
«الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي» تنطلق من الشارقة برؤية عالمية
وتهدف الجائزة منذ إطلاقها إلى الارتقاء بأدب الطفل العربي، وتحفيز الابتكار في صناعة نشر كتب الأطفال باللغة العربية.
وتمثّل رعاية «إي آند» إحدى أبرز الشراكات المستدامة في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي، إذ تحوّلت الجائزة خلال خمسة عشر عاماً إلى منصة أدبية دولية تُكرّم أبرز المبدعين العرب في مجالات الكتابة والرسم والإخراج الفني المخصص للأطفال واليافعين، وأسهمت في انتشار أدب الطفل العربي عالمياً، ومنحت المؤلفين والرسامين والناشرين حافزاً، لتقديم إنتاجات ذات جودة عالية تحاكي المعايير العالمية.
كذلك، ساعدت الجائزة على إضفاء طابع مؤسسي على صناعة كتب الأطفال، وأوجدت مناخاً تنافسياً يُفرز الأفضل في كل دورة.
منذ إطلاقها، سعت الجائزة إلى سدّ الفجوة في محتوى كتب الأطفال باللغة العربية، من حيث المضمون والأسلوب والرسوم والإخراج. وأسهمت رعاية «إي آند» في إرساء بنية احترافية للجائزة، تمثّلت في تنويع فئاتها، وزيادة قيمتها المالية، وإطلاق برامج تدريبية مرافقة مثل «ورشة»، ما أدى إلى تطور ملموس في جودة الإصدارات المتقدّمة للمنافسة. وبفضل هذا الدعم، ارتفع عدد المشاركات من 88 كتاباً فقط في الدورة الأولى عام 2010، إلى أكثر من 330 ترشيحاً في الدورة السادسة عشرة عام 2024..
توسيع الأفق العالمي
قالت مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: «أسهمت الرعاية المستمرة التي قدّمتها «إي آند» منذ الدورة الأولى، في ترسيخ مكانة الجائزة محلياً وعربياً ودولياً، ولعبت دوراً في تحفيز المبدعين العرب على تطوير محتوى نوعي يُعبّر عن الطفل العربي ويخاطب وجدانه، ويعزز هويته الثقافية في عالم سريع التحوّل». وأشارت إلى أن «إي آند» لم تكتفِ بالرعاية المالية، بل كانت شريكاً حقيقياً في تطوير الرؤية وتوسيع الأفق العالمي للجائزة.
وأضافت: «شهدنا تطوراً لافتاً في طبيعة المشاركات خلال الدورات الأخيرة، فارتفعت جودة النصوص، وتنوعت أساليب الرسم، وتقدّمت أعمال مبتكرة من دور نشر عربية في أوروبا وأمريكا الشمالية، وهو ما يعكس الأثر العالمي للجائزة، التي أسهمت أيضاً في بناء جسور التعاون الثقافي بين العالم العربي ومجتمعاته في الخارج، ومنحت أبناء الجاليات العربية مواد قرائية ترتبط بلغتهم وهويتهم، وما كان لهذا النجاح أن يتحقق من دون هذه الرعاية المستمرة».
رؤية أشمل
تجديد التزام «إي آند» بدعم «الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي» يعكس رؤيتها الأشمل للمسؤولية المجتمعية، واستثمارها المستمر في الثقافة والإنسان. وقال محمد العميمي، المدير العام بالوكالة - الإمارات الشمالية في «إي آند الإمارات» :«نفخر بأننا جزء من هذه المسيرة الثقافية منذ بدايتها، فالجائزة لم تكن مجرد تكريم للإبداع، بل كانت ولا تزال نقطة انطلاق لمرحلة جديدة في عالم نشر كتب الأطفال باللغة العربية، وتشكّل مصدر إلهام لإنتاج أعمال أدبية تعكس أصوات الأجيال المقبلة وأحلامها. وتعد رعاية الطفولة من أعمق أشكال الاستثمار في مستقبل أكثر إشراقاً وإلهاماً».
وأضاف العميمي: «ينبع دعمنا لهذه الجائزة من إيماننا الراسخ بأن الثقافة هي الأساس لأي تقدم مستدام. وكل طفل عربي يستحق أن يقرأ بلغته الأم كتباً تعكس هويته، وتُشبه بيئته، وتُلامس تطلّعاته. وبعد مرور ستة عشر عاماً على هذه الشراكة، نشعر بالفخر ونحن نرى العديد من الأعمال التي كرّمتها الجائزة تُترجم إلى لغات متعددة، وتُعرض في معارض كتب دولية، في دليل واضح على القيمة المستدامة لهذا الاستثمار بالمستقبل».
من المبادرات التي أثبتت أثرها العميق في سياق الجائزة، يأتي برنامج «ورشة» الذي أُطلق عام 2013 بدعم مباشر من «إي آند». ويهدف البرنامج إلى إعداد جيل جديد من الكُتّاب والرسامين والناشرين القادرين على إنتاج كتب عربية بمعايير عالمية، من خلال ورش تدريبية احترافية يشرف عليها خبراء محليون ودوليون. وأثمر البرنامج عن تكوين شبكة واسعة من الكفاءات الشابة التي أصبحت مكوناً حيوياً وفاعلاً في مشهد النشر العربي.
وشارك في البرنامج على مدار عشر سنوات مئات الشباب من مختلف الدول العربية، وتمكّن عدد منهم لاحقاً من الفوز بالجائزة، ما يعكس دوره في بناء قاعدة إبداعية مستدامة.
وقالت مروة العقروبي: «برنامج «ورشة» ليس مجرد تدريب، بل مساحة للإلهام والتوجيه وصقل الموهبة، إذ غيّر حياة الكثير من الشباب، وفتح أمامهم آفاقاً مهنية لم تكن متاحة في مجال كتب الأطفال، كما ساعد على إدخال تقنيات جديدة في الكتابة والرسم، بما يتماشى مع تطورات النشر الرقمي والتفاعلي».
مع الدورة السابعة عشرة، أعلنت الجائزة عن هويتها الجديدة لتواكب تطلّعاتها العالمية، تحت اسم«الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي» المقدّمة من «إي آند». ولم يكن هذا التغيير شكلياً، بل يعكس مرحلة جديدة في تطور الجائزة ويُبرز بُعدها الدولي المتنامي.
ويأتي هذا التحوّل في ظل تصاعد الحاجة إلى تكريس أدب الطفل كوسيلة فعّالة في بناء الهوية الثقافية للأجيال الجديدة.
وجاء الشعار الجديد مستوحى من شجرة «الرولة» التي تتوسط أحد أشهر ميادين مدينة الشارقة ويحمل اسمها، حيث اعتاد الآباء الاجتماع لتبادل القصص والحكايات. وهو رمز يُعبّر عن روح الجائزة، التي تجمع الأجيال حول الكلمة والصورة والحكاية، وتعيد للقصّة العربية مكانتها في خيال الطفل وذاكرته. كما يحمل الشعار الجديد بُعداً وجدانياً يُعزز ارتباط الطفل العربي بموروثه المحلي وثقافته الأصيلة.
من خلال هذه الهوية، تسعى الجائزة إلى جذب المزيد من المشاركات من خارج العالم العربي، وتشجيع الترجمة، وفتح قنوات تعاون جديدة مع دور نشر ومؤسسات أدبية عالمية. وفي هذا الإطار قالت مروة العقروبي: «نريد أن يكون كتاب الطفل العربي جزءاً من المشهد الأدبي العالمي، وأن يكون له صوت مسموع في مكتبات العالم». ويمثل الاسم الجديد إعلان نضج للمشروع، واستعداداً لمرحلة من التوسع المؤسسي والثقافي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
مجلس جديد لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية
وأسفرت النتائج عن انتخاب الفنان عبد الرحيم سالم رئيساً لمجلس الإدارة، والفنان سالم الجنيبي نائباً للرئيس، وتوزيع باقي المناصب على نخبة من الفنانين أصحاب البصمة المؤثرة في المشهد التشكيلي الإماراتي. وهو يعود اليوم لرئاستها حاملاً رؤية جديدة وشعاراً يلخص توجهه: «نحو أفق جديد: تجديد، تأصيل، وتمكين»، ساعياً إلى تطوير وتأكيد الدور الريادي للجمعية، من خلال العمل على العديد من الفعاليات والأنشطة. ويبرز الفنان والكاتب سالم الجنيبي كنموذج لقيادة شبابية أثبتت جدارتها، إذ شغل منصب رئيس الجمعية لدورتين متتاليتين (2018–2023)، وكان عضواً نشطاً في إدارتها منذ عام 2014. وهو يستعد حالياً لإطلاق مشروع فني موازٍ للمعرض السنوي، مخصص للفنون التجريبية، يُجسّد توجه الجمعية نحو استكشاف آفاق جديدة. وهو صوت مؤثر يحمل طاقة الشباب وطموحات وأحلام الأجيال الصاعدة من الفنانين. وقد تم انتخاب الفنان صالح شانبيه، الإداري المخضرم ومهندس الأداء المؤسسي للجمعية، لما لديه من خبرة طويلة في تطوير الجمعية والإشراف على تنفيذ المشاريع. والفنان محمد القصاب، أحد أعمدة الحركة الفنية في الدولة ومؤسس مشروع «التواصل»، وهو من المؤسسين الذين لهم بصمة واضحة في إرساء مناهج وفعاليات وأنشطة الجمعية. كما يبرز الفنان أحمد الفلاسي برؤيته الفنية الملتزمة بالقضايا البيئية والمجتمعية، وسعيه لتمكين الأجيال الجديدة من الفنانين عبر برامج تدريبية وورش عمل هادفة، بما يعكس روح العمل الجماعي والتطوعي في تطوير المشهد الثقافي الإماراتي. ومع هذا المزيج من الرواد والطاقات الشابة، تُعقد آمال كبيرة على أن تستعيد الجمعية دورها القيادي كمنصة حيوية للإبداع والتفاعل الفني، ومصدر إلهام للأجيال القادمة.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
كبار المواطنين ينقلون التراث للأطفال في حضانات الشارقة
الشارقة: «الخليج» شاركت دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، في تقديم ورش عمل مخصصة للأطفال المنتسبين لمؤسسة الشارقة للأطفال، ضمن البرنامج المجتمعي «البيت الإماراتي – الخيرات»، الذي نظمته مؤسسة أطفال الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، ويهدف البرنامج إلى تسليط الضوء على الممارسات المجتمعية الأصيلة التي تعزز مفهوم المواطنة الإيجابية، وتبرز التراث الثقافي الإماراتي بجوانبه السلوكية والاجتماعية. وشملت مشاركة الدائرة تقديم ورشتين تعليميتين للأطفال، حيث تمحورت الأولى حول تعليم «السنع» والعادات والتقاليد الإماراتية، متضمنة أصول الضيافة وطرق تقديم القهوة التقليدية، إلى جانب الألعاب التراثية، مثل لعبة «الدلة والفنجان». أما الورشة الثانية، فكانت عن الطبخ الإماراتي، حيث تضمنت جلسة تفاعلية لتعليم تحضير وصفة «البثيثة الإماراتية»، والتي تعد واحدة من أشهر الأطباق الشعبية المتوارثة، وقد ساهمت هذه الورشة في تعزيز التواصل بين الأجيال وتسليط الضوء على التراث الإماراتي في الجوانب الثقافية والمجتمعية. وأكدت ناعمة الزرعوني، مدير إدارة التثقيف الاجتماعي بالدائرة، أهمية المشاركة في البرامج المجتمعية مثل «البيت الإماراتي – الخيرات»، لما لها من أثر إيجابي على الأطفال والمجتمع بشكل عام.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
«نسائية دبي» تنظم الحفل الختامي لرياض أهل القرآن والإجازة بالأسانيد
دبي: «الخليج» اختتمت جمعية النهضة النسائية بدبي، إدارة الفعاليات الدينية والثقافية مبادرة رياض أهل القرآن ومبادرة الإجازة بالأسانيد، وذلك بتشريف وحضور الشيخة أمينة بنت حميد الطاير رئيسة جمعية النهضة النسائية، وعضوات مجلس إدارة جمعية النهضة النسائية، وسيدات المجتمع، وذلك في قاعة الزاهية في مقر الجمعية بالحمرية. بدأ الحفل بالافتتاحية الرسمية، ثم عرض من أداء طالبات الرياض، فكلمة مشرفة البرنامج، تلاها عرض مرئي بعنوان: «حكاية إنجاز» يستعرض إنجازات إدارة الفعاليات الدينية والثقافية، ثم أوبريت بعنوان: «القرآن حياتي»، وفقرة إنشادية بعنوان: «نحيا بنور القرآن»، ثم تم تكريم الفائزات والفائزين من الأطفال في هذه المبادرة، حيث بلغ إجمالي عدد الطلاب لهذا العام 300 طالب، حصل منهم على تقدير ممتاز 182 طالباً وطالبة، واختتم بتكريم طلبة مبادرة الإجازات بالأسانيد، برنامج صحيح الإمام مسلم 20 مشاركاً ومشاركة، برنامج سنن الترمذي 47 مشاركة، دورة المواريث 15 مشاركة، وقد احتوت المبادرة على برامج أخرى، منها سنن النسائي 58 مشاركة، برنامج مسند الإمام أحمد بن حنبل 26 مشاركة، برنامج منظومة الشاطبية والدرة في القراءات العشر، برنامج السخاوية.