logo
هل فعلاً إنتهى مِحوَر المقاومة؟!اسماعيل النجار

هل فعلاً إنتهى مِحوَر المقاومة؟!اسماعيل النجار

ساحة التحرير٠٧-٠٥-٢٠٢٥

هل فعلاً إنتهى مِحوَر المقاومة؟!
اسماعيل النجار*
نتنياهو أحرقَ المنطقة من حولِه بسلاحٍ أميركي وأموالٍ عربيَة، فهل فعلاً إنتهى مِحوَر التصدي للهيمَنة الصهيونية أَم إنه في كَبوَة؟
'غَزَّة' أصبحَت تشبه ستالينغراد وسكانها تائهون بين الشمال وبين الجنوب،
'وبيروت' لا زالت تُلَملِمُ أشلاء الموت من تحت الركام وبين الدمار،
بينما سوريا تستغيثُ الفرَج لفكها من بين أنياب الوحشٍ الذي سَيطرَ عليها وحولها إلى 'بورما' في 'ميانمار' كما نشَبهها 'ب' 'رواندا' أو ربما أن أصول الجولاني تنحدر من جماعة 'الهوتو' التي إرتكبت مجازر فظيعه بقبيلة التوتسي وقتلت منهم ما يزيد عن مليون شخص واغتصبت أغلبية نسائهم وفتياتهم!،
أحمد الشرع أو أبو مُحمد الجولاني كما يُسمىَ أو 'كوهين' لا يهم الإسم المهم صورة الوحش الذي غيَّر لباسه الأفغاني إلى غربي وحَلقَ لحيَتَهُ لتتماشىَ مع دوره السياسي الجديد،
أعطىَ ظهرهُ لنتنياهو وبدأ يُطلق النار على مواطني سوريا من الدروز والشيعه والمسيحيين والعلويين وكل مَن خالفه الرأي وتركَه يحتل أرض سوريا الحبيبة ويقضم أجزاءً منها في كل حين، حتى وصل بالنتن الأمر التفكير بدخول دمشق لسرقة آثارها واعتقال مَن تَبقىَ من مناضلين فلسطينيين فيها وزرع العملاء والفِتَن لينتهي بها المطاف دولة ممزقةً أشلاء متناحرة طائفياً ومذهبياً وتركها نمراً من ورق لا أنياب ولا أظافر حيث دمرَت طائراته كل مقومات الدفاع التي بناها حافظ الأسد وولده بشار طيلة ستون عاماً من التجهيز والتحضير خلال فترة الحكم،
وهنا يكمن السؤال الكبير؟
على ماذا إتفق ألجولاني مع تركيا وإسرائيل وما هو دوره الحقيقي؟ لأن ما نراه اليوم من ضعف قيادي يمارسه وارتخاء قبضته عن ضبط جماعاته وإرهابييه يؤكد للجميع عدم أهليته بترؤوس دولة وتحويل نفسه من (مجاهد) إلى رئيس سوريا الشرعي، لذلك نحن نرى أن مشهده معقد ومثيراً للجدل،
فهو يحاول ترسيخ نفسه كجزء من العملية السياسية عبر تشكيله حكومة انتقاليه من دون إجراء انتخابات أو إستفتاء شعبي وهوَ حتى الآن عاجز عن خلق مناخ شعبي وطني حوله بسبب ما إرتكبته عصاباته من مجازر في جميع أنحاء سوريا ومن بينها بيئته السنيه الحاضنة له،
وما زادَ الطين بَلَّة طرده لجميع الموظفين الرسميين من غير الطائفة السنية وإملاء الشواغر من عناصر هيئة تحرير الشام الذين يفتقدون إلى الخبرة في أماكن تعيينهم في محاولة منه للسيطرة التامة على مفاصل الدولة بزواياها الأربع،
إن محاولات الجولاني رسم صورة لنظامه السياسي شبيه بنموذج طالبان لكسب القبول الشعبي والدولي ستفشل جميعها لأنه رغم بناء وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام إلا أن عناصره يمارسون السلطة بالعقل الإرهابي الميليشيوي،
أيضاً علينا أن لا نتجاهل تداخل المصالح الدولية المتضاربة في سوريا، إذ يصعب عليه صنع مقاربة بين الجميع وهو الوليمة بينهم والكل يسعى للحصول على الحصة الأكبر منها، إذاً أبو محمد الجولاني يحاول ويريد ولكنه غير قادر أو متمكن بسبب معارضة أغلبية الفصائل لإستئثاره في السلطة والثروة في سوريا،
ولإرتباطاته الخارجية المتعددة ووجود تباينات كبيرة بين مُشغليه على الساحة العربية وثم الساحة السورية، وعجزه عن حماية وحدة الأرض السورية من أطماع إسرائيل التي تتقدم كل يوم في منطقة الجنوب لتحتل كيلومترات عديدة من دون أن يُشكل عليها الجولاني أي تهديد فهو يرى بعينه ويُغطي بذيله كما يقول المثل العربي،
على صعيدٍ آخر لم ينتهي دور مِحوَر المقاومة في سوريا بعد ولا زال هناك الكثير للقيام به فهو لم يستسلم لسقوط سوريا ولم يسلم بالأمر الواقع والعين الإيرانية على منطقة الساحل التي يبني عليها آمالاً يفتح من خلالها الطريق مع بيروت،
بيروت في،،
6/5/2025

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصير الفصائل الفلسطينية في دمشق!عصام سكيرجي
مصير الفصائل الفلسطينية في دمشق!عصام سكيرجي

ساحة التحرير

timeمنذ 2 أيام

  • ساحة التحرير

مصير الفصائل الفلسطينية في دمشق!عصام سكيرجي

مصير الفصائل الفلسطينية في دمشق! عصام سكيرجي اجراءات حكومة الجولاني ضد الفصائل الفلسطينية هي احدى مفاتيح قرار واشنطن برفع العقوبات عن سوريا واستجابة نظام الجولاني للشروط والاستحقاقات المطلوبة كخطوة لتطبيع العلاقات مع واشنطن والغرب , . ففي البيت الابيض ترسم خارطة طريق لرفع العقوبات الامريكية عن سوريا تنفيذا لما اعلنه ترامب في 13 ايار بعد الوساطة السعودية , وتتضمن هذه الخريطة البدء باعفاءات قصيرة الاجل , على ان يرتبط التقدم في تخفيف العقوبات ورفعها التام بمدى استجابة حكومة الجولاني وتنفيذها للشروط الامريكية ومن ضمن هذه الشروط تفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة في سوريا وطرد قيادات هذه الفصائل من دمشق , والانضمام لاتفاقات ابراهام وتسلم سجون داعش الواقعة تحت سيطرة قسد . قبيل اعلان ترامب وقف العقوبات بحق سوريا , شهدت الادارة الامريكية انقساما حول كيفية التعاطي مع الادارة الجديدة في دمشق , ففي حين كان البنتاغون يرى تصعيد الخطاب ضد الادارة الجديدة في دمشق , كان المستوى السياسي يمضي في مد جسور التفاهم مع هذه الادارة عبر اول زيارة امريكية لدمشق التقى فيه الجولاني قبل ان ينصب نفسه رئيسا للبلاد , خرجت مساعدة وزير الخارجية الامريكية باربارا ليف برؤية تقول ان الجولاني اكثر قربا من تلبية الشروط الامريكية وخصوصا في ما يتعلق بملف الفصائل الفلسطينية وبما يتماهى مع المشروع الصهيوني في المنطقة ككل , الا ان تقارب حكومة الجولاني مع الادارة الامريكية يصطدم بعقبة طبيعة الجماعات التى تصنفها الادارة الامريكية كجماعات ارهابية وخصوصا ملف المقاتلين الاجانب ( شيشان وايغور وخلافها ) . في الثالث من ايار اقدمت سلطات الجولاني على اعتقال طلال ناجي الامين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة_ لاسباب لم يعلن عنها حتى هذه اللحظة , قبل ان يتم الافراج عنه بوساطة حركة حماس عبر خالد مشعل , علما ان الجبهة قد فككت معسكراتها بعد ذلك وتشير المصادر الى ان سلطات الجولاني قد حققت مع طلال ناجي ثلاث مرات ووضعته تحت الاقامة الجبرية في منزله قبل ان تقوم باعتقاله , وتولت الحركة ( حركة حماس ) ملف تنسيق التواصل بين دمشق وبقية الفصائل بعد سقوط النظام السابق . , في ذات السياق جرى قبل ذلك اعتقال مسؤول الساحة السورية في حركة الجهاد خالد خالد , ومسؤول العمل