logo
جوائز أوسكار الـ97.. "أنورا" الفائز الأكبر وخيبة أمل لـ"إيميليا بيريز"

جوائز أوسكار الـ97.. "أنورا" الفائز الأكبر وخيبة أمل لـ"إيميليا بيريز"

الجزيرة٠٣-٠٣-٢٠٢٥

|آخر تحديث: 3/3/202509:54 ص (توقيت مكة)
لم يكن السباق نحو الأوسكار هذا العام مجرد اندفاعة خاطفة نحو المجد، بل كان أشبه بماراثون طويل مليء بالمفاجآت والتقلبات، إذ تباينت التوقعات وتزايدت التحليلات حتى اللحظات الأخيرة.
وبينما أسدل الستار على أضخم ليلة سينمائية في هوليود احتفل البعض بانتصارات كاسحة، في حين خيّبت النتائج آمال آخرين، ليظل موسم الجوائز ساحة مفتوحة للإثارة والجدل.
كان الفائز الأكبر في الليلة هو فيلم "أنورا" الذي حصد 5 من الجوائز الست التي كان مرشحا لها، وهي أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة وأفضل مونتاج وأفضل سيناريو أصلي.
أما فيلم المتوحش فقد فاز بـ3 جوائز، في حين حصل كل من "ويكيد" و"كثيب، الجزء الثاني" على جائزتين لكل منهما.
وفاز فيلم "إميليا بيريز" -الذي كان الأكثر ترشيحا هذا العام بـ13 ترشيحا- بجائزتين فقط، وهما أفضل ممثلة مساعدة وأفضل أغنية أصلية.
وقد تولى تقديم الحفل -الذي استمر قرابة 4 ساعات- كونان أوبراين، وتضمن عرضا موسيقيا من "ويكيد" وعرضا غنائيا مستوحى من سلسلة جيمس بوند وتحية تكريمية للموسيقار كوينسي جونز.
وفيما يلي القائمة الكاملة لجوائز أوسكار الـ97 لعام 2025:
أفضل فيلم
الفائز: "أنورا"
المنافسون:
"ذا بروتالست" (إيه 24)
"مجهول بالكامل" (سيرشلايت)
"المجمع البابوي" (فوكس)
"كثيب، الجزء الثاني" (وارنر بروس)
"إيميليا بيريز" (نتفليكس)
"أنا ما زلت هنا" (سوني كلاسيك)
"نيكل بويز" (أمازون/ إم جي إم)
"المادة" (موبى)
"ويكيد" (يونيفرسال)
إعلان
أفضل ممثل
الفائز: أدريان برودي "ذا بروتالست".
المنافسون:
تيموثي شالاميه، "مجهول بالكامل".
كولمان دومينغو، "سينغ سينغ".
رالف فاينس، "المجمع البابوي".
سيباستيان ستان، "المتدرب".
أفضل ممثل مساعد
الفائز: كيريان كولكين، فيلم "ألم حقيقي".
المنافسون:
يورا بوريسوف، فيلم "أنورا".
إدوارد نورتون، فيلم "مجهول بالكامل".
غاي بيرس، فيلم "ذا بروتالست".
جيريمي سترونغ، فيلم "المتدرب".
أفضل ممثلة
الفائزة: ميكي ماديسون، "أنورا".
المنافسون:
سينثيا إريفو، "ويكيد".
كارلا صوفيا جاسيون، "إيميليا بيريز"
ديمي مور، "المادة".
فرناندا توريس، "أنا ما زلت هنا".
أفضل ممثلة مساعدة
الفائزة: زوي سالدانا، فيلم "إيميليا بيريز".
المنافسون:
مونيكا بارابو، فيلم "مجهول بالكامل".
أريانا غراندي، فيلم "ويكيد".
فليسيتي جونز، فيلم "ذا بروتالست".
إيزابيلا روسيليني، فيلم "المجمع البابوي".
أفضل فيلم رسوم متحركة طويل
الفائز: فيلم "فلو".
المنافسون
فيلم "قلبا وقالبا 2".
فيلم "مذكرات الحلزون".
فيلم "والاس وغروميت.. انتقام الطائر الأكثر فظاعة".
فيلم "الروبوت البري".
أفضل فيلم رسوم متحركة قصير
الفائز: فيلم "في ظل الأرز".
المنافسون
فيلم "رجال جميلون".
فيلم "الحلويات السحرية".
فيلم "التجول إلى العجائب".
فيلم "مقرف!".
أفضل تصوير سينمائي
الفائز: فيلم "ذا بروتالست"، لول كراولي.
المنافسون:
فيلم "كثيب، الجزء الثاني"، غريغ فريزر.
فيلم "إيميليا بيريز"، بول غيوم.
فيلم "ماريا"، إدوارد لاخمان.
فيلم "نوسفيراتو"، جارين بلاشكي.
أفضل مخرج
الفائز: شون بيكر، "أنورا".
المنافسون:
برادي كوربيت، "ذا بروتالست".
جيمس مانغولد، "مجهول بالكامل".
جاك أوديار، "إيميليا بيريز".
كورالي فارجيات، "المادة".
أفضل فيلم وثائقي طويل
الفائز: فيلم "لا أرض أخرى".
المنافسون:
فيلم "دفاتر الصندوق الأسود".
فيلم "حرب الخزف".
