logo
خطاب كامل إدريس وخيبة جديدة في مشهد مضطرب

خطاب كامل إدريس وخيبة جديدة في مشهد مضطرب

التغييرمنذ 4 أيام

حسب الرسول العوض ابراهيم
في وقت كان ينتظر فيه السودانيون أي بادرة أمل للخروج من نفق الحرب والدمار ، جاء خطاب رئيس الوزراء المعيَّن كامل إدريس باهتاً خالياً من أي إشارة إلى النزاع الدامي الذي يفتك بالبلاد ،،، تجاهله الإشارة الي الحرب وهي الملف الأهم في تاريخ السودان المعاصر ليس فقط صادماً بل يعكس استهتار بالواقع الذي يعيشه الملايين من الشعب السوداني بين القصف والنزوح والجوع.
التعيين المريب … محاولة التفاف لا أكثر
التساؤلات حول كامل إدريس لا تتعلق فقط بمحتوى خطابه بل تبدأ منذ لحظة تعيينه ، فقبله أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تعيين السفير دفع الله الحاج علي رئيساً للوزراء دون أن يصدر من الأخير أي موقف رسمي بل سرت تسريبات عن رفضه العودة إلى السودان ،، وهو ما أضعف موقفه وفتح الباب لبدائل وتكهنات كثيرة
لكن المعطيات تكشف أن قرار تعيين دفع الله لم يكن وليد اجتهاد فردي من البرهان بل جاء من رحم التنظيم الإسلاموي المسيطر على مفاصل الدولة العميقة .ومع ادراك اقتراب العقوبات الأمريكية الجديدة أدرك هذا التنظيم أن الإصرار على تعيين شخصية ذات مرجعية أيديولوجية واضحة مثل دفع الله الحاج علي ، قد يعزلهم خارجياً أكثر مما هم عليه داخلياً.
وهكذا لجأوا إلى 'عملية تمويه سياسي' باختيار شخصية ذات خلفية دولية في محاولة لتسويقها خارجيًا. فوقع الاختيار على كامل إدريس ظناً أن عمله السابق في المنظمات الدولية سيمنحه شيئًا من القبول الغربي كما كان الحال مع عبد الله حمدوك ،،الا أن الفارق بين الرجلين شاسع ، فحمدوك جاء بثقل شعبي وشرعية ثورية بينما كامل إدريس جاء بترشيح داخلي دون غطاء جماهيري أو سياسي .
منصب بلا صلاحيات ورجل بلا مشروع ،،،
العارفون بخفايا المشهد يعلمون أن كامل إدريس الذي سعى طويلاً لمنصب رئاسة الوزراء ولم يوفق وجد هذه المرة ضالته و فرصته الذهبية لنظام فاقد للشرعية ،فقبل المنصب دون تردد رغم إدراكه أنه سيكون مجرد 'محلل ' لواقع تهيمن عليه المؤسسة العسكرية ودولة الكيزان العميقة.
ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أولى مظاهر التمرد على صلاحياته إذ رفضت حركة العدل والمساواة أحد أطراف اتفاق جوبا ذات الصلاحية المنتهية التخلي عن وزارة المالية ما يؤكد أن القوى المتحالفة مع النظام العسكري ليست في وارد احترام شكل الدولة الجديدة ولا تعترف بسلطة رئيس وزراء منزوع الدسم.
خطاب مهادن ومغازلة مفضوحة للكيزان ،،
الخطاب الأول لكامل إدريس لم يكن فقط خالياً من موقف واضح تجاه الحرب بل حمل إشارات واضحة إلى مهادنة الإسلامويين، عبر الإشادة بالقوات والمليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش ، وكأنه يقول لهم 'أنا منكم وفيكم فاعتمدوا عليّ' تجاهل الحرب و التغاضي عن المأساة الإنسانية والانشغال بالرسائل السياسية ، كل ذلك يعكس أن الرجل لا يرى نفسه صاحب مشروع بل مجرد واجهة مطلوبة لتمرير أجندات أوسع ،،
في الختام … لا بشريات ولا موقف من خطاب كامل إدريس ،،
ما كان ينتظر من أول خطاب لرئيس وزراء جديد هو أن يطرح رؤية للخروج من الأزمة أو على الأقل موقفاً واضحاً من الحرب أو الدعوة لوقف القتال، أو عرض مبادرة وطنية جامعة. لكن ما سمعناه كان خطاباً فاترا باهتا، وظيفياً يفتقر لأي مضمون حقيقي ولا يُطمئن أي سوداني يتوق للسلام أو التغيير.
بهذا الخطاب، يُمكن القول إن كامل إدريس بدأ مشواره السياسي الأخير برصيد سلبي وضع نفسه فيه طواعية، ولم يترك سوى خيبة أمل جديدة تضاف إلى رصيد طويل من الإخفاقات في المشهد السوداني،،،

