البقاع: "القوّات" ضد الجميع... وبعلبك "أمّ المعارك"
مشهد انتخابي هادئ تشهده قرى ومناطق البقاع بشكل عامّ، حيث تتّخذ غالبيّة المعارك طابعها العائلي والتقليدي، بعيداً من الاستقطاب السياسيّ الحادّ. وحدها المعارك في مدينتَي زحلة وبعلبك تتّخذ طابعاً خاصّاً، فما هي طبيعة هذه المعارك؟ وما الذي قد يترتّب على نتائجها؟
تشهد مدينتا زحلة وبعلبك أكثر المعارك الانتخابية البلديّة حماوةً في محافظة البقاع، في ظلّ تشابك سياسي وطائفي وتحالفات متقلّبة، ومعارك بين المرجعيّات الحزبية والشخصيّات المستقلّة. وستشكّل الانتخابات في المدينتين محطّة كاشفة لتوازنات أعمق، وستترك خلاصات سياسية واضحة عن بعض الأحجام السياسية، وعن المزاج الشعبي العامّ، لا سيما أنّه الاستحقاق الانتخابي الأوّل بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان وما ترتّب عليها من نتائج سياسية بالغة الحدّة والأثر.
في مدينة بعلبك، وهي معقل أساسي من معاقل 'الحزب'، حاول الثنائي تمرير الانتخابات بالتزكية والتوافق عبر صيغة تشمل حلفاءهم التقليديين في المدينة، وتمّ ترتيب مجلس بلدي يمنح الرئاسة مداورة للعائلات الشيعية الكبرى، ونائب الرئيس لشخصية سنّيّة محسوبة على 'الأحباش'، في ظلّ تغييب شبه تامّ للصوت المسيحي، وتشرذم العائلات السنّية الوازنة.
رفضت قوى التغيير هذه التزكية، معتبرة أنّها فوقيّة ولا تُمثّل تطلّعات المدينة وأهلها نحو نفضة إنمائية شاملة، فأعلنت ولادة لائحة 'بعلبك مدينتي' التي تضمّ 21 عضواً يمثّلون مختلف الأطياف والانتماءات، وتشارك فيها النساء أيضاً، والتي تؤكّد أنّ هدفها هو فرض معركة ديمقراطية حقيقية وكسر الاحتكار القائم. وهو ما يعني أنّ المعركة اتّخذت بعداً سياسيّاً طبيعياً. وبالتالي لن تنحصر نتيجة هذه المنافسة بفكرة الربح أو الخسارة، بل ستشكّل منطلقاً لدراسة حضور 'الحزب' في المدينة، ومقارنته بنتائج الانتخابات البلدية في الأعوام السابقة، ولذلك يُمكن اعتبارها أمّ المعارك في البقاع بلا منازع.
في مدينة بعلبك، وهي معقل أساسي من معاقل 'الحزب'، حاول الثنائي تمرير الانتخابات بالتزكية والتوافق عبر صيغة تشمل حلفاءهم التقليديين في المدينة، أمّا في زحلة فقد بدأت الحملات الانتخابية بمهرجانات استعراضية عكست حجم الرهانات السياسية على انتخابات يفترض أن تكون إنمائية، لكنّها تحوّلت إلى مواجهة مباشرة بين القوى السياسية، لا سيما 'القوّات اللبنانية'، التي أطلقت لائحة 'قلب زحلة' بمهرجان حاشد أرادت من خلاله عرض قوّتها الشعبية وحضورها الوازن في المدينة، فيما أشارت المعلومات إلى أنّ الدكتور سمير جعجع وصل بالفعل إلى زحلة، وبدأ الإشراف المباشر على كامل التحضيرات لمواكبة العملية الانتخابية بكلّ تفاصيلها.
في البداية، نشأ تحالف بين القوّات اللبنانية والكتلة الشعبية بقيادة ميريام سكاف عبر تشكيل لائحة من ذوي الكفايات يرأسها المهندس سليم غزالة، غير أنّ الخلافات ظهرت سريعاً وانفجرت على خلفيّة تسمية الأعضاء والتمويل، فانهار التحالف.
