
الأرض تترقب خسوفًا كليًا للقمر في السابع من سبتمبر
وسيكون هذا الخسوف مشاهدًا في مناطق واسعة من العالم تشمل اليمن والوطن العربي وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا، في دلالة واضحة على وحدة النظام الكوني الذي يسير بأمر الله، لا يتقدم ولا يتأخر إلا وفق تقدير حكيم.
ويحدث الخسوف الكلي عندما تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر تمامًا، فيغمره ظلها المظلم. ومع مرور بعض الأشعة المنكسرة عبر الغلاف الجوي للأرض، يظهر القمر بلون نحاسي مائل إلى الحمرة، في مشهد مهيب يذكّر الإنسان بقدرة الخالق على تسيير هذا الكون بدقة عجيبة لا يختل فيها ميزان ولا نظام.
غير أن الخسوف لا يُنظر إليه كحدث فلكي مجرد، بل هو آية من آيات الله الباهرة، كما أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ﴾. إن اختفاء نور القمر وانكساره إلى لون الدماء إنذار سماوي يعيد القلوب إلى حقيقة أن الكون كله بيد الله، وأنه القادر على قلب الليل والنهار كيف يشاء.
وقد كان النبي ﷺ إذا خسف القمر أو كسفت الشمس يفزع إلى الصلاة والدعاء، ليذكّر الأمة بأن هذه الظواهر الكونية ليست لهوًا ولا للتسلية، وإنما إنذار رباني يوقظ الغافلين ويحث المؤمنين على التوبة والخشوع، واستشعار عظمة الله قبل أن يأتي يوم لا رجعة فيه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


غرب الإخبارية
منذ 2 ساعات
- غرب الإخبارية
مشاركة متميزة لرئيس قسم البحوث والدراسات بمنظمة التعاون الإسلامي في المؤتمر العاشر لإافتاء
المصدر - أشاد الكثير من الحضور للمؤتمر العاشر لافتاء والذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة ، بمشاركة الدكتور محمد الأمين محمد سيلا رئيس قسم البحوث والدراسات منظمة التعاون الإسلامي مجمع الفقه الإسلامي حيث تم تقديم ورقة بحثية في المؤتمر العالمي حول صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي ، إعداد الدكتور محمّد الأمين محمّد سيلا رئيس قسم البحوث والدراسات بمجمع الفقه الإسلامي الدولي مدينة جُدَّة المحروسة، المملكة العربية السعودية. شارك فضيلة الدكتور محمّد الأمين محمّد سيلا، في المؤتمر الدولي في صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي نظمته دار الإفتاء المصرية، وقدم ورقته البحثية بعنوان: "المفتي الرشيد في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي"، وفي مقدّمة التقديم سجل شكره الجزيل لجمهور مصر العربية على الدعوة الكريمة والرعاية من الله سبحانه وتعالى، ثم بموافقة فخامة رئيس الجمهور السيد عبد الفتاح السيسي حفظه الله تعالى ورعاه، وشكر كذلك الجهة المنظمة للمؤتمر الموقر، وكل من ساهم في نجاح فعاليات المؤتمر، ثم عرف فضيلته مصطلحات الورقة البحثية، بأنّ الفتوى لغة عبارة عن البيان والتوضيح والإجابة في المسألة التي فيها الإشكالية للمستفتي، والمفتي اصطلاحا: هو المخبر بحكم الله تعالى لمعرفته دليله . أو هو: المتمكن من معرفة أحكام الوقائع شرعا بالدليل مع حفظه لأكثر الفقه، وأن الذكاء في اللغة العربية هو سريع الفهم والاستيعاب، وأما تعريف الذكاء الاصطناعي مركبا فهو: "تقنيه حديثة تقوم على برامج وآلات تحاكي الذكاء البشري، ويحقق كثيرًا من المصالح ولا يخلو من مفاسد"، ثم تطرق الباحث إلى بيان الفرق بين الإفتاء والقضاء: يتحتم تنفيذ حكم القاضي بعد إصدار الحكم، بخلاف المفتي قد يعمل به المستفتي وقد لا يعمل به، وأن يكون المفتي ملمًا بالأحكام الشَّرعيَّة الإسلاميّة إمّا في المذاهب الفقهيّة كلِّها، أو حسب اختصاصه، وأمَّا القاضي فلا يلزم ذلك في جميع أحكام الشَّريعة الإسلاميّة، وأطراف الفتوى أقلُّ من أطراف القضاء؛ لأن الفتوى تتكون بين المفتي والمستفتي والحكم الشرعي، وأما القضاء فلا بد من القاضي، والمدعي، والمدعى عليه، والمدعى به، والشهود، والحكم، وبيّنَ الباحث الحكم الشَّرعي في إنشاء الذكاء الاصطناعي، لأن الأصل في الأشياء الحل والإباحة حتى يرد دليل