فيلم "الموسيقى التصويرية لانقلاب".
فيلم "قصب السكر".
أفضل فيلم وثائقي قصير
الفائز: فيلم "الفتاة الوحيدة في الأوركسترا".
المنافسون:
فيلم "الموت بالأرقام".
فيلم "أنا جاهز، أيها الحارس".
فيلم "حادثة".
فيلم "آلات قلب نابض".
إعلان
أفضل مونتاج فيلم
الفائز: فيلم "أنورا"، شون بيكر.
المنافسون:
فيلم "ذا بروتالست"، ديفيد يانتشو.
فيلم "المجمع البابوي"، نيك إيمرسون.
فيلم "إيميليا بيريز"، جولييت ولفلينغ.
فيلم "ويكيد"، ميرون كيرستين.
أفضل فيلم دولي
الفائز: فيلم "أنا ما زلت هنا"، والتر ساليس (البرازيل).
المنافسون:
فيلم "الفتاة ذات الإبرة"، ماغنوس فون هورن (الدانمارك).
فيلم "إيميليا بيريز"، جاك أوديار (فرنسا).
فيلم "بذرة التين المقدس"، محمد رسولوف (ألمانيا).
فيلم "فلو"، ميغيل غوميس (لاتفيا).
أفضل تصميم أزياء
الفائز: فيلم "ويكيد"، بول تازويل
المنافسون:
فيلم "مجهول بالكامل"، أرياني فيليبس.
فيلم "المجمع البابوي"، ليزي كريستل.
فيلم "غلادييتر 2″، جانتي ييتس.
فيلم "نوسفيراتو"، ليندا موير.
أفضل مكياج وتصميم شعر
الفائز: فيلم "المادة".
المنافسون:
فيلم "رجل مختلف".
فيلم "إيميليا بيريز".
فيلم "نوسفيراتو".
فيلم "ويكيد".
أفضل موسيقى تصويرية أصلية
الفائز: فيلم "ذا بروتالست"، دانيال بلومبرغ.
المنافسون:
فيلم "المجمع البابوي"، فولكر بيرتيلمان.
فيلم "إيميليا بيريز"، كلمنت دوكول وكامي.
فيلم "ويكيد"، جون باول وستيفن شوارتز.
فيلم "الروبوت البري"، كريس باويرس.
أفضل أغنية أصلية
الفائز: أغنية "إل مال"، فيلم "إيميليا بيريز" (كلمنت دوكول، كامي وجاك أوديار).
المنافسون:
أغنية "لم يفت الأوان بعد"، فيلم "إلتون جون: لم يفت الأوان بعد" (إلتون جون وبراندي كارلايل).
أغنية "مي كامينو"، فيلم "إيميليا بيريز" (كلمنت دوكول وكامي).
أغنية "مثل طائر"، فيلم "سينغ سينغ" (أدريان كوييذادا وأبراهام ألكسندر).
أغنية "الرحلة"، فيلم "ذا سيكس تريبل إيت" (ديان وارن).
أفضل تصميم إنتاج
الفائز: فيلم "ويكيد"، ناثان كراولي
المنافسون:
فيلم "ذا بروتالست"، جودي بيكر.
فيلم "المجمع البابوي"، سوزي ديفيز.
فيلم "كثيب، الجزء الثاني"، باتريس فيرموت.
فيلم "نوسفيراتو"، كريغ لاثروب.
أفضل فيلم حي قصير
الفائز: فيلم "لست روبوتا".
المنافسون:
فيلم "الفضائي".
فيلم "أنوجا".
فيلم "آخر الحراس".
فيلم "الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتا".
إعلان
أفضل صوت
الفائز: فيلم "كثيب، الجزء الثاني".
المنافسون:
فيلم "مجهول بالكامل".
فيلم "إيميليا بيريز".
فيلم "ويكيد".
فيلم "الروبوت البري".
أفضل مؤثرات بصرية
الفائز: فيلم "كثيب، الجزء الثاني".
المنافسون:
فيلم "ألين.. رومولوس".
فيلم "رجل أفضل".
فيلم "مملكة كوكب القرود".
فيلم "ويكيد".
أفضل سيناريو مقتبس
الفائز: فيلم "المجمع البابوي"، بيتر ستراغان.
فيلم "مجهول بالكامل"، جاي كوكس وجيمس مانغولد.
فيلم "إيميليا بيريز"، جاك أوديار، توماس بيديجين ونيكولا ليفيتشي.
فيلم "نيكل بويز"، راميل روس وجوسلين بارنز.
فيلم "سينغ سينغ"، كلينت بينتلي، غريغ كوييدار، كلارنس ماكلين وجون "ديفاين جي" ويتفيلد.
أفضل سيناريو أصلي
الفائز: فيلم "أنورا"، شون بيكر.
المنافسون:
فيلم "ذا بروتالست"، برادي كوربيت ومونا فاستفولد.
فيلم "ألم حقيقي"، جيسي آيزنبرغ.
فيلم "5 سبتمبر"، تيم فهلباوم وموريتس بيندر.
فيلم "المادة"، كورالي فارجيات.
المصدر : الجزيرة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رحيل روبرت بينتون.. السينمائي الذي أعاد تعريف الطلاق ومعاناة المهمشين
رحيل روبرت بينتون.. السينمائي الذي أعاد تعريف الطلاق ومعاناة المهمشين