التنظيمي ياسر الزفري , بعد عودتهم من العراق حسب مصادر مطلعة , وكانت الحركة قد طالبت بالافرج عنهم مشيرة الى عدم اتضاح اسباب اعتقالهم .. جائت هذه التطورات بعد زيارة رئيس سلطة دايتون في رام الله محمود عباس لدمشق والاتفاق على نقاط لم يعلن عن معظمها في حين دلت عليه اجراءات سلطات الجولاني بعد تلك الزيارة , وحسب مصادر مطلعة تضمن ذلك اللقاء عرض لبيع ممتلكات منظمة التحرير الفلسطينية لسوريا وتسليمها اياها , هذا وتضيف تلك المصادر ان وجود حركة الجهاد في دمشق مرهون بانضمامها لمنظمة التحرير , وهو ما رفضته الحركة مباشرة . , كما وداهمت قوات ما يسمى بالامن العام منزل ابو حازم زياد الصغير الامين العام لحركة فتح الانتفاضة وحققت معه بعد ان صادرت مكتبه في ساحة التحرير في دمشق واستحوذت على وثائق بحوزته قبل اصدار اللجنة المركزية للحركة قرارا بانهاء مهامه , ليلي ذلك اعلانه هو بنقل الامانة العامة للحركة الى بيروت . , في ذات السياق لم تعتبر ادارة الجولاني تنظيم الصاعقة ( البعث الفلسطيني ) خطرا , وهذا ارجعته المصادر لعدم تواجد امينه العام محمد قيس على راس المسؤولية اثناء معارك مخيم اليرموك , ومع ذلك صادرت مكاتب التتظيم وامواله وطالبت باعادة تشكيله بعد اعلان حل حزب البعث ومصادرة امواله, الى ان وصل الامر حسب المصادر لالغاء اسم البعث من معرفات تنظيم الصاعقة وفصل امينه العام محمد قيس ونقل مقر الامانة العامة الى رام الله لتكون جزء من منظمة التحرير العباسية , وهذا يعني القبول بعملها في سوريا وفق شروط لقاء عباس والجولاني . وتفيد المصادر المطلعة الى ان الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد كان قد غادر دمشق وبعد مغادرته دوهم منزله ثم تم اعادته بعد اتصالات جرت مع مسؤول الملف الفلسطيني , الا ان هيئة تحرير الشام قامت بالسيطرة على المكتب المركزي للجبهة في دمشق ساحة الميسات ومثيله في مخيم اليرموك , كما قامت سلطات الجولاني بالطلب من المكتب السياسي للجبهة اتخاذ موقف من الامين العام وضرورة تنحية الامين العام عن الامانة العامة للجبهة , الا ان خالد عبد المجيد استبق ذلك بتقديم استقالته واحالة المسؤولية العامة للمكتب السياسي واللجنة المركزية في بيروت ودمشق . بشكل عام اي مصير ينتظر الفصائل الفلسطينية في دمشق في ظل سلطات الجولاني الباحثة عن شرعية على حساب موقع ودور سوريا ‎2025-‎05-‎26

سيناريوهات التحولات المفاجئة.. تقرير ألماني يتناول خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا
سيناريوهات التحولات المفاجئة.. تقرير ألماني يتناول خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا

شفق نيوز

timeمنذ 7 أيام

  • شفق نيوز

سيناريوهات التحولات المفاجئة.. تقرير ألماني يتناول خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا

شفق نيوز/ سلّط موقع "دويتشه فيليه عربية" الألماني، يوم الخميس، الضوء على التطورات المتسارعة في الساحة السورية ما بين الحكومة الجديدة المؤقتة برئاسة أحمد الشرع، والتنظيمات "الإرهابية" وفي مقدمتها "داعش" الذي أخذ في الآونة الأخيرة بتصعيد لهجته المعادية والداعية بشكل واضح إلى توجيه ضربات للنظام الجديد. وبحسب الموقع الألماني فإن تنظيم "داعش" بات يشجع المقاتلين الأجانب على الانقلاب على الحكومة السورية الجديدة، ويصف رئيسها بأنه "خائن للقضية" و"كافر" و"عبد" و"تذلل أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وفق ما نشره في العدد الأخير من نشرته الأسبوعية. العداوة السابقة تتجدد ويلفت الموقع إلى أن هذا النوع من العداوة ليس بالجديد بين تنظيم "داعش" وجماعة "هيئة تحرير الشام" التي أسسها وقادها الشرع حين كان يًطلق عليه اسم "أبو محمد الجولاني". فبين عامي 2012 و2013، كانت "هيئة تحرير الشام" جزءاً مما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، قبل أن تتحالف مع تنظيم "القاعدة". وبعد قطع العلاقات مع تنظيم "القاعدة" في العام 2016، أمضت "هيئة تحرير الشام" ما يقرب من عقد من الزمان في قتال "داعش" بأجزاء من البلاد التي كانت تسيطر عليها. لذا فإن انتقاد المسار السياسي الحالي الأكثر اعتدالاً للشرع يعتبر أمراً متوقعاً. المقاتلون الأجانب ولكن هناك جانب آخر مثير للاهتمام في النشرة الإخبارية، إذ دعا تنظيم "داعش" المقاتلين الأجانب في سوريا إلى الانشقاق عن الحكومة الحالية بقيادة الشرع. وحثت الجماعة المقاتلين الأجانب الغاضبين من دبلوماسية الشرع مع الولايات المتحدة على الانضمام إلى "داعش". وأعاد هذا الحديث، فضلاً عن اجتماع الشرع مع ترامب، الاهتمام لواحد من أصعب الملفات التي تواجهها الحكومة الانتقالية في سوريا، وهو ملف المقاتلين الأجانب الموجودين في البلاد. وكان الرئيس الأمريكي، خلال اللقاء الذي جمعه بالشرع، قد ضغط "لإجبار جميع الإرهابيين الأجانب على مغادرة سوريا" كواحد من شروط تخفيف العقوبات. وأدلى المبعوثون الفرنسيون والألمان بتصريحات مماثلة، إذ يخشى كثيرون من أن تصبح سوريا ملاذاً للجماعات ذات الإيديولوجيات المتطرفة التي يمكن أن تنشط دولياً لاحقاً. من الصعب تحديد عدد الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب "هيئة تحرير الشام". ويمكن أن يتراوح العدد ما بين 1500 و6000 مقاتل، وفقاً لخبراء يرجحوا أن يكون الرقم الحقيقي ما بين العددين. وتتكون أكبر مجموعة من المقاتلين من الأويغور، الذين يشار إليهم أيضاً باسم "التركستان"، القادمين من وسط وشرق آسيا، بما في ذلك الصين. ويأتي المقاتلون الآخرون من روسيا ودول سوفيتية سابقة ومنطقة البلقان وتركيا ودول عربية ودول أوروبية. وجاء معظم المقاتلين إلى سوريا في وقت مبكر خلال الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا استجابة لدعوات من تنظيم "داعش"، الذي كان يحاول حينها إقامة ما يسمى بـ"خلافة". ولكن بعد قطع "هيئة تحرير الشام" لعلاقتها مع "داعش" و"القاعدة"، غادر بعض الأجانب التنظيم بينما بقي آخرون. وفي أواخر عام 2024، خلال العملية التي قادها تنظيم "هيئة تحرير الشام" للإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، لعبت عدة مجموعات من الأجانب، بمن فيهم الأويغور والشيشان، دوراً أساسياً في نجاح الحملة. المقاتلون الأجانب في قمة الهرم وقال الشرع في حينها إنه يجب مكافأتهم على مساعدتهم، وتم تعيين عدد منهم في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي بمناصب عليا في الجيش السوري الجديد، وهو ما أثار بعض الجدل. ويرى الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في حوار مع الموقع الألماني، أنه من الصعب تحديد مدى أهمية المقاتلين الأجانب لقوات الأمن السورية الآن "لأن عدد السوريين يفوق بكثير عدد الأجانب". لكنه أشار إلى أن بعضهم يتمتع بأهمية أكبر، فعلى سبيل المثال، يعمل مقاتلو الكتيبة الأويغورية الآن كقوة أمنية شخصية للشرع. ويقول زيلين "هم أساساً من يحمونه لأنه يثق بهم، ويُنظر إليهم كرفاق سلاح في القتال ضد الأسد". ويذكر لاجئ سوري مقيم في ألمانيا، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنه التقى بعدد من المقاتلين الأجانب أثناء قتاله قوات نظام الأسد في مدينة حلب السورية. وقال اللاجئ السوري للموقع الألماني "كان بعضهم جيداً، بينما لم يكن البعضهم الآخر جيداً. كانوا شديدي التركيز على القتال، وكان لدى الكثير منهم عقلية سلفية. أرادوا الذهاب إلى حيث تدور المعارك". ويضيف المصدر "الذين بقوا الآن لديهم عائلات في سوريا. لهذا، شخصياً، سأمنحهم فرصة، خاصة لأننا لو طردناهم، سنطرد أيضاً النساء والأطفال. على أي حال، لا تنسوا أن هناك أيضاً الكثير من السوريين الذين يشاركون ولو جزءاً من هذه العقلية (الدينية)". خطورة المقاتلين الأجانب اتُهم مقاتلون أجانب ذوو توجه ديني أكثر تشدداً بالمشاركة في أعمال عنف وقعت حديثاً ضد الأقليات السورية، كما أُلقي عليهم اللوم في محاولات فرض رقابة على ملابس النساء والسلوكيات الاجتماعية في المدن السورية. ويوضح الباحث والخبير في الشؤون السورية، عروة عجوب، في تقرير للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أنه حتى وقت قريب جداً، كانت "هيئة تحرير الشام" ما تزال