
شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى مطار بن غوريون بعد صاروخ الحوثيين
أعلنت
شركات طيران دولية
تمديد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل، بعد سقوط صاروخ أُطلق من اليمن في مطار بن غوريون وسط إسرائيل، ما أدى إلى بقاء آلاف الإسرائيليين عالقين في الخارج، وفق إعلام عبري. وألغت عشرات شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى
إسرائيل
خلال الساعات الـ24 الماضية، عقب سقوط الصاروخ الذي أطلقته جماعة الحوثي، قالت إنها هذه المرة حققت نجاحا أدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية في المطار.
وتعدّ هذه المرة الأولى التي تقر فيها إسرائيل بسقوط صاروخ يمني بمحيط المطار وتأثيره بشكل مباشر على حركة الملاحة. ووفق موقع "كالكاليست" الإسرائيلي، فقد أعلنت شركات مجموعة لوفتهانزا - الخطوط الجوية السويسرية، والخطوط الجوية النمساوية، وخطوط بروكسل الجوية، ويورو وينغز، والخطوط الجوية السويسرية - عن تمديد تجميد الرحلات الجوية حتى 11 مايو/أيار الجاري.
كذلك، أوقفت الخطوط الجوية الإيطالية (ITA) الرحلات الجوية من تل أبيب وإليها حتى 11 مايو. وأعلنت الخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) الأميركية، عن تمديد إلغاء الرحلات حتى 9 مايو، وشركة الطيران المجرية منخفضة التكلفة (ويز إير) حتى 8 مايو. ومددت شركات الخطوط الجوية اليونانية "إيجه"، والخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيرويز) وخطوط دلتا الجوية (أميركية) وشركة الطيران الأيرلندية منخفضة التكلفة رايان إير رحلاتها إلى إسرائيل حتى 6 مايو، وفق المصدر ذاته.
ومن بين شركات الطيران التي ألغت رحلاتها أمس الاثنين، إلى إسرائيل الخطوط الجوية الإيجية اليونانية "إيجيان إيرلاينز"(أربع رحلات) ويورو مكسيكو (أربع رحلات)؛ وطيران كندا (رحلة واحدة)؛ وطيران أوروبا (رحلة واحدة)؛ والخطوط الجوية الفرنسية (رحلة واحدة)؛ والخطوط الجوية الهندية (رحلتان)؛ والخطوط الجوية النمساوية (ثلاث رحلات)؛ ودلتا (أربع رحلات)؛ ولوفتهانزا (أربع رحلات)؛ والخطوط الجوية المتحدة (خمس رحلات).
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
برلمانيون إيطاليون: التجارة مع إسرائيل "وصمة عار"
وحذرت وزارة المواصلات، الشركات الإسرائيلية التي تواصل الطيران كالمعتاد "من استغلال الوضع لرفع الأسعار"، وفق موقع "كالكاليست" الذي أشار إلى أن هذه الظاهرة حدثت في الماضي عندما توقفت الشركات الأجنبية عن الطيران إلى مطار بن غوريون. في سياق متصل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن آلاف الإسرائيليين وجدوا أنفسهم عالقين في الخارج بعد تعليق شركات الطيران رحلاتها إلى إسرائيل.
والأحد، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، فرض حصار جوي على إسرائيل، ردا على توسيع العمليات العدوانية على غزة، حسب بيان للمتحدث العسكري باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع. وقالت الجماعة، في بيان: "نُهيب بكافة شركات الطيران العالمية أخذ ما ورد في هذا البيان بعين الاعتبار منذ ساعة إعلانه ونشره، وإلغاء كافة رحلاتها إلى مطارات العدو المجرم، حفاظًا على سلامة طائراتها وعملائها".
وفي وقت سابق من مساء الاثنين، شنت نحو 20 طائرة إسرائيلية هجمات على أهداف في منطقة الساحل اليمني، مستخدمة أكثر من 50 قذيفة وصاروخًا، بحسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي. واستهدفت الغارات الإسرائيلية ميناء الحديدة غربي اليمن، ومصنع إسمنت باجل شرق الحديدة، وفق البيان ذاته.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
الحوثيون يصدرون قراراً بحظر صادرات النفط الخام الأميركي
وصباح الأحد، سقط لأول مرة منذ اندلاع الحرب، صاروخ باليتسي أطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون الدولي بتل أبيب مخلفا سبع إصابات طفيفة وحالة من الفزع بين الإسرائيليين، بعد فشل منظومتي الدفاع "حيتس" الإسرائيلية، و"ثاد" الأميركية في اعتراضه. وأقر الجيش الإسرائيلي، بفشل منظوماته الدفاعية في اعتراض الصاروخ، مرجحا أن يكون الخلل ناجما عن عطل تقني في الصاروخ الاعتراضي.
