
"مشروع غيورا إيلاند".. عندما سعى الإخواني مرسي رسميا لتنفيذ مخطط إسرائيل بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وقدمه لأبو مازن
كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه أجهض مخططا للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، المنتمي للإخوان، بتوطين جزء من الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء المصرية في إطار مشروع "دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة".
وقتها قال عباس في كلمة أمام المجلس الوطني الفلسطيني، إنه تلقى عرضا من مرسي أثناء فترة رئاسته التي استمرت لعام تقريبا، بالحصول على قطعة أرض من سيناء ليعيش عليها الفلسطينيون.
وتابع: "في أيام مرسي عرض علينا إعطاءنا قطعة من سيناء لشعبنا لكي يعيش هناك في مشروع اسمه إيغور آيلاند".
واعتبر عباس أن هذا المشروع "تصفوي للقضية الفلسطينية، وأنا قلت هذا الكلام بصراحة لمرسي"، وأكد أن حركة حماس أبدت موافقتها على مشروع "الدولة ذات الحدود المؤقتة" ككل.
هذا العرض لم يكن إلا حلقة من حلقات مشروع خبيث يمتد بجذوره إلى العقل الإسرائيلي الاستراتيجي، ويتلبّس بلبوس الدعم الإنساني لكنه في جوهره يحمل نوايا التصفية الجغرافية لقضية شعب بأكمله.
وفقًا لما كُشف فإن العرض الذي قدّمه مرسي لم يكن اجتهادًا فرديًا، بل جاء ضمن انسجام كامل مع ما يُعرف بـ"مشروع غيورا إيلاند" الإسرائيلي، الذي يدعو إلى توطين سكان غزة في شبه جزيرة سيناء، بوصفها أرضًا بديلة، وبما يسمح لإسرائيل بفرض سيادتها التامة على القطاع وقطع الطريق على أية مطالبات مستقبلية.
الخطير في ما كشفته الأحداث أن جماعة الإخوان لم تتورّع عن تسويق هذه الفكرة، وتقديمها كحل استراتيجي يخدم "الواقع" الفلسطيني، متجاهلة تمامًا أن ما تقدمه في الحقيقة هو خدمة مجانية لمخططات تل أبيب، التي عجزت عن تنفيذها بقوة السلاح، فحاولت أن تمررها عبر وكلاء عقائديين يرتدون عباءة المقاومة.
تؤكد الشواهد أنّ دعوات الإخوان المتكررة في كل عدوان إسرائيلي لفتح معبر رفح ليست بريئة، بل تأتي في توقيتات تحمل علامات استفهام، دائمًا في ذروة التصعيد، لتفتح الباب أمام فكرة التهجير القسري تحت غطاء إنساني، مستغلين معاناة الفلسطينيين لتحقيق هدف لطالما سعت إليه إسرائيل: تفريغ القطاع من سكانه وتحويله إلى أرض بلا شعب.
هذا المخطط، عاد إلى الواجهة من جديد بعد أحداث السابع من أكتوبر، حيث باتت الضغوط تتزايد على القاهرة لقبول سيناريو التوطين في سيناء. غير أن الموقف المصري ظل صلبًا، واستطاع أن يُفشل كل الضغوط والوساطات والصفقات، في موقف وُصف بأنه "رأس الحربة في معركة قومية للدفاع عن القضية الفلسطينية".
وفي واقعة تثير الدهشة قبل أن تكشف ألاعيب الأجندات السرية، نظّمت ما تسمى "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني المحتل فرع جماعة الإخوان الإخوان تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
الغريب في الأمر لم يكن فقط موقع التظاهر، بل غياب أي نشاط مشابه أمام مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي التي تقود حرب إبادة دموية على القطاع منذ شهور، وكأن العدو ليس من يطلق الصواريخ ويمارس المجازر، بل الدولة المصرية التي تسعى لوقف إطلاق النار وتوفير المساعدات وتبذل كل غالٍ لإنقاذ الفلسطينيين ومنع تهجيرهم.
