
الجيش اليمني.. من "الولاعة" إلى الفرط صوتية
تعتبر القوات المسلحة اليمنية، وخَاصَّة تحت قيادة حركة أنصار الله، نموذجًا حقيقيًّا يُظهر كيف يمكن للقوات العسكرية أن تتطور وتتأقلم في مواجهة التحديات السياسية والأمنية المعقدة والمُستمرّة التي تعصف بالمنطقة. في بداياتها، كانت هذه القوات تحمل طابعًا دينيًّا واجتماعيًّا يهدف إلى تعزيز الهوية الدينية، لكن مع مرور الزمن، تطور المسار ليشمل تحولًا عسكريًّا استثنائيًّا، قائمًا على استراتيجيات تقليدية وابتكارات تكنولوجية حديثة.
كانت القوات اليمنية تعتمد بشكل أَسَاسي على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مما وفّر لها القدرة على الدفاع عن نفسها في شمال اليمن.
ومع التغيرات الجذرية التي شهدها المشهد السياسي في البلاد بدءًا من منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ النهج العسكري للقوات المسلحة اليمنية لحركة تحت قيادة أنصار الله يتطور بوتيرة ملحوظة؛ مما أتاح لها توسيع نطاق قدراتها وتعزيز استراتيجياتها العسكرية بشكل متسارع. وخلال السنوات الأخيرة، شهد الجيش اليمني تحولًا نوعيًّا بفضل الابتكار المحلي والتقدم التكنولوجي.
كان تطوير صواريخ 'بركان' نقطة تحول رئيسية، حَيثُ استهدفت هذه الصواريخ مواقع حساسة في المملكة العربية السعوديّة، مما أَدَّى إلى توترات دولية لافتة وجذب أنظار العالم إلى القدرات العسكرية المتزايدة لليمن في مجال الهجمات بعيدة المدى.
علاوة على ذلك، أثبت استخدام الطائرات المسيرة فعاليته الكبيرة، حَيثُ سهلت استراتيجيات الضرب عن بُعد بأُسلُـوب دقيق وبتكاليف أقل مقارنة بوسائل الحرب التقليدية، وفي خطوة تعكس الطموح الكبير للجيش اليمني في تعزيز موقعه العسكري والاستراتيجي ليس فقط داخل حدود اليمن، بل أَيْـضًا على المستوى الإقليمي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية مؤخّرًا عن تطوير صواريخ فرط صوتية.
تمثل هذه الأسلحة، التي تتفوق بسرعتها على الصوت، تحديًا حقيقيًّا لمفاهيم الدفاع الجوي التقليدي؛ نظرًا لقدرتها على المناورة وسرعتها الفائقة. إن تطوير مثل هذه الأسلحة يُظهر قدرة اليمن على الابتكار والتكيف في مواجهة العزلة الدولية والحصار المفروض، مما يعكس التصميم القوي والإرادَة الصلبة للشعب اليمني في التصدي للتحديات المتزايدة.
في سياق الصراعات المُستمرّة، تبرز القوات المسلحة اليمنية كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية، حَيثُ تعبر عن تضامنها القوي مع الشعب الفلسطيني في غزة.
فقد فرضت حصار بجري وجوي على الكيان الصهيوني ردًا على المجازر التي يرتكبها العدو في غزة، وتتجلى هذه الجهود العسكرية والسياسية التي تقوم بها اليمن في رفض كُـلّ اشكال الضغوط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول الكفر.
بالرغم من التضحيات الكبيرة التي يتحملها اليمنيين نتيجة موقفهم الثابت والداعم للفلسطينيين. إن القوات اليمنية، من خلال تعزيز قدراتها العسكرية وتطوير تقنياتها، ترسل رسالة واضحة مفادها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات وإبادة جماعية وعلى الكيان الصهيوني أن يقرأها جيدًا.
تطور القدرات العسكرية اليمنية تعكس تحولًا نوعيًا من استخدام 'الولاعة' التي كان يعتمدها الجيش اليمني لإحراق المدرعات والعتاد العسكري لتحالف العدوان، الذي دعت إليه وشكّلته المملكة العربية السعوديّة، إلى اعتماد التقنيات العسكرية الأكثر تقدمًا.
هذه التحولات تُظهر التغيرات الديناميكية في مقاومة الجيش اليمني للعدوان العربي الغربي، وتبرز كيف تمكّن اليمنيون من تحويل ضعفهم النسبي إلى قوة من خلال الابتكار والتكيف.
إن هذه المراحل من التطور المذهل للقوات المسلحة اليمنية يُعد تجسيدًا لإرادَة الشعب اليمني في مواجهة العدوان، وتؤكّـد على أهميّة الابتكار العسكري في تعزيز السيادة الوطنية.