الجزيرة

timeمنذ 7 أيام

  • الجزيرة

رحيل روبرت بينتون.. السينمائي الذي أعاد تعريف الطلاق ومعاناة المهمشين

توفي المخرج وكاتب السيناريو الأميركي روبرت بينتون، الذي يعد أحد أبرز صُنّاع السينما في هوليود خلال النصف الثاني من القرن الـ20، أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 92 عاما، بحسب ما أكدت محاميته هيلاري بيبيكوف. بينتون اشتهر بفيلمه "كرايمر ضد كرايمر" (Kramer vs. Kramer)، الذي جسد مأساة الطلاق من منظور إنساني حساس، ورسم قصة زوجين يتصارعان على حضانة ابنهما. لم يكن هذا العمل مجرد نجاح جماهيري في شباك التذاكر عام 1979، بل حصد 5 جوائز أوسكار، منها أفضل فيلم، أفضل إخراج، أفضل سيناريو مقتبس (لبينتون)، وأفضل أداء تمثيلي لكل من داستن هوفمان وميريل ستريب. ووُلد بينتون في ولاية تكساس، وتميز بمزج التأثيرات الأوروبية وخاصة الفرنسية في أعماله، إذ كان من المعجبين بالموجة الجديدة في السينما الفرنسية، لدرجة أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية وصفته بأنه "الوريث الأميركي لفرنسوا تروفو". وقد عُرض على تروفو أصلا إخراج "كرايمر ضد كرايمر"، لكنه رفضه، ليترك المجال لبينتون ليحوّله إلى علامة فارقة في السينما الأميركية. وقبل أن يشتهر كمخرج، صنع بينتون اسمه في عالم الكتابة السينمائية، من خلال مشاركته في تأليف سيناريو فيلم "بوني وكلايد" (Bonnie and Clyde) سنة 1967، الذي تناول قصة الثنائي الخارجين عن القانون خلال الكساد الكبير، والذي يُعتبر من العلامات الفارقة في التحوّل الذي شهده السرد السينمائي الأميركي في نهاية الستينيات. وأبدع بينتون أيضا في فيلم "أماكن في القلب" (Places in the Heart) عام 1984، حيث تناول قصة أرملة من تكساس تكافح للحفاظ على أرضها خلال فترة الكساد الاقتصادي، مسلطا الضوء على صراع المرأة والتمييز العنصري في الجنوب الأميركي. هذا الفيلم رشّح بدوره لعدة جوائز أوسكار، ما عزز من مكانة بينتون كمخرج إنساني الطابع. ورغم أن بينتون أخرج نحو 10 أفلام روائية فقط طوال مسيرته، إلا أن تأثيره في هوليود كان كبيرا، إذ عُرف بموهبته العميقة وتواضعه الشديد. وقد قال ذات مرة عن نفسه "هناك مخرجون يعرفون كيف يستخرجون أفضل ما لدى الممثلين، لكني لست واحدا منهم".

