logo
انتشال جثمان غواص والبحث جار عن آخر مفقود بشاطئ أبحر

انتشال جثمان غواص والبحث جار عن آخر مفقود بشاطئ أبحر

اليمن الآنمنذ 2 أيام
في حادث مأساوي قبالة شاطئ أبحر بجدة، تم العثور على جثمان الغواص فهد عرفات، بينما تستمر جهود البحث المكثفة للعثور على زميله وسام منصور الزهراني، المدرب المحترف وذو الخبرة الواسعة في الغوص، والذي فُقد الاتصال به أيضاً.
وتعود تفاصيل الحادث إلى قيام ثلاثة أصدقاء بالغوص في شاطئ منتجع شمال جدة، إلا أن الاتصال انقطع باثنين منهم مع حلول المساء، فيما عاد الثالث ليبلغ عن فقدانهم، وعلى الفور، باشرت فرق حرس الحدود والإنقاذ، بمشاركة غواصين متطوعين، عمليات البحث التي أسفرت عن العثور على جثمان عرفات على الشاطئ.
ويُعد وسام الزهراني، الأب لثلاثة أبناء، من ذوي الخبرة والكفاءة في مجال الغوص، وتعرف عائلته بإسهاماتها في هذا المجال، وعُثر على أجزاء من لباسه في منطقة وعرة ذات تضاريس معقدة وتيارات مائية قوية، مما يزيد من صعوبة مهمة البحث.
وأعرب الإعلامي صالح العمودي، خال الغواص المفقود، عن صدمة العائلة لهذا الحادث الأليم، مؤكداً في الوقت ذاته إيمانهم بقضاء الله وقدره، وأشار إلى أن وسام كان يرتدي كافة المعدات والأجهزة اللازمة للغوص، وأن الأمل لا يزال يحدوهم في العثور عليه، حيث تم الاستعانة بفريق متخصص في الغوص بالأعماق البعيدة واستخدام جهاز متطور لمسح قاع البحر.
من جانبه، أوضح خبير الغوص عبداللطيف الحازمي أن مدة البحث عن الغريق تختلف حسب عدة عوامل، مثل عمق المياه وظروفها ودرجة حرارة الماء والتيارات المائية، مشيراً إلى أن البحث قد يستغرق ساعات أو أياماً، وأحياناً أسابيع، خاصة في المناطق التي يصعب تحديد موقع الغرق فيها أو في حال وجود عوائق طبيعية.
كما لفت الحازمي إلى أهمية توفر معلومات دقيقة عن موقع الغرق وظروفه، بالإضافة إلى تأثير الرؤية في الماء والطقس والتيارات المائية على فعالية البحث، مشيراً إلى أن ساعات الغواصين قد تسجل معلومات قيمة عن العمق والوقت، إلا أن عدم ربطها بنظام تتبع خارجي يزيد من صعوبة تحديد الموقع.
اخبار متعلقة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أول إعلان من قبائل مأرب حول اختطاف مواطن حضرمي
أول إعلان من قبائل مأرب حول اختطاف مواطن حضرمي

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

أول إعلان من قبائل مأرب حول اختطاف مواطن حضرمي

كريتر سكاي/ خاص اصدرت قبيلة بعيدة بمحافظة مأرب بيان حول قضية اختطاف مواطن حضرمي . وقالت القبيلة في بيان تحصل كريتر سكاي على نسخة منه جاء فيه : بسم الله الرحمن الرحيم حضرة الاخوان الكرام الحكم/ صالح بن على بن ثابت الحكم / عبدالله مبروك بن عجاج الحكم / سالم بن محسن بن نهيد الحكم إسالم بن يسلم بن شرمان وكافة قبائل نهد الجميع حياكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد علمنا بكلامكم حول خطف العطاس ولكن ماجانا توضيح من عندكم من هو عنده ومن الي خطفه وبعد جانا علم انكم مسوين قطاع في عبيده وانتو تفهمون أن حن لا نقبل مثل هذي الاعمال وانها منكر و مستنكرينها الان صدر اليكم هذا ان عندكم توضيح من العطاس عنده مطلوب منكم الافاده توضيح لنا من هو عنده وباتسمعون جوابنا وان ما عندكم توضيح فحن معطين مايلزم علينا حسب السلف والعرف اخوانكم مشايخ عبيده عنهم الشيخ / مبخوت بن علي العرادة الشيخ / مراد محسن بن معيلي الشيخ حمد بن علی بن جلال الشيخ ناصر بن علي بن عوشان الشيخ / علي بن حسن بن غريب

