القوّات في بيروت: وقت الخطر 'أحباش'!
حملت نتائج الانتخابات البلديّة، حتّى الآن، 'تشكيلة' من الانتصارات المصطنعة، بفعل التحالفات المصطنعة، وأخرى راكمت مؤشّرات سياسيّة جدّيّة يصعب حجب تأثيرها على الاستحقاق النيابي المقبل.
بعد جونية الصداميّة، والبترون التوافقيّة، وزغرتا 'كسر العضم'، وبشرّي المُطعّمة بالنصر القوّ=اتي الناقص، قدّمت العاصمة بيروت، بدوائرها المسيحية، ومدينة زحلة ترسيماً إضافيّاً للأحجام نصّب 'القوات' رقماً صعباً، والتيّار الوطني الحرّ شريكاً لا غنى عنه، و جعل نوّاب التغيير… 'قيد التغيير'. الأهمّ أنّه تحت عنوان مناصفة لم تَسلَم من الخرق ارتضت 'القوّات' التحالف مع 'الحزب' والأحباش، وهو ما دفع النائب جبران باسيل إلى الطلب من 'القوّات' تفهّم تحالفه سابقاً مع 'الحزب' لحماية العيش المشترك.
اعترف النائب جبران باسيل بأنّ 'القوّات' هي القوّة الكبرى في زحلة، وبرافو عليهم. أمّا نحن فلدينا مسؤوليّة مراجعة أدائنا السياسي والشعبي في زحلة، فنحن نشكّل القوّة الشعبيّة الثانية بعد 'القوّات' بفارق كبير، مع رفضنا للأداء الإلغائي'.
فَهِم كثيرون من كلام باسيل توجّهه إلى إجراء تغيير في ما يخصّ مرشّحه للنيابة في زحلة في الانتخابات المقبلة، لكن أيضاً وَضع باسيل إطاراً واقعيّاً لهزيمته في زحلة حين تحدّث عن عائقَين: رفض 'القوّات' التحالف معه، ورفض باسيل توفير رافعة أصوات، تماماً كما الكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف، لأسعد زغيب الذي حلّ قبل الخاسر الأخير في ترتيب اللائحة، مؤكّداً أنّها 'رسالة' مقصودة من التيّار.
فيما يدلّ هذا الاعتراف على أنّ 'التيّار' أعطى لائحة 'القوّات'، تنفي مصادر قيادية هذا الأمر، مؤكّدة أنّ قراره ترك الحرّيّة للناخبين ينزع أيّ صبغة حزبية لسلوك الناخبين الملتزمين، وأنّ 'مفاوضات على أعلى المستويات حصلت بين الطرفين عشيّة الاقتراع، لكنّها لم تصل إلى مكان. فعليّاً، نحن شطّبنا أسعد زغيب'.
تقول مصادر إحدى الماكينات الانتخابية إنّ 'التيّار' وميريام سكاف صبّا ما يقارب ثلاثة آلاف صوت للّائحة المدعومة من 'القوّات' برئاسة سليم غزالة، من دون أن يُعرف إذا حصل ذلك بتوجيه سياسي محدّد. هذا البلوك من الأصوات لو ذهب للائحة زغيب لكانت فازت لائحته بـ 16 عضواً، وخرقت 'القوّات' بخمسة أعضاء'. وهو تحليل للأرقام لا تعترف معراب بجدّيّته.
بيضة القبّان
مقابل نكسة سقوط التحالف الانتخابي لزغيب وميشال ضاهر والثنائي الشيعي والكتائب وسيزار معلوف ونقولا فتّوش وخليل الهراوي 21 – صفر أمام 'القوّات'، برز سيناريو مضادّ مفاده: 'بعملية حسابيّة بسيطة كان على لائحة 'القوّات' 16 مرشّحاً بلغ مجموع أصوات كلّ منهم بين 14,086 صوتاً و13,437 صوتاً، في مقابل 16 مرشّحاً على لائحة زغيب تراوح مجموع أصوات كلّ عضو بين 8,516 و8,031، ولذلك بلوك الـ 3 آلاف صوت لو جُيّر لهم لكانوا نجحوا على اللائحة المدعومة من النائب ميشال ضاهر. ربّما أراد التيّار والكتلة الشعبية أن يقولوا إنّهم بيضة القبّان في هذا الإنجاز، خصوصاً بعدما تعاطى زغيب بفوقيّة فاقعة مع التيّار. وسكاف من جهتها أرادت خوض معركة إلحاق الخسارة بميشال ضاهر في زحلة، مع العلم أنّ كتلة صامتة مستقلّة آثرت الذهاب نحو الخيار الوحيد المتاح ضدّ أسعد زغيب، لأنّهم يريدون وجهاً جديداً غير الرئيس الحالي، كائناً من كان'.
