أحدث الأخبار مع #سعيديعقوب


شبكة أنباء شفا
منذ 6 أيام
- ترفيه
- شبكة أنباء شفا
منارات الإبداع ووهج الوفاء ، قراءة نقدية في كتاب 'منارات إبداعية' للأستاذ الكاتب رائد وجيه عساف ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات
منارات الإبداع ووهج الوفاء: قراءة نقدية في كتاب 'منارات إبداعية' للأستاذ الكاتب رائد وجيه عساف ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات في زمنٍ تعصف به رياح التهميش، وتبهت فيه ملامح الوفاء شيئًا فشيئًا، يأتي كتاب 'منارات إبداعية' ليكون كمئذنة شاهقة تضيء فضاء الثقافة العربية، وتبعث في النفوس رجاءً نبيلاً بأنّ للمبدعين في حياتهم من يلتفت إليهم، يقدّر عطاءهم، ويكتب أسماءهم لا على شواهد القبور، بل على صفحات المجد والاعتراف. إنه ليس مجرد كتاب، بل هو وثيقة وجدانية، ومشروع حضاري، وإضاءة إنسانية سامقة، يقف خلفه قلم شفيف، ينبض بالصدق، ويؤمن بأنّ النبل يبدأ بكلمة شكر تُقال في الوقت المناسب، وأن الوفاء لا قيمة له إن جاء بعد الغياب. الإهداء : وشاح من الحب يُهدى لغزة ومبدعي الأمة ما إن يفتح القارئ الكتاب، حتى يلفحه نسيم الإخلاص في الإهداء؛ إذ لا يختبئ الكاتب خلف مجاملات شكلية أو عبارات تقليدية، بل يصوغ إهداءه بدم القلب ونبض الضمير. غزة – مدينة الشموخ والجراح – تتصدر الإهداء، كأنها لؤلؤة مضيئة في تاج هذا العمل. ثم يتجه الكاتب ببوصلته نحو كل مبدع استحق التكريم، وكل من لم يُكرم بعد، مؤكداً أنّ الاعتراف بالجميل ليس فضلاً، بل واجب إنسانيّ وأخلاقيّ لا يسقط بالتقادم. إن هذا الإهداء ليس افتتاحية، بل أيقونة فلسفية تعبّر عن جوهر الكتاب: أن يكون للمبدع نورٌ في حياته، لا شمعة تُشعل فوق قبره. اللغة والأسلوب : عزف أدبي على وتر الصدق. ما يميز أسلوب الأستاذ الكاتب رائد عساف هو تلك اللغة الرقراقة التي تنساب من القلب إلى القلب، دون تكلف ولا تصنع، لكنها مشبعة بالحسّ الأدبي العميق، وبالعذوبة التي لا تنفصل عن الحكمة. هو لا يكتب سيراً باردة، بل يحيك من الكلمات عباءات دافئة تُكسي بها المبدعين وهم أحياء، مانحاً كل شخصية بُعدها الإنساني قبل المهني، مستحضراً صوتها الداخلي، ونبض مسيرتها، وكأنّ القارئ يجلس في حضرة تلك القامة، لا يقرأ عنها من بعيد. فكرة الكتاب: انتصار للضوء في زمن الظلال في مجتمعاتٍ تؤرّخ للموتى وتنسى الأحياء، يشقّ هذا الكتاب طريقه كضوء في نفق، يعلن بأنّ التكريم لا يجب أن يكون مرادفاً للفقد، بل امتداداً للحياة. لقد تأسس 'الفريق الإبداعي' عام 2014 كمنصة تطوعية، تمارس ثقافة الاعتراف الحيّ، وتؤمن بأنّ الإبداع ليس نُصباً يُشيَّد، بل شجرةٌ تُسقى بالعناية والاحتفاء. وفي هذا السياق، قدّم الكتاب مئة شخصية، لا كأرقام ٍ جافة، بل ككواكب لها مداراتها، ومساراتها، وبصماتها، من الشعراء الذين نسجوا اللغة من الحنين، إلى الرياضيين الذين كتبوا أسماءهم فوق مضمار الإنجاز، إلى الأطباء، والفنانين، والخطاطين، والمعلمين الذين بنوا حضاراتهم بالحرف والنَفَس