«عودة القبرات» ديوان جديد للشاعرة تفاحة بطارسه
عمانعن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع بعمّان، وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية، صدر حديثا ديوان شعر جديد للشاعرة الأردنية تفاحة بطارسه، يحمل عنوان «عوْدة القبّرات» يقع الديوان في مئتين وعشر صفحاتٍ، من القطْع المتوسط، ويتضمّن أربعين قصيدةً، جاءت على نمط شعر التفعيلة، وتعبّر عن هواجس الشاعرة وجدانيا ووطنيا وإنسانيا، وتظهر مكنونات نفسها عبر لغة شعرية شفيفة حالمة، تتكئ على الخيال والمجاز والانزياح ونسج متقن للصور الشّعرية المبتكرة، التي تفتح أمام القارئ أمداء شاسعة للتحليق في سماء الإبداع.الديوان الذي كتب مقدمته الشاعر سعيد يعقوب لم يغفل الهَمَّ الوطنيّ والقوميّ وما يجري في غزّة بلغة غير مباشرة ولا أثر للتقريرية فيها، وإنما من خلال الإيحاء والترميز نلحظ ذلك في قصيدة ظافر وجواد، وقصيدة خلف الحدود، وغيرها من القصائد، وممّا جاء في مقدمة الشاعر سعيد يعقوب للديوان قوله:«... قلتُ مرارا في مواطنَ كثيرةٍ إن علامة الكتاب الجيّد وآيته هي في الرغبة في إعادة قراءته بعد الانتهاء منه، وهذا ما رغبت به بعد قراءة هذا الديوان الماتع الرائع للشاعرة الفذة تفاحة بطارسة، فما الذي دفعني لإعادة قراءته مرارا وتكرارا، وكلما قرأته تجدّدت عندي الرغبة ألا ينتهي، لأبقى مسافرا فيه برحلة مع الجمال والسمو والنقاء، محلّقا في ذرا النشوة والمتعة والجمال، وحين أسأل نفسي هذا السؤال أجد الإجابة تكمن في أني وجدت فيه صدقا نفتقده في كثير ممّا نقرأ، صدقا مع النفس، وصدقا مع الحرف، وصدقا مع المعنى، وصدقا مع التعبير عن أدق خفايا النفس وهواجسها وحنينها وشوقها، ووجدت فيه نقاء يزيل عن النفس ما يَعْتَوِرُها من كَبَد الحياة وشقائها، ففيه بلسم للجراح ودواء للهموم وترياق للآلام كلّ ذلك وجدته في هذا الديوان وأكثر، فنحن إزاء شاعرة مرهفة وشفيفة صادقة ونقيّة وصاحبة تجربة عميقة مع الحرف والكلمة والموقف، تمثّلت في عدد من الدواوين السابقة التي نشرتها، واطَّلعتُ عليها، وكان هذا رأيي في ما كتبَتْه وتعزّز إيماني بهذا الرأي في هذا الديوان الجميل، ولطالما قلتُ إن الشعر هو الشاعر نفسه وترجمان أمين على نبض روحه، وصدق إحساسه ونبل عواطفه، ولا فصل بين الشاعر وشعره، إلا إذا أمكننا الفصل بين النسيم والعطر وبين الخمرة ومذاقها والوتر والأنغام والزهرة ولونها والشعاع وبريقه، والشعر هو نعمة السماء للإنسان وهدية الطبيعة للأرواح، فهو ملاذه حين تنكدر الحياة وتسْوَدُّ آفاقها ويهدر ضجيجها ويكثر شرها، فهو القيثارة التي توضع بين يدَي الأرواح المنكسرة والقلوب المحطَّمة، والنفوس الجريحة والعقول الرافضة للظلم والهوان والقبح والذل، لتنفث عبرها ما تحس به من رضا أو غضب، ومن فرح أو حزن، ومن أمل أو ألم، وهو العالم الموازي الذي يخلقه الشاعر لواقعه المرفوض ليصنع من خلاله جنته التي يشيدها بأحلامه ورؤاه، ويوشيها بأمانيه وعواطفه، ويزنّرها بأزهاره الحالمة وورده العاطر الشذيّ، ويُجري فيها الأنهار الدافقة، ويزرعها بأشجار خياله الباسق، ويملأ أمداءَها بأناشيده المقدَّسة، وهو حين يفعل ذلك لا يسير في طريق الخلاص لنفسه فقط، وإنما يجذب إليه كلَّ المتعبين الذين يبحثون عن الخلاص ويتطلعون إليه، بل نذهب أبعد من ذلك إذا قلنا إن الشعر شفاء لِما في الصدور، ودواء للأعصاب المنهكة، وراحة لما في العقول المتعبة، وأمان للنفوس المكدودة..».ومن عناوين القصائد في الديوان نقرأ: عودة القبّرات، القربان، الشقيقان ظافر وجواد، نداء القلب، سراب، الصرخة، اغتراب، وهم واستسلام ...، ومن قصيدة بعنوان ألا تدري نقرأ: ألا تدري بأن الأسْر في عينيكَ أمنيتي/ وأن الدفء بين يديكَ محرقتي/ ونبض الشوق في جنبيكَ أوردتي/ وتلك الأحرف الحيرى على شفتيكَ مصباحي وقنديلي بليل التّيهِ إذْ أسْري لبحر التّيه في عينيكَ أغنيتي...