يأتي ذلك في وقت يتعرض اليمن لعدوان أميركي مكثف منذ منتصف مارس/آذار الماضي، استهدف عشرات المواقع وأسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، وفق جماعة الحوثي التي تقول إن واشنطن شنت 1300 غارة وقصف بحري على اليمن منذ ذلك الحين. ورغم استئناف الهجمات الأميركية ضد اليمن عقب أوامر أصدرها الرئيس دونالد ترامب للجيش بشن "هجوم كبير" ضد الحوثيين، لا تزال الجماعة تنفذ عمليات عسكرية تصيب أهدافا في إسرائيل وأهدافا أميركية في البحر الأحمر.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 171 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
(الأناضول)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
"لوفتهانزا" تمدد تعليق رحلاتها إلى تل أبيب لمدة أسبوعين آخرين
مددت مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية للطيران تعليق رحلاتها إلى تل أبيب لمدة أسبوعين آخرين. وأعلنت المجموعة اليوم الثلاثاء في فرانكفورت أن شركاتها لن تُسيِّر طائرات إلى مطار بن غوريون في تل أبيب حتى يوم الأحد الموافق 8 يونيو/حزيران المقبل، وذلك على خلفية تجدد العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، وما يثيره من مخاوف أمنية. وبدأت لوفتهانزا تعليق رحلاتها إلى تل أبيب منذ مطلع مايو/أيار الجاري، عندما سقط صاروخ أطلق من اليمن بالقرب من مطار بن غوريون. وينطبق قرار التعليق مجددا على مجموعة "لوفتهانزا" بأكملها، بما في ذلك الشركة الرئيسية "لوفتهانزا" و"سويس" و"بروسلز" و"أوستريا" و"يورووينغز"، و"إيتا" و"لوفتهانزا كارغو". وقالت المجموعة إن الركاب المتضررين يمكنهم إلغاء تذاكر الطيران التي اشتروها مسبقا مجانا أو إعادة حجزها لرحلة لاحقة. وأمس ألغت الخطوط الجوية اليونانية، رحلتها المقررة إلى تل أبيب رغم إعلان سابق عن استئناف رحلاتها بعد تعليقها منذ السابع من مايو/أيار الجاري. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الشركة كانت قد خططت لاستئناف رحلاتها، لكنها عدلت عن القرار في اللحظات الأخيرة، لتنضم بذلك إلى سلسلة من شركات الطيران العالمية التي مددت تعليق رحلاتها إلى إسرائيل. تجنب تل أبيب وأفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن الخطوط الجوية البولندية (LOT)، أوقفت رحلاتها حتى 25 مايو/أيار، بينما علّقت شركة "يونايتد إيرلاينز" الأميركية رحلاتها حتى 12 يونيو/حزيران. كما مددت شركتا "ترانسافيا" الهولندية و"إير بالتيك" اللاتفية تعليق رحلاتهما حتى 20 مايو/أيار. بدورها، قررت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى اليوم 20 مايو/أيار، فيما أوقفت "إيبيريا إكسبريس" الإسبانية رحلاتها حتى 31 مايو. أما الخطوط الجوية البريطانية، فقد مددت تعليق رحلاتها حتى 14 يونيو، فيما أعلنت "طيران كندا" تأجيل استئناف خدماتها، التي كانت مقررة في الثامن من يونيو/حزيران، حتى سبتمبر/أيلول 2025. سياحة وسفر التحديثات الحية مطار صنعاء يستقبل أولى الرحلات منذ القصف الإسرائيلي في السياق نفسه، أعلنت شركة الطيران الأيرلندية منخفضة التكلفة "رايان إير" عن فقدانها الصبر إزاء الأوضاع الأمنية المتدهورة في مطار بن غوريون في تل أبيب، ملوّحة بإمكانية تغيير وجهات طائراتها إلى دول أوروبية أخرى. ولفت المدير التنفيذي للشركة، مايكل أوليري، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن استمرار ما وصفه بـ"التشويشات الأمنية" قد يدفع الشركة لنقل عملياتها إلى أماكن أكثر استقراراً. وكانت "رايان إير" قد أوقفت رحلاتها إلى تل أبيب مطلع مايو/أيار الجاري، بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون في محيط المطار، ورغم إعلان الشركة في وقت سابق نيتها استئناف الرحلات إلى تل أبيب في الخامس من يونيو/حزيران المقبل، فإن البيان الجديد يضع هذا القرار موضع شك. يشار إلى أن الشركة سبق أن علّقت رحلاتها إلى إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 مع اندلاع الحرب على غزة، قبل أن تستأنفها في فبراير/شباط 2024، لتعود وتوقفها مجدداً في نهاية الشهر ذاته بسبب تكاليف استخدام تيرمنال 3 المرتفعة. وتُعدّ هذه التطورات تصعيدًا لافتًا في تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي دفعت جماعة الحوثي إلى استئناف هجماتها على إسرائيل، بما في ذلك إطلاق صواريخ على مواقع داخلها، واعتراض سفن متجهة إليها في البحر الأحمر. وتقول جماعة الحوثي إن هجماتها تأتي "نصرة للفلسطينيين في غزة"، متعهدة بمواصلة العمليات ما دامت إسرائيل مستمرة في ما تصفه بـ"حرب الإبادة" على القطاع.


