
مصر تضع خارطة الطريق نحو صدارة السياحة إفريقيا
وفي لقاء مع "سكاي نيوز عربية"، وضع وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي ، ملامح تلك الرؤية التي لا تقتصر فقط على زيادة عدد السائحين، بل تتخطاها إلى إعادة صياغة مفهوم السياحة المصرية برؤية استراتيجية تستند إلى التنوع، والشراكة المجتمعية، والتنمية المستدامة.
من خلال تصريحات الوزير، يتضح أن الرؤية لم تعد مجرد وعود دعائية، بل خطة ممنهجة ذات أبعاد اقتصادية، اجتماعية، ولوجستية، تستهدف إعادة تعريف المنتج السياحي المصري وتقديمه بأسلوب جديد يلبي تطلعات السوق العالمية.
رؤية طموحة: التنوع أولاً... ثم الصدارة
شدد شريف فتحي في حديثه على أن الهدف الأساسي يتمثل في جعل مصر الدولة الرائدة عالميًا في مجال السياحة المتنوعة.
من خلال هذه الكلمات الواضحة والمباشرة، استعرض الوزير جوهر خطة الوزارة، مشيرًا إلى أن مصر تهدف ليس فقط لجذب السائحين التقليديين، بل لتصبح مركزًا عالميًا يقدم أشكالًا متنوعة من السياحة تشمل الثقافية والترفيهية والبيئية والعلاجية والدينية.
كما أشار فتحي إلى أن هذا التنوع لا يأتي بمحض الصدفة، وإنما هو هدية من الجغرافيا والتاريخ.
ومن هنا تنبثق المهمة الكبيرة التي تتركز حول تحويل هذه الهبة إلى منتجات سياحية ملموسة.
ويستلزم ذلك استراتيجية محكمة لتحويل الموارد إلى برامج يمكن تسويقها ترتبط بالواقع الحالي للسياحة العالمية.
شراكة مع المجتمع المحلي: أمن اقتصادي واستدامة اجتماعية
في طرحه الجذاب، ذكر فتحي جانبًا آخر نادرًا ما يُعطى العناية في الخطاب الرسمي: "ما يسمى بالأمن الاقتصادي السياحي". من خلال هذه العبارة، أظهر الوزير رؤية استراتيجية جديدة تجعل المجتمعات القريبة من المواقع السياحية شريكًا فعليًا في عملية الاستفادة والتطور.
هذا التصور يتجاوز مفهوم السياحة كموضوع منفصل عن المجتمع ليجمعها ضمن التنمية المحلية، مما يعزز الاستقرار ويخلق فرص عمل مستدامة ويساهم في تخفيف الضغط عن المدن الكبرى.
التدريب والتأهيل: منصة رقمية لتجهيز الكفاءات
من بين التصريحات البارزة، جاء إعلان فتحي عن قرب إطلاق "الأكاديمية الإلكترونية" التي ستتخصص في التدريب السياحي، وذلك بالاعتماد على شراكات مع القطاع الخاص.
هذا التحول الرقمي يدل على توجه حكومي نحو تطوير كوادر مهنية مؤهلة تتماشى مع المعايير العالمية للجودة، بينما تشتد المنافسة لجذب السائحين الدوليين الذين أصبحوا أكثر وعياً وطلباً.
وقد أكد الوزير أن تصميم البرامج التدريبية لا يتم بشكل عشوائي، بل يستند إلى "الاحتياجات الحقيقية" التي تحددها الشركات في القطاع الخاص نفسها، مما يعزز من فاعلية الاستثمار في العنصر البشري.
التخطيط الديناميكي: التنبؤ المستمر واستيعاب المفاجآت
في قراءة ذكية للتقلبات التي تحكم صناعة السياحة عالميًا، أقر الوزير بأن "الافتراضات تتغير مع مرور الوقت... لذا من الضروري إجراء عملية إعادة تنبؤ أو re-forecasting".
هذه المقاربة تمثل تطورًا نوعيًا في طريقة إدارة القطاع، فبدلاً من التمسك بتوقعات جامدة، تعتمد الوزارة الآن على "Rolling Forecast"، أو التنبؤ المتجدد، الذي يراعي المتغيرات الإقليمية والدولية.
وعلى الرغم من أن نسبة النمو المسجلة العام الماضي لم تتجاوز 6 بالمئة، إلا أن الوزير اعتبرها "نجاحاً هاماً". ومن الجدير بالذكر أن الربع الأول من هذا العام شهد زيادة بنسبة 25 بالمئة، مما يعزز التوقعات الطموحة لاستمرار النمو حتى يصل إلى 11 بالمئة بشرط توفر الغرف الفندقية والطاقة الاستيعابية المطلوبة.
المتحف الكبير: حدث استثنائي على خارطة الثقافة العالمية
يعد افتتاح المتحف المصري الكبير في 3 يوليو المقبل أبرز ملامح المرحلة المقبلة، حيث وصفه الوزير بأنه "الشغل الشاغل للعالم الآن".
الإعداد لافتتاح يجري على قدم وساق، ويتضمن إغلاقًا مؤقتًا للمتحف لإجراء التحضيرات اللازمة، ما يعكس حجم الحدث ومستوى التنظيم المرتقب.
ما يميّز المتحف، وفقًا لفتحي، ليس فقط مقتنياته الأثرية، بل أيضًا "التصميم المعماري المدهش" و"العرض المتحفي المختلف"، على أن تُفتتح لاحقًا كنوز مثل جناح توت عنخ آمون ومتحف المراكب، ما يبشر بجذب متجدد ومستدام للزائرين.
البنية التحتية والطيران: تحسينات حقيقية وخطط توسعية
في حديثه عن أهمية الربط الجوي، وصف فتحي برنامج تحفيز الطيران بأنه "مُبهر للغاية".
وأكد على أن تقييم البرنامج يعتمد على عائد الاستثمار، مع التركيز على تخصيص الرحلات حسب احتياجات كل منطقة سياحية.
وعن المطارات، أبدى الوزير إعجابه بالتعاون القائم مع وزارة الطيران المدني لتوسيع المطارات بالشراكة مع القطاع الخاص، ملاحظًا: "بعض الأفراد يعتقدون أن ما لدينا غير جيد... ولكننا نبالغ في نقد أنفسنا قليلاً"، في إشارة ضمنية إلى ضرورة إدراك الواقع الصحيح.
وفي رأيه، فإن مطارات مصر تعتبر "أفضل من بعض مطارات الدول الأكثر تطوراً".
مواجهة الصورة النمطية: التسويق بالحقائق والتجربة المباشرة
أشار فتحي خلال حديثه إلى تأثير الإعلام الغربي في تشكيل صورة سلبية عن الشرق الأوسط، مشددًا على أن "الاستقرار السياسي والأمني هو الأساس لنجاح السياحة".
ويظهر في هذا السياق أسلوب "التسويق بالحقائق"، حيث تعتمد الوزارة حاليًا على الزيارات المباشرة، وتنقل آراء السياح والمنظمين إلى العالم، وهو ما وصفه الوزير بأنه "أفضل وسيلة للترويج حاليًا".
استدامة الرؤية: التحدي الحقيقي لما بعد الوزير
اختتم فتحي رؤيته بالتشديد على ضرورة إقامة نظام يتجاوز الأفراد، موضحًا: "أنا أسعى لإنجاز شيء الآن لا يُنسب لوزير السياحة والآثار شريف فتحي"، فإن النجاح الحقيقي يظهر عندما يعبر أعضاء الفريق في المستقبل عن أن "رؤيتنا في الوزارة كانت كذا". إنها مقاربة قيادية تعتمد على إيمان قوي بالمأسسة وضرورة بناء تراث مؤسسي مرتبط بالخطط والتطلعات بدلاً من الأشخاص.رؤية تتحول إلى مشروع نهضوي
ما قدمه شريف فتحي في هذا الحديث لم يكن مجرد استعراض لإنجازات أو وعود مستقبلية، بل رسم دقيق لخريطة تحول سياحي طموحة في مصر.
من التنوع إلى التدريب، ومن المتحف إلى الطيران، تتكامل المكونات لتضع مصر على أعتاب مرحلة جديدة في صناعة السياحة العالمية.
الرهان الكبير الآن ليس فقط على تحقيق أرقام قياسية، بل على إعادة صياغة المكانة المصرية في السوق السياحية الدولية، وترسيخ نموذج تنموي مستدام تكون فيه السياحة شريانًا حيويًا للاقتصاد، وحاضنة لهوية مصر الحضارية المتجددة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 6 أيام
- العين الإخبارية
تعاون بين نادي دبي للصحافة وIMI خلال «قمة الإعلام العربي»
تم تحديثه الإثنين 2025/5/19 05:15 م بتوقيت أبوظبي أعلنت IMI، المجموعة الإعلامية العالمية الرائدة التي تتخذ من دولة الإمارات مقرا لها، عن تعاونها مع نادي دبي للصحافة ومشاركتها في قمة الإعلام العربي لعام 2025. ومن المقرر عقد قمة الإعلام العربي لعام 2025 تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو الجاري ويأتي هذا التعاون بصفتها شريكا إعلاميا استراتيجيا، في خطوة تعكس التزام المجموعة بدعم تطور المشهد الإعلامي ورسم ملامح مستقبله. وستنظم مجموعة IMI مجموعة من الجلسات وورش العمل المتخصصة في مقر القمة بمركز دبي التجاري العالمي، وبقيادة خبراء في أكاديمية IMI للإعلام، الذراع الرائد للمجموعة في مجال التدريب الإعلامي وتطوير المواهب والكفاءات، التي سيتم تنظيمها بالتعاون مع نادي دبي للصحافة بهدف تنمية مهارات الأجيال الجديدة من الإعلاميين على مستوى المنطقة، مع التركيز على مواكبة المتطلبات المتجددة للمشهد الإعلامي الرقمي. وستوفر ورش العمل رؤى وأفكارا قيمة مستمدة من تجارب واقعية في غرف الأخبار، فضلا عن تسليط الضوء على أفضل الممارسات ضمن شبكة IMI العالمية. وستركز الجلسات على تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي للارتقاء بالسرديات البصرية، بالإضافة إلى إتقان مهارات تحرير المواد الخبرية خلال فترات الذروة، وغيرها من المواضيع والتوجهات المستقبلية. وقالت منى غانم المري، نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيس اللجنة المنظمة للقمة: "تشكل قمة الإعلام العربي منصة محورية لرسم ملامح مستقبل القطاع الإعلامي من خلال تعزيز التعاون والابتكار والحوار بين أهم رموز وقيادات الإعلام في العالم العربي. ولاشك أن الشراكة مع مجموعة IMI وأكاديميتها للإعلام تدعم عملنا على تزويد الجيل الجديد من صنّاع المحتوى بالمهارات والخبرات والأفكار اللازمة للارتقاء بقدراتهم ومن ثم بمشهد الإعلام العربي". من جانبه، قال راني رعد الرئيس التنفيذي لمجموعة IMI الشريك التشغيلي لشركة Redbird IMI: "يسرنا المشاركة في هذا الحدث البارز الذي ينظمه نادي دبي للصحافة. وبصفتنا شريكا إعلاميا استراتيجيا، نؤمن في IMI بأهمية المساهمة الفاعلة في تشكيل مستقبل قطاع الإعلام، لا سيما في ظل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. ومن خلال الحوار البنّاء وتبادل الخبرات وتنظيم ورش العمل المتخصصة عبر أكاديمية IMI للإعلام، نهدف إلى دعم وتمكين الكفاءات الإعلامية لمواكبة هذا التحول الجوهري الذي يشهده القطاع". وسيقود ورش عمل مجموعة IMI خلال القمة، نخبة من الشخصيات الإعلامية المؤثرة من مختلف المؤسسات الإعلامية التابعة للمجموعة، بما في ذلك "سكاي نيوز عربية"، و"ذا ناشونال"، و"العين" الإخبارية وCNN الاقتصادية، ما يمنح الحضور لمحة واسعة حول الاستراتيجيات والأدوات والتحليلات التي يستخدمها أبرز الصحفيين وصناع المحتوى في القطاع. وتضم قائمة المدربين المشاركين عبد الله أبودياك رئيس قسم التطوير (سكاي نيوز عربية)، وفاطمة المحمود صحفي محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي (ذا ناشونال)، وإيناس رفاعي مساعد رئيس التحرير (ذا ناشونال)، وشانتال صليبا مقدم أخبار وبرامج (سكاي نيوز عربية)، ولينة حسب الله محرر (CNN الاقتصادية)، وفيصل بن حريز رئيس أكاديمية IMI للإعلام، وفراس العلي رئيس قسم البرامج والبودكاست (العين الإخبارية)، وأحمد قاسم مقدم برامج ومراسل (سكاي نيوز عربية)، ودعاء فريد محرر البودكاست (ذا ناشونال). ومن المنتظر أن تستقبل قمة الإعلام العربي 2025 أكثر من 6000 مشارك من المسؤولين الحكوميين والتنفيذيين في مجال الإعلام وقادة الفكر وصناع المحتوى البارزين من جميع أنحاء العالم العربي وخارجه. تجدر الإشارة إلى أن "IMI" هي مجموعة إعلامية عالمية رائدة مملوكة للقطاع الخاص، يقع مقرها الرئيسي في إمارة أبوظبي، وتدير عملياتها في 15 دولة حول العالم. وتضم محفظتها الإعلامية عدداً من العلامات البارزة، منها "سكاي نيوز عربية" التي تعد جزءا من شراكة مع شبكة "سكاي" البريطانية، بالإضافة إلى "ذا ناشونال"، و"العين الإخبارية"، و" CNN الاقتصادية"، كما تمتلك حصة أقلية في "Euronews". aXA6IDIwNi4yMzIuMTI0LjE1NyA= جزيرة ام اند امز CH


العين الإخبارية
منذ 7 أيام
- العين الإخبارية
قمة الإعلام العربي.. تعاون بين نادي دبي للصحافة و«IMI» لتطوير الخبرات الاحترافية
أعلنت IMI، المجموعة الإعلامية العالمية الرائدة ومقرها الإمارات، عن تعاونها مع نادي دبي للصحافة ومشاركتها في قمة الإعلام العربي 2025. وتعقد القمة تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو/آيار الجاري، حيث يأتي هذا التعاون بصفتها شريكاً إعلامياً إستراتيجياً، في خطوة تعكس التزام المجموعة بدعم تطور المشهد الإعلامي ورسم ملامح مستقبله. وستنظم مجموعة IMI مجموعة من الجلسات وورش العمل المتخصصة في مقر القمة بمركز دبي التجاري العالمي، وبقيادة خبراء في أكاديمية IMI للإعلام، الذراع الرائد للمجموعة في مجال التدريب الإعلامي وتطوير المواهب والكفاءات، والتي سيتم تنظيمها بالتعاون مع نادي دبي للصحافة بهدف تنمية مهارات الأجيال الجديدة من الإعلاميين على مستوى المنطقة، مع التركيز على مواكبة المتطلبات المتجددة للمشهد الإعلامي الرقمي. وستوفر ورش العمل رؤى وأفكارا قيّمة مستمدة من تجارب واقعية في غرف الأخبار، فضلاً عن تسليط الضوء على أفضل الممارسات ضمن شبكة IMI العالمية، وستركز الجلسات على تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي للارتقاء بالسرديات البصرية، بالإضافة إلى إتقان مهارات تحرير المواد الخبرية خلال فترات الذروة، وغيرها من المواضيع والتوجهات المستقبلية. وقالت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام ورئيس اللجنة المنظمة للقمة، إن قمة الإعلام العربي تشكل منصة محورية لرسم ملامح مستقبل القطاع الإعلامي من خلال تعزيز التعاون والابتكار والحوار بين أهم رموز وقيادات الإعلام في العالم العربي، مؤكدة أن الشراكة مع مجموعة IMI وأكاديميتها للإعلام تدعم العمل على تزويد الجيل الجديد من صنّاع المحتوى بالمهارات والخبرات والأفكار اللازمة للارتقاء بقدراتهم ومن ثم بمشهد الإعلام العربي. وأعرب راني رعد، الرئيس التنفيذي لمجموعة IMI والشريك التشغيلي لشركة Redbird IMI، عن الاعتزاز بالمشاركة في هذا الحدث البارز الذي ينظمه نادي دبي للصحافة؛ وقال : بصفتنا شريكا إعلاميا إستراتيجيا، نؤمن في IMI بأهمية المساهمة الفاعلة في تشكيل مستقبل قطاع الإعلام، لاسيما في ظل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، ومن خلال الحوار البنّاء وتبادل الخبرات وتنظيم ورش العمل المتخصصة عبر أكاديمية IMI للإعلام، نهدف إلى دعم وتمكين الكفاءات الإعلامية لمواكبة هذا التحول الجوهري الذي يشهده القطاع. وسيقود ورش عمل مجموعة IMI خلال القمة، نخبة من الشخصيات الإعلامية المؤثرة من مختلف المؤسسات الإعلامية التابعة للمجموعة، بما في ذلك سكاي نيوز عربية، وذا ناشونال، والعين الإخبارية وCNN الاقتصادية، ما يمنح الحضور لمحة واسعة حول الاستراتيجيات والأدوات والتحليلات التي يستخدمها أبرز الصحفيين وصناع المحتوى في القطاع. وتضم قائمة المدربين المشاركين عبدالله أبودياك، رئيس قسم التطوير (سكاي نيوز عربية)، وفاطمة المحمود، صحفي محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي (ذا ناشونال)، وإيناس رفاعي، مساعد رئيس التحرير (ذا ناشونال)، وشانتال صليبا، مقدم أخبار وبرامج (سكاي نيوز عربية)، ولينة حسب الله، محرر (CNN الاقتصادية)، وفيصل بن حريز، رئيس أكاديمية IMI للإعلام، وفراس العلي، رئيس قسم البرامج والبودكاست (العين الإخبارية)، وأحمد قاسم، مقدم برامج ومراسل (سكاي نيوز عربية)، ودعاء فريد، محرر البودكاست (ذا ناشونال). ومن المنتظر أن تستقبل قمة الإعلام العربي 2025 أكثر من 6000 مشارك من المسؤولين الحكوميين والتنفيذيين في مجال الإعلام وقادة الفكر وصناع المحتوى البارزين من جميع أنحاء العالم العربي وخارجه. تجدر الإشارة إلى أن "IMI" هي مجموعة إعلامية عالمية رائدة مملوكة للقطاع الخاص، يقع مقرها الرئيسي في إمارة أبوظبي، وتدير عملياتها في 15 دولة حول العالم. وتضم محفظتها الإعلامية عددا من العلامات البارزة، منها "سكاي نيوز عربية" والتي تعد جزءا من شراكة مع شبكة سكاي البريطانية؛ بالإضافة إلى "ذا ناشونال"، و"العين الإخبارية"، و" CNN الاقتصادية"، كما تمتلك حصة أقلية في "Euronews". aXA6IDIzLjI2LjYzLjI0MiA= جزيرة ام اند امز NL


حلب اليوم
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- حلب اليوم
العودة المرتقبة إلى نظام "سويفت" العالمي تعزّز الآمال بنقلة نوعية للاقتصاد السوري
مع إعلان القرار الأمريكي بقرب إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا؛ تتجه الأنظار نحو إمكانية عودتها لنظام التحويلات المالية العالمي 'سويفت'، ومدى تأثيره الإيجابي المرتقب على الاقتصاد المحلي. ويُعتبر النظام المذكور بمثابة الشريان الحيوي للتحويلات المالية الدولية، حيث يربط آلاف البنوك والمؤسسات المالية حول العالم، وقد أدى حرمان سوريا من الوصول إلى هذه الشبكة، إلى جعل العمليات التجارية والمالية مع العالم الخارجي أكثر تعقيداً وبالتالي أكثر تكلفة وهو ما أسهم في شحّ البضائع وارتفاع أسعارها. كما يعيق بقاء سوريا خارج نظام 'سويفت' حركة الاستيراد والتصدير، ويجعل السوق السورية أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب، بينما تعمل دمشق على استجلاب الاستثمارات. وحول ذلك؛ يقول أدهم قضيماتي المحلل الاقتصادي السوري، لحلب اليوم، إنه يتوقع تأثيرًا كبيرًا على الصناعة والتجارة، حيث يرجح حدوث 'فرق كبير' لأن الإجراءات ستكون أسهل من ذي قبل، إلا أن المسألة تحتاج للوقت. ويهدف رفع العقوبات المفروضة على سوريا، إلى 'منحها فرصة للازدهار والتطور'، بحسب ما قاله ترامب، حيث يرى مراقبون أن استقرار وانتعاش سوريا بات مصلحة إقليمية بل ودولية، إذ يرغب الجميع بتهدئة الأوضاع في المنطقة. وتم إنشاء نظام SWIFT (اختصار لعبارة جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك) عام 