
نهب حوثي منظم لمخصصات الصحة الإنجابية في صنعاء
وأكدت مصادر صحية مطلعة في العاصمة المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» اتهامات وجهها الناشطون الحوثيون لشخصيات في وزارة الصحة التابعة لحكومة الجماعة غير المعترف بها، بالاستيلاء على مبالغ مالية كانت مُخصصة لدعم أنشطة ومشاريع في قطاع الصحة الإنجابية في عدد من المحافظات، وأخرى خاصة بشراء أدوية لتقديمها مجانية لعدة مرافق طبية خاصة بالنساء.
وذكرت المصادر أن القادة الحوثيين المشرفين على تلك المشاريع اكتفوا بتنفيذ أعمال نزول ميدانية محدُودة، وتكليف فرق صحية، غالبية طواقمها من أقاربهم، وأخرى وهمية، إلى نحو 12 محافظة من أصل 15 محافظة خاضعة لسيطرة الجماعة، بهدف الاستحواذ على حصة كبيرة من موارد المشاريع.
وثيقة يقول ناشطون حوثيون إنها تكشف عن فساد ومحسوبية في القطاع الصحي الخاضع للجماعة (فيسبوك)
ولم يخضع المشروع الصحي، وفقاً للمصادر، لأي مراجعة فنية أو رقابية سواء قبل التنفيذ أو بعده، كما لم يتحقق على الأرض سوى اليسير من أهدافه التي نصّ الموقع بين الجماعة والمنظمات الداعمة على تحقيقها.
وأرفق ناشط في الجماعة يُدعى طه الرزامي، في منشورات على حسابه في منصة «فيسبوك»، وثائق مسرّبة تؤكد تورط من سماهم «مسؤولين كباراً» في القطاع الصحي الخاضع للجماعة بالاستحواذ على الأموال عبر ما قال إنه «نشاط إشرافي بمبرر متابعة نظام الإمداد الدوائي في عدد من المحافظات، دون تنفيذ حقيقي وفعلي على الأرض».
بحسب الرزامي وناشطين آخرين، فإن هذه الوقائع جزء من ممارسات الفساد الواسعة التي يجري رصدها في القطاع الصحي في العاصمة صنعاء منذ مطلع العام الحالي، منبهين إلى أنها تُسلط الضوء على استغلال الأنشطة الإنسانية في عمليات فساد لصالح أقارب القيادات الحوثية المشرفة على تنفيذها.
غالبية المرافق الصحية في اليمن توقفت عن العمل بسبب الحرب (الأمم المتحدة)
وبينوا أن هذه الأنشطة تجري بأقل قدر من الشفافية، ودون رقابة حقيقية من الجهات المانحة أو القطاع الصحي الحكومي الخاضع لسيطرة الجماعة.
وجرى تنفيذ النشاط بشكل محدود في 12 محافظة فقط، من أصل 15 محافظة خاضعة للجماعة.
واستحوذت إحدى القياديات الحوثيات المشرفات على القطاع الصحي على الجزء الأكبر من المخصصات المالية للنزول الميداني فقط، التي تقدر بـ10 آلاف دولار (5.4 مليون ريال، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ535 ريالاً)، دون تنفيذ أي مهام واكتفت بإرسال رسالة إلكترونية إلى منظمة داعمة تُدعى «يمان»، طالبة صرف المستحقات.
نازحون من محافظة الحديدة إلى مدينة إب يتلقون مساعدات من إحدى المنظمات (فيسبوك)
كما جرى إدراج أسماء مشرفين، من أقارب تلك القيادية، على تنفيذ النشاط دون مشاركة فعلية في النزول الميداني، وجرى تسليمهم مكافآت مالية دون سندات، ودون أن يقدموا تقارير حول تنفيذ أي مهام.
من جهتها، كشفت منظمة «انتصاف»، التابعة لقيادات حوثية، عن تدهور الوضع الصحي للنساء في مناطق سيطرة الجماعة، مشيرة إلى أن المرأة في تلك المناطق ما تزال تعيش تحت وطأة انعدام الرعاية الصحية والتشريد والنزوح وانتهاك جميع حقوقها.
وأوضحت المنظمة، في أحد تقاريرها، أن النساء ما زلن يواجهن أحد أكثر أشكال العنف، خاصة حينما يتعلق الأمر بحقهن في السلامة الشخصية وتلقي الرعاية الصحية خلال فترات الحمل والولادة، حيث يعدّ معدل وفياتهن أحد أعلى معدلات الوفيات في العالم.
