
الولايات المتحدة تدرس سحب آلاف القوات من كوريا الجنوبية
أفادت صحيفة
وول ستريت جورنال
، بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس سحب آلاف الجنود الأميركيين من كوريا الجنوبية، وفقاً لما نقلته عن مسؤولين دفاعيين مطلعين على المناقشات. ومن شان هذ الخطوة حسب الصحيفة أن تثير قلقاً جديداً بين الحلفاء بشأن التزام البيت الأبيض تجاه آسيا.
في المقابل، نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء اليوم الجمعة، عن وزارة الدفاع القول إن سول وواشنطن لم تجريا محادثات بشأن سحب قوات الولايات المتحدة من البلاد.
وذكر المسؤولون ومصدر مطلع لـ"وول ستريت جورنال"، أن البنتاغون يدرس خياراً يقضي بسحب نحو 4500 جندي ونقلهم إلى مواقع أخرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك غوام. وأوضح اثنان من المسؤولين للصحيفة، أن هذه الفكرة قيد الإعداد لينظر فيها الرئيس ترامب في إطار مراجعة غير رسمية للسياسة الأميركية بشأن التعامل مع كوريا الشمالية.
ولفت المسؤولان إلى أن الاقتراح لم يصل بعد إلى مكتب ترامب وهو من الأفكار قيد المناقشة من قبل كبار المسؤولين الذين يقومون بالمراجعة. وقا ل متحدث باسم البنتاغون إنه لا توجد إعلانات سياسية للإعلان عنها. من جانبه، لم يتطرق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بيت نجوين، إلى مسألة سحب القوات، لكنه أكد التزام ترامب بـ"نزع السلاح النووي الكامل" من كوريا الشمالية. ورفضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية التعليق. ومنذ ولايته الأولى، فكر ترامب في تغيير الخطة الأميركية في كوريا الجنوبية، حيث يوجد نحو 28500 جندي.
وحذر كبار القادة المشرفين على القوات الأميركية في آسيا الشهر الماضي من خفض أعدادهم، قائلين إن الانسحاب من شأنه أن يعرض قدرتهم على الانتصار ضد كوريا الشمالية، وفي صراعات محتملة أخرى ضد الصين وروسيا والتي قد تنشأ في شمال شرق آسيا، للخطر.
وتردد صدى هذا التقييم في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في العاشر من إبريل/نيسان، والتي قال فيها الأدميرال صموئيل بابارو، القائد الأعلى في المنطقة، عن سحب القوات من كوريا الجنوبية: "بطبيعة الحال، من شأنه أن يقلل من قدرتنا على الانتصار في الصراع". ويرى مسؤولون أميركيون أن القرار بشأن مستويات القوات لن يصدر إلا بعد أن تتضح الرؤية بشأن اتجاه الحرب في أوكرانيا وما إذا كانت الإدارة ستواصل دعم كييف عسكريا.
أخبار
التحديثات الحية
واشنطن تدرس نشراً دائماً لمقاتلات إف-35 في كوريا الجنوبية
في المقابل، ذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، نقلاً عن مصدر لم تكشف عنه، أن الجيش الأميركي يدرس نشراً دائماً لمقاتلات من طراز إف-35 إيه المتطورة في كوريا الجنوبية، مشيرة إلى أنه في حال تنفيذ عملية النشر هذه، فستمثل إضافة كبيرة إلى الأصول الجوية الأميركية في كوريا الجنوبية، التي تتكون معظمها من طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من الجيل الأقدم. وقد جرى نشر طائرات إف-35 مؤقتاً فحسب في السابق للتدريب المشترك.
يذكر أنه في يوليو/تموز من العام الماضي، أعلنت القوة الجوية السابعة الأميركية في كوريا الجنوبية نقل تسع طائرات من طراز إف-16 من قاعدة كونسان الجوية إلى قاعدة أوسان الجوية لإنشاء "سرب سوبر" يضم 31 طائرة مقاتلة في قاعدة أوسان الجوية.