شرعي على تحريمه، والذكاء الاصطناعي جائز الاستعمال والاستخدام ما لم يؤد إلى شيء محرم شرعًا، بدليل قوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ *وَمَا *فِي *الْأَرْضِ *جَمِيعًا *مِنْهُ﴾، [الجاثية:13]، ثم عرّج الباحث إلى بيان بعض إيجابيات تقنيّة الذكاء الاصطناعي، ومنها: تقنيّة الذكاء الاصطناعي في الخدمة على مدار السَّاعة، وتساعد في اتخاذ القرار في شيء ليس للإنسان فيه رؤية صحيحة وواضحة، ويستفاد بالذكاء للحفاظ على الموارد الطبيعيّة، والبيئات، والتغير المناخي بناء على آراء الخبراء في المجال، ويسهل الذكاء الاصطناعي البحث والتحليل ونشر المعرفة الإسلاميَّة، ويستفاد بالذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة، كتشخيص الأمراض، ووصف الادوية، والمجالات العسكرية، والأمنية، ومجال التعليم، والصناعة، ويستعين المفتي الرشيد باستخدام الذكاء الاصطناعي لغرض الوصول إلى مرامه المطلوب في أسرع وقت، ومن سلبيات استخدامه الذكاء الاصطناعي: أنّه عبارة عن سارق محترف وماهر؛ لأنه يسرق المعلومات المبثوثة والمنشورة من قِبَل الباحثين والكُتاب من قَبْل، ولا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يوضح استفسار السائل إذا كان السائل لم تتضح له صورة الجواب في أول وهلة، وسُكان الأماكن الناميّة وغير المتطوّرة كأهل بعض المدن، والقرى، أو أماكن الحروب؛ فهم غير قادرين على الانتفاع بتقنيات لذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي غير قادر على مراعاة حال السّائل وظروفه الشخصيّة، لكن لو كان مفتيًا شخصيًا قد يراعي أحواله وظروفه المحيطة بالمستفتي، وإمكانيّة تزوير صوت الأشخاص، وتحريف الفتاوى الاصطناعية، ثم شرع الباحث في بيان الحكم الشرعي في إصدار الفتوى عن طريق الذكاء الاصطناعي: يجوز الاعتماد بعد الله تعالى على الذكاء الاصطناعي في المسائل الشرعيّة التي يعرفها كل واحد من المسلمين بالبديهة، مثل: أحكام الصلاة، والصوم، والزكاة، وغيرها. وكذلك يجوز الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المسائل الحسابية، مثل: قسمة التركة وغيرها. فيستعان بتقنيّة الذكاء الاصطناعي في هذين المجالين، ولا يجوز الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في المسائل المتعلّقة بأعراف المجتمعات والبيئات والأحوال الخاصّة؛ لأنّها تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة، وختم الباحث حديث بسرد أهم النتائج والتوصيات التي توصل إليها أثناء إعداء البحث، وهي كثيرة ومنها ما يلي: المفتي والمستفتي متلازمان لا يتجزآن، والمفتي أمين الله ورسوله للمستفتيين، على المستفتي التطبيق والعمل بما علِمَ حتى لا تقام عليه الحجة في يوم الحشر، والمفتي يُوقّع عن الله سبحانه وتعالى وأنه في مقام رسوله ﷺ، وهو مسؤول عن كل شيء يفتي به، ولا ينبغي أبد أن يخجل المفتي ولا يتضايق بقوله: "لا يدري"؛ لأنّ قوله: "لا أدري" نصف العلم، ورفعة له وليس انتقاصًا من قدره شيئًا، وقد سئل إمام دار الهجرة عن جملة من الأسئلة أجاب عن كثير منها بقوله: "لا أدري"، والذكاء الاصطناعي جائز استخدامه مباح؛ لقاعة: "الأصل في الأشياء الإباحة والحل حتى يرد دليل صحيح على التحريم"، وفي كلمته الأخيرة: شكر الباحث جميع الحضور على حسن والإصغاء، ويرجو من الحضور تصحيح ما حصل فيه من الأخطاء. ، وختم عرضه بسرد أهم النتائج والتوصيات.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
الذكاء الاصطناعي قوة أميركا الناعمة وذراعها الاستراتيجية