'الوحشي'.. عن العمارة وفلسفة الغرب المتوحشة
'الوحشي'.. عن العمارة وفلسفة الغرب المتوحشة

الجزيرة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

'الوحشي'.. عن العمارة وفلسفة الغرب المتوحشة

لا أظن أنني وجدت صعوبة في الكتابة عن فيلم كما وجدت في فيلم الوحشي (The Brutalist) للمخرج 'بريدي كوربيت'. فنقد كل عمل فني يتطلب تحديد زاوية معينة للنظر، فهل ننقده من زاوية الإتقان الحرفي، أي جودة التصوير أو التمثيل، أو نناقش بصورة أكثر شمولية براعة المخرج في توظيف أدوات السينما لمناقشة موضوع معين، أم نترك كل هذا وننظر إلى السينما بوصفها وسيطا لمناقشة الأفكار، ومن ثم نناقش الأفكار المعروضة في الفيلم؟ هذه الأسئلة مشتركة بين كل الأفلام، لكن مشكلة هذا الفيلم هي أنني أعمل منتجا وكاتبا، وقبلهما أعمل معماريا، وقبل كل ذلك أنا عربي مسلم، وبعد كل ذلك مهاجر في بلد أوروبي. رُشح هذا الفيلم لعشر جوائز أوسكار، وفاز بثلاث منها، وهو يحكي قصة معماري يهودي من المجر، هاجر إلى الولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي، في أعقاب صعود النازية في ألمانيا، وحاول جاهدا في بلده الجديد أن يقدم تصميمات مميزة، لكنه لقي قدرا من الاضطهاد بسبب هويته الدينية، دفع بعائلته إلى السفر إلى مكان آمن جديد هو 'إسرائيل'. لكن 'لازلو توث' بطل الفيلم استكمل كفاحه في بلد المهجر أمريكا، ونجح في إنهاء عمله الأهم، وهو مركز ثقافي وكنيسة، لكن تصميمه يرمز إلى الاضطهاد الذي ذاق اليهود الأوروبيون في الهولوكوست. باختصار، قصة هذا الفيلم تمسني بصورة شخصية من عدة زوايا. لا يمكنني بطبيعة الحال أن أقدم في مقال واحد عرضا واسعا لكل الموضوعات والأفكار الملفتة في الفيلم، فلن أستطيع أن أقف كثيرا عند المهارة الحرفية في إنتاجه، ولن أتمكن من مناقشة كثير من الأفكار المتعلقة بالهجرة وكفاح التأقلم مع المجتمع الجديد الرافض لوجود المهاجر، ولا حتى دور التصميم المعماري في التعبير عن الأفكار وتخليد المشاعر. السؤال الأهم لدي: هل يقدم فيلم الوحشي دراما عن مقاومة الظلم والتغلب عليه؟ أم أنه مجرد حنين لصراع عفا عليه الزمن ولم يعد يمر به أحد؟ النظر في مرآة من الخرسانة لا يسع المقال وصف شعوري بالسعادة لمشاهدة مجالي المحبب -عرض الفيلم نموذجا مصغرا للمبنى (ماكيت) لمدة 5 دقائق و13 ثانية كاملة- وبالأخص الطراز الوحشي، معروضا على الشاشة الكبيرة. الطراز الوحشي يحبه المعماريون ويكرهه العامة لنفس السبب، وهو قبحه. فالمعماريون يرون في الوحشية صدقا ومباشرة وشاعرية، وإذا كان العامة يرونه قبيحا، فذلك لأنه صادق في التعبير عن عالم قبيح، عالم قتل الملايين في الحرب العالمية الثانية. باختصار شديد، فالعمارة الوحشية هي عمارة تصميم المباني بلا تجميل، وتستخدم خامة رخيصة ومتوفرة، هي الخرسانة بصورتها الخام، بلا معالجة ولا تنعيم ولا تلميع، بل إنها تذهب إلى درجة