الباحثة زمزم البداينة تتأمل المرأة الفلسطينية في شعر سعيد يعقوب
مؤتة
حصلت الطالبة الباحثة زمزم البداينة على درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا في جامعة مؤتة، عن أطروحتها الموسومة بـ»المرأة الفلسطينية في شعر سعيد يعقوب» بعد مناقشتها من اللجنة العلمية المؤلفة من أ. د. ريم المرايات مشرفا ورئيسا وأ. د. فايز القيسي عضوا ود. عامر الصرايرة عضوا ود. أسماء الزريقات مشرفا خارجيا.
وهدفُت الدراسة إلى إبرازِ صورةِ المرأةِ الفلسطينيةِ المقاوِمةِ كما تجلّتْ في شعرِ الشاعرِ الأردني سعيد يعقوب، حيثُ وقفتْ هذه الدراسةُ عندَ الصورةِ الناصعةِ للمرأةِ الفلسطينيةِ القويةِ المرابطة، التي وقفتْ إلى جانبِ الرجلِ الفلسطيني في الدفاعِ عن أرضِها وعرضِها ومقدساتِها، وفي المطالبةِ بإقامةِ دولتِها الفلسطينيةِ المستقلة، وطردِ العدو المغتصب، وفي تربيةِ الأجيالِ القادرةِ على الصمودِ والتحدي في ميادينِ البطولةِ والجهاد.
وحتى تصلَ الدراسةُ إلى هدفها المنشود، فقد قسمت إلى مقدمةٍ وثلاثةِ فصولٍ وخاتمة، تناولت المقدمة الحديثَ عن حياةِ الشاعر ونشأتِه وأعمالهِ الشعرية، وعن صورةِ المرأةِ المقاومةِ في التراثِ الشعري العربي، وناقشت في الفصلِ الأولِ دوافعَ المقاومةِ وأسبابَها الدينيةَ، والسياسيةَ والاجتماعية، وبيّنت في الفصلِ الثاني صورةَ المرأةِ الفلسطينيةِ المقاومةِ، والمقاتلةِ، والمرابطةِ، والمربيةِ، والداعمة، وتوقفت في الفصلِ الأخيرِ عندَ البناءِ الفني والأسلوبي لشعرِ المقاومة في قصائدِ سعيد يعقوب كالتناص، والانزياح، والتكرار. وختمت الدراسة بخلاصةٍ تضمنت مجملَ النتائجِ التي وصلت إليها، وبقائمةِ المصادرِ والمراجعِ، التي اعتمدت عليها الباحثة وأفادت منها.
وقد اعتمدت الدراسة بشكلٍ أساسي على المنهجِ الوصفي التحليلي، فتوقفت عندَ النصوصِ الشعريةِ موضوعِ الدراسة، وقرأتها قراءةً دقيقةً، وحلّلتُها تحليلاً فنياً من حيث الشكل والمضمون.
وقد استعانت في ذلك بأبحاثٍ ودراساتٍ ومقالاتٍ تناولت شعر سعيد يعقوب بالدراسة والتحليل، كما أفادت من عددٍ كبيرٍ من المصادر والمراجع التي أعانت على إعدادِ هذه الرسالة.
