logo
علاش ''العلوش'' ما يلزمش ياكل ليلة العيد؟

علاش ''العلوش'' ما يلزمش ياكل ليلة العيد؟

تونسكوبمنذ 3 أيام

من الناحية الصحية:
إذا كانت المعدة ممتلئة، فقد يؤدي ذلك أثناء الذبح إلى خروج محتوياتها وتلويث الذبيحة، مما يشكل خطرًا على سلامة اللحم وقد يُسبب تسممًا غذائيًا.
كما أن تفريغ المعدة يُسهل عملية السلخ والتنظيف ، ويجعل الذبيحة نظيفة، خالية من الروائح الكريهة والإفرازات المزعجة.
ويُساهم ذلك أيضًا في الحفاظ على نظافة المكان وطهارته ، خاصة أن الذبح يتم غالبًا داخل المنازل أو في الشوارع.
من الناحية الشرعية:
من آداب الأضحية في الإسلام أن يكون الحيوان في حالة راحة ، وألا يكون قد تناول الطعام قبل الذبح ، وهو تعبير عن الرحمة به واتباع الهدي النبوي.
متى نمنعه من الطعام؟
يُستحسن بعد مغرب ليلة العيد أن يُمنع الخروف من الأكل، ويُكتفى بتقديم الماء فقط حتى يحين وقت الذبح.
ملاحظة مهمة:
حتى وإن كان صائمًا، يجب أن يُوضع الخروف في مكان مظلل ومريح ، بعيدًا عن أشعة الشمس أو العطش.
بهذه الطريقة نضمن .

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

د. محمد الباز يكتب: فرج فودة يحاكم الإخوان من قبره
د. محمد الباز يكتب: فرج فودة يحاكم الإخوان من قبره