وفي أول زيارة رسمية له إلى آسيا في وقت سابق من هذا العام، صرّح وزير الدفاع بيت هيغسيث بأنه يريد من الولايات المتحدة وحلفائها إعادة إرساء الردع، ووعد بتحول "غير مسبوق" نحو المنطقة. ومع ذلك، لا يزال الحفاظ على وجود عسكري أمريكي كبير في كوريا الجنوبية مصدر قلق رئيسي للبنتاغون وسول.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 22 دقائق
- العربي الجديد
ترامب يتّهم جامعة هارفارد بـ"معاداة السامية" و"تهديد الديمقراطية"
يمضي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حملته الممنهجة التي يشنّها على جامعة هارفارد المرموقة، وقد اتّهمها أخيراً بأنّها "مؤسسة يسارية متطرّفة" و"معادية للسامية"، وبأنّها تمثّل "تهديداً للديمقراطية"، وذلك في تدوينة نشرها على حسابه على منصّة تروث سوشال للتواصل الإلكتروني اليوم الخميس. وهذه ليست المرّة الأولى التي يوجّه فيها ترامب اتّهامات مماثلة لهذه الجامعة الأميركية التي تجرّأت ورفضت الخضوع لمجموعة من الشروط التي حاولت إدارته فرضها عليها، مع العلم أنّها سبق أن امتثلت لشروط أخرى من أجل الحؤول دون خسارة التمويل المخصّص لها من قبل الحكومة الفدرالية التي تطبّق الأوامر التنفيذية الصادرة عن الرئيس الأميركي منذ تسلّمه ولايته الثانية في البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الماضي. وفي تدوينته التي أتت طويلة بحسب المراقبين، رأى ترامب أنّ جامعة هارفارد التي "تقبل طلاباً من العالم أجمع يريدون هتك بلادنا" هي مكان لـ"الفوضى الليبيرالية"، شارحاً أنّها "تسمح لمجموعةٍ من المجانين بدخول قاعات الدراسة والخروج من الفصول الدراسية وبثّ غضب وكراهية زائفَين". وأردف: "إنّه أمر مروّع حقاً!". ويُذكر أنّ الرئيس الأميركي كان قد وقّع، أمس الأربعاء، سلسلة من المراسيم الهادفة إلى زيادة الضغط على جامعات الولايات المتحدة الأميركية، في تصعيد لسياسة تطويع منشآت التعليم العالي، ولا سيّما تلك المرموقة من بينها، والتي تُعَدّ جامعات النخبة. طلاب وشباب التحديثات الحية إدارة ترامب تتوعّد جامعة هارفارد بتجريدها من حق تسجيل طلاب أجانب وربط ترامب ادّعاءه بأنّ جامعة هارفارد "تهديد للديمقراطية" بـ"وجود محامٍ يُمثّلني، لا بدّ من إجباره على الاستقالة فوراً أو فصله". وأضاف أنّ المحامي المشار إليه "ليس جيدًا على أيّ حال، وآمل أن تتخلّص منه شركتي الكبيرة والجميلة التي يديرها أبنائي في الوقت الراهن، في أسرع وقت ممكن". وفي حين أنّ ترامب لم يذكر اسمه، غير أنّ المحامي الذي دعا الرئيس الأميركي إلى "التخلّص" منه هو وليام بورك المشهور في أوساط الجمهوريين، وهو يتولّى منصب مستشار في "منظمة ترامب"، وفي الوقت نفسه كلّفته جامعة هارفارد بالدفاع عنها في وجه البيت الأبيض. وكانت جامعة هارفارد قد رفعت دعوى قضائية ضدّ إدارة ترامب، يوم الاثنين الماضي، بعد قرار قضى بتجميد مساعدات فدرالية بأكثر من مليارَي دولار أميركي، رداً على رفض مؤسسة التعليم العالي المرموقة الرضوخ لسلسلة شروط وضعتها إدارة الرئيس الأميركي الماضي في تضييقه على الجامعات الأميركية. تجدر الإشارة إلى أنّ جامعة هارفارد كانت قد رضخت، في أواخر مارس/ آذار الماضي، لضغوط إدارة ترامب وتهديداتها بوقف التمويل الفيدرالي، وكذلك لضغوط مؤسسات داعمة لإسرائيل، فأجبرت كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اثنَين من قيادات مركز دراسات الشرق الأوسط على ترك منصبَيهما فيه؛ المدير البروفسور جمال كفادار أستاذ الدراسات التركية، والمديرة المساعدة البروفسورة روزي بشير أستاذة التاريخ. (العربي الجديد، فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 22 دقائق
