
جورج جورجييف وزير خارجية بلغاريا لـ «الأهرام»: نقدر بشدة الدور الذى تلعبه مصر ودبلوماسيتها لتهدئة التوترات فى المنطقة
منطقة «المتوسط» تواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب تنسيق الجهود للحفاظ على الاستقرار
نثمن جهود مصر فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية
أكد جورج جورجييف وزير خارجية بلغاريا أن مصر طالما كانت بوابة بلاده إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، مشددا على أن العلاقات الثنائية بين البلدين تاريخية وراسخة الجذور، حيث كانت مصر أول دولة عربية أقامت معها بلغاريا علاقات دبلوماسية فى عام 1926.
وكشف الوزير جورجييف فى حواره لـ «الأهرام» عن الإرادة السياسية القوية لبلاده للارتقاء بالعلاقات الودية مع مصر إلى أعلى المستويات، وتعزيز التعاون الاقتصادى والتجاري، مشددا على التزام البلدين بتعزيز علاقاتهما بما يتماشى مع الطبيعة الإستراتيجية للشراكة بين الاتحاد الأوروبى ومصر ..
العلاقات بين البلدين تاريخية وقد تعزز التعاون الثنائى فى ضوء تبادل الزيارات رفيعة المستوي، ماهى رؤيتكم لإطلاق هذه العلاقات إلى آفاق أوسع ؟
برز فى السنوات الأخيرة توجه نحو تعاون أوسع وأكثر متانة، وكان من أبرز التطورات إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون، برئاسة وزيرى خارجية البلدين، وخلال دورتها الافتتاحية فى القاهرة فى فبراير 2024، أجرى ستة وزراء بلغاريين ومسئولون رفيعو المستوى مناقشات معمقة مع نظرائهم المصريين، فى قطاعات رئيسية مثل الدفاع والطاقة والنقل والاتصال والاقتصاد والصناعة والابتكار والنمو، وقد أرست هذه المحادثات أسس شراكة شاملة واستراتيجية، وعقدنا فى أبريل آخر جولة من المشاورات السياسية بين وزارتى خارجيتنا.
وتشمل الأولويات الرئيسية الحفاظ على حوار سياسى فعّال وضمان تنفيذ الاتفاقيات التى أُبرمت خلال الدورة الأولى للجنة التنسيق المشتركة، ونتطلع إلى استضافة الاجتماع المقبل للجنة التنسيق المشتركة فى صوفيا، بالإضافة إلى الدورة الثانية للجنة التعاون الاقتصادى المشتركة فى القاهرة فى النصف الثانى من عام 2025، وسنواصل التعاون الثنائى فى مجالات إستراتيجية مثل الشحن البحري، والخدمات الجوية، والطاقة، والدفاع، والأمن.
ماذا كانت أهداف زيارتكم الأخيرة لمصر وأهم نتائجها؟
تأكيد الإرادة السياسية البلغارية القوية لتعزيز علاقاتنا الودية والارتقاء بها إلى أعلى مستوى، وتعزيز تعاوننا التجارى والاقتصادي، والذى يتجلى فى الاهتمام المتزايد من جانب الشركات البلغارية بالاستثمار فى مصر، والمستوى القياسى للتجارة الثنائية الذى بلغ 1.81 مليار دولار أمريكي، ومن أبرز ما يميز هذه الزيارة التنظيم الناجح لمنتدى الأعمال المشترك ، الذى يعد الأول منذ عام 2019 ، والذى سيلعب دورًا حيويًا فى تعزيز العلاقات بين الشركات.
مصر هى أكبر شريك تجارى لبلغاريا فى الشرق الأوسط وإفريقيا، ما هى آفاق التعاون الاقتصادى والتجارى وفى قطاع الطاقة بين البلدين؟
حافظت مصر بقوة على مكانتها كشريك تجارى رائد لبلغاريا فى الشرق الأوسط وإفريقيا. وقد شهد العام الماضى ذروة تاريخية فى تعاوننا التجارى والاقتصادى الثنائي، بلغ حجم التجارة الثنائية فى عام 2024 رقمًا قياسيًا، حيث بلغ 1.81 مليار دولار أمريكى - بزيادة ملحوظة بنسبة 41% مقارنة بالعام السابق - مع ميزان تجارى إيجابى يبلغ حوالى 378 مليون دولار أمريكى لمصلحة مصر، ومن الجدير بالذكر أن بلغاريا برزت كرابع أكبر مُصدّر للقمح إلى مصر، حيث زادت صادراتها بنسبة تقارب 60% - من 285 ألف طن إلى ما يقرب من 452 ألف طن - بقيمة تزيد قليلاً عن 110 ملايين دولار أمريكي، وتدعم هذه المساهمة الكبيرة الأمن الغذائى لمصر، وتؤكد على الطبيعة الاستراتيجية للتعاون الزراعي، وقد أسست العديد من شركات تكنولوجيا المعلومات وخدمات التعهيد البلغارية فى السوق المصرية، وهناك استثمارات جديدة فى مجالات إنتاج الأغذية والزراعة والمنسوجات، كما ستعزز الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي، المقرر عقدها فى وقت لاحق من هذا العام، إلى جانب إنشاء مجلس أعمال مشترك، علاقاتنا التجارية والاقتصادية بشكل أكبر، وترى بلغاريا إمكانات قوية لزيادة صادراتها من الأغذية والمنتجات الزراعية والدوائية والأسمدة والإلكترونيات، كما يُعد قطاع الطاقة مجالًا واعدًا، ونعتبر مصر شريكًا رئيسيًا فى مجال الطاقة، وترسيخ مكانتها مركزا إقليمى للطاقة وموردًا محتملًا للغاز الطبيعى والكهرباء المولدة من مصادر متجددة، ويتماشى ذلك مع الأهداف الإستراتيجية لبلغاريا فى تنويع مصادرها، وطموحنا فى أن نصبح مركزًا للطاقة فى جنوب شرق أوروبا، بما يتماشى مع عمليات التحول الأخضر والرقمنة لدينا، وكانت خطوة محورية فى هذا الاتجاه توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون فى مجال الغاز الطبيعى.
تشهد مصر تقدمًا ملحوظًا فى مشروعات وطنية كبرى.. كيف تنظرون إلى التعاون الثنائى فى هذه المجالات؟
تُحرز مصر تقدمًا ملحوظًا فى مشروعات وطنية كبرى فى قطاعات رئيسية مثل الزراعة والصناعة والاستثمار والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وتطوير المدن الذكية الجديدة، ونحرص على المساهمة والتعاون فى هذه المشاريع الطموحة، حيث تمتلك بلغاريا خبرة مشهودا لها فى مجالات مثل الزراعة، وتطوير أنظمة الري، وبناء السدود، ومشاريع البنية التحتية واسعة النطاق، ولعب المهندسون البلغاريون أدوارًا حيوية فى تطوير البنية التحتية فى العديد من الدول العربية، وتحظى خبرتنا الهندسية فى قطاع الطاقة فى مصر بتقدير كبير لاسيما فى المشاريع الإستراتيجية كمشروع الضبعة.ونحن معجبون بشكل خاص بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
تشهد منطقة الشرق الأوسط حروبًا وصراعات عديدة، أخطرها حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة ومحاولات تهجير سكانه، ما هى رؤيتكم لذلك؟
بصفتنا دولة ملتزمة بالسلام والاستقرار والقانون الدولي، يساور بلغاريا قلق بالغ إزاء الصراع الدائر فى غزة والتدهور الأمنى الأوسع فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، لقد أوضحنا فى دعوتنا إلى استئناف وقف إطلاق النار، والإفراج الفورى وغير المشروط عن الرهائن، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المتضررين، ونُقدّر بشدة الدور المحورى الذى تلعبه مصر ودبلوماسيتها فى تهدئة التوترات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتدعم بلغاريا هذه الجهود دعماً كاملاً.
تحظى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية باهتمام كبير من كلا البلدين، ما هى آخر التطورات فى هذا الصدد؟
لا تزال مكافحة الإرهاب والتطرف، بالإضافة إلى الحد من الهجرة غير المشروعة، من المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، ونقدر الجهود الكبيرة والنتائج الملموسة التى حققتها الحكومة المصرية والمؤسسات الدينية فى مكافحة التطرف والإرهاب، وكذلك فى إدارة الهجرة غير النظامية، كما ندرك التحديات والأعباء الهائلة التى تتحملها مصر من خلال استضافتها لأكثر من 10 ملايين مهاجر ولاجئ من جميع أنحاء المنطقة وتزويدهم بالخدمات الأساسية. ومؤخراً، شارك نائب وزير الداخلية البلغارى فى المؤتمر الوزارى الثانى لعملية الخرطوم. وخلال المشاركة، عقد اجتماعًا مثمرًا مع نظيره المصري، وقد شجع وفدنا بشكل خاص استعداد مصر لإنشاء آليات ثنائية منظمة للتعاون فى هذا المجال الحيوي.
كلا البلدين عضوان فى الاتحاد من أجل المتوسط. فى هذا السياق، كيف يتم التعاون لمواجهة التحديات على ضفتى البحر المتوسط ؟
يُعدّ البحر المتوسط جسرا ثقافيا واقتصاديا حيويا يربط ثلاث قارات، وتقع مصر فى قلبه، وتواجه المنطقة حاليًا تحديات غير مسبوقة، مما يُبرز الحاجة المُلحة إلى استجابة أكثر قوة وتنسيقًا للحفاظ على الاستقرار. ويُصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة، وهى فرصة قيّمة لإعادة التفكير فى التعاون المتوسطى وتنشيطه من أجل مواجهة التحديات، فالهدف هو تعزيز منطقة متوسطية أكثر تكاملًا، وإعطاء شركائها الجنوبيين رؤيةً أوضح ودورًا أكثر فاعلية، ويعمل الاتحاد الأوروبى وشركاؤه فى جواره الجنوبى معًا على وضع ميثاق جديد للبحر الأبيض المتوسط.
جورج جورجييف خلال حواره مع مندوب الأهرام
يتمتع بلدانا بإمكانات كبيرة فى قطاعى الثقافة والسياحة، فهل سيشهد البلدان تعاونا فى هذه المجالات ؟
تشترك بلغاريا ومصر فى تراث تاريخى وثقافى غني، ويسرّنا أن نعلن رسميًا عن قرارنا تأييد ترشيح الدكتور خالد العنانى لمنصب المدير العام لليونسكو، وفى السنوات الأخيرة تكثف التبادل الثقافى، ويمثل الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية فى عام 2026 فرصة ممتازة لتعزيز روابطنا الثقافية ، ولا تزال السياحة مجالًا واعدًا للتعاون، حيث يزخر كلا البلدين بثروة من المعالم السياحية، وتحتل بلغاريا المرتبة الثالثة فى أوروبا من حيث عدد القطع الأثرية المكتشفة، وأودّ أيضًا أن أسلط الضوء على العمل القيّم والنتائج الباهرة للبعثة الأثرية البلغارية فى الأقصر والتى تعمل منذ عام 2012.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 32 دقائق
- الدستور
سعر الذهب الإثنين 16 يونيو 2025
يعتبر عيار 21 في الذهب الأكثر تداولًا وشعبية في مصر، حيث يشغل صدارة البحث يوميًا، وذلك لتناسب سعره مع شكله، ومع زيادة البحث عبر محرك "جوجل" الشهير عن سعره نقدمه لكم. وللتعرف على سعر الذهب لحظة بلحظة نقدمه لكم اليوم الإثنين 16 يونيو 2025، من خلال هذه السطور: سعر الذهب في محلات المجوهرات المصرية: سعر الذهب عيار 24: - سعر الشراء: 5526 جنيه مصري - سعر البيع: 5503 جنيه مصري سعر الذهب عيار 22: - سعر الشراء: 5065 جنيه مصري - سعر البيع: 5044 جنيه مصري سعر الذهب عيار 21: - سعر الشراء: 4835 جنيه مصري - سعر البيع: 4815 جنيه مصري سعر عيار 18: - سعر الشراء: 4144 جنيه مصري - سعر البيع: 4127 جنيه مصري سعر عيار 14: - سعر الشراء: 3223 جنيه مصري - سعر البيع: 3209 جنيه مصري سعر الجنيه الذهب: - سعر الشراء: 38680 جنيه مصري - سعر البيع: 38520 جنيه مصري سعر الأونصة: - سعر الشراء: 3390 دولار أمريكي - سعر البيع: 3389.5 دولار أمريكي اقرأ أيضا توقعات أسعار الذهب اليوم السبت 14 يونيو 2025 في مصر بعد الارتفاع الملحوظ سعر الذهب بمستهل افتتاحية السوق اليوم السبت 14 يونيو 2025 أسعار الذهب اليوم 16 مايو 2025 في مصر تحديث وقتي أسعار سبائك الذهب والجنيه الذهب اليوم في السوق المصري


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
تغيرات غير متوقعة في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء في الأسواق المصرية
لا تزال أسعار الذهب في مصر تتأثر بشكل كبير بالتقلبات التي تحدث في الأسواق العالمية، حيث تلعب عوامل مثل أسعار النفط، والسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، وتقلبات العملات الأجنبية دورًا رئيسيًا في توجيه قرارات المستثمرين، كما أن التوترات الجيوسياسية تسهم في زيادة الطلب على المعدن الأصفر، مما ينعكس بشكل مباشر على حركة الأسعار محليًا. تغيرات غير متوقعة في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء في الأسواق المصرية اقرأ كمان: مصر تصدر 1.2 مليار دولار من الملابس إلى أمريكا و175.6 مليون دولار من الأسمدة أسعار الذهب اليوم شهدت الأسواق المحلية صباح اليوم الثلاثاء تغيرًا في أسعار الذهب، تماشيًا مع المتغيرات العالمية، وفيما يلي أحدث الأسعار: سعر الذهب عيار 24 بلغ 5543 جنيهًا. سعر الذهب عيار 21 وصل إلى 4850 جنيهًا. سعر الذهب عيار 18 سجل 4157 جنيهًا. سعر الذهب عيار 14 بلغ 3233 جنيهًا. سعر الجنيه الذهب بلغ نحو 38800 جنيهًا. تنويه حول الأسعار من الضروري التنويه إلى أن الأسعار المذكورة أعلاه قد تتغير في أي وقت خلال اليوم، نظرًا لتقلبات السوق المستمرة، كما يجب الأخذ في الاعتبار أن الأسعار المعلنة لا تشمل رسوم المصنعية، أو الضرائب، أو الدمغة، والتي تختلف من محل إلى آخر، كما يتأثر السعر المحلي أيضًا بالحركة الفورية للذهب في البورصات العالمية، مما يجعله عرضة للصعود أو الهبوط في فترات قصيرة. عوامل انخفاض الدولار الجدير بالذكر، أن الدكتورة يمن الحماقي، خبيرة الاقتصاد، أكدت أن الانخفاض المحدود في سعر الدولار يعود إلى تفاعل عدة عوامل محلية وعالمية، مما خلق حالة من الهدوء المؤقت في سوق الصرف. شوف كمان: البورصة تعلن عن تنفيذ إعادة هيكلة فاليو لبدء التداول تحسين موارد الدولار كما أشارت إلى أن التحسن النسبي في موارد النقد الأجنبي داخل البنوك المصرية، سواء عبر تحويلات العاملين بالخارج أو من خلال تدفقات استثمارية خفيفة على أدوات الدين المحلية، منح السوق قدرًا من السيولة وساهم في تهدئة مؤقتة في الأسعار. سياسات البنك المركزي وأوضحت الحماقي أن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي المصري ساهمت بفاعلية في التحكم في الطلب على العملة الأمريكية، حيث اتجه إلى تحفيز الاعتماد على المنتجات المحلية وتقليص الاستيراد، وقد تزامن ذلك مع انخفاض محدود في حجم الطلب التجاري، خصوصًا على السلع غير الأساسية، نتيجة التوترات الجيوسياسية التي ألقت بظلالها على حركة الاستيراد في المنطقة.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مصر: تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية..انخفاض الجنيه والبورصة تخسر 90 مليار جنيه
الثلاثاء 17 يونيو 2025 12:30 صباحاً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تسببت الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، في تداعيات سلبية على الاقتصاد المصري، متمثلة في خسارة البورصة أكثر من 90 مليار جنيه (1.8 مليار دولار)، وانخفاض الجنيه أمام الدولار بضعة قروش، وتحمل الموازنة أعباء إضافية لزيادة سعر النفط عالميًا. إضافة إلى ذلك، تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير الذي كان يعول عليه زيادة تدفقات السياحة للبلاد، هذا بخلاف تطبيق خطط بديلة لتوفير الغاز لمحطات إنتاج الكهرباء والمصانع بديلًا للغاز الإسرائيلي. دفعت التداعيات السلبية للحرب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إلى تشكيل لجنة برئاسته تحت مسمى "لجنة أزمات"، بما يسهم في الاستعداد لأية مستجدات بمختلف القطاعات، على أن يجتمع مدبولي دوريًا مع أعضاء اللجنة، كما يكثف من اجتماعاته مع اللجان الاستشارية المُختلفة، بهدف بحث تداعيات الأحداث الأخيرة على مُختلف القطاعات، وفق بيان رسمي. وعانت البورصة المصرية، في أول جلسة تداول بعد اندلاع الحرب، الأحد، من خسائر حادة، إذ فقد المؤشر الرئيسي "EGX30" أكثر من 1495 نقطة، وخسر رأس المال السوقي نحو 94 مليار جنيه (1.9 مليار دولار)، وسيطر اللون الأحمر على أداء 184 شركة وصعدت أسهم 6 شركات فقط، وفي اليوم التالي استعادت البورصة جزءا محدودا من خسائرها بقيمة 2 مليار جنيه (39.8 مليون دولار) فقط، وصعد مؤشرها الرئيسي 26 نقطة. وفي الوقت، نفسه انخفض الجنيه المصري أمام الدولار بضعة قروش، ليتراجع من متوسط سعر 49.71 جنيه للشراء بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي إلى 50.2 جنيه بختام تعاملات الاثنين، كما يتوقع أن تتحمل الموازنة العامة 4.5 مليار جنيه (89.5 مليون دولار) مقابل زيادة سعر خام النفط دولارا واحدًا، وفق وسائل إعلام محلية. وقال نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنغ للاستثمارات المالية، إيهاب رشاد، إن التوترات الجيوسياسية بالمنطقة تسببت في خسائر حادة لسوق المال المصري بجلسة الأحد، قبل أن يسترد جزءا بسيطا من هذه الخسائر بجلسة الاثنين، وذلك نتيجة عدم وضوح مستقبل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مما أدى إلى حالة عدم يقين لدى المستثمرين سواء الأفراد أو المؤسسات، لا سيما التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب على غلق باب المندب أو مضيق هرمز مما يؤثر على حركة التجارة الدولية. وقادت المؤسسات المصرية والأجنبية موجة البيع بالبورصة المصرية بجلسة الأحد، مسجلة 115.2 مليون جنيه (2.3 مليون دولار)، 142.3 مليون جنيه (2.8 مليون دولار)، على الترتيب، فيما مالت تعاملات الأفراد من جميع الجنسيات للشراء. وأشار رشاد، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إلى أن بورصة مصر سجلت أداء سلبيًا فاق أداء بورصة تل أبيب، بسبب تفاعل المستثمرين الأفراد مع الأحداث مما دفعهم نحو البيع المكثف بجلسة الأحد، قبل أن يعاودوا الشراء مجددًا بجلسة الاثنين محققين مستويات صعود جيدة، مدفوعة بتوقعات استقرار أوضاع الحرب بين البلدين. وتوقع إيهاب رشاد، أن يتحسن أداء البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة، مستندًا على تحسن أداء أسواق المال العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بعد امتصاص البورصات للتوترات الجيوسياسية بالمنطقة، وحتى حال حدوث تذبذبات لن تكون قوية، مشيرًا إلى أن شركات الأسمدة المصرية ستتأثر سلبًا بوقف إمدادات الغاز الطبيعي، ولكن حجم هذا التأثير مرتبط بالمدى الزمنية لاستمرار إيقاف هذه الإمدادات. وفي بيانين منفصلين للبورصة المصرية، أعلنت شركتا أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية، ومصر لإنتاج الأسمدة-موبكو، بدء تنفيذ خطط صيانة مكثفة لمصانعهما على مدار الساعة لحين تحسن ظروف التشغيل. وقال الخبير المصرفي وعضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي، محمد عبدالعال، إن سعر صرف الجنيه تراجع بشكل محدود للغاية أمام العملات الأجنبية، نتيجة عدم خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة بشكل كبير بلغت حوالي 800 مليون دولار فقط، رغم عنف الأحداث العسكرية بين إسرائيل وإيران، مقارنة بتوترات إقليمية أخرى شهدتها المنطقة الفترة الماضية وخرجت خلالها أموال ضخمة. وتوقع عبدالعال، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن يتماسك سعر الجنيه أمام الدولار خلال الفترة المقبلة، مستندًا إلى الانخفاض المحدود للجنيه أمام الدولار مع بدء الأحداث، والتوقعات الدولية بانحسار الحرب خلال وقت قصير، رغم عنف الأحداث العسكرية، مما دفع غالبية المستثمرين إلى اتخاذ مراكز إيجابية عكس اتجاه أداء أسعار مؤشرات النفط وأسواق المال والسندات لتحقيق أرباح خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن سعر الدولار أمام الجنيه يواجه نقاط مقاومة أبرزها صفقة رأس شقير بالبحر الأحمر، والتي تمثل دعما كبيرا للجنيه نتيجة التدفقات المتوقعة من النقد الأجنبي خلال الفترة المقبلة، والتي قد تحدث توازنا في سعر الصرف، كما لا يوجد التزامات دولية لسداد مدفوعات خلال النصف الثاني من العام، وتحسن تحويلات المصريين بالخارج خلال هذه الفترة. قد يهمك أيضاً