logo
أوكرانيا تعيد كتابة قواعد الحرب.. ومصر سبقت أوروبا

أوكرانيا تعيد كتابة قواعد الحرب.. ومصر سبقت أوروبا

الدستورمنذ 2 أيام

في صباح يوم الأحد، السابع من ديسمبر 1941، أعادت البحرية الإمبراطورية اليابانية صياغة قواعد الحرب.. لم يتخيل أحد تقريبًا أن اليابانيين قادرون على التسلل عبر محيط كامل لمهاجمة (حصن منيع)، كما وصفه الاستراتيجيون الأمريكيون، هاواي.. ومع ذلك، كان هذا ما فعلوه.. تمكنت الطائرات اليابانية، التي انطلقت من ست حاملات طائرات، من تدمير أو إتلاف ثلاثمائة وثمانية وعشرين طائرة أمريكية وتسعة عشر سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، بما في ذلك ثماني بوارج حربية.. وقد أشار هجوم بيرل هاربور إلى صعود حاملات الطائرات كقوة مهيمنة في الحرب البحرية.
مجددًا، أعاد الأوكرانيون صياغة قواعد الحرب يوم الأحد الماضي.. ولا بد أن القيادة الروسية العليا قد صُدمت كما صُدم الأمريكيون عام ١٩٤١، عندما نفذ الأوكرانيون هجومًا مفاجئًا على خمس قواعد جوية روسية بعيدة عن خط المواجهة، اثنتان منها تبعدان آلاف الأميال في أقصى شمال روسيا وسيبيريا.. تمكّن جهاز الاستخبارات الأوكراني، المعروف باسم SBU، من تهريب أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة إلى عمق روسيا في كبائن خشبية نُقلت بشاحنات، ثم أطلقوها بالتحكم عن بُعد.
زعم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي أن عملية (شبكة العنكبوت)، كما يُطلق عليها الأوكرانيون، دمّرت أو عطّلت ثلث القاذفات التي تستخدمها روسيا لإطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى على أوكرانيا. ومن بين الطائرات الروسية التي أُصيبت، بحسب التقارير، قاذفات من طراز Tu-95 وTu-22 وطائرات إنذار مبكر وتحكم جوي من طرازA-50، تُشبه طائرات أواكس الأمريكية.. إلا أنه لا يوجد تأكيد مستقل حتى الآن للأضرار التي نجمت عن الهجوم الأوكراني، وإن رجحت بعض التقفارير تدمير ما بين إحدى عشر وإثنتي عشر طائرة.
لا عجب أن سارع المدونون العسكريون الروس إلى مقارنة هجوم يوم الأحد، بهجوم بيرل هاربور قبل أربعة وثمانين عامًا.. هذا التشبيه يراه البعض غير مناسب، إذ بينما كان هجوم بيرل هاربور إيذانًا ببدء حرب جديدة، كان الهجوم على روسيا، مجرد محاولة أخرى من الأوكرانيين للدفاع عن أنفسهم، ضد حرب العدوان غير المبررة التي شنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عام 2022.. لكن التشبيه قد يكون منطقيًا، لأن كلا الهجومين قد يشير إلى تقادم أنظمة أسلحة كانت مهيمنة في السابق: البوارج الحربية عام 1941، والطائرات المأهولة اليوم.. ربما كانت أسراب الطائرات الأوكرانية بدون طيار، التي ربما كلفت عشرات الآلاف من الدولارات لبنائها، ستُلحق أضرارًا بقيمة ملياري دولار بأكثر الطائرات الروسية تطورًا.
في هذه العملية، كشف الأوكرانيون عن ثغرة أمنية، من شأنها أن تُقلق كل جنرال في العالم.. إذا كان بإمكان الأوكرانيين تهريب طائرات بدون طيار إلى هذا الحد من القواعد الجوية الرئيسية في دولة نووية كروسيا، فما الذي يمنع الصينيين من فعل الشيء نفسه مع القواعد الجوية الأمريكية؟.. أو الباكستانيين مع القواعد الجوية الهندية؟.. أو الكوريين الشماليين مع القواعد الجوية الكورية الجنوبية؟.. ستُضطر الجيوش، التي ظنت أنها أمّنت قواعدها الجوية بأسوار كهربائية ونقاط حراسة، إلى مواجهة التهديد الجوي الذي تُشكّله الطائرات المسيّرة الرخيصة والمنتشرة في كل مكان، والتي يُمكن تعديلها بسهولة للاستخدام العسكري.. وهذا يستلزم استثمارًا ضخمًا في أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة.. ويبدو أن الأموال المُنفقة على أنظمة الأسلحة التقليدية المأهولة تُبدّد هدرًا بشكل مُتزايد، تمامًا كما كان الحال مع سلاح الفرسان في ثلاثينيات القرن الماضي.
