
صحابة يستسقون.. وآخرون يشربون الخمر
ذهب واحد من أمة الإسلام، وهو الصحابى بلال بن الحارث، إلى قبر النبى، صلى الله عليه وسلم، ووقف أمامه وقال: يا رسول الله استسقِ الله لأمتك فإنهم قد هلكوا. نام «بلال» ليلته وهو غارق فى التفكير فى المأساة التى يعيشها المسلمون، فأُرى فى المنام أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول له: «أبشر بالحياة.. ائتِ عمر فأقرئه السلام وقل له: الكيس الكيس». ولما حكى «بلال» ذلك لعمر، نادى الأخير فى الناس: الصلاة جامعة، فصلى بهم ركعتين، ثم قام فقال: أيها الناس أُنشدكم الله هل تعلمون منى أمرًا غيره خير منه؟ فقالوا: اللهم لا! فقال: إن بلال بن الحارث يزعم «وحكى لهم ما قصه عليه»، قالوا: صدق بلال.. فاستغث بالله ثم بالمسلمين.
جدل كبير أثارته هذه الواقعة التى حكاها «ابن كثير» فى «البداية والنهاية»، وغيره من كتاب التراث، فقد احتج البعض بها فى تبرير الدعاء أمام القبور، والتوسل إلى الله برسوله الكريم، وقرروا أنه لو كان عمر قد وجد فى ذلك شيئًا لمنع الصحابى منه، وقد رفض آخرون ذلك.
وتشير الواقعة السابقة أيضًا إلى أن المسلمين المعاصرين لها فسروا المنام الذى رآه بلال مشيرين إلى أنه دال على أن النبى استبطأ عمر فى الاستسقاء، وقالوا له: «إنما استبطأك فى الاستسقاء فاستسقِ بنا». بعدها نادى عمر فى الناس ليجتمعوا إليه فى المسجد، فخطب خطبة موجزة، ثم صلى ركعتين فأوجز، ثم دعا ربه بكلمات مؤثرة، من ضمن ما جاء فيها: اللهم عجزت عنا أنصارنا، وعجز عنا حولنا وقوتنا، وعجزت عنا أنفسنا، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم أسقنا وأحى العباد والبلاد».
انطلق عمر بن الخطاب بعد ذلك إلى العباس عم النبى، واصطحبه معه إلى الصلاة وهو يقول: اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا توسلنا إليك بنبينا.. وإنا نتوسل إليك بعم نبينا. ويذكر «ابن كثير» أن عمر خرج يستسقى بالناس فما زاد على الاستغفار حتى رجع، فقالوا: يا أمير المؤمنين ما نراك استسقيت! فقال: لقد طلبت المطر بما يستنزل به المطر، ثم قرأ: «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا».. ثم قرأ: «وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعًا حسنًا إلى أجل مسمى ويؤتِ كل ذى فضل فضله». وتشير الواقعة التى حكاها «ابن كثير» إلى أن الاستغفار كان يمثل بالنسبة لصحابة النبى الأوائل مفتاحًا من مفاتيح مواجهة مشكلات الحياة، وهى تدلك على أن هذه الفئة المتميزة من المؤمنين كانت تتهم نفسها باستمرار، وتسارع إلى استغفار ربها.
ومجمل الوقائع التى تتعلق بواقعة الجدب والاستسقاء تضع يدك على جانب مهم من جوانب شخصية عمر بن الخطاب، فقد كان، رضى الله عنه، من هذا النوع من الحكام الذين لا يرضون عن أدائهم بسهولة، ولم يكن يجد أى غضاضة فى أن يُوجّه له نقد، ويشهد أداؤه فى سياق الوقائع السابقة على إيمانه الكامل بالمقولة التى كان يؤمن بها ويقول فيها: «رحم الله امرأً أهدى إلىّ عيوبى». تجد هذا المعنى حاضرًا حين سمع مروية «بلال بن الحارث» فقال لمن حوله: أيها الناس أنشدكم الله هل تعلمون منى أمرًا غيره خير منه؟ فقالوا: اللهم لا؟. لقد سأل الناس عن تقييمهم لأدائه خلال أزمة المجاعة، وهل ترك تصرفًا أكثر جدوى أو إيجابية، واتجه إلى تصرفات أخرى لا تجدى نفعًا فى مواجهة الأزمة؟ فأكد له الجميع أنه أحسن إدارة الأزمة، وأنه كان يختار القرارات الأفضل من وجهة نظرهم. وفى واقعة الخروج إلى البرية والاستغفار لله تجد إشارة إلى إنسان يطارده إحساس بالتقصير، ويميل إلى اتهام أدائه، ويفر إلى ربه طالبًا منه المغفرة وأن يعينه ويجبر ضعفه وتقصيره.