الدستور

timeمنذ 27 دقائق

  • الدستور

د. محمد الباز يكتب: فرج فودة يحاكم الإخوان من قبره

الأساطير المؤسسة للجماعة الإرهابية - حصد الرصاص فيما حصد حسن البنا نفسه بعد اغتيال النقراشى والقاضى الخازندار وتفجير القنابل فى المدن والحارات - عمر التلمسانى مرشد الإخوان وجه رسالة للرئيس السودانى جعفر النميرى طالبه فيها بألا تأخذه رحمة ولا شفقة بالدعاة إلى الحرية والديمقراطية - يبيعون لنا الوهم ويخدعوننا بمطالبتنا بانتخابهم رغم كونهم لا يملكون برنامجًا مدروسًا أو غير مدروس يواجهون به مشاكلنا - مصطفى كامل مراد رأى أن حل مشاكل مصر فى البحث عن كنز قارون أسفل بحيرته فى الفيوم وأن ما علينا إلا أن نبحث عن الكنز فتنتهى مشاكلنا دفعة واحدة فى أرشيف الكاتب والمفكر الشهيد فرج فودة عدد كبير من المقالات التى تصدى بها وفيها لجماعة الإخوان الإرهابية، وهى المقالات التى جعلته هدفًا مباحًا ومستباحًا لها ولحلفائها، وهو الاستهداف الذى انتهى بقتله. لم يكن فرج فودة يُهدر مقالاته، بل كان يجمعها فى كتب، يعرفها قراؤه جيدًا، ولا تزال هذه الكتب حتى الآن زادًا لهم فى مواجهتهم الأفكار الظلامية. ولأننا نسعى هنا إلى توثيق المواجهات الفكرية مع الجماعة الإرهابية، فإننى سأتوقف بكم عند مقالين، أحدهما منشور فى الصحف والثانى محجوب، لكننا سنجدهما فى كتابه «نكون أو لا نكون». المقال الأول عنوانه «أبشر بطول سلامة يا برتا»، ونشر فى شهر أبريل ١٩٨٧. والثانى عنوانه «البرنامج السرى للتحالف» وأرسله فرج فودة إلى مجلة «المصور» ورفضت نشره، فاحتفظ به، ولما دفع بكتابه «نكون أو لا نكون» إلى المطبعة، ضمه إلى بقية مقالاته التى كانت تسير فى طريق مواجهاته مع الإخوان ومَن تحالفوا معها. يحكى فرج فودة قصة المقال الأول «أبشر بطول سلامة يا برتا». يقول: أسوأ ما يحدث لجيل جديد لم يعاصر بعض الأحداث باليقين ولم يقرأ عنها، غالبًا أن تزيف أمامه الحقائق، وأن يلبس القتلة مسوح الأبرار، وأن يتستر أصحاب الطموح السياسى وراء رايات الدين، وأن يرفع أنصار الردة الحضارية من شعارات ما يخدع الآخرين، وما يضعك فى مأزق. يوضح فرج ما يقصده بقوله: كيف ترد على مَن يرفع شعار «الرسول زعيمنا» وأنت تعلم أنه يخفى فى سرواله خنجرًا؟ وكيف ترد على مَن يعلن أن «القرآن دستورنا» رغم أنك متيقن من أنه يعد انقلابًا؟ وكيف تواجه مَن يدعى أن «الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا» رغم أنك تعلم أنه يقصد موتك وموت كل مخالفيه ومعارضيه وأنصار الدولة المدنية والوحدة الوطنية؟ وطبقًا لما رصده فرج فودة، فقد تصاعدت هذه الشعارات فى الحملة الانتخابية الأخيرة- انتخابات مجلس الشعب فى ١٩٨٧- التى شاركوا فيها وارتفع معها شعار «الإسلام هو الحل»، وهو شعار يعنى أنهم يطرحون أنفسهم على أنهم حماة الإسلام وممثلوه، وللأسف الشديد فقد ارتبك الجميع أمام الشعار، وخشى الكثيرون أن يتصدوا له أو لهم، وانضم إليهم حزبان فى تحالف أسود- يقصد حزبى الأحرار والعمل- تراجع أمامه الجميع، وانهالت أموال بعض شركات توظيف الأموال وكان لا بد من رد، فكان هذا المقال الذى نشرته جريدة المصور. فى هذا المقال يفكك فرج فودة المقولات الأساسية، أو لنقل الأساطير المؤسسة لجماعة الإخوان الإرهابية. يبدأ فرج مقاله بتفصيل عنوانه، يقول: أما «البرتا» فهو نوع من المسدسات يفضل الإخوان المسلمون استخدامه فى حوادث الاغتيال، وأما البشرى فقد زفتها لنا صحيفة حزب العمل حين أعلنت علينا ما أسمته التحالف التاريخى بين العمل والإخوان والأحرار، وهو تحالف تاريخى فى تقديرى، لأنه سوف يُدخل بأصحابه فى ذمة التاريخ غير مأسوف عليهم، وسوف يكون مدخلًا إلى انهيار أوهام كثيرة وأقوال أثيرة لدى أصحابه ولدى غيرهم. يعدد فرج الأوهام التى يقصدها ويفككها بمنطقه الذى لم يفتقده أبدًا، وتعالوا نبدأ معه بهدوء وهو يتحدث عن هذه الأوهام. الوهم الأول هو أن الإخوان هم الودعاء المسالمون، وطبقًا لما يعتقدون فهم أبرياء مسالمون ودعاة صابرون على العنف، مواجهون «بفتح الجيم» من أعدائهم بالعنف والتصفية الجسدية، ومواجهون «بكسر الجيم» لأعدائهم بالابتسام والدعاء بالهدايا، وهى كلها مقولات تتجاوز عدم الدقة إلى عدم الصحة، ودليلى لا أسوّقه من منطلق الخلاف الفكرى، وهو وارد وقائم وأصيل، وإنما أسوّقه على لسان قادتهم. فصالح أبورقيق اعترف فى «آخر ساعة»، عدد ١١ يونيو ١٩٨٦، بأنهم كانوا وراء اغتيال النقراشى بعد طول إنكار. وحامد أبوالنصر كتب فى مذكراته المنشورة فى «الأحرار» عن لقائه الأول بحسن البنا، الذى لمعت عيناه حين أخرج أبوالنصر مسدسه، وحين ذكر له أنه السبيل الوحيد، ثم كيف «بايعه» البنا على المصحف والمسدس، فلا معنى لها فى الدين ولا منطق لها فى السياسة ولا وجود لها إلا فى عصابات المافيا وجماعة الإخوان، لكنه هكذا كان، وهكذا يكون وسيكون، فالبيعة فى الأعناق والخواتيم من جنس البدايات، والرحى إن دارت يمينًا بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، فلا بد لها- وفاء للبيعة- أن تدور يسارًا بإطلاق البرتا وتجهيز قنابل الدخان. ولأن الجزاء دائمًا من جنس العمل، فقد حصد الرصاص فيما حصد حسن البنا نفسه بعد اغتيال النقراشى والقاضى الخازندار وتفجير القنابل فى المدن والحارات، خصوصًا محلات اليهود، ومحاولة نسف محكمة الاستئناف، ومحاولات اغتيال إبراهيم عبدالهادى المتكررة، ثم تولت المشانق الرد بعد محاولة اغتيال عبدالناصر فى المنشية، واستمر الإخوان، ومن دار فى فلكهم، يكتبون سطرًا ويتركون سطرًا أو سطرين عن إيمان بأن كل شىء فى مصر ينسى بعد حين، فالحديث مكرر ومعاد عن اغتيال «الإمام الشهيد حسن البنا»، ولا حديث عن اغتيال الزعيم الوطنى الشهيد محمود فهمى النقراشى، أو القاضى الشهيد الشريف الخازندار، والأحاديث شتى عن بطولات الإخوان فى فلسطين، ولو صدق ما يدعون لتحررت فلسطين وعشر دول مثل فلسطين. لكنه السطر المكتوب، أما السطر المنسى فهو أنها كانت فرصة لجمع الأسلحة وتدريب كتائب التنظيم السرى وتجنيد