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
الخطوط اليونانية تلغي رحلاتها لتل أبيب بسبب تهديدات الحوثيين
ألغت الخطوط الجوية اليونانية، اليوم الاثنين، رحلتها المقررة إلى تل أبيب رغم إعلان سابق عن استئناف رحلاتها بعد تعليقها منذ السابع من مايو/أيار الجاري إثر استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي من اليمن. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الشركة كانت قد خططت لاستئناف رحلاتها، لكنها عدلت عن القرار في اللحظات الأخيرة، لتنضم بذلك إلى سلسلة من شركات الطيران العالمية التي مددت تعليق رحلاتها إلى إسرائيل. ويعود هذا التصعيد إلى الخامس من مايو/أيار الجاري، حين سقط صاروخ باليستي، أُطلق من الأراضي اليمنية، في محيط مطار بن غوريون قرب تل أبيب، ما أسفر عن سبع إصابات طفيفة، وأثار حالة من الذعر، بعدما فشلت منظومات الدفاع الإسرائيلية في اعتراضه. ومنذ ذلك الحين، تتوالى قرارات شركات الطيران بتعليق أو تمديد تعليق رحلاتها من إسرائيل وإليها، وسط تزايد المخاوف بشأن سلامة الأجواء. وأفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن الخطوط الجوية البولندية (LOT)، أوقفت رحلاتها حتى 25 مايو/أيار، بينما علّقت شركة "يونايتد إيرلاينز" الأميركية رحلاتها حتى 12 يونيو/حزيران. كما مددت شركات "ترانسافيا" الهولندية و"إير بالتيك" اللاتفية تعليق رحلاتهما حتى 20 مايو/أيار، بينما أعلنت مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية، التي تضم عدة شركات منها "لوفتهانزا"، "الخطوط الجوية السويسرية"، "النمساوية"، "بروكسل الجوية"، و"يورو وينجز"، تمديد وقف رحلاتها حتى 25 مايو. بدورها، قررت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى 20 مايو/أيار، فيما أوقفت "إيبيريا إكسبريس" الإسبانية رحلاتها حتى 31 مايو. أما الخطوط الجوية البريطانية، فقد مددت تعليق رحلاتها حتى 14 يونيو، في حين أعلنت "طيران كندا" تأجيل استئناف خدماتها، التي كانت مقررة في الثامن من يونيو/حزيران، حتى سبتمبر/أيلول 2025. سياحة وسفر التحديثات الحية مطار بن غوريون.. بوابة إسرائيل على العالم أغلقها صاروخ للحوثيين في السياق نفسه، أعلنت شركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة "رايان إير" عن فقدانها الصبر إزاء الأوضاع الأمنية المتدهورة في مطار بن غوريون في تل أبيب، ملوّحة بإمكانية تغيير وجهات طائراتها إلى دول أوروبية أخرى. ولفت المدير التنفيذي للشركة، مايكل أوليري، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن استمرار ما وصفه بـ"التشويشات الأمنية" قد يدفع الشركة لنقل عملياتها إلى أماكن أكثر استقراراً. وكانت "رايان إير" قد أوقفت رحلاتها إلى تل أبيب مطلع مايو/أيار الجاري، بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون في محيط المطار، ورغم إعلان الشركة في وقت سابق نيتها استئناف الرحلات إلى تل أبيب في الخامس من يونيو/حزيران المقبل، فإن البيان الجديد يضع هذا القرار موضع شك. ويشار إلى أن الشركة سبق أن علّقت رحلاتها إلى إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 مع اندلاع الحرب على غزة، قبل أن تستأنفها في فبراير/شباط 2024، لتعود وتوقفها مجدداً في نهاية الشهر ذاته بسبب تكاليف استخدام تيرمنال 3 المرتفعة. وتُعدّ هذه التطورات تصعيدًا لافتًا في تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي دفعت جماعة الحوثي إلى استئناف هجماتها على إسرائيل، بما في ذلك إطلاق صواريخ على مواقع داخلها، واعتراض سفن