
"داعش" في سورية: خلايا مبعثرة وبيئة اجتماعية طاردة (6)
يُراقب السوريون باهتمام متفاوت أخبار الأنشطة المتصاعدة لتنظيم داعش، وعمليات قوات الأمن ممثلة بوزارتي الدفاع والداخلية السوريتين تجاهها، والتي غلب عليها طابع "الاستباقية"، وأسفرت عن مقتل عناصر في "داعش" واعتقال آخرين، فضلاً عن مصادرة كميات ضخمة من الذخيرة والسلاح التي عثر عليها في
"مضافات" أو مخابئ تديرها خلايا التنظيم
الإرهابي.
تركّزت العمليات ضد تنظيم داعش في سورية، والتي أدّت أيضاً إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر الأمن السوري، وفقاً لإعلانات رسمية في هذا الشأن، في دمشق وحلب وحمص ودير الزور، كان أعلاها في شهر مايو/أيار الماضي بمناطق الغوطة الغربية، شملت الكسوة، ديرخبية، المقيليبة وزاكية في ريف دمشق. وأسفرت هذه العمليات التي نفذتها وزارة الداخلية السورية عن اعتقال عناصر من التنظيم وضبط كميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ مضادّة للدروع وعبوات وأحزمة ناسفة.
يستفيد "داعش" من مساحات الفراغ الأمني الكبير على الخطوط الفاصلة بين قوات الأمن و"قسد"
كما نفّذت قوات الأمن السورية، عملية مماثلة في 17 مايو الماضي في حيي الهلك والحيدرية في مدينة حلب، وأسفرت عن اعتقال أربعة من عناصر التنظيم وقتل ثلاثة آخرين، بينما قُتل عنصران من الأمن السوري في المواجهات، وتبيّن لاحقاً أن أحد أفراد التنظيم فجّر نفسه بحزام ناسف في مواجهاتٍ مع الأمن. كما سُجّلت عملية ضخمة أخرى في منطقة صبيخان في دير الزور، في الشهر ذاته، أسفرت عن اعتقال نحو 40 عنصراً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش الذي فجّر في الثامن من الشهر الماضي سيارة مفخّخة في الميادين بمحافظة دير الزور، وأسفرت عن مقتل خمسة سوريين وجرح آخرين، كما تبنّى تالياً عملية إرهابية استهدفت أفراداً بالأمن السوري في السويداء، وأخرى في حوران.
تقارير عربية
التحديثات الحية
عندما ذاب "التحالف الرباعي" ضد داعش بعد سقوط الأسد (2)
جاءت هذه التطورات بالتزامن مع عملية للتحالف الدولي و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في ريف دير الزور الغربي، أسفرت عن اعتقال عناصر من "داعش" وتفكيك خلايا نائمة، قال بيان لـ"قسد" إنها كانت تخطط لتنفيذ هجمات. غير أن العملية الأكثر حساسية وخطورة كانت ما أعلنته وزارة الداخلية السورية في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، عن
إحباط هجوم إرهابي
لتنظيم داعش، كان سيستهدف تفجيراً داخل مرقد السيدة زينب في ريف دمشق، مؤكّدة القبض على المتورّطين في المخطط وضبط عبوات ناسفة كانت معدّة للتفجير. ولاحقاً، أكدت تقارير سورية أن المتورّطين من جنسيات عراقية ولبنانية ومعهم مواطن سوري، وهم رهن التحقيق.
ومنتصف فبراير/شباط الماضي، اعتقل الأمن السوري أبو الحارث العراقي، وهو أحد قادة "داعش" المحسوب على الخط الثالث الذي برز في الأعوام الأخيرة إثر تصفية غالبية قيادات التنظيم. وأوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مسؤول في جهاز الاستخبارات السوري قوله: "تمكّنا من القبض على أبو الحارث العراقي، القيادي في تنظيم داعش، والذي كان يشغل مناصب مهمة في ما يسمى ولاية العراق". وأضاف: "يقف العراقي وراء التخطيط لعمليات عدة، كان أبرزها اغتيال القيادي ميسر الجبوري (القيادي البارز في هيئة تحرير الشام ويُعرف باسم أبو ماريا القحطاني) واغتيالات أخرى". وأوضح أن الخلية التي جرى إحباط مخطّطها في استهداف مقام السيدة زينب بمحيط دمشق، كانت تعمل بتوجيه من القيادي أبو الحارث العراقي. وأكّد أن العملية "تأتي ضمن سلسلة العمليات النوعية لملاحقة خلايا تنظيم داعش".
6 هجمات إرهابية معدل شهري
وتُظهر منصّات "داعش" على تطبيق تليغرام، الذي بات المنصّة الإعلامية الرئيسية له، بعد التضييق عليه في منصة إكس، وإغلاق الحسابات التي تروّج بياناته، تنفيذ التنظيم أكثر من 30 عملية له في الأراضي السورية، خلال الأشهر الخمسة الماضية، ما يعني أن ست عمليات ينفذها "داعش" في الشهر الواحد داخل سورية، وهو عدد أعلى من العراق بالفترة نفسها التي بلغت أقل من عشر عمليات، غالبيتها عبوات ناسفة أو هجمات مسلحة على الطرق الخارجية.
غير أن الباحث في التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية، أحمد الحمداني، قال لـ"العربي الجديد"، إن الأنشطة الإجمالية لـ"داعش" أكثر من العمليات المعلنة التي نفذها فعلاً، إذ يعمل، منذ سقوط النظام السوري (في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024) على إعادة ترتيب صفوفه في المدن الكبيرة، لكنه يواجه صعوبة كبيرة داخل الحاضنة السنّية السورية في تقبل طروحاته. وأضاف: "داعش 2025 يفتقد أهم ماكينة له في التجنيد داخل سورية، حيث لم يعد بالإمكان إقناع الحاضنة العربية السنّية، وتحديداً التيار المتدين فيها، بطروحاته أو دعوته، القائمة حالياً، على أساس أن الحكومة الحالية "مرتدّة"، كونها لم تعد تحتكم إلى الشريعة". واستشهد الحمداني، في هذا السياق، باستعمال صحيفة النبأ الناطقة باسم التنظيم عبارات مثل "المرتدة"، والمرتدين على أفراد الأمن السوريين، و"الخائنة"، و"القوانين الوضعية"، و"الدساتير الكفرية"، في الحديث عن تبنّي الإدارة السورية كتابة دستور جديد ناظم للبلاد.
أحمد الحمداني: الممسكون بالملف الأمني على دراية فكرية وتنظيمية مسبقة بأسماء داعش وقواعده ومنطلقاته
وشخّص الحمداني نقطة مهمة أخرى في حديثه عن مستقبل "داعش" في سورية، في أن الممسكين بالملف الأمني في الدولة السورية، "على دراية فكرية وتنظيمية مسبقة بأسماء "داعش" وقواعده ومنطلقاته، وكيف يفكّر والخطوة المتوقّعة له، كونهم افترقوا سابقاً وتصادموا دموياً في مساحة واحدة، وهي الفكر الجهادي، ما يعني أن التنظيم يواجه أكثر من مشكلة، لا تتوقّف على نفور التيار الإسلامي وقواعده الشعبية منه فقط، بل في انكشاف خطوطه أمام الإدارة الأمنية السورية الجديدة".
تقوم طروحات تنظيم داعش، كما يظهر هذا في قنواته، على "تكفير" الإدارة السورية الجديدة، انطلاقاً من سردية تعاونها مع الولايات المتحدة، ومهادنتها "دول الكفر"، بينما اعتبر التنظيم الإعلان عن لجنة ستتولى كتابة الدستور السوري الدائم، بأنه "التحاكم بغير ما أنزل الله"، وبـ"القوانين الوضعية". ولم تعد هذه الطروحات مقبولة من التيار الإسلامي في سورية، عوضاً عن المجتمع الذي يتوقّع حالياً الانتقال إلى مرحلة الاستقرار الدائم، والتعافي الاقتصادي، بحسب الحمداني الذي رأى أن "الفرد السوري مع الدولة، حتى وإن كان رافضاً لها، ضد أي تنظيم جهادي يحاول الظهور وأخذ مساحة له. لأنهم ببساطة منهكون، وتجربة السوريين في العقد الماضي سيئة مع كل التنظيمات، بما فيها التي شاركت بإسقاط نظام الأسد"، وفقاً لقوله.
وبعد ساعات من
لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب
في الرياض، في 14 مايو الماضي، شنّت حسابات تنظيم داعش هجوماً لاذعاً على الرئيس السوري، واستدعت مقاطع خطب صوتية وكلمات له في السنوات الماضية، تضمّنت مواقف له من الولايات المتحدة. وحَمل التنظيم في حملته الإعلامية المتواصلة على "الجولاني"، كما يُصر على استعمال هذا اللقب، طابعاً تحريضياً موجهاً إلى التيارات الإسلامية ضد الرئيس السوري والإدارة الجديدة في المجمل. وفي بيان له أصدره أخيراً، استعمل التنظيم عبارة "ولاية الشام"، حين تبنى مهاجمة دورية للقوات الأمنية السورية في حوران تحت عبارة "النظام السوري المرتد"، وذلك يوم الخميس الماضي، ما يؤكّد أن تحرّك خلايا "داعش" لم يعد عبثياً أو فردياً، إنما بتنسيقٍ، حيث جاءت بالتزامن مع عملية متزامنة في دير الزور، وتحت العنوان أو التبرير نفسه.
فراغات تُنعش جيوب تنظيم داعش
يستفيد "داعش"، من مساحات الفراغ الأمني الكبير على الخطوط الفاصلة بين قوات الأمن السورية التابعة للدولة الجديدة و"قسد"، أبرزها دير الزور الحدودية مع العراق، وريف حلب، والرّقة، وهي المناطق نفسها المعروفة بتضاريسها المعقدة، والمساحات التي يمكن الاختباء فيها، والاندماج بين الأهالي، بسبب ظاهرة النازحين المتوطّنين في تلك المناطق، والذين يسهل الاندماج معهم، على عكس ما إذا كانت المناطق يسكنها أهلها الأصليون ويعرف بعضهم بعضاً، فضلاً عن عدم وجود معلومات وقواعد بيانات للموجودين فيها.