رامي المحمود وفعل الإدارة الوطنية للإفراج عنه
رامي المحمود وفعل الإدارة الوطنية للإفراج عنه

يمنات الأخباري

timeمنذ 3 ساعات

  • يمنات الأخباري

رامي المحمود وفعل الإدارة الوطنية للإفراج عنه

مضت 8 أيام ومازال الاخ والصديق العزيز الدكتور رامي عبدالوهاب محمود مع مرافقيه معتقل في جهاز الأمن والمخابرات بحسب إفادة ذات طابع شخصي وليست رسمية ،وعلى مدار الأيام المنصرمة تتوافد إلى بيت والده المحمود شخصيات اجتماعية وسياسية وفكرية وثقافية من معاريف الأسرة والعائلة الكريمة ومن معظم الفئات المجتمعية المنتمية لمحافظة تعز ومختلف المحافظات اليمنية للتضامن وسماع خبر مفرح عن إطلاق سراحه ،وحتى هذا اليوم 9 اغسطس ينتظر أخيه الشيخ محمود عبدالوهاب وكل أسرته ومحبيه أن تسفر الاتصالات وجهود المتابعة إلى الإفراج عنه ومرافقيه الذي طالبنا مبكرا أن يكون فورياً لأن الاعتقال بالطريقة التعسفية والغير قانونية استهدفت شخصية اعتبارية شابة تحظى بتقدير واحترام كل من عرفها وعلى كافة جوانب اعتبارات هذه الشخصية التي نهلت من مدرسة والده المناضل الوطني الكبير الدكتور عبدالوهاب محمود 'نائب رئيس مجلس النواب الأسبق لثلاث دورات متتالية والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي رحمة الله تغشاه. عرفت الدكتور رامي عن قرب نعم الاخ والصديق ولم التقي به منذ نهاية شهر رمضان الماضي نتيجة سفره وعلمت بعودته والتقيته صدفة في صالة مناسبات أثناء حضوره عرس نجل القاضي هاني الربيعي واكملنا المقيل في داره العامر مع عدد من معاريفه قبل اسبوع تقريبا من اختطافه ،وبتبادلنا أطراف الحديث من الحاضرين حول هموم مجتمعية و وطنية تطرقوا إليها أثناء مقيلهم فكان الدكتور رامي مستمع با نصات وكعادته وشارك في ختام الحديث بعبارة مختصرة الحل لليمن هو المشروع الوطني الجامع،وهي اخر عبارة سياسية سمعتها من الدكتور رامي في احدث لقاء لي معه بعد فترة انقطاع لظروف سفره امتدت لنحو أربعة أشهر. وحديثه عن المشروع الوطني يشغل تفكيره وهمه إلى ما قبل أحداث 2011 وظل يتابع الأحداث وهو بجانب والده في رحلته العلاجية بالخارج حتى توفاه الله واستقر الدكتور رامي في صنعاء واستأنف نشاطه السياسي من خلال موقعه عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى جانب فاعلية اعتبارات شخصيته الاجتماعية وظل في كل مناشطه يعمل من أجل المبادئ التي يؤمن بها