
لماذا تفكر أميركا في بناء سفنها الحربية في كوريا الجنوبية؟
تخشى الولايات المتحدة من تفوق الصين عليها في سلاح البحرية، وفق عدد ما يملكه الطرفان من سفن وطرادات حربية، وما يزيد هذا القلق، أن تكون البحرية الأميركية معرضة للخفض متزايد في عدد ما تملكه من رصيد السفن، حال لم تعمد لرأب هذه الهوة، بسبب عامل التقادم وتراجع الأهلية للعمل، واضطرارها لإخراجها من الخدمة.
وفي ظل وصول القيادة الأميركية إلى قناعة بعدم قدرة أحواض التصنيع الأميركية على مواكبة هذا السباق، برز تفكير بإمكانية الاعتماد على الحلفاء، لا سيما كوريا الجنوبية، في تصنيع سفن حربية للولايات المتحدة، بسبب كفاءة التجربة الكورّية، يضاف إليها عاملان مُهمّان، وهو أن "سرعة التنفيذ، والكلفة، تصلان إلى نص ما الكلفة في حال التصنيع في أحواضٍ أميركية".
والرغبة الأميركية في التوجه إلى دول أخرى، سبق وأن عبّر عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يناير الماضي، عندما قال إن "بلاده بحاجة إلى السفن.. لم نعد نبني السفن. نريد أن نبدأ في ذلك. وربما نستعين بحلفائنا أيضاً فيما يتعلق ببناء السفن. قد نضطر إلى ذلك".
وأضاف خلال مقابلة في برنامج The Hugh Hewitt Show الإذاعي المحافظ: "ما سمعته، تقوم الصين ببناء سفينة كل أربعة أيام"، وهو ما يُفهم على أنه قلقُ من التقدم الصيني.
296 سفينة حربية
ووفق معهد البحرية الأميركية USNI، تمتلك الولايات المتحدة حالياً 296 سفينة حربية، وهو أقل بكثير من هدفها لعام 2034 المتمثل في 355 سفينة. يتبع هذا اتجاهاً عاماً منذ نهاية الحرب الباردة، إذ تمتلك الولايات المتحدة عدداً أقل بكثير من السفن؛ مما قالت البحرية إنها بحاجة إليه.
وللتدليل على عمق النقص في البحرية الأميركية، سبق وأن صرّح النائب الجمهوري، دان سوليفان، في منتصف العام الماضي، على منصة "إكس" منبهاً إلى سرعة نمو البحرية الصينية، مشيراً إلى امتلاكها، في ذلك الوقت، حوالي 370 سفينة حربية، متوقعاً أن يزيد عددها إلى أكثر من 400 بحلول عام 2027.
وفي الوقت نفسه، تقلصت البحرية الأميركية في ظل إدارة جو بايدن إلى 293 سفينة فقط، ومن المتوقع أن تنخفض إلى 280 في عام 2027، وهو ما قد يرقى إلى عجز خطير يبلغ 120 سفينة مقارنة بالبحرية الصينية".
وفي هذا السياق، قال الخبير الدفاعي بينس نيميث من "كينجز كوليدج" لندن لـ"الشرق"، إنه من "حيث الأعداد، تمتلك الصين بالفعل سفناً أكثر من الولايات المتحدة، لكن الأخيرة لا تزال متقدمة من حيث القوة البحرية، نظراً لكون سفنها الحربية أكبر حجماً بشكل عام".
لكن نيميث، أشار إلى شعور بالقلق لدى واشنطن، لأن التوقعات تعتبر أن الصين في طريقها للتفوق على الولايات المتحدة من حيث القدرة على إطلاق الصواريخ بحلول عام 2027.
ومن وجهة نظره، فإن الوضع بالنسبة للأميركيين سيكون أكثر خطورة، حيث تتحمل البحرية الأميركية مسؤوليات حول العالم، بينما تركز البحرية الصينية على المياه القريبة من يابستها فقط، مثل بحر الصين الجنوبي، ومضيق تايوان.
لماذا تلجأ الولايات المتحدة إلى الحلفاء؟
ولكن بناء السفن ليس بهذه السهولة والسرعة، فَسِعة أحواض بنائها في الولايات المتحدة لا تقترب، بأي حال من الأحوال، من حجم نظيرتها في الصين.
ولا تبني الأحواض الأميركية سفناً حربية جديدة بالسرعة الكافية، إذ قالت مؤسسة البحرية الأميركية، إن كافة مشروعات بناء السفن الحربية تتأخر، وأن ثلث أعمال الصيانة فقط يتم الانتهاء منها في الوقت المحدد. وأكثر من ذلك، تُحذّر من أن زيادة الأسطول لن تؤدي إلا إلى زيادة الضغوط على أحواض بناء السفن الأميركية "المُرهقة"، التي يحتاج العديد منها إلى تحديث.
ولهذا السبب تتجه الولايات المتحدة إلى حلفائها مثل كوريا الجنوبية واليابان، اللتان تُعَدَان، إلى جانب الصين، من رواد العالم في بناءِ السفن.
الصيانة والمخاوف الأمنية
في سبتمبر من العام الماضي، حصلت شركة بناء السفن الكورية الجنوبية "هانوا أوشن" Hanwha Ocean، على أول عقد تحصل عليه شركة كوريّة لتقديم خدمات الصيانة والإصلاح والتجديد MRO مع البحرية الأميركية، وفازت بمشروع صيانة لمدة ثلاثة أشهر على سفينة الإمداد "يو إس إن إس والي شيرا" ومنذ ذلك الحين، فازت "هانوا أوشن" بعقد إصلاح سفينة الناقلة "يو إس إن إس يوكون"، ومن المرجح أن تقوم بالعديد من مشاريع الصيانة الأخرى للبحرية الأميركية هذا العام.
وقال نيميث، إنه "إذا تمكنت أحواض بناء السفن هذه من المساعدة في تخفيف تراكم أعمال الصيانة، فإن أحواض بناء السفن الأميركية يمكنها التركيز على بناء سفن جديدة".
وحتى الآن، تمر علاقة الصيانة والإصلاح والبناء بمرحلة استكشافية تركز على السفن اللوجستية، في حين يتوقع الخبير الدفاعي نفسه أن تشمل أعمال الصيانة والإصلاح، في مستقبل السفن الحربية، مع إشارتِه إلى وجود بعض المخاوف الأمنية، التي قد تجعل هذا الأمر أكثر تعقيداً، على الرغم من أن كوريا الجنوبية تستخدم بالفعل تكنولوجيا أميركية متقدمة مثل "نظام AEGIS لسفنها الحربية".
واستحوذت شركة "هانوا أوشن" الكورية الجنوبية مؤخراً، على حوض بناء السفن في فيلادلفيا في الولايات المتحدة، مقابل 100 مليون دولار، إذ قالت إنها "تخطط لتوسيع الإنتاج باستخدام التقنيات المتقدمة ودفع حدود بناء السفن".
ولفت بو جاردين، الرئيس التنفيذي لشركة Eureka Naval Craft لبناء السفن، ومقرها الولايات المتحدة، إلى أن فيلادلفيا لديها الكثير من المعدات القديمة التي تحتاج إلى ترقية، ولكنها واحدة من أحواض السفن القليلة في الولايات المتحدة، إذ توجد مساحة لشركة "هانوا أوشن" لتغيير الموقع وجعله أكثر كفاءة.
ومع اعترافه أن الشركة الأجنبية ربما لا تستطيع جعل فيلادلفيا بالكفاءة نفسها التي عليها أحواضها في بلادها، "إلا أنها تستطيع جعلها أفضل مما هي عليه الآن".
سفن بنصف المدة والسعر
ويمكن لأحواض بناء السفن الكورية بناء السفن بشكل أسرع بكثير وبكلفة أقل بكثير من تلك الموجودة في الولايات المتحدة، ويمكن لكوريا الجنوبية بناء مدمرة AEGIS في 18 شهراً فقط، وبتكلفة 600 مليون دولار فقط، مقارنة بـ 28 شهراً و1.6 مليار دولار في الولايات المتحدة.
ولكن هذه الكفاءات مبنية حول نظام بناء السفن في كوريا الجنوبية وسلاسل التوريد من الصناعات الأخرى، التي لا يمكن نقلها بسهولة إلى الولايات المتحدة التي لديها لوائح وسلاسل توريد مختلفة.
وعزا خبراء الفارق الكبير في كلفة وسرعة إنجاز بناء السفن بين البلدين، إلى أن العمالة في كوريا الجنوبية أرخص واللوائح التي تُنظم هذه الصناعة أقل تعقيداً، كما أن نظام بناء السفن أكثر كفاءة، إذ توفر أحواض بناء السفن مساحة لإعادة تشكيلها بكفاءة أكبر، إضافة إلى أن كوريا أنشأت نظاماً يضمن بناء السفن التجارية بسرعة كبيرة، لذلك نَقَلت هذه الميزة إلى صناعة السفن العسكرية.
إذن، فإن البديل هو بناء سفن للبحرية الأميركية في كوريا الجنوبية، فالأخيرة سبق وأن بنت سفناً حربية لعدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة، فقد قام حوض بناء السفن Geoje التابع لشركة Hanwha Ocean تحت مالكيها السابقين DSME ببناء العديد من سفن الإمداد للبحرية الملكية البريطانية، التي قال نيميث إنها "فوجئت بسرعة تسليمها".
وقامت شركة Hanwha Systems بتزويد البحرية الفلبينية بنظام إدارة القتال الخاص بها، إذ تعمل شركة HD Hyundai مع شركة GE Aerospace الأميركية لتقديم عطاءات للحصول على عقد للدفعة التالية من الفرقاطات الأسترالية، كما تعد شركة Hanwha Ocean وشركة Mitsubishi Heavy Industries اليابانية من بين مقدمي العطاءات.
وقال الخبير الاستراتيجي البحري في البحرية الكورية الجنوبية هونج جونج شين لـ"الشرق"، إن الدول الأخرى تقبل على السفن الكورية الجنوبية التي أثبتت كفاءتها القتالية من خلال التعامل مع السفن الكورية الشمالية عبر خط البحرية الشمالي.
لكن في الوقت الحالي، يمنع القانون الأميركي، البحرية، من شراء السفن من الخارج، إذ اعتبر نيميث أن تغيير هذه القوانين سيكون "صعباً للغاية" بسبب الكثير من مجموعات الضغط وأصحاب المصالح الأخرى، الذين قد يحولون دون ذلك.
وأضاف نيميث "أن شراء السفن من الخارج قد يُضعف أيضاً قدرة بناء السفن الأميركية على المدى الطويل"، وهنا يشير ستيفن ويلز، الخبير البحري في مركز الاستراتيجية البحرية التابع لرابطة البحرية الأميركية، لـ"الشرق"، أنه "على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية، كانت أحواض بناء السفن الأميركية تفتقر إلى طلب ثابت من الحكومة، ما أضر بالاستثمار في البنية التحتية والموظفين في هذه المنشآت"، معتبراً أن شراء السفن من الخارج سيؤدي إلى "تفاقم هذا الوضع".
لكن التهديد بفقدان التفوق البحري لصالح الصين، قد يُجبر الولايات المتحدة على النظر في مثل هذه التدابير الجذرية، لا سيما إذا كانت أحواض بناء السفن الكورية تستثمر في الولايات المتحدة، وتستخدم مكونات أميركية في أجزاء من هذه السفن.
سيناريوهات قد تُرضي الشركات الأميركية
وأشار جاردين إلى أنه في حين أن مجلس شركات بناء السفن الأميركية يعارض بناء السفن الأميركية في الخارج، فإن هناك إمكانية لإبرام صفقات مربحة للجانبين، إذ يتضمن العقد بناء سفينة واحدة في الولايات المتحدة مقابل سفينة واحدة يتم بناؤها في الخارج، أو أن يتم بناء سفينة حربية للولايات المتحدة بشرط بيعها لحليف بعد عدة سنوات.
ولكن جاردين قال إن "هناك عقبة أخرى قد تواجه شركات بناء السفن الأجنبية: تصاميم السفن التابعة للبحرية الأميركية"، مضيفاً أن الأخيرة غير قادرة على قبول التصاميم الأجنبية، في حين إذا حاول حوض بناء السفن في كوريا الجنوبية بناء نسخة مطابقة لسفينة حربية أميركية، فسيثير ذلك جنونهم؛ لأنها ليست الطريقة التي يبنون بها السفن، وسيرغبون في وضع أنظمة مختلفة.
وأيد ويلز هذه النقطة، قائلاً إن"هذه المتطلبات المحددة للغاية مختلفة تماماً عما اعتاد عليه بناة السفن في كوريا الجنوبية، وأن تصاميم أحدث فرقاطات فئة كونستليشن قد تغيرت إلى الحد الذي لم يعد فيه سوى 15% من التصميم الأصلي في التصميم النهائي".
هل الأساطيل الكبيرة هي المستقبل؟
وأثار غرق السفينة الحربية الروسية "موسكفا" في البحر الأسود في عام 2022، بعد استهدافها بصواريخ أوكرانية مضادة للسفن، التساؤلات بشأن ما إذا كان زيادة عدد السفن الحربية هو النهج الصحيح من أجل تعزيز القدرات البحرية لدى الدول.
وكانت "موسكفا" تعتبر سفينة رئيسية في الأسطول الروسي في البحر الأسود، ويعود تصنيعها إلى الحقبة السوفيتية، إذ قال جاردين إن "هجمات تحت سطح البحر بواسطة غواصات مسيّرة عن بُعد، يمكن أن تزيد من احتمالية خروج السفن الكبيرة عن الخدمة، أو تدميرها أثناء المهمة، حيث يصعب اكتشاف مثل هذه الهجمات، إلى أن تصبح قريبة جداً من أهدافها.
ولم يستبعد وضع قوة نيران أكبر على السفن الأصغر حجماً مقارنة بالماضي، وهو ما سيكون له معنى اقتصادي جيد، ويسمح للولايات المتحدة باستخدام أحواض بناء السفن الأصغر لبناء أسطولها. كما تشكل القوى العاملة مشكلة للبحرية، إلى جانب الحاجة إلى شحن تجاري في جميع أنحاء العالم، من أجل الإمداد.
وفي هذا السياق، شرح الخبير الكوري الجنوبي شين لـ"الشرق"، كيف تقوم السفن الكورية الجنوبية بدمج المزيد من التكنولوجيا المستقلة في صناعة السفن، بسبب نقص القوى العاملة في البحرية الكورية الجنوبية، مشيراً إلى أن بلاده تتخذ مساراً أشبه ما يكون مستقلاً عن أنظمة السفن الأميركية.
ولا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض بناء السفن الحربية الأميركية في كوريا الجنوبية، ولكن صفقات الصيانة والإصلاح والاستحواذ على حوض بناء السفن في فيلادلفيا تُظهر أن الشركات الكورية الجنوبية تريد حصة من سوق الدفاع البحري الأميركي، وأنها بدأت في "تعلم كيفية الوصول إلى النقطة التي تصبح فيها مثل هذه الصفقات لبناء السفن الحربية ممكنة".
وفي الوقت نفسه، ستعمل خدمات الصيانة والإصلاح والبناء على تحرير أحواض بناء السفن الأميركية والسماح للبحرية الأميركية بالاحتفاظ بمزيد من السفن في الخدمة، وعلى الأقل إحداث تأثير طفيف في نقص السفن البحرية الأميركية، مقارنة مع الصينية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في "هجوم إرهابي" بولاية كولورادو الأميركية
أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) الأحد أن الوكالة تحقق في "هجوم إرهابي مستهدف" في بولدر بولاية كولورادو وسط تقارير عن هجوم على تظاهرة مؤيدة لإسرائيل في المدينة. وقال كاش باتيل عبر منصة إكس "نحن على علم بهجوم إرهابي مستهدف في بولدر بولاية كولورادو ونحقق فيه بشكل كامل". وأضاف "عناصرنا وقوات إنفاذ القانون المحلية موجودة في الموقع، وسوف نشارك التحديثات مع توفر المزيد من المعلومات". نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم إن رجلاً ألقى شيئاً يشبه زجاجة حارقة بدائية الصنع على مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في الأثناء، قالت شرطة بولدر على منصة إكس إن عناصرها "يستجيبون لتقرير عن هجوم في شارعي الثالث عشر وبيرل" في قلب المدينة "مع تقارير عن عدة الضحايا". وأضافت "يرجى تجنب المنطقة". من جهتها، قالت "رابطة مكافحة التشهير"، وهي مجموعة ناشطة يهودية، على منصة إكس إنها "على علم بتقارير عن هجوم في فعالية" في بولدر. وأضافت أن هذه الفعالية هي "لقاء أسبوعي لأعضاء الجالية اليهودية للركض/المشي دعماً للرهائن" الذين احتجزوا خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ويأتي الهجوم بعد أسابيع من اعتقال رجل من مواليد شيكاغو في حادث إطلاق نار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأميركية واشنطن مما تسبب في مقتلهما. وأثارت الواقعة حالة من الاستقطاب في الولايات المتحدة بشأن الحرب في غزة بين مؤيدي إسرائيل ومتظاهرين مناصرين للفلسطينيين.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في "هجوم إرهابي" بولاية كولورادو
أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) الأحد أن الوكالة تحقق في "هجوم إرهابي مستهدف" في بولدر بولاية كولورادو وسط تقارير عن هجوم على تظاهرة مؤيدة لإسرائيل في المدينة. وقال كاش باتيل عبر منصة إكس "نحن على علم بهجوم إرهابي مستهدف في بولدر بولاية كولورادو ونحقق فيه بشكل كامل". وأضاف "عناصرنا وقوات إنفاذ القانون المحلية موجودة في الموقع، وسوف نشارك التحديثات مع توفر المزيد من المعلومات". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم إن رجلاً ألقى شيئاً يشبه زجاجة حارقة بدائية الصنع على مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل. في الأثناء، قالت شرطة بولدر على منصة إكس إن عناصرها "يستجيبون لتقرير عن هجوم في شارعي الثالث عشر وبيرل" في قلب المدينة "مع تقارير عن عدة الضحايا". وأضافت "يرجى تجنب المنطقة". من جهتها، قالت "رابطة مكافحة التشهير"، وهي مجموعة ناشطة يهودية، على منصة إكس إنها "على علم بتقارير عن هجوم في فعالية" في بولدر. وأضافت أن هذه الفعالية هي "لقاء أسبوعي لأعضاء الجالية اليهودية للركض/المشي دعماً للرهائن" الذين احتجزوا خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ونقلوا إلى غزة.

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
واشنطن تتهم الصين بالسعي لتغيير ميزان القوى في آسيا
وتعليقات هيغسيث التي وردت خلال منتدى أمني سنوي في سنغافورة ، تأتي في وقت تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توترات في ملفات عدة منها التجارة والتكنولوجيا والنفوذ في مناطق استراتيجية في العالم. ومنذ عودته الى البيت الأبيض في يناير، أطلق الرئيس دونالد ترمب حربا تجارية ضد الصين تقوم على رفع التعرفات الجمركية، ويعمل على تقييد حصولها على التقنيات الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويواصل تعزيز العلاقات مع أطراف اقليميين على تباين مع بكين مثل الفلبين. وقال هيغسيث خلال منتدى حوار شانغريلا للأمن في سنغافورة إن "التهديد الذي تشكله الصين حقيقي وقد يكون وشيكا". وأشار إلى أن بكين"تستعد بصورة موثوقة لاستخدام محتمل للقوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، محذّرا