متجهة إليها في البحر الأحمر. وتقول جماعة الحوثي إن هجماتها تأتي "نصرة للفلسطينيين في غزة"، متعهدة بمواصلة العمليات ما دامت إسرائيل مستمرة في ما تصفه بـ"حرب الإبادة" على القطاع. وفي المقابل، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت مطار صنعاء الدولي ، محطات كهرباء مركزية، ومصنعًا للإسمنت، وذلك بعد يوم من إعلان تدمير ميناء الحديدة بغارات جوية. وبحسب ما أعلنت جماعة الحوثي، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 94 آخرين. ويأتي هذا التصعيد في سياق الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت حتى اليوم عن مقتل وإصابة أكثر من 174 ألف فلسطيني في قطاع غزة، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، في ظل دعم أميريكي غير مشروط للعمليات العسكرية الإسرائيلية. (الأناضول، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 6 أيام
- العربي الجديد
شرق أوسط جديد على غير هوى بنيامين نتنياهو
"إنه شرق أوسط جديد بالفعل، لكنه على غير هوى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، كان هذا أول ما تبادر إلى الذهن بعد ذيوع صورة اجتماع الرياض المنعقد بين الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب، والسوري أحمد الشرع، على هامش القمة الخليجية الأميركية، في حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بعد، بواسطة تقنية "الفيديو كونفرانس". لله في خلقه شؤون، وقد يجمع الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا، خاصة لو كانا رجلين كترامب والشرع، الأول يقف من ورائه تحالف يميني متطرف، بعض أركانه لديهم هوس بما يطلقون عليه "الخطر الإسلامي"، والثاني ماضيه الجهادي الفاقع جعله مطلوباً أميركياً وفوق رأسه مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، ما لبثت واشنطن أن تراجعت عنها بعد وصوله إلى رئاسة البلاد، ومع هذا فالمصالح تتصالح، وثمة أحداث قد تجري على "الهامش" غير أنها تنافس "المتن"، بل قد تتفوق عليه أهمية ودلالة، فبلا شك الحدث الأبرز في زيارة ترامب الخليجية، قراره رفع العقوبات عن سورية ولقاء رئيسها، بعد وساطة خليجية تركية، تبدت في حضور تلك الصورة ذات الحمولة الرمزية العالية، والدلالات السياسية والجيواستراتيجية الآتية ضمن تقارب بين طرفين يتوقان للاستحواذ على مزيد من النفوذ داخل نظام إقليمي جديد يتشكل عبر مخاض متسارع، تحفزه تداعيات الوحشية الإسرائيلية في حربها على غزة ولبنان، وما تلاها من محاولات تمدد دولة الاحتلال على حساب الجميع عرباً وأتراكاً وإيرانيين، استثماراً للدعم الأميركي الهائل وآثار الدمار الواسع فلسطينياً ولبنانياً وسورياً، وما ارتبط به من انكماش طهران وانشغالها داخلياً ببقاء النظام وخارجياً في الحفاظ على ما تبقى من مواقعها المتقدمة في العراق واليمن. لم يعد سراً أن نتنياهو قد سعى لدى ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض من أجل الإبقاء على العقوبات الأميركية على دمشق، إمعاناً في إضعافها أكثر، فما يجري فرصة لـ"توسيع النفوذ"، كما يقول يسرائيل كاتس وزير حربه، بالتالي يمكن استغلال الوضع السوري الهش من أجل تمدد دولة الاحتلال إقليمياً، تحقيقاً لما يصفه نتنياهو بإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بقيادة إسرائيلية، لكن على ما يبدو يصرّ ترامب، الموصوف سياسياً بـ"الرئيس غير المتوقع"، على السير في مسار منفرد، شمل وقفاً لإطلاق النار مع جماعة الحوثي، تاركاً إسرائيل لصواريخهم، بالإضافة إلى التفاوض المباشر مع حركة حماس