كشخصية في تكوينها مسالمة وغير صراعية محبة ومؤمنة بالسلام والوحدة والمكتسبات التي حققتها الحركة الوطنية للشعب اليمني منذ قيام الثورة 26 سبتمبر و14 اكتوبر و22 مايو وهو شخصية منفتحة على الجديد الإيجابي ويتعامل بمرونة ومصداقية و وضوح مع الجميع سياسيا وغير ذلك حتى يتبين له حقائق الأمور ليقرر كيف يتعامل ويتعاطى مع مستجداتها بكل مسؤولية وعقلانية وموضوعية وحرص على المصلحة الوطنية بحسب تقديراته وقناعاته وهو يتبصر في أي أفكار جديدة حتى يقتنع بها وإلى جانب مهاراته المكتسبة من بئته ومدرسة بيته وعائلته الكبيرة كقائد اجتماعي وتخرجه من كلية عسكرية في سوريا نيله الماجستير في الاردن والدكتوراه من أكاديمية ناصر العسكرية في مصر فإنه يتصف بخصائص الشخصية المسوؤلة والعملية والجادة في تنفيذ قناعاتها بروح أخلاقية تعلي وتلتزم بقيمة وقوة الدستور والنظام والقانون. لقد أخذت كتاباتي منذ نحو أكثر من عقد طابع فكري سياسي دون تناول تفاصيل ،وفي قضية اختطاف الدكتور رامي أجدها تعنيني من جانب أخلاقي تجاه اخ وصديق عزيز مدين له بالوفاء والوقوف معه وكذا من جانب وطني لأن قضية اختطافه ذات طابع سياسي وطني بامتياز لثقتي الأكيدة من خلال معرفتي به أن عملية اختطافه واعتقاله بطريقة غير قانونية ليس بسبب تخابر او تواصل لانه جسر وطني بين كل القوى والشخصيات من مختلف الاتجاهات السياسية،وانما لقربه الفكري والوطني من المشروع الوطني الحقيقي ،و كنت في فترات سابقة كلما تعمقنا في أحاديث سياسية أقرا بين سطورها وان لم يفصح عن ذلك الرغبة الأكيدة للوصول إلى مرجعية جديدة للمشروع الوطني الحقيقي لانطلاقة بدايته الجديدة أو الثانية، ولذلك فإننا نجدد ادانتنا لهذا الاعتقال وتضامننا ووقوقنا الكامل مع الاخ والصديق المناضل الوطني الدكتور رامي عبدالوهاب، واني على ثقة بأن هذا الاعتقال سيعزز قوة الشرعية النضالية له التي اعرفها عن قرب ويعرفها الكثيرون ممن يتعاملون معه ويعرفون سجاياه وخصاله وكيف يتعاطى مع الجميع بروح وحدة الانتماء والهوية الوطنية بمعزل عن أي تباين أو خلاف أو تناقض لا يسمح له الاقتراب من الثوابت المؤمن بها للهوية الجامعة المتجذرة في تكوينه كإنسان يمني اصيل أو بشخصيته الحداثية المنفتحة بوعي ومسؤولية تراعي المجتمع وتمضي معه وبقوة التأثير الإيجابي بدوره وكل الأدوار المؤثرة التكاملية إلى الأمام لتحقيق التغيير المنشود المنطلق من مرجعية وطنية حقيقية لمشروع وطني جامع . كما أنني على ثقة أكيدة أيضاً بأن استمرار الاعتقال التعسفي الغير قانوني للدكتور رامي على مدار الأيام الماضية قد جعلت منه شاهد حي على حقيقة المشروع الوطني الحقيقي وأنتصاره واقعيا وهي لحظة حدث سطوع حقيقته الجديدة ،وهي حقيقة المرجعية الجديدة للمشروع الوطني الكبير التي أنهت وعطلت فاعلية كل المرجعيات الظرفية بعد أن تعرت أمام جمهورها وابتعد عنها متجها بحركته ضمن حاضن المرجعية الوطنية الحقيقة للمشروع الوطني الكبير الجديد وهي الإنسان اليمني الأصل بكل مكنونه وكينونته وهويته الإنسانية الوطنية الكلية. أن مضي 8 ايام على الاعتقال دون الإفراج عن الدكتور رامي قد حتم في هذه اللحظة الحاجة الملحة للشعب الى فعل قوة المرجعية الحقيقية للمشروع الوطني الجامع لحماية كل رموزه على امتداد الساحة الوطنية اليمانية والبداية في حماية وصون رمزية الدكتور رامي المحمود لأن شخصيته منتمية للإدارة الوطنية الكلية و ولائها للوطن وهو صوت للوحدة والسلام والمشروع الوطني الجامع،وكان ينبغي ألا تقدم الجهة التي اتخذت قرار اختطافه على فعلها لأنها برهنت أنها تخشى هذا المشروع ودللت فيما أقدمت عليه أنه أصبح واقعياً مما جعل من لحظة هذا الاعتقال لرمز من رموز الجيل الجديد للمشروع الوطني الحقيقي ظهور حلقة جديدة في الإدارة الوطنية الكلية تكتمل مع كل حلقاتها في واقع وطني وشعبي يمني يموج بالتفاعلات التي ستعبر فيها كل المكونات وابناء الشعب والوطن الواحد عن موقف يرون من خلاله أن ظهور حلقة جديدة واعية وبشرعية نضالية ستكون حتما فاعلة في نواة الإدارة الوطنية الكلية المرتبطة بالمشروع الوطني وخاصة أن هذا الظهور أتى في لحظة يعيش فيه الشعب اليمني في كل أرجاء وطنه فعله وتفاعلاته الواعية القوية المؤكد على تحوله نحو القيادة الوطنية الواحدة التي يرتضيها وتعبر عن إرادته الجمعية بظهور المرجعية الحقيقية للإدارة الوطنية الكلية وتمظهر شكلها الجديد برمزية القائد الوطني الجامع الصالح ،وفي هذا الاتجاه بعد عجز المرجعيات الظرفية نطالب بفعل ضاغط لقوة الإدارة الوطنية الكلية على وجه السرعة وبصورة فورية بفرض تنفيذ قرار الإفراج عن المناضل الوطني الدكتور رامي عبدالوهاب محمود وعودته رمزا بكل كرامة إلى أسرته وبيته لأننا على ثقة أن صوته القادم سيكون قوياً وموقفه الوطني أكثر وضوحاً للمشروع الوطني الجامع الحقيقي.

