logo
«كَرَّةٌ خاسِرَةٌ» ديوانٌ جديدٌ لسعيد يعقوب ينتصر لتضحيات غزة ورفض أهلها التهجير

«كَرَّةٌ خاسِرَةٌ» ديوانٌ جديدٌ لسعيد يعقوب ينتصر لتضحيات غزة ورفض أهلها التهجير

الدستور٠٢-٠٣-٢٠٢٥

نضال برقانصدر حديثا عن دار الخليج للنشر والتوزيع بعمان ديوان جديد، للشاعر الأردني سعيد يعقوب، بعنوان «كَرَّةٌ خاسِرَة» الديوان الجديد ليعقوب يقع في مئة وخمسين صفحة، من القطع المتوسط، ويضمُّ بين دفتيه أربعا وثلاثين قصيدة تتناول في مضامينها الأحداث الجارية في قطاع غزَّة، والعدوان الصهيوني على أهلها، وتصوّر البطولة والتضحية والصمود لأهلها وتشبثهم بالبقاء على أرضها، ورفضهم للتهجير، وتحدثت بعض القصائد عن الشهداء، ونساء غزة أمهات الشهداء، الديوان الذي كتبت مقدمته أستاذة الأدب الحديث في جامعة اليرموك، وشاغل كرسي عرار للدراسات، الدكتورة ليندا عبيد العياصرة، جاء إهداؤه إلى والدة الشاعر التي رحلت إلى جوار ربها مؤخرا وممَّا جاء في مقدمة الديوان للدكتورة العياصرة:«.. تأتي تجربة سعيد يعقوب الشعرية متخلّقة من رحم المعاناة الجماعية التي تندغم بها الذات الشاعرة، لتشي بشاعر متقن متملك لأدواته الفنية، متملك لموهبة نفيسة ثريّة، ينتصر إلى قضية شعبه، ينسج قصيدة المقاومة، يغنّي لقنطرة الشهداء، ورحلة العبور الخالدة إلى النور. يستنهض الهمم، ويرتدي الهويّة عباءة ويكسوها انتماء، ضمن بناء فنيّ متماسك، وتشكيل وجدانيّ يكسوه الحنين والاشتياق، ترقّ به الروح حينا، إذ تتجلّى الأم والحبيبة، وإذ يحضر الوطن الملاذ، ثم يتصاعد الإيقاع قوة وخشونة، وتحتقن الروح بالألم حين يحضر الظلم، ويتجلّى الدمار والموت، وتتبدّى صور العدوّ بقبحه وهمجيته وحقده، وإذ تمتلئ الأمكنة بالخيبة والخيانة والخذلان حينا آخر.يشكّل سعيد يعقوب تجربة شعريّة غنيّة تستحقّ الدّراسة والاهتمام، يجدّد دون أن يخذل القديم، يعتني ببناء القصيدة، وينفث فيها من روحه فيبعث بها الجمر فينسلّ إليها نسغ الحياة.والشاعر الفنان لا يعنى بالمضامين على حساب الفنّ، بل يعتني بالجملة الشعريّة إنشائيّة أو خبريّة، يعنى بتشكيل الصورة الفنيّة الشعريّة، ويمزج بين الواقع والخيال، وبتراسل الحواس، واللغة العاليّة، ويتناغم إيقاعه الموسيقى مع المضامين على اختلافها، دون أن يغرق في دائرة الغموض والتعقيد التي قد تفقد قصيدة المقاومة مهمتها بالوصول إلى الجمهور على اختلاف شرائحه وتشكيله الثقافي، فلا تطلّ قصيدة سعيد يعقوب على الجمهور من أبراج نائية عالية، فالشعر الملتزم يحمل قضية ورسالة لا تتحقّق دون الوصول إلى المتلقي المستهدف لتؤثّر فيه...»ومن عناوين قصائد الديوان نقرأ نهاية التاريخ وسقوط الحضارة، آمنت بالشعب العظيم، شعب لا يُهزم، نساء غزة أمهات الشهداء، القدس بوصلة، النصر الأعظم...وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر سعيد يعقوب مواليد مدينة مادبا عام سبعة وستين وتسعمئة وألف، حصل على كثير من الجوائز المحلية والعربية، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، حصل على عديد من الجوائز المحلية والعربية، دخلت قصائده في المناهج الأردنية والفلسطينية، أصدر ما يزيد على خمسة وثلاثين ديوانا شعريا منها: قسمات عربية، نسمات أردنية، مقدسيات، عبير الشهداء، غزة تنتصر، بيت القصيد، وغيرها كثير، وقد تناول شعره بالبحث والدراسة كثير من النقاد والأدباء، ووضعت حول تجربته الشعرية عدة مؤلفات ومجموعة من رسائل الماجستير والدكتوراه ونشرت حول شعره أبحاث محكمة في عدد كبير من المجلات الجامعية المتخصصة في البلدان العربية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"مبادرة نون للكتاب" على موعد مع "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة
"مبادرة نون للكتاب" على موعد مع "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة

الانباط اليومية

timeمنذ 3 أيام

  • الانباط اليومية

"مبادرة نون للكتاب" على موعد مع "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة

الأنباط - تعقد مبادرة نون للكتاب جلستها التاسعة والعشرين في مكتبة عبد الحميد شومان بجبل عمّان، وذلك يوم السبت الموافق 31 أيار 2025، في تمام الساعة السادسة مساءً. وتستضيف الجلسة القاص طارق عودة لمناقشة مجموعته القصصية "تدريب على الغياب". تقدّم القاصة سمر السيد المشاركين الرئيسيين، ونبذة عن المجموعة القصصية، كما يقدّم الناقد والروائي مراد سارة قراءة نقدية للمجموعة، ويدير النقاش الناقد أسيد الحوتري. يشارك في الفواصل الشعرية الشاعر العراقي سعد يوسف بمجموعة من القصائد. كما يُنقل النقاش ببث حي ومباشر عبر صفحة مبادرة نون للكتاب على فيسبوك. نبذة عن المجموعة القصصية: في مجموعته "تدريب على الغياب"، يقدّم القاص طارق عودة نصوصًا قصيرة جدًا، لكنها مفعمة بكثافة المعنى وعمق الدلالة. يختصر الكاتب الواقع بلغة شفافة تُلامس جوهر التجربة دون أن تستغرق في التفاصيل. السرد لا يخضع دائمًا للتسلسل المنطقي، بل يتعمّد أحيانًا كسره لإحداث صدمة فكرية غالبا ما تتخفى خلف قناع السخرية. لا تُعنى القصص ببناء شخصيات متكاملة أو رسم مشاهد مطوّلة، بل توجّه بوصلة القارئ مباشرة نحو الفكرة. ولعل أبرز سماتها هذا التركيز المكثّف، كما في قصة "أحزان شوكة"، حيث يُختزل الألم الاجتماعي في صورة رمزية خاطفة، أو في قصة "مسالك"، التي تعرّي فقر الإنسان بلغة عارية من الزخرفة. أما العنوان الرئيس للمجموعة، "تدريب على الغياب"، فيحمل في طياته ثيمة مركزية: غيابٌ واعٍ، ربما للعقل، أو للروح، أو للقيم. لكنه ليس غيابًا عابرًا، بل حالة وجودية تدعو القارئ إلى التأمل واتخاذ موقف. تُقدّم هذه المجموعة تجربة سردية لا تراهن على الامتداد، بل على اللمعة التي تضيء ما وراء الكلام، وتعيد تشكيل الواقع بأدوات فنية تراهن على الإدراك والدهشة معًا. نبذة عن المؤلف: طارق محمود يوسف عودة، قاص وكاتب أردني، وُلِدَ في مدينة السلط في 9 نوفمبر عام 1975، ونشأ وترعرع في الأغوار الوسطى (الشونة الجنوبية والكرامة). تلقى تعليمه المدرسي في مدارسها، وأنهى دراسته الثانوية منها. درس التحاليل الطبية، وعمل بها لفترة طويلة، ثم عمل أخصائي "تطبيقات مخبرية" في مبحث الدم والتخثر في شركة طبية، مما جعله يتنقل في معظم محافظات الأردن وقراها. شارك في العديد من الأعمال التطوعية، كما نشط في العديد من نوادي القراءة مثل: 13 تحت الشمس، انكتاب، بيت الحكمة، وآوت أند أبوت (Out and About). صدر له كتابان عن دار الخليج للنشر والتوزيع: - في انتظار الضوء (نصوص وأشياء أخرى) 2025 - تدريب على الغياب (قصص قصيرة جدًا) 2025 وله كتاب قيد الطباعة بعنوان "بديل دائم"، إضافة إلى أعمال (مخطوطات) أخرى لم تُنشر بعد. وهو عضو في رابطة الكُتّاب الأردنيين، وعضو في لجنة القصة والرواية، وناشط في مبادرة نون للكتاب. يشارك في إعداد مراجعات أدبية للإصدارات المحلية والعالمية من خلال مقالات تُنشر أو مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، كما يشارك في المعارض السنوية للكتب، ويُعد ناشطا فاعلًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 1. المحور الأول: عتبات النص. 2. المحور الثاني: خصائص القصة القصيرة جدًا في "تدريب على الغياب". 3. المحور الثالث: أشكال الغياب في "تدريب على الغياب". إضافة إلى محور مفتوح يتيح للمشاركين طرح ما يشاؤون حول القاص ومجموعته القصصية.