الطويل. قراءات مختارة : حين يكون الإنسان هو الإنجاز الشاعر محمد خضير في 'منارات إبداعية'، تتوقف الصفحات عند شاعر يكتب بقلب من شغف، وعين من دهشة، وقلم من صدق. محمد خضير شاعر استطاع أن يحوّل تفاصيل الحياة اليومية إلى قصائد تنبض بالروح، متجذر في الأرض، منفتح على الحلم، يحمل على كتفيه قضية الإنسان العربي، ويغزل من كلماته جسوراً من الأمل. تكريمه لم يكن مجرد عرفان، بل احتفاء بشاعر ينتمي للكلمة الحرة والشعور المتدفق. الشاعر سعيد يعقوب من القامات الشعرية التي تألقت في المشهد الثقافي الأردني والعربي، يأتي الشاعر سعيد يعقوب كصوتٍ عذب يحمل على أجنحة شعره عبق التراث، ودفء اللغة، وسمو الحكمة. استطاع أن يجمع بين الجزالة والرشاقة، بين المضمون والوجدان، فاستحق أن يُكرَّم لا فقط لقصائده، بل لأثره في وجدان قرائه الذين يجدون في شعره مرآة الروح. الشاعر شفيق العطاونة حين يجتمع الشعر بالثقافة، والموهبة بالرؤية، نجد الشاعر شفيق العطاونة. شاعر لا يكتب بالكلمات فقط، بل بنبضات القلب وإيقاع الروح. وهو ليس فقط مبدعاً شعرياً، بل أحد الأركان الثقافية في الفريق الإبداعي، ترك بصمته في هذا الكتاب كراعٍ أدبي ومرافق حقيقي لكل مكرَّم. كلماته تنبع من أصالة الجنوب وكرامة الكلمة، وتصل إلى عمق الإنسان بصدقها وعذوبتها. الدكتور صلاح جرار : الشاعر، الأكاديمي، ووزير الثقافة الأسبق ليس غريباً أن يتقدّم هذا العمل بكلمات من الدكتور صلاح جرار، قامة فكرية وأدبية سامقة، وأحد الأصوات النادرة التي جمعت بين العمق الأكاديمي وحرارة الشعر. قدّم للكتاب مقدمةً بليغةً استعرض فيها الإرث العربي في تكريم العلماء والمبدعين، مؤكداً أن الاحتفاء بالإنجاز هو وجه من وجوه الحضارة، وأن رائد عساف يسير على هذا الدرب النبيل. الدكتور جرار هو ليس مجرد مقدم للكتاب، بل شاهد أصيل على أهمية المشروع ومساند له بفكره ووجدانه. الدكتور أيمن العتوم : هو ليس مجرد شاعر وروائي، بل هو قنديل أدبي، ينثر الحبر على جراح الأمة، ويحول القيد إلى قصيدة، والزمن إلى صرخة حرية. لم يكتفِ الفريق الإبداعي بمنحه درعًا، بل سلّط الضوء على عطائه كمناضل بالكلمة، وكخطيب للغة العربية في زمنٍ بدأت فيه الحروف تذبل. الروائي جلال برجس : من قوس الهندسة إلى شرفة الأدب، خطا جلال برجس خطواته، حتى اعتلى منصة البوكر. تكريمه لم يكن مديحاً، بل اعترافاً بعقلٍ أبدع وجسرٍ مدّ اللغة من الشرق إلى العالم. لقد كتب له الفريق الإبداعي صفحة من ضوء، تشهد بأنّ الطيران لا يكون فقط بالأجنحة، بل بالكلمات. الشاعر تيسير الشماسين : لقّبه النقاد بـ'حكيم الشعراء'، ولم يأتِ هذا اللقب اعتباطًا، بل لأنه حوّل القصيدة إلى مرآةٍ فلسفية تعكس حكمة الحياة. احتفى به الكتاب كمنارة فكر، لا فقط ككاتب أبيات، وجاءت كلماته كأوتارٍ تعزف نغمة الصمت العميق الذي يسبق البصيرة. معالي الشاعر حيدر محمود : هو ذاكرة وطن، وصوت أجيال. كتاب 'منارات إبداعية' لم يكرّمه كوزير أو مسؤول، بل كمهندس وجداني بنى قلاع الانتماء