وإيران عدوتي إسرائيل اللدودين اللتين لا حل معهما سوى القضاء التام عليهما وهو ما لا يتأتى في رأي نتنياهو بغير "القوة المفرطة والتدمير الشامل" حتى يتخلص من القيود التي تحد من توسع دولته وإدماجها في منطقة لا تزال جسداً غريباً فيها رغم كل ما قامت به. منذ ما يُعرف بالاتفاقيات الإبراهيمية في عام 2020 ورئيس الوزراء الإسرائيلي يسرف في الحديث عن "نقطة تحول تاريخية"، و"بداية الشرق الأوسط الجديد"، تحقيقاً لإعادة تشكيل المنطقة عبر التطبيع، وهو في ذلك لا يعد الأول بين أقرانه من رؤساء وزراء الاحتلال، سبقه بها شمعون بيريز (تولى المنصب مرتين، الأولى من عام 1984 إلى 1986، والثانية لسبعة أشهر بين 1995 إلى 1996)، ولديه كتاب بالعنوان ذاته The New Middle East صدر عام 1993 بعد اتفاقية أوسلو، وخلاصته أن دمج إسرائيل في النظام الإقليمي ممكن بواسطة السلام والتعاون الاقتصادي، وهو ما ثبت فشله عربياً من خلال النموذج المصري السابق لتلك الفترة، إذ يمكن اعتبار زيارة الرئيس أنور السادات إلى القدس المحتلة عام 1977 ومن بعدها اتفاقية السلام في عام 1979 ومشاريع التطبيع الاقتصادي المتوالية، بداية ونهاية المشروع هذا، إذ لم يتغير شيء على أرض الواقع بالقاهرة، وظلت إسرائيل العدو الأول للشعب المصري، وهو ما تحافظ عليه الأنظمة المصرية المتوالية، بل وتستثمره داخلياً وخارجياً، ويعلم نتنياهو ومن سبقه جيداً أن الشعوب وإن كانت صامتة عن العلاقات مع دولة الاحتلال إلا أنها لا تقرّ حكامها على اتفاقاتهم، خاصة بعد الهمجية الواسعة وقتل آلاف الأطفال والنساء في فلسطين ولبنان وسورية. على ضوء ما سبق، يتضح أن كثيراً من المسلمات السابقة لما قبل السابع من أكتوبر 2023، لم تعد بالقدر ذاته من الفعالية، فإسرائيل لم تعد البوابة الحصرية للباب العالي الأميركي، والنفوذ المالي والسياسي الخليجي والتركي قادران في حال اتحادهما على مواجهتها، خاصة أنها في أسوأ حالاتها اليوم، ولم تستعد قوة الردع التي كانت تحتال بها على المنطقة، وتبين خواؤها أمام خصم لا يمتلك شيئاً مقارنة بها، كما خسرت سياسياً على مستوى العالم وتراجعت حتى لدى بعض الدوائر في واشنطن، وباتت تستشعر ثقل وتكلفة أفعالها وحتى أفكارها مثل الحديث عن طرد أهالي غزة ونهب أرضهم، وكلها فرقعات لم تنجح بالرغم من سياسة القوة العارية ضد المدنيين العزل، وإنما أدخلتها في صدامات متكررة مع مصر والأردن أول وأقدم دولتين عقدتا معها اتفاقية سلام، تلاها تطبيع اقتصادي، وكل هذا يوسّع من التناقضات، بل ويخصم من علاقات دولة الاحتلال مع الأنظمة التي طبّعت معها ويعزلها أكثر عن محيطها الذي تحلم بإعادة تشكيله وقيادته وليس مجرد الاندماج فيه. السؤال الآن هل يتكرر التعاون العربي التركي ويتعمق أكثر؟، وتحديداً في القضية الفلسطينية أهم ملفات المنطقة، فلم يعد "البعبع" الإيراني قائماً، وأميركا ترغب في الانسحاب وترك الشرق الأوسط في يد أهله، تركيزاً على ملف الصين، والتكامل بين العرب والترك، يعظم من مكاسبهما ويقلل من حجم ونفوذ دولة الاحتلال، وهو ما يمكن الاستفادة منه في الضغط عليها وعلى أميركا لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني، ووقف تمدد الاحتلال على ما تبقى من أرضه. إنها فرصة أخيرة قد تمثل نوراً نخرج به من النفق، وإن لم تستغلها هذه الأمة وتستيقظ من سباتها وفرقتها، فإنها ذاهبة إلى حيث رحل الشاعر حافظ إبراهيم، بعد إشكال مع زوج والدته، استدعى أن يترك له البيت، فكتب له بيتين من الشعر قائلاً: "ثقلت عليك مؤونتي إني أراها واهية... فافرح فإني ذاهب متوجه في داهية".