ختام فعاليات مهرجان القيصر الأول للقصة القصيرة في اليرموك
ختام فعاليات مهرجان القيصر الأول للقصة القصيرة في اليرموك

عمون

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • عمون

ختام فعاليات مهرجان القيصر الأول للقصة القصيرة في اليرموك

عمون - في مكتبة الحسين بن طلال/ جامعة اليرموك وتحت رعاية عطوفة مدير ثقافه إربد الدكتور سلطان الزغول جرت اليوم فعاليات ختام ملتقى القيصر الأول للقصة القصيرة جدًا والذي نظمه اتحاد القيصر للآداب والفنون في موسمه الأول حسبما صرح رئيس الاتحاد الأديب رائد العمري من خلال كلمة الافتتاح التي ألقاها في الأصبوحة الختامية لفعاليات هذا الملتقى والذي شارك فيها كل من القاصة والروائية فداء الحديدي والروائية نيرمينة الرفاعي والقاصة رولا العمري والأديب القاص رائد العمري وبمشاركه القاصة إيمان زيادة والذي أدارت مفرداتها بامتياز الكاتبة دعاء الصفوري وسط حضور مميز من الأساتذة الجامعيين والإعلاميين والأدباء والطلبة حيث بدأت الفعاليه بكلمة ترحيبية ألقاها الأديب رائد العمري رئيس الملتقى وقال فيها: إننا اليوم في شراكة حقيقية مع مكتبة الحسين بن طلال جامعه اليرموك والذين عقدنا معهم اتفاقية على إقامة بعض الأنشطة الثقافية والتي بدأناها بملتقى القيصر للقصة القصيرة جدًا، وكذلك نشكر مديرية ثقافة إربد ممثلة بعطوفة مديرها الدكتور الشاعر سلطان الزغول على رعايته الكريمة لهذا الملتقى وليس غريبا على جامعتنا الحبيبه ومكتبتها التي حملت اسم الحسين الراحل - رحمه الله - وكذلك مديرية ثقافة إربد في دعم ورفد الثقافة الفاعلة الحقيقية وإننا في اتحاد القيصر اتخذنا على عاتقنا أن نسعى دائما في رفعة الأدب والثقافة والسعي لتحقيق أهدافنا ضمن رؤيتنا ورسالتنا المنبثقة عن رؤية ورسالة وزارة الثقافة الأردنية وكذلك رؤية سيد البلاد من خلال أوراقه النقاشية وإننا نسعى بأن يكون هذا الملتقى بشكل دوري وسنوي في موعده في كل عام، وإننا نشكر كل من شاركنا بالحضور وبالقراءات في هذا اليوم وكل من دعمنا لإنجاح فعاليات هذا الملتقى واهتم بالأدباء والمثقفين. بدورها بدأت القراءات الروائية والقاصة فداء الحديدي والتي تلت بعضا من نصوصها في القصة القصيرة جدًا التي لامست الواقع بأسلوب شيق اعتمد على التكثيف والرمزية في بعض قصصها، تلتها في القراءات الكاتبة نيرمينة الرفاعي التي قرأت عددا من الومضات القصصية التي تعتبر ضمن فن التوقيعات السرديه إذ أنها تميل إلى الرواية أكثر من القصة القصيرة جدا، وأما عن الكاتبة رولا العمري فقد قرأت بعضا من نصوصها التي شملت القصة القصيرة جدا والتوقيعات القصصية وكذلك بعضا من الخواطر والنصوص المفتوحة، فيما شاركت الكاتبة والقاصة إيمان زيادة ببعض من نصوص القصة القصيرة جدًا والتي عاينت الواقع، وختم القراءات الكاتب والأديب القاص رائد العمري بعدد من نصوصه في فن القصة القصيرة جدا بعدة عناوين منها: نص وفاتنة، براءة، بطاقة ، ورطة ، قدر، طهارة روح، هدف، صياد، انتهازي، تماثل، إخلاص ، ورحلة عمر.. وقد عاينت هذه النصوص للعمري الواقع الثقافي والاجتماعي واليتم والفقد وواقع الأنثى والعلاقات ما بين الشباب ولعبت فيها الأنثى دور الضحية في بعضها والانتهازية في أخرى، وانتقدت بعض العادات السلبيه التي يمارسها البعض. وفي ختام الفعالية قام عطوفة مدير ثقافة إربد الشاعر سلطان زغول يرافقه عطوفة مدير مكتبة الحسين بن طلال الأستاذ الدكتور محمد شخاتره ورئيس اتحاد القيصر الأديب رائد العمري بتكريم المشاركين في هذا اللقاء.