اتّهمت سكاف 'القوّات' بمحاولة قضم حصّتها عبر تسمية مرشّحين عنها لا تمون عليهم فعليّاً، إضافة إلى تحميلها نسبة من التمويل لا تتناسب مع نفوذها في اللائحة. وبلغ التوتّر ذروته خلال اجتماع عاصف مع غزالة، خرج منه الأخير غاضباً رافضاً اعتبار نفسه 'موظّفاً عند أحد'.
أدّى فشل التحالف إلى إحراج كبير لـ'القوّات اللبنانية' التي اضطرّت إلى إعلان لائحة منفردة تحت اسم 'قلب زحلة'، مؤكّدة أنّها 'لائحة الغد في مواجهة لوائح الماضي'. لكنّ خروج الخلافات إلى العلن أضعف صورة 'القوّات' أمام الرأي العامّ الزحليّ، لا سيما في أوساط العائلات التقليدية.
في المقابل، شكّل رئيس بلديّة زحلة الحالي أسعد زغيب لائحة 'زحلة رؤية وقرار'، التي فاجأت خصومها بالحضور الشعبي والسياسي الكثيف، وحظيت بدعم متنوّع من شخصيّات سياسية، بينها النائب ميشال ضاهر وحزب 'الكتائب اللبنانية' والوزراء والنوّاب السابقون إيلي ماروني وخليل الهراوي ويوسف المعلوف وسيزار المعلوف، وتُضاف إليهم السيّدة مريام سكاف التي التقت زغيب في منزلها بعد خصومة طويلة وأعلنت دعمها له ردّاً على فشل تحالفها مع 'القوّات اللبنانية'.
شكّل رئيس بلديّة زحلة الحالي أسعد زغيب لائحة 'زحلة رؤية وقرار'، التي فاجأت خصومها بالحضور الشعبي والسياسي الكثيف، وحظيت بدعم متنوّع من شخصيّات سياسية
تنافس مسيحيّ
أمّا في باقي مناطق البقاع، فقد تراوحت المعارك بين تقليدي وهادئ، وبين سياسيّ وحادّ، وهذه خريطة تُظهر الجوّ العامّ:
في بلدة القاع، تحتدم المنافسة بين 'القوّات اللبنانية' بزعامة رئيس البلدية الحالي بشير مطر، وخصومها بقيادة نقولا مطر المدعوم من 'التيار الوطني الحرّ'. تأخذ المعركة طابعاً سياسيّاً واضحاً على الرغم من الغلاف العائلي الذي تحاول القوى السياسية تغليفها به.
يخوض بشير مطر المعركة تحت شعار 'أرضي هويّتي لنبقى'، فيما يسعى خصومه إلى 'كسر السيطرة القوّاتية' وطرح تمثيل عائلي أوسع. أحدث انسحاب طوني شحّود من السباق الانتخابي تحوُّلاً مفصليّاً، إذ انكفأت عائلات مؤثّرة مثل عوض ومخلوف عن دعم 'القوّات'، وهو ما منح لائحة نقولا مطر دفعاً كبيراً.
تشهد بلدة رأس بعلبك أيضاً تنافساً حادّاً بين لائحتين رئيسيّتين:
'نبض رأس بعلبك 'المدعومة من 'القوّات اللبنانية'، يرأسها نضال مشرف وطوني العرجا.
'ضيعتنا ومسؤوليّتنا' المدعومة من 'التيّار الوطني الحرّ' و'الكتائب'، برئاسة سليم نصرالله وميشال روفايل، وتحظى بدعم شخصيّات بارزة مثل ألبير منصور وحسّان البشراوي.
شهدت الانتخابات في دير الأحمر، على الرغم من تاريخ البلدة في دعم 'القوّات اللبنانية'، اعتراضات على 'لائحة التوافق' التي يرأسها هنري فخري. طالت الانتقادات طريقة اختيار المرشّحين، ووصفتها بأنّها فوقيّة وتجاهلت القواعد الشعبية. ومع ذلك، تؤكّد 'القوات' أنّها حرصت على التمثيل العائلي والكفاية، مشيرة إلى أنّ بعض العائلات أوكلت إليها مسؤوليّة الترشيحات. وفي ظلّ غياب لائحة منافسة مكتملة، يخوض بعض المستقلّين الانتخابات في محاولة لكسر نمط الاحتكار الحزبي.