بعض الضباط، واختبار بعض النظريات العسكرية من نوع ما نقل إلينا عن الشيخ سيد سابق حين أفتى مستخلصًا من غزوة بدر ما مضمونه أن يتراص الإخوان فى شكل قلب وميمنة وميسرة، وأن تتراص صفوف القلب صفًا بعد صف، بحيث إذا سقط الصف الأول تقدم الصف الثانى، متجاهلًا اختلاف الزمان والمكان والقضية والعصر، وهو ما انتهى بمصرع الصفوف صفًا بعد صف؛ تأكيدًا لعبقرية الشيخ سيد سابق العسكرية، بعد أن بات ليلته السابقة يراجع أسلوب توزيع الغنائم والسبى فى سورة الأنفال. ودونك حديثهم عن انسحاب حسن البنا من الترشح فى الانتخابات بعد تهديد النحاس له بمحاربته سياسيًا، وتجاهلهم الكامل سقوط حسن البنا فى دائرته ومسقط رأس جماعته «الإسماعيلية» أمام الدكتور سليمان عيد فى انتخابات يناير ١٩٤٥ التى قاطعها الوفد، ظنًا منه أن الساحة قد خلت له وهمت به وهم بها، لولا أن رأى برهان شعبه. ويستطيع القارئ أن يطبق ما قيل عن أنهم أصحاب ثورة ٢٣ يوليو وحماتها لولا غدر عبدالناصر، والله يعلم وهم يعلمون أنهم كانوا وسيلة فى يد عبدالناصر للقضاء على الوفد، وقد أسهموا فى ذلك بقدر ما أسهم آخرون، يحضرنى منهم سليمان حافظ وفتحى رضوان، وعندما انتهى دورهم المرسوم واجهوا قدرهم المحتوم، بنفس منطقهم الغشوم، وهو منطق التصفية الجسدية حين حاولوا قتل الرئيس فى المنشية، ففشلوا وقتلهم هو جزاء وفاقًا على منصة الإعدام، وهو ما يطلق عليه فى أمثلة العرب «الجزاء من جنس العمل»، وما يطلق شبيهه فى كرة القدم اسم «التعادل الإيجابى». أما الوهم الثانى، فهو وهم الإمام الشهيد الذى يعيش فيه الإخوان. ويسأل فرج فودة: أين هم الإخوان الآن؟ هذا هو السؤال، والإجابة أنهم موجودون بعون الله فى الصحافة القومية، نعم الصحافة القومية، تلك التى قضت الشهور تتحدث عن وفاة المرشد السابق، وتوقعات المرشد الجديد، وتكهنات الترشيح واختلافات المرشحين، ورأى فلان وقول علان، ثم أخيرًا اختيار المرشد، بينما لو تجاهلت الأمر لما علم المصريون حتى الآن أن هناك مرشدًا عامًا أو مكتب إرشاد، ولاضطر المرشد الجديد إلى الدوران على أصحابه وخلانه مسرًا لكل منهم فى أذنه «أنا المرشد الجديد»، ولعله كان سيستمع فى كل مرة إلى نفس الإجابة، أعطنى أمارة، أو قل كلامًا آخر يا رجل، لكنه الوهم الذى بثته الصحف والمجلات القومية، وهى تتصور أنها تتسابق فى إحراز الانتصارات الصحفية، موهمة قرّاء العربية فى كل أقطارها بأن شاغل المصريين الأساسى هم الإخوان، وأن همهم هو اختيار مرشدهم، وأن المصريين لن يستريح لهم بال، ولن يهدأ لهم قرار إلا إذا اطمأنوا على اختيار المرشد الجديد. ويضيف فرج فودة: ولعلى أذكّر القرّاء أيضًا بما نشرته الأخبار فى صفحة كاملة، عن ذكرى ما أسمته «الإمام الشهيد حسن البنا». أما كونه إمامًا، فهى مسألة فيها نظر. وأما كونه توفى شهيدًا أو قتل قصاصًا، فعلمه عند ربى. ولعلى أقرب إلى الاقتناع بأنه قتل قصاصًا لقتل النقراشى، خاصة أن شبهة قتله معلقة برقبة فاروق، وهو ولى الأمر بمنطقهم، لكن الأمر المؤكد أن حسن البنا كان زعيمًا سياسيًا قبل أن يكون إمامًا دينيًا، وأن حسن البنا شىء، والشيخ شلتوت شىء آخر، فالأول رجل سياسة بلا شبهة، والثانى إمام دين بلا مراء، ومن هنا يصبح غريبًا أن تفسح الصحف القومية صفحاتها القومية له. لا نختلف على أئمة الدين، لكننا نختلف على رجال السياسة من أمثال حسن البنا أشد الاختلاف، فيراه بعضنا إمامًا فى أعلى عليين، ويراه بعضنا راسبوتين، ويراه الكثيرون بين هذا وذاك، أو مزيجًا من هذا وذاك، وهو فى النهاية ليس مثلًا يحتذى، أو نموذجًا يقتدى به، إلا إذا كنا نسعى إلى خفض أعداد السكان بالاغتيال المنظم، أو إعلاء قيم الإرهاب والعنف والتصفية الجسدية فى مجتمعنا الآمن، أو ترويج الأسلحة المصرية بخلق سوق داخلية واسعة تغنينا عن التصدير، وهى كلها أمور لا أحسب أنها واردة فى ذهن قادة السياسة أو قادة الفكر. أما الوهم الثالث، فهو وحدة التيار الإسلامى، ويعود فرج فودة إلى السؤال: أين الإخوان الآن؟ ويقول: أستأذن القارئ الكريم فى تأجيل الإجابة قليلًا، حرصًا منى على عنصر التشويق فى المقال، وحتى أوضح للقارئ فى البداية ما يسود الساحة السياسية من خلط فى الأوراق، دليلى على ذلك هو الخلط بين ما يسمى التيار السياسى الإسلامى، وما يسمى الإخوان المسلمين، لأن السائد أنهم جميعًا فى سلة واحدة، وأنهم جماعة واحدة، وهو ما ليس صحيحًا على الإطلاق. فالإخوة المجاهدون من أحرص الناس على الشقاق، وقد كانوا أربع عشرة جماعة عندما اعتقلهم السادات فى سبتمبر قبيل وفاته، فقد فوجئ الحراس بأنهم يصلون فى أربع عشرة مجموعة، بعضهم بإمام وبعضهم بدون، ويؤكد العارفون أنهم تجاوزوا الثلاثين الآن وأنهم مستمرون، وأن منهم الجهاديين والفرماويين والوهابيين والقطبيين والسماويين والخومنيين.. إلى آخره. ويضيف فرج: الإخون أقل حلقة فيهم، فهم ينقصون ولا يزيدون، وهم مفتقدون الصلة مع جماهيرهم الأساسية من الطلبة والحرفيين، وبعض قادتهم، إن لم يكن أغلبهم، فى غرف الإنعاش بحكم تقدم العمر، وما بذلوه من جهد لا يعرف الكلل فى تلوين التاريخ على غير لونه، وفى طمس حقائقه وتبرير انحرافاته. إنهم منذ ظهور سيد قطب متهمون بالتخاذل والمهادنة وباحتراف السياسة وهى بدعة، ومغازلة الأحزاب وهى ضلالة، وسيلان اللعاب على مقاعد الحكم وهو إثم عظيم إن أتى بغير السيف أو تحقق دون العنف، وأغلب هذه الجماعات وهذه التيارات، ومنها الجماعة الإسلامية، لا يعرف لون بطاقة الانتخاب ولا شكل صندوقه ولا أسلوب ممارسته، وأغلبها لا يقرأ الصحف حتى لا تتسلل إلى ذهنه صراعات التغريب وترهات الاستشراق، والكثير منها يرى فى أوروبا مهدًا للشذوذ، وفى أمريكا موطنًا للإيدز، وفى الاتحاد السوفيتى مرتعًا للإلحاد، وهكذا تختزل الحضارة فى رموز جنسية محددة، وهى بعون الله قد أراحت واستراحت حين اختزلت أيضًا برنامجها السياسى فى جملة واحدة، وهى تطبيق الشريعة الإسلامية، وتصورتها حلًا لكل المشكلات؛ بدءًا بالإسكان وانتهاءً باستصلاح الأراضى، مرورًا