لن تكون عملية (شبكة العنكبوت) ضربةً حاسمةً للجيش الروسي، تمامًا كما لم يكن هجوم بيرل هاربور ضربةً حاسمةً للجيش الأمريكي.. ولكن كما أشار هجوم بيرل هاربور إلى أن اليابان ستكون عدوًا أشد وطأةً مما توقعه معظم الغربيين، يُظهر هجوم الأحد، مرةً أخرى، أن الأوكرانيين يُثبتون أنهم مقاتلون أكثر مرونةً وقدرةً على التكيف، مما توقعه أي شخص قبل بدء الغزو الروسي الشامل قبل أكثر من ثلاث سنوات.. نعم، لا تزال خطوط المواجهة متوقفة، ويعوِّض الأوكرانيون نقص القوى العاملة لديهم بتطوير صناعة طائرات بدون طيار رائدة عالميًا.. يقول الأوكرانيون إنهم أنتجوا 2.2 مليون طائرة بدون طيار العام الماضي، ويهدفون إلى بناء 4.5 مليون طائرة هذا العام.. بالطبع، يصنع الروس طائراتهم المسيرة بأنفسهم، بمساعدة إيرانية.. لكنهم كانوا دائمًا متأخرين بخطوة أو اثنتين عن الأوكرانيين، في سباق الطائرات بدون طيار، كما أظهرت عملية يوم الأحد مرة أخرى.
كانت عملية (شبكة العنكبوت) مناورة ذكية وجريئة، للتعويض عن نقص ذخيرة أنظمة الدفاع الجوي (باتريوت) في أوكرانيا، ويبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، غير مستعد لإرسال أي بدائل.. تحاول الدول الأوروبية تقديم المساعدة، لكن صواريخ (باتريوت) شحيحة.. وبدلًا من محاولة إسقاط الصواريخ الروسية أثناء تحليقها، اكتشف الأوكرانيون كيفية تعطيل الطائرات التي تطلق الصواريخ أثناء وجودها على المدرج.
خلال الخلاف العنيف بين ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي في فبراير الماضي، قال الرئيس الأمريكي لنظيره الأوكراني، (أوراق اللعبة ليست في أيديكم).. حسنًا، لقد لعب زيلينسكي بورقته الرابحة: البراعة الأوكرانية.. وربما يكون الأوكرانيون قد أثيتوا، بهذا الهجوم، أنهم أكثر جسارة ومهارة من أعدائهم، خصوصًا إذا تذكرنا هجوم الأوكرانيين على مقاطعة كورسك، قبل أن تستردها موسكو فيما بعد، حتى مع تفوق أداء القوات المسلحة الروسية منذ الأيام الأولى للحرب.
على الرغم من أن هجوم الأحد يُشير إلى عزم أوكرانيا، إلا أنه قد يُقوّض الاستقرار النووي، لأن القاذفات نفسها التي تُطلق صواريخ كروز التقليدية ضد أوكرانيا، مُصمّمة أيضًا لإطلاق أسلحة نووية.. هذا يُذكّرنا بخطر وجود إدارة أمريكية فوضوية كهذه في مثل هذه اللحظة الحرجة.. في وقت كهذا، سيكون من الأفضل، لو كان لدى الرئيس الأمريكي مجلس أمن قومي مُجهّز بالكامل بقيادة مستشار مُحنّك ومُجرّب، بدلًا من مجلس أمن قومي يُديره وزير خارجية يعمل بجزء من وقته، مع مهام أخرى كثيرة، وقد طُرد منه مؤخرًا العديد من أكثر موظفيه خبرة.
يندد ترامب بشدة بالهجمات الجوية الروسية على المدنيين الأوكرانيين، لكنه لا يفعل شيئًا حيالها.. لقد تولى الأوكرانيون زمام الأمور بأنفسهم.. ورغم أن ضربة الطائرات المسيرة رفعت الرهانات الاستراتيجية، وأثارت بلا شك رد فعل روسي انتقامي، إلا أنها تُعدّ بالضبط أسلوب الضغط العالي اللازم لإقناع بوتين بالتفاوض بجدية، في الوقت الذي يستعد فيه الجانبان للجلوس مجددًا في تركيا.. من خلال أفعالهم، يُشير الأوكرانيون إلى رفضهم الهزيمة، وأن لديهم الموارد اللازمة لمواصلة القتال.