بالكلمة. جاءت كلماته في الكتاب كرجع صدى لضميرٍ أردنيّ أصيل لا يزال ينبض في وجدان الأمة. الروائية عنان محروس : صوت الإبداع ومديرة حفل الإشهار من بين الأسماء اللامعة التي أضاءت فضاء حفل إشهار منارات إبداعية، برزت الروائية عنان محروس كواحدة من الوجوه الثقافية التي تجمع بين الأدب والحضور المجتمعي المميز. هي ليست فقط قلماً سردياً أنيقاً، بل روحاً أدبية مرهفة تدرك جيداً كيف تلامس الكلمة قلب القارئ وتفتح أمامه أبواب التأمل. تألقت عنان محروس في حفل الإشهار، فكانت مقدمة ومُديرة الحفل باقتدار، جمعت بين الاتزان والذوق، وبين المهنية والإحساس العالي بقيمة الحدث. أسلوبها الرصين وصوتها المفعم بالثقافة منحا المناسبة طابعاً راقياً، يعكس شخصيتها الأدبية المتفردة، ووعيها بأهمية التكريم كفعل ثقافي وإنساني. عنان محروس، بروائياتها ومقالاتها ومواقفها، تمثل وجهاً مشرقاً من وجوه الأدب النسوي المعاصر في الأردن، وهي شاهد آخر على أن الإبداع لا يتوقف عند النص، بل يمتد إلى الفعل، والتقديم، والإدارة، والانخراط النبيل في المشهد الثقافي. لكم جميعاً، كل الاحترام والتقدير… وستبقى مناراتكم مشتعلة في الذاكرة والقلب. اعتذار محب لكل من لم نكتب عنه وفي هذا المقام، نتوجه بكل الحب والاعتزاز إلى جميع الشخصيات الإبداعية التي وردت في كتاب منارات إبداعية، واللواتي لم يتسنَّ لنا الإضاءة على سيرهن المضيئة في هذا المقال. ضيق المساحة لا يقلل من عمق تقديرنا، فكل من ورد اسمه في هذا السفر الوفيّ هو منارة حقيقية تضيء سماء الوطن. رسالة الفريق الإبداعي: شمعة ضد العتمة. ليس سهلاً أن تكرّم، لا سيما في عالمٍ يصفق للصخب وينسى الصمت المضيء. لكن الفريق الإبداعي، بروحه النقية، ومبادئه الواضحة، اختار أن يضيء لكل مبدع شمعة في دربه. لم تكن اختياراته عشوائية، بل بنيت على معايير علمية وجمالية وأخلاقية تُعلي من شأن الإنجاز المرتبط بالمسؤولية المجتمعية. خاتمة الكتاب : وعدٌ لا ختام رغم أن الكتاب ختم صفحاته، إلا أنه لم يغلق أبواب المشروع. بل أعلن الكاتب – بروح متواضعة وواثقة – أن هذا الجزء هو نقطة في بحر، لا نهاية في كتاب، وأنه سيواصل طريق التوثيق والتكريم، حاملاً لواء الثقافة النبيلة، في وجه نسيانٍ ثقيل وذاكرة قصيرة. منارات تضيء القلب قبل العقل 'منارات إبداعية' ليس فقط عنواناً لكتاب، بل فلسفة حياة، ومنهج وفاء، وثقافة اعتراف وجميل. هو دعوة لنا جميعاً أن نعيد ترتيب أولوياتنا الثقافية، فنلتفت لمن يصنعون المجد بصمت، ونكتب عنهم، ونحتفي بهم، ونكرّمهم قبل أن يطويهم الظل. رائد عساف، لم يكتب حروفاً، بل زرع منارات في خصر العتمة. فله التقدير كله، ولكل من شاركه الحلم حتى صار حقيقة. هذا العمل لا يُقرأ مرة واحدة، بل يُعاد إليه، كما يعود الظمآن إلى النبع، وكما يعود المسافر إلى الضوء بعد طول سفر. رائعٌ أنت أيها الكاتب الأستاذ رائد عساف، فقد منحت للثقافة العربية قبساً من الوفاء، وحولت الكلمات إلى شرفاتٍ يطل منها المبدعون على مجدهم وهم أحياء.