وأظهرت الدراسة أنّ الشاعرَ سعيد يعقوب رسمَ للمرأة الفلسطينية المقاومة صورةً واضحةً، بوصفها أيقونةً للصمودِ والنضال والوقوفِ في وجه الاحتلالِ الصهيوني منذُ بداياتِ القضيةِ الفلسطينية، وقد برزَ دورُها في فترةِ الانتداب من خلالِ مشاركتِها في المظاهراتِ والمسيراتِ المناهضةِ للاستعمار، وفي مشاركةِ المجاهدين في الدفاعِ عن الأرضِ، ومواجهِ المحتلِ الغاصب، وتقديمِ العونِ والمساعدةِ لهم، والرباطِ معهم في ساحاتِ المسجدِ الأقصى، هذا فضلاً عن دورِها المهمِ في إعدادِ الأجيالِ، وتعبئتِها تعبئةً إيمانيةً جهادية، وتهيئتِها لتكونَ مشاريعَ للشهادةِ والبطولةِ والفداء. وقد ربطَ الشاعرُ بينَها وبينَ شخصياتٍ تراثيةٍ كان لها حضورٌ واضحٌ في التاريخِ العربي الإسلامي المجيد كأسماءَ بنتِ أبي بكر وفاطمةَ والخنساءَ وسميةَ؛ ليظهرَ ذلك الدورَ الكبيرَ لها في صناعةِ المجدِ والكرامةِ. وقد وظفّ الشاعرُ في نصوصهِ الشعريةِ تقنياتٍ أسلوبيةً لإبرازِ تلك الصورةِ من خلالِ التناص بكلّ أشكاله، واستدعاءِ الشخصياتِ التاريخيةِ والدينية، والانزياحِ بأنماطهِ المختلفة، والتكرارِ بأنواعهِ المتعددة؛ ما كان له أثرٌ واضحٌ في تجميلِ أبعاِد الصورةِ الفنية وتحسينها، ما منح شعرَه طابعاً جمالياً فنياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 7 أيام
- الدستور
الباحثة زمزم البداينة تتأمل المرأة الفلسطينية في شعر سعيد يعقوب
مؤتة حصلت الطالبة الباحثة زمزم البداينة على درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا في جامعة مؤتة، عن أطروحتها الموسومة بـ»المرأة الفلسطينية في شعر سعيد يعقوب» بعد مناقشتها من اللجنة العلمية المؤلفة من أ. د. ريم المرايات مشرفا ورئيسا وأ. د. فايز القيسي عضوا ود. عامر الصرايرة عضوا ود. أسماء الزريقات مشرفا خارجيا. وهدفُت الدراسة إلى إبرازِ صورةِ المرأةِ الفلسطينيةِ المقاوِمةِ كما تجلّتْ في شعرِ الشاعرِ الأردني سعيد يعقوب، حيثُ وقفتْ هذه الدراسةُ عندَ الصورةِ الناصعةِ للمرأةِ الفلسطينيةِ القويةِ المرابطة، التي وقفتْ إلى جانبِ الرجلِ الفلسطيني في الدفاعِ عن أرضِها وعرضِها ومقدساتِها، وفي المطالبةِ بإقامةِ دولتِها الفلسطينيةِ المستقلة، وطردِ العدو المغتصب، وفي تربيةِ الأجيالِ القادرةِ على الصمودِ والتحدي في ميادينِ البطولةِ والجهاد. وحتى تصلَ الدراسةُ إلى هدفها المنشود، فقد قسمت إلى