بالسياسة النقدية وتزايد السكان.. إلى آخره. ويستكمل فرج فودة رؤيته، يقول: لقد كفوا أنفسهم وكفونا مؤونة النقاش حول هذه المسائل الثانوية، التافهة فى تصورهم، الأساسية والجوهرية فى تصور مداركنا القاصرة. ويصل بنا فرج فودة إلى الوهم الرابع، وهو مظاهرات القوة، يقول عن ذلك: عندما توفى عمر التلمسانى احتشد الآلاف لوداعه، وقدرهم البعض بعشرين ألفًا، وقدرهم البعض بعشرة آلاف، وأثار ذلك هلع بعض الساسة، وأسال لعاب آخرين، ولسوء حظى كنت فى مهمة عمل بالأردن فلم أتحقق من صحة أى من الرقمين، ولست بالمتحامل حتى أدعى أن الإخوان لا جمهور لهم، فمصر الشاسعة الواسعة بتعدادها الهائل والمتزايد، لا تعدم أنصارًا لأى فكر، بيد أنه لو صح أعلى التقديرات فهو فى النهاية لا يزيد على نصف فى المائة من تعداد القاهرة. وإذا جاز أن تكون المقارنة بالجنازات، فأين جنازة التلمسانى مع احترامى الشديد لمقامه وجهاده من جنازة عبدالحليم حافظ، ناهيك عن جنازة عبدالناصر ذات الخمسة ملايين أو يزيد، لكنه الأسلوب القديم الجديد، القلة المنظمة فى مواجهة الكثرة المبعثرة والأقلية المتحدة فى مواجهة الأغلبية غير المنتبهة، ومظاهرات القوة فى سبيل القوة، وأى قوة أعز لديهم منالًا من الحكم، ذلك الذى يسعون إليه حتى تسبح مصر فى الظلام، وحتى تتحطم قواها وينفرط عقد وحدتها، ويتنافس المتنافسون حول مدى العودة للوراء، وهل هو قرن أم أكثر، وهو خلاف لم يحسم بعد داخل طوائف التيارات السياسية الدينية، وحيث يرى البعض، مثل حافظ سلامة، أن العودة للوراء قرنًا واحدًا كافية، بينما يرى البعض الآخر أنه لا أقل من أربعة عشر قرنًا للوراء تكفى لتحقيق أحلامهم الحضارية. الآن نحن نقف مع فرج فودة عند الوهم الخامس، وهو السعى للديمقراطية، ويقول عن ذلك: لست أدرى كيف يتصور البعض أن تتحقق الديمقراطية على يد من لم تكل أيديهم عن حمل السلاح، ولنقرأ رأى الكتاب والمفكرين فيهم. يستشهد فرج فودة بما قاله طه حسين فى كتاب «هؤلاء هم الإخوان»، وينقل عنه قوله: ما هذه الأسلحة؟ وما هذه الذخيرة التى تدخر فى بيوت الأحياء وفى قبور الموتى؟ ما هذا المكر الذى يكمن؟ وما هذه الخطط التى تدبر؟ وما هذا الكيد الذى يكاد؟ لِمَ كل هذا الشر؟ ولِمَ كل هذا النكر؟ ولِمَ رخصت حياة المصريين على المصريين؟ ويثبت فرج إجابة طه حسين التى يقول فيها: يقال إنها رخصت بأمر الإسلام الذى لم يحرّم شيئًا كما حرّم القتل، ولم ينه عن شىء كما نهى عن التعاون على الإثم والعدوان. ويستعين فرج فودة بما قاله كامل الشناوى فى نفس الكتاب، يقول: إننى حزين أن يوجد إنسان واحد- لا جماعة منظمة- يصنع الموت للناس، ويحترف التخريب والتدمير، وإن قلبى ليقطر حزنًا إذا كانت هذه الجماعة ترتكب جرائمها باسم الإسلام وتجد من يصدق دعواها، إن الإسلام الذى يقول فى كتابه الكريم «وجادلهم بالتى هى أحسن» لا يقر الجدل بالمسدسات والمدافع والقنابل والمتفجرات. يستأنف فرج فودة ما بدأه، يقول: لعل أبلغ مثال على موقف الإخوان من الديمقراطية ما أعلنه الأستاذ عمر التلمسانى، المرشد الثالث، قبيل وفاته فى جريدة الشعب من رفضه الديمقراطية لعشرة أسباب، ثم رسالته الموثقة إلى جعفر النميرى التى يطالبه فيها بألا تأخذه رحمة ولا شفقة بالدعاة إلى الحرية والديمقراطية، بينما النميرى يعدم محمود طه لمعارضته السياسية بحجة الردة، لمجرد المعارضة السياسية أصبح متهمًا بالردة ويستحق القتل، ويستتيب أعضاء حزب البعث، ويحاول أن يثبت تهمة الردة فى حقهم لدعوتهم للوحدة العربية على أساس قومى عربى، وإنكارهم الوحدة الإسلامية على حد زعمه. الوهم السادس بالنسبة لفرج فودة، هو الجذور التاريخية لتحالفاتهم، ويقول عن ذلك: عندما تحالف الوفد والإخوان- فى انتخابات ١٩٨٤- أقسم الاثنان بأغلظ الأيمان أنهما كانا يدًا واحدة قبل ٢٣ يوليو، وأن علاقتهما الوطيدة ضاربة فى جذور التاريخ، ويعلم الله ويعلم الاثنان أنهما طوال تاريخهما السياسى كانا على ألد خصام، وما أشبه الليلة بالبارحة، فها نحن نرى إبراهيم شكرى يعلن عن أنه لولا الملامة لكان غيّر اسم حزبه من الحزب الاشتراكى إلى حزب العمل الإسلامى. «وها هم كتاب العمل والإخوان يتبارون فى الحديث عن أخوة أحمد حسين وحسن البنا، وتوحد أهداف الإخوان ومصر الفتاة، وتحت يدىّ أحد أعداد مصر الفتاة بتاريخ ٥ أبريل ١٩٤٨ وفيه مقال بقلم أحمد حسين عنوانه: لن يمضى عامان منذ الآن حتى يكون هذا الشيخ المنافق المشعوذ قد فقد كل أنصاره المحترمين ولم يبق معه سوى حثالة الناس». ويستكمل فرج: أما الشيخ المشعوذ المنافق المقصود هنا، فهو حسن البنا، الذى يصفه المقال بعد ذلك بأنه وثن ما فى ذلك من شك أو ريب، وقد بدأ الوثن يتداعى ويترنح، وبدأ اتباعه يكفرون به، وهو أيضًا صنم سوف ينقلب عليه الذين أقاموه وعبدوه فيركلونه بالأقدام، بل يتبولون عليه كما يبول كل عابدى الأوثان على أوثانهم. ثم يصف المقال الإخوان المسلمين، يقول كاتبه: لقد قلنا فى العدد الماضى إن الدين قد أصبح الآن وسيلة الإجرام، فيقتل القاتل وهو يهتف الله أكبر ولله الحمد، ويفسق الفاسق وهو ينادى الله أكبر ولله الحمد. وتحت عنوان «مجرم متبجح» بنفس الصفحة ودون توقيع، بدأ المقال بعبارة: ذلك هو المرشد حسن البنا، وانتهى بدعاء نصه: لعنة الله عليك أيها الشيخ الدجّال المنافق، إننا نرفع أكف الضراعة إلى الله الذى تلوذ به أن يهتك سترك أكثر وأكثر، وأن يظهرك على حقيقتك ذات يوم. ويختم فرج فودة مقاله: وإذا كان ما سبق هو رأى أحمد حسين فى حسن البنا والإخوان، فإننا نتوقع أن يستحى من يتحدثون عن وحدة الحزبين فى الماضى، حجتهم فى ذلك أن الحزبين قد وحدتهما شعارات الفاشية وخلط أوراق السياسة بالدين، وهى حجة ضعيفة مردود عليها بأنه ليس بالفاشية وحدها تتوحد الأحزاب. يمكننا أن ننتقل بكم الآن إلى المقال الثانى «البرنامج السرى للتحالف». يحكى فرج قصته، فيقول: دخل التحالف السياسى الإسلامى، العمل والإخوان والأحرار- تحالف العام ١٩٨٧- المعركة الانتخابية، رافعًا شعار «الإسلام هو الحل»، فلما