في الـ23 من يوليو (تموز) الماضي، أصدرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وثيقة استراتيجية للذكاء الاصطناعي، جاءت في 28 صفحة، بعنوان" الفوز بالسباق: خطة عمل أميركا للذكاء الاصطناعي"، وعلى رغم أن خطة العمل هذه ليست وثيقة ملزمة رسمياً، وبالتالي لا تلزم الوكالات الفيدرالية باتخاذ إجراءات محددة، تقدم مجموعة واسعة من "إجراءات السياسة الموصى بها"، للوكالات الفيدرالية للنظر فيها عبر مجموعة واسعة من الموضوعات. بالتوازي مع ذلك، وقع الرئيس ترمب ثلاثة أوامر تنفيذية تعزز المبادئ الأساسية الواردة في خطة العمل، وذلك بتقييد مشتريات الحكومة الفيدرالية من نماذج الذكاء الاصطناعي "المتحيزة"، وتبسيط إجراءات منح التصاريح والموافقة لمراكز البيانات وغيرها من البنى التحتية للذكاء الاصطناعي وتعزيز استراتيجية تصدير عالمية لأنظمة الذكاء الاصطناعي الأميركية. يعن للقارئ أن يتساءل ما هو الهدف الرئيس الذي يسعى الرئيس ترمب إلى الوصول إليه عبر هذه الاستراتيجية؟. المؤكد ومن دون أدنى شك، تبدو الملامح الأولية لهذه الاستراتيجية، مدخلاً إلى تعزيز الشعار الترمبي المعلن منذ زمان وزمانين "أميركا أولاً"، وتهيئة الأجواء لبسط السيطرة الأميركية الكاملة على مشارق الأرض ومغاربها، عبر أدوات تلك الذكاءات . في هذا السياق، تبدو واضحة معالم وملامح الصراع الأميركي– الصيني بنوع خاص، والمحاولات الأميركية الدؤوبة لقطع الطريق على الصين، أو في أضعف الأحوال استباقها في عالم يتطور بسرعة مذهلة مرتكزاً على رؤى عالم سيدلف قريباً إلى زمان ما بعد الذكاءات الاصطناعية التقليدية إلى التوليدية، وربما أفكار أخرى ما أنزل الله بها من سلطان؟ غير أن الاستراتيجية التي يقترحها ترمب، تترك وراءها في واقع الأمر الكثير من علامات الاستفهام المثيرة من نوعية الضمانات المطلوبة حتى لا تنفلت الأفكار والمبتكرات وتجد البشرية نفسها في نهاية الأمر رهينة لـ"فرانكشتاين" عصراني جديد. ومن بين الأسئلة مثار الجدل، "هل تلك الاستراتيجية تعد نوعاً من الباب الخلفي لسيطرة الأوليغارشية الأميركية، أي شركات التكنولوجيا المتقدمة على مقدرات الحياة السياسية والاقتصادية بصورة تهدد الحياة الديمقراطية الأميركية. العديد من التساؤلات المعمقة نحاول مشاغبتها في هذه القراءة الكاشفة والوازنة لهذا المعترك الأميركي الجديد. الملامح الأولية للاستراتيجية الأميركية يصعب أن نتوقف بالتفصيل المحقق والمدقق مع الاستراتيجية الأميركية الجديدة للذكاء الاصطناعي، لا سيما أنها تتضمن إجراء سياسياً. لكنها في النهاية تقوم على ثلاث ركائز: - تسريع ابتكارات الذكاء الاصطناعي. - بناء البنية التحتية الأميركية للذكاء الاصطناعي. - قيادة الدبلوماسية والأمن الدوليين في مجال الذكاء الاصطناعي. وعلى رغم أهمية الركائز الثلاث، إلا أن الركيزة الأولى تُفصل 15 مبدأ جميعها تبدو وكأنها وضعت على الضد من كافة الإجراءات التي كانت إدارة جو بايدن قد توقفت عندها، وتسعى لإزالة العوائق التنظيمية أمام ابتكار الذكاء الاصطناعي، ووضع قواعد أساسية لمشتريات الحكومة الفيدرالية من تقنيات الذكاء الاصطناعي. تؤكد خطة العمل نية إدارة ترمب تجنب تطبيق لوائح أو تشريعات مرهقة تركز على الذكاء الاصطناعي على المستوى الفيدرالي، لا سيما عندما تقيد هذه اللوائح أو التشريعات تطويره. يتماشى هذا السلوك مع نهج الإدارة تجاه الذكاء الاصطناعي حتى الآن، والذي شمل إلغاء الأمر التنفيذي للرئيس بايدن في شأن "التطوير والاستخدام الآمن والموثوق للذكاء الاصطناعي". ومن بين التوجهات المثيرة للانتباه في هذه الاستراتيجية، إزالة "التحيز الأيديولوجي"، من الذكاء الاصطناعي في الحكومة الفيدرالية، ويوجه أمر التحيز الوكالات الفديرالية لضمان امتثال شهادات الذكاء الاصطناعي غير المتحيزة التي تحصل علىها لمبدأين رئيسين: "البحث عن الحقيقة" و"الحياد الأيديولوجي" ويشار إليهما معاً باسم مبادئ الذكاء الاصطناعي غير المتحيزة. تدعو الخطة أيضاً إلى نشر معالم استراتيجية وطنية جديدة للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك لتوجيه الاستثمارات الفيدرالية في هذا المجال، وتشجع الحكومة الفيدرالية على الاستثمار في أبحاث الذكاء الاصطناعي النظرية والحسابية والتجريبية وذلك لتطوير تقنيات جديدة وتحويلية في هذا المجال. هل هي ثورة معلوماتية بياناتية داخل أميركا؟ غالب الظن أن ذلك كذلك، فالخطة تهدف إلى تبسيط إجراءات ترخيص واعