
نشاط مكثف للرئيس السيسي خلال زياته الرسمية إلى إسبانيا (فيديو)
شهدت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الإسبانية مدريد، نشاطا مكثفا حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مقر إقامته ريكاردو دومينجيز جارثيا، رئيس مجلس إدارة شركة "نفانتيا" الإسبانية العاملة في مجال بناء السفن وصيانتها ونظم الطاقة المتجددة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول استعراضًا لنشاط الشركة، وفرص التعاون الممكنة معها في مجال الصناعات البحرية كونه أحد مجالات تخصص الشركة، حيث تم التأكيد في هذا الصدد على اهتمام الدولة المصرية بتوطين تلك الصناعات فيها، وتوجهها لأن تكون مركزًا للصناعات البحرية وخدماتها.
وأضاف السفير محمد الشناوي أن اللقاء تناول كذلك أنشطة الشركة الإسبانية ومجالات عملها في انتاج الطاقة المتجددة والنظيفة والهيدروجين الأخضر والأمونيا، وتطلعها في هذا السياق للنظر في القيام بمشروعات في مصر، وذلك في ظل ما تتمتع به مصر من مقومات وتقدمه من فرص استثمارية كبرى في قطاع الطاقة، يؤهلها لأن تصبح مركزًا عالميًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد على حرص الدولة على توفير كافة التسهيلات والحوافز لضمان جذب وتعزيز الشركات الأجنبية للعمل والاستثمار في مصر، فضلًا عن تذليل أية عقبات أمام المستثمرين.
وذكر المتحدث الرسمي أن رئيس الشركة الإسبانية قد أشار إلى وجود اهتمام لدى الشركة بالاستثمار في مصر في مجالات عملها، مشيدًا بما شهدته البنية التحتية في مصر من تطوير يؤهلها لجذب مشروعات صناعية كبرى وشركات عالمية للاستثمار فيها.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مقر إقامته بالعاصمة سيمون بارسيلو، رئيس مجموعة "بارسيلو" الإسبانية، والتي تعد واحدة من أهم الشركات العالمية في قطاع الفنادق والسفر.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد استعراضًا للفرص الاستثمارية جالمتاحة في قطاع السياحة والفنادق في مصر، وذلك في إطار خطة الدولة المصرية التي تهدف إلى الوصول بعدد السائحين القادمين إلى مصر إلى 30 مليون سائح، والسعي لوضع عدد من المقاصد السياحية المصرية على خريطة السياحة العالمية، فضلًا عن الجهود المبذولة لمضاعفة الطاقات الفندقية ورفع سعة وأعداد الغرف الفندقية بمصر.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد التزام الدولة المصرية بتقديم كافة التسهيلات اللازمة للشركات الإسبانية المتخصصة في السياحة بجوانبها المختلفة بما في ذلك الخدمات الفندقية لتيسير عملها والتوسع في السوق المصرية.
وشدد في ذات السياق على حرص مصر على جذب كبرى السلاسل الفندقية العالمية للاستفادة من خبراتها واستثماراتها في تطوير القطاع الفندقي في مصر، ومعربًا عن التطلع لتعزيز الشراكة مع مجموعة "بارسيلو" الإسبانية في تنظيم الرحلات بهدف زيادة معدلات السياحة الإسبانية إلى مصر.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن رئيس مجموعة "بارسيلو" الإسبانية أعرب عن تشرفه واعتزازه بلقاء الرئيس، مؤكدًا حرص الشركة على استكشاف سبل التوسع في السوق المصرية وتعزيز استثماراتها، والاستفادة من الفرص المتاحة في القطاع السياحي والفندقي بمصر.
كما أكد أن الشركة لديها خطط استثمارية طموحة تسعى لتنفيذها في مصر، استنادًا إلى الإمكانات الواعدة للقطاع السياحي، وهو ما رحب به السيد الرئيس، مشددًا على أن الدولة سوف تقدم كافة التسهيلات اللازمة لضمان نجاح عمل الشركة في مصر.
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في العاصمة الإسبانية "مدريد" ببيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات بمشاركة وفدي البلدين، تناولت مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع الإقليمية.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية اتفاق أسبانيا الكامل مع موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين، مضيفًا أن إسبانيا ترفض بشكل حاسم وقاطع تهجير الفلسطينيين، وأنها سوف تدعم كل ما سوف يصدر عن القمة العربية المرتقبة، التي سوف تعقد بمصر، بشأن مسالة إعادة إعمار قطاع غزة والخطة المصرية في هذا الشأن وبما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، مشددًا على ضرورة تطبيق حل الدولتين. وقد أعقب ذلك قيام الرئيس ورئيس الحكومة الأسبانية بالتوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما شهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات مختلفة.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الملك فيليب السادس ملك إسبانيا، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الملك فيليب حرص في مستهل اللقاء على الترحيب بالرئيس ضيفًا عزيزًا على إسبانيا، معربًا عن اعتزاز بلاده بالعلاقات والأواصر التاريخية الممتدة التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، وتطلعه لأن تسفر الزيارة عن المزيد من التعاون في مختلف المجالات، والبناء على الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية، كما أعرب جلالة الملك فيليب عن تقدير إسبانيا لدور مصر الجوهري وجهودها باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أعرب عن الامتنان لحفاوة الإستقبال، مؤكدًا لملك إسبانيا على التقدير الكبير الذي تكنه مصر لبلاده قيادة وشعبًا، والحرص على مواصلة تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات الإقتصادية والاستثماريّة فضلًا عن التنسيق السياسي، وهو الأمر الذي تجسد في ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التعاون المكثف والوثيق في مختلف المجالات، مشددًا على حرص الحكومة المصرية على توفير كافة التسهيلات لضمان نجاح الشركات الإسبانية العاملة في مصر وتذليل أية عقبات قد تواجهها.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس أشاد بالموقف الإسباني التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها أهل القطاع، مع ضرورة الشروع في عمليات إعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين أو خروجهم من أرضهم، وحتمية مواصلة جهود البلدين من أجل ضمان إحترام حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقًا لمقررات الشرعية الدولية، بوصفه المسار الوحيد الضامن لتحقيق السلام الدائم بالمنطقة.
كما أوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس وجه الدعوة لجلالة ملك وملكة إسبانيا لزيارة مصر، وكذا للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير. ومن جانبه، أعرب جلالة الملك فيليب السادس عن تطلعه لتلبية الدعوة وزيارة مصر في أقرب فرصة.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مائدة مستديرة مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات الإسبانية، وذلك بحضور عدد من كبار المسئولين الإسبان.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد خلال الحدث على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر وإسبانيا. كما أعرب الرئيس عن تقدير مصر للدور الهام والناجح الذي تلعبه كبرى الشركات الإسبانية العاملة في مصر في مختلف القطاعات الحيوية في البلاد.
ودعا الرئيس الشركات الإسبانية إلى زيادة حجم استثماراتها والاستفادة من المزايا والفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، خاصة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 10 ساعات
- البوابة
محافظ أسيوط ووزير الري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة
واصل اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، والدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري جولتهما بتفقد قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية التي تعد من أكبر المشروعات القومية المنفذة على نهر النيل، وذلك في إطار متابعة جهود الدولة في تطوير البنية التحتية المائية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بمحافظات الصعيد. وزير الري ومحافظ أسيوط يستمع لشرح مفصل لمشروع القناطر واستمعا المحافظ والوزير والوفد المرافق لهما ـ خلال الزيارة ـ إلى شرح مفصل حول المشروع من المهندسين المختصين حيث تم استعراض الأهداف الفنية والاقتصادية للمشروع، ومراحل تنفيذه، وأنظمة المراقبة والتحكم والمتابعة وإدارة المياه، ودوره في تحسين منظومة الري وخدمة أكثر من 1.65 مليون فدان في 5 محافظات هي (أسيوط، المنيا، بني سويف، الفيوم، والجيزة) وذلك من خلال إعادة توزيع وتحسين التصرفات المائية فضلاً عن تطوير الملاحة النهرية من خلال هويس القنطرة الذى يعمل باستخدام منظومة تحكم من أحدث النظم العالمية، وتوليد طاقة كهربائية نظيفة فضلاً عن خلق محور مروري جديد بأسيوط يربط شرق وغرب نهر النيل. كما تفقدا غرفة التحكم الرئيسية، واستمعا لشرح تفصيلي عن الأهوسة الملاحية ومراحل توليد الكهرباء من التوربينات التي تضم محطة التوليد 4 توربينات عملاقة بقدرة إجمالية تصل إلى 32 ميجاوات يتم ضخها على الشبكة القومية بجهد 66 ألف فولت. وقال محافظ أسيوط قناطر أسيوط الجديدة تعد صرحًا هندسيًا نموذجًا متكاملًا للمشروعات الذكية المستدامة يفتخر به أبناء الصعيد وتجسد الإرادة السياسية للدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في تنفيذ مشروعات تنموية كبرى في مختلف ربوع الجمهورية موضحاً أن المشروع أنشئ بتكلفة إجمالية بلغت نحو 6.5 مليار جنيه ـ في ذلك الوقت ـ بتمويل مشترك بين الحكومة المصرية والحكومة الألمانية ممثلة في بنك التعمير الألماني موضحاً إنه لا يقتصر فقط على تطوير الري بل يسهم أيضاً في إنتاج الكهرباء النظيفة وتحقيق وفورات سنوية تقدر بنحو 100 مليون جنيه من تكاليف الوقود. وأضاف أبو النصر أن هذا المشروع العملاق يعد أحد الركائز الأساسية في خطة الدولة لترشيد استخدام المياه وضمان وصولها بكفاءة للمزارعين في المحافظات الخمس، كما يُساهم في تقليل الفاقد، ويعزز من مرونة النظام المائي المصري في مواجهة التحديات المستقبلية، خاصة في ظل التغيرات المناخية كما أن الهويس الملاحي الحديث بالقناطر الجديدة يعد طفرة نوعية في قطاع النقل النهري، حيث يسمح بمرور السفن العملاقة ويعزز من حركة الملاحة على نهر النيل، كما يربط بين الشرق والغرب من خلال الكوبري العلوي الذي يسهل الحركة المرورية ويحمل حتى 70 طناً. وأكد وزير الري على أهمية استمرار الصيانة الدورية لكافة مكونات القنطرة لضمان سلامة وجودة تشغيلها على المدى البعيد موجهاً بالمعايرة الدورية لأنظمة قياس التصرفات بالقنطرة وقيام قطاع الخزانات بمواصلة تنفيذ برامج رصد وتقييم القناطر الكبرى لضمان سلامة كافة المنشآت الرئيسية علي نهر النيل بالإضافة إلى التنسيق بين قطاع الخزانات والقناطر الكبرى والإدارة المركزية لشئون المياه بقطاع الري وجهات الوزارة المختصة بهدف تطوير أنظمة توزيع المياه طبقاً للتصرفات لرفع كفاءة ادارة منظومة المياه. وأوضح سويلم أن قناطر أسيوط الجديدة تُعد أحد أكبر المنشآت المائية التي تم تنفيذها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية كما تُعد أيضًا من أكبر المشروعات المائية المقام على نهر النيل بعد السد العالي وقناطر اسنا ونجع حمادي مشيراً إلى أهمية قناطر أسيوط الجديدة وغيرها من المنشآت المائية الكبرى لدورها في التحكم في إمرار التصرفات المائية والحفاظ على كل نقطة مياه حيث تعمل القنطرة باستخدام بوابات حديثة تعمل بنظام هيدروليكي للفتح والقفل.


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
المؤتمر العالمي للمرافق 2025
المؤتمر العالمي للمرافق 2025 في زمنٍ تتسابق فيه الدول على ابتكار نماذج انتقال طاقيّ آمنة وفعالة، توازن بين التقدم والنمو المستدام، تثبت دولة الإمارات العربية المتحدة مجدداً أنها نموذج متميز، وأنها منصة قيادية فكراً وممارسةً، ومركز عالمي لإنتاج المعرفة وتفعيل الحلول في مواجهة أشرس التحديات التي تواجه البشرية: أمن الطاقة والمياه في ظل التغير المناخي. وفي تجسيد عملي لهذا الدور الريادي، جاءت استضافة أبوظبي للنسخة الرابعة من «المؤتمر العالمي للمرافق»، تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال الفترة من 27 إلى 29 مايو 2025. وكما هو واضح من الشعار الذي حمله المؤتمر هذا العام، «الابتكار لعصر جديد في قطاع المرافق»، فإن الطموح لا يقف عند حدود النقاش أو التوصيات، بل يتجه مباشرةً نحو التنفيذ والتحول إلى مرحلة تُصبح فيها التكنولوجيا والابتكار جزءاً بنيوياً من السياسات الوطنية. المؤتمر، الذي نظمته شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، واحتضنه مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، جمع أكثر من 1400 متخصص، و500 متحدث من كبار الوزراء والخبراء والرؤساء التنفيذيين في قطاعي الطاقة والمياه، لتبادل الرؤى، وعرض تجارب التحول، وبناء الشراكات العابرة للحدود. ومما لا شك فيه أن هذا الحضور الرفيع يؤكد أن هناك تعطّشاً عالمياً لفهم كيف يمكن لدول مثل الإمارات أن تحوّل أفكارها الطاقيّة إلى مشروعات حية، وكيف تبني نموذجاً مستقبلياً للطاقة النظيفة دون المساس بالأمن الاقتصادي. من بين أهم المساهمين في المؤتمر، تبرز وزارة الطاقة والبنية التحتية، التي عرضت مشروعات وطنية مبتكرة، شملت حلولاً ذكية لإدارة الطلب على الطاقة والمياه، وخفض البصمة الكربونية. وقد جاءت هذه المشاركة في إطار استراتيجيتين متكاملتين: الأولى، «استراتيجية الطاقة 2050»، التي تهدف إلى رفع مساهمة الطاقة النظيفة إلى 30% بحلول 2030، وزيادة الطاقة المتجددة إلى 14 جيجاوات، والثانية، «الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050»، التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات من بين أكبر مزودي الهيدروجين النظيف عالمياً بحلول عام 2050 من خلال استهداف إنتاج 1.4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2031، والتي تمثل ركيزة أساسية في مستقبل التنويع الطاقيّ. كذلك شاركت في المؤتمر هيئة كهرباء ومياه دبي بصفتها أحد الرعاة الداعمين، حيث سلطت الضوء على إنجازاتها في مجال الطاقة المستدامة، وعلى رأسها مشروعها الرائد، «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» الذي تصل قدرته الإنتاجية المخططة إلى 5000 ميجاوات بحلول 2030، إلى جانب إنجازها المتمثل في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 25% بين عامي 2010 و2023، ضمن رؤية متكاملة لتحويل الإمارة إلى نموذج عالمي في كفاءة المرافق. وفي الواقع، فإن أهمية المؤتمر لا تتوقف عند كونه منصة لعرض الخطط والمشروعات والإنجازات، بل إن قيمته الكبرى تكمن في كونه ساحة حوار استراتيجي دولي عالي المستوى جمعت صناع القرار والمستثمرين والباحثين من 110 دول، بينها قوى صناعية كبرى مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان، لمناقشة أكثر القضايا تعقيداً في قطاعات البنية التحتية الحيوية. وفي السياق نفسه، فقد كان المؤتمر فرصة مهمة لمناقشة حزمة من القضايا الحيوية من التحول الرقمي في إدارة المياه، مروراً بالأمن المائي، ووصولاً إلى فرص الاستثمار في الهيدروجين الأخضر. ومما لا شك فيه أنه لا يمكن تجاهل المعنى الرمزي لاختيار أبوظبي لاستضافة الحدث. فدولة الإمارات ليست دولة تستورد النماذج التنموية من الخارج، بل هي منتج رئيسي للأفكار والسياسات، ووجهة دولية للحوارات الكبرى في ملفات الطاقة والمناخ. ويبقى القول إن المؤتمر العالمي للمرافق 2025، لم يكن مجرد تجمع نخبوي لمتخصصين، بل كان إعلاناً واضحاً أن الابتكار لم يعد خياراً تقنياً، بل بات شرطاً وجودياًِ لاستمرار الحياة في ظل الأزمات المتلاحقة. * صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.