رددنا عليه بأن الإسلام على العين والرأس، لكننا نريد ترجمة هذا الشعار إلى برنامج سياسى، نشر بيانًا من صفحة واحدة صغيرة، احتوى ثمانى نقاط لا علاقة بينها وبين الإسلام إلا فى نقطة واحدة، هى الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، فلما واجهناه بأن برنامجه علمانى، وأننا لم نجد حلولًا لمشاكل المجتمع الحقيقية موثقة بآيات القرآن ونصوص السنة، واجهنا بردود غريبة من نوع: وهل تنكرون أن فى القرآن دواء لكل داء، وحلًا لكل مشكلة. فلما ذكرنا له أن المسلمين قد اختلفوا وتعددت فرقهم حتى تجاوزت السبعين، وكل منها يستند إلى القرآن والسنة، وأن القرآن خالد لكن رؤى المسلمين له تختلف، وأنه كانت للإمام على بن أبى طالب رؤية، ولمعاوية بن أبى سفيان رؤية، ولعبدالرحمن بن ملجم- الذى قتل الإمام على- رؤية، وأقول إننا ذكرنا له ذلك، لأنه عاد إلى نغمته القديمة، وهو فى الحقيقة لم يبتعد عنها، وهى تكفيرنا واتهامنا بالعصيان والردة بعد الإيمان، ولم يكن أمامنا إلا صياغة برنامجه موثقًا بأقواله، ولعلها المرة الأولى التى يُنشر فيها هذا البرنامج، الذى اعتذرت مجلة المصور عن نشره لأسباب قدرتها. نصل إلى المقال المرفوض صحفيًا والمنشور فى كتاب «نكون أو لا نكون». يقول فرج فودة: للقارئ أن يخلد معنا إلى قدر من الابتسام، وأن يتسرى عن المعركة الانتخابية بقدر من الفكاهة، وأن يتصور معنا ردًا تخيليًا من أقطاب التحالف «العمل- الإخوان- الأحرار» على ما أعلناه، وما لا نمل من تكرار إعلانه من أنهم يبيعون لنا الوهم ويخدعوننا بمطالبتنا بانتخابهم رغم كونهم لا يملكون برنامجًا مدروسًا أو غير مدروس يواجهون به مشاكلنا بالحل وقضايانا بالمناقشة، ولعله من الضرورى أن ننبه القارئ إلى أن تخيلنا للرد يقتصر على الصياغة، أما المضمون فموثق على لسان أصحابه وبأقلامهم، وهو منشور فى الصحف المعبرة عنهم، وليس لهم أن ينكروا منها حرفًا، وليس لنا أن نضيف إليه حرفًا. ويضيف فرج فودة: وحسبنا أن نذكّر القارئ بأننا فى عام ١٩٨٧ وأن بيننا وبداية القرن الواحد والعشرين ثلاثة عشر عامًا، وأن بعضًا من العلمانيين فى الغرب قد ادعوا الوصول إلى القمر واخترعوا ذلك الشيطان الإلكترونى المسمى بالروبوت، وزادوا غيًا وضلالة، فنقلوا ساحة الحرب إلى الكواكب، ولعله من نافلة القول أن نذكّر أن ذلك كله كان نتيجة طبيعية لخلاف التيارات السياسية الإسلامية، وتمزقها ذات الغرب فى الأحرار، وذات الشرق فى العمل، وذات الجنوب فى الإخوان، وذات الشمال فى الجماعات، بينما لو توحدت وقد توحدت، ولو صاغت برنامجها وقد صاغته، لاهتز الشرق والغرب، وأفاقوا من غيهم أمام هذا المارد الجديد، وتساقطوا من حوله عن اليمين وعن الشمال بين راقد وقعيد. وضع فرج فودة الإخوان ومن معهم فى التحالف فى مأزق بسخريته اللاذعة عندما تحدث عن رؤيتهم لمختلف المشاكل التى تعترض طريق الناس فى مصر. بدأ بالبرنامج الاقتصادى، يقول: لا يختلف اثنان ولا تنتطح عنزتان على أن المشكلة الاقتصادية هى لب المشاكل، وليت المشاكل اقتصرت على انخفاض الأجور أو ارتفاع الأسعار، وإنما أضيفت إليها مشكلة الديون، وهى أرق بالليل وهم بالنهار، ولسنا نشك فى أن ذلك كله عقاب من الله على غينا وضلالنا واستهتارنا بأوامره ونواهيه، أما حديثهم عن الميزان التجارى أو ميزان المدفوعات فكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا، فلا ميزان إلا يوم الميزان، حيث توزن الحسنات والذنوب، وحيث يقول المرء يا ليتنى مت قبل هذا، وحيث يفر المرء من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه، أما الحدث عن الميزانية فهو مقبول بشرط حسن النية. «ومن أين تأتى حسن النوايا والميزانية محملة بالخطايا». «وقد سن المجاهد إبراهيم شكرى سُنة حميدة أعلنها فى البرلمان، وتحدثت عنها الركبان حين رفض مناقشة الميزانية فى البرلمان لوجود بنود فيها محملة بوزر الفوائد الربوية ومواد المشروبات الروحية، وللأسف الشديد كان هو المناضل الوحيد، ولو تبعه آخرون لمرت الميزانية دون مناقشة، ولأصيب الحزب الحاكم بالكمد، حين يرى الميزانية وهى تمر بسلام، وموصمة بالمخالفة للإسلام، ونحن نعد الناخبين فى المجالس المقبلة برفض مناقشة الميزانيات جملة وتفصيلًا، استمرارًا لمسيرة المجاهد الكبير الظافرة، وإحياء لوجه مصر الإسلامية.. مصر الطاهرة». «هذا عن الميزانيات، أما عن الديون فقد تطوع المجاهد مصطفى كامل مراد بتوفيق من رب العباد، بوضع حل جذرى لها أهمله الغافلون ومر عليه الكثيرون مرور الكرام». «فى مقاله الافتتاحى المنشور بالأحرار وعنوانه (كنز قارون.. وهل يبحثون؟)، وفيه وضع يده على المفتاح ورسم لنا طريق الفلاح حين ألهمه الله بأن كنوز قارون موجودة أسفل بحيرة قارون، وأن ما علينا إلا أن نبحث عن الكنز فتنتهى مشاكلنا دفعة واحدة، نسدد الديون ونملأ البطون وتقر العيون ويفيض الخير على ربوع وادى النيل، وقد صاغ الأخ مراد بحثًا قانونيًا وعلميًا دقيقًا ذكر فيه أن مجرد اكتشافنا المفتاح هو الفلاح كل الفلاح، فقد ورد فى القرآن أن العصبة أولى القوة تنوء بحمل مفاتيحه، والعصبة كما ذكر لا تقل عن عشرة من الرجال». «وقد أصاب الأستاذ مراد كبد الحقيقة حين قدر وزن المفاتيح ببطن كامل من ذهب الإبريز ولو لا قدر الله فشلنا فى اكتشاف الكنز، فإنه تكفينا المفاتيح، وقد تحسب الأخ مراد ألاعيب الصهاينة الأوغاد فذكر أنهم لو احتجوا بأن قارون كان نبيًا يهوديًا، وأن لهم حقًا فى الكنز المصرى فإن من حقنا أن نرد عليهم بأن مصاريف الوديعة فى البنوك لا تقل عن واحد فى الألف، وقد مر أكثر من ألف عام وأصبح الكنز حقًا خالصًا لديار الإسلام، أما عن البركة التى ينكرها العلمانيون ومَن هم فى فلكهم سائرون، والتى نسعى إليها بعون الله ويمنحها الله لعباده من أمثال الإخوان المسلمين وأمثالهم فقط، فلنا عليها شاهد ودليل، وليس ببعيد ما حدث فى السويس على يد الأستاذ حافظ سلامة الذى وزع على الآلاف كعكًا من صندوق صغير فلم ينفد الكعك وشبع الجميع، وظل الصندوق ملآن كما