الدستور
منذ 7 أيام
- منوعات
- الدستور
الباحثة زمزم البداينة تتأمل المرأة الفلسطينية في شعر سعيد يعقوب
مؤتة حصلت الطالبة الباحثة زمزم البداينة على درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا في جامعة مؤتة، عن أطروحتها الموسومة بـ»المرأة الفلسطينية في شعر سعيد يعقوب» بعد مناقشتها من اللجنة العلمية المؤلفة من أ. د. ريم المرايات مشرفا ورئيسا وأ. د. فايز القيسي عضوا ود. عامر الصرايرة عضوا ود. أسماء الزريقات مشرفا خارجيا. وهدفُت الدراسة إلى إبرازِ صورةِ المرأةِ الفلسطينيةِ المقاوِمةِ كما تجلّتْ في شعرِ الشاعرِ الأردني سعيد يعقوب، حيثُ وقفتْ هذه الدراسةُ عندَ الصورةِ الناصعةِ للمرأةِ الفلسطينيةِ القويةِ المرابطة، التي وقفتْ إلى جانبِ الرجلِ الفلسطيني في الدفاعِ عن أرضِها وعرضِها ومقدساتِها، وفي المطالبةِ بإقامةِ دولتِها الفلسطينيةِ المستقلة، وطردِ العدو المغتصب، وفي تربيةِ الأجيالِ القادرةِ على الصمودِ والتحدي في ميادينِ البطولةِ والجهاد. وحتى تصلَ الدراسةُ إلى هدفها المنشود، فقد قسمت إلى مقدمةٍ وثلاثةِ فصولٍ وخاتمة، تناولت المقدمة الحديثَ عن حياةِ الشاعر ونشأتِه وأعمالهِ الشعرية، وعن صورةِ المرأةِ المقاومةِ في التراثِ الشعري العربي، وناقشت في الفصلِ الأولِ دوافعَ المقاومةِ وأسبابَها الدينيةَ، والسياسيةَ والاجتماعية، وبيّنت في الفصلِ الثاني صورةَ المرأةِ الفلسطينيةِ المقاومةِ، والمقاتلةِ، والمرابطةِ، والمربيةِ، والداعمة، وتوقفت في الفصلِ الأخيرِ عندَ البناءِ الفني والأسلوبي لشعرِ المقاومة في قصائدِ سعيد يعقوب كالتناص، والانزياح، والتكرار. وختمت الدراسة بخلاصةٍ تضمنت مجملَ النتائجِ التي وصلت إليها، وبقائمةِ المصادرِ والمراجعِ، التي اعتمدت عليها الباحثة وأفادت منها. وقد اعتمدت الدراسة بشكلٍ أساسي على المنهجِ الوصفي التحليلي، فتوقفت عندَ النصوصِ الشعريةِ موضوعِ الدراسة، وقرأتها قراءةً دقيقةً، وحلّلتُها تحليلاً فنياً من حيث الشكل والمضمون. وقد استعانت في ذلك بأبحاثٍ ودراساتٍ ومقالاتٍ تناولت شعر سعيد يعقوب بالدراسة والتحليل، كما أفادت من عددٍ كبيرٍ من المصادر والمراجع التي أعانت على إعدادِ هذه الرسالة. وأظهرت الدراسة أنّ الشاعرَ سعيد يعقوب رسمَ للمرأة الفلسطينية المقاومة صورةً واضحةً، بوصفها أيقونةً للصمودِ والنضال والوقوفِ في وجه الاحتلالِ الصهيوني منذُ بداياتِ القضيةِ الفلسطينية، وقد برزَ دورُها في فترةِ الانتداب من خلالِ مشاركتِها في المظاهراتِ والمسيراتِ المناهضةِ للاستعمار، وفي مشاركةِ المجاهدين في الدفاعِ عن الأرضِ، ومواجهِ المحتلِ الغاصب، وتقديمِ العونِ والمساعدةِ لهم، والرباطِ معهم في ساحاتِ المسجدِ الأقصى، هذا فضلاً عن دورِها المهمِ في إعدادِ الأجيالِ، وتعبئتِها تعبئةً إيمانيةً جهادية، وتهيئتِها لتكونَ مشاريعَ للشهادةِ والبطولةِ والفداء. وقد ربطَ الشاعرُ بينَها وبينَ شخصياتٍ تراثيةٍ كان لها حضورٌ واضحٌ في التاريخِ العربي الإسلامي المجيد كأسماءَ بنتِ أبي بكر وفاطمةَ والخنساءَ وسميةَ؛ ليظهرَ ذلك الدورَ الكبيرَ لها في صناعةِ المجدِ والكرامةِ. وقد وظفّ الشاعرُ في نصوصهِ الشعريةِ تقنياتٍ أسلوبيةً لإبرازِ تلك الصورةِ من خلالِ التناص بكلّ أشكاله، واستدعاءِ الشخصياتِ التاريخيةِ والدينية، والانزياحِ بأنماطهِ المختلفة، والتكرارِ بأنواعهِ المتعددة؛ ما كان له أثرٌ واضحٌ في تجميلِ أبعاِد الصورةِ الفنية وتحسينها، ما منح شعرَه طابعاً جمالياً فنياً.

الدستور
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
«عودة القبرات» ديوان جديد للشاعرة تفاحة بطارسه
عمانعن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع بعمّان، وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية، صدر حديثا ديوان شعر جديد للشاعرة الأردنية تفاحة بطارسه، يحمل عنوان «عوْدة القبّرات» يقع الديوان في مئتين وعشر صفحاتٍ، من القطْع المتوسط، ويتضمّن أربعين قصيدةً، جاءت على نمط شعر التفعيلة، وتعبّر عن هواجس الشاعرة وجدانيا ووطنيا وإنسانيا، وتظهر مكنونات نفسها عبر لغة شعرية شفيفة حالمة، تتكئ على الخيال والمجاز والانزياح ونسج متقن للصور الشّعرية المبتكرة، التي تفتح أمام القارئ أمداء شاسعة للتحليق في سماء الإبداع.الديوان الذي كتب مقدمته الشاعر سعيد يعقوب لم يغفل الهَمَّ الوطنيّ والقوميّ وما يجري في غزّة بلغة غير مباشرة ولا أثر للتقريرية فيها، وإنما من خلال الإيحاء والترميز نلحظ ذلك في قصيدة ظافر وجواد، وقصيدة خلف الحدود، وغيرها من القصائد، وممّا جاء في مقدمة الشاعر سعيد يعقوب للديوان قوله:«... قلتُ مرارا في مواطنَ كثيرةٍ إن علامة الكتاب الجيّد وآيته هي في الرغبة في إعادة قراءته بعد الانتهاء منه، وهذا ما رغبت به بعد قراءة هذا الديوان الماتع الرائع للشاعرة الفذة تفاحة بطارسة، فما الذي دفعني لإعادة قراءته مرارا وتكرارا، وكلما قرأته تجدّدت عندي الرغبة ألا ينتهي، لأبقى مسافرا فيه برحلة