروع بطرق مستدامة ومواد مصدّرة بمسؤولية. كيف ينعكس هذا الالتزام في اختياراتكم التصميمية؟ التزامنا بالترف الأخلاقي يؤثر في كل قرار نتخذه. يدفعنا للابتكار من دون التنازل عن الجمال أو الجودة. الألماس المزروع في المختبر يسمح لنا بالاحتفاء بالجمال بضمير مرتاح، مع شفافية تمنح عملاءنا راحة البال، كما أنه يدفعنا لإعادة تخيل الأشكال الكلاسيكية من منظور عصري، مؤمنين بأن الاستدامة لا تعني التضحية بالأناقة أو الحرفية. ما التحديات أو النجاحات التي واجهتموها أثناء العمل مع الألماس المزروع والذهب في تحويل الرؤى الكونية إلى مجوهرات؟ أحد التحديات كان تجسيد تألق التكوينات السماوية بدقة باستخدام مواد مستدامة، فالألماس المزروع يتفاعل بشكل مختلف من حيث النقاء والانكسار، ما تطلب تنسيقاً دقيقاً مع الحرفيين لوضع كل حجر في مكانه الأمثل. من بين اللحظات الملهمة كانت اكتشاف مدى قدرة هذه المواد على نقل الرموز إلى جمال ملموس، خصوصاً في قطع مثل عقد Eclipse، حيث اندمجت الدقة مع السرد الفني بشكل متكامل. الجمهور والغرض من الواضح أن مجموعة Celestial مصممة للإهداء المعنوي، ما المشاعر أو الرسائل التي تأملين أن تشعر بها من ترتدي هذه القطع؟ نأمل أن تشعر من ترتدي القطعة بالقوة، والاهتمام، والاتصال، سواء كانت هدية من شخص آخر أو لنفسها. كل تصميم يحمل رسالة؛ خاتم Halo يرمز إلى الوحدة والخلود، بينما عقد Stellar يرمز إلى النور والوضوح. نريد لهذه القطع أن تصبح رموزاً للحظات الحياة الكبيرة والصغيرة وتذكيراً يومياً بالجمال الذي يحمل مغزى. كيف تتصورين تفاعل المتسوقين العصريين في موسم العيد مع هذه المجموعة، خصوصاً من حيث الأسلوب الشخصي والقيم؟ المتسوق اليوم يتميز بالوعي والذوق الرفيع. يبحث عن الهدايا التي تحمل معنى، وتنسجم مع أسلوبه وقيمه. مجموعة Celestial صُممت لهذا النوع من التفكير، فهي مصنوعة بأخلاقيات عالية، مشبعة بالرمزية، وأنيقة بلا جهد. سواء ارتديت في تجمع عائلي أو لحظة تأمل هادئة، فإن كل قطعة منها تبدو شخصية ومتعمدة. الشراكة والتعاون كيف كانت تجربة التعاون مع هناء راسخ في تصميم هذه المجموعة؟ وكيف أثّر إبداعها في النتيجة النهائية؟ العمل مع هناء كان ملهماً للغاية، فقدمت رؤية جديدة ترتكز على الاستدامة والبساطة وسرد القصة. فهمها العميق للأثر العاطفي في الموضة ساعد كثيراً في تشكيل قصة كل قطعة. كانت شريكة فعالة من أول لوحة إلهام حتى اللمسات الأخيرة. لم يكن تعاوناً فقط، بل كان حواراً بين قيمنا وجمالياتنا، مما أغنى المجموعة وجعلها أكثر عمقاً. نظرة إلى المستقبل بعد إطلاق مجموعة Celestial، كيف ترين مستقبل Diamind في دمج الفن والابتكار والحرفية الأخلاقية؟ مجموعة Celestial لحظة محورية، لكنها البداية فقط. نحن ملتزمون بدفع الحدود، سواء من حيث الأشكال، المواد المستدامة، أو السرد المعنوي. مجموعاتنا المستقبلية ستواصل هذا التوازن بين الفن والأخلاق، لتقديم قطع لا تزين فقط، بل تُلهم أيضاً، كما نستكشف طرقاً جديدة للتواصل مع جمهورنا، سواء من خلال تجارب فعلية أو رواية قصص رقمية. إنها فترة مثيرة لدينا في Diamind. تابعي أيضاً: أحدث عروس.. نسقي مجوهراتكِ الراقية بطرق عصرية على طريقة أمينة خليل