هو لا يفرغ منه مداد الكعك».. راجع معجزات الشيخ سلامه فى كتاب «الشيخ حافظ سلامة» لمحمد مورو، دار المختار الإسلامى. «أما ما يشيعه المغرضون عن اشتراكية بعض المشاركين فى التحالف أو رأسمالية البعض، فالله يغفر الذنوب جميعًا عدا أن يشرك به، والأحرار قد رفع من اسمه لفظ اشتراكى، وحزب العمل قد أسقطها من مفرداته، وقد اعترض البعض ممن فى قلوبهم مرض على ذلك، فنبذهم الأخ شكرى نبذ النواة، وتركهم يرفعون القضايا، ورب ضارة نافعة، فقد أزالوا بموقفهم أى لبس، وأخرسوا كل همس». «وفى ختام البرنامج الاقتصادى نعرض عليكم أيها الناخبون هذا التلخيص: (يفضل بعض المتأسلمين استعمال لفظ البهريز). الله واحد: رفض مناقشة الميزانية فى البرلمان. ليس له ثانٍ: البحث عن كنوز قارون فى محافظة الفيوم لسداد ديون مصر. ولا ثالث: حلول البركة بحكم أصحاب الأيدى الطاهرة». وبنفس الحس الساخر يتحدث فرج فودة عن البرنامج السياسى للإخوان. يقول: «لا يختلف اثنان ولا تنتطح عنزتان على أن المشكلة السياسية هى لب المشاكل، وأن قضية إسرائيل تقع منها فى موقع القلب، ولعل موقف الإخوان منها واضحًا، فحربنا معهم حرب دينية، وهم يسعون إلى الانتقام من هزيمة بنى قريظة، وقد اعترف الأخ مراد بخطئه عندما زار الدولة المزعومة، وفسر موقفه بأنها من ديار الإسلام، وأعلن بملء فمه عن رفض السلام، كما أن الأخ شكرى بعد أن وافق على اتفاقية معسكر داود، أعلن عن موقفه المحمود، بسحب التأييد والإدانة والتنديد، وبقى الإخوان على رأيهم ثابتين وبعدائهم متمسكين». «وقد صاغ الأخ الحمزة دعبس مرشحنا فى الجيزة ووكيل حزب الأحرار ورئيس تحرير جريدة النور مقالًا كأنه اللؤلؤ المنثور نشره فى جريدته الموقرة، فى عبارة ساحرة أوضح فيها الحل الإسلامى للقضية ورتبه فى ثلاث مراحل». «أولاها، انتهاز فرصة وجود تمثيل دبلوماسى للعدو فى مصر واستدعاء السفير وإرسال رسالة لرئيس الدولة من رئيس مصر يعرض فيها عليه الإسلام، فإن قبل فأهلًا بها ونعمت، وهنا يصح السلام وينتهى العداء ويحق لدولة إسرائيل البقاء، أما إذا رفض الإسرائيليون العرض فليس لنا إلا أن نفرض عليهم الجزية يدفعونها عن يد وهم صاغرون، فإذا رفضوا نكون قد أدينا واجب الإسلام وحل لنا قتل رجالهم وسبى نسائهم واسترقاق أبنائهم، ويا أيها الناخبون كم هم علينا مفترون، وكم يقولون ما لا يفعلون». «هذا عن دولة بنى صهيون، أما عن باقى السياسة الخارجية، فقد نشر الأستاذ يوسف البدرى وكيل حزب الأحرار ومرشح التحالف الفردى عن دائرة جنوب القاهرة مقالات ساحرة فى جريدة الأحرار الظافرة، أفصح فيها عن واجب المسلمين فى إعلان الحرب على بلغاريا وإسبانيا باعتبارها ديارًا للإسلام منتهكة حرية العقائد فيها على يد الحكام سوف يكون إعلان الحرب أول ما نفعل، فى توقيت نخفيه، لأن الحرب مفاجأة، والكف السابق سابق، أطال الله عمر الشيخ سيد سابق، فقد كان مناضلًا عظيمًا، ومجاهدًا فى سبيل الله فى تنظيماتنا العلنية والسرية، ولكم منا فى النهاية البهريز، الموجز فى عبارات مباركة كأنها الذهب الإبريز». «الله واحد: حل قصية إسرائيل إسلاميًا. ليس له ثانٍ: إعلان الحرب على بلغاريا وإسبانيا». ويصل فرج فودة إلى البرامج الثانوية، يقول: «لا يبقى لك أيها الناخب سوى أن نتوجه إليك ببرامجنا فى بعض القضايا الثانوية التى ليست لها أهمية مثل الإسكان والتعليم والوطنية، وأهم ما فيها التعليم، وآفة التعليم ما جناه اللورد كرومر على تدريس التاريخ، حين صاغه على غير حقيقته، وأفسح صفحاته لحياة الفراعين الكفرة الآثمين، وقد بذلنا جهدًا رائعًا فى تصحيح الحقائق، منها ما نشر على لسان مرشحنا السابق الشيخ يوسف البدرى فى جريدة النور، حين سأله أخ مسلم عن اسم فرعون موسى، فأجابه- لا فض فوه- بأنه قابوس بن مصعب بن معاوية، وقد خلفه الوليد بن مصعب وزوجته آسيا، وقد استند فى هذا إلى كتاب الكامل لابن الأثير، كما أن التليفزيون المصرى أسهم معنا بجهد مشكور، حين عرض فى شهر رمضان فى العام الماضى مسلسلًا أسلم جميع الفراعنة فى نهايته، وهكذا يكون الانتصار لدين الله، وعلى هذا المنوال لا بد أن يكون التاريخ». «وما دمنا فى مجال الحديث عن التعليم، فسوف تتم أسلمة برامجه، وسوف نستنبط جميعًا من كتب الصحاح، مثل صحيح البخارى وصحيح مسلم ومسند ابن حنبل ومحمد بن عبدالوهاب، وكتب السنن المعترف بها، والخالية من الإسرائيليات، وسوف نطلق على كل منها اسمًا إسلاميًا فتسمى الكيمياء علم القوارير الإسلامية، وتتردد على المسامع تسميات الهندسة الإسلامية والجيولوجيا الإسلامية والطب الإسلامى، ومما هو جدير بالذكر أن التسمية الأخيرة قد شاعت بجهد مشكور من نقابة الأطباء نتيجة جهد دءوب من الإخوة المجاهدين فى النقابة». «أما قضية الإسكان فهى مصطنعة، فقد هجرنا الخلاء وتباعدنا عن سلف صالح افترش الغبراء، والتحف السماء، وعز عليه الغطاء، ولم نسمع أن أحدًا منهم شكا من حر أو ارتجف من قر، وقد أصدر الإخوة المجاهدون فى المنيا منشورًا إسلاميًا هاجموا فيه سخف الإنفاق على المجارى، ودعوا فيه إلى الاقتداء بالسلف الصالح فى قضاء الحاجة فى الخلاء، ولا تبقى إلّا السياحة تلك التى يضج الجمهور مما تنقله من إباحية وشذوذ وأمراض أهونها الإيدز، وسوف يكون أول قرار لنا منع السياحة الخارجية تمامًا، وقصرها على السياحة الداخلية التى لا مجال فيها إلا لزيارة القبور، دواء لضيق الصدور، والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين». ويختم فرج فودة مقاله بقوله: «عزيزى القارئ ما سبق كان تجميعًا لمقالات منشورة وأقوال مكتوبة وموثقة لدىّ، وليس لأحد أن يعترض على جزء واحد من البرنامج السابق بحجة أنه منسوب إليهم، فهو صادر عنهم ومنشور فى صحفهم، وقد أجهدت نفسى فى جمع مفرداته صانعًا منها برنامجًا سياسيًا ليس لى فيه إلا جهد التجميع، ولأنهم توجهوا إليك فى منشوراتهم بعبارة (الإسلام هو الحل)، فإنى أستسمحك فى أن أتوجه إليهم نيابة عنك بسؤال محدد وبسيط هو: هل هذا هو الإسلام، وأتركك وصوتك، وأتركك وضمائرهم».