- العربي الجديد
جامعات أميركية تساعد طلابها الأجانب للتعامل مع إجراءات ترامب للترحيل
تقدّم جامعات أميركية المشورة لطلابها الأجانب بشأن كيفية التعامل مع الحملة الممنهجة التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المهاجرين منذ تسلّمه ولايته الثانية في البيت الأبيض ، وتشمل المشورة تحذيرات من مغادرة البلاد ونصائح حول كيفية استكمال درجاتهم العلمية. وبعدما كانت سلطات الهجرة في الولايات المتحدة الأميركية تعتقل في بادئ الأمر طلاباً شاركوا في تحرّكات مندّدة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومناصرة للفلسطينيين، توسّع الأمر ليستهدف آلاف الطلاب الأجانب بالاعتقال والترحيل استناداً إلى مخالفات لا تستدعي مثل هذَين الإجراءَين. وأفاد أكثر من 20 طالباً ومحامياً متخصّصين في شؤون الهجرة ومسؤولين في الجامعات وكالة رويترز بأنّ عدداً من مستشاري الجامعات يُبلغون سرّاً الطلاب الأجانب بوجوب الاستعانة بمحامٍ ومواصلة حضور الفصول الدراسية في خلال المدّة التي تجري في خلالها عمليات الاستئناف على القرارات الصادرة بحقّهم من قبل الإدارة الأميركية الحالية. في هذا الإطار، لجأ أعضاء في هيئات تدريس بالجامعات الأميركية إلى القضاء من أجل النظر في مدى دستورية الاعتقالات التي تنفّذها إدارة ترامب بناءً على أوامر تنفيذية صادرة عن رئيس البلاد نفسه. وتفيد رابطة جامعات الولايات المتحدة الأميركية بأنّ الطلاب الأجانب ساهموا بنحو 44 مليار دولار أميركي في الاقتصاد الأميركي في العام الماضي، في ظلّ عدد قياسي منهم يصل إلى نحو 1.1 مليون طالب أجنبي في البلاد. وترى رئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سالي كورنبلوث أنّ الأمر لا يتعلق بالمال فحسب، وتشير إلى فكرة القدرات العالمية. وتقول لوكالة رويترز إنّ مؤسستها الخاصة بالتعليم العالي "جامعة أميركية، بكلّ فخر (...) لكنّ مكانتنا سوف تتراجع كثيراً من دون الطلاب والباحثين الذين ينضمّون إلينا من دول أخرى". طلاب وشباب التحديثات الحية إدارة ترامب تتوعّد جامعة هارفارد بتجريدها من حق تسجيل طلاب أجانب وذكر "معهد التعليم الدولي" أنّ أكثر من نصف الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة الأميركية من الهند والصين. وقد حذفت وكالة الهجرة والجمارك الأميركية في إدارة ترامب أكثر من 4.700 اسم، من قاعدة بيانات أنظمة معلومات الطلاب وتبادل الزائرين، لحاملي التأشيرات، مستندةً في أحيان كثيرة إلى ما تزعم أنّه "ارتكاب أنشطة إجرامية"، وفقاً لما ذكرته رابطة محامي الهجرة الأميركيين. وتبيّن دراسة أنّ نصف هؤلاء من الهند. تجدر الإشارة إلى أنّ مساعدة وزيرة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين حثّت الطلاب الأجانب، الذين لم تَعُد أسماؤهم مدرجةً في أنظمة معلومات الطلاب والزائرين، على مغادرة الولايات المتحدة الأميركية. وينصح مسؤولون في الجامعات الطلاب المسجّلين في دوام كامل بالاستعانة بمحامين. وقال مسؤول يقدّم المشورة للطلاب الأجانب في جامعة كبرى لوكالة رويترز، شريطة عدم ذكر اسمه حتى يتمكّن من التحدّث عن الأمر، إنّ الطلاب الذين طعنوا على قرار إزالة أسمائهم سوف يُسمَح لهم بمواصلة دراستهم. وبالفعل، بيّنت نتائج إحصاء أعدّته وكالة رويترز أنّ أكثر من 200 طالب، من بين الذين أُزيلت أسماؤهم، تمكّنوا من استصدار أوامر قضائية تمنع الإدارة الأميركية الحالية مؤقتاً من اتّخاذ إجراءات بحقّهم. من جهتها، دعت جامعة جورج ماسون في ولاية فرجينيا الطلاب إلى التواصل مع مستشاريهم الأكاديميين لمناقشة سبل استكمال مقرّراتهم