مع الجمال والسمو والنقاء، محلّقا في ذرا النشوة والمتعة والجمال، وحين أسأل نفسي هذا السؤال أجد الإجابة تكمن في أني وجدت فيه صدقا نفتقده في كثير ممّا نقرأ، صدقا مع النفس، وصدقا مع الحرف، وصدقا مع المعنى، وصدقا مع التعبير عن أدق خفايا النفس وهواجسها وحنينها وشوقها، ووجدت فيه نقاء يزيل عن النفس ما يَعْتَوِرُها من كَبَد الحياة وشقائها، ففيه بلسم للجراح ودواء للهموم وترياق للآلام كلّ ذلك وجدته في هذا الديوان وأكثر، فنحن إزاء شاعرة مرهفة وشفيفة صادقة ونقيّة وصاحبة تجربة عميقة مع الحرف والكلمة والموقف، تمثّلت في عدد من الدواوين السابقة التي نشرتها، واطَّلعتُ عليها، وكان هذا رأيي في ما كتبَتْه وتعزّز إيماني بهذا الرأي في هذا الديوان الجميل، ولطالما قلتُ إن الشعر هو الشاعر نفسه وترجمان أمين على نبض روحه، وصدق إحساسه ونبل عواطفه، ولا فصل بين الشاعر وشعره، إلا إذا أمكننا الفصل بين النسيم والعطر وبين الخمرة ومذاقها والوتر والأنغام والزهرة ولونها والشعاع وبريقه، والشعر هو نعمة السماء للإنسان وهدية الطبيعة للأرواح، فهو ملاذه حين تنكدر الحياة وتسْوَدُّ آفاقها ويهدر ضجيجها ويكثر شرها، فهو القيثارة التي توضع بين يدَي الأرواح المنكسرة والقلوب المحطَّمة، والنفوس الجريحة والعقول الرافضة للظلم والهوان والقبح والذل، لتنفث عبرها ما تحس به من رضا أو غضب، ومن فرح أو حزن، ومن أمل أو ألم، وهو العالم الموازي الذي يخلقه الشاعر لواقعه المرفوض ليصنع من خلاله جنته التي يشيدها بأحلامه ورؤاه، ويوشيها بأمانيه وعواطفه، ويزنّرها بأزهاره الحالمة وورده العاطر الشذيّ، ويُجري فيها الأنهار الدافقة، ويزرعها بأشجار خياله الباسق، ويملأ أمداءَها بأناشيده المقدَّسة، وهو حين يفعل ذلك لا يسير في طريق الخلاص لنفسه فقط، وإنما يجذب إليه كلَّ المتعبين الذين يبحثون عن الخلاص ويتطلعون إليه، بل نذهب أبعد من ذلك إذا قلنا إن الشعر شفاء لِما في الصدور، ودواء للأعصاب المنهكة، وراحة لما في العقول المتعبة، وأمان للنفوس المكدودة..».ومن عناوين القصائد في الديوان نقرأ: عودة القبّرات، القربان، الشقيقان ظافر وجواد، نداء القلب، سراب، الصرخة، اغتراب، وهم واستسلام ...، ومن قصيدة بعنوان ألا تدري نقرأ: ألا تدري بأن الأسْر في عينيكَ أمنيتي/ وأن الدفء بين يديكَ محرقتي/ ونبض الشوق في جنبيكَ أوردتي/ وتلك الأحرف الحيرى على شفتيكَ مصباحي وقنديلي بليل التّيهِ إذْ أسْري لبحر التّيه في عينيكَ أغنيتي...