مقدمةٍ وثلاثةِ فصولٍ وخاتمة، تناولت المقدمة الحديثَ عن حياةِ الشاعر ونشأتِه وأعمالهِ الشعرية، وعن صورةِ المرأةِ المقاومةِ في التراثِ الشعري العربي، وناقشت في الفصلِ الأولِ دوافعَ المقاومةِ وأسبابَها الدينيةَ، والسياسيةَ والاجتماعية، وبيّنت في الفصلِ الثاني صورةَ المرأةِ الفلسطينيةِ المقاومةِ، والمقاتلةِ، والمرابطةِ، والمربيةِ، والداعمة، وتوقفت في الفصلِ الأخيرِ عندَ البناءِ الفني والأسلوبي لشعرِ المقاومة في قصائدِ سعيد يعقوب كالتناص، والانزياح، والتكرار. وختمت الدراسة بخلاصةٍ تضمنت مجملَ النتائجِ التي وصلت إليها، وبقائمةِ المصادرِ والمراجعِ، التي اعتمدت عليها الباحثة وأفادت منها. وقد اعتمدت الدراسة بشكلٍ أساسي على المنهجِ الوصفي التحليلي، فتوقفت عندَ النصوصِ الشعريةِ موضوعِ الدراسة، وقرأتها قراءةً دقيقةً، وحلّلتُها تحليلاً فنياً من حيث الشكل والمضمون. وقد استعانت في ذلك بأبحاثٍ ودراساتٍ ومقالاتٍ تناولت شعر سعيد يعقوب بالدراسة والتحليل، كما أفادت من عددٍ كبيرٍ من المصادر والمراجع التي أعانت على إعدادِ هذه الرسالة. وأظهرت الدراسة أنّ الشاعرَ سعيد يعقوب رسمَ للمرأة الفلسطينية المقاومة صورةً واضحةً، بوصفها أيقونةً للصمودِ والنضال والوقوفِ في وجه الاحتلالِ الصهيوني منذُ بداياتِ القضيةِ الفلسطينية، وقد برزَ دورُها في فترةِ الانتداب من خلالِ مشاركتِها في المظاهراتِ والمسيراتِ المناهضةِ للاستعمار، وفي مشاركةِ المجاهدين في الدفاعِ عن الأرضِ، ومواجهِ المحتلِ الغاصب، وتقديمِ العونِ والمساعدةِ لهم، والرباطِ معهم في ساحاتِ المسجدِ الأقصى، هذا فضلاً عن دورِها المهمِ في إعدادِ الأجيالِ، وتعبئتِها تعبئةً إيمانيةً جهادية، وتهيئتِها لتكونَ مشاريعَ للشهادةِ والبطولةِ والفداء. وقد ربطَ الشاعرُ بينَها وبينَ شخصياتٍ تراثيةٍ كان لها حضورٌ واضحٌ في التاريخِ العربي الإسلامي المجيد كأسماءَ بنتِ أبي بكر وفاطمةَ والخنساءَ وسميةَ؛ ليظهرَ ذلك الدورَ الكبيرَ لها في صناعةِ المجدِ والكرامةِ. وقد وظفّ الشاعرُ في نصوصهِ الشعريةِ تقنياتٍ أسلوبيةً لإبرازِ تلك الصورةِ من خلالِ التناص بكلّ أشكاله، واستدعاءِ الشخصياتِ التاريخيةِ والدينية، والانزياحِ بأنماطهِ المختلفة، والتكرارِ بأنواعهِ المتعددة؛ ما كان له أثرٌ واضحٌ في تجميلِ أبعاِد الصورةِ الفنية وتحسينها، ما منح شعرَه طابعاً جمالياً فنياً.


الدستور