تُصوّر نفسها على أنها "مدافعة عن الإسلام السني". ولكن بعد سقوط نظام الأسد، اتخذت الجماعة مساراً أكثر ليبرالية، بحسب التقرير. ويقول عجوب "يُمثل هذا التغيير المفاجئ في السردية تعديلاً كبيراً للصفوف. قد يكون هذا التحول تحدياً للمقاتلين الذين اعتادوا على وجهة نظر طائفية أضيق. يواجه العديد من مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين لم يغادروا أبدًا البيئة المحافظة في إدلب، مجتمعات أقل تحفظًا في دمشق". الانضمام إلى "داعش" ويرى الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، محمد صالح، أنه "إذا استمرت هيئة تحرير الشام في اتجاهها نحو الاعتدال النسبي، مثل التسامح مع النساء غير المحجبات والسماح ببيع الكحول والمشاركة في عملية سياسية على النمط الغربي، فقد تنشق العناصر المتشددة داخل هيئة تحرير الشام، وخاصة الجهاديين الأجانب، أو تنشق عنهم، أو تتعاون مع داعش أو القاعدة". ولكن يتشكك الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في أن يشكل المقاتلون الأجانب في سوريا "أي تهديد واسع النطاق"، على حد تعبيره. ويري زيلين أن "أولئك الذين شعروا أن هيئة تحرير الشام لم تعد متشددة بما يكفي بالنسبة لهم قد غادروا بالفعل على الأرجح، وأن العديد من المقاتلين الأجانب الأقل تطرفاً الذين بقوا، يتمتعون بانضباط شديد". كما حاول الشرع لفترة طويلة تهميش أو اعتقال أو طرد أي مقاتل أجنبي قاوم المسار الجديد للجماعة. وما يزال بإمكان المقاتلين الأجانب بالطبع ارتكاب جرائم أو التسبب في مشاكل. إلا أن التهديد الأكبر يأتي حقيقة من المقاتلين الأجانب الأعضاء في تنظيم "داعش"، والذين يواصلون تمردًا محدودًا في شرق سوريا، بالإضافة إلى مقاتلين معتقلين في شمال شرق سوريا. وماذا بعد؟ بعد اجتماع الشرع مع ترامب، ظهرت أنباء بشأن مداهمات من قوات الأمن السورية لقواعد خاصة بالمقاتلين الأجانب في محافظة إدلب. ويرى مراقبون ومحللون أنه ما يزال من غير الواضح ما إن كان الأمر صحيح أم مجرد شائعات أو "مسرحيات سياسية". ويبدو أن شن حملة كبيرة ضدهم هو أمر غير مرجح. ويجادل أعضاء في الحكومة السورية الجديدة بأن المقاتلين الأجانب لا يشكلون أي تهديد للدول الأخرى وأن عددهم أقل من أن يؤثر بشكل كبير على الجيش السوري الجديد، كما أنهم موالون لإدارة الشرع الجديدة على أي حال. بل ويرى البعض أن دمج المقاتلين الأجانب في القوات السورية الجديدة ربما يكون أفضل طريقة للتعامل معهم على أرض الواقع. ويقول زيلين: "من بين جميع الطلبات التي قدمتها الولايات المتحدة، ربما يكون هذا هو الأصعب بالنسبة لسوريا. لا أعتقد أنهم يريدون حقاً تسليم المقاتلين الأجانب إلا إذا كانوا، على سبيل المثال، يفعلون شيئاً مخالفاً للقانون".