بين الهادئ والصّاخب
في عنجر، حيث يسيطر حزب الطاشناق، فاز المجلس البلدي بالتزكية كالمعتاد، على الرغم من بروز اعتراضات غير مكتملة من بعض الأهالي، الذين طالبوا بأن تبقى الانتخابات وسيلة للتعبير عن الصوت الإنمائي.
في رياق – حوش حالا ساد التوتّر بعد انهيار توافق سابق على اسم القاضي المتقاعد فادي عنيسي لرئاسة البلدية. الانقلاب على التوافق من قبل ما سمّي بـ'العائلات المسلمة' دفع العائلات المسيحية إلى دعوات لمقاطعة شاملة. ويهدّد هذا التدهور بخلق شرخ مذهبي في البلدة.
بلدة تربل، بعد فصل شهابيّة الفاعور عنها، تشهد معركة انتخابية فعليّة. تقود 'تربل بتجمعنا' شخصيّات من 'التيار الوطني الحرّ'، فيما تحظى 'تربل أوّلاً' بدعم 'القوّات اللبنانية'، وسط انقسام عائلة السغبيني بين اللائحتين.
في الفرزل فشلت محاولات التوافق بين النائب ميشال ضاهر و'القوّات'، وسط اعتراضات عائلية وصوت قويّ للمختار جوزف فرح الذي انسحب احتجاجاً على تهميش العائلات.
في أبلح، التنافس هادئ بين لائحتين.
في نيحا، يحاول الشباب كسر سيطرة المال على الانتخابات، مع مداورةٍ للرئاسة بين الطوائف.
في ماسا، أثار غياب التوافق استياء الأهالي، ودفعهم لمطالبة الفائزين بتعويض النقص المالي من جيوبهم.
في سعدنايل، المعركة عائليّة بهدوء.
في تعلبايا، يرتفع الصوت ضدّ تدخّل جورج صوان، وسط تمسّك بالعرف الذي يدعم رئاسة مسيحية ونائب رئيس مسلم.
في شتورا، شبه إجماع على لائحة 'شتورا تستحقّ' بقيادة النقيب ميشال مطران.
جديتا تحتفل بعودة الديمقراطية والتنافس بين لائحتين قويّتين.
في مكسة وقب الياس، المعارك العائليّة الطابع تشهد منافسة حامية.
المعركة في بر الياس تقليدية بين ثلاث عائلات: عراجي، الميس وميتا، مع تحالفات وتوزيع ولايات الرئاسة ونيابة الرئاسة. وفي مجدل عنجر تمّ الاتّفاق على تشكيل لائحة توافقية تضمّ مختلف العائلات، ويرأسها الدكتور علي صالح والسيّد جاد حمزة.
لا وجود لأيّ مواجهات سياسية في غالبيّة قرى البقاع الغربي، بدءاً من بلدة المرج التي تشهد تنافساً طبيعياً بين عائلات تقليدية، مروراً (إلى) ببعض القرى التي شهدت توافقاً بين أبنائها، مثل بلدة الخيارة أو السلطان يعقوب التي اختارت بالتزكية واحد من ألمع شباب البقاع محمد العرّة، وصولاً إلى بلدة القرعون التي تشهد منافسة طبيعية بين العائلات، بينما غلبت التزكية على مختلف القرى الشيعية الواقعة جنوب البحيرة، مع التقاط بعض الحضور السياسي الخجول في بعض المناطق المسيحية التي تمتدّ على الطرف المقابل، من عمّيق إلى صغبين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 17 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
نيكول الجميل في معراب
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... التقى رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب رئيسة بلدية "بكفيا - المحيدثة" نيكول الجميل يرافقها نجلها كريم ميشال مكتف، في حضور النائبين ملحم رياشي ورازي الحاج ومنسق منطقة المتن الشمالي في الحزب إدي حرّان. وتمحور اللقاء حول نتائج الإنتخابات البلديّة والاختيارية عموماً ولا سيّما في المتن الشمالي. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 19 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
القوّات في بيروت: وقت الخطر 'أحباش'!