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس وزراء و«موزّع حصري» لزهور اللافندر..!
رئيس وزراء و«موزّع حصري» لزهور اللافندر..!

التغيير

timeمنذ 3 أيام

  • التغيير

رئيس وزراء و«موزّع حصري» لزهور اللافندر..!

رئيس وزراء و«موزّع حصري» لزهور اللافندر..! د. مرتضى الغالي ما حكاية هذا الـ(كامل إدريس) مع الزهور وتوزيعها على خلق الله..!! هذا الرجل يعيش في (عالم آخر) ليس هو عالم السودانيين وأوضاعهم تحت سنابك هذه الحرب اللعينة التي أوسعتهم قتلاً وتشريداً وجوعاً ومرضاً وفقراً و(قِلة حيلة.. ومن بقى منهم حياً فهو يترقب الموت (من خلف الباب) بسبب انعدام الدواء والغذاء والكساء والماء والهواء.. وبسبب انعدام الأمن وانتشار عصابات النهب والسلب (رسمية وقطاع خاص)..! ثم لماذا يلوّح هذا الرجل بكتابه أمام الكاميرات.. وكأنه يريد أن يقول انه سيقوم بتطبيق أفكاره الخاصة على شعب السودان..!! من الذي أعطاه هذا التفويض..؟! وهل يريد أن يحاكي كيم أيل سونغ وماوتسي تونغ وكتابه الأحمر..! أم تراه يتأسي بالقذافي و(كتابه الأخضر) الذي انتهى به إلى (أنبوبة صرف صحي)..! هذه التصرفات ليس مجرد 'غباء سياسي' بل هي أشبه بـ(برسالة استفزاز) للحالة السودانية الراهنة وللشعب المفجوع بقتل بنيه وتجويع أطفاله وتشريد نسائه.. وهو سلوك ينم عن قدر كبير من (فقر الذوق والفطنة)..! هناك نوع من الفصام يسمى (لفصام البارنويدي) ومن أعراضه القيام بسلوكيات 'غير منطقية' و'تبلد الإحساس تجاه الكوارث والأحداث الجسيمة' مع نزوع رهابي لتضخيم الذات المتضائلة..! لم يذكر الرجل في خطابه كلمة واحدة عن اللاجئين والنازحين والمشردين وتلاميذ المدارس ولا (القبور المفتوحة).. طبعاً لم يذكر اسم الثورة التي هرع إليها في أيامها الأولى متأبطاً (حقيبة سمسونايت)..!! هل نحن أمام وطن يحتضر وعلى بعد خطوة من هاوية التفكك والتحلل والتشرذم.. أم نحن أمام (حفلة عيد ميلاد)..؟! ما كان أحوج التكايا التي تقوم سلطة بورتسودان بإغلاقها وإحراقها إلى حفنة من عيش الفتريتا أو العدسي والفاصوليا لإطعام أفواه الأطفال الفاغرة.. بدلاً من زهور الغاردينيا والأوركيد واللافندر..! هل ترى منظمات العون والإغاثة