طبعة ثالثة من ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر
طبعة ثالثة من ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر

الدستور

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

طبعة ثالثة من ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر

عمان عن دار الخليج للدراسات والنشر صدرت الطبعة الثالثة من كتاب ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر في 194 ص تتقاسمها سبعة فصول في بابين اثنين. ففي الباب الأول يتناول الكتاب بالدراسة استدعاء النموذج الأندلسي في الشّعر مشيراً إلى بعض الشعراء والنصوص التي اتكأت على الرمز التاريخي الأندلسي والإسباني مفصلاً القول فيما يتراءى للباحث والدارس من رموز في شعر محمود درويش، بدءاً بمجموعته الشعرية الأولى «أوراق الزيتون» وانتهاءً بقصيدته المطولة: «أحد عشر كوكباً على المشهد الأندلسي» وبما أن لوركا يَعُدّ نفسه أندلسياً، وبما أن في شِعْره الكثير من الملامح والعادات والتقاليد العربية الإسلامية التي تتجلى في مسرحياته بوجه خاص، فقد تناول المؤلّف في الفصل الثاني تأثير مقتله في قصائد من الشعر العربي لشعراء عدّة منهم إبراهيم نصر الله، وعبد الوهاب البياتي، وسميح القاسم، وسعدي يوسف وأدونيس ومحمد عفيفي مطر وأحمد عبد المعطي حجازي. وعلى نحو أكثر تفصيلاً وعمقاً تناول المؤلف في الفصل الثالث تأثير لوركا الأندلسي في شعر محمد القيسي. وانتفع في هذا التناول من منهج الدراسات التقابلية، والمقارِنَة، معتمداً على المجموعة المختارة من أشعار لوركا Selected Poems إلى جانب ما تُرْجم من أشعاره إلى العربيّة في أزمنة متباعدة، وعواصم عربية متعددة. وعلى الرغم من أنّ «قصيدة النثر»، أو ما يوصف عادة بذلك، لا تسهم في كثير من نماذجها باستدعاء النموذج الأندلسي، فقد لفت في الفصل الرابع الانتباه إلى نصٌّ شعري لأمجد ناصر صدر عن دار النهار في بيروت (1996) بعنوان «مرتقي الأنفاس» لا لكونه قصيدة نثر بل لما فيه من توظيف تطبيقي لفكرة القناع القائمة على الإفادة من شخصية أبي عبد الله الصغير – آخر سلاطين الأندلس- وقد ظهر بعض التطابق، وبعض الاختلاف، في قصيدتي درويش «أحد عشر كوكباً» وقصيدة أمجد ناصر «مرتقى الأنفاس» مما شجّع المؤلف الباحث على تناول الظلال الأندلسية في هذا النص من غير أن يغفل عن الطبيعة الرجراجة، والإشكالية، لقصيدة النثر، سواء من حيث مغالطات التعريف، أو إشكالية البنية. أما الباب الثاني فقد أفرده المؤلف لثلاثة فصول تناولت ما في الأدب الشعبي من أصداء أندلسية وإسبانية امتزجت امتزاجاً عجيباً ومدهشاً ولظل الأندلسية في ثلاث من الروايات المتردمة لكل من أنطونيو غلالا طارق علي وأمين معلوف وهو لبناني يكتب