أبعد قليلا. إن البناء بالخرسانة يكون بصب سائل خرساني في هيكل خشبي وتركه حتى يتصلب، وعندها يُزال الهيكل الخشبي، فيترك آثارا خشنة على الخرسانة بطبيعة الحال. المعماري الوحشي يترك هذه الآثار، ولا يسعى إلى إزالتها. في فيلم 'الوحشي' نشاهد 'لازلو توث' (الممثل أدريان برودي) واقفا وحده في قاعة خرسانية شاسعة، داخل تحفته المعمارية غير المكتملة، مضاءة بأشعة ضوء تتسلل من فتحات هندسية موزعة بعناية في بنائه الوحشي. تتحرك الكاميرا ببطء نحو الأعلى، كاشفة عن الأسطح الخرسانية العارية، التي تمتد كأنها ندوب محفورة على جسد 'لازلو' نفسه، كذكريات ماضٍ يرفض أن يندثر. يمرر 'لازلو' يده على الجدار الخشن، وصوت احتكاك أصابعه بالخرسانة يتردد في الفضاء الواسع، فيخلق لحظة حميمة بين المبدع وإبداعه، كما في لوحة 'مايكل أنجلو' الشهيرة 'خلق آدم'. يجسد المشهد جوهر الفيلم، إذ تتجاوز العمارة شكلها المادي، لتصبح امتدادا لهوية البطل الممزقة. في الفيلم، تظهر العمارة الوحشية استعارة لصمود 'لازلو'، وسوء الفهم الذي يحيط به، ورفضه من قبل المجتمع لكونه إنسانا باردا غير لطيف، مع أنه يحمل بداخله صدقا وألما عميقين، بنفس الطريقة التي تكشف العمارة الوحشية عن بنيتها الحقيقية بلا تزيين. يعكس 'لازلو' حقيقة تجربة المهاجرين في أمريكا بعد الحرب، ويصبح هذا التشابه واضحا في المشاهد التي يظهر فيها مهوسا بمشروعه المعماري، لصالح الأب 'فان بيورين'، ومستعدا للتضحية بكل شيء من أجل رؤيته الفنية. يستخدم التصوير السينمائي في هذه اللحظات عدسات مستطيلة، لخلق صور منظمة بقدر ما هي مؤثرة، وكل إطار يبدو كأنه مخطط معماري مدروس، فكل عنصر يخدم غرضا محددا. عمارة حقيقية وتاريخ زائف يعرض الفيلم قصة 'لازلو' المعماري المميز، الذي بنى عددا من المباني المهمة في بلده المجر، بعد أن درس العمارة في واحدة من أهم جامعات التصميم في العالم، ألا وهي مدرسة 'باوهاوس' في ألمانيا. يهرب 'لازلو' من النازية إلى أمريكا، فيصطدم بواقع بائس لا يجد فيه ما يسد جوعه، ويضطر للعمل عامل حفر أو نقل، أو أي عمل يوفر له ما يكفي لإطعامه، حتى يلاحظ موهبته ثري أمريكي، فيطلب منه بناء مركز ثقافي، يخلد ذكرى جدته التي توفيت حديثا. لكن هذا العرض يثير تساؤلات غير بريئة! يصور الفيلم 'لازلو' معزولا تماما في فيلادلفيا، ليست له شبكة دعم من زملائه المهاجرين المجريين أو اليهود، أو خريجي 'باوهاوس' الآخرين، وهم الأهم. لقد خرّجت 'باوهاوس' 1300 طالب خلال 14 عاما من وجودها قبل أن يغلقها النازيون، وقد انتقل كثير من المعماريين إلى أمريكا بعد إغلاق المدرسة. كانت 'باوهاوس' مدرسة مؤثرة، بل الأكثر تأثيرا في العالم حتى هذه اللحظة، وكان خريجوها يجدون تقديرا في الأوساط المعمارية. يوحي الفيلم بأن 'لازلو' كان مجهولا تماما، بل إنه بعد كفاح وجد فرصة للعمل رساما لا مصمما، وذلك أمر غير واقعي، فقد كان لمدرسة 'باوهاوس' مكانة تقترب من التقديس، لا سيما بعد الحرب، مع اكتساب الأفكار الحداثية زخما. وإذا كانت شخصية 'لازلو' مستوحاة -كما يرى كثير من المعماريين- من المعماري المجري الأمريكي 'مارسيل بروير'، أو 'والتر غروبيوس' أو 'ميس فان دير روه'، فقد أسس جميع هؤلاء المعماريون حياة مهنية ناجحة، تجاوزت الولايات المتحدة إلى العالم كله. دعني أؤكد عزيزي القارئ أن هذا ليس تصيدا للأخطاء، لسبب بسيط، ألا وهو أن أهم معماريي العصر الحديث على الإطلاق هم تحديدا تلك الفئة التي تخرجت في 'باوهاوس'، ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة. وإذا كان 'لازلو' قد صمم وبنى مباني في بودابست قبل الحرب (كما يبدو في مجلد أعماله)، فمن المؤكد أنه كان جزءا من شبكة 'باوهاوس' المعروفة تلك. إن إغفال الفيلم المتعمد لهذه الشبكة يخدم السرد، بجعل رجل الأعمال الأمريكي 'فان بيورين' الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام 'لازلو' للبقاء والإبداع، لكنه أيضا يسهم في رسم الصورة المعتادة لليهودي الأوروبي، الذي لا يمكن رؤيته إلا ضحية، بلا أبعاد أخرى. من المدهش أن الصورة الراسخة عن اليهودي الأوروبي تجمع نقيضين، فهو دائما الضحية، وهو أيضا الأكثر ثراء وإبداعا. وفي حالة اصطدام هاتين الصورتين يُضحى بصورة الثري الناجح لصالح الضحية المضطهدة. لقد شابت الفيلم أخطاء أخرى، فقد أنهى 'لازلو' تصميم مبناه عام 1953، والحق أن أقدم التصميمات الوحشية لم يظهر للنور إلا بعد ذلك التاريخ بعشرة أعوام. أضف إلى ذلك أن من الصعب للغاية أن نصنف مبناه تصميما وحشيا، لكن هذه التفاصيل المتخصصة يمكن التغاضي عنها، فليست تؤثر في البناء الدرامي، أما رسم شخصية معاكسة لما كان يفترض أن تكون عليه في الواقع، في إطار مناقشة القضية العالمية الأهم والأخطر في 100 العام الماضية، فذلك أمر لا يمكن فهمه إلا أنه تضليل. تكريم معماري يتوج رحلة الكفاح تتوج رحلة كفاح 'لازلو توث' بمشهد انتصار يعد حلم كل معماري معاصر، حين يُكرّم في 'بينالي' البندقية للعمارة، وهو أهم معرض معماري في العالم، ويُقام كل عامين بمدينة البندقية في إيطاليا. لكن 'لازلو' أصبح مقعدا، وكما يبدو فاقدا للنطق، وتقدمه ابنة أخته قائلة: خالي، وكذلك زوجة خالي 'إرزبيت'، يوما ما كنتما تتحدثان بدلا عني، واليوم أتحدث أنا عنكما، وهو شرف لي. كان خالي 'لازلو' دائما ما يقول لي بعد أن أصبحت أمّا تكافح لإنشاء حياتها الجديدة في القدس: لا تدعي أحدا يخدعك، مهما حاول الآخرون إقناعك بالعكس، إن المهم هو العقبى لا الرحلة. لقد أثارت هذه النهاية عدة تساؤلات ونقاشات عن المعنى المقصود، فلماذا فضل المخرج والكاتب 'بريدي كوربيت' ألا تأتي على لسان 'لازلو' نفسه، وما معنى أن تُقدم أعماله بعين إنسان آخر؟ ومع أني مهتم بكل هذه الأسئلة، فإن هذا الاهتمام يتضاءل بجانب التأمل في تلك العلاقة، هل الكنز في الرحلة كما الحكمة التقليدية، أم أن الكنز هو الكنز نفسه، ولا بديل عن الحصول عليه؟ قبل إجابة هذا السؤال، يجب أن نعرف باختصار من هي 'صوفيا' التي قدمت 'لازلو'. لقد بدأ الفيلم وانتهى بها، في مشهد البداية كانت الشرطة تحاول معرفة هويتها، وانتهى الفيلم بتقديمها الجائزة. الضحية الوحيدة التي يعرفها الغرب نجت 'صوفيا' من الهولوكوست، لكنها خرجت منها صماء بسبب ما عانته من صدمات نفسية، وبمرور الوقت ظهرت بالقرب من نهاية الفيلم وهي متزوجة وقادرة على الكلام. لقد استطاعت إذن 'صوفيا' مقاومة صدماتها النفسية والتغلب عليها، وهي قصة جميلة بالتأكيد، لولا تفصيل بسيط للغاية. في أول مشهد تحدثت فيه 'صوفيا'، كانت تجلس مع 'لازلو' وزوجته على مائدة العشاء، لتخبرهم أنها لا ترى الحياة في أمريكا مناسبة لهم وهم يهود، فالمجتمع الأمريكي المسيحي لا يزال يحمل في داخله آثار كراهيته لليهود الأوروبيين. ولذلك فقد قررت هي وزوجها الهجرة مرة أخرى إلى مكان آمن هو إسرائيل، لاحظ أنها اتخذت هذا القرار عام 1958، أي أن إسرائيل كانت لا تزال دولة وليدة، في خضم ممارستها للتطهير العرقي والسرقة. ما الذي يفترض أن أشعر به إزاء هذا المشهد إذن؟ للتوضيح، مشكلة المشهد ليست احتلال فلسطين، بل عرض اليهودي الأوروبي بوصفه ضحية تهرب بحياتها إلى مكان آمن، والحق أنه في طريقه للقتل والسرقة، وضحية هذا القتل وتلك السرقة غير مذكورة في الفيلم، فالضحية الوحيدة التي يعرفها الغرب هي اليهودي الأوروبي. 'الكنز ليس في الرحلة بل في الوجهة' الملفت في الفيلم هو تلك النهاية التي اختارها 'كوربيت'، فنرى 'صوفيا' تشرح فكرة مبناه الذي يفترض أن يكون مركزا ثقافيا، يحوي كنيسة ومكتبة ومسرح ومدرسة، لكن 'صوفيا' تقول إنه صممه ليكون نصبا تذكاريا للهولوكوست، لذلك جعله تصميما مستوحى من الأماكن الخانقة المغلقة في معسكري الاعتقال 'بوخنفالد' و'داخاو'. لكن مشكلة هذه الفلسفة الخفية أنها مناقضة تماما لفلسفة العمارة الوحشية، التي تعتمد على الصراحة والمباشرة إلى حد القبح، بل إنه اختيار مناقض لشخصية 'لازلو' التي قدمت في الفيلم، وهي شخصية تشبه العمارة الوحشية في مباشرتها وصراحتها إلى درجة نفور الناس منه. لكن إذا عدنا إلى تلك الجملة التي تقول صوفيا إن 'لازلو' اعتاد أن يقولها 'الكنز ليس في الرحلة، بل في الوجهة'، فمن المثير أنها أثارت ارتياحي بدرجة كبيرة. فيمكن أن نلخص بها رؤية صانع العمل وربما الفهم الغربي للحياة. فمن الممكن أن تمتلئ الرحلة بالقتل والتهجير والسرقة وكافة الجرائم المتخيلة، لكن كل هذا غير مهم، بل المهم هو إنشاء مبنى أو دولة أو مشروع ناجح على أنقاض كل ذلك، فالنهاية هي ما يهم. قد يبدو أنني لم أعجب بالفيلم أو لا أرشحه، والحقيقة أنني شاهدته مرتين مع طوله (200 دقيقة)، وذلك لأن أداء 'أدريان برودي' كان آسرا، وحين أعيد التفكير فيه -وأنا مهاجر عربي معاصر- تصبح مشاهدته تجربة شخصية للغاية.