لقد تعاصر مع مجاعة عام الرمادة واقعة أخرى تدلك على أن عمر بن الخطاب لم يكن بالصورة الخشنة الجامدة التى يحكيها بعض الكُتّاب، بل كان يفضل مشورة من حوله والرجوع إليهم، ولم يكن مستفردًا بالحكم أو بالقرار، بل ميال إلى الجماعية فى صناعة القرار. فهناك فى الشام حيث كانت الأمور على ما يرام ولم يكن أهلها يعانون من المجاعة التى ضربت الحجاز وعصرت أهل مكة والمدينة، تورط نفر من المسلمين فى شرب الخمر، منهم اثنان من الصحابة: ضرار بن الأزور وأبوجندل بن سهل، وعندما نهرهم أبوعبيدة بن الجراح والى الشام قالوا: خُيّرنا فاخترنا، قال: «فهل أنتم منتهون» ولم يعزم، وحينما وصل الخبر إلى عمر جمع الناس وسألهم فى ذلك فأجمعوا على خلافهم وأن المعنى «فهل أنتم منتهون» أى انتهوا، وأجمعوا على جلدهم.
وكانت آخر كلمات عمر بن الخطاب فى هذا العام العصيب، عام الرمادة، تلك الرسالة التى بعث بها إلى أبى جندل بعد أن تورط فى شرب الخمر وجادل فى ذلك وكتب له فيها: «من عمر إلى أبى جندل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فتُب وارفع رأسك وابرز ولا تقنط فإن الله تعالى يقول: (قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم)»، وكتب عمر إلى الناس: «أن عليكم أنفسكم ولا تعيّروا أحدًا فيفشى فيكم البلاء».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الطريق
منذ 19 دقائق
- الطريق
محافظ البحيرة تشيد بوعي ومشاركة أبناء المحافظة في انتخابات الشيوخ.. وتقدم رسالة شكر لكل من ساهم في إنجاح العرس الديمقراطي
الثلاثاء، 5 أغسطس 2025 11:11 مـ بتوقيت القاهرة أعربت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، عن فخرها واعتزازها العميق بأبناء المحافظة الذين لبّوا نداء الوطن واحتشدوا بمسؤولية ووعي حول صناديق الاقتراع، ليشاركوا في اختيار ممثليهم تحت قبة مجلس الشيوخ، ويجسدوا أروع صور الانتماء الوطني. جاء ذلك عقب الإعلان عن غلق الصناديق الإنتخابية وإسدال الستار على انتخابات مجلس الشيوخ 2025، حيث أكدت المحافظ أن المشهد الديمقراطي الذي رسمه المواطنون على مدار يومي التصويت، كان عنوانًا للفخر والإرادة، ورسالة واضحة بأن أبناء البحيرة كانوا – ولا يزالون – على قلب رجل واحد، في دعم الوطن والسعي نحو استكمال مسيرته الديمقراطية والتنموية. وفي هذا السياق، وجهت الدكتورة جاكلين عازر تحية شكر وتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذا العرس الديمقراطي، من القيادات التنفيذية والأمنية والهيئات القضائية، لما قدموه من جهود مضنية قبل وأثناء أيام الانتخابات، والتي انعكست في صورة حضارية مشرفة بكافة اللجان الانتخابية بنطاق المحافظة وأكدت أهمية استمرار هذا الزخم الوطني والوعي الجماهيري في كافة الاستحقاقات القادمة، دعماً لمسيرة البناء والتنمية التي تشهدها الدولة المصرية في الجمهورية الجديدة ، داعية الله أن يحفظ مصر آمنة مستقرة، تحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس الجمهورية.