بالفرنسية وقد ترجمت روايته ليون الأفريقي للعربية وصدرت في بيروت. ومما يلفت الأنظار ما كتبه، ودونه، الأمريكي واشنطن ارفنغ (1783- 1859) في كتابه « قصص الحمراء» Al-Hambra Tales من حكايات تلقي الضوء على العلائق الوجدانية، والثقافية، والروحية،بين مسلمي الأندلس، والإسبان، سواءٌ في زمن الحكم العربي أو بعده. لاسيما تصويره العلاقات الغرامية التي تصل بين عربيّة وإسباني، أو إسبانيّةٍ وعربيّ، أو العكس. والتنبيه على روح التسامح التي سادت العلاقات بين الفريقين حقباً طوالاً من الدهر. ويضم الباب أيضاً بحثاً عن الرواية التي تتّخذ من الأندلس – زمن السقوط وبعده - محوراً لها. وفي هذا الشأن لا بأْس من الإشارة للفصل السادس الموسوم أصداء الأندلس وظلالها في ثلاث روايات ، إذ هو دراسة نصّية لروايات تتناول شريحة تاريخية واحدة، تجري وقائعها في السنوات التي تلت سقوط غرناطة عام 1492. ومن هذا المنظور التقابلي يتّضح لنا أن وجهة النظر Point of view التي تسيطر على الكاتب تحدد المصير النهائي للأحداث، والأبطال، وتجعل المحتوى الذي ينسجم مع وجهة النظر تلك مؤثراً تأثيراً كبيراً في بِنْية العمل الأدبي، وعلاماته الدلاليّة من شخوصٍ سردية، وأزْمنة، وأماكن، وعلاقاتٍ وسرود متقاطِعة تَمْزِجُ التّاريخ –بمفهومه المجرّد- بالمتخيّل الأدبي.وأوضح الفروق بين رؤى الروائيين الثلاثة تتجلى في أن الإسباني غالا حاول تصحيح الرؤية التاريخية لسقوط الأندلس وإعادة النظر في مسؤولية أبي عبد الله الصغير عن هذا السقوط وفي هذا يلتقي مع أمجد ناصر في نمرتقى الأتنفاس وأما طارق علي فقد أبرز ما قام به الأندليون من ثورات ضد الإسبان ولا سيما ما يعرف بانتفاضة البشرات. واختلف أمين معلوف عن الاثنين باختيار حبكة سردية فتحت للنموذج الأندلس أبي الحسن الوزان أفقا كونيا ترك بصماته في التاريخ الثقافي في العالم المتمدد على شواطئ المتوسط. وغير بعيد عن هذا السياق ما يجده القارئ في الفصل السابع والأخير عن ثلاثية رضوى عاشور الموسومة «بثلاثية غرناطة» وإذا كان لابدّ من ملاحظات يذكرها المؤلف - ها هنا - عن هذه الرواية فإن فيها الكثير مما هو مستوحى من رواية طارق علي في ظلال الرمان . يذكر أن الطبعة الأولى من هذا الكتاب صدرت عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق سنة 2000 وفي سنة 2010 صدرت منه طبعة ثانية عن دار مجدلاوي بعمان، التي أضافت للعنوان الأصلي عنوانا فرعيا وهو مساهمة في الأدب المقارن. وهذه هي الطبعة الثالثة التي تختلف عن الطبعتين بمزيد من التنقيخ والتدقيق في الهوامش، إذ اتضح أن الطبعتين السابقتين لم تخلوا من بعض الأخطاء الطباعية، وبعض النقص.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store