العالمية أن السودان يحتاج لأطنان من الحبوب.. أم أنها ترى أن الأولى التعجيل بشحنات من الأزهار..؟!.. السويد نفسها لم تقدم للسودان الزهور والورود..! إنها ذات الحكاية المتداولة شعبياً عن الرجل الذي أراد أن يزور صاحبه المريض في المستشفى.. فحمل له باقة من الورود.. وكان صديقه المريض يعاني من سوء التغذية و(فقر الدم الحاد).. لذا فقد كان يمنّي نفسه بأن يحمل له الصديق الزائر كيساً (من البرتكان أو القريب فروت)..! وبعد أن خرج الزائر.. كان لسان حال صديقه المريض يقول: (الزهور ما بناباها.. لكن الفيك إتعرفت)..!! أما كامل إدريس فلم يكن ما ينطوي عليه (يحتاج إلى معرفة)..! فسيرة الرجل السابقة تنبئك عن حقيقته..! وفي الأثر الشريف ما معناه: (نحن لا نولي هذا الأمر للذي يسأله أو الذي يحرص عليه).. وصاحبنا هذا تجاوز مرحلة الطلب والحرص إلى الإلحاح والإصرار والإلحاف بإراقة ماء الوجه و(ماء السراب) في سبيل بلوغ غايته بأي كيفية ووسيلة كانت؛ مع الإنقاذ.. مع حكومة الانتقال.. مع الانقلاب.. مع الترابي.. مع الحرب.. مع ياسر العطا.. مع كرتي.. حتى وجد ضالته أخيراً مع البرهان..! كثيرون قالوا صادقين إن الحديث عن كامل إدريس لا معنى له، لأن منصبه هذا لا معنى له، كما إن التعيين تم بواسطة شخص لا معنى له، ضمن انقلاب لا معنى له، وإنه صاحب رئاسة صورية لن تتركه يهش أو ينش في أي أمر (ذي بال)..! ولكننا نقول لهؤلاء: نعم الجميع يعلم ذلك.. ولكن لا بد من فضح تدابير الكيزان في تسييس و(تتييس) مناصب الدولة..! لا بد من فضح حالة هذه الحرب الفاجرة ومخاطرها ومآلاتها ومُخرجاتها الكارثية والأراجوزات الذين يرقصون حولها.. ولا بد من كشف آليات ومكائد الكيزان (الظاهرة والخفية) وأباطيل المثقفين اللاهثين خلف الانقلابات وماسحي جوخ السلطان.. مثل تبرير أحدهم لإغفال ذكر ثورة ديسمبر في (خطاب العرش) الذي ألقاه كامل إدريس.. بأن القصد من عدم ذكر الثورة هو (عدم إزعاج الكيزان)..! ولقد صدق هذا الرجل عندما استشهد بمقطع من أغنية الفنان الهادي حامد (ود الجبل) لتبرير تأييد بعض المثقفاتية للحرب والانقلاب؛ وهو المقطع الذي يقول: 'أعمل إيه ما القسمة إختارت.. وكل الناس حاكماها (ظروف)'..!