وفي هذا الشأن، أكد ضابط في الداخلية السورية في محافظة حلب، لـ"العربي الجديد"، مطّلع على مجريات عملياتٍ نفذها الأمن أخيراً ضد خلايا التنظيم التي يُطلق عليها محلياً "مضافات" (مقرّات التنظيم أو مخابئه)، أن "الجنسية السورية هي العليا من بين أفراد التنظيم حالياً، وتتجاوز 90% من الخلايا الموجودة، وهناك عراقيون أيضاً". وأوضح أن وجودهم يعتمد على التناقضات الأمنية في منطقة الجزيرة السورية بالدرجة الأولى، شرق الفرات وغربه، لكنهم يحاولون حالياً البحث عن موطئ قدم في مناطق أخرى، خارجها، كما الحال في حلب ودمشق. وبحسب قوله، فإن فرص عودة هؤلاء قوة مؤثرة ضعيفة للغاية، بسبب النفور المجتمعي والتغيير السياسي الذي تحقق، وتاريخهم القريب وما اقترفوه في سورية والعراق، لكن السؤال هل يمكنهم التأثير على الأمن؟ مجيباً: نعم، أعتقد أنهم يشكلون تهديداً أمنياً خطيراً.
محمد عناد سليمان: بعض الأطراف، وفي مقدمها إيران، قد تحاول استقطاب تنظيمات وجماعات إرهابية، لإفشال الاستحقاق السوري
وكان الباحث في معهد واشنطن للدراسات هارون زيلين، خلص إلى أن تنظيم داعش "يستهدف الحكومة السورية الجديدة". وكتب في بحث له نشره المعهد في 22 مايو الماضي، أن عمليات التنظيم أخيراً تُسلّط الضوء على "حقيقة أنها، رغم تراجعها الكبير، ما تزال قادرة على إحداث اضطرابات كبيرة، لا سيما في الفترة الانتقالية الحسّاسة التي تمر بها سورية. وبالتالي، لدى الولايات المتحدة أسباب أكثر من أي وقت مضى لعدم سحب قواتها بالكامل من سورية إلى حين استكمال السلطات الجديدة دمج "قوات سوريا الديمقراطية"، وتأسيس حملة مكافحة داعش على أسس أكثر استدامة". وبرأيه، فإن هذا "يتطلب حثّ الأكراد ودمشق على المضي في الاتفاق القائم الذي ينص على أن تتولى الحكومة المركزية السيطرة على كامل محافظة دير الزور، معقل تنظيم داعش. وبذلك، سيتم إنشاء إدارة واحدة في المحافظة، ما يمنع التنظيم من استغلال الفجوات بين منطقتي السيطرة، وهي نقطة ضعف لعبت على الأرجح دوراً في الهجوم الناجح الذي وقع أخيراً".
عملية استباقية مرتقبة ضد "داعش"
من جهته، رأى الباحث في الشأن السياسي السوري محمد عناد سليمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الوضع الأمني في مناطق شمال شرق سورية حسّاس، لافتاً إلى أن "خلايا داعش ما زالت موجودة، وقد تُستثمر أو قد تُستقطب في أي وقت من أطراف إقليمية معنية بالملف السوري، لغاية عدم تحقيق الأمن والاستقرار في سورية". وأوضح أن خلايا التنظيم التي توجد على شكل جيوب أو تجمّعات نائمة في الشمال الشرقي السوري، ضمن منطقة الجزيرة المحاذية للعراق، تُشكل تحدّياً أمنياً للدولة السورية الجديدة، مبيناً أن "بعض الأطراف، وفي مقدمها إيران، التي جرى تحجيم نفوذها في الشرق الأوسط عموماً، وسورية على وجه الخصوص، قد تحاول استقطاب تنظيماتٍ وجماعاتٍ إرهابية ومسلحة، لتهديد الأمن وإفشال الاستحقاق السوري، الذي يسعى إلى مغادرة المشهد المسلح ككل، والانتقال إلى العمل السياسي والبناء". وأضاف: "إن حدث ذلك فعلاً، سنكون أمام تحد جديد في الجغرافية السورية ككل، ومناطق شمال شرق سورية خصوصاً". ووصف خلايا التنظيم بأنهم "سوريون ومن جنسيات أخرى، مرتزقة، والحكومة السورية قد تسارع بهذا الملف وتبدأ بمواجهته استباقياً".
تقارير عربية
التحديثات الحية
تراجع هجمات "داعش" في العراق: الضربات الانتقائية تحاصر تحركاته

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
"داعش" في سورية: خلايا مبعثرة وبيئة اجتماعية طاردة (6)
يُراقب السوريون باهتمام متفاوت أخبار الأنشطة المتصاعدة لتنظيم داعش، وعمليات قوات الأمن ممثلة بوزارتي الدفاع والداخلية السوريتين تجاهها، والتي غلب عليها طابع "الاستباقية"، وأسفرت عن مقتل عناصر في "داعش" واعتقال آخرين، فضلاً عن مصادرة كميات ضخمة من الذخيرة والسلاح التي عثر عليها في "مضافات" أو مخابئ تديرها خلايا التنظيم الإرهابي. تركّزت العمليات ضد تنظيم داعش في سورية، والتي أدّت أيضاً إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر الأمن السوري، وفقاً لإعلانات رسمية في هذا الشأن، في دمشق وحلب وحمص ودير الزور، كان أعلاها في شهر مايو/أيار الماضي بمناطق الغوطة الغربية، شملت الكسوة، ديرخبية، المقيليبة وزاكية في ريف دمشق. وأسفرت هذه العمليات التي نفذتها وزارة الداخلية السورية عن اعتقال عناصر من التنظيم وضبط كميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ مضادّة للدروع وعبوات وأحزمة ناسفة. يستفيد "داعش" من مساحات الفراغ الأمني الكبير على الخطوط الفاصلة بين قوات الأمن و"قسد" كما نفّذت قوات الأمن السورية، عملية مماثلة في 17 مايو الماضي في حيي الهلك والحيدرية في مدينة حلب، وأسفرت عن اعتقال أربعة من عناصر التنظيم وقتل ثلاثة آخرين، بينما قُتل عنصران من الأمن السوري في المواجهات، وتبيّن لاحقاً أن أحد أفراد التنظيم فجّر نفسه بحزام ناسف في مواجهاتٍ مع الأمن. كما سُجّلت عملية ضخمة أخرى في منطقة صبيخان في دير الزور، في الشهر ذاته، أسفرت عن اعتقال نحو 40 عنصراً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش الذي فجّر في الثامن من الشهر الماضي سيارة مفخّخة في الميادين بمحافظة دير الزور، وأسفرت عن مقتل خمسة سوريين وجرح آخرين، كما تبنّى تالياً عملية إرهابية استهدفت أفراداً بالأمن السوري في السويداء، وأخرى في حوران. تقارير عربية التحديثات الحية عندما ذاب "التحالف الرباعي" ضد داعش بعد سقوط الأسد (2) جاءت هذه التطورات بالتزامن مع عملية للتحالف الدولي و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في ريف دير الزور الغربي، أسفرت عن اعتقال عناصر من "داعش" وتفكيك خلايا نائمة، قال بيان لـ"قسد" إنها كانت تخطط لتنفيذ هجمات. غير أن العملية الأكثر حساسية وخطورة كانت ما أعلنته وزارة الداخلية السورية في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، عن إحباط هجوم إرهابي لتنظيم داعش، كان سيستهدف تفجيراً داخل مرقد السيدة زينب في ريف دمشق، مؤكّدة القبض على المتورّطين في المخطط وضبط عبوات ناسفة كانت معدّة للتفجير. ولاحقاً، أكدت تقارير سورية أن المتورّطين من جنسيات عراقية ولبنانية ومعهم مواطن سوري، وهم رهن التحقيق. ومنتصف فبراير/شباط الماضي، اعتقل الأمن السوري أبو الحارث العراقي، وهو أحد قادة "داعش" المحسوب على الخط الثالث الذي برز في الأعوام الأخيرة إثر تصفية غالبية قيادات التنظيم. وأوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مسؤول في جهاز الاستخبارات السوري قوله: "تمكّنا من القبض على أبو الحارث العراقي، القيادي في تنظيم داعش، والذي كان يشغل مناصب مهمة في ما يسمى ولاية العراق". وأضاف: "يقف العراقي وراء التخطيط لعمليات عدة، كان أبرزها اغتيال القيادي ميسر الجبوري (القيادي البارز في هيئة تحرير الشام ويُعرف باسم أبو ماريا القحطاني) واغتيالات أخرى". وأوضح أن الخلية التي جرى إحباط مخطّطها في استهداف مقام السيدة زينب بمحيط دمشق، كانت تعمل بتوجيه من القيادي أبو الحارث العراقي. وأكّد أن العملية "تأتي ضمن سلسلة العمليات النوعية لملاحقة خلايا تنظيم داعش". 