يتزعم هذه التظاهرات شخصيتان إخوانيتان معروفتان؛ رائد صلاح ونائبه كمال الخطيب، اللذان التزما الصمت طوال 22 شهرا من العدوان الإسرائيلي على غزة، ولم ينطقا بكلمة واحدة تدين المحتل أو تحمّله مسؤولية المجازر التي طالت المدنيين، قبل أن يستفيقا فجأة لا للتنديد بإسرائيل بل للاعتصام أمام سفارة مصر.
لم تكن مصر وحدها من رفضت، بل انبرى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ليحذّر في تصريحات واضحة من مؤامرة طويلة الأمد لتصفية القضية الفلسطينية جغرافيًا، مشددًا على أن الأمة العربية بأسرها معنية بإسقاط هذا المشروع الخبيث.
المثير للجدل أن الجماعة، لم تكن يومًا في صف فلسطين الحقيقي، بل استخدمت القضية كورقة ضغط في سبيل عودتها إلى الحكم، حتى لو كان ذلك على أنقاض غزة وسيناء معًا. ويذهب الكاتب إلى أن حركة حماس، الذراع الفلسطيني للإخوان، لعبت دورًا مزدوجًا، فبينما ترفع شعار المقاومة، كانت في الوقت ذاته تشارك في صناعة التبرير للعدوان الإسرائيلي من خلال تصعيد محسوب، يُبقي حكومة نتنياهو في الحكم، ويُحبط أي مساع دولية للتهدئة.
تُضاف إلى ذلك العمليات المصورة والمبالغ فيها التي روّجت لها حماس، والتي ضخّمتها إسرائيل إعلاميًا لتبرير ما ارتكبته من جرائم ضد المدنيين، بينما كانت الجماعة تحرّف الأنظار عن الجريمة الأصلية، وتصبّ جامّ غضبها على مصر والأردن تحديدًا، في محاولة لإثارة الرأي العام ضد الموقف العربي الموحّد.
كل هذه المؤشرات، كما توضح الشواهد، تشير إلى أن جماعة الإخوان ليست إلا واجهة إقليمية لمخطط أكبر، لا يتورّع عن بيع الأرض والعِرض في سبيل تحقيق حلم العودة إلى السلطة. القضية الفلسطينية في نظرهم ليست سوى منصة دعائية، كلما احترق أهلها، ارتفعت شعاراتهم.
ومع هذا كله، فإن الوعي الشعبي العربي والفلسطيني على حد سواء، بات أكثر إدراكًا لهذه اللعبة، وأكثر رفضًا لمن يحاولون المتاجرة بالقضية. وإذا كان العرض الذي قدّمه مرسي قبل سنوات قد صُدّ بقوة، فإن العودة اليوم لطرحه مجددًا لن تلقى إلا نفس المصير، في ظل يقظة مصرية وعربية ترفض أن تكون سيناء ثمنًا لتصفية قضية شعب صامد.