●●●
وكما قلنا بالأمس، أن رد الفعل الروسي على الهجمات الأوكرانية على مطاراته الخمس، قد لا تقف داخل حدود أوكرانيا، بل ربما امتدت إلى القواعد الأمريكية وقواعد الناتو في دول أوروبا.. لذلك، تعهد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في اليوم التالي للهجوم، بجعل بلاده (جاهزة للحرب)، معلنًا عن خطط لبناء ما يصل إلى إثنتا عشر غواصة هجومية جديدة، واستثمار مليارات الجنيهات في الأسلحة، لتعزيز قوتها في عالم وقع بين روسيا المعادية والولايات المتحدة المتراجعة.
وتعد عملية إعادة التسلح الطموحة جزءًا من مراجعة الدفاع الاستراتيجي التي أجرتها الحكومة البريطانية، والتي حددت المشهد الجديد المهدد، ودعت إلى زيادة إنتاج الطائرات بدون طيار وتخزين المزيد من الذخائر والمعدات.. قال ستارمر في حوض لبناء السفن في جلاسكو: (إن التهديد الذي نواجهه الآن أشد خطورةً وإلحاحًا وأقل قابليةً للتنبؤ، من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة).. وأشار إلى (الحرب في أوروبا، والمخاطر النووية الجديدة، والهجمات الإليكترونية اليومية، والعدوان الروسي المتزايد في المياه والأجواء البريطانية.. وكما لو كان يريد التأكيد على رسالته، قدم ستارمر خططه بعد ساعات، من واحدة من أشد عمليات القصف الجوي كثافة في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا.. وقد أُنشئت المراجعة الاستراتيجية، بقيادة جورج روبرتسون، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، العام الماضي، بعد فوز ستارمر في الانتخابات العامة.. لكن مهمتها اكتسبت أهميةً مُتجددة، وسط تزايد الأدلة على تراجع التزام الرئيس ترامب بالأمن الأوروبي، وموقفه المُتردد، والمُتملق أحيانًا، تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من بين توصياتها: شراء ما يصل إلى سبعة آلاف صاروخ بعيد المدى بريطاني الصنع، وإنشاء قيادة سيبرانية جديدة، إلى جانب استثمار مليار جنيه إسترليني، في القدرات الرقمية.. ستُستثمر الأموال في حماية البنية التحتية البريطانية الحيوية تحت الماء، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، التي أثبتت فعاليتها العالية في الحرب في أوكرانيا.. سيتم تخصيص أكثر من مليار ونصف المليار جنيه إسترليني من التمويل الإضافي، لإصلاح وتجديد المساكن للجيش، للمساعدة في التجنيد والاحتفاظ بالجيش البريطاني، حيث انخفضت الأعداد إلى أدنى مستوى منذ العصر النابليوني.. يقول قال مالكولم تشالمرز، نائب المدير العام للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو منظمة بحثية في لندن، (هذه هي المراجعة الدفاعية الأكثر طموحًا لجيل كامل.. كان لا بد من ذلك).. وأضاف أن بريطانيا (تواجه في الوقت نفسه تحديين أساسيين، أحدهما جيوسياسي والآخر تكنولوجي).. كما اقترحت المراجعة شراء طائرات مقاتلة، قادرة على إطلاق أسلحة نووية تكتيكية، وهو ما يُنذر بتراجع اعتماد بريطانيا على المظلة النووية الأمريكية.
وأكدت الحكومة البريطانية على فوائد الاستثمار في إعادة التسلح للاقتصاد المحلي، لكن السؤال الذي يلوح في الأفق بشأن الاستراتيجية الجديدة، هو: ما هو حجم الإنفاق الذي تستطيع بريطانيا تحمله في ظل هذه الظروف المالية الصعبة؟.
وعد ستارمر بزيادة إنفاق بريطانيا إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وتغطية تكاليفه بتحويل موارد من المساعدات الخارجية.. وفي حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، قال إن بريطانيا بحاجة إلى (المضي قدمًا من هناك).، لكنه أضاف أنه لا يستطيع تحديد موعد دقيق لارتفاع هذا الرقم إلى 3%، حتى يتأكد تمامًا من مصدر الأموال.. وفي بيان، قالت الحكومة، إن أسطولها من الغواصات النووية المسلحة تقليديًا سيشهد توسعًا كبيرًا، حيث سيتم بناء ما يصل إلى إثنتا عشر غواصة جديدة، كجزء من تحالف أمني مع الولايات المتحدة وأستراليا، يُعرف باسم (أوكوس)، والمصمم لمواجهة النفوذ الصيني المتنامي.. وقد تزايدت التساؤلات حول هذا الاتفاق، مع تراجع التزام ترامب بالتحالفات العسكرية واسعة النطاق.. قال تشالمرز، إن التزام بريطانيا ببناء المزيد من الغواصات، (ليس ضمانةً ضد الانسحاب الأمريكي الكامل.. ولكنه قد يوفر بعض الضمانات ضد سيناريو، لا تعود فيه الولايات المتحدة مستعدةً لتصدير غواصات كاملة إلى أستراليا).. ما يحدث في بريطانيا اليوم، مؤشر على أن حكومة المملكة المتحدة، لم تعد تثق تمامًا بالأمريكيين، في انخراطهم في الأمن الأوروبي)!!.
●●●
■■ وبعد..
يُذكرنا الكلام السابق، بالهجوم الشديد على الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي حرص على تحديث قواتنا المسلحة وتطويرها، بمدها بالأسلحة من مصادر متعددة، بغية تنويع مصادرها، حماية لحدودنا وأمننا القومي ومياهنا الإقتصادية.. وأذكر أن الرئيس السيسي، رد على الانتقادات التي وجهها البعض، بشأن إبرام الدولة المصرية العديد من صفقات الأسلحة خلال السنوات العشر الماضية.. وقال في كلمته بالندوة التثقيفية الأربعين للقوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لنصر أكتوبر، (الكلام كان بيتقال، هل مطلوب إن إحنا نجيب أسلحة للقوات المسلحة خلال العشر سنوات اللي فاتت؟!.. أنا مش هجاوب على السؤال ده خالص).
وأوضح الرئيس، أنه (مش عشان الحرب اللي موجودة دلوقتي ـ يقصد حرب غزة ـ لكن لازم تعرفوا، إن الحفاظ على قوة الدولة الشاملة بكل معانيها، القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة الثقافية وقوة الوعي، أمر مهم جدًا جدًا، فأنا مش هجاوب على السؤال ده، وأقول شوفتوا بقى! لا لا.. حتى لو مكنش حصل اللي حصل دلوقتى، لا بد القوات المسلحة والشرطة تبقى في أعلى جاهزية وقدرة لحماية البلد، وده أمر لازم تكونوا مش مقتنعين بيه بس، إحنا محتاجين تتكلموا مع الناس فيه دائمًا).. لقد سبقنا ما يفكر فيه الآن زعماء أوروبا، الذين يخذلهم الوقت.
ولنا أن نقول، أنه لا سبيل للحفاظ على هذا الوطن، إلا بالاستعداد الدائم للحفاظ على مكتسبات هذا الشعب، وهو ما فطنت إليه القوات المسلحة، فعظمت من قدراتها ونظم تسليحها وتدريبها، بما يتواكب مع أحدث النظم العسكرية في العالم، لأن التغيرات الإقليمية والدولية في المنطقة، صاحبها تغير في التحديات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، واتساقًا مع تلك التحديات، اتخذت القيادة العامة للقوات المسلحة، بدعم كامل من القيادة السياسية، استراتيجية شاملة للتطوير، للحفاظ على مقدرات ومكتسبات الشعب المصري، والحفاظ على الأمن القومي المصري.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قانون ترامب "الكبير الجميل" يثير خلافات داخل دوائر الرئيس.. تفاصيل
قانون ترامب "الكبير الجميل" يثير خلافات داخل دوائر الرئيس.. تفاصيل

مصرس

timeمنذ 2 ساعات

  • مصرس

قانون ترامب "الكبير الجميل" يثير خلافات داخل دوائر الرئيس.. تفاصيل

يثير قانون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اطلق عليه القانون "الكبير الجميل" خلافات داخل الحزب الجمهوري، وتتضارب الآراء حول تأثير القانون الاقتصادي على النمو والعجز الفيدرالي ما يهدد بتمريره في الكونجرس قبل 4 يوليو القادم. وفقا لموقع أكسيوس، أثار مشروع قانون ترامب الكبير الجميل انقسامات بين الجمهوريين في الكونجرس، البعض يري أنه سيعزز النمو الاقتصادي، وآخرون يرون أنه سيؤدي لزيادة الدين الوطني بمئات المليارات وربما تريليونات الدولارات.أهمية هذا الخلاف تكمن في أن هناك عدداً كافياً من الجمهوريين المحافظين في مجلس الشيوخ لإفشال تمرير مشروع القانون إذا لم يتمكن المؤيدون من حشد الدعم اللازم. وتشير تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس وعدد من الجهات الأخرى إلى أن مشروع القانون قد يضيف ما بين 3 إلى 5 تريليونات دولار إلى عجز الموازنة خلال العقد المقبل، في حال تمريره، غير أن رئيس مجلس النواب مايك جونسون شكك، الأحد، في هذه التقديرات، واصفاً إياها بالخاطئة.وقال جونسون، إن بعض أصدقائه، ومن بينهم الملياردير إيلون ماسك، الذين أعربوا عن قلقهم بشأن حجم الإنفاق المفرط في مشروع القانون، يغفلون المستوى الهائل والتاريخي لخفض الإنفاق الذي تتضمنه نفس الحزمة التشريعية"، ورفض تقديرات مكتب الميزانية، قائلاً إنها تعتمد على فرضية النمو الاقتصادي الضعيف.على الجانب الآخر، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت، إن تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس لا تشمل "العوائد الجمركية الكبيرة"، مضيفاً: "سنعمل على خفض العجز تدريجياً"، لكن السيناتور الجمهوري راند بول رفض تصريحات بيسنت، معتبراً أن الحسابات "لا تبدو منطقية". وأشار إلى أن الإنفاق الجديد يتجاوز التخفيضات التي حددتها وزارة كفاءة الحكومة.وقبل استقالته من البيت الأبيض، قال إيلون ماسك في مقابلة مع شبكة سي بي اس منقدا القانون "مشروع القانون يمكن أن يكون إما ضخماً، أو جميلاً، لكنني لا أعرف إن كان من الممكن أن يكون كلاهما في آنٍ واحد".ويرى البيت الأبيض أنه لا ينبغي احتساب تمديد التخفيضات الضريبية، التي أُقرت خلال فترة ولاية ترامب الأولى عام 2017، كتكلفة جديدة ضمن تحليل مكتب الميزانية في الكونجرس، وأشار التقرير الى ان مشروع القانون يشمل رفع سقف الدين، إلى جانب زيادة كبيرة في الإنفاق على الأمن الحدودي والجيش.

"لوموند": إيلون ماسك يعود لعمله بعد الفشل النسبى لإدارته وزارة كفاءة الحكومة
"لوموند": إيلون ماسك يعود لعمله بعد الفشل النسبى لإدارته وزارة كفاءة الحكومة

مصرس

timeمنذ 2 ساعات

  • مصرس

"لوموند": إيلون ماسك يعود لعمله بعد الفشل النسبى لإدارته وزارة كفاءة الحكومة

ناولت صحيفة"لوموند" الفرنسية قرار إيلون ماسك مغادرة منصبه كمستشار للرئيس الأمريكي على رأس وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) قبل الموعد النهائي في 28 مايو، والذي لم يكن ليتمكن بعده من البقاء في فريق دونالد ترامب دون الوفاء بالتزامات الشفافية والرقابة من قبل الكونجرس . وأدى الانقطاع الهائل الذي عطل شبكة التواصل الاجتماعي "إكس" يوم السبت الماضي إلى رحيل إيلون ماسك النهائي عن فرق دونالد ترامب ووزارة كفاءة الحكومة (DOGE)، التي كان يقودها منذ تولي ترامب الجمهوري منصبه في 20 يناير. ونشر إيلون ماسك على صفحته على فيسبوك "أعود للعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والنوم في غرف الاجتماعات والمصانع. أحتاج إلى التركيز على شركة "إكس أيه آي" وتسلا (بالإضافة إلى إطلاق مركبة ستارشيب الأسبوع المقبل) بينما ننشر تقنيات حيوية".ويأتي هذا القرار قبيل الموعد النهائي المحدد في 28 مايو، أي بعد 130 يومًا من تعيينه، وهي أقصى مدة يمكنه العمل فيها داخل الحكومة دون الوفاء بالتزامات الشفافية والرقابة البرلمانية. كما يأتي في وقتٍ تشهد فيه مبيعات شركة تسلا، المتأثرة بضعف مكانة رئيسها التنفيذي السياسية، تراجعًا ملحوظًا. لدرجة أن مجلس إدارة الشركة، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" بدأ البحث عن بديل له. ونفت الشركة هذا الادعاء نفيًا قاطعًا، لكن ماسك سعى إلى طمأنته، موضحًا في مقابلة عبر الفيديو في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة في 20 مايو أنه "لا شك" في أنه سيظل على رأس الشركة بعد خمس سنوات.وتأتي هذه العودة إلى العمل التجاري مصحوبة بانسحاب جزئي من السياسة للرجل الذي استثمر ما يقرب من 300 مليون دولار (263 مليون يورو) في الحملة الانتخابية لعام 2024. قال ماسك لبلومبرج في 20 مايو "سأفعل أقل بكثير في المستقبل. أعتقد أنني فعلت ما يكفي".وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن ماسك يريد السير على خطى الأخوين كوخ، الصناعيين من كانساس الذين دعموا وأسقطوا مرشحين جمهوريين في الغرب الأوسط في بداية القرن ، لكن بعد انتخاب دونالد ترامب، مُني ماسك بهزيمة ساحقة، إذ فشل في دعم انتخاب القاضي المحافظ براد شيميل، لعضوية المحكمة العليا في ويسكونسن في نهاية مارس، على الرغم من استثماره 21 مليون دولار. شهد إيلون ماسك، بتصريحاته اللاذعة وتهديداته ضد الرعاية الاجتماعية لبرنامج ميديكيد وهوسه بمحاربة الأفكار التقدمية، تراجعًا حادًا في شعبيته وأصبح عبئًا انتخابيًا. وهو الآن يتحمل عواقب ذلك.إن فترة توليه رئاسة وزارة كفاءة الحكومة، التي كان من المفترض أن تحقق وفورات بقيمة تريليون دولار في الميزانية الأمريكية، تُعتبر فشلًا ذريعًا، كما أوضح جيسون فورمان، الخبير الاقتصادي في جامعة هارفارد. وبحسب قوله، فقد "أحدث رجل الأعمال فوضى اقتصادية جزئية دون أي تأثير على الاقتصاد الكلي. إنها بلا شك كارثة على المساعدات [للمساعدات الإنمائية الأمريكية، بما في ذلك إنهاء عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية]، لكن حجم الإنفاق الإجمالي لم يتغير تقريبًا " .وكان هذا الفشل متوقعًا لمن حافظوا على هدوئهم، مثل هنري براندز، المؤرخ في جامعة تكساس في أوستن، الذي أعرب، في أكتوبر 2024، عن شكوكه في قدرة إيلون ماسك على إصلاح الحكومة الأمريكية وخفض الدين الفيدرالي في مقال له في صحيفة "لوموند". وصرح المؤرخ قائلًا "إنها ليست مشكلة تقنية، بل مشكلة سياسية. هناك أنواع مختلفة من جماعات المصالح متورطة في هذا الأمر، ولن يتخلوا عنه".وكما لخص ديفيد ناسو، أستاذ التاريخ الفخري في جامعة مدينة نيويورك في نيويورك، في تعليق له في 11 مايو، في صحيفة "نيويورك تايمز" "اعتقد إيلون ماسك أنه يستطيع تغيير مجرى التاريخ. لكنه بدلًا من ذلك، حطمه". ينضم مصيره إلى قائمة رواد الأعمال الذين خاضوا غمار السياسة وفشلوا، مثل هنري فورد (1863-1947)، صديق الرئيس وودرو ويلسون (1856-1924) بعد الحرب العالمية الأولى، أو مؤخرًا ريكس تيلرسون، الرئيس السابق لشركة إكسون موبيل ووزير الخارجية الأسبق في بداية ولاية دونالد ترامب الأولى .