خطاب كامل إدريس وخيبة جديدة في مشهد مضطرب
خطاب كامل إدريس وخيبة جديدة في مشهد مضطرب

التغيير

timeمنذ 4 أيام

  • التغيير

خطاب كامل إدريس وخيبة جديدة في مشهد مضطرب

حسب الرسول العوض ابراهيم في وقت كان ينتظر فيه السودانيون أي بادرة أمل للخروج من نفق الحرب والدمار ، جاء خطاب رئيس الوزراء المعيَّن كامل إدريس باهتاً خالياً من أي إشارة إلى النزاع الدامي الذي يفتك بالبلاد ،،، تجاهله الإشارة الي الحرب وهي الملف الأهم في تاريخ السودان المعاصر ليس فقط صادماً بل يعكس استهتار بالواقع الذي يعيشه الملايين من الشعب السوداني بين القصف والنزوح والجوع. التعيين المريب … محاولة التفاف لا أكثر التساؤلات حول كامل إدريس لا تتعلق فقط بمحتوى خطابه بل تبدأ منذ لحظة تعيينه ، فقبله أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تعيين السفير دفع الله الحاج علي رئيساً للوزراء دون أن يصدر من الأخير أي موقف رسمي بل سرت تسريبات عن رفضه العودة إلى السودان ،، وهو ما أضعف موقفه وفتح الباب لبدائل وتكهنات كثيرة لكن المعطيات تكشف أن قرار تعيين دفع الله لم يكن وليد اجتهاد فردي من البرهان بل جاء من رحم التنظيم الإسلاموي المسيطر على مفاصل الدولة العميقة .ومع ادراك اقتراب العقوبات الأمريكية الجديدة أدرك هذا التنظيم أن الإصرار على تعيين شخصية ذات مرجعية أيديولوجية واضحة مثل دفع الله الحاج علي ، قد يعزلهم خارجياً أكثر مما هم عليه داخلياً. وهكذا لجأوا إلى 'عملية تمويه سياسي' باختيار شخصية ذات خلفية دولية في محاولة لتسويقها خارجيًا. فوقع الاختيار على كامل إدريس ظناً أن عمله السابق في المنظمات الدولية سيمنحه شيئًا من القبول الغربي كما كان الحال مع عبد الله حمدوك ،،الا أن الفارق بين الرجلين شاسع ، فحمدوك جاء بثقل شعبي وشرعية ثورية بينما كامل إدريس جاء بترشيح داخلي دون غطاء جماهيري أو سياسي . منصب بلا صلاحيات ورجل بلا مشروع ،،، العارفون بخفايا المشهد يعلمون أن كامل إدريس الذي سعى طويلاً لمنصب رئاسة الوزراء ولم يوفق وجد هذه المرة ضالته و فرصته الذهبية لنظام فاقد للشرعية ،فقبل المنصب دون تردد رغم إدراكه أنه سيكون مجرد 'محلل ' لواقع تهيمن عليه المؤسسة العسكرية ودولة الكيزان العميقة. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أولى مظاهر التمرد على صلاحياته إذ رفضت حركة العدل والمساواة أحد أطراف اتفاق جوبا ذات الصلاحية المنتهية التخلي عن وزارة المالية ما يؤكد أن القوى المتحالفة مع النظام العسكري ليست في وارد احترام شكل الدولة الجديدة ولا تعترف بسلطة رئيس وزراء منزوع الدسم. خطاب مهادن ومغازلة مفضوحة للكيزان ،، الخطاب الأول لكامل إدريس لم يكن فقط خالياً من موقف واضح تجاه الحرب بل حمل إشارات واضحة إلى مهادنة الإسلامويين، عبر الإشادة بالقوات والمليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش ، وكأنه يقول لهم 'أنا منكم وفيكم فاعتمدوا عليّ' تجاهل الحرب و التغاضي عن المأساة الإنسانية والانشغال بالرسائل السياسية ، كل ذلك يعكس أن الرجل لا يرى نفسه صاحب مشروع بل مجرد واجهة مطلوبة لتمرير أجندات أوسع ،، في الختام … لا بشريات ولا موقف من خطاب كامل إدريس ،، ما كان ينتظر من أول خطاب لرئيس وزراء جديد هو أن يطرح رؤية للخروج من الأزمة أو على الأقل موقفاً واضحاً من الحرب أو الدعوة لوقف القتال، أو عرض مبادرة وطنية جامعة. لكن ما سمعناه كان خطاباً فاترا باهتا، وظيفياً يفتقر لأي مضمون حقيقي ولا يُطمئن أي سوداني يتوق للسلام أو التغيير. بهذا الخطاب، يُمكن القول إن كامل إدريس بدأ مشواره السياسي الأخير برصيد سلبي وضع نفسه فيه طواعية، ولم يترك سوى خيبة أمل جديدة تضاف إلى رصيد طويل من الإخفاقات في المشهد السوداني،،،

عصام البشير: عيدية خاصة للكيزان والبرهان..!
عصام البشير: عيدية خاصة للكيزان والبرهان..!

التغيير

timeمنذ 5 أيام

  • التغيير

عصام البشير: عيدية خاصة للكيزان والبرهان..!