1973، ومركز هذه الجمعية بلجيكا، بهدف السماح بانتقال سلس وسريع للمال عبر الحدود، حيث يربط 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة، عبر المراسلة الفورية التي تخبر المستخدمين بموعد إرسال المدفوعات وتسلمها، وفقا لموقع سكاي نيوز الاقتصادي. ويرسل هذا النظام أكثر من 40 مليون رسالة يومية، إذ يتم تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات، وقد أنشئ من قبل بنوك أميركية وأوروبية، والشبكة الآن مملوكة بشكل مشترك لأكثر من 2000 بنك ومؤسسة مالية، ويشرف عليها البنك الوطني البلجيكي، بالشراكة مع البنوك المركزية الكبرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا. من جانبها تؤكد الحكومة السورية رغبتها في جذب رؤوس الأموال الخارجية، وتنشيط المشاريع في مختلف القطاعات، حيث وجه وزير المالية السوري محمد يسر برنية، أمس الأربعاء، دعوة إلى المستثمرين العالميين للعمل في سوريا، قائلًا إنها أصبحت اليوم 'أرض الفرص'، حيث لديها إمكانات هائلة في جميع القطاعات من الزراعة إلى النفط والسياحة والبنية التحتية والنقل. وتبرز الحاجة هنا لتسهيل التحويلات المالية، كجزء من عملية تعزيز التجارة الخارجية واستعادة الثقة في النظام المصرفي، وهو ما يراه قضيماتي عاملًا أساسيًا في الموضوع، حيث 'سيؤدي دخول النظام العالمي ضمن القنوات الرسمية إلى التشجيع بشكل أكبر على التعامل مع النظام المصرفي للدولة السورية، وهذا ما سيعطي البلاد طابعًا اقتصاديًّا جيدًا، ففي السابق كانت التجارة مع سوريا مكلفة نتيجة الاضطرار للوسطاء من أجل الالتفاف على العقوبات'. وتسعى دمشق حاليًا لتسهيل تدفق الأموال من أجل إتمام الصفقات التجارية، وتنشيط إعادة الإعمار، وتسهيل تلقي الدعم الخليجي والتركي، فضلًا عن إعادة دمج سوريا في المجتمع المالي الدولي، وإزالة المخاوف التي قد تواجه المستثمرين. متى تظهر النتائج؟ يرى قضيماتي أنه 'من الممكن أن تعود سوريا قريبًا لنظام التحويلات المالية العالمي، ولكن الموضوع يحتاج إلى فترة من الزمن تتفاوت بحسب الإجراءات التي من الممكن أن تُتّخذ، حيث يرتبط الموضوع أيضًا ببناء الثقة والتعاون، خاصة أننا نتحدث هنا عن ولادة جديدة لحكومة جديدة في سوريا، وهذا الأمد يدفع المؤسسات المالية لاستغراق وقت من أجل بناء الثقة مع النظام المصرفي السوري'. ورجح قضيماتي أن تمتد تلك الفترة إلى ما بين 3 و 6 أشهر، حتى تعود الحركة المالية إلى طبيعتها في سوريا، 'لأن ربطها بالشبكات العالمية ليس أمرًا بسيطًا، كما أن الموضوع يحتاج إلى تعاون دولي فهناك بعض الإجراءات الدولية والعقوبات لم ترفع بشكل كامل ومن قبل الجميع، أي نحن ننتظر من البقية مثل الدول الأوروبية رفع عقوباتهم'. وانعكس حرمان سوريا من هذا النظام بشكل سلبي على قدرة الشركات السورية على استيراد المواد الخام والآلات اللازمة للإنتاج، وكذلك تصدير المنتجات إلى الأسواق العالمية، وهو ما زاد من حالة الكساد والانهيار المالي. ويقول مراقبون إن التحويلات المالية ستكون مباشرة وشفافة وبتكلفة أقل بكثير من الآليات الجارية حاليًا، وبالتالي سيستعيد مصرف سوريا المركزي دوره كمنظم رئيسي للسيولة النقدية وإدارة احتياطيات النقد الأجنبي بكفاءة أكبر، ما يعني استقرار أسعار الصرف في السوق الموازية مع زيادة إمكانية الوصول إلى الأسواق المالية العالمية. يشار إلى أن دمشق تسعى لاستجرار تدفقات استثمارية أولية خلال أقرب وقت ممكن؛ تشمل قطاعات إعادة الإعمار والبنية التحتية والطاقة.