حملت نتائج الانتخابات البلديّة، حتّى الآن، 'تشكيلة' من الانتصارات المصطنعة، بفعل التحالفات المصطنعة، وأخرى راكمت مؤشّرات سياسيّة جدّيّة يصعب حجب تأثيرها على الاستحقاق النيابي المقبل. بعد جونية الصداميّة، والبترون التوافقيّة، وزغرتا 'كسر العضم'، وبشرّي المُطعّمة بالنصر القوّ=اتي الناقص، قدّمت العاصمة بيروت، بدوائرها المسيحية، ومدينة زحلة ترسيماً إضافيّاً للأحجام نصّب 'القوات' رقماً صعباً، والتيّار الوطني الحرّ شريكاً لا غنى عنه، و جعل نوّاب التغيير… 'قيد التغيير'. الأهمّ أنّه تحت عنوان مناصفة لم تَسلَم من الخرق ارتضت 'القوّات' التحالف مع 'الحزب' والأحباش، وهو ما دفع النائب جبران باسيل إلى الطلب من 'القوّات' تفهّم تحالفه سابقاً مع 'الحزب' لحماية العيش المشترك. اعترف النائب جبران باسيل بأنّ 'القوّات' هي القوّة الكبرى في زحلة، وبرافو عليهم. أمّا نحن فلدينا مسؤوليّة مراجعة أدائنا السياسي والشعبي في زحلة، فنحن نشكّل القوّة الشعبيّة الثانية بعد 'القوّات' بفارق كبير، مع رفضنا للأداء الإلغائي'. فَهِم كثيرون من كلام باسيل توجّهه إلى إجراء تغيير في ما يخصّ مرشّحه للنيابة في زحلة في الانتخابات المقبلة، لكن أيضاً وَضع باسيل إطاراً واقعيّاً لهزيمته في زحلة حين تحدّث عن عائقَين: رفض 'القوّات' التحالف معه، ورفض باسيل توفير رافعة أصوات، تماماً كما الكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف، لأسعد زغيب الذي حلّ قبل الخاسر الأخير في ترتيب اللائحة، مؤكّداً أنّها 'رسالة' مقصودة من التيّار. فيما يدلّ هذا الاعتراف على أنّ 'التيّار' أعطى لائحة 'القوّات'، تنفي مصادر قيادية هذا الأمر، مؤكّدة أنّ قراره ترك الحرّيّة للناخبين ينزع أيّ صبغة حزبية لسلوك الناخبين الملتزمين، وأنّ 'مفاوضات على أعلى المستويات حصلت بين الطرفين عشيّة الاقتراع، لكنّها لم تصل إلى مكان. فعليّاً، نحن شطّبنا أسعد زغيب'. تقول مصادر إحدى الماكينات الانتخابية إنّ 'التيّار' وميريام سكاف صبّا ما يقارب ثلاثة آلاف صوت للّائحة المدعومة من 'القوّات' برئاسة سليم غزالة، من دون أن يُعرف إذا حصل ذلك بتوجيه سياسي محدّد. هذا البلوك من الأصوات لو ذهب للائحة زغيب لكانت فازت لائحته بـ 16 عضواً، وخرقت 'القوّات' بخمسة أعضاء'. وهو تحليل للأرقام لا تعترف معراب بجدّيّته. بيضة القبّان مقابل نكسة سقوط التحالف الانتخابي لزغيب وميشال ضاهر والثنائي الشيعي والكتائب وسيزار معلوف ونقولا فتّوش وخليل الهراوي 21 – صفر أمام 'القوّات'، برز سيناريو مضادّ مفاده: 'بعملية حسابيّة بسيطة كان على لائحة 'القوّات' 16 مرشّحاً بلغ مجموع أصوات كلّ منهم بين 14,086 صوتاً و13,437 صوتاً، في مقابل 16 مرشّحاً على لائحة زغيب تراوح مجموع أصوات كلّ عضو بين 8,516 و8,031، ولذلك بلوك الـ 3 آلاف صوت لو جُيّر لهم لكانوا نجحوا على اللائحة المدعومة من النائب ميشال ضاهر. ربّما أراد التيّار والكتلة الشعبية أن يقولوا إنّهم بيضة القبّان في هذا الإنجاز، خصوصاً بعدما تعاطى زغيب بفوقيّة فاقعة مع التيّار. وسكاف من جهتها أرادت خوض معركة إلحاق الخسارة بميشال ضاهر في زحلة، مع العلم أنّ كتلة صامتة مستقلّة آثرت الذهاب نحو الخيار الوحيد المتاح ضدّ أسعد زغيب، لأنّهم يريدون وجهاً جديداً غير الرئيس الحالي، كائناً من كان'. اللافت أنّ زياد شعنين، على لائحة 'قلب زحلة' المدعومة من 'القوّات'، حلّ أوّلَ (14,369) بفارق 28 صوتاً عن الرقم الذي ناله رئيس اللائحة سليم غزالة. يُذكر أنّ شعنين هو نائب الرئيس الذي كانت طرحته ميريام سكاف خلال مفاوضات التحالف مع 'القوّات'، فيما أكثر من مرشّح طرحتهم سكاف، وأُبقي عليهم على لائحة 'القوّات' بعدما فَرَطَ 'الديل' بينهما. القوّات 'تُحلّق' مع ذلك، يؤكّد العارفون بالخريطة الزحليّة أنّ 'القوّات' سجّلت خلال تسع سنوات فارقاً كبيراً، من آخر انتخابات حين كان مجلس بلديّة المدينة يتقاسمه 'التيّار' و'القوّات' والكتائب وميشال ضاهر وأسعد زغيب، ببلوك أصوات بلغ نحو عشرة آلاف صوت. لكنّ 'القوّات' اليوم حقّقت قفزة كبيرة، وباتت اليوم صاحبة الرقم واحد في زحلة بفارق شاسع عن أخصامها، ويليها النائب ميشال ضاهر الذي سجّل القدرة على تشكيل لائحة بوجه معراب (مع بلوك أصوات من نحو 8,500 من داعميه)، فيما لا يمكن اليوم تحديد الحجم الحقيقي لـ'التيّار' وسكاف اللذين يُشكّلان، معاً، بلوكاً من 4,500 صوت، ذهب 3 آلاف منه للائحة 'القوّات'. وفي نهاية المطاف لم يتمكّنا من تأليف لائحة، بعدما كان في السابق من الصعب خوض معركة من دون 'التيّار' وآل سكاف'. في المقابل، في قرى قضاء زحلة برزت أكثر قوّة 'التيّار' والنائب ضاهر، خصوصاً في قرى شرقي زحلة (كفرزبد، عين كفرزبد، رعيت، كوسايا، دير الغزال) التي تصدّر فيها ضاهر ثمّ 'التيّار'. يرفع هذا الواقع، بتأكيد هؤلاء، رقم 'القوّات' منفردة إلى 20 ألفاً، فأصبح نيلها حاصلَين شبه محسوم، وقد تحصل على كسر (الأكبر) الحاصل الثالث إذا تحالفت مع شخصيّة وازنة، لكنّ ادّعاء 'القوّات' القدرة على نيل أكثر من هذه الحواصل هو أمر مبالغ فيه، لأنّها ستحتاج إلى 40 ألف صوت، وهو أمر مستحيل لأيّ فريق في قضاء زحلة. من زحلة إلى بيروت فيما كانت 'القوّات' تدقّ الأجراس وتستنفر قواعدها الزحليّة للتصدّي للتصويت الشيعي للائحة أسعد زغيب، وجد قياديّو معراب كلّ المبرّرات لـ 'تشريع' تحالفهم مع 'حزب السلاح' في العاصمة بيروت، الذي أعلن رفده، مع حركة أمل، لائحة 'بيروت بتجمعنا' بنحو 20 ألف صوت. مع ذلك، مُنيت اللائحة بنكسة تطيير مرشّح متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، وهو إيلي أندريا شقيق مساعدته، لحساب مرشّح 'بيروت بتحبّك' محمود الجمل، في تكرار لسابقة 1998. المفارقة أنّ 'المتّهم' الأوّل بكسر المناصفة هي قوى مسيحية صوّتت ضدّ خيار المطرانية 'غير المُناسب'. وتفيد المعلومات بأن بعض الناخبين الأرثوذكس عمدوا إلى تشطيب إسم أندريا، إضافة إلى قريبين من النائب نديم الجميل، الذي وصف الخرق في تصريح إعلامي، بـ 'اللعبة الديموقراطية'. جهاد بقرادوني: عِلاج المناصفة يقول نائب بيروت في تكتّل 'الجمهوريّة القوية' جهاد بقرادوني لـ 'أساس': 'حصيلة هذا الواقع تقودنا إلى ضرورة إعادة النظر بقانون البلديّات في ما يخصّ العاصمة بيروت، فـ'عِلاج' المناصفة لا يكون بالضرورة عبر التقاء