اللافت أنّ زياد شعنين، على لائحة 'قلب زحلة' المدعومة من 'القوّات'، حلّ أوّلَ (14,369) بفارق 28 صوتاً عن الرقم الذي ناله رئيس اللائحة سليم غزالة. يُذكر أنّ شعنين هو نائب الرئيس الذي كانت طرحته ميريام سكاف خلال مفاوضات التحالف مع 'القوّات'، فيما أكثر من مرشّح طرحتهم سكاف، وأُبقي عليهم على لائحة 'القوّات' بعدما فَرَطَ 'الديل' بينهما.
القوّات 'تُحلّق'
مع ذلك، يؤكّد العارفون بالخريطة الزحليّة أنّ 'القوّات' سجّلت خلال تسع سنوات فارقاً كبيراً، من آخر انتخابات حين كان مجلس بلديّة المدينة يتقاسمه 'التيّار' و'القوّات' والكتائب وميشال ضاهر وأسعد زغيب، ببلوك أصوات بلغ نحو عشرة آلاف صوت. لكنّ 'القوّات' اليوم حقّقت قفزة كبيرة، وباتت اليوم صاحبة الرقم واحد في زحلة بفارق شاسع عن أخصامها، ويليها النائب ميشال ضاهر الذي سجّل القدرة على تشكيل لائحة بوجه معراب (مع بلوك أصوات من نحو 8,500 من داعميه)، فيما لا يمكن اليوم تحديد الحجم الحقيقي لـ'التيّار' وسكاف اللذين يُشكّلان، معاً، بلوكاً من 4,500 صوت، ذهب 3 آلاف منه للائحة 'القوّات'. وفي نهاية المطاف لم يتمكّنا من تأليف لائحة، بعدما كان في السابق من الصعب خوض معركة من دون 'التيّار' وآل سكاف'.
في المقابل، في قرى قضاء زحلة برزت أكثر قوّة 'التيّار' والنائب ضاهر، خصوصاً في قرى شرقي زحلة (كفرزبد، عين كفرزبد، رعيت، كوسايا، دير الغزال) التي تصدّر فيها ضاهر ثمّ 'التيّار'.
يرفع هذا الواقع، بتأكيد هؤلاء، رقم 'القوّات' منفردة إلى 20 ألفاً، فأصبح نيلها حاصلَين شبه محسوم، وقد تحصل على كسر (الأكبر) الحاصل الثالث إذا تحالفت مع شخصيّة وازنة، لكنّ ادّعاء 'القوّات' القدرة على نيل أكثر من هذه الحواصل هو أمر مبالغ فيه، لأنّها ستحتاج إلى 40 ألف صوت، وهو أمر مستحيل لأيّ فريق في قضاء زحلة.
من زحلة إلى بيروت
فيما كانت 'القوّات' تدقّ الأجراس وتستنفر قواعدها الزحليّة للتصدّي للتصويت الشيعي للائحة أسعد زغيب، وجد قياديّو معراب كلّ المبرّرات لـ 'تشريع' تحالفهم مع 'حزب السلاح' في العاصمة بيروت، الذي أعلن رفده، مع حركة أمل، لائحة 'بيروت بتجمعنا' بنحو 20 ألف صوت.
مع ذلك، مُنيت اللائحة بنكسة تطيير مرشّح متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، وهو إيلي أندريا شقيق مساعدته، لحساب مرشّح 'بيروت بتحبّك' محمود الجمل، في تكرار لسابقة 1998. المفارقة أنّ 'المتّهم' الأوّل بكسر المناصفة هي قوى مسيحية صوّتت ضدّ خيار المطرانية 'غير المُناسب'. وتفيد المعلومات بأن بعض الناخبين الأرثوذكس عمدوا إلى تشطيب إسم أندريا، إضافة إلى قريبين من النائب نديم الجميل، الذي وصف الخرق في تصريح إعلامي، بـ 'اللعبة الديموقراطية'.