البوابة
منذ يوم واحد
- البوابة
الغرفة الألمانية: اهتمام أوروبي واسع باستضافة مصر لمؤتمر الهيدروجين أكتوبر المقبل
قال المهندس علاء كمال، نائب رئيس الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، إن مصر تستعد لاستضافة المؤتمر والمعرض الدولي الثالث في ألمانيا والأول للهيدروجين في أفريقيا 28 و29 أكتوبر المقبل وسط اهتمام أوروبي كونه الحدث الأهم للقارتين الذي تنظمه منظمة أفريكا فيرين الألمانية بحضور وزيرة الاقتصاد الألمانية و16 وزير طاقة من أفريقيا بإشراف السفارة الألمانية في القاهرة والسفارة المصرية في ألمانيا ونخبة من الوزراء والمسؤلين، كما نتتطلع لأن يكون الافتتاح بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء. الهيدروجين هو المستقبل لأنه بديل آمن للطاقة النظيفة وأضاف "كمال"، خلال لقائه ببرنامج "صناع الفرصة"، الذي تقدمه الإعلامية منال السعيد، المذاع عبر فضائية "المحور"، أن الهيدروجين هو المستقبل لأنه بديل آمن للطاقة النظيفة التي يُمكن استخدامها في الصناعة، الكهرباء، السيارات، وغيرها، موضحًا أن الغاز والبترول في النهاية سينضبان في يوم من الأيام، وسترتفع أسعارهما، وبالتالي فإن الهيدروجين يُمثل الحل المستدام. ولفت إلى أن مصر تملك مميزات استراتيجية، أبرزها أنها أول دولة في العالم أنشأت مصنعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بشكل تجاري منذ الستينات، وهو إنجاز تاريخي، كما أن مصر ستكون أول دولة تُصدر 500,000 طن من الأمونيا الخضراء إلى ألمانيا ضمن اتفاقية "H2 Global" التي تشمل شراء الأمونيا من مصر وبيعها في الأسواق العالمية بدءًا من عام 2027 وحتى عام 2032، موضحًا أن فكرة تنظيم مؤتمر الهيدروجين في مصر جاءت من خلال الدفع والمطالبة من قبل الشركات المعنية في هذا المجال، حيث تم اقتراح إقامة المؤتمر في أفريقيا بدلاً من ألمانيا، وذلك لتقريب الفجوة بين الدول الأفريقية وأوروبا في ما يتعلق بفرص التعاون في قطاع الهيدروجين والطاقة. مصر الوجهة المثلى لاستضافة هذا المؤتمر المهم وأكد أن هذه المزايا والعوامل جعلت من مصر الوجهة المثلى لاستضافة هذا المؤتمر المهم، الذي سيُساهم في تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر في المستقبل، منوهًا بأن مصر كانت أول دولة في العالم تُصنع الهيدروجين الأخضر، موضحًا أن أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بدأ العمل في الستينات، وكان في أسوان من قبل شركة ألمانية، وكان المصنع يعمل بشكل جيد حتى واجه مشكلات تتعلق بالاستهلاك الكبير للطاقة وضعف الصيانة مما أدى إلى توقفه، لافتًا إلى أن هناك دراسات حاليًا مع وزارة قطاع الأعمال لإعادة تشغيل المصنع باستخدام تقنيات التحليل الكهربائي. وأشار إلى أن انعقاد مؤتمر الهيدروجين الأخضر في مصر