إن هذه الجهود تساهم بشكل كبير في تشكيل مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا للمنطقة؛ مما يجعل من الضروري فهم هذه الديناميات بعمق لتقدير تأثيرها على المستويات الإقليمية والدولية.
كما أن دعم اليمن للقضية الفلسطينية يُعتبر رمزًا قويًّا للتضامن العربي، ويعكس التزام الشعب اليمني بمساندة الأشقاء في غزة، مما يعزز من روح المقاومة والتعاون ويعزز من صمود الشعبين اليمني والفلسطيني. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. شعفل علي عمير

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 22 دقائق
- اليمن الآن
بيان صادر عن الحركة المدنية الحقوقية المستقلة وحلفائها بشأن أحداث ساحة الحرية والعدالة في خور مكسر
سمانيوز /خاص **بسم الله الرحمن الرحيم** باسم الحركة المدنية الحقوقية المستقلة وحلفائها من النقابات العمالية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني وبعض المكونات السياسية الجنوبية، نعرب عن استنكارنا الشديد لما تعرض له أبناؤنا من قوات الأمن المتواجدين في ساحة الحرية والعدالة في خور مكسر. كانت مهمة هؤلاء الجنود حماية المواطنين المتظاهرين سلميًا للمطالبة بحقوقهم الأساسية التي كفلها لهم القانون، وعلى رأسها توفير الخدمات الضرورية وعلى رأسها الكهرباء في ظل موجة الحر القاسية التي تجتاح عدن والمحافظات الأخرى، والتنديد بالغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية والأدوية نتيجة التدهور المستمر للعملة المحلية. لقد شهدنا بأعيننا المستوى الأخلاقي الرفيع والتعامل الحضاري الذي أبدته قوات الأمن تجاه المتظاهرين. ولكن، تفاجأ الجميع بقدوم مجموعة من الشباب البلاطجة الذين عمدوا إلى الهتاف بشعارات استفزازية للمتظاهرين السلميين. وخلال لحظات معدودة، قام هؤلاء البلاطجة بالاعتداء على أفراد الأمن الأبطال ورشقهم بالحجارة، مما أدى إلى رد فعل طبيعي من قبل قوات الأمن بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريقهم وحماية أنفسهم. إن ما أثار استياءنا العميق وقلقنا البالغ هو صدور توجيهات عليا لقوات الأمن بالانسحاب من الساحة وعدم إلقاء القبض على هؤلاء البلاطجة الذين قدموا بهدف واضح وهو إفشال هذه المظاهرة السلمية والحاشدة التي عكست حجم المعاناة والغضب الشعبيين. لقد خذلت هذه التوجيهات العليا تطلعات المواطنين الذين كانوا ينتظرون من قوات أمنهم القيام بواجبها في حماية المتظاهرين وتأمين حقهم في التعبير السلمي. إننا نعلن رفضنا القاطع لهذا التخاذل ولهذه الأوامر المشبوهة التي سمحت لهؤلاء المخربين بالإفلات من العقاب. لقد كان مطلب الحشود الغفيرة المتواجدة في ساحة الحرية والعدالة واضحًا وهو القبض على هؤلاء البلاطجة وإحالتهم إلى التحقيق للكشف عن الجهات التي تقف وراءهم وتحركهم لزعزعة الأمن وإفشال صوت الحق. باسم جميع القوى المتحالفة، نؤكد عزمنا على حشد الجماهير الغفيرة للاستمرار في التنديد بالفساد المستشري في القيادات العليا المتمثلة بالمجلس الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي نصب نفسه ممثلاً لأبناء الجنوب. إننا هنا، وعبر هذا البيان، نسجل استنكارنا وتنديدنا الشديدين بالاعتداء الآثم على أبنائنا من قوات الأمن، وبتلك الأوامر العليا التي شلت قدرتهم على القيام بواجبهم المقدس في حماية المواطنين. كما نستنكر ونرفض بشدة التصريح الصادر عن أمن محافظة عدن بمنع أي فعاليات أو مظاهرات تطالب بحقوق المواطنين المشروعة حتى إشعار آخر، متذرعين بالفعل المشين الذي ارتكبه أولئك البلاطجة الذين تساهل معهم الأمن بشكل غير مقبول. ونؤكدها مدوية: فعالياتنا السلمية ستستمر وفقًا لما تحدده القوى المدنية المتحالفة. من هذا المنبر الوطني، نعلن اتهامنا الصريح لبعض القيادات الفاسدة داخل المجلس الانتقالي الجنوبي بالوقوف وراء الدفع بهؤلاء الشباب البلاطجة للاصطدام بالمتظاهرين السلميين وإحداث الفوضى والعنف، ومن ثم الاعتداء على قوات الأمن التي كانت مهمتها الأساسية حماية المتظاهرين. لقد بلغنا حد اليقين بأن هؤلاء الفاسدين يشعرون بأنهم المستهدفون الحقيقيون من هذه المظاهرات الشعبية العفوية، ونقول لهم: نعم، إن المستهدف الأول من هذه التحركات هو الفساد والمفسدون الذين كانوا ولا يزالون سبب كل البلاء الذي حل بالبلاد والعباد. **صادر عن الحركة المدنية الحقوقية المستقلة وحلفائها في عدن.** **[تاريخ الإصدار: الاثنين، 19 مايو 2025]**


اليمن الآن
منذ 43 دقائق
- اليمن الآن
يحيى سريع: بيان مهم للقوات المسلحة في الساعة 20: 11 مساءً
قال الناطق العسكري يحيى سريع، إن القوات المسلحة ستصدر بيانًا مهمًا الساعة الـ 11:20 مساء اليوم الاثنين. وأشار، في بيانٍ مقتضب أن البيان سيعن فيه "قرار مهم بشأن المستجدات في فلسطين المحتلة وتصعيد العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة". وكان نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله نصر الدين عامر، قال أمس الأحد، في تغريدة على منصة إكس بعنوان (إنذار وتحذير): "خلال الساعات القادمة ستقوم القوات المسلحة اليمنية متوكلة على الله بتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف مطار اللد المسمى (بن غوريون) وغيره من المطارات الصهيونية". وأوضح عامر أن ذلك بسبب التصعيد الصهيوني الأخير ضد قطاع غزة والعدوان على اليمن واستكمالًا لقرار القيادة اليمنية بفرض حظر على هذا المطار وغيره من المطارات، بالإضافة إلى الحظر البحري وإغلاق ميناء أم الرشراش حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة. وتابع: "إخلاء للمسؤولية على شركات الطيران المتبقية في المطار المغادرة فوراً، وعلى جميع المتواجدين هناك المغادرة خاصة الأجانب حفاظاً على سلامتهم".


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
قاضي إستئناف يتنحى عن قضية قتل مضى عليها ٦ سنوات
تنحى فضيلة القاضي محمد الجنيدي ، عن قضية مقتل الشاب عمر باطويل في جلسة عقدت أمس بمحكمة الاستئناف عدن. وبحسب الناشط عمرو العطار ان القاضي الجنيدي كشف في الجلسة عن تعرضه للتهديد من خلال رسائل بعثها المتهم لفضيلته وعليه أعلن انسحابه من قضية المغدور به عمر باطويل في جلسة امس وأمر بتحويلها. وانعقدت الجلسة في محكمة الاستئناف عدن برئاسة القاضي محمد الجنيدي وبحضور محامي المغدور به عمر ومحامي ايهاب الهمامي والنيابة . ويقول العطار ان الجلسة المنتظرة بدأت بعد تأجيلها ثلاث مرات. ونشر العطار ما دار في الجلسة حيث أشار القاضي الجنيدي خلالها عن تلقيه تهديدات من المتهم الهمامي واعترف بها في الجلسة وقال ايوة انا رسلت لك وانت ظالم وحسبي الله ونعم الوكيل. وصاح القاضي الجنيدي لأيهاب الهمامي : أحترم نفسك واضبط نفسك واسسسكت انت اللي حسبي الله ونعم الوكيل فيك هذه جريمة قتل وانت مدان يا ايهاب ونعرف عنك كل شيء وانا لا تشرفنا قضيتك!! تم ضبط الجلسة من قبل رجال أمن القاعة اخرجوا ايهاب الهمامي من القاعة. وعليه وختم قاضي الاستئناف عدن الجنيدي الجلسة بإعلان انسحابه من القضية بسبب تهديدات وأسلوب ايهاب وأمر بتحويلها شعبة أخرى غير متاحة حاليا ! وعليه تم تأجيل التقاضي في قضية عمر باطويل إلى أجل غير مسمى" . وكانت محكمة صيرة الابتدائية أصدرت في ١٩ ديسمبر ٢٠٢٢م حكمها بإدانة المتهم/ إيهاب الهمامي، بالتهمة المنسوبة إليه بالقتل العمد للمجني عليه عُمر محمد باطويل. كما حكمت المحكمة بسقوط القصاص بحق المتهم ومعاقبته بالحبس تعزيرًا لمدة ثمان سنوات مع النفاذ، مع احتساب المدة التي قضاها المدان بالحبس وتم استئناف الحكم. وقتل باطويل يوم ٢٤ ابريل ٢٠١٦م بعد استدراجه من منزله الى منطقة خلاء نفذها متطرفون اتهموه بالكفر والالحاد ورد عليهم :"يتهمونني بأني ملحد، يا هؤلاء: أرى الله في الزهور، وأنتم ترونه في القبور. هذا هو الفرق بيني وبينكم."