جهاد بقرادوني: عِلاج المناصفة
يقول نائب بيروت في تكتّل 'الجمهوريّة القوية' جهاد بقرادوني لـ 'أساس': 'حصيلة هذا الواقع تقودنا إلى ضرورة إعادة النظر بقانون البلديّات في ما يخصّ العاصمة بيروت، فـ'عِلاج' المناصفة لا يكون بالضرورة عبر التقاء كلّ الأضداد على لائحة واحدة ضمن تحالف 'الأمر الواقع'، أو أن يكون الأمر مرتبطاً بقرار شخص أو مرجعية أو مناخات سياسية معيّنة، هذا إذا كنّا فعلاً نريد بناء دولة. لذلك يجب أن تتمّ حماية المناصفة بالقانون والدستور وبالتقسيم الانتخابي لبلديّة بيروت، وهو ما يقوّي أيضاً عامل المنافسة بين المشاريع لمصلحة العاصمة'.
يضيف بقرادوني: 'للأسف أتى هاجس حماية المناصفة على حساب إعداد البرامج الإنمائية لبلديّة بيروت، التي تحتاج إلى جهد جماعيّ كبير، فالتهينا بـ 'الديل' الذي قام بيننا على حساب التركيز على أمور ومشاريع هي من صلب العمل البلديّ الإنمائي والتطويريّ للعاصمة'، لافتاً إلى أنّه 'ربّما الحسنة الأساسية لهذا النوع من المجالس البلدية أن ليس من قوى معيّنة طاغية عليه'.
معركة المخاتير
ذكّر النائب السابق فارس سعيد أمس بقيام قوى المعارضة، وبينها 'القوّات'، ثلاث مرّات بالتحالف مع 'الحزب': عند إيصال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وعند إقرار انتخابات 2018، وفي بلديّة بيروت اليوم.
في المقابل، يمكن الجزم أنّ القوى المسيحية، وعلى رأسها 'القوّات'، فَشِلت في جذب الناخبين المسيحيين نحو صناديق الاقتراع في بيروت، ولو تحت عنوان حماية المناصفة، فتكفّل بالأمر البلوك الشيعي وتصويت الأحباش والطاشناق (نحو ستة آلاف صوت)، إضافة إلى التصويت السنّيّ.
تقول مصادر مسيحية إنّ 'المعركة الحقيقية للمسيحيين كانت المخاتير. وقد نال إيلي صباغة (أرثوذكس)، المستقلّ، على لائحة تحالف الأحزاب 5,773 صوتاً، فحلّ أوّلَ في الدائرة الأولى التي تضمّ 40 مختاراً: الأشرفية (12)، الرميل (12)، الصيفي (4)، المدوّر (12). وحصد 'الطاشناق' (12 مختاراً) و'القوّات' (12) العدد الأكبر من المخاتير، ويليهما حزب الكتائب، 'التيّار'، وميشال فرعون'.
في المقابل، لم ينجح نوّاب التغيير في إيصال مختار واحد، فيما كان لافتاً نيل إيلي ترنتيك أحد المرشّحين المدعومين من تحت الطاولة من أنطوان الصحناوي، ومن دون ماكينة انتخابية ظاهرة، 2,772 صوتاً في الأشرفية، ونيل مارون نوفل المقرّب أيضاً من الصحناوي 1,420 صوتاً في الرميل، وهذه أرقام لافتة تعني أنّ الكباش المسيحي سيكون قويّاً جدّاً في الانتخابات النيابية المقبلة.
ملاك عقبل -اساس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 37 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
باسيل استقبل رئيسي بلديتي المنصف والقبيات
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كل من رئيس بلدية المنصف خالد صدقة يرافقه منسق العلاقات الخارجية في "التيار" طارق صادق. ورئيس بلدية القبيات ميشال عبدو يرافقه النائب جيمي جبور ومنسق التيار في القبيات جورج كرم. و دار النقاش حول أهمية العمل البلدي والإنماء في المناطق بما ينعكس إيجاباً على القرى والبلدات اللبنانية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 8 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
القوّات في بيروت: وقت الخطر 'أحباش'!
حملت نتائج الانتخابات البلديّة، حتّى الآن، 'تشكيلة' من الانتصارات المصطنعة، بفعل التحالفات المصطنعة، وأخرى راكمت مؤشّرات سياسيّة جدّيّة يصعب حجب تأثيرها على الاستحقاق النيابي المقبل. بعد جونية الصداميّة، والبترون التوافقيّة، وزغرتا 'كسر العضم'، وبشرّي المُطعّمة بالنصر القوّ=اتي الناقص، قدّمت العاصمة بيروت، بدوائرها المسيحية، ومدينة زحلة ترسيماً إضافيّاً للأحجام نصّب 'القوات' رقماً صعباً، والتيّار الوطني الحرّ شريكاً لا غنى عنه، و جعل نوّاب التغيير… 'قيد التغيير'. الأهمّ أنّه تحت عنوان مناصفة لم تَسلَم من الخرق ارتضت 'القوّات' التحالف مع 'الحزب' والأحباش، وهو ما دفع النائب جبران باسيل إلى الطلب من 'القوّات' تفهّم تحالفه سابقاً مع 'الحزب' لحماية العيش المشترك. اعترف النائب جبران باسيل بأنّ 'القوّات' هي القوّة الكبرى في زحلة، وبرافو عليهم. أمّا نحن فلدينا مسؤوليّة مراجعة أدائنا السياسي والشعبي في زحلة، فنحن نشكّل القوّة الشعبيّة الثانية بعد 'القوّات' بفارق كبير، مع رفضنا للأداء الإلغائي'. فَهِم كثيرون من كلام باسيل توجّهه إلى إجراء تغيير في ما يخصّ مرشّحه للنيابة في زحلة في الانتخابات المقبلة، لكن أيضاً وَضع باسيل إطاراً واقعيّاً لهزيمته في زحلة حين تحدّث عن عائقَين: رفض 'القوّات' التحالف معه، ورفض باسيل توفير رافعة أصوات، تماماً كما الكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف، لأسعد زغيب الذي حلّ قبل الخاسر الأخير في ترتيب اللائحة، مؤكّداً أنّها 'رسالة' مقصودة من التيّار. فيما يدلّ هذا الاعتراف على أنّ 'التيّار' أعطى لائحة 'القوّات'، تنفي مصادر قيادية هذا الأمر، مؤكّدة أنّ قراره ترك الحرّيّة للناخبين ينزع أيّ صبغة حزبية لسلوك الناخبين الملتزمين، وأنّ 'مفاوضات على أعلى المستويات حصلت بين الطرفين عشيّة الاقتراع، لكنّها لم تصل إلى مكان. فعليّاً، نحن شطّبنا أسعد زغيب'. تقول مصادر إحدى الماكينات الانتخابية إنّ 'التيّار' وميريام سكاف صبّا ما يقارب ثلاثة آلاف صوت للّائحة المدعومة من 'القوّات' برئاسة سليم غزالة، من دون أن يُعرف إذا حصل ذلك بتوجيه سياسي محدّد. هذا البلوك من الأصوات لو ذهب للائحة زغيب لكانت فازت لائحته بـ 16 عضواً، وخرقت 'القوّات' بخمسة أعضاء'. وهو تحليل للأرقام لا تعترف معراب بجدّيّته. بيضة القبّان مقابل نكسة سقوط التحالف الانتخابي لزغيب وميشال ضاهر والثنائي الشيعي والكتائب وسيزار معلوف ونقولا فتّوش وخليل الهراوي 21 – صفر أمام 'القوّات'، برز سيناريو مضادّ مفاده: 'بعملية حسابيّة بسيطة كان على لائحة 'القوّات' 16 مرشّحاً بلغ مجموع أصوات كلّ منهم بين 14,086 صوتاً و13,437 صوتاً، في مقابل 16 مرشّحاً على لائحة زغيب تراوح مجموع أصوات كلّ عضو بين 8,516 و8,031، ولذلك بلوك الـ 3 آلاف صوت لو جُيّر لهم لكانوا نجحوا على اللائحة المدعومة من النائب ميشال ضاهر. ربّما أراد التيّار والكتلة الشعبية أن يقولوا إنّهم بيضة القبّان في هذا الإنجاز، خصوصاً بعدما تعاطى زغيب بفوقيّة فاقعة مع التيّار. وسكاف من جهتها أرادت خوض معركة إلحاق الخسارة بميشال ضاهر في زحلة، مع العلم أنّ كتلة صامتة مستقلّة آثرت الذهاب نحو الخيار الوحيد المتاح ضدّ أسعد زغيب، لأنّهم يريدون وجهاً جديداً غير الرئيس الحالي، كائناً من كان'. اللافت أنّ زياد شعنين، على لائحة 'قلب زحلة' المدعومة من 'القوّات'، حلّ أوّلَ (14,369) بفارق 28 صوتاً عن الرقم الذي ناله رئيس اللائحة سليم غزالة. يُذكر أنّ شعنين هو نائب الرئيس الذي كانت طرحته ميريام سكاف خلال مفاوضات التحالف مع 'القوّات'، فيما أكثر من مرشّح طرحتهم سكاف، وأُبقي عليهم على لائحة 'القوّات' بعدما فَرَطَ 'الديل' بينهما. القوّات 'تُحلّق' مع ذلك، يؤكّد العارفون بالخريطة الزحليّة أنّ 'القوّات' سجّلت خلال تسع سنوات فارقاً كبيراً، من آخر انتخابات حين كان مجلس بلديّة المدينة يتقاسمه 'التيّار' و'القوّات' والكتائب وميشال ضاهر وأسعد زغيب، ببلوك أصوات بلغ نحو عشرة آلاف صوت. لكنّ 'القوّات' اليوم حقّقت قفزة كبيرة، وباتت اليوم صاحبة الرقم واحد في زحلة بفارق شاسع عن أخصامها، ويليها النائب ميشال ضاهر الذي سجّل القدرة على تشكيل لائحة بوجه معراب (مع بلوك أصوات من نحو 8,500 من داعميه)، فيما لا يمكن اليوم تحديد الحجم الحقيقي لـ'التيّار' وسكاف اللذين يُشكّلان، معاً، بلوكاً من 4,500 صوت، ذهب 3 آلاف منه للائحة 'القوّات'. وفي نهاية المطاف لم يتمكّنا من تأليف لائحة، بعدما كان في السابق من الصعب خوض معركة من دون 'التيّار' وآل سكاف'. في المقابل، في قرى قضاء زحلة برزت أكثر قوّة 'التيّار' والنائب ضاهر، خصوصاً في قرى شرقي زحلة (كفرزبد، عين كفرزبد، رعيت، كوسايا، دير الغزال) التي تصدّر فيها ضاهر ثمّ 'التيّار'. يرفع هذا الواقع، بتأكيد هؤلاء، رقم 'القوّات' منفردة إلى 20 ألفاً، فأصبح نيلها حاصلَين شبه محسوم، وقد تحصل على كسر (الأكبر) الحاصل الثالث إذا تحالفت مع شخصيّة وازنة، لكنّ ادّعاء 'القوّات' القدرة على نيل أكثر من هذه الحواصل هو أمر مبالغ فيه، لأنّها ستحتاج إلى 40 ألف صوت، وهو أمر مستحيل لأيّ فريق في قضاء زحلة. من زحلة إلى بيروت فيما كانت 'القوّات' تدقّ الأجراس وتستنفر قواعدها الزحليّة للتصدّي للتصويت الشيعي للائحة أسعد زغيب، وجد قياديّو معراب كلّ المبرّرات لـ 'تشريع' تحالفهم مع 'حزب السلاح' في العاصمة بيروت، الذي أعلن رفده، مع حركة أمل، لائحة 'بيروت بتجمعنا' بنحو 20 ألف صوت. مع ذلك، مُنيت اللائحة بنكسة تطيير مرشّح متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، وهو إيلي أندريا شقيق مساعدته، لحساب مرشّح 'بيروت بتحبّك' محمود الجمل، في تكرار لسابقة 1998. المفارقة أنّ 'المتّهم' الأوّل بكسر المناصفة هي قوى مسيحية صوّتت ضدّ خيار المطرانية 'غير المُناسب'. وتفيد المعلومات بأن بعض الناخبين الأرثوذكس عمدوا إلى تشطيب إسم أندريا، إضافة إلى قريبين من النائب نديم الجميل، الذي وصف الخرق في تصريح إعلامي، بـ 'اللعبة الديموقراطية'. جهاد بقرادوني: عِلاج المناصفة يقول نائب بيروت في تكتّل 'الجمهوريّة القوية' جهاد بقرادوني لـ 'أساس': 'حصيلة هذا الواقع تقودنا إلى ضرورة إعادة النظر بقانون البلديّات في ما يخصّ العاصمة بيروت، فـ'عِلاج' المناصفة لا يكون بالضرورة عبر التقاء كلّ الأضداد على لائحة واحدة ضمن تحالف 'الأمر الواقع'، أو أن يكون الأمر مرتبطاً بقرار شخص أو مرجعية أو مناخات سياسية معيّنة، هذا إذا كنّا فعلاً نريد بناء دولة. لذلك يجب أن تتمّ حماية المناصفة بالقانون والدستور وبالتقسيم الانتخابي لبلديّة بيروت، وهو ما يقوّي أيضاً عامل المنافسة بين المشاريع لمصلحة العاصمة'. يضيف بقرادوني: 'للأسف أتى هاجس حماية المناصفة على