ووفقًا للبيانات المنشورة على موقعه الإلكتروني، لم يتمكن إيلون ماسك سوى من توفير 170 مليار دولار، أي أقل من عُشر العجز العام الأمريكي. وفي الواقع، من المتوقع أن تؤدي إجراءاته إلى زيادة العجز، حيث من المتوقع أن تؤدي عمليات تسريح العمال في إدارة الضرائب إلى انخفاض في تحصيل الضرائب.ورأت الصحيفة أن رئيس شركة تسلا واجه أربعة خصوم: الأول هو دونالد ترامب، وهو شعبوي، وبالتأكيد ليس ليبراليا كما يرى إيلون ماسك. منعه الرئيس فعليًا من خفض الإنفاق الفيدرالي في ثلاثة مجالات رئيسية: الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، والدفاع. ولم يُسمح له إلا بمطاردة ما أسماه ب "الاحتيال"، ووصف نظام التقاعد بأنه "أكبر مخطط بونزي [نوع من المخططات المالية الاحتيالية] على مر العصور، أو انتقاد برنامج لوكهيد مارتن للطائرات المقاتلة الأمريكية؛ لكن التخفيضات الكبيرة لم تُنفذ .خصم إيلون ماسك الثاني: أعضاء إدارة دونالد ترامب، وأبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يهاجمه إيلون ماسك علنًا؛ ووزير النقل شون دافي، الذي طلب منه خفض ميزانيات مراقبي الحركة الجوية في ظل تزايد حوادث تحطم الطائرات؛ والأهم من ذلك كله، وزير الخزانة سكوت بيسنت.أجبرت مشادة كلامية لا تُنسى خلال اجتماع لمجلس الوزراء في 6 مارس دونالد ترامب على كبح جماح مستشاره. ولاحظ فورمان "لقد انتقلت حقيقة السلطة إلى أعضاء مجلس الوزراء". كان التحول واضحًا عندما تنصل دونالد ترامب من ماسك في منتصف أبريل: فقد أُقيل المرشح الأوفر حظًا الذي رشّحه لرئاسة مصلحة الضرائب الأمريكية على الفور، وحل محله نائب سكوت بيسنت.العقبة الثالثة: الكونجرس نفسه، الذي يتحكم في الميزانية. أقر مجلس النواب في 22 مايو مشروع القانون "الضخم والجميل" الذي سعى إليه دونالد ترامب. يجب أن يمر هذا القانون بمرحلة مجلس الشيوخ، لكنّ الاتجاه يتجه نحو عجز يقارب 6% من إجمالي الناتج المحلي. ويقدر مكتب الميزانية في الكونجرس أن القانون سيضيف 2.4 تريليون دولار إلى الدين على مدى عشر سنوات. ويؤكد هذا التطور ضمنيًا أن إيلون ماسك محق في إدانته لما يعتبره ديون غير مستدامة، لكنه فشل في إيجاد حل المشكلة.وأخيرًا، شكل القضاة، الذين أوقفوا سلسلة من مبادرات إيلون ماسك، عقبة رابعة أمام طموحات الملياردير. فقد كان يفتقر إلى دعم السلطة القانونية لتنفيذ التخفيضات وتسريح العمال التي قررها. وأثارت القضية حالة من الشكوك داخل الإدارة، مما شكل ضغطًا على العملاء الفيدراليين ومحاوريهم.في هذا السياق، سيستكشف إيلون ماسك آفاقه الثلاثة الجديدة. وصرح لشبكة "سي أن بي سي" في 20 مايو "سيكون لدينا على الأرجح مئات الآلاف، إن لم يكن أكثر من مليون، من سيارات تسلا ذاتية القيادة في الولايات المتحدة". ويأمل ماسك في إطلاقها بحلول نهاية عام 2026، ويريد بدء الاختبارات في أوستن، ثم في لوس أنجلوس، كاليفورنيا. وفي الوقت نفسه، سيعود إلى المريخ والبنتاجون. وكان من المقرر أن تجري شركته، سبيس إكس، التي تديرها جوين شوتويل، يوم الثلاثاء 27 مايو، بعد محاولتين فاشلتين، محاولة إطلاق صاروخ ستارشيب جديد بطول 122 مترًا لتسريع برنامج القمر والمريخ.لكن سبيس إكس تندمج بشكل متزايد في المجمع الصناعي العسكري: وكما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 26 مايو، يمكن استخدام هذه الصواريخ لنقل المعدات إلى ساحة معركة على الجانب الآخر من الكوكب في غضون ساعة. أخيرًا، يرسخ إيلون ماسك مكانته في سباق الذكاء الاصطناعي. سمح له عمله في واشنطن بدمج شركته "إكس" مع شركته "إكس أيه آي" xAI، مسددًا بذلك الديون المتراكمة خلال استحواذه على تويتر مقابل 44 مليار دولار عام 2024.واختتمت صحيفة "لوموند" بالقول عاد رائد الأعمال، الذي استخدم أسماءً مستعارة على شبكته - أخرها جوركلون روست، وهو اسم عملة مشفرة، إلى لقب إيلون ماسك، متظاهرًا بمحاولة العودة إلى العمل، وكأن شيئًا لم يكن.