كلّ الأضداد على لائحة واحدة ضمن تحالف 'الأمر الواقع'، أو أن يكون الأمر مرتبطاً بقرار شخص أو مرجعية أو مناخات سياسية معيّنة، هذا إذا كنّا فعلاً نريد بناء دولة. لذلك يجب أن تتمّ حماية المناصفة بالقانون والدستور وبالتقسيم الانتخابي لبلديّة بيروت، وهو ما يقوّي أيضاً عامل المنافسة بين المشاريع لمصلحة العاصمة'. يضيف بقرادوني: 'للأسف أتى هاجس حماية المناصفة على حساب إعداد البرامج الإنمائية لبلديّة بيروت، التي تحتاج إلى جهد جماعيّ كبير، فالتهينا بـ 'الديل' الذي قام بيننا على حساب التركيز على أمور ومشاريع هي من صلب العمل البلديّ الإنمائي والتطويريّ للعاصمة'، لافتاً إلى أنّه 'ربّما الحسنة الأساسية لهذا النوع من المجالس البلدية أن ليس من قوى معيّنة طاغية عليه'. معركة المخاتير ذكّر النائب السابق فارس سعيد أمس بقيام قوى المعارضة، وبينها 'القوّات'، ثلاث مرّات بالتحالف مع 'الحزب': عند إيصال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وعند إقرار انتخابات 2018، وفي بلديّة بيروت اليوم. في المقابل، يمكن الجزم أنّ القوى المسيحية، وعلى رأسها 'القوّات'، فَشِلت في جذب الناخبين المسيحيين نحو صناديق الاقتراع في بيروت، ولو تحت عنوان حماية المناصفة، فتكفّل بالأمر البلوك الشيعي وتصويت الأحباش والطاشناق (نحو ستة آلاف صوت)، إضافة إلى التصويت السنّيّ. تقول مصادر مسيحية إنّ 'المعركة الحقيقية للمسيحيين كانت المخاتير. وقد نال إيلي صباغة (أرثوذكس)، المستقلّ، على لائحة تحالف الأحزاب 5,773 صوتاً، فحلّ أوّلَ في الدائرة الأولى التي تضمّ 40 مختاراً: الأشرفية (12)، الرميل (12)، الصيفي (4)، المدوّر (12). وحصد 'الطاشناق' (12 مختاراً) و'القوّات' (12) العدد الأكبر من المخاتير، ويليهما حزب الكتائب، 'التيّار'، وميشال فرعون'. في المقابل، لم ينجح نوّاب التغيير في إيصال مختار واحد، فيما كان لافتاً نيل إيلي ترنتيك أحد المرشّحين المدعومين من تحت الطاولة من أنطوان الصحناوي، ومن دون ماكينة انتخابية ظاهرة، 2,772 صوتاً في الأشرفية، ونيل مارون نوفل المقرّب أيضاً من الصحناوي 1,420 صوتاً في الرميل، وهذه أرقام لافتة تعني أنّ الكباش المسيحي سيكون قويّاً جدّاً في الانتخابات النيابية المقبلة. ملاك عقبل -اساس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ يوم واحد
- الديار
أهميّة الحفاظ على الحضور المسيحي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب التقى رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" سمير جعجع في معراب، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان ميشال قصارجي، في حضور النائب السابق الأمين المساعد لشؤون الانتشار عماد واكيم، رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحيّة انطوان مراد، ممثل المكتب لدى الطوائف المشرقية ومنسق منطقة بيروت في الحزب ايلي شربشي والمغتربة الكلدانية شذا نامو. وتناول اللقاء، بحسب بيان، "الأوضاع العامة في لبنان، ولا سيّما في ضوء نتائج الإنتخابات البلديّة والإختيارية وأهمية الحفاظ على الحضور المسيحي في لبنان والمشرق والدعم الإغترابي له".