المناظرة اليتيمة التي طأطأت رأس الإمامة في التاريخ!
المناظرة اليتيمة التي طأطأت رأس الإمامة في التاريخ!

الصحوة

timeمنذ 7 ساعات

  • الصحوة

المناظرة اليتيمة التي طأطأت رأس الإمامة في التاريخ!

ما أشبه الليلة بالبارحة.. انقلب الإماميون الجدد على الحوار الوطني الذي استمر عاماً كاملاً في صنعاء بين مختلف القوى اليمنية ومكوناتها، ومضوا في سبيل الإرهاب والقتل وفرض فكرهم بالحديد والنار؛ فكل حوار هو تهديد لهم، وتقزيم لفكرهم، ودحض لحججهم، وتعرية لمشاريعهم. ثمة حقيقة ساطعة سطوع الشمس في التاريخ اليمني، وطيلة صراع اليمنيين مع الإمامة عبر مراحل التاريخ المختلفة، تتمثل هذه الحقيقة في أن الإماميين -مهما بلغ علمهم وحججهم ومنطقهم وادعاءاتهم العلمية- أعجز من أن يناظروا غيرهم من علماء السنة اليمنيين بحجة المنطق السليم والحوار الرشيد؛ لأنهم لا يستطيعون الوقوف في وجوههم، ولا تقوى حججهم على المواجهة العلمية المهنية والمنهجية، حتى وإن كانت مراءً، لذلك لا يحاورون ولا يجاورن، فيلجأون لفرض أفكارهم بقوة الحديد والنار والإرهاب. في إطار مذهبهم الداخلي، ومكونهم الهاشمي الإمامي نعم عقدوا بعض المناظرات، وإن كانت من باب مناظرات الإكراه والتغلب والاستعراض الذي لا يقوم على الحجة بل على الإرهاب والتعبئة والتبعية، وأشهر تلك المناظرات، وإن كانت غير مهنية ولا علمية ولا متكافئة مناظرة الإمام السفاح عبدالله بن حمزة مع المطرفية، والتي حدد هو أجندتها وميدانها ونتائجها واستحقاقاتها وشروطها؛ فقد اشترط عليهم إن غلبهم أن يقتل رجالهم، ويسبى نساءهم، وييتم أطفالهم، ويهدم دورهم، ويغنم أموالهم! إنها جرائم تاريخية فادحة لم يكن لها مثيل بين العرب ولا المسلمين، وربما حتى بين البشرية جميعاً، حتى أنه بعد تلك المناظرة كفّرهم، واستباح دماءهم، وقتل منهم مائة ألف رجل، كما جاء في السير وكتب التاريخ، حتى وإن كان الرقم مبالغاً فيه إلا أنها تظل من أبشع الجرائم في التاريخ اليمني من قبل هذا الإمام، كما سبى نساءهم وذراريهم وهدم بيوتهم، وشرد من لم يصل إليهم! إن الأبشع من ذلك كله أنه كتب إلى كل عماله في مناطق حكمه أن يتتبعوا كل من يشتبه أنه مطرفي ويقتلونه إما جهراً وإما غيلة (اغتيال). بل إنه تفنن في ارتكاب البشاعات بحقهم، والسبب أنهم أجازوا أن تكون الإمامة في غير البطنين لا أكثر، فاختلق لهم كل تهمة، ووصمهم بكل جريمة، وشوههم بكل نقيصة، ومن أكبر الكبائر التي ارتكبها بحقهم أيضاً أنه كان لا يعفو عن أحد منهم حتى لو أظهر اعتقاد الإمام نفسه، فإنه يشك فيهم ويقول: "إنما هروباً من السيف والقتل"! فقد جاء في سيرته: "ولما تمكن الإمام –عليه السلام- من قتلهم أمضى فيهم حكم الله تعالى، وقال: أريد أن أجعلها سنة باقية يعمل بها من قام ودعا من أهل البيت فيما بعد إن شاء الله تعالى. وأتى برجل إلى حوث، وهو من أكثرهم فساداً وأخبثهم اعتقاداً، وهو معدود عندهم في العلماء يقال له حسان بن نعمة، فأمر الإمام –عليه السلام- به فضربت عنقه"( السيرة المنصورية: صـ847). كان عبدالله بن حمزة يرى عدم منازعتهم الإمامة مطلقاً من غير البطنين، وقعَّد لذلك قواعد القتل والاستحلال للدماء في أنه يجب محاربته وقتله، كما أفتى بذلك، واعتبر أن من قتل "دعياً" فإنه يتقرب إلى الله