logo
الكفاح للوصول للحقيقة مصوران من أمريكا وبريطانيا يوثقان الحروب وسط المعارك

الكفاح للوصول للحقيقة مصوران من أمريكا وبريطانيا يوثقان الحروب وسط المعارك

مصرس٢٦-٠٢-٢٠٢٥

عقدت الجلسة الختامية بمهرجان اكسبوجر الدولي للتصوير في دورته ال9 بحضور مصورى الحرب وهما المصور الصحفى البريطانى دون ماكولين، والمصور الصحفى الأمريكى جيمس ناكطوى.
وقال دون ماكولين، في الحقيقة، لم أبدأ في التصوير بدافع الشغف، بل بسبب خدمتي الوطنية في سلاح الجو عندما كنت شابا التحقت بوحدة التصوير هناك، وحاولت إجراء اختبار لأصبح مصورا، لكنني فشلت في الإجراءات الورقية، وخرجت من سلاح الجو دون أي شهادة تثبت خبرتي في التصوير.وأوضح دون ماكولين أنه عاد إلى المكان الذي نشأت فيه، وكان حيًا بائسًا في لندن، تركت المدرسة عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، ولم أكن متعلمًا جيدًا، حيث كنت أعاني من صعوبات في القراءة والكتابة، كنت اشتريت كاميرا أثناء وجودي في نيروبي، بمساعدة أحد الطيارين الذين قدموا لي الدعم، لكننى بعتها لاحقًا مقابل خمسة جنيهات إسترلينية، واعتقدت أن هذا هو نهاية علاقتي بالتصوير، لكن بعد فترة، حصلت على كاميرا أخرى وبدأت في تصوير الأولاد في الحي الذي نشأت فيه، حيث كانوا جزءا من حرب عصابات في شمال لندن.وتابع ماكولين، أن في أحد الأيام، حاول شرطي التدخل في صراع بينهم ليلة الأحد ولم أكن هناك في ذلك الوقت، لكنني كنت أعرف هؤلاء الأشخاص منذ طفولتي، فقد درست معهم، في النهاية، قتل الشرطي في نهاية الشارع الذي نشأت فيه، التقطت صورًا للعصابة، وعندما علمت صحيفة The Observer بذلك، سألوني: "هل التقطت الصور؟" فقلت: "نعم"، ثم طلبوا مني التقاط المزيد، فوافقت تم نشر صوري، وفي ليلة وضحاها عرضت على كل وظائف التصوير الفوتوغرافي في إنجلترا، رغم أنني لم أكن مصورا محترفا.وأضاف دون كنت محاطا بأشخاص تورطوا في الجريمة، وبعضهم انتهى به الأمر في السجن أو أصبحوا مجرمين خطرين، وحتى قتلة، ثم نشأت في ظروف صعبة جدًا، حيث كنت أعيش مع عائلتي في شقة صغيرة متهالكة، لم أكن أذهب إلى المدرسة كثيرًا، وكدت أنجرف نحو حياة الجريمة، لأن هذا كان المسار المتوقع لمن نشأت معهم.وأشار دون إلى أنه "بفضل والدتى، أدركت أنني أستطيع اتخاذ طريق مختلف، في الحقيقة، لم أختر التصوير، بل أشعر أن التصوير هو من اختارني، لم يكن لدي تعليم أكاديمي مثل جيمس، لكني ممتن جدًا لأن الحياة منحتني فرصة لأصبح مصورًا، التصوير أنقذني من حياة كان يمكن أن تكون مختلفة تمامًا".ولفت دون إلى أنه يتذكر قنبلة يدوية صينية سقطت بيني وبين أحد الجنود، ووصفه بأن المشهد لا يزال حيًا في ذاكرته عندما رأى رجل ملقى على الأرض والدم ينزف من أنفه، بينما أنا أختبئ بسرعة في حفرة قريبة قبل أن تنفجر القنبلة.للأسف، الرجل الذي كان في الصورة مات، والشخص الذي كان يساعده قتل بعد بضعة أيام. تلك الذكريات تلاحقني في أحلامي، فما حدث ليس مجرد مغامرة مجانية بل كان له ثمن ندفعه لاحقًا ربما في اليوم التالي أو الشهر المقبل أو حتى بعد سنوات.وأكد دون، نحن هنا اليوم نحتفي بالتصوير الفوتوغرافي، ولكنني أشعر بالسعادة لرؤية صور الآخرين، لأن ذلك يمنحني فرصة للتفكير في الخيارات التي كانت متاحة لنا، والتي اخترنا منها هذا الطريق الصعب والمليء بالتحديات.وأضاف دون، كان وجودنا بمثابة صوت للناس التي تعيش الحرب من خلال نقل قصصهم للعالم، كنا نتقاسم معهم المخاطر نفسها، لنروي معاناتهم، وهذا ما جعلهم يرحبون بنا، لأنهم كانوا بحاجة لمن يوصل رسالتهم، بالتأكيد، أي صورة منفردة لن تغير طبيعة البشر، ولن تنهي الحروب، ولكنها قد تؤثر فى صراع معين، أو تكشف عن ظلم محدد، هذه هي مسئوليتنا كمصورين صحفيين أن نكون شهودًا محترمين للأحداث، ونروي القصص بصدق وأمانة، على سبيل المثال، عندما قرر المستوطنون في القدس الشرقية طرد العائلات الفلسطينية، كنت هناك، وانضممت إلى مجموعة لمراقبة الأحداث أتذكر أن رجلًا أعطاني شارة زرقاء وقال لي: "احتفظ بها، فقد تحتاجها إذا حاول أحدهم إطلاق النار عليك لم أكن متأكدًا مما يقصده، لكنه كان محقًا، كان الجنود يقتلون كل فلسطيني".بينما قال جيمس ناكطوي، لم يكن لدي أي خلفية في التصوير عندما كنت في الجامعة، لكن خلال تلك الفترة، كان هناك حرب فيتنام وحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وهما حدثان محوريان في تاريخ القرن العشرين الأمريكي، كانت القيادات السياسية والعسكرية تخبر الناس بشيء، لكن الحقيقة كانت مختلفة تماما والمصورون هم من أظهروا لنا الواقع.وأوضح جيمس أنه "عندما تخرجت من الجامعة، لم أكن متأكدًا مما أريد فعله، واستغرق الأمر مني بضع سنوات لأقرر أنني أريد أن أصبح مصورًا صحفيًا، لم يكن لدي أي تدريب رسمي، لذلك علمت نفسي، وعملت في غرفة مظلمة وعلمت نفسي كيفية تحميض الأفلام وطباعة الصور، كنت أضع لنفسي مهامًا وكأنني أعمل لدى محرر صحفي، وأتخيل أنني ألتقط صورًا لمجلة".وتابع جيمس، عندما قررت أن أصبح مصورًا، كان هدفي أن أكون مصورًا للحروب، لأنني كنت أؤمن بتأثير التصوير الصحفي على المجتمع، شعرت أن هذا المجال يحمل مسؤولية كبيرة، لذا أمضيت عشر سنوات في التدريب الذاتي قبل أن أشعر أنني مؤهل لتحمل مسئولية توثيق النزاعات، بعد ذلك، عملت في صحيفة لمدة أربع سنوات، لكن استغرقني الأمر عقدًا كاملًا قبل أن أشعر أنني مستعد تمامًا، وفي عام 1981، بدأت العمل في مناطق الصراع.وأكد جيمس أن التصوير لم يكن مجرد توثيق للأحداث، بل كان وسيلة لخلق اتصال إنساني بين الأشخاص في الصور والمشاهدين، هذا الاتصال العاطفي هو ما يجعل التصوير الفوتوغرافي قويًا ومؤثرًا.وتابع جيمس لم أتلق أي تدريب رسمي في القتال أو الطب، ولم يكن لدي أي خبرة سابقة في التعامل مع النزاعات، كل ما تعلمته كان من خلال التجربة المباشرة في الميدان، لكنني وجدت أن السنوات العشر التي قضيتها في تعلم التصوير الصحفي والتدريب الذاتي جاءت بثمارها عندما ذهبت إلى أيرلندا.واستطرد جيمس كنت أرغب في أن أصبح مصورا للحروب، وكان ذلك في وقت إضراب السجين بوبي ساندز، الذي كان عضوًا في الجيش الجمهوري الإيرلندي وسجينا سياسيا تم انتخابه في البرلمان أثناء إضرابه عن الطعام، اندلعت أعمال عنف هناك فقررت أن أستقل طائرة وأذهب مباشرة إلى موقع الأحداث، وعندما وصلت اكتشفت أنني قادر على التعامل مع الموقف كنت أعرف كيف أتحرك، لم أشعر بالخوف، ولم أكن متهورا، لم أتوقف أبدًا عن العمل فى هذا المجال، وأصبح هذا هو مسار حياتى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهند: مطالبات باستقالة وزيري الدفاع والداخلية وسط شكوك بفرار منفّذي هجوم باهالجام
الهند: مطالبات باستقالة وزيري الدفاع والداخلية وسط شكوك بفرار منفّذي هجوم باهالجام