الدراسية. وفي الإطار نفسه، أفادت متحدّثة باسم مكتب رئيس جامعة كاليفورنيا بأنّها تبحث عن سبل لتمكين طلابها من مواصلة تعليمهم. ومع اقتراب العطلة الصيفية، حذّرت جامعة ديوك بولاية كارولينا الشمالية، في الآونة الأخيرة، طلابها الأجانب من مغادرة الولايات المتحدة الأميركية بسبب مخاوف من عدم السماح لهم بالعودة إليها في فصل الخريف. لجوء واغتراب التحديثات الحية إدارة ترامب: "التواصل الاجتماعي" لرفض طلبات الإقامة والجنسية واللجوء استطلاع للرأي: الهجرة أقوى ملفّات ترامب لكنّه يتمادى فيه من جهة أخرى، كشف استطلاع للرأي أجرته وكالة أسوشييتد برس بالتعاون مع مركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة أنّ الهجرة هي أقوى ملفّات الرئيس ترامب، غير أنّ عدداً كبيراً من الأميركيين البالغين المستطلعة آراؤهم يقولون إنّه تمادى كثيراً في هذا المجال. وأكد استطلاع الرأي الجديد أنّ تعامل ترامب مع الهجرة ما زال يمثّل نقطة قوة، إذ إنّه يتّخذ إجراءات واسعة النطاق لتكثيف عمليات الترحيل واستهداف الأشخاص الموجودين في الولايات المتحدة الأميركية بطريقة غير قانونية. وأظهر استطلاع الرأي المشار إليه إلى أنّ 46% من البالغين في الولايات المتحدة الأميركية يوافقون على أسلوب تعامل ترامب مع ملفّ الهجرة، الأمر الذي يزيد بنحو 10 نقاط مئوية عن نسبة الموافقة على ملفّ الاقتصاد والتجارة مع الدول الأخرى. وفي حين أنّ إجراءات ترامب ما زالت تثير الانقسام، يبدو الإجماع على تجاوز الرئيس الجمهوري سياسة الهجرة أقلّ من الإجماع على تجاوزه ملفّات أخرى. ويرى نحو نصف الأميركيين البالغين المستطلعة آراؤهم أنّ ترامب "ذهب بعيداً جداً" في ترحيل المهاجرين غير النظاميين. وينقسم هؤلاء حول ترحيل المهاجرين الفنزويليين، المتّهمين بالانتماء إلى عصابات، إلى السلفادور، ويعارض عدد أكبر من المؤيّدين إلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب لمشاركتهم في أنشطة مؤيّدة للفلسطينيين. (رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 28 دقائق
- العربي الجديد
الولايات المتحدة تضغط على الاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية أحادياً
كشفت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اليوم الجمعة، أنّ المفاوضين التجاريين للرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 يمارسون ضغوطاً على الاتحاد الأوروبي من أجل خفض الرسوم الجمركية من جانب واحد على السلع الأميركية، مهدّدين بفرض رسوم إضافية بنسبة 20% إذا لم تقدم تنازلات ملموسة. ووفقاً لمصادر مطلعة، يستعد الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير لإبلاغ نظيره الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش بأنّ "المذكرة التفسيرية" التي قدمتها بروكسل في الجولة الأخيرة من المحادثات لم ترقَ إلى مستوى توقعات واشنطن. وأعربت الولايات المتحدة عن استيائها مما وصفته بـ"الرد الأوروبي المحدود"، إذ لم يعرض الاتحاد سوى تخفيضات متبادلة في الرسوم، بينما تطالب واشنطن بخفض أحادي مماثل لما قدّمته دول شريكة أخرى. كما عبّرت الإدارة الأميركية عن انزعاجها من غياب الضريبة الرقمية المقترحة عن جدول التفاوض، على الرغم من إصرارها على إدراجها كأحد الملفات الأساسية. وبينما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى صياغة إطار مشترك يُمهّد الطريق للمفاوضات، إلا أنّ المصادر تؤكد استمرار وجود فجوة كبيرة في المواقف بين الطرفين. ومن المتوقع أن يلتقي غرير وشيفتشوفيتش في باريس الشهر المقبل، في اجتماع قد يكون حاسماً لتحديد ما إذا كان يمكن تجنب