يمرس
منذ 36 دقائق
- يمرس
ستبقى "سلطان" الحقيقة وفارسها..
في لحظات يتخاذل فيها كثيرون من حاملي "صولجانات" المعرفة وقارعي " طبول السياسة"، الذين في وقت " السلم" يرقصون البرع ، وفي اوقات " الحروب" يتلون ما تيسر من القرآن..! لكن انت كنت ولا زلت وسوف تستمر عكس كل هؤلاء المهرجين ومحترفي مهنة " البلياتشوا" الذين لايرون في الوطن أكثر من "سيرك" ومن الشعب مجرد مشاهدين أغبياء..! في زمن طغيان انتصار الصدفة، وسكرة الشعب بنشؤة الحدث.. كنت أنت صانع "الحدث " ومحوره، أطلقت صفارات الأنذار المبكر، وحذرت من كارثة قادمة، كارثة ستأتي بعد أن تطير السكرة وتعود الفكرة للعقول المستلبة..! يؤمها وصفوك ب "المرجف في المدينة"، حشدوا اطقمهم واستنفروا عساكرهم ونشروا عسسهم، فطوقوا " الدار" والحي والحارة..! نجاك الله باعجوبة ويقظة اخوانك من أبناء الشموخ والعزة والكرامة، فكانوا لك ليس مجرد حراس وحماة، بل كانو عضدك وسندك كما كانت لك "جبال سامع" ملاذا أمنا، وكانت كهوفها واحجارها ترحب بأبن الشهيد الذي تمرد على الظلم والقهر والفساد وانذر حياته من أجل الحقيقة والوطن والشعب ودولة المواطنة المتساوية والعادلة، لم تكن يوما طائفيا، ولا مذهبيا ولا عنصريا ولا مناطقيا، بل كنت ولاتزال وطنيا وقوميا وإسلاميا وانسانا جبل بكل القيم الإنسانية النبيلة.. رفضت أن تساؤم على قيم استوطنت وجدانك ومبادئ شكلت قناعتك الفكرية والسياسية وهويتك الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية.. ولأنك كذلك بقيت "سلطان" الذي نعرفه، سلطان الذي تغيرت حوله الأشياء والوجوه والأمكنه والناس والمواقف والمبادئ، لكنك بقيت انت كما عرفناك وعرفك شرفاء الوطن دون أولئك الجهلة المترفين بالفساد والغباء..! سلطان السامعي.. ابن سامع تعز ، عاشق وطنه اليمن بارضها وإنسانها، الثابت في مواقف الوفاء والاخلاص للمبادئ والقيم التي تربي عليها وأمن بها، عدو اللصوص والفاسدين والمرتزقة والعملاء والمخبرين والجواسيس، عدو لكل القيم العنصرية والمذهبية التي تمزق اللحمة الوطنية، عدو للافكار الانعزالية، وحدوي عربي قومي ومسلم أصيل.. سلطان السامعي أبن القوات المسلحة الذي يحمل رتبة فريق وهي اقل استحقاق له نظرا لحالة التهميش التي طالته وأمثاله من أبناء اليمن.. وأبن المدرسة الوطنية التي لا يساوم خريجيها على مبادئهم وقيمهم ولا على معتقداتهم بدولة وطنية عادلة ذات سيادة فيها المواطنة متساوية والقانون سيفا على رقاب الجميع دون إستثناء أو تميز.. شجاعا كنت ولاتزال، صادقا انت وهذه أجمل صفاتك، وفيا لعهودك، حليما ولكن عليهم أن لا يختبروا صبرك.. من قلب تعز صدحت بما لا يسر المنتصرون الأقوياء، فاظهرتهم أعجز من أن يردوا عليك.. كادوا لك، دبروا المكايد، حبكوا المؤامرات، قرروا التخلص منك، فكان أن مكرو ومكر الله، وارتدت مكايدهم لنحورهم..! أطلقت وبدوافع وطنية صادقة وبحرص وطني، ووفق رؤية وطنية امتلكت ناصيتها وبلغت من بيدهم القرار حين كان لهم قرار، وكأن يمكن أن يتجنبوا المصير الذي الوا إليه جميعا لو استمعوا لك وعملوا بنصيحتك، ولكن "الحماقة" مرضا عصيا على العلاج، والمكابرة داء يؤدي بصاحبه للمهالك..! اليوم قلت كلمتك.. بشجاعة قلتها، وبشجاعة حذرت وأنذرت.. وبحصافة الحليم وجهت رسائلك لمن يجب عليهم أن يفهموا ويعيدوا حساباتهم، وقلت وكان قولك الحق من أجل اليمن الأرض والإنسان، لن ادخل في تفاصيل لقاءك الاخير يا " صاحبي" _في هذه التناولة _ يكفي انك قدمت رؤية وطنية وقومية واسلامية وإنسانية شاملة، وقدمت لوطنك خارطة طريق، وقدمت لسلطة صنعاء شركائك في المسيرة الوطنية، تنبيها من الدرجة الأولى، كي يفيقوا من سكرة السلطة والثروة والجاه والنفوذ، وحتي لا تسرقهم السكين ويجدوا أنفسهم أمام مصير أسلافهم وربما اسوي.. قلت انطلاقا من قناعتك الدينية والوطنية، واخلاصك وصدق وطنيتك، محذرا ولافتا الأنظار الي ما يجب أن يكون وما يجب أن ينتهي من السلوكيات السلبية.. قلت الحقيقة التي لا يجرؤ احد غيرك أن يقولها، قلت ما يجب أن يقوله قائدا وطنيا يحترم نفسه ويحب وطنه ويحترم تضحيات أبناء وطنه.. ولأنك قلت ذلك، فأن قولك حتما سيغضب أصحاب المصالح، أولئك الذين لا يحلمون كما تحلم بوطن ودولة عادلة، وشعب حر مستقر، لكنهم يحلمون بالنهب والفساد والفوضى، وبشعب من العبيد، لأنهم يقتاتون ارزاقهم من كل هذه الظواهر السلبية التي تحاربها انت، فيما هم يوقدون نيرانها، يتمنون ديمومة الفوضى والحرب والانقسام، والعبودية والتسلط على الشعب ، لأن انتهاء هذه الظواهر يعني قطع ارزاقهم..! " وصفك احد الافاقين بانك خنجرا في ظهر المسيرة" وكان صادقا ولم يجانبه الصواب فأنت فعلا "خنجرا" موجه لقلب كل فاسد وحرامي ولص وعنصري وطائفي ومذهبي، وانت والشرفاء امثالك انتم المسيرة وليس أولئك الغاضبين من قولك الحق، ولانك "سلطان الحقيقة وفارسها" ثق أن كل شرفاء الوطن واحراره معك ومن مختلف الأطياف، وان الغاضبين من قولك، أو الساخرين منه فهم هؤلاء أعداء الوطن والشعب، وان من يحاول الكيد لك سيفضح نفسه أكثر مما هو مفضوح.. والشعب الحر يعرف اليوم جيدا من هم " غرمائه الأوغاد". تنويه للمقابلة التي أجراها الزميل الصحفي المتميز صلاح السامعي في " قناة الساحات" مع الفريق سلطان السامعي عضو السياسي الاعلى قرأة سياسية أعمق لاحقا باذنه تعالي..

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
رسالة 4 من د. البلتاجي لرئيس مصلحة السجون: استقيلوا من المنصب .. فلا يصح وهو منزوع الصلاحيات
في رسالة جديدة للدكتور محمد البلتاجي هي الرابعة منذ بدء الإضراب عن الطعام في سجن بدر3 قطاع 2 وجهها إلى مساعد وزير الداخلية، رئيس مصلحة السجون الذي خاطبه بشكل سياجه الاحترام أن يحل الأزمة الكارثية التي أفضت إلى إضراب العشرات عن الطعام في السجن داعيا له أن تقوم مصلحة السجون بدورها من جانب إنفاذ القانون على المعتقلين من جانب حق المسجون من تريض وتشميس وزيارات على العكس من واقعه الآن وقبل 8 سنوات تجت إدارة الأمن الوطني والأجهزة الأخرى الأمنية. وتداول ناشطون رسالة من د. محمد البلتاجي لإنهاء كارثة إنسانية مستمرة منذ سنوات قال فيها: سعادة السيد اللواء مساعد وزير الداخلية، رئيس مصلحة السجون المصرية تحية طيبة وبعد، بدايةً، أهنئ سيادتكم بالمنصب الرفيع، وأسأل الله أن يوفقكم لما فيه الخير في هذه المهمة الصعبة.طلبتُ مقابلة سيادتكم شخصيًا لعلنا نستطيع الوصول إلى حلٍّ لإنهاء الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعيشها السجناء داخل قطاع (2) بسجن بدر (3) منذ أن نُقلوا إليه، وامتدادًا لما يزيد على ثماني سنوات على الأقل.لا أدري هل بلغكم طلبي للمقابلة أم لا؟ ولا أدري إن كانت هناك أسباب تمنع هذه المقابلة أم لا؟على كل حال، لي طلب وحيد أقدمه لسيادتكم حلاً لهذه الأزمة، وهو أن تُصدروا تصريحًا رسميًا منشورًا يتضمن ثلاثة بنود:1. أن قطاع (2) بسجن بدر (3) هو سجن من السجون التابعة لمصلحة السجون، وليس لجهاز الأمن الوطني ولا لأي جهة أخرى.2. وبناءً على ما سبق، فإن مصلحة السجون ستطبّق على قطاع (2) كافة اللوائح المعمول بها في السجون المصرية، بما يتوافق مع الدستور والقانون وسائر الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان3. وبناءً على ذلك، ستبدأ مصلحة السجون اعتبارًا من يوم (كذا) في منح السجناء السياسيين داخل قطاع (2) بسجن بدر (3) جميع حقوقهم، والمتمثلة في: الزيارة الدورية، والتريض والتشمّس، وحق الأهالي في إرسال طعام وملابس سجن جديدة وكتب وأدوية ورسائل عائلية (مع حقكم الكامل في فحص ومراجعة كل ذلك أمنيًا قبل وصوله إلى السجناء)، وكذلك حق هؤلاء السجناء في الحصول على الكتب والصحف والراديو والتلفزيون، وتسجيل الدراسات الجامعية والدراسات العليا، وأداء صلاة الجمعة، وهي الحقوق التي حُرمنا منها تمامًا طوال ثماني سنوات على الأقل.هذا هو مقصدي الوحيد من طلب اللقاء.نصيحتي لسيادتكم بصفتي سياسيًا وبرلمانيًا وحقوقيًا تعاملتُ شخصيًا مع جميع وزراء الداخلية ورؤساء وقيادات جهازي الأمن الوطني والأمن العام وكثير من مديري مديريات الأمن بالمحافظات طوال ممارستي للعمل البرلماني والحقوقي منذ عام 2005 وحتى عام 2013 أن هذا المطلب الوحيد يوجبه عليكم الدستور والقانون. وأرى أنه من الشرف والفخر لتاريخكم وسجلكم الوطني والوظيفي ألا تخالفوا الدستور والقانون وواجبات وظيفتكم ومسؤوليتكم،وإلا فإن من الشرف والفخر لتاريخكم وسجلكم الوطني والوظيفي أن تستقيلوا من هذا المنصب؛ لأنه لا يصح أن يكون منصبًا منزوع الصلاحيات، ثم تتحملون وحدكم مسؤولية تلك الكارثة الإنسانية أمام الله وأمام التاريخ.الدكتور محمد البلتاجيعضو مجلس الشعب 2005 – 2012،وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان 2013 – 2013.وكانت أسرة الدكتور محمد البلتاجي أحد قادة الثورة المصرية والنائب البرلماني السابق قد نشرت رسالة تضمن بعضا من المضايقات والإهانات والمعاناة التي يتعرض لها، ومن الواضح أنها عملية ثأر وانتقام مقصود بسبب دوره في التمهيد لثورة يناير ثم المشاركة في قيادتها، وهو الثأر الذي لم يقتصر عليه بل شمل أسرته بدءا بقتل نجلته الشهيدة أسماء بشكل متعمد خلال فض اعتصام رابعة، وحبس بعض أبنائه، وإصدار جملة من الأحكام بحقه وصل مجموعها إلى 225 عاما، بخلاف حكم الإعدام، وتعريضه للتعذيب في محبسه بهدف قتله، ورغم شكواه للمحكمة خلال جلسات محاكمته إلا أنها لم تأبه لتلك الشكاوى، وحرمانه من الدواء والعلاج والملابس الدافئة، وزيارة من تبقى من أسرته خارج السجن.معركة الإسنادوتحت عنوان " معركة الحرية في السجون المصرية..والإسناد الممكن" كتب الصحفي قطب العربي عبر Kotb El Araby أنه "بعد سنوات طوال من الحصار الخانق، والحرمان من زيارة الأهل، والتعذيب المادي المفضي إلى الموت البطيء تمكن المعتقلون في جناح 2 بسجن بدر 3 صاحب السمعة الأسوأ بين السجون المصرية من إيصال صوتهم خارج زنازينهم، وإعلام العالم بدخولهم في إضراب عن الطعام احتجاجا على محاولات تصفيتهم، بل إقدام بعضهم على الانتحار فعلا، فالحياة في السجن وسط تلك الظروف لم تعد ذات قيمة، والموت أكرم منها بكثير كما يقولون". وأضاف، "..أسرانا في سجن بدر الذين يتعرضون للموت أيضا أمام أعيننا.. هذا هو الثغر الذي ينبغي حراسته، وليس هناك غيرنا من يحرسه، ولنتذكر أن طوفان الأقصى كان يستهدف تحرير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال عبر أسر عدد من الصهاينة ومبادلتهم، بالإضافة إلى أهداف أخرى معلومة للجميع".وعن أمنيات الثورة، أوضح، ".. وما أحوجنا إلى طوفان مصري لتحرير أسرانا في السجون المصرية، ومنعا للالتباس فليس المقصود استنساخ ما حدث في غزة، ولكن استنهاض كل الهمم والجهود الممكنة لإنقاذ حياة هؤلاء الأسرى في السجون المصرية، وفي مقدمتهم نزلاء سجن بدر3، خاصة جناح 2 الذي يضم كبار رجال الدولة في عهد الرئيس محمد مرسي، والذين كانوا أيضا من قادة ثورة 25 يناير وفرسانها في الميادين المختلفة". وعن رسائل مثل رسائل د. محمد البلتاجي أشار "العربي"، إلى "عدة رسائل مكتوبة أو شفهية تمكن من تهريبها أولئك الرجال الذين تم فصلهم تماما عن العالم على مدار السنوات الماضية، ولم يتمكنوا من رؤية ذويهم، ولا أحفادهم الذين ولدوا خلال حبسهم، أحدث هذه الرسائل أمكن تسريبها ونشرها عبر مواقع التواصل في اليوم نفسه الذي خرج فيه الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة بعد غياب من مارس الماضي".رسالة معتقلي مصروأردف أن "رسالة سجناء مصر أيضا "وضعت الجميع أمام مسؤولياتهم: أولهم النظام الحاكم، ثم الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية والوطنية، والمجتمعَين المدني والحقوقي، محليًا ودوليًا، وكل حرّ في هذا العالم"، كما حملت " الضمير العالمي المسؤولية الكاملة عن حياتهم، ودعته للتخلي عن صمته عمّا يحدث لهم منذ 12 عامًا" وتوجهت الرسالة إلى الجميع بالسؤال:"لماذا نُحرَم من رؤية أهلنا، أولادنا، وأحفادنا، قبل أن لا نراهم أبدًا؟! ومنا من تجاوز الثمانين عامًا!