مصراوي

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • مصراوي

الهند: مطالبات باستقالة وزيري الدفاع والداخلية وسط شكوك بفرار منفّذي هجوم باهالجام

نيودلهي - (د ب أ) في الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة الهندية لانتقادات لعجزها عن العثور على المشتبه بهم في ارتكاب مجزرة باهالجام الشهر الماضي، سادت أمس السبت مخاوف من أن يكون الجناة قد فروا إلى دولة أخرى. وخضعت رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية السريلانكية المتجهة من تشيناي الهندية إلى كولومبو لتفتيش دقيق لدى وصولها أمس السبت من جانب شرطة كولومبو، بعد أن أبلغها مركز المراقبة في تشيناي باحتمال وجود "المشتبه بهم في هجوم باهالجام على متن الطائرة" وفقا لما ذكرته صحيفة دون الباكستانية. وقالت شركة الطيران إن رحلتها "يو إل 122" وصلت إلى كولومبو قادمة من تشيناي الساعة 11:59 صباحا بالتوقيت المحلي، وخضعت عند وصولها لـ"تفتيش أمني شامل". وبعد نحو 10 أيام من وقوع المجزرة في الجزء الهندي من كشمير، عبر سياسي من حزب المؤتمر عن شكوكه في قدرة حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على القبض على المهاجمين. وقد فُسرت تعليقاته على أنها انتقاد للجيش، مما اضطره إلى التراجع عنها. وأثار الفشل الواضح في الجانبين الأمني والاستخباراتي انتقادات من جانب المعارضة ومحللي الشؤون الدفاعية، وسط مطالبات باستقالة وزيري الداخلية والدفاع. ودعا بعض المحللين إلى إقالة مستشار الأمن القومي الهندي.

بيع لوحة نادرة للورنس ستيفن لوري بنحو 800 ألف جنيه إسترليني في مزاد علني
بيع لوحة نادرة للورنس ستيفن لوري بنحو 800 ألف جنيه إسترليني في مزاد علني

بوابة ماسبيرو

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • بوابة ماسبيرو

بيع لوحة نادرة للورنس ستيفن لوري بنحو 800 ألف جنيه إسترليني في مزاد علني

بيعت لوحة نادرة للرسام البريطاني الراحل للورنس ستيفن لوري في مزاد علني بحوالي 800 ألف جنيه إسترليني. ووفقا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، اشترى المحرر الأدبي في صحيفة "مانشستر جارديان" آرثر والاس لوحة "الذهاب إلى الطاحونة" مقابل 10 جنيهات إسترلينية عام 1926، وظلت اللوحة ملكا لنفس العائلة منذ ذلك الحين. وقد رسم لوري، الذي حظي بالثناء لتصويره المشاهد اليومية في شمال غرب إنجلترا، هذه اللوحة الفنية في عام 1925. ويعتقد أن هذه اللوحة من أوائل الأعمال الفنية التي قام ببيعها الرسام المولود في ستراتفورد، كما أهدى لوري والاس لوحة إضافية بعنوان "بلدة التصنيع"، والتي باعتها عائلة والاس قبل عدة سنوات.

ثقافة : لوحة فنية بـ10 جنيهات إسترلينية.. معروضة للبيع بمليون إسترلينى
ثقافة : لوحة فنية بـ10 جنيهات إسترلينية.. معروضة للبيع بمليون إسترلينى

نافذة على العالم

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • نافذة على العالم

ثقافة : لوحة فنية بـ10 جنيهات إسترلينية.. معروضة للبيع بمليون إسترلينى

الخميس 10 أبريل 2025 12:15 مساءً نافذة على العالم - في المملكة المتحدة، قد تباع لوحة فنية كانت قد اشتريت منذ نحو قرن من الزمن مقابل 10 جنيهات إسترلينية، بمبلغ يقارب مليون جنيه فى مزاد علنى سيقام قريبا. اللوحة المعنية تحمل عنوان Going to the Mill وهي من أعمال الفنان البريطاني الشهير لاحقًا لورانس ستيفن لوري، وقد اشتراها في عام 1926، حين كان لوري لا يزال فنانًا مغمورًا، الصحفي آرثر والاس، الذي كان يشغل آنذاك منصب محرر في صحيفة جارديان. ووفقًا لحفيد المشتري، كيث والاس، فإن لوري باع اللوحة بمبلغ 10 جنيهات فقط، لكنه شعر لاحقًا أن السعر كان مرتفعًا جدًا، فقرر أن يهدى والاس لوحة أخرى مجانا – ربما فى لحظة ندم فنى مبكر. اللوحة الفنية وبعد مرور قرابة مئة عام، قررت عائلة والاس طرح هذه اللوحة النادرة للبيع في مزاد يقام في مايو 2025 بلندن، من خلال دار المزادات ليون آند تيرنبول. يصف خبير الفن سيمون هاكر هذه اللوحة بأنها من أقدم وأهم أعمال لوري، إذ قال فيها تظهر عناصر ستصبح لاحقًا توقيعًا بصريًا لأعماله، مثل المدخنة، وسقف المصنع المقبب، والجدار المثقب بالنوافذ، والمشهد الصناعي المتكرر في مسيرته الفنية الممتدة على مدى ثلاثين عاما. شارك كيث والاس أيضًا مفاجأة غريبة أن اللوحة بقيت معلقة في منزل والدته دون تأمين حتى عام 2013، ولم تعرض في معرض فني إلا بعد مرور 80 عامًا، وذلك في مدينة تشيتشيستر البريطانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store