يُعتبر فرصة كبيرة لاستعادة دور مصر الريادي في هذا المجال، خاصة وأن الهيدروجين الأخضر يعتبر هو المستقبل، مؤكدًا أن مصر في موقع استراتيجي يسمح لها باستخدام الطاقة الشمسية لتوليد كهرباء رخيصة، مما يُسهل إنتاج الهيدروجين بتكلفة منخفضة مقارنة بالدول الأخرى، وهو ما يجعل مصر مكانًا مثاليًا لتطوير هذا القطاع، موضحًا أن الهيدروجين الأخضر يُمكن استخدامه في العديد من الصناعات المهمة في مصر وأفريقيا، على سبيل المثال يُمكن استخدام الهيدروجين في مصانع الأسمدة بدلاً من الغاز الطبيعي، وكذلك في صناعة الحديد والصلب (الديركت ريدكشن)، وهي الصناعات التي تعتمد على الطاقة بشكل كثيف، لافتًا إلى أن التقنيات الحديثة مثل "الكربون كابتشر" تُمكن من استخلاص الكربون من المصانع التي تعمل بالغاز الطبيعي، وفي حال استخدام الهيدروجين يمكن تحويله إلى ميثانول، وهي فكرة يتم تطويرها حاليًا في مصنع العين السخنة. ونوه بأن هناك العديد من الفرص لاستخدام الهيدروجين في مجالات متعددة مثل الوقود المستدام، مثل البنزين الحيوي، ووقود الطائرات (الكييروسين الأخضر)، مشيرًا إلى أن هذه المجالات تُعد استراتيجية ومهمة جدًا لاقتصاديات مصر وأفريقيا بشكل عام، مشيرًا إلى أن الإعلان عن انعقاد مؤتمر الهيدروجين الأخضر في مصر يُمثل خطوة إيجابية وكبيرة جدًا، موضحًا أن هذه خطوة مهمة يجب أن تدعمها جميع أجهزة الدولة، بالإضافة إلى الشركات العامة والخاصة، التي تهدف إلى تطوير هذا القطاع. اهتمام كبير من شركات ألمانيا بالمشاركة في المؤتمر وأشار إلى أن التحضيرات بدأت بالفعل، رغم أن المؤتمر سيعقد في أكتوبر المقبل، ولذلك ما يزال أمامهم حوالي خمسة أشهر، مؤكدًا أنه حتى الآن يوجد اهتمام كبير من الشركات، خاصة من ألمانيا، بالمشاركة في المؤتمر، موضحًا أن الحكومة الألمانية كانت قد تأخرت في اتخاذ بعض القرارات، ولكن تم تشكيل الحكومة الجديدة، ووزيرة الاقتصاد كاترينا راشا التي ستكون مسؤولة عن الطاقة والهيدروجين الأخضر ستشارك في المؤتمر، ووجود وزيرة الاقتصاد الألمانية في المؤتمر سيكون له تأثير كبير، حيث يُضفي زخمًا على الحدث. واستطرد أن 16 وزير طاقة من دول أفريقية سيشاركون في المؤتمر، مثل جنوب أفريقيا وناميبيا وإثيوبيا والمغرب والجزائر وتونس ونيجيريا وأنغولا وموريتانيا، وجميعهم مهتمون جدًا بقطاع الهيدروجين، كما سيتم تخصيص وقت في المؤتمر للمناقشات الخاصة بكل دولة ودورها في صناعة الهيدروجين، موضحًا أن المؤتمر يتناول صناعة استراتيجية حيوية ومهمة لجميع الدول، وخاصة مصر في الوقت الحالي، فزيادة أسعار الطاقة ونقص الغاز في الأسواق العالمية يفتح الأفق لاستخدام الهيدروجين كبديل طاقي مستدام. واختتم أن المؤتمر سيُفتتح على أعلى مستوى، حيث يأمل في حضور رئيس الوزراء، وسيتم دعوة عدة جهات مهتمة في هذا المجال.