من أن الجيش الصيني يعمل على بناء القدرات لاجتياح تايوان"ويتدرب" على ذلك فعليا. وزادت الصين من ضغوطها العسكرية على تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي لكن تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، وأجرت العديد من المناورات العسكرية الواسعة في محيط الجزيرة شملت على وجه الخصوص محاكاة الحصار والغزو. هيغسيث: بكين ضالعة في هجمات سيبرانية ومضايقة جيرانها وأكد هيغسيث أن الولايات المتحدة"تعيد توجيه نفسها من أجل ردع عدوان الصين الشيوعية"، داعيا حلفاء بلاده وشركاءها في آسيا إلى الإسراع في رفع الإنفاق في المجال الدفاعي في مواجهة التهديدات المتزايدة. واعتبر أن على التصرفات الصينية أن تكون بمثابة "جرس إنذار"، متهما بكين بالضلوع في هجمات سيبرانية ومضايقة جيرانها، وصولا إلى "مصادرة أراضٍ وتحويلها للاستخدام العسكري بشكل غير قانوني" في بحر الصين الجنوبي. وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على هذا المسطح المائي الذي يمرّ عبره نحو 60 في المئة من التجارة البحرية، على رغم حكم قضائي دولي يعتبر أن لا أساس قانونيا لهذا المطلب. وسجلت على مدى الأشهر الماضية مناوشات بين البحريتين الصينية والفلبينية في هذه المنطقة. وتوقع مسؤولون أميركيون أن تكون هذه المنطقة وما تشهده من توترات، محورا أساسيا في النقاشات على هامش منتدى شانغريلا. وتزامنا مع كلمة هيغسيث في المنتدى، أعلن الجيش الصيني أن قواته البحرية والجوية تقوم ب"دوريات استعداد قتالي" روتينية حول سلسلة من الشعاب والصخور المتنازع عليها مع مانيلا. وقال القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في سنغافورة كايسي مايس إن "حزم الصين في بحر الصين الجنوبي زاد خلال الأعوام الأخيرة"، مؤكدا ضرورة مناقشة ذلك خلال منتدى سنغافورة. ولم ترسل بكين أي مسؤول من وزارة الدفاع للمشاركة في المنتدى، واكتفت بوفد من جامعة الدفاع الوطني التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني. وأثارت كلمة هيغسيث انتقاد بعض المحللين الصينيين في المنتدى. وقال دا وي، مدير مركز الأمن الدولي والاستراتيجية في جامعة تسينغهوا للصحافيين إن الخطاب كان "غير ودود للغاية" و"تصادميا للغاية". واتهم دا واشنطن باعتماد معايير مزدوجة لجهة مطالبة الصين باحترام جيرانها، بينما تقوم هي بمضايقة جيرانها مثل كندا وغرينلاند. وأتت تصريحات الوزير الأميركي بعد ساعات من تلميح ترمب إلى تجدد التوترات التجارية مع الصين ، متهما إياها ب"انتهاك" اتفاق يهدف إلى خفض التصعيد فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، قائلا إنه يتوقع أن يتحدث قريبا إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ. واتفقت أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم خلال مايو على تعليق العمل بالزيادات الكبيرة في الرسوم الجمركية بينهما فترة 90 يوما، بعد محادثات بين الطرفين في جنيف. لكن ترمب كتب عبر منصته تروث سوشال " الصين ، وهو أمر قد لا يُفاجئ البعض، انتهكت اتفاقها معنا بشكل كامل"، بدون تقديم مزيد من التفاصيل. وفي مسعى لطمأنة الحلفاء في آسيا، شدد هيغسيث على أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ تبقى "أولوية" بالنسبة الى الولايات المتحدة ، متعهدا ضمان أن " الصين لن تهيمن علينا أو على حلفائنا وشركائنا". وفي حين أشار إلى أن بلاده عززت تعاونها مع الفلبين واليابان، أعاد التذكير بأن " الصين لن تغزو تايوان" في عهده. وأضاف "من الصعب تصديق أنني أقول هذا، ولكن بفضل الرئيس ترمب، ينبغي على الحلفاء الآسيويين أن ينظروا إلى الدول في أوروبا كمثال جديد"، مستشهدا بتحرك دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك ألمانيا ، نحو هدف الإنفاق الذي حدده الرئيس الأميركي بنسبة 5 % من الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف "الردع لا يأتي رخيصا". من جهتها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن بعض دول القارة "أدركت منذ زمن أننا نحتاج للاستثمار في الدفاع". وأضافت "أعتقد أن قيامنا بالمزيد هو أمر جيد، لكن ما أريد التشديد عليه هو أن أمن أوروبا وأمن الهادئ مترابطان بشكل كبير"، معتبرة أن كلمة وزير الدفاع الأميركي تضمنت "بعض الرسائل القوية المتعلقة بالصين".