الدستور
٠٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
أناشيدُ النَّصْرِ ديوان جماعيّ لشعراء من الوطن العربيّ
عمان عن دار الخليج للنشر والتوزيع بعمان صدر حديثا ديوان شعريٌّ جماعيٌّ، بمشاركة شعراء من الوطن العربي، حمل عنوان «أناشيد النصر»، الديوان يقع في مئتين وعشرين صفحة من القطع الكبير، وشارك به مئة شاعر وشاعرة من شتى أقطار الوطن العربيّ، كان نصفهم من الأردنّ، كتب مقدّمة الديوان الدكتور إبراهيم طلحة، أستاذ اللسانيات في جامعة صنعاء اليمن، أعدَّ الديوان وحرَّره وأشرف عليه، الأستاذ الدكتور صلاح جرَّار والشاعر الأردنيّ سعيد يعقوب. ويأتي هذا الديوان ضمن سلسلة من الإصدارات الشعريّة الجماعيّة، بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، سبقه ديوان رباعيات جنين، وديوان طوفان الأقصى، وديوان سلام على الشهداء، وهي دواوين تصوّر العدوان الصهيونيّ على قطاع غزة، وبشاعة حرب الإبادة والتطهير العرقيّ، ومحاولات تهجير سكان قطاع غزّة والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، والانتهاكات الصارخة للعدو الصهيونيّ، الذي ضرب عرض الحائط بكلّ الخطوط الحمر، والقوانين والمعاهدات الدولية، وحقوق الإنسان، مما أسفر عن ارتقاء ما يزيد عن خمسين ألف شهيد، جلُّهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يزيد عن مئة ألف جريح، في ظلّ تجويع مستمر، وقطع لخطوط الماء والكهرباء، وحصار طويل للسكان المدنيين العُزَّل وعدم إدخال للمساعدات الإنسانية الأساسية، ممّا يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، تدينها الشرائع السماويّة والقوانين الأرضيّة، على مرأى ومسمع من العالم الذي يكيل بمكيالين. وجاءت القصائد تحمل مضامين تصوّر بشاعة هذه الجرائم، وتتحدَّث عن الصمود البطوليّ للشّعب الفلسطينيّ على أرضه والتمسك بحقوقه، وتشيد ببطولاته في الدفاع عن أرضه وعرضه ومقدساته ووجوده، أمام آلة الحرب الصهيونيّة، وكان موقف الشعراء العرب واضحا لا لبس فيه، في انحيازهم من خلال هذه القصائد للحقّ الفلسطينيّ الصريح، ممّا يعكس وحْدَة الشّعور لدى أبناء الوطن العربيّ في ضرورة مناصرة الشعب الفلسطينيّ، والوقوف إلى جانبه، ودعمه بكلّ الوسائل والسُّبل، ولا سيما بالكلمة الشعريّة المُحَمَّلَة على جناح الفن والإبداع، ولما لهذه الكلمة من أثر في العقل والوجدان العربيّ والإنسانيّ. ومما جاء في مقدِّمة الدكتور إبراهيم طلحة قوله: «.. كانت القضية الفلسطينية -وما تزال- قضية الأُمَّة كلها، وقضية أحرار العالم جميعًا، وقد قال فيها الشعراء ما قالوا منذ سنوات النكبة والنكسة إلى سنوات النضال والمقاومة، لكن ما قاله شعراء «أناشيد النصر»، وهو هذا الديوان الجديد الذي بين أيدينا، يأتي مكلَّلًا بشواهد البطولة والتضحية التي سطّرتها غزّة العِزّة، في مواجهة أعتى آلة حربية همجيّة شهدتها البشريّة. إن هذا الديوان القيِّم لَيمثِّلُ بادرةً مسؤولةً من بوادر الحِراك الأدبيّ والثقافيّ، ونموذجًا منشودًا من نماذج تراصّ البنيان بين أبناء الجسد الواحد...» وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور صلاح جرار قد أصدر مؤخرا كتابا نثريا، تضمَّن مقالاته الصحفية التي نشرها بعد أحداث غزَّة الأخيرة في كتاب وَسَمَه بـ»صرخات نازفة» وأصدر ديوانا شعريا مناصفة مع الشاعر سعيد يعقوب حمل عنوان «ضرية القرن» أمَّا الشاعر سعيد يعقوب صاحب ديوان «غزّة تنتصر» الصادر عام 2014 فقد أصدر بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023 منفردا الدواوين التالية: «من مسافة صفر» و»لِلحديث بقيَّة» و»وَكَرَّةٌ خاسِرَة».