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
«عودة القبرات» ديوان جديد للشاعرة تفاحة بطارسه
عمانعن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع بعمّان، وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية، صدر حديثا ديوان شعر جديد للشاعرة الأردنية تفاحة بطارسه، يحمل عنوان «عوْدة القبّرات» يقع الديوان في مئتين وعشر صفحاتٍ، من القطْع المتوسط، ويتضمّن أربعين قصيدةً، جاءت على نمط شعر التفعيلة، وتعبّر عن هواجس الشاعرة وجدانيا ووطنيا وإنسانيا، وتظهر مكنونات نفسها عبر لغة شعرية شفيفة حالمة، تتكئ على الخيال والمجاز والانزياح ونسج متقن للصور الشّعرية المبتكرة، التي تفتح أمام القارئ أمداء شاسعة للتحليق في سماء الإبداع.الديوان الذي كتب مقدمته الشاعر سعيد يعقوب لم يغفل الهَمَّ الوطنيّ والقوميّ وما يجري في غزّة بلغة غير مباشرة ولا أثر للتقريرية فيها، وإنما من خلال الإيحاء والترميز نلحظ ذلك في قصيدة ظافر وجواد، وقصيدة خلف الحدود، وغيرها من القصائد، وممّا جاء في مقدمة الشاعر سعيد يعقوب للديوان قوله:«... قلتُ مرارا في مواطنَ كثيرةٍ إن علامة الكتاب الجيّد وآيته هي في الرغبة في إعادة قراءته بعد الانتهاء منه، وهذا ما رغبت به بعد قراءة هذا الديوان الماتع الرائع للشاعرة الفذة تفاحة بطارسة، فما الذي دفعني لإعادة قراءته مرارا وتكرارا، وكلما قرأته تجدّدت عندي الرغبة ألا ينتهي، لأبقى مسافرا فيه برحلة مع الجمال والسمو والنقاء، محلّقا في ذرا النشوة والمتعة والجمال، وحين أسأل نفسي هذا السؤال أجد الإجابة تكمن في أني وجدت فيه صدقا نفتقده في كثير ممّا نقرأ، صدقا مع النفس، وصدقا مع الحرف، وصدقا مع المعنى، وصدقا مع التعبير عن أدق خفايا النفس وهواجسها وحنينها وشوقها، ووجدت فيه نقاء يزيل عن النفس ما يَعْتَوِرُها من كَبَد الحياة وشقائها، ففيه بلسم للجراح ودواء للهموم وترياق للآلام كلّ ذلك وجدته في هذا الديوان وأكثر، فنحن إزاء شاعرة مرهفة وشفيفة صادقة ونقيّة وصاحبة تجربة عميقة مع الحرف والكلمة والموقف، تمثّلت في عدد من الدواوين السابقة التي نشرتها، واطَّلعتُ عليها، وكان هذا رأيي في ما كتبَتْه وتعزّز إيماني بهذا الرأي في هذا الديوان الجميل، ولطالما قلتُ إن الشعر هو الشاعر نفسه وترجمان أمين على نبض روحه، وصدق إحساسه ونبل عواطفه، ولا فصل بين الشاعر وشعره، إلا إذا أمكننا الفصل بين النسيم والعطر وبين الخمرة ومذاقها والوتر والأنغام والزهرة ولونها والشعاع وبريقه، والشعر هو نعمة السماء للإنسان وهدية الطبيعة للأرواح، فهو ملاذه حين تنكدر الحياة وتسْوَدُّ آفاقها ويهدر ضجيجها ويكثر شرها، فهو القيثارة التي توضع بين يدَي الأرواح المنكسرة والقلوب المحطَّمة، والنفوس الجريحة والعقول الرافضة للظلم والهوان والقبح والذل، لتنفث عبرها ما تحس به من رضا أو غضب، ومن فرح أو حزن، ومن أمل أو ألم، وهو العالم الموازي الذي يخلقه الشاعر لواقعه المرفوض ليصنع من خلاله جنته التي يشيدها بأحلامه ورؤاه، ويوشيها بأمانيه وعواطفه، ويزنّرها بأزهاره الحالمة وورده العاطر الشذيّ، ويُجري فيها الأنهار الدافقة، ويزرعها بأشجار خياله الباسق، ويملأ أمداءَها بأناشيده المقدَّسة، وهو حين يفعل ذلك لا يسير في طريق الخلاص لنفسه فقط، وإنما يجذب إليه كلَّ المتعبين الذين يبحثون عن الخلاص ويتطلعون إليه، بل نذهب أبعد من ذلك إذا قلنا إن الشعر شفاء لِما في الصدور، ودواء للأعصاب المنهكة، وراحة لما في العقول المتعبة، وأمان للنفوس المكدودة..».ومن عناوين القصائد في الديوان نقرأ: عودة القبّرات، القربان، الشقيقان ظافر وجواد، نداء القلب، سراب، الصرخة، اغتراب، وهم واستسلام ...، ومن قصيدة بعنوان ألا تدري نقرأ: ألا تدري بأن الأسْر في عينيكَ أمنيتي/ وأن الدفء بين يديكَ محرقتي/ ونبض الشوق في جنبيكَ أوردتي/ وتلك الأحرف الحيرى على شفتيكَ مصباحي وقنديلي بليل التّيهِ إذْ أسْري لبحر التّيه في عينيكَ أغنيتي...

عمون
١١-٠٤-٢٠٢٥
- عمون
"ألق وموج" الإصدار الشعري الرابع للدكتورة سكينة مطارنة
عمون - صدر عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع تحفة شعرية بقلم ونبض وإحساس وفكر الشاعرة المتفردة لغة ومجازا وفلسفة، د. سكينة مطارنة، لتزخر بها مكتباتنا العربية إرثا أدبيا عالي المستوى وتحظى به متاحف اللغة. على درب الكتابة الهادفة، تواصل مسيرتها الشعرية المتفردة؛ معنى ومبنى، بإصدار ديوانها الرابع بعنوان "ألق وموج". عنوان موح ومعبر. صاغته بدقة فنية متناهية، يختزل رؤيتها للذات وللحياة بتشظياتها وتحدياتها. الشاعرة كدأبها، تحفر عميقا بمشرط شعرها في خلجان روحها، وتنبش في غرز ثنايا أغوار نفسها، والتعبير عن فيوضاتها بأرق الحروف وأجزل العبارات، دون أن يمنعها ذلك من الإفصاح بـقوة الكلمة وأبلغها، عن سعيها الحثيث نحو القمة، بعزة نفس و إرادة صلبة. تقول: "ابحار في عز المدِّ برفقة شيء من إصرار ... لا يثني الجزرُ المدّ يجتاز وداخله الإقرار يصنع ذاتا وثباتا يصنع فرقا لا تكرار عمق في أرجاء المعنى يتقلد مقاليد المغزى يمضي يحمل عمق قرااااااار .... يتلاطم موجٌ أو يعلو لا ابحار من غير دوارِ ....". على امتداد قصائده الخمسة والأربعين، يحضر البحر بشكل لافت بأمواجه العاتية وبرياحه الهوجاء وبنوارسه، وتحضر الموسيقى والعزف والنغم والإيقاع، وتحضر الروح ويحضر الطموح في قالب فني شعري بديع.