، وهي بشكل ما تختصم الجميع أمام الله. ودعا الجميع إلى أن "إقرأوا وتدبروا كلمات السجناء إلى أسرهم ، فهي صرخة في وجه الظلم، وتأكيد على استمرار مقاومتهم لهذا الظلم ولو كان الثمن حياتهم: "نتقدّم نحن المعذّبون داخل قطاع 2 في سجن بدر 3 بهذه الرسالة إلى أهلنا وأبنائنا وأحبابنا الذين لم نرَهم منذ ثماني سنوات دون سبب، نرسل لهم هذه الرسالة لنقول إن النظام المصري يريد لنا أن نموت ببطء داخل هذا السجن المعزول!..ونحن نقول لكم: قريبًا ستجدون مكانًا تتمكنون فيه من زيارتنا من دون إذن أو منع، وتتحدثون إلينا كما تشاؤون، ولكننا لن نستطيع الرد على حديثكم! فنحن نفضّل الموت على هذه الحياة التي يُصرّ النظام على فرضها علينا بالقوة والعنف".وبعد أن أشار إلى 30 أسما من أبرز المعترضين على الأوضاع في السجن أكد أن "قضية المعتقلين ليست قضية حقوقية فقط رغم أهمية المسار الحقوقي، وضرورة تعزيزه، ولكنها قبل ذلك وبعده قضية سياسية، فالمعتقلون ليسو مجرد نشطاء حقوقيين، والتعامل مع قضيتهم ينبغي أن يأخذ مسارات سياسية قبل وبعد المسار الحقوقي، وليس خافيا أن جهودا سياسية بذلت لحلحلة الملف لكن استجابة النظام كانت سلبية، ووصل الأمر بصدور تصريحات من عضو بلجنة العفو الرئاسي يؤكد فيها أن اللجنة تستبعد أسماء المعتقلين المنتمين للإخوان بشكل متعمد، والحقيقة أن هذه اللجنة لا قيمة لها، فهي مجرد أداة شكلية للتعبير عن إرادة الجهاز الأمني المتحكم في المعتقلين، والذي يسمح بخروج بضع أفراد على فترات متباعدة، وكان خروج المعتقلين بقرارات من المحاكم والنيابات أكثر كثيرا قبل تشكيل تلك اللجنة، بما يعني أنها تأسست بهدف الحد من الإفراجات". ورأى قطب العربي أن "هناك تمايزا نسبيا في الموقف بين جهازي المخابرات العامة والأمن الوطني فيما يخص ملف المعتقلين، وفي ملف الحلحلة السياسية بشكل عام، حيث يرى الأول ضرورة التنفيس بقدر معلوم بهدف إطالة عمر النظام، ومن ذلك الإفراج عن دفعات أكبر من المعتقلين، بينما يرى الثاني خطورة ذلك على النظام، وبالتالي يعرقل أي خطوة في هذا الاتجاه انتقاما، وثأرا لما تعرض له في ثورة يناير، وهو تصرف يزيد حالة التأزيم والانسداد السياسي في وقت يدعي فيه النظام تعرض مصر لمؤامرة كبرى( لم يحدد أطرافها)، ولو كان صادقا في ادعائه لكان الطبيعي أن يمهد الجبهة الداخلية لمواجهة هذه المؤامرة وبداية هذا التمهيد بتصفير السجون من نزلائها السياسيين". وخلص إلى أن "واجب الوقت هو تسخير كل الامكانيات المادية والبشرية واللوجستية والإعلامية والسياسية والقانونية لقضية المعتقلين فيما يمكن وصفه بطوفان المعتقلين، من خلال اتصالات مع كل من يستطيع المساعدة في إنقاذهم".ودعا إلى "تنظيم حملات متعددة الاتجاهات لإيصال صوت المعتقلين للجميع، ومن ذلك عقد مؤتمر دولي ولو عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة ساسة وحقوقيين وإعلاميين ومؤثرين، وعقد مؤتمرات وورش عمل في كل مناطق تجمعات المصريين في الخارج، وتنظيم وقفات أمام المؤسسات الأممية، ووسائل الإعلام الدولية الكبرى، وإيصال صوت المعتقلين لها، وتأسيس صندوق لدعم قضيتهم، بتبرعات فردية مهما كانت صغيرة، حتى يجد الجميع أمامهم فرصة لعمل إيجابي تجاه المعتقلين ".