وزير الخارجية الأمريكي يحذر من "حرب أهلية شاملة" وشيكة في سوريا
وزير الخارجية الأمريكي يحذر من "حرب أهلية شاملة" وشيكة في سوريا

شفق نيوز

time٢١-٠٥-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

وزير الخارجية الأمريكي يحذر من "حرب أهلية شاملة" وشيكة في سوريا

دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى دعم السلطات الانتقالية في سوريا، محذراً من أن البلاد قد تكون على بُعد أسابيع فقط من "انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية". وفي جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، دافع روبيو عن قرار الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي برفع العقوبات عن سوريا قبل لقائه بالرئيس أحمد الشرع - رئيس الفترة الانتقالية في سوريا-، والقائد السابق في تنظيم القاعدة الذي قاد هجوماً أطاح ببشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول. وأوضح روبيو أن مبرر ترامب هو أن دولاً أخرى أرادت مساعدة إدارة الشرع وإرسال المساعدات، لكنها كانت متخوفة من العقوبات. ولم يصدر أي تعليق فوري من دمشق على تصريحات الخارجية الأمريكية. وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على سوريا رداً على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها القوات الموالية للأسد خلال الحرب الأهلية المدمرة التي شهدتها البلاد على مدى 13 عاماً، وقُتل فيها أكثر من 600 ألف شخص وأُجبر 12 مليوناً آخرين على النزوح من ديارهم. كما أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد أصرت سابقاً على استيفاء دمشق لعدة شروط قبل رفع العقوبات عنها، بما في ذلك حماية الأقليات الدينية والعرقية. ورغم وعد الشرع بذلك، إلا أن البلاد شهدت موجتين من العنف الطائفي المميت في الأشهر الأخيرة. ففي مارس/ آذار، قُتل ما يقرب من 900 مدني، معظمهم من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، على يد القوات الموالية للحكومة في جميع أنحاء المنطقة الساحلية الغربية خلال معارك بين قوات الأمن والموالين للنظام السابق، وفقاً لإحدى مجموعات الرصد. وأفادت التقارير بأن الموالين للنظلم السابق قتلوا ما يقرب من 450 مدنياً و170 من أفراد الأمن. وفي مطلع مايو/ أيار، أفادت التقارير بمقتل أكثر من 100 شخص في اشتباكات بين مسلحين من الأقلية الدرزية وقوات الأمن الجديدة ومقاتلين من الجماعات الإسلامية المتحالفة معها في ضاحيتين في العاصمة دمشق ومحافظة السويداء الجنوبية. وحتى قبل اندلاع أعمال العنف، كان العديد من أبناء الأقليات قلقين بشأن السلطات الانتقالية الجديدة، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام، التي يقودها الشرع. وهي جماعة كانت تتبع في السابق لتنظيم القاعدة، وتصنفها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة كمنظمة إرهابية. كما لا يزال الشرع نفسه مُدرجاً في قائمة الولايات المتحدة "للإرهابيين العالميين المُصنفين بشكل خاص"، على الرغم من أن إدارة بايدن أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول أن الولايات المتحدة ستلغي مكافأة العشرة ملايين دولار، التي خصصتها لمن يساعد في اعتقاله. Reuters وعلى الرغم من ماضي الشرع، انتهز ترامب الفرصة لمقابلته أثناء حضوره قمة قادة الخليج في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي. وبعد اللقاء، وصفه الرئيس الأمريكي في تصريح للصحفيين بأنه "شاب جذاب"، مضيفاً أنه"رجلٌ قوي. له ماضٍ قوي. ماض قويّ جداً. ومقاتل". وقال "لديه فرصة حقيقية لتوحيد سوريا"، مضيفاً "أنها دولة مُمزّقة". في غضون ذلك، قال الشرع إن قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا "كان قراراً تاريخياً وشجاعاً، يُخفف معاناة الشعب، ويُساهم في نهضته، ويُرسي أسس الاستقرار في المنطقة". وفي حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في العاصمة الأمريكية واشنطن، الثلاثاء، قال روبيو مازحاً "الخبر السيء هو أن شخصيات السلطة الانتقالية. لم يجتازوا فحص خلفياتهم، الذي عادة ما يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي". وأضاف "لكن من ناحية أخرى، إذا تواصلنا معهم، فقد ينجح الأمر، وقد لا ينجح. في حين إذا لم نتواصل معهم، فمن المؤكد أن الأمر لن ينجح". وقال روبيو: في الواقع، نعتقد، وبصراحة، أن السلطة الانتقالية، بالنظر إلى التحديات التي تواجهها، على بُعد أسابيع، وليس أشهر، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية، أي تقسيم البلاد. ولم يُفصّل الوزير، لكنه قال إن أقليات سوريا "تعاني من انعدام ثقة داخلي عميق. لأن الأسد حرّض هذه الجماعات عمداً على بعضها البعض". وأضاف أن ترامب قرر رفع العقوبات بسرعة لأن "دول المنطقة ترغب في إيصال المساعدات، وتريد البدء بمساعدتها. لكنها لا تستطيع ذلك خوفاً من عقوباتنا". وفي سياق متصل، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا أيضاً. وكتبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على منصة إكس "نريد مساعدة الشعب السوري في إعادة بناء سوريا جديدة، شاملة، وسلمية". وأضافت "لطالما وقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب السوريين على مدار السنوات الأربع عشرة الماضية، وسيواصل ذلك". وقالت وزارة الخارجية السورية إن القرار يمثل "بداية فصل جديد في العلاقات السورية الأوروبية المبنية على الرخاء المشترك والاحترام المتبادل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store