الدستور
٠٤-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
أناشيدُ النَّصْرِ ديوان جماعيّ لشعراء من الوطن العربيّ
عمان عن دار الخليج للنشر والتوزيع بعمان صدر حديثا ديوان شعريٌّ جماعيٌّ، بمشاركة شعراء من الوطن العربي، حمل عنوان «أناشيد النصر»، الديوان يقع في مئتين وعشرين صفحة من القطع الكبير، وشارك به مئة شاعر وشاعرة من شتى أقطار الوطن العربيّ، كان نصفهم من الأردنّ، كتب مقدّمة الديوان الدكتور إبراهيم طلحة، أستاذ اللسانيات في جامعة صنعاء اليمن، أعدَّ الديوان وحرَّره وأشرف عليه، الأستاذ الدكتور صلاح جرَّار والشاعر الأردنيّ سعيد يعقوب. ويأتي هذا الديوان ضمن سلسلة من الإصدارات الشعريّة الجماعيّة، بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، سبقه ديوان رباعيات جنين، وديوان طوفان الأقصى، وديوان سلام على الشهداء، وهي دواوين تصوّر العدوان الصهيونيّ على قطاع غزة، وبشاعة حرب الإبادة والتطهير العرقيّ، ومحاولات تهجير سكان قطاع غزّة والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، والانتهاكات الصارخة للعدو الصهيونيّ، الذي ضرب عرض الحائط بكلّ الخطوط الحمر، والقوانين والمعاهدات الدولية، وحقوق الإنسان، مما أسفر عن ارتقاء ما يزيد عن خمسين ألف شهيد، جلُّهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يزيد عن مئة ألف جريح، في ظلّ تجويع مستمر، وقطع لخطوط الماء والكهرباء، وحصار طويل للسكان المدنيين العُزَّل وعدم إدخال للمساعدات الإنسانية الأساسية، ممّا يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، تدينها الشرائع السماويّة والقوانين الأرضيّة، على مرأى ومسمع من العالم الذي يكيل بمكيالين. وجاءت القصائد تحمل مضامين تصوّر بشاعة هذه الجرائم، وتتحدَّث عن الصمود البطوليّ للشّعب الفلسطينيّ على أرضه والتمسك بحقوقه، وتشيد ببطولاته في الدفاع عن أرضه وعرضه ومقدساته ووجوده، أمام آلة الحرب الصهيونيّة، وكان موقف الشعراء العرب واضحا لا لبس فيه، في انحيازهم من خلال هذه القصائد للحقّ الفلسطينيّ الصريح، ممّا يعكس وحْدَة الشّعور لدى أبناء الوطن العربيّ في ضرورة مناصرة الشعب الفلسطينيّ، والوقوف إلى جانبه، ودعمه بكلّ الوسائل والسُّبل، ولا سيما بالكلمة الشعريّة المُحَمَّلَة على جناح الفن والإبداع، ولما لهذه الكلمة من أثر في العقل والوجدان العربيّ والإنسانيّ. ومما جاء في مقدِّمة الدكتور إبراهيم طلحة قوله: «.. كانت القضية الفلسطينية -وما تزال- قضية الأُمَّة كلها، وقضية أحرار العالم جميعًا، وقد قال فيها الشعراء ما قالوا منذ سنوات النكبة والنكسة إلى سنوات النضال والمقاومة، لكن ما قاله شعراء «أناشيد النصر»، وهو هذا الديوان الجديد الذي بين أيدينا، يأتي مكلَّلًا بشواهد البطولة والتضحية التي سطّرتها غزّة العِزّة، في مواجهة أعتى آلة حربية همجيّة شهدتها البشريّة. إن هذا الديوان القيِّم لَيمثِّلُ بادرةً مسؤولةً من بوادر الحِراك الأدبيّ والثقافيّ، ونموذجًا منشودًا من نماذج تراصّ البنيان بين أبناء الجسد الواحد...» وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور صلاح جرار قد أصدر مؤخرا كتابا نثريا، تضمَّن مقالاته الصحفية التي نشرها بعد أحداث غزَّة الأخيرة في كتاب وَسَمَه بـ»صرخات نازفة» وأصدر ديوانا شعريا مناصفة مع الشاعر سعيد يعقوب حمل عنوان «ضرية القرن» أمَّا الشاعر سعيد يعقوب صاحب ديوان «غزّة تنتصر» الصادر عام 2014 فقد أصدر بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023 منفردا الدواوين التالية: «من مسافة صفر» و»لِلحديث بقيَّة» و»وَكَرَّةٌ خاسِرَة».