بدمه، وأنشأ قصيدة في حق نشوان الحميري وبنيه جاء فيها: أما الذي عند جدودي فيه فيقطعون لُسْنَه من فيه إذ صار حق الغير يدعيه ويؤتِّمون ضحوةً بنيه( ) وحينما تغلب هذا الإمام السفاح على الجزء الأعلى من اليمن ودخوله صنعاء عام 599هـ، أيام اضطراب الدولة الأيوبية وضعفها، كان أول من أدخل صيغة "حي على خير العمل" في الأذان إلى صنعاء عبر التاريخ؛ إذ أنه لما دخل صنعاء "أقيمت الجُمَع وأُذِّن بحي على خير العمل مع كراهة الجند لذلك"، ولأول مرة يفرض المذهب الهادوي على صنعاء في تلك الأثناء، فقد كانت اليمن إما مالكية أو حنبلية وقلة شافعية، ولم يكن قد اتُّخذ المذهب الشافعي مذهباً رسمياً للبلاد إلا في عهد الملك المنصور نور الدين عمر بن علي رسول. فرض المذهب الهادوي بالقوة، كما تفعل الحوثية اليوم من إحلال لذات المذهب المخلوط بالإثنى عشرية الخمينية، وتم التضييق على السنة، ولم تكن الهادوية لها وجود قبل ذلك إلا نادراً؛ لكون الهادي الرسي لم يستقر في صنعاء، فقد كان يتم إخراجه فور دخولها ولم يقر له قرار فيها، ولم يستطع فرض مذهبه بالقوة كما فعل السفاح عبدالله بن حمزة. بناءً على ذلك المذهب وتوسعه في صنعاء، وجد بعض أدعياء العلم من الهادوية ممن كرسهم ابن حمزة ومن نشأوا بعده، وعلمهم لم يكن شاملاً كاملاً بل كما هو اليوم علم في إطار مذهبهم وسلالتهم؛ علم الولاية والبطنين وأنهم أصحاب القرآن، وأنه لا يفسر إلا من سلالتهم، ولا يؤخذ العلم من طرقهم، فأرادوا أن يستظهروا على السنة بهذا العلم لكنهم ينهزمون لكونه محصوراً في سلالة وفي مذهب.كانت السنة قد ضعفت في تلك الأثناء بضعف الدولة وتشتتها، واستظهرت الهادوية على السنة بفعل التغلب الهادوي الذي كرسه ابن حمزة في صنعاء، ولما استعادت الدولة الأيوبية زمام الأمور وطرد عمال الإمامة بعد الحمزاوية، جاء وجهاء الهادوية إلى والي صنعاء حينئذ للأيوبيين وهو الحسن بن علي بن رسول الملقب ببدر الدين، يستعرضون علمهم وأفكارهم على السنة، ولم يكن من علماء السنة في ذلك الوقت من يشار له بالبنان في صنعاء وحواليها، فهاب السنة من مناظرتهم واعتبروه عجزاً، وهرعوا إلى الأمير الحسن بن علي رسول كونه من السنة ووالياً للملك المسعود الأيوبي على صنعاء. كان لتلك اللحظة تأثير على العامة يمكن أن يلبِّسوا عليهم، ويمكن أن تؤدي هذه المناظرة إلى تمدد الهادوية على حساب السنة وتكريسها في صنعاء وما حولها؛ لأن معنى ذلك القتل والتهجير للسنة وليس فقط غلبة المناظرة وتمدد المذهب بشكل علمي حواري! حتى الحسن بن علي بن رسول تردد، وأخذ في نفسه شيئاً من ذلك، فما كان منه إلا أن أرسل رسولاً إلى أخيه أمير وصاب وما حولها حينئذ نور الدين عمر بن رسول، الذي سيصبح فيما بعد مؤسس الدولة الرسولية وسلطانها، فسأل عن أفضل العلماء في ناحيته، فدل على الفقيه موسى بن أحمد بن يوسف التبعي الحميري الوصابي، وكان عالماً في الفقه والتفسير والحديث واللغة طارت شهرته الآفاق اليمنية. حينما أقرأ أبعاد تلك المناظرة أشبهها بمناظرة موسى لفرعون في "يوم الزينة"؛ فقد كانت مشهودة جماهيرياً وسياسياً ونخبوياً، ونتائجها سيكون لها ما بعدها. عندما اطمأن بدر الدين بن علي رسول لهذا الفقيه وافق على المناظرة، واشترط على الهادوية شرطاً وحيداً كصاحب منطق وحجة وعلم ودراية: إن غلبتم الفقيه موسى رجعنا إلى مذهبكم، وإن غلبكم الفقيه رجعتم إلى مذهبنا (السنة). وافق علماء الهادوية على ذلك، ولم يطمئن الحسن من تسليمهم بالأمر إلا بأخذ المواثيق والعهود منهم؛ فقد كان يعلم غدرهم وخداعهم، ومَن مِن اليمنيين لا يدرك غدر الهادوية، وقد كانوا حديثي عهد وغدر بالوزير الأيوبي سيف الدين سنقر في صنعاء؟! جمعت الهادوية أربعين عالماً هم خلاصة علمائها، وذهبوا واثقين إلى هذه المناظرة التي ستكون اليتيمة في تاريخهم على الإطلاق مع الطرف السني. كتب الأمير بدر الدين إلى أخيه نور الدين في وصاب بذلك، وانتدبت الهادوية أربعين عالماً منهم من الذين لا يطاقون في مناظرة ولا علم، وحينما دخلوا وصاب قصدوا الحصن الذي فيه الأمير نور الدين، وأوصلوا إليه كتاب أخيه، وكان نور الدين هذا قد خبر الفقيه موسى التبعي، ولم يخالجه شك في انتصاره عليهم، وفي اليوم التالي أخذ نور الدين الوفد من حصن نعمان (ويسمى أيضاً حصن نعيمة، وهي نعيمة المسواد العريقية حاكمة المعافر في القرن الأول قبل الميلاد) بوصاب إلى قرية الفقيه ومسجده، فوجدوه يدرس في المسجد ويلقي الدروس على طلابه، وبعد السلام عليه قاطعوه من الدرس ولم يدعوه يكمل، وهذا من عدم التأدب على مجالس العلماء الذين عادة ما يتم تركهم حتى ينتهوا من إلقاء الدروس ثم التفرغ للمناظرة! كانت العنجهية والغرور والثقة بالنفس هي الحادية بهذا الفريق للتعامل بعدم لياقة مع هذا الفقيه ومجلسه؛ فالإماميون لا يحترمون عالماً من غيرهم ولا يقيمون له وزناً، فما بالكم بعالم جاؤوا لمناظرته ودحض علمه وحجته! كانوا أربعين عالماً منهم، في مقابل الفقيه موسى لوحده، وبدأوا يقاطعونه في درسه ويسألونه وهو يجيب ويرد مسائلهم بما يعترض مسائلهم. لم تكن المناظرة قد بدأت بعد، فتلك المناظرة قد سُمع بها في كل اليمن، حتى اجتمع إليها عامة الناس في ذلك المكان من أهل المنطقة عموماً، ومن حاشية الأمير نور الدين، فقد كانت موضع التحدي، ونتائجها هامة ربما تغير مستقبل اليمن في الجانب الطائفي، بحسب شرط الأمير بدر الدين، وهي بذلك مهددة لعرش الدولة الأيوبية والسنة في صنعاء. عقدت المناظرة بعد ذلك بين الطرفين، وناظرهم على مذهبهم مناظرة كاملة؛ أسقط حججهم، وسفه رأيهم، فما كان منهم إلا أن انخذلوا، وخرست ألسنتهم، وتبين عجزهم، وكانت أول وآخر مناظرة مع السنة في اليمن. كان من نتائج هذه المناظرة أن تجمع الأهالي عليهم، وصاحوا بهم في الطرقات، وطارت شهرة المناظرة الآفاق، وسمع بها في كل اليمن، وخرجوا عن مجلس الفقيه مدحورين خزايا، واستطار الأمر بين الناس أنه قد قطعت حجتهم، ولم يقم لهم صورة، ولا لمذهبهم. وصاح الناس بهم في قمم الجبال وبطون الأودية وهموا بنهبهم لولا أنهم كانوا في وجه الأمير نور الدين وتحت حمياته، فامتنعوا من نهبهم، وسار ذلك الفريق خائفاً يترقب حتى خرجوا من وصاب. كلا لم يفعلوا، فهم أهل غدر ونكث في عهودهم ومواثيقهم؛ فقد كان الأصل أن يتم تحول الهادوية إلى السنة بحسب الشرط المبرم مع والي صنعاء بدر الدين الرسولي، إلا أنهم ظلوا يتمردون على الولاة والسلاطين؛ يتمددون تارة ويتراجعون تارات أخرى، بحسب قوة الدولة وهيبتها أو ضعفها وتراجعها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store