عصام البشير: عيدية خاصة للكيزان والبرهان..! د. مرتضى الغالي خرج علينا د.عصام احمد البشير في (ثياب الواعظينا) في تسجيل 'مخدوم' وهو يعلن انضمامه إلى (الزفة الكدّابة) التي تتحدث عن الانتصارات والناس يموتون بالمئات.. وهم وأبناؤهم مشردون نازحون لاجئون في (الصقيعة والفرناغة) وبامتداد المنافي والفيافي؛ والبلاد تزداد 'تدميراً على تدمير' والأطفال والتلاميذ والصبيان والصبايا خارج دور التعليم.. وأهل السلطة المُغتصَبة لاهون بتوزيع المناصب.. أما تقديم الخدمات وتأمين المواطنين فهم في شغل عن ذلك (فاكهون)..! لا بد أن تسجيل الشيخ عصام البشير هذا هو من (مطلوبات أولياء النعمة) فهم يلاحقون كل من تقلّب في بحبوحة مناصبهم وثرواتهم المنهوبة ويطالبونه بـ(رد الثمن) مناصرة وتأييداً وتهليلاً بكل ما يجترفونه في حق الله وحق الوطن..! أين هذا الانتصار الذي يهلل له الشيخ (حلو اللسان) فنحن لا نراه..؟! لقد سكت الشيخ عصام البشير عن طامة جماعته ومليشياتهم في ميدان الاعتصام والقتل وعن السحل (غير المألوف) الذي جري فيه؛ وسكت عن الانقلاب على الشرعية؛ وعلى الانتهاكات الفظيعة للقانون وحقوق الناس؛ وسكت على القصف وتهديم البيوت على رءوس ساكنيها؛ وقبل ذلك سكت عن الإعدامات الجزافية؛ وعن مذبحة الشباب الدموية في سبتمبر 2013 وعن مذابح كجبار وبورتسودان والمناصير.. فما بال الشيخ العلامة يتنكر لكل ما كان يصدع به رءوس العباد عن حرمة دماء الناس وأموالهم وإعراضهم.. وعن الشورى والدولة المدنية و(صحيفة المدينة) وعن العدالة والرأي الآخر.. وعن إسناد الولاية للعدول: (هل جبريل إبراهيم والفاتح طيفور ومصطفى طمبور من العدول)..؟! هل يريد الشيخ فقط أن يكون من بين الدعاة (المتفيقهون المتشدّقون) الذين يقولون ما لا يفعلون والذين حذّر الأثر الشريف منهم.. وأبانت خبرة الناس عنهم أن احدهم (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ) ويروغ منك كما يروغ (ابن أوى)..؟! لم يذكر الشيخ عصام البشير على طول تسجيله بالأمس الذي يزف فيه للشعب السوداني الانتصارات التي حققها البراءون والأشاوس على الشعب؛ ولم يذكر ولو مرة واحدة (الكوليرا) أو الجوع أو التشرّد أو الموت الأحمر أو حيرة المرضى أو انعدام القوت والدواء والمحاليل ولبن الأطفال.. أو عن دمار الوطن أو فراغ المشافي أو (الدفن خارج المقابر).. فماله ولهذه الكلمات الخشنة التي قد تشرخ (اللهاة الناعمة)..! لماذا سكت الشيخ عصام البشير عن استنفار الأطفال وأبناء المساكين وهم صفر اليدين والزج بهم في هذه الحرب العبثية الفاجرة التي يهلل لانتصاراتها.. وهو يعلم أن (أبناء الذوات الكيزانية) يمرحون في حفلات التعارف وعقد القران وختان الأنجال ويرقصون في (الليالي المخملية) في دبي والدوحة واسطنبول وكوالالامبور.. ويواصلون تعليمهم في جامعات بريطانيا وأمريكا وفرنسا وسويسرا.. ألا يعلم الشيخ ذلك..؟! اعطني يا رجل اسم (ابن واحد) من أبناء قادة 'سجم' الإنقاذ أو حركتهم الضالة المُضلّة و'رمادها' تمّ استنفاره في مهزلة هذه الحرب اللعينة عارياً حافياً..! فلنحذر جميعاً من الوقوع في حفرة النفاق فمن آيات المنافق انه إذا وعد بأداء الحقوق أخلف، وإذا حدّث كذب على الناس و(دلّس) وإذا اؤتمن على أمانة العلم وإبراء الذمّة (نكص وتملّص)..! الجنرال (بيتان) كان أيضاً يتحدث عن حرية فرنسا وانتصاراتها وهو يرأس 'حكومة فيشي' تحت الاحتلال النازي لبلاده.. فكان مصيره أنه ذهب بنفسه لمزبلة التاريخ ولم يترك ذلك للزمن..!!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store