«الشوباشي» يفجر مفاجأة من العيار الثقيل ويكشف «القاعدة الذهبية» للخروج من التخلف والردة الفكرية
«الشوباشي» يفجر مفاجأة من العيار الثقيل ويكشف «القاعدة الذهبية» للخروج من التخلف والردة الفكرية

النبأ

timeمنذ ساعة واحدة

  • النبأ

«الشوباشي» يفجر مفاجأة من العيار الثقيل ويكشف «القاعدة الذهبية» للخروج من التخلف والردة الفكرية

وجه المفكر والكاتب الصحفي الدكتور شريف الشوباشي رسالة إلى من أسماهم «أهل النفاق والغش والخداع»، للخروج من الردة الفكرية والمحنة الثقافية التي يعيشها العرب والمسلمون منذ أكثر من نصف قرن. وأكد الشوباشي، في بث مباشر على صفحته على فيس بوك، أن الأحكام والحدود الموجودة بشكل واضح وصريح في القرأن الكريم والسنة النبوية لا تصلح لكل زمان ومكان، مدللا على ذلك بعدم تطبيق هذه الحدود والأحكام في الغالبية الساحقة من الدول الإسلامية بعلم الشيوخ وعلماء الدين في هذه الدول، وبالتالي يجب تطبيق البعد الزمني، الذي سماه «القاعدة الذهبية» على كل الأحكام الأخرى الموجودة في القرآن والسنة لأنها غير صالحة لكل زمان ومكان، وأنها لا تصلح سوى للزمن التي نزلت فيه. وأكد الشوباشي أنه من خلال هذا الحديث سوف يجيب عن السؤال الجوهري والتاريخي والمصيري: لماذا تخلف العرب والمسلمون وتقدم غيرهم؟ كما تساءل: هل نحن متمسكون بكل حرف جاء في القرأن الكريم وكل كلمة جاءت في السنة المحمدية؟ وقال الشوباشي، أن هناك أحكام وحدود منصوص عليها في القرآن والسنة بكل وضوح، لا لبس ولا اجتهاد فيها، مثل، حدود السرقة والزنا والحرابة وشرب الخمر، ولكن هذه الحدود لا تطبق على أرض الواقع، لا في مصر ولا في الغالبية الساحقة من الدول الإسلامية، مشيرا إلى أن هناك 56 دولة إسلامية، لا تطبق هذه الحدود سوى ثلاثة دول فقط هي، السعودية وإيران وأفغانستان، مشيرا إلى أن الشيوخ في هذه الدول يعلمون ذلك ومطنشين وعاملين ود من طين وودن من عجين. وأردف الشوباشي، أن هناك إجماع من الدول الإسلامية على تعطيل هذه الحدود والأحكام الواضحة والتي لا تقبل التأويل أو التفسير، لأنها غير مناسبة للعصرالذي نعيشه، وبالتالي لا نستطيع أن نتهم حكام وشعوب هذه الدول بالكفر. ولفت، أن الحل للخروج من الردة الفكرية التي نعيشها يكمن في تطبيق القاعدة الذهبية التي لا نعمل بها والمتمثلة في «البعد الزمني»، مشيرا إلى أن القرأن نزل على أهل الجزيرة العربية في زمن ما، والقرأن صالح لكل زمان ومكان، ولكن الصالح هو القيم والمبادئ والمثل العليا التي لا نعمل بها الأن، بل أننا نعمل عكسها، قائلا« نحن نتمسك بالأحكام والحدود، ولكننا لا نمارس قيم الإسلام العظيمة ونعمل عكسها، الأحكام خاصة بالزمن التي نزلت فيه، وبالتالي هي لا تصلح لكل زمان ومكان، والدليل أن الغالبية الساحقة من الدول الإسلامية لا تطبق بعض الأحكام والحدود الواضحة، لأن هذه الأحكام غير مناسبة للعصر». تاريخية النص القرآني الحقيقة أن الدكتور شريف الشوباشي يعيد تفجير قضية ما يسمى بـ«تاريخية النص القرأني»، وهي قضية خلافية بين العلماء والمفكرين. والفترة الماضية تحدث بعض المحسوبين على التيار التنويري أو العلماني مثل الدكتور خالد منتصر، والكاتب الصحفي إسماعيل حسني، والكاتبة الصحفية سحر الجعارة، عن «تاريخية النص القرأني»، وضربوا الكثير من الأمثلة على ذلك منها، تعطيل حد السرقة في عهد عمر بن الخطاب، وكذلك إلغاء سهم المؤلفة قلوبهم في عهد عمر بن الخطاب، وكذلك إلغاء الرق والعبودية وملك اليمين في العصر الحديث، رغم وجود آيات قرأنية صريحة تؤكد على هذه الأحكام. وتركز نظريّة تاريخيّة النصّ الدينيّ على أنّ النصوص جميعًا وخاصّةً النصّ الدينيّ تشكَّل وتولَّد في "الواقع والثقافة"، وليس ظاهرةً مفارقةً للواقع التاريخيّ والاجتماعيّ، فالنصّ "منتَجٌ ثقافيٌّ" وليد بيئته الحاضنة له. تعتمد نظريّة التاريخيّة على أسسٍ ومبادئ خاصّةٍ، كلّ هٰذه الأسباب تجعل النصّ الدينيّ أمرًا بشريًّا غير مقدّسٍ، ليس فوق التاريخ ولا فوق الزمان والمكان. ويُعتبر المفكّر المصري نصر حامد أبو زيد، واحدًا من بين كبار الباحثين الذين تركّزت أبحاثهم العلميّة على مسألة تاريخيّة النصِّ القرآني ومراحل تطوّره المختلفة، وهو الأمر الذي تسبّب في محنته الشهيرة عام 1995م، عندما حُكم بالتفريق بينه وبين زوجته، وما استتبع ذلك من هجرته إلى هولندا حيث عمل هناك كأستاذٍ للدراسات الإسلاميّة بجامعة لايدن. في كتابه "الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجيا الوسطية"، يصف أبو زيد النصَّ القرآني بكونه النصَّ الذي يملك سيطرةً مطلقة في صناعة الثقافة الإسلاميّة قديمًا وحديثًا، ويؤكّد أبو زيد على ضرورة الانعتاق من تلك السلطة، فيقول "وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرّر، لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كلِّ سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا، علينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا قبل أن يجرفنا الطوفان". ويرى أبو زيد أن أحد أكبر المشكلات التي تمثّل عائقًا أمام المسلمين، هي تلك المتمثّلة في وقوع حالةٍ من حالات التماهي بين الدين والتراث في عقول المسلمين، ويفسّر الباحث المصري تلك الحالة بتصوّر المسلمين الخاطئ للنصِّ القرآني، والذي يذهب إلى أن القرآن قد غُلِّفَ بالطابع المقدّس في كلِّ مراحله، رغم أن نظرةً واحدةً عابرة في الكتب المختصّة بدراسة أسباب النزول، من شأنها أن تكشف الطابع الزمني للنصِّ القرآني، وهو، بالمُجمل، طابع دنيوي، لكونه قد ناقش ظواهر وعوارض طارئةً تعرّض لها المجتمع الإسلامي في أوقاتٍ بعينها. يقول نصر حامد أبو زيد في كتابه « مفهوم النصّ: دراسة في علوم القرآن، المركز الثقافي العربي، بيروت-لبنان، ط1، 1990، ص24»، «النصّ القرآني في حقيقته وجوهره منتج ثقافي؛ والمقصود بذلك أنَّه تشكّل في الواقع والثقافة خلال فترة تزيد على العشرين عامًا، وإذا كانت هذه الحقيقة تبدو بديهية ومتّفقًا عليها، فإنَّ الإيمان بوجود ميتافيزيقي سابق للنصّ يعود لكي يطمس هذه الحقيقة البديهية، ويعكِّر من ثَـمَّ إمكانية الفهم العلمي لظاهرة النصّ». وخلصت دراسة حديثة بعنوان « تاريخية النصّ القرآني عند نصر حامد أبو زيد»، أعدها بقلم سعيد عبيدي، منشورة على موقع « مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث»، أنّ نصر حامد أبو زيد، في نقده للنصّ القرآني، إنّما يقوم بنقد الواقع، ونقد أصحاب التّيار الدّيني المتشدّد، الذين يعملون على تغييب هذا الواقع المعاش واللّحظة الرّاهنة، فالواقع «إذن هو الأصل، ولا سبيل لإهداره، فمن الواقع تكوّن النصّ، ومن لغته وثقافته صيغت مفاهيمه، ومن خلال حركته بفاعلية البشر تتجدّد دلالته، فالواقع أوّلًا، والواقع ثانيًا، والواقع أخيرًا، وإهدار الواقع لحساب نصّ جامد ثابت المعنى والّدلالة، يحوّل كليهما إلى أسطورة». وهو الأمر الذي جعل نصر حامد أبو زيد يلتفت إلى المعضلة التي وقع ويقع فيها الخطاب الدّيني بصفة عامّة، كونه ينطلق دائمًا من تصوّرات عقائدية عن طبيعة كلّ من الله والإنسان، والعلاقة التي ترتبط بينهما، ثم يفرض المعنى من خارج النصّ، وكأنّه يستنطق النّصوص بما لا تحمله من معانٍ. وكذلك المفكّر السوري الطيب تيزيني، الذي يري أن النصَّ القرآني قد مرّ بمرحلتين متمايزتين في سبيل وصوله للمتلقّي، المرحلة الأولى، وفيها وقع إنزال الله للنصِّ القرآني جملةً واحدة إلى السماء الدنيا، بينما تنزّلت الآيات في المرحلة الثانية، مُنجمة، حسب الظروف والمستجدات التاريخيّة على مدار ثلاثة وعشرين عامًا، هي زمن الدعوة المحمديّة، بشقّيها المكّي والمدني. من هنا، فأن تاريخيّة النص عند تيزيني قد تبدّت في ثلاثة مستويات، وهي تنزيل الآيات على الرسول، تلقّف الرسول لها، والصدع بها باتجاه البشر. أما محمد أركون، فيقول بأن "الإسلام كبقية الأديان في الخضوع للتاريخية التي خضعت لها المسيحية؛ إذ إن الإسلام لا يختلف عن المسيحية في كونه يقع ضمن الإطار المعرفي للقرون الوسطى..". ويستطرد: "إنه نتاج الممارسة التاريخية للبشر، وبالتالي فهو يتطور ويتغير، إنه يخضع للتاريخية مثله مثل أي شيء على وجه الأرض، إنه ناتج عن الممارسة التاريخية لفاعلين اجتماعيين شديدي التنوع.. كما أنه ناتج عن فعل الشروط التاريخية التعقيد عبر الزمان والمكان. ويقول محمد أبو حامد، لا يمكن لأحد أن يقرأ القرآن، إلا ويرى بصمات التاريخ، والحركة الاجتماعية فى بنيته، إذن نحن بحاجة لمعرفة السياق التاريخى العام "القرن السابع وما قبله"، والخاص "تاريخ الحجاز وتاريخ فترة النبوة"، من أجل أن نفهم، ومن أجل أن ندرك الحيوية، التى يتعامل بها الوحى مع الواقع. علماء الدين يفندون مزاعم التنويريين كشف الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، سبب الجدل حول تاريخية النص القرآني. وقال "أبوعاصي" خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز"، إن كلمة التاريخية لها مفهومان، الأول أنه نص جاء في زمن وانتهى وذهب زمنه، والمفهوم الثاني هو دراسة النص القرآني في الظرف الاجتماعي والتاريخي والحدث الذي نزل فيه. ولفت إلى أنه عند البحث عن كثير من القضايا في ظرفها التاريخي، نتساءل هل قيلت باعتبارها أمرا تعبديا ولا باعتبارها أمرا اجتماعيا، فمثلا عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام النساء ناقصات عقل ودين هل هذا حكم فطري جٍبلي أم قضية اجتماعية حصلت، فحكم في هذه القضية، وهل هي سنة كونية ولا سنة اجتماعية. وتابع: 'لو قصدنا بالتاريخية تفسير النص مع مراعاة الظروف والسياق الداخلي والخارجي والجو العام الذي كان ينزل فيه النص، فهذا مصطلح مقبول، ولكن إذا قلت التاريخية أن النص القرآني نص انتهى زمنه وذهب إلى الماضي ويوضع في المتحف والآن لسنا في حاجة إليه هذا غير مقبول، ولا أعتقد حتى عند الباحثين الحداثيين من يجرؤ أن يقول هذا'. ويقول الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية السابق ومفتى مصر الحالي، دكتور نظير عياد، إن بعض المناهج الحدثية حسب زعمهم تمكن من الانفلات من قيود الماضي والخروج من قبضة التخلف واللتان طال أمدهما نتيجة التمسك بتلك المناهج القديمة التي أسهمت في التخلف العلمي، والتأخر الحضاري، وهو ما يحفز تحفيزًا إلى الأخذ بهذه المناهج الحدثية وإسقاطها على الوحي الإلهي وصولًا إلى التقدم المنشود والتحضر المزعوم تمامًا، كما حدث في الغرب الذي أسقط هذه المناهج على كتبه وتعامل معها دون أي ضوابط أو قيود. أضاف، أنه من العجب أن هؤلاء وهم يطالبون بإعادة النظر في النص القرآني وإعادة قراءته قراءة عصرية يزعمون بذلك أنهم يخدمون كتاب الله، وعند التأمل فيما يدّعونه يتضح أنها دعوات باطلة من جنس دعوات سابقة القصد منها نزع القداسة عن القرآن والتشكيك في مصدره، ورفض مرجعيته، وإنكار دوره وتأثيره في الواقع، والعمل على الحيلولة بينه وبين إصلاح حال المسلمين. أوضح عياد أن ما أورده ميثاق العسر ما هي إلا تخيلات ورؤى فكرية بالغة الغرابة ممعنة في التعسف وأدت إلى نتائج وهمية، ودعاوى باطلة حول وثاقة النص القرآني، وقد أسسها صاحبها على نظرية تاريخية النص الديني التي شاعت في الغرب، ودعت إلى التنصل من النص الديني ورفضه والخروج عليه بدعوى عدم ملاءمته للواقع. ويقول الدكتور عبد الله سمك رئيس قسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة جامعة الأزهر إلى أن "هذا الكلام لا يصدر إلا عمن لا يدرك فهم النصوص القرآنية ومعرفة أسباب النزول وحكمة الله في التشريع. أو تصدر عن سوء قصد لأن أصحاب الهوى هم الذين يتلمسون أي وسيلة للإساءة للقرآن".