الأكاديمية تُعدّل قواعد الأوسكار: لا تصويت دون مشاهدة
الأكاديمية تُعدّل قواعد الأوسكار: لا تصويت دون مشاهدة

الجزيرة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

الأكاديمية تُعدّل قواعد الأوسكار: لا تصويت دون مشاهدة

أعلنت الأكاديمية المنظِّمة لجوائز الأوسكار أمس الاثنين عن تغيير في قواعدها، إذ باتت تفرض على أعضائها مشاهدة كل الأفلام المرشحة في فئة مّا إذا كانوا يريدون التصويت في هذه الفئة. وأشارت الأكاديمية في بيان إلى أنّ أعضاءها "بات يتعيّن عليهم مشاهدة كل الأفلام المرشحة في كل فئة حتى يتمكنوا من التصويت في الجولة النهائية من جوائز الأوسكار". وسيتم تطبيق هذه القاعدة الجديدة على الدورة المقبلة من حفلة توزيع الجوائز السينمائية المرموقة المرتقبة في 15 مارس/آذار 2026. وكان الأعضاء سابقا يؤكدون على مسؤوليتهم الشخصية أنهم شاهدوا الأفلام حتى يتمكنوا من التصويت. لكن في الواقع، كان يتم اختيار أفلام في فئات معينة من دون مشاهدة العمل. وبالنسبة إلى جائزة أوسكار أفضل فيلم والتي تضم 10 ترشيحات، تبذل الأستوديوهات المتنافسة كل ما في وسعها أثناء حملاتها، من خلال أنشطة كثيرة (مهرجانات، وعروض خاصة أو عامة…) لضمان أن يكون الأعضاء قد شاهدوا أفلامها. ولم توضح الأكاديمية كيف ستتأكد من أن أعضاءها شاهدوا كل الأفلام المرشحة في فئة ما. ولكن بحسب موقع "هوليود ريبورتر"، يمكن للأكاديمية أن تتابع مشاهدات الأفلام الفردية من خلال منصة للبث التدفقي مخصصة لأعضائها. وأكد الموقع أنّ الأعضاء الذين شاهدوا الفيلم خلال مناسبة معينة كمهرجان مثلا، سيتعين عليهم "ملء نموذج يشير إلى توقيت ومكان مشاهدة الفيلم". وأعلنت الأكاديمية عن تغييرات إضافية في قواعدها الاثنين، أحدها يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي، بعد أن أثار استعماله في فيلمي "ذا بروتاليست" (The Brutalist) و"إميليا بيريز" (Emilia Pérez) جدلا في حفلة توزيع جوائز الأوسكار عام 2025. وتشير القاعدة الجديدة إلى أن استخدام هذه التكنولوجيا لا يؤدي إلى استبعاد الفيلم. وجاء في البيان "في ما يخص الذكاء الاصطناعي التوليدي والأدوات الرقمية الأخرى المستخدمة في إنجاز الفيلم، فإنها لا تساعد ولا تضرّ بفرص الحصول على ترشيح"، مضيفا "ستقوم الأكاديمية وكل قسم بالحكم على الأداء، مع الأخذ في الاعتبار المكانة التي يشغلها البشر في عملية الابتكار عند اختيار الفيلم الذي ستتم مكافأته".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store