ولفتت إلى تفاقم معاناة الأمهات والنساء الحوامل، إذ تجري أكثر من 50 في المائة من عمليات الولادة على يد أشخاص غير متخصصين.
ناشطون حوثيون يتحدثون عن إدراج أسماء أقارب حوثيين في كشوفات مهام وهمية (فيسبوك)
وأورد التقرير أن نحو 8.1 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب، بحاجة للمساعدة في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، ومن بينهن 1.3 مليون امرأة ستلد خلال هذا العام، ومن المتوقع أن يصاب 195 ألفاً منهن بمضاعفات تتطلب مساعدة طبية لإنقاذ حياتهن وحياة مواليدهن.
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان عن أرقام وصفها بـ«المقلقة» بشأن تدهور خدمات الصحة في اليمن، حيث تفتقر نحو 5.5 مليون امرأة في اليمن إلى خدمات الصحة الإنجابية الأساسية، بينما تتم 6 من كل 10 عمليات ولادة دون وجود قابلة مؤهلة، ما يزيد من المخاطر الصحية على الأمهات والمواليد.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في مارس (آذار) الماضي، أن اليمن يتصدر منطقة الشرق الأوسط من حيث معدل وفيات الأمهات، نتيجة الظروف الصحية والإنسانية الكارثية التي تواجهها النساء بسبب استمرار النزاع المسلح في البلاد لأكثر من عقد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
فيديو: صدمة على الهواء.. وزير الاستثمار الصربي يصاب بجلطة دماغية في بث مباشر
تعرض وزير الاستثمار الصربي داركو جليسيتش لجلطة دماغية مفاجئة أثناء استضافته في برنامج تلفزيوني على قناة صربية يوم الأربعاء، وظهر وهو يعاني من صعوبة في النطق وظهرت عليه علامات شلل في النصف الأيمن من وجهه أثناء الحلقة، مما دفع الطاقم الطبي إلى التدخل السريع ونقله إلى المستشفى على وجه السرعة. وأكد وزير الصحة الصربي زلاتيبور لونتشار أن جليسيتش تعرض لجلطة دماغية شديدة، وأن حالته كانت حرجة عند وصوله إلى المستشفى، موضحا أن الأطباء أجروا عملية جراحية معقدة للتعامل مع تجلط ونزيف في الدماغ، مشيرًا إلى أن الساعات الـ24 التالية ستكون حاسمة لتحديد مسار تعافيه. وفي زيارة لاحقة، أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن حالة جليسيتش تتحسن، حيث تمكن من التحدث معه خلال زيارته للمستشفى، معربًا عن تفاؤله باستقرار حالته الصحية. ويُعد داركو جليسيتش من الشخصيات البارزة في الحكومة الصربية، حيث يشغل منصب وزير الاستثمار، وهو دور حيوي في تعزيز الاقتصاد الصربي وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه صربيا نشاطًا دبلوماسيًا واقتصاديًا مكثفًا، خصوصا مع توقيع اتفاقيات تجارية واسعة. وأثار الحادث، الذي تم توثيقه في مقطع فيديو وانتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، صدمة في الأوساط الصربية وأعاد إلى الأذهان أهمية التوعية بأعراض الجلطات الدماغية، مثل صعوبة النطق والشلل الجزئي، والتي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. وأعربت وسائل الإعلام المحلية عن دعمها للوزير، مع تسليط الضوء على ضرورة تحسين أنظمة الرعاية الصحية الطارئة في البلاد، ونشرت نقلا عن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش في بيان بعد زيارته للمستشفى: «تحدثت مع داركو، وأنا سعيد بتحسن حالته. إنه مقاتل وسيعود أقوى». أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 13 ساعات
- الرياض
ملتقى الصحة العالمي يُعزز حضور الشركات الناشئة في التقنيةتعزيز مكانة المملكة عالمياً في الرعاية الصحية
أعلن ملتقى الصحة العالمي 2025 عودة (مسابقة رؤية الجيل القادم) إلى دورة هذا العام من الحدث العالمي الرائد، الذي ينعقد في المملكة تحت رعاية وزارة الصحة، وبدعمٍ من برنامج تحول القطاع الصحي أحد برامج رؤية المملكة 2030، وبتنظيم من شركة (تحالف) المشروع المشترك بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وصندوق الفعاليات الاستثماري، وشركة إنفورما العالمية، وذلك خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر 2025، في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم.