الدستور
٠٢-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
«كَرَّةٌ خاسِرَةٌ» ديوانٌ جديدٌ لسعيد يعقوب ينتصر لتضحيات غزة ورفض أهلها التهجير
نضال برقانصدر حديثا عن دار الخليج للنشر والتوزيع بعمان ديوان جديد، للشاعر الأردني سعيد يعقوب، بعنوان «كَرَّةٌ خاسِرَة» الديوان الجديد ليعقوب يقع في مئة وخمسين صفحة، من القطع المتوسط، ويضمُّ بين دفتيه أربعا وثلاثين قصيدة تتناول في مضامينها الأحداث الجارية في قطاع غزَّة، والعدوان الصهيوني على أهلها، وتصوّر البطولة والتضحية والصمود لأهلها وتشبثهم بالبقاء على أرضها، ورفضهم للتهجير، وتحدثت بعض القصائد عن الشهداء، ونساء غزة أمهات الشهداء، الديوان الذي كتبت مقدمته أستاذة الأدب الحديث في جامعة اليرموك، وشاغل كرسي عرار للدراسات، الدكتورة ليندا عبيد العياصرة، جاء إهداؤه إلى والدة الشاعر التي رحلت إلى جوار ربها مؤخرا وممَّا جاء في مقدمة الديوان للدكتورة العياصرة:«.. تأتي تجربة سعيد يعقوب الشعرية متخلّقة من رحم المعاناة الجماعية التي تندغم بها الذات الشاعرة، لتشي بشاعر متقن متملك لأدواته الفنية، متملك لموهبة نفيسة ثريّة، ينتصر إلى قضية شعبه، ينسج قصيدة المقاومة، يغنّي لقنطرة الشهداء، ورحلة العبور الخالدة إلى النور. يستنهض الهمم، ويرتدي الهويّة عباءة ويكسوها انتماء، ضمن بناء فنيّ متماسك، وتشكيل وجدانيّ يكسوه الحنين والاشتياق، ترقّ به الروح حينا، إذ تتجلّى الأم والحبيبة، وإذ يحضر الوطن الملاذ، ثم يتصاعد الإيقاع قوة وخشونة، وتحتقن الروح بالألم حين يحضر الظلم، ويتجلّى الدمار والموت، وتتبدّى صور العدوّ بقبحه وهمجيته وحقده، وإذ تمتلئ الأمكنة بالخيبة والخيانة والخذلان حينا آخر.يشكّل سعيد يعقوب تجربة شعريّة غنيّة تستحقّ الدّراسة والاهتمام، يجدّد دون أن يخذل القديم، يعتني ببناء القصيدة، وينفث فيها من روحه فيبعث بها الجمر فينسلّ إليها نسغ الحياة.والشاعر الفنان لا يعنى بالمضامين على حساب الفنّ، بل يعتني بالجملة الشعريّة إنشائيّة أو خبريّة، يعنى بتشكيل الصورة الفنيّة الشعريّة، ويمزج بين الواقع والخيال، وبتراسل الحواس، واللغة العاليّة، ويتناغم إيقاعه الموسيقى مع المضامين على اختلافها، دون أن يغرق في دائرة الغموض والتعقيد التي قد تفقد قصيدة المقاومة مهمتها بالوصول إلى الجمهور على اختلاف شرائحه وتشكيله الثقافي، فلا تطلّ قصيدة سعيد يعقوب على الجمهور من أبراج نائية عالية، فالشعر الملتزم يحمل قضية ورسالة لا تتحقّق دون الوصول إلى المتلقي المستهدف لتؤثّر فيه...»ومن عناوين قصائد الديوان نقرأ نهاية التاريخ وسقوط الحضارة، آمنت بالشعب العظيم، شعب لا يُهزم، نساء غزة أمهات الشهداء، القدس بوصلة، النصر الأعظم...وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر سعيد يعقوب مواليد مدينة مادبا عام سبعة وستين وتسعمئة وألف، حصل على كثير من الجوائز المحلية والعربية، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، حصل على عديد من الجوائز المحلية والعربية، دخلت قصائده في المناهج الأردنية والفلسطينية، أصدر ما يزيد على خمسة وثلاثين ديوانا شعريا منها: قسمات عربية، نسمات أردنية، مقدسيات، عبير الشهداء، غزة تنتصر، بيت القصيد، وغيرها كثير، وقد تناول شعره بالبحث والدراسة كثير من النقاد والأدباء، ووضعت حول تجربته الشعرية عدة مؤلفات ومجموعة من رسائل الماجستير والدكتوراه ونشرت حول شعره أبحاث محكمة في عدد كبير من المجلات الجامعية المتخصصة في البلدان العربية.