٢٥-٠١-٢٠٢٥
- الدستور
..وَلِلْحُرِّيَّةِ الحَمْرَاءِ بَابٌ
سعيد يعقوب مَتَى يَحْنُو الزَّمَانُ وَهَلْ يَرِقُّ *** وَهَلْ مِنْ بَعْدِ هَذَا الفَتْقِ رَتْقُ أَقُولُ وَمِلْءُ هَذَا القَلْبِ شَوْقُ *** «سَلَامٌ مِنْ صَبَا بَرَدَى أَرَقُّ وَدَمْعٌ لَا يُكَفْكَفُ يَا دِمَشْقُ» إِلَيْكِ أَسُوقُ بِالحُبِّ اعْتِرَافي *** وَمَا يَخْفَى عَلَى عَيْنَيْكِ خَافِ جِرَاحُكِ قَدْ نَفَذْنَ إِلَى شَغَافِي *** «وَمَعْذِرَةُ اليَرَاعَةِ وَالقَوَافِي جَلَالُ الرُّزْءِ عَنْ وَصْفٍ يَدِقُّ» حَمَاكِ اللهُ رَبِّي ذِو الجَلَالِ *** وَأَبْقَاكِ الإِلَهُ بِخَيْرِ حَالِ وَأَبْعَدَ عَنْكِ أَبْنَاءَ الضَّلالِ*** «وَبِي مِمَّا رَمَتْكِ بِهِ الَّليَالِي جِرَاحَاتٌ لَهَا فِي القَلْبِ عُمْقُ» أَجَلُّ مَصَائِبِ الدُّنْيَا الفِرَاقُ *** وَكَمْ أَذْكَى المَدَامِعَ الاشْتِيَاقُ وَإِنَّ البُعْدَ نَارٌ لَا تُطَاقُ*** «دَخَلْتُكِ وَالأَصِيلُ لَهُ ائْتِلَاقُ وَوَجْهُكِ ضَاحِكُ القَسَمَاتِ طَلْقُ» جَلَوْتُ بِنَفْحِ طِيبِكِ هَمَّ صَدْرِي *** وَحَوْلِي هَذِهِ الأَنْسَامُ تَسْري أُمَتِّعُ نَاظِرِيَّ بِحُسْنِ زَهْرِ*** «وَتَحْتَ ضِفَافِكِ الأَنْهَارُ تَجْري وَمِلْءُ رُبَاكِ أَوْرَاقٌ وَوُرْقُ» مَلَكْتِ جَوَارِحِي وَسَلَبْتِ لُبِّي *** وَطَيْفُكِ حَيْثُ كُنْتُ يَكُونُ جَنْبِي أُفَكِّرُ فِيكِ فِي بُعْدٍ وَقُرْبِ *** «وَذِكْرَى عَنْ خَوَاطِرِهَا لِقَلْبِي إِلَيْكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفْقُ» ثَرَى الأَوْطَانِ مِنْ مِسْكٍ وَتِبْرِ *** وَإِنَّ نَسِيمَهَا نَفَحَاتُ عِطْرِ وَفِيْ عَيْنِي الحَصَى حَبَّاتُ دُرِّ *** «وَلِلْأَوْطَانِ فِي دَمِ كُلِّ حُرِّ يَدٌ سَلَفَتْ وَدَيْنٌ مُسْتَحَقُّ» سَبِيلُ الحُرِّ تَمْلَؤُهَا الصِّعَابُ *** وَلَيْسَ يَفُوتُ ذَا عَزْمٍ طِلَابُ وَكُلُّ مَنِيَّةٍ وَلَهَا كِتَابُ *** «وَلِلْحُرِّيَّةِ الحَمْرَاءِ بَابُ بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجٍة يُدَقُّ»


الدستور
١٧-١٢-٢٠٢٤
- الدستور
لغة... يملأ الدنيا سناها