التصعيد في النزاع التجاري. وتصرّ واشنطن على أن يتخذ الاتحاد خطوات جدية لتقليص العجز التجاري معها، والذي بلغ 192 مليار يورو خلال عام 2024. ورغم تبادل الوثائق التفاوضية، لم يُسجّل أي تقدم يُذكر منذ إعلان ترامب عن فترة تفاوض تمتد لـ90 يوماً. وقال مسؤول أميركي مطّلع على سير المحادثات: "تبادل الرسائل لا يُعدّ تقدماً حقيقياً... نحن لم نحقق أي إنجاز فعلي بعد". وكانت المملكة المتحدة قد توصلت إلى اتفاق مع واشنطن احتفظت بموجبه برسوم جمركية "متبادلة" بنسبة 10%، لكنها نجحت في الحصول على إعفاءات من الرسوم على صادراتها من الفولاذ، وخفض الرسوم الجمركية إلى 10% على 100 ألف سيارة سنوياً، فضلاً عن توسيع وارداتها من الإيثانول واللحوم الأميركية. ويُشار إلى أنّ الولايات المتحدة فرضت في إبريل/ نيسان رسوماً جمركية بنسبة 20% على معظم السلع الأوروبية، قبل أن تخفضها إلى النصف مؤقتاً حتى 8 يوليو/ تموز لإفساح المجال للمفاوضات. لكنها أبقت على رسوم بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم وقطع غيار السيارات، وتعتزم اتخاذ خطوات مماثلة تطاول الأدوية وأشباه الموصلات وسلعاً أخرى. ويعتقد عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين أن واشنطن لن تتنازل عن فرض حدّ أدنى من الرسوم الجمركية بنسبة 10% ضمن أي اتفاق مستقبلي، ما دفع بعض وزراء التجارة الأوروبيين إلى طرح خيار الرد بالمثل. اقتصاد دولي التحديثات الحية الاتحاد الأوروبي: الخيارات مفتوحة استعدادا للرد على الرسوم الأميركية وترى الإدارة الأميركية أنّ العرض الأوروبي الحالي، الذي يتضمّن إزالة جميع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية وبعض المنتجات الزراعية بشرط المعاملة بالمثل، يصبّ في مصلحة بروكسل، نظراً لاستخدامها معايير تنظيمية صارمة تعيق دخول الواردات الأميركية. كذلك أرسلت واشنطن مجموعةً من الشروط الأساسية لأي اتفاق، شملت تسهيل استثمارات الشركات الأميركية في السوق الأوروبية، وتخفيف القيود التنظيمية، والاعتراف بالمعايير الغذائية والإنتاجية الأميركية، إلى جانب إلغاء الضرائب الرقمية المفروضة محلياً في بعض دول الاتحاد. وبحسب مصادر دبلوماسية، أكدت سابين وياند، المسؤولة الأولى عن ملف التجارة في المفوضية الأوروبية، خلال اجتماع مع سفراء الدول الأعضاء، أن المفوضية تسعى إلى "مواجهة المطالب الأحادية الأميركية عبر اتفاقات تعاونية". وفي هذا السياق، عرضت بروكسل مناقشة ملفات تتعلق بالاعتراف المتبادل بالمعايير، وتسهيل الإجراءات الخاصة بالتجارة في المواد الغذائية والمنتجات الحيوانية، فضلاً عن ضمان التزام الواردات بالمعايير الدولية في مجالي العمل والبيئة، وهو مطلب رئيسي للولايات المتحدة. ورغم دراسة المفوضية اتخاذ تدابير انتقامية إضافية، شددت على ضرورة بذل كل جهد ممكن لتجنّب التصعيد، وقد جمّد الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية على سلع أميركية بقيمة 23 مليار يورو في إطار المحادثات الجارية، ويجري حالياً مشاورات مع الحكومات والصناعات المختلفة بشأن قائمة موسعة من السلع، قد تصل قيمتها إلى 95 مليار يورو، تشمل طائرات بوينغ وويسكي البوربون. من جانبه، صرّح المتحدث باسم ملف التجارة في الاتحاد الأوروبي، أولوف غيل، قائلاً: "أولوية الاتحاد هي التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن مع الولايات المتحدة، يراعي عمق العلاقة التجارية والاستثمارية بين الطرفين". وأضاف: "يجب على الجانبين العمل معاً لحلّ الإشكالات الحالية في ملف الرسوم الجمركية، وتعزيز التنسيق الاستراتيجي في المجالات ذات الاهتمام المشترك".