الإنارة هي السبيل.. حكم ذبح الأضحية ليلا؟
الإنارة هي السبيل.. حكم ذبح الأضحية ليلا؟

النهار المصرية

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار المصرية

الإنارة هي السبيل.. حكم ذبح الأضحية ليلا؟

الأضحية من شعائر الإسلام العظيمة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى في أيام عيد الأضحى المبارك، وهي مظهر من مظاهر الشكر والطاعة. وقد يتساءل البعض عن بعض التفاصيل المرتبطة بها، ومنها: هل يجوز نحر الأضحية ليلًا؟ خاصةً أن بعض الناس لا يتيسر لهم الذبح نهارًا. وهنا يأتي الجواب من دار الإفتاء المصرية، التي قالت: "يجوز شرعًا نحر الأضحية ليلًا أو نهارًا خلال أيام التشريق، ولا حرج في ذلك". وأضافت الدار -عبر الموقع الرسمي لها-: "يبدأ وقت نحر الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى أي (اليوم العاشر من ذي الحجة)، ويستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من الشهر ذاته. وتابعت: "قد ذهب جمهور الفقهاء (الحنفية، والشافعية، والحنابلة في الأصح، ومالكية في قولٍ) إلى جواز الذبح ليلًا مع كراهة تنزيهية، أي أنه جائز لكنه خلاف الأولى، لما في الليل من مظنة الخطأ أو تأخر توزيع اللحم الطازج، أو ضعف إظهار الشعيرة". وأوضحت الإفتاء: "لكن مع توافر الإنارة الحديثة وتنظيم المجازر ووسائل حفظ وتوزيع اللحوم، تزول علة الكراهة، وقد نص العلماء على أن الكراهة تزول عند وجود الحاجة أو المصلحة، كأن لا يتيسر الذبح نهارًا أو يتواجد الفقراء ليلًا". واختتمت: "وعلى ذلك يجوز نحر الأضحية ليلًا في أيام التشريق، ولا إثم في ذلك، خاصة إذا وجدت الحاجة أو المصلحة، مع توفر الإضاءة والتنظيم الجيد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store