سعيد يعقوب ظهَرْنَ مَعًا فَلمْ نُعِر ِ انْتِبَـاها *** لِمَنْ مَعَها وَلمْ نُبْصِرْ سِـوَاها كَذاكَ الشَّمْسُ تَصْرِفُ كُلَّ عَـيْن ٍ*** إذا لاحَتْ لهَا عَمَّا عَـدَاها وَكيْفَ تَرَى العُيونُ جَمَالَ أخـرَى *** تُصَاحِبُهَا إذا كَانَتْ تـرَاها فَلا إثْمٌ عَليْنَا إنْ هُيَـامًا *** لثَمْنَا فِي خِضَمِّ الشَّوْق ِ فـاها وَلا لوْمٌ عَلى مَنْ هَامَ فِيـها *** غَرَامًا أوْ تَصَوَّفَ فِي هَوَاهـا وَلا حَرَجٌ عَليْنا إنْ أبَحْنَـا *** القُلوبَ لهَا وَأحْنَيْنَا الجـبَاها وَأثْمَلَنَا عَبيرٌ مِنْ حَـديثٍ *** يُمَازجُهُ رَحيقٌ مِنْ لمَـاها وَكَحْلنَا العُيونَ بِمَا نـرَاهُ *** وَضَمَّخْنَا بِذِكْرَاهُ الشِّفَاهـا فَلمْ أمْلِكْ سِوَى أنْ قُلْتُ لـمَّا *** تَجَلَّـتْ يَمْلأُ الدُّنْيا سَناهـا هَنِيئًا لِلثَّرَى لَمَّـا عَلَيْـهِ *** مَشَتْ تِيهًا فَعَطّرَهُ شَذاهـا وَلوْ أنِّيْ قَدِرْتُ فَرَشْتُ رُوحِـيْ *** بِسَاطًا كَيْ تَسيرَ بِهِ خُطـاها فَليْتَ دَمِيْ يَكُونُ لهـا فـدَاءً *** إذا كَفُّ الأذَى مَسَّتْ حِمَاهـا *** كَفَاهَا مَا بِهِ شَرُفَتْ كَـفَاهَا *** وَمَا ضَمَّتْهُ مِنْ دُرَر ٍ يَـداهـا بِهَا نَزَلَ الكِتَابُ هُدَىً وَنُـوراً *** إلـى أمَـم ٍ قَـدِ اتَّبـعَتْ هـوَاها فَكَانَتْ لِلذيْ يُوحَى وِعَـاءً *** فَعَزَّ عَلى سِوَاهُ بِهِ وَتَـاها كَذلِكَ فَالنَّفائِسُ حِيـنَ تُقْنَى *** تُصَانُ بِمَا يَـليقُ بِمُـحْتَوَاها تَخَيَّرَها الإلهُ عَلى كَثيـر ٍ *** وَمِنْ بَيْن ِ اللـغَاتِ قَدِ اصـطَفاها وَخَلَّدَها بِآياتٍ سَتَبْقَـى *** إذا هَرِمَتْ تَـرُدُّ لهَا صِـبَاها حُروفٌ مِنْ حُروفِ النّـاس ِ لكِنْ *** بَعـيدٌ عَنْ تَنـاوُلِهمْ مَدَاها فِإنْ تُلِيَتْ تَعَطَّرَ كُـلُّ ثَغْر ٍ*** بِأشْذاءِ الحـروفِ إذا تَلاها بِهَا قَرَّتْ قُلوبٌ فِيْ صـدور ٍ*** كَم ِ احْتَدَمَتْ وَضَـاقَتْ مِنْ شَجَاها تَحَدَّاهُمْ فأعْجَـزَهمْ وَتَبْـقَى *** بِهَا الآياتُ تُعْجـزُ مَنْ وَعَاهـا تَتيهُ بِمَا اكْتَسَـتْ زَهْوَاً وَيَبْقـى *** كِتابُ اللهِ أجْمـلَ مَا كَسـاها وَإنْ زَانَ الغَوَانـيَ مَا عَليْهَا *** مِنَ الدِّر ِ النَّضـيدِ وَمِنْ حُلاها وَرُحْنَ يَمِسْنَ كَالأغْصـان ِ دَلًّا *** وَكُـلٌّ بِالذيْ لَبِسـتْ تَبَاهَى بَدَتْ فَكُسِفْنَ مِثْلَ الشَّمْـس ِ مِنْهَا *** بِمَا ازْدَانَتْ بـهِ مِنْ لفْظِ طـهَ وَحُـلِّيَ جِيـدُهَا بِمُعَلَّـقاتٍ *** عُيونُ النَّجـم ِ تَجْهَدُ كَيْ تَرَاها وَكَمْ مِنْ عَبْقَريٍّ صَاغَ فِـيهَا *** قَصَـائِدَ رَنَّ فِـيْ الدُّنْيا صَدَاها فَمُ الأيَّام ِرَدَّدَهَـا فَخُـورًا *** وَأدْرَكَـهُ غُـرورٌ إذْ رَوَاهـا وَكَمْ فَنٍّ بَديع ٍ حِـينَ يُجـلى *** تَرَى الأقْمَارَ تَسْطَعُ فِيْ دُجَـاها بَيَانٌ رَائِعٌ كَالَّلـحْن ِ يَـجْلو *** عَن ِ النَّفْس ِ الكَئيبةِ مَا اعْتـرَاها كَطَعْم ِ الشُّهْدِ أوْ ريح ِ الخُـزَامَى *** إذا هَبَّتْ عَشِـيًّا فِيْ رُبَـاهـا أوِ المَاءِ القُرَاح ِ لـدَى نُـفُوس ٍ*** صـوَادٍ كَادَ يَقْتُلُهَا صَدَاهـا أوِ الخَـمْر ِ َانْتِشـاءً وَارْتِشـافاً *** لـمَنْ سَاقَـى النَّدامـى وَاسْتـقاها فَإنْ يَنْزِلْ عَلـى قَلْبٍ سَبَـاهُ *** وَإنْ يَنْـفذْ إلى أذُن ٍ سـبَاها وَكَمْ لفـظٍ تَوَدُّ الطّـيْرُ لمَّـا *** تَغَنَّتْ أنْ يُضـمَّنَ فِيْ غِـنَاها *** وَآلمَنِيْ عُزُوفُ النَّـاس ِ عَنْـهَا *** وَمَنْ مِنْهـمْ يُبَالِغُ فـيْ أذَاها رَمَاهَا بِالعُيوبِ وَكَـانَ أوْلى *** بِمَا هُوَ مِنْ جَهَالَتِهِ رَمـاها وَيَأنَفُ أنْ يَسُوقَ بِهَا حَـديثًا *** وَأنْكَرَهَا وَمـالَ إلى سِـوَاها يُحـدِّثُـنا بِلفـظٍ أعْجـمِيٍّ *** كَأنَّ اللفْظَ مِنْ عَـيْن ٍ قَذَاهـا يَـظُنُّ بِفِعـلِهِ يَزْدادُ قـدْرَا *** وَعِنْدَ السَّامِعينَ يَـزيدُ جَاها وَلمْ يَعـلَمْ بِأنَّ المَـرْءَ إمّـا *** أضَاعَ الأصْلَ بَعْدَ الأصـلِ تَاهَا إذا نَفْسُ الفَتَى هَانَـتْ عَلـيْهِ *** فَأهْوَنُ مَا تَكُونُ عَلى عِـدَاها وَكَمْ أُمـَم ٍ تَـذِلُّ إذا اسْتَـخَفَّتْ *** بِمَاضِيهَا وَلمْ تَحْـفَظْ لُغَاهَـا وَكَمْ أُمـم ٍ تَـعِزُّ إذا بَـنُوهَا *** أقَامُوا فـوْقَ مَاضـيهمْ بُنَاهَـا أرُونِيْ مِثْلَهَا لُـغَـةً لِقـوْم ٍ *** تَهَيَّبَهَا الزَّمَـانُ فَمَـا طَوَاهـا وَهَاتُوا مثلهـاَ لُغَـةً تُـحَاكِيْ *** بِهَا الحُسْنَ الذيْ فِـيهَا تَنـاهَى وَكَمْ فـيهَا تَوَافَرَ مِنْ صـفَاتٍ *** يَعُزُّ وُجُودُهَا فِيـمَا خَلاهَـا فَغَال ِ بِقَدْرِهَا وَاحْـرِصْ عَليْـهَا *** وَحـاذِرْ مَنْ يُسـيءُ إلى عُلاهَـا وَعَلِّمْهَا وَأظْهـرْ مَا تَـوَارَى *** مـنَ الـدُّرَر ِ الخَفِـيَّةِ فِـي حَشَاها أليْسَتْ رَمْزَ أمَّتِـنَا وَتَبْقَى *** تُوَحِّـدُهَا إذا انْفَصـمَتْ عُرَاهَـا وَتَجْمُعُنَا عَلى نَهْـج ٍ قَـويم ٍ*** إذا سـرْنَا بِهِ نُرْضـيْ الإلهَ وَنَبْلُغُ مَا يـعُزُّ مِنَ الأمـانِيْ *** وَنَشْمُخُ كَالـصُّقُور ِعَلـى ذُرَاهـا حَمَاهَا الـلهُ مِنْ كَيْدِ الأعَـادِيْ *** وَظُلْم ِ الأقـرَبينَ لـهَا حَـمَاهَا