"عمل مقزز" .. ماسك يهاجم مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق
"عمل مقزز" .. ماسك يهاجم مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق

مصرس

timeمنذ 2 ساعات

  • مصرس

"عمل مقزز" .. ماسك يهاجم مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق

انتقد الملياردير إيلون ماسك مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب الشامل للضرائب والإنفاق، واصفًا إياه بأنه "عمل مقزز" سيزيد من العجز الفيدرالي. وأيد العديد من الجمهوريين المحافظين ماليًا في مجلس الشيوخ الأمريكي آراء ماسك في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، مما قد يُعقّد مسار إقرار مشروع القانون في المجلس، وفقا لوكالة رويترز.وكتب ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، في منشور على منصته الاجتماعية X: "أنا آسف، لكنني لم أعد أتحمل هذا الأمر. مشروع قانون الإنفاق الضخم والفظيع والمليء بالتملق هو عمل مقزز".وأضاف: "عار على من صوّتوا لصالحه: أنتم تعلمون أنكم أخطأتم. أنتم تعلمون ذلك".وأثارت تعليقات ماسك وترًا حساسًا إذ أعرب الجمهوريون المتشددون في مسألة عجز الموازنة عن مخاوفهم بشأن تكلفة مشروع القانون، الذي من شأنه تمديد التخفيضات الضريبية لعام 2017، والتي كانت الإنجاز التشريعي الرئيسي لترامب، مع تعزيز الإنفاق على الجيش وأمن الحدود.وأقره مجلس النواب بأغلبية صوت واحد الشهر الماضي، بعد أن صرّح مكتب الميزانية في الكونجرس، وهو جهة غير حزبية، بأن الإجراء سيضيف 3.8 تريليون دولار إلى ديون الحكومة الفيدرالية البالغة 36.2 تريليون دولار. ويهدف مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه أيضًا الجمهوريون بزعامة ترامب، إلى إقرار "قانون مشروع القانون الكبير الجميل" في الشهر المقبل، على الرغم من أنه من المتوقع أن يُراجع أعضاء مجلس الشيوخ نسخة مجلس النواب.ومن المقرر أن يجتمع الجمهوريون في لجنة المالية بمجلس الشيوخ، التي تُشرف على السياسة الضريبية، مع ترامب في البيت الأبيض بعد ظهر الأربعاء لمناقشة جعل الإعفاءات الضريبية المتعلقة بالأعمال التجارية في مشروع القانون دائمة، وفقًا للسيناتور ستيف داينز، عضو اللجنة. وقد حذّر المحللون من أن مثل هذه الخطوة ستزيد تكلفة الإجراء بشكل كبير.وصرح زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، جون ثون، بأنه لا يتفق مع تقييم ماسك لتكلفة مشروع القانون، مؤكدًا تمسكه بهدف إقراره بحلول الرابع من يوليو.وقال النائب عن ولاية داكوتا الجنوبية للصحفيين: "لدينا مهمة علينا القيام بها - انتخبنا الشعب الأمريكي للقيام بها. لدينا أجندة دافع عنها الجميع في حملاتهم الانتخابية، وأبرزهم رئيس الولايات المتحدة، وسنعمل على تحقيقها".كما رفض رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، شكاوى ماسك، قائلاً للصحفيين: "صديقي إيلون مخطئ تمامًا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store