عكاظ
منذ 14 ساعات
- عكاظ
إسبانيا تواجه صيفاً قاتلاً.. الحرارة تجتاح 34 مقاطعة وتودي بحياة المئات
أعلنت السلطات الإسبانية حالة التأهب القصوى في 34 مقاطعة، معظمها في وسط وجنوب البلاد، نتيجة موجات الحر الشديدة التي تجتاح البلاد منذ بداية الصيف، في ظل ارتفاع مقلق في معدلات الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، إذ سجل معهد كارلوس الثالث للصحة العامة 1,505 وفيات مرتبطة بـ«ارتفاع شديد في درجات الحرارة» خلال الفترة من 16 مايو إلى 4 أغسطس 2025. وتشهد إسبانيا، كغيرها من دول جنوب أوروبا، صيفًا استثنائيًا من حيث شدة الحرارة، إذ وصلت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 46 درجة مئوية، مسجلة أرقامًا قياسية في يونيو ويوليو، أدت هذه الموجات الحارة، التي تفاقمت بسبب تغير المناخ وتأثير ظاهرة «القبة الحرارية»، إلى زيادة كبيرة في الوفيات المرتبطة بالحرارة مقارنة بالعام الماضي، حيث سجلت 114 وفاة فقط خلال نفس الفترة في 2024. وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية تحذيرات من استمرار الموجة الحارة حتى منتصف أغسطس، مع توقعات بأن تظل درجات الحرارة مرتفعة بشكل غير طبيعي في مناطق مثل الأندلس وقرطبة، وقد أدت الحرارة الشديدة إلى زيادة حالات الإصابة بضربات الشمس والأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، مما زاد الضغط على المستشفيات. كما تسببت موجات الحر في تفاقم مخاطر الحرائق، إذ أُجبرت السلطات على نشر المزيد من فرق الإطفاء للسيطرة على حرائق الغابات في مناطق مثل كاتالونيا. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر في إشبيلية، إلى أن «الحرارة الشديدة أصبحت الوضع الطبيعي الجديد» بسبب تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري. وأطلقت وزارة الصحة الإسبانية تحذيرات صحية عاجلة، داعية المواطنين إلى اتخاذ احتياطات مثل البقاء في الظل، ارتداء ملابس خفيفة، ومراقبة الجيران المسنين، كما تم تعزيز نظام المراقبة الصحية لتتبع الوفيات اليومية وتحديد التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للحرارة، وتشير التقارير إلى أن الإجراءات الوقائية، مثل خطة الوقاية من الحرارة، ساهمت في تقليل الوفيات المرتبطة بالحرارة الشديدة في بعض المناطق مقارنة بالسنوات السابقة. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة عالميًا قد يؤدي إلى زيادة الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا بما يراوح بين 8,000 إلى 80,000 سنويًا بحلول نهاية القرن، مما يبرز الحاجة إلى استراتيجيات طويلة الأمد للتكيف مع تغير المناخ. ووفقًا لتقارير معهد كارلوس الثالث، شهدت الأسابيع الأولى من يوليو زيادة حادة في الوفيات، خاصة بين كبار السن والفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل المصابين بأمراض مزمنة، وتُظهر البيانات أن 76 تنبيهًا أحمر للحرارة الشديدة صدرت هذا الصيف، مقارنة بصفر في العام السابق، مما يعكس «شدة استثنائية» للأحداث المناخية. وتستجيب إسبانيا لهذه الأزمة من خلال تفعيل خطة وطنية للوقاية من آثار ارتفاع درجات الحرارة، والتي تشمل تحذيرات مبكرة وخريطة تنبيه حراري جديدة تحدد عتبات درجات الحرارة التي تؤدي إلى زيادة الوفيات في كل منطقة، وتهدف هذه الخريطة، التي أُطلقت في يونيو الماضي، إلى حماية الفئات الضعيفة، خصوصاً كبار السن، من خلال توجيهات مثل تجنب الخروج في منتصف النهار وشرب المزيد من الماء. أخبار ذات صلة