إن ما كشفت عنه الوثائق والتصريحات ليس مجرد خطأ سياسي أو اجتهاد خاطئ، بل هو تعبير صريح عن خيانة وطنية كبرى، تتورّط فيها جماعة الإخوان بأدواتها المختلفة. وليس من المبالغة القول إنّ من يُفرّط في فلسطين يمكنه أن يُفرّط في أي أرض، ومن يساوم على غزة سيساوم غدًا على القاهرة، وهذا ما لم ولن تسمح به الشعوب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
أسامة الدليل يكشف أسباب إغلاق الأنفاق بسبب السلاح والإرهاب في مواجهة حماس على الهواء
شن الكاتب الصحفي أسامة الدليل هجومًا شرسًا على حركة حماس وقادتها، بسبب الضغط المستمر وغير المبرر على القيادة المصرية لفتح معبر رفح بهدف تهجير أهل غزة إلى سيناء. وخلال لقاء على قناة العربية، طرح السياسي العراقي رحيم العبودي سؤالًا مثيرًا 'هل يمكن أن نتفرج على أهلنا وشعبنا في غزة يموتون جوعًا، ولماذا أغلقت مصر أنفاق غزة التي كانت تُستخدم لتهريب المواد الغذائية بينما المعابر مغلقة؟'. شوف كمان: جامعة حلوان تنظم ملتقى التوظيف والتدريب السنوي بكلية هندسة المطرية وجاء الرد قاسيًا من الكاتب الصحفي أسامة الدليل حيث قال: 'الأنفاق أُغلِقت بعد أحداث 2014 بسبب تسريب السلاح والإرهاب إلى مصر، وكان أغلبه من حركة حماس الإرهابية، ومهاجمة الدولة المصرية هدف استراتيجي لحماس وجماعة الإخوان، مما دفع القوات المسلحة المصرية لتدمير وإغراق تلك الأنفاق وجعل من المستحيل إعادتها مرة أخرى'، مشددًا على أن 'هدف حماس والإخوان ليس مساعدة أهل غزة، بل تحريض الشعب المصري على النظام الحالي في مصر' السياسي العراقي رحيم العبودي: 'هل يمكن أن نتفرج على أهلنا وشعبنا في يموتون جوعًا، ولماذا أغلقت أنفاق غزة التي كانت تُستخدم لتهريب المواد الغذائية بينما المعابر مغلقة؟.. والصحافي المصري أسامة الدليل يرد: 'الأنفاق أُغلِقت بعد أحداث 2014 بسبب تسريب السلاح والإرهاب إلى… — العربية مصر (@AlArabiya_EGY). وأكد أسامة الدليل: 'هل من المعقول أن نطعمكم لوجه الله، ويكون الرد هو الهجوم على نظام سياسي بأكمله' السياسي العراقي رحيم العبودي: 'هل يمكن أن نتفرج على أهلنا وشعبنا في يموتون جوعًا، ولماذا أغلقت أنفاق غزة التي كانت تُستخدم لتهريب المواد الغذائية بينما المعابر مغلقة؟.. والصحافي المصري أسامة الدليل يرد: 'الأنفاق أُغلِقت بعد أحداث 2014 بسبب تسريب السلاح والإرهاب إلى… — العربية مصر (@AlArabiya_EGY). وفي الحوار ذاته، قدم الصحفي أسامة الدليل خريطة للحدود المصرية مع إسرائيل، وبالتحديد حول معبر رفح، مؤكدًا أن أي معبر في العالم له نقطتان، الأولى لدي والثانية لدى الطرف الآخر، فيبقى السؤال، هل إذا فتح المعبر وتم تسليم المساعدات، هل يوجد فلسطيني واحد على مدخل معبر رفح من ناحية غزة؟، ومن سلم هذا المكان الهام إلى إسرائيل؟ مقال له علاقة: أنامل الخلود… ترميم باروكة مصرية تعود لـ 3000 عام وفي السياق ذاته، أعرب الصحفي أسامة الدليل عن غضبه تجاه تصريح أحد قادة حركة حماس بأن الحركة ستتعامل مع أي قوة عربية تدخل غزة كقوة محتلة، قائلًا: 'سنعاملهم بالمثل إذا دخلوا سيناء قسرًا' وأكد الصحفي أسامة الدليل في تصريحات للقاء تليفزيوني أن حركة حماس تضغط من أجل تنفيذ مخطط التهجير القسري لأهل غزة إلى سيناء. وفي ذات المقابلة، أكد المحلل السياسي الجزائري محمد بن خروف أن الفلسطينيين في غزة يفضلون أكل التراب على الخروج من أرضهم، وأن الرئيس السيسي رفض تهجيرهم إلى مصر لحماية القطاع من التصفية. ردود الأفعال على مواقع السوشيال ميديا وبعد تصريحات الصحفي أسامة الدليل في مواجهة الضغوط من حركة حماس وجماعة الإخوان على مصر، جاءت ردود الأفعال من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مناصفة للقيادة المصرية، وكاشفة عن ثقة الشعب المصري في الرئيس عبدالفتاح السيسي وقواتنا المسلحة خلف أي قرار تراه في مصلحة الوطن. فقال أحدهم: 'كلنا خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش المصري كتف بكتف، واللي عايز يقرب يجرب، نحن لا نتمنى الحرب ولكننا أهل لها' بينما قال آخر: 'أقوى رد مصري وطني مخلص صاحب وعي وطني شريف في كل لقاء، الأستاذ أسامة بارك الله فيك، متعك بالصحة والعافية، أحسنت وجزاك الله خيرًا، تحيا مصر.. وشعبها ورئيسنا المخلص وأبطالها الوطنيين كل في مكانه العظيمة يا مصر.. تاريخ وقيادة وشعب وأبطال' وأخيرًا قال ناشط آخر: 'قضي الأمر.. نحن مع أي قرار تتخذه القوات المسلحة المصرية، ولها كامل التفويض والتأييد الشعبي بأنها تحافظ على سيناء وكل شبر من أرضنا ضد أي محتل وخائن'


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
الإخوان مشروع هدم متنقل من غزة إلى القاهرة
مصر الثابتة كالهرم، والألاعيب الإخوانية التي لا تعرف للوطن قيمة، شتان بين دولة وتنظيم لا يعرف إلا الخراب، منذ اللحظة الأولى لاشتعال الجحيم في غزة، كان هناك صوت واحد في المنطقة يعرف تمامًا ما يعنيه أن تكون مسؤولًا أمام التاريخ، ذلك الصوت كان مصريًا، لم تنتظر القاهرة استدعاءً ولا إذنًا من أحد، ولم تحسب حساب ربح أو خسارة، فتحت المعابر، دفعت بقوافل الغذاء والدواء، وأرسلت رسائلها السياسية الحاسمة " لا لتهجير الفلسطينيين"، "لا لتصفية القضية"، "لا للمساس بحق هذا الشعب في أرضه". كانت مصر - وستظل - الحائط الأخير الذي يقف بين غزة والمحو الكامل. لكن، وبالرغم من ذلك، تطل علينا بين حين وآخر وجوه الإخوان الملطخة بنزقها السياسي، لسانها أطول من تاريخها، وعقلها أقصر من ذاكرة طفل، وجوه تعرف جيدًا كيف تبيع الكلام الرخيص، لكنها لا تعرف أبدًا كيف تصون قيمة الأرض أو الشرف أو الوفاء، تصريحات منحطة، يطلقها مرتزقة من قيادة حماس، تفيض جحودًا وقلة أدب سياسي، في مشهد يعيد تذكيرنا بأن المدرسة الإخوانية لا تنتج رجال دولة، بل تُخرِج أذرعًا مأجورة لمشاريع الآخرين. إن المنهج الإخواني في القضايا الكبرى لا يعرف من الوطنية إلا اسمها، ولا من الدين إلا شعاراته، هذه الجماعة، منذ نشأتها، كانت تخلط بين خدمة الفكرة وخدمة الوطن، لكنها في الواقع لم تخدم إلا نفسها ومن يدفع أكثر، اليوم، حين تتجرأ أبواق حماس على مصر، فإنها في الحقيقة تكشف عن جوهرها، عقلية الفصيل الصغير الذي لا يرى إلا مصلحته، ولو احترقت الأرض من تحته. أي حديث عن "مصر" في ميزان الإخوان هو دومًا حديث ملغوم، ملوّث بالمكايدة السياسية والرغبة في تحطيم ما لا يملكون القدرة على بنائه، لم يتعلموا من التاريخ، رغم أنه كتب بالدم والدموع أمام أعينهم، من احتضنهم في أوقات الشتات؟ من دعمهم في مؤتمرات القمم؟ من حارب من أجل أن تبقى غزة على خريطتنا العربية؟ إنها مصر التي يعرفها العالم ويخشاها خصومها. لكن يبدو أن "الإخواني" - مهما كبر سنه - يظل تلميذًا في مدرسة نكران الجميل، وليس هذا الجحود وليد اللحظة، فالتاريخ معهم دفتر طويل من الخيانة السياسية، يكفي أن نتذكر موقفهم في حرب 1948، حين استخدموا القضية الفلسطينية لتوسيع نفوذهم في الداخل، أكثر من انشغالهم بدعم جبهات القتال الحقيقية، وفي الخمسينيات والستينيات، بينما كانت مصر عبد الناصر تخوض معركة التحرر العربي، كانت خلايا الإخوان تتآمر مع أجهزة مخابرات أجنبية لإسقاط الدولة من الداخل، في الوقت الذي كان فيه الجنود المصريون على خطوط النار. وعندما اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982، كان الإخوان في معظم الأقطار مشغولين بصفقاتهم السياسية المحلية، فيما كانت القاهرة - رغم خلافاتها مع بعض الفصائل - تسعى لوقف المجزرة بحق الفلسطينيين، حتى في اتفاقيات التهدئة التي أُبرمت خلال العقود الأخيرة، لم تكن حماس لتجلس على الطاولة لولا جهود الوسطاء المصريين، لكنها بعد أن تحصل على المكاسب المرحلية، تعود لتطعن مصر بتصريحات سفيهة وكأنها خصم لا شريك. الأدهى هو أن هذا الهجوم الأجوف على مصر لا يأتي في وقت رفاه سياسي، بل في لحظة هي الأخطر على مستقبل غزة، هنا يبرز السؤال الفاضح من المستفيد من إثارة الخلاف مع مصر الآن؟ من الذي يريد كسر آخر خط دفاع حقيقي عن غزة؟ الإجابة لا تحتاج إلى عبقرية، فالإخواني، منذ أن عرفناه، كان وسيبقى أداة تُدار عن بُعد، تتقلب ولاءاته حسب مصلحة الممول. حين نقول إن الإخوان "جرثومة"، فنحن لا نبالغ، الجرثومة لا تعيش إلا على التسلل إلى الجسد الحي، لتنهشه من الداخل، لتضعفه حتى يسقط فريسة للمرض، ومثل الجرثومة، لا تستطيع هذه الجماعة أن تزدهر إلا في أجواء الانقسام والفتنة، فهي لا تبني، ولا تزرع، ولا تدافع، كل ما تجيده هو إعادة إنتاج الفوضى وتبرير الخيانة بشعارات براقة. مصر لم تكن يومًا طرفًا عابرًا في قضايا العرب، بل كانت دائمًا صانعة السياق ومهندسة الحلول في كل حرب وفي كل أزمة، كانت القاهرة هي البوصلة، ولأنها كذلك، فهي دائمًا هدف للمكايدات الصغيرة من أطراف صغيرة، لكن المكايدات تبقى صغيرة، والأوطان تبقى كبيرة. أي عاقل ينظر إلى دور مصر اليوم في غزة يدرك أنه دور وجودي، لو انسحبت القاهرة أو رفعت يدها، لابتلع البحر القطاع في أيام، هي من تحاور وتفاوض وتضغط وتدعم، وهي التي تحاول - وسط بحر من الانتهازية - أن تحفظ ما تبقى من دماء وأرض، وهذا ما يوجع الإخوان، مصر تملك الشرعية الحقيقية، بينما هم يملكون فقط الميكروفون وصوت الصراخ. المنهج الإخواني لا يرى الأوطان إلا محطات عابرة على طريق "المشروع الأكبر" الذي لا علاقة له بالخرائط أو السيادة، فلسطين بالنسبة لهم ليست سوى ورقة في لعبة النفوذ، ومصر بالنسبة لهم ليست سوى حجر عثرة في طريق هذا المشروع، لذلك، ليس غريبًا أن يتحولوا إلى أبواق للاتهام والافتراء كلما أحرجتهم الحقائق. ولعل أصدق ما يقال عن تصريحات حماس الأخيرة أنها لم تكن سوى "مسرحية هزلية" أبطالها هواة في فن الردح، يحاولون ارتداء عباءة البطولة وهم يلهثون خلف الكاميرات، خرج