6 هجمات إرهابية معدل شهري وتُظهر منصّات "داعش" على تطبيق تليغرام، الذي بات المنصّة الإعلامية الرئيسية له، بعد التضييق عليه في منصة إكس، وإغلاق الحسابات التي تروّج بياناته، تنفيذ التنظيم أكثر من 30 عملية له في الأراضي السورية، خلال الأشهر الخمسة الماضية، ما يعني أن ست عمليات ينفذها "داعش" في الشهر الواحد داخل سورية، وهو عدد أعلى من العراق بالفترة نفسها التي بلغت أقل من عشر عمليات، غالبيتها عبوات ناسفة أو هجمات مسلحة على الطرق الخارجية. غير أن الباحث في التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية، أحمد الحمداني، قال لـ"العربي الجديد"، إن الأنشطة الإجمالية لـ"داعش" أكثر من العمليات المعلنة التي نفذها فعلاً، إذ يعمل، منذ سقوط النظام السوري (في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024) على إعادة ترتيب صفوفه في المدن الكبيرة، لكنه يواجه صعوبة كبيرة داخل الحاضنة السنّية السورية في تقبل طروحاته. وأضاف: "داعش 2025 يفتقد أهم ماكينة له في التجنيد داخل سورية، حيث لم يعد بالإمكان إقناع الحاضنة العربية السنّية، وتحديداً التيار المتدين فيها، بطروحاته أو دعوته، القائمة حالياً، على أساس أن الحكومة الحالية "مرتدّة"، كونها لم تعد تحتكم إلى الشريعة". واستشهد الحمداني، في هذا السياق، باستعمال صحيفة النبأ الناطقة باسم التنظيم عبارات مثل "المرتدة"، والمرتدين على أفراد الأمن السوريين، و"الخائنة"، و"القوانين الوضعية"، و"الدساتير الكفرية"، في الحديث عن تبنّي الإدارة السورية كتابة دستور جديد ناظم للبلاد. أحمد الحمداني: الممسكون بالملف الأمني على دراية فكرية وتنظيمية مسبقة بأسماء داعش وقواعده ومنطلقاته وشخّص الحمداني نقطة مهمة أخرى في حديثه عن مستقبل "داعش" في سورية، في أن الممسكين بالملف الأمني في الدولة السورية، "على دراية فكرية وتنظيمية مسبقة بأسماء "داعش" وقواعده ومنطلقاته، وكيف يفكّر والخطوة المتوقّعة له، كونهم افترقوا سابقاً وتصادموا دموياً في مساحة واحدة، وهي الفكر الجهادي، ما يعني أن التنظيم يواجه أكثر من مشكلة، لا تتوقّف على نفور التيار الإسلامي وقواعده الشعبية منه فقط، بل في انكشاف خطوطه أمام الإدارة الأمنية السورية الجديدة". تقوم طروحات تنظيم داعش، كما يظهر هذا في قنواته، على "تكفير" الإدارة السورية الجديدة، انطلاقاً من سردية تعاونها مع الولايات المتحدة، ومهادنتها "دول الكفر"، بينما اعتبر التنظيم الإعلان عن لجنة ستتولى كتابة الدستور السوري الدائم، بأنه "التحاكم بغير ما أنزل الله"، وبـ"القوانين الوضعية". ولم تعد هذه الطروحات مقبولة من التيار الإسلامي في سورية، عوضاً عن المجتمع الذي يتوقّع حالياً الانتقال إلى مرحلة الاستقرار الدائم، والتعافي الاقتصادي، بحسب الحمداني الذي رأى أن "الفرد السوري مع الدولة، حتى وإن كان رافضاً لها، ضد أي تنظيم جهادي يحاول الظهور وأخذ مساحة له. لأنهم ببساطة منهكون، وتجربة السوريين في العقد الماضي سيئة مع كل التنظيمات، بما فيها التي شاركت بإسقاط نظام الأسد"، وفقاً لقوله. وبعد ساعات من لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، في 14 مايو الماضي، شنّت حسابات تنظيم داعش هجوماً لاذعاً على الرئيس السوري، واستدعت مقاطع خطب صوتية وكلمات له في السنوات الماضية، تضمّنت مواقف له من الولايات المتحدة. وحَمل التنظيم في حملته الإعلامية المتواصلة على "الجولاني"، كما يُصر على استعمال هذا اللقب، طابعاً تحريضياً موجهاً إلى التيارات الإسلامية ضد الرئيس السوري والإدارة الجديدة في المجمل. وفي بيان له أصدره أخيراً، استعمل التنظيم عبارة "ولاية الشام"، حين تبنى مهاجمة دورية للقوات الأمنية السورية في حوران تحت عبارة "النظام السوري المرتد"، وذلك يوم الخميس الماضي، ما يؤكّد أن تحرّك خلايا "داعش" لم يعد عبثياً أو فردياً، إنما بتنسيقٍ، حيث جاءت بالتزامن مع عملية متزامنة في دير الزور، وتحت العنوان أو التبرير نفسه. فراغات تُنعش جيوب تنظيم داعش يستفيد "داعش"، من مساحات الفراغ الأمني الكبير على الخطوط الفاصلة بين قوات الأمن السورية التابعة للدولة الجديدة و"قسد"، أبرزها دير الزور الحدودية مع العراق، وريف حلب، والرّقة، وهي المناطق نفسها المعروفة بتضاريسها المعقدة، والمساحات التي يمكن الاختباء فيها، والاندماج بين الأهالي، بسبب ظاهرة النازحين المتوطّنين في تلك المناطق، والذين يسهل الاندماج معهم، على عكس ما إذا كانت المناطق يسكنها أهلها الأصليون ويعرف بعضهم بعضاً، فضلاً عن عدم وجود معلومات وقواعد بيانات للموجودين فيها. وفي هذا الشأن، أكد ضابط في الداخلية السورية في محافظة حلب، لـ"العربي الجديد"، مطّلع على مجريات عملياتٍ نفذها الأمن أخيراً ضد خلايا التنظيم التي يُطلق عليها محلياً "مضافات" (مقرّات التنظيم أو مخابئه)، أن "الجنسية السورية هي العليا من بين أفراد التنظيم حالياً، وتتجاوز 90% من الخلايا الموجودة، وهناك عراقيون أيضاً". وأوضح أن وجودهم يعتمد على التناقضات الأمنية في منطقة الجزيرة السورية بالدرجة الأولى، شرق الفرات وغربه، لكنهم يحاولون حالياً البحث عن موطئ قدم في مناطق أخرى، خارجها، كما الحال في حلب ودمشق. وبحسب قوله، فإن فرص عودة هؤلاء قوة مؤثرة ضعيفة للغاية، بسبب النفور المجتمعي والتغيير السياسي الذي تحقق، وتاريخهم القريب وما اقترفوه في سورية والعراق، لكن السؤال هل يمكنهم التأثير على الأمن؟ مجيباً: نعم، أعتقد أنهم يشكلون تهديداً أمنياً خطيراً. محمد عناد سليمان: بعض الأطراف، وفي مقدمها إيران، قد تحاول استقطاب تنظيمات وجماعات إرهابية، لإفشال الاستحقاق السوري وكان الباحث في معهد واشنطن للدراسات هارون زيلين، خلص إلى أن تنظيم داعش "يستهدف الحكومة السورية الجديدة". وكتب في بحث له نشره المعهد في 22 مايو الماضي، أن عمليات التنظيم أخيراً تُسلّط الضوء على "حقيقة أنها، رغم تراجعها الكبير، ما تزال قادرة على إحداث اضطرابات كبيرة، لا سيما في الفترة الانتقالية الحسّاسة التي تمر بها سورية. وبالتالي، لدى الولايات المتحدة أسباب أكثر من أي وقت مضى لعدم سحب قواتها بالكامل من سورية إلى حين استكمال السلطات الجديدة دمج "قوات سوريا الديمقراطية"، وتأسيس حملة مكافحة داعش على أسس أكثر استدامة". وبرأيه، فإن هذا "يتطلب حثّ الأكراد ودمشق على المضي في الاتفاق القائم الذي ينص على أن تتولى الحكومة المركزية السيطرة على كامل محافظة دير الزور، معقل تنظيم داعش. وبذلك، سيتم إنشاء إدارة واحدة في المحافظة، ما يمنع التنظيم من استغلال الفجوات بين منطقتي السيطرة، وهي نقطة ضعف لعبت على الأرجح دوراً في الهجوم الناجح الذي وقع أخيراً". عملية استباقية مرتقبة ضد "داعش" من جهته، رأى الباحث في الشأن السياسي السوري محمد عناد سليمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الوضع الأمني في مناطق شمال شرق سورية حسّاس، لافتاً إلى أن "خلايا داعش ما زالت موجودة، وقد تُستثمر أو قد تُستقطب في أي وقت من أطراف إقليمية معنية بالملف السوري، لغاية عدم تحقيق الأمن والاستقرار في سورية". وأوضح أن خلايا التنظيم التي توجد على شكل جيوب أو تجمّعات نائمة في الشمال الشرقي السوري، ضمن منطقة الجزيرة المحاذية للعراق، تُشكل تحدّياً أمنياً للدولة السورية الجديدة، مبيناً أن "بعض الأطراف، وفي مقدمها إيران، التي جرى تحجيم نفوذها في الشرق الأوسط عموماً، وسورية على وجه الخصوص، قد تحاول استقطاب تنظيماتٍ وجماعاتٍ إرهابية ومسلحة، لتهديد الأمن وإفشال الاستحقاق السوري، الذي يسعى إلى مغادرة المشهد المسلح ككل، والانتقال إلى العمل السياسي والبناء". وأضاف: "إن حدث ذلك فعلاً، سنكون أمام تحد جديد في الجغرافية السورية ككل، ومناطق شمال شرق سورية خصوصاً". ووصف خلايا التنظيم بأنهم "سوريون ومن جنسيات أخرى، مرتزقة، والحكومة السورية قد تسارع بهذا الملف وتبدأ بمواجهته استباقياً". تقارير عربية التحديثات الحية تراجع هجمات "داعش" في العراق: الضربات الانتقائية تحاصر تحركاته


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
أوكرانيا وروسيا تتبادلان الضربات.. قتلى بكييف واستهداف مطارين روسيين
تبادلت أوكرانيا و روسيا الضربات ليل الخميس الجمعة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى، في أحدث تصعيد تشهده الحرب بين الطرفين على خلفية الضربة الأوكرانية التي استهدفت قاذفات استراتيجية داخل عمق الأراضي الروسية في الأيام الأخيرة. وقتل أربعة أشخاص وأصيب نحو 20 آخرين بهجوم جوي روسي على العاصمة الأوكرانية كييف في وقت مبكر اليوم الجمعة. وأكد مسؤولون أن أوكرانيا تتعرض لهجوم روسي مستمر بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة منذ وقت مبكر من اليوم. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن أربعة أشخاص قُتلوا وأصيب 20 آخرون في هجوم جوي روسي على العاصمة الأوكرانية ليلاً. وكتب كليتشكو أن 16 من المصابين نقلوا إلى المستشفى. فيما أكد تيمور تكاتشينكو، رئيس إدارة مدينة كييف، أنه سُمع دويّ انفجارات متعددة في العاصمة، حيث تسببت الشظايا المتساقطة في اندلاع حرائق في عدة أحياء، بينما حاولت أنظمة الدفاع الجوي اعتراض الأهداف القادمة. أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا 24 فبراير 2022 وذكر مسؤولون محليون أن عدداً من الأشخاص أُصيبوا، وحثوا السكان على التوجه إلى الملاجئ. وكتب تكاتشينكو على تطبيق "تليغرام": "إن طواقم دفاعنا الجوي تفعل كل ما بوسعها. ولكن يجب علينا حماية بعضنا بعضاً – ابقوا آمنين". وأفادت السلطات بوقوع أضرار في عدة أحياء، وقد استجاب عمال الإنقاذ في مواقع متعددة. من جانبها، أعلنت أوكرانيا أنها قصفت "بنجاح" مطارين عسكريين روسيين خلال ليل الخميس الجمعة، بعد أقل من أسبوع على هجوم بالمسيّرات استهدف قاذفات استراتيجية في قواعد عسكرية داخل روسيا. وأفادت هيئة أركان الجيش الأوكراني في بيان بأن ضرباتها أصابت ثلاث مخازن للوقود في قاعدة إنجلز بمنطقة ساراتوف، وطاولت أيضاً قاعدة دياغيليفو في منطقة ريازان. إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إن الدفاعات الجوية أسقطت 174 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل. من جانبه، دعا فولوديمير زيلينسكي حلفاءه، الجمعة، للرد "بشكل حاسم" على الضربات الليلية التي شنتها روسيا على أوكرانيا، وقال إنها نفذت بأكثر من 400 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "تجب محاسبة روسيا. علينا التحرك بشكل حاسم. إن لم يمارس أي طرف الضغوط، ما يطيل أمد الحرب للقضاء على أرواح إضافية، فهو متواطئ ومسؤول"، مضيفاً: "يمكن لأميركا وأوروبا والعالم الآن وقف هذه الحرب من خلال الضغط على روسيا". أخبار التحديثات الحية تقديرات أميركية: أوكرانيا أصابت 20 طائرة روسية ودمرت عشراً وندد زيلينسكي الصورة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ولد فولوديمير زيلينسكي في 25 يناير 1978 جنوب شرق أوكرانيا، وحصل على ليسانس القانون من جامعة كييف الوطنية عام 2000، وعمل في المجال الفني حتى 2019، حيث ترشح لرئاسة البلاد في في 31 ديسمبر 2018، وفاز في الانتخابات في 21 أبريل 2019 لمدة 5 سنوات. ، يوم الخميس، بالدمار الذي لحق بمدينة خيرسون الساحلية جراء القصف الروسي. وقال زيلينسكي في خطابه الليلي إن الضربات الروسية دمرت مبنى الإدارة الإقليمية. وأضاف: "ليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجمون فيها هذا المبنى، لكن ضربة اليوم كانت واضحة ومعبرة. لم يكن هناك أي منطق عسكري وراءها على الإطلاق". وتابع زيلينسكي أن موسكو "مهووسة بالحرب، تلتهمها الكراهية والرغبة في تدمير حياة الأمم الأخرى". وأكد: "لا يمكنك هزيمة مثل هؤلاء إلا بالقوة - قوة الدبلوماسية، والعقوبات، والأسلحة، والتكنولوجيا". وقال زيلينسكي إن هناك أيضًا ضربات على خاركيف، وعلى مناطق سومي ودونيتسك ونيكوبول، وفي منطقة زابوريجيا. واختتم زيلينسكي حديثه قائلا:"هذا هو الواقع اليومي لما يجري السماح للروس بفعله، للأسف. العالم، للأسف، يسمح لهم بفعل ذلك". وقبل أيام، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 أبلغه خلال مكالمة هاتفية، الأربعاء، بأن موسكو سترد على هجوم أوكرانيا بطائرات مسيّرة على مطارات روسية نهاية الأسبوع. وأوضح الرئيس الأميركي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "كانت محادثة جيدة، لكنها ليست محادثة من شأنها أن تؤدي إلى سلام فوري". وتعد هذه المكالمة، التي استغرقت ساعة و15 دقيقة، الأولى المعروفة بين ترامب وبوتين منذ 19 مايو/ أيار. إلى ذلك، تعهّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بتقديم "دعم غير مشروط" لروسيا في كل المجالات، بما في ذلك في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا، بحسب ما أعلنت بيونغ يانغ. وقالت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية إنّ كيم أبلغ سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو أنّ بيونغ يانغ "ستقدّم دعماً غير مشروط لموقف روسيا وسياساتها الخارجية في كل القضايا السياسية الدولية الحاسمة، بما في ذلك القضية الأوكرانية". (أسوشييتد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
تحذير من حماس: الاحتلال يحاصر مكان أسير ويتحمّل مسؤولية حياته
وجه الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، عصر اليوم السبت، "تحذيراً عاجلاً"، معلناً أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مكان محتجز إسرائيلي، محمّلاً الاحتلال مسؤولية التسبب في مقتله. وقال أبو عبيدة في منشور عبر منصة "تليغرام": "تحذير عاجل لمن يهمه الأمر". وأضاف: "تحاصر قوات الاحتلال مكاناً يتواجد فيه الأسير الصهيوني متان تسنجاوكر، ونحن نؤكد بشكلٍ قاطعٍ أن العدو لن يتمكن من استعادته حياً، وفي حال قُتل هذا الأسير خلال محاولة تحريره، فإن جيش الاحتلال سيكون هو المتسبب في مقتله، بعد أن حافظنا على حياته مدة عامٍ و8 شهور، وقد أعذر من أنذر". ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقاً فورياً على ما ورد في بيان أبو عبيدة. ويأتي هذا التحذير بعد ساعات من إعلان إسرائيل أنها استعادت من خلال "عملية خاصة" نفذتها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، جثة أحد الأسرى الموجودين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتعود لمواطن تايلاندي. وأضاف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان غير معتاد أنه "في عملية مشتركة لقوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، الجمعة، تم انتشال جثة المختطف ناتافونغ بينتا، الذي يحمل الجنسية التايلاندية، من منطقة رفح وإعادته إلى داخل إسرائيل". ومراراً، حمّل أسرى إسرائيليون لدى حركة حماس، حكومة نتنياهو مسؤولية بقائهم على قيد الحياة، معلنين أن عدداً منهم قُتل بفعل الغارات الإسرائيلية المتواصلة، وبشكل عشوائي ضد القطاع الفلسطيني منذ أكثر من 20 شهراً. ومتان تسنجاوكر، جندي إسرائيلي أُسر خلال عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على مستوطنة "نير عوز" جنوبي إسرائيل. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2024، نشرت "كتائب القسام" مقطع فيديو يظهر فيه تسنجاوكر وهو يعبّر عن إحباطه من الحكومة الإسرائيلية. وقال الأسير تسانجاوكر في المقطع: "أنا في أسر حماس منذ أكثر من 420 يوماً. إلى رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو): سمعت خطتك الجديدة لإعادتنا للبيوت، وسمعت أنك ستعطي 5 ملايين دولار لمن يعيدنا آمنين للبيت، مع خروج آمن من قطاع غزة". أخبار التحديثات الحية جيش الاحتلال يعلن استعادة جثّة أسير تايلاندي من قطاع غزة وأضاف: "أنا محبط جداً الآن، ومتأكد أنك لا تعرف أعداءك ولا توجهاتهم، وهذا فشلك وفشل الحكومة منذ 7 أكتوبر، الحراس أبلغونا بالتعليمات الجديدة (لم يوضحها)، ونحن خائفون جداً، أنا وأصدقائي، على حياتنا". وتابع الأسير الإِسرائيلي: "نموت كل يوم ألف مرة ولا أحد يشعر بنا. شعب إسرائيل لا تهملونا، ما زلنا على قيد الحياة، نريد أن نعود قبل أن نصاب بالجنون، العزلة تقتلنا، الظلام مخيف، غير منطقي أن ندفع ثمن أخطاء الحكومة". وفي 30 مايو/ أيار الماضي، كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية الخاصة، أن الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 على قطاع غزة أدت إلى مقتل 20 على الأقل من الأسرى الإسرائيليين. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري لم تسمّه، أن "الجيش يزعم أنه يبذل أقصى ما في وسعه لحماية المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)، إلا أن الوقائع الميدانية تُظهر أن العمليات العسكرية عرّضت حياة 54 منهم للخطر، وأفضت إلى مقتل 20 على الأقل" منهم. ووفق تقديرات تل أبيب، لا يزال في غزة نحو 58 أسيراً إسرائيلياً، يُعتقد أن نحو 20 منهم على قيد الحياة، في وقت يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني، وسط تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية عن تعذيب وإهمال طبي وتجويع أودى بحياة العديد منهم. وتؤكد حركة حماس، استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن نتنياهو يرفض هذا الطرح، ويتمسك بصفقات تبادل جزئية، ويشترط نزع سلاح الفصائل، إلى جانب تأكيده المستمر على نيّته إعادة احتلال غزة. (العربي الجديد، الأناضول)