حساب إعداد البرامج الإنمائية لبلديّة بيروت، التي تحتاج إلى جهد جماعيّ كبير، فالتهينا بـ 'الديل' الذي قام بيننا على حساب التركيز على أمور ومشاريع هي من صلب العمل البلديّ الإنمائي والتطويريّ للعاصمة'، لافتاً إلى أنّه 'ربّما الحسنة الأساسية لهذا النوع من المجالس البلدية أن ليس من قوى معيّنة طاغية عليه'. معركة المخاتير ذكّر النائب السابق فارس سعيد أمس بقيام قوى المعارضة، وبينها 'القوّات'، ثلاث مرّات بالتحالف مع 'الحزب': عند إيصال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وعند إقرار انتخابات 2018، وفي بلديّة بيروت اليوم. في المقابل، يمكن الجزم أنّ القوى المسيحية، وعلى رأسها 'القوّات'، فَشِلت في جذب الناخبين المسيحيين نحو صناديق الاقتراع في بيروت، ولو تحت عنوان حماية المناصفة، فتكفّل بالأمر البلوك الشيعي وتصويت الأحباش والطاشناق (نحو ستة آلاف صوت)، إضافة إلى التصويت السنّيّ. تقول مصادر مسيحية إنّ 'المعركة الحقيقية للمسيحيين كانت المخاتير. وقد نال إيلي صباغة (أرثوذكس)، المستقلّ، على لائحة تحالف الأحزاب 5,773 صوتاً، فحلّ أوّلَ في الدائرة الأولى التي تضمّ 40 مختاراً: الأشرفية (12)، الرميل (12)، الصيفي (4)، المدوّر (12). وحصد 'الطاشناق' (12 مختاراً) و'القوّات' (12) العدد الأكبر من المخاتير، ويليهما حزب الكتائب، 'التيّار'، وميشال فرعون'. في المقابل، لم ينجح نوّاب التغيير في إيصال مختار واحد، فيما كان لافتاً نيل إيلي ترنتيك أحد المرشّحين المدعومين من تحت الطاولة من أنطوان الصحناوي، ومن دون ماكينة انتخابية ظاهرة، 2,772 صوتاً في الأشرفية، ونيل مارون نوفل المقرّب أيضاً من الصحناوي 1,420 صوتاً في الرميل، وهذه أرقام لافتة تعني أنّ الكباش المسيحي سيكون قويّاً جدّاً في الانتخابات النيابية المقبلة. ملاك عقبل -اساس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 21 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
"الوطني الحر" يؤكد تمسكه بقانون الانتخاب وحقوق المغتربين
عقدت الهيئة السياسية ل"التيار الوطني الحر" إجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل فناقشت جدول أعمالها ، واعلنت في بيان انها "أجرت تقييماً شاملاً للإنتخابات البلدية التي جرت في البقاع وبيروت، فأبدت إرتياحها للنتائج التي حققها التيار مع الناس والعائلات في البلديات والهيئات الإختيارية وأكدت الإستعداد للمرحلة الأخيرة في الجنوب، وإعتبرت الهيئة أن خيار التيار في إحترام خيارات الناس ودعمها ترك إرتياحاً لدى الأهالي في اعطاء الاستحقاق البلدي طابعه الانمائي العائلي قبل السياسي". كما "سجلت بإيجابية الحرص على المناصفة التي سجلتها التيارات السياسية والروحية في بيروت، ولكنّها اكّدت في الوقت نفسه، على وجوب ايجاد حل دائم لبلدية بيروت في القانون عبر تجزئتها الى احياء بلديّة مع الحفاظ على البلدية الأم فيها". واكد "التيار" تمسكه ب"قانون الإنتخابات النيابية لجهة الإبقاء على صوت تفضيلي واحد وتكريس حق المغتربين في إنتخاب ممثلين عنهم في جميع القارات بما يشكل الدائرة 16 من الدوائر الإنتخابية". وحذر من "أي محاولة لتعديل القانون تؤدي الى ضرب صحة التمثيل وحرمان المغتربين حقهم في التصويت وحقّهم في التمثيل وفي أن ينتخبوا نوابهم من بينهم". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News