أحدهم يتحدث عن مصر وكأنها خصمهم الأول، متناسيًا أن مصر هي التي كانت - ولا تزال - تسند ظهورهم حين ينفض الجميع من حولهم، هذه الكلمات الرخيصة لا تنال من مصر قيد أنملة، لكنها تكشف حجم الأزمة الأخلاقية والفكرية التي تعيشها قيادة حماس الإخوانية، أزمة من باع بوصلته، فضاعت منه الطريق، وصار يطلق السهام على من يمد له اليد. ومصر -التي تعرف حجمها وقيمتها- لا ترد على الصغار إلا بالفعل، والفعل المصري في غزة أكبر من أن يُقاس بثرثرة المأجورين. لكن التاريخ طويل، وذاكرة الشعوب أطول، ستمر هذه التصريحات كما مرّت عشرات قبلها، لكن ستبقى حقيقة واحدة وهي أن مصر بثباتها ووزنها، كانت وستظل ركيزة الأمن القومي العربي، بينما الإخوان - بكل فروعهم - لم يكونوا يومًا سوى أداة تُستخدم ثم تُلقى جانبًا في النهاية، لا يحتاج المصري إلى شهادة من أحد ليثبت إخلاصه لقضايا العرب، ولا تحتاج مصر إلى إذن كي تقوم بدورها، أما الإخوان، فسيبقون حيث كانوا دائمًا في الهامش، يصرخون من بعيد، عاجزين عن الفعل، بارعين في الهدم، وفاشلين في البناء، التاريخ لا يذكر الصغار إلا كهوامش على صفحات الكبار. ومصر… لا تُكتب إلا في الصفحة الأولى.


فيتو
منذ 3 ساعات
- فيتو
قيادي بحماس: المقاومة ستظل قائمة حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة
أعلن القيادي في حماس أسامة حمدان، اليوم الأحد، أن جهود الوسطاء مستمرة ولم نبلغ بأي مستجدات بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار. وتابع القيادي في حماس: هدفنا الأساسي وقف العدوان وفتح المعابر ورفع الحصار عن قطاع غزة. وأضاف: سلاح المقاومة حق مشروع ما بقي الاحتلال، مشيرا أن المقاومة ستظل قائمة حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. مسئولون بجيش الاحتلال: احتلال غزة يعرض الرهائن والجنود للخطر وقبل وقت سابق، كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أن مسئولين بجيش الاحتلال الإسرائيلي رأوا أن الضغط قد يعيد حماس للتفاوض واحتلال غزة يعرض الرهائن والجنود للخطر. وأكدت القناة العبرية في تقرير، أن مسئولي جيش الاحتلال ووزير الخارجية جدعون ساعر والمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي يرون أن الفرصة السياسية لم تستنفد ويمكن التوصل لاتفاق جزئي. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: إن كل قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفضوا خطة احتلال غزة خلال اجتماع مجلس الوزراء. قادة الأجهزة الأمنية رفضوا خطة احتلال غزة وأعرب وزراء خارجية بريطانيا وأستراليا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا، السبت الماضي، عن إدانتهم الشديدة لقرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي شن عملية عسكرية جديدة واسعة النطاق في غزة. وقال البيان المشترك الذي نشرته وزارة الخارجية البريطانية على موقعها الإلكتروني الرسمي: "يرفض وزراء خارجية أستراليا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة بشدة قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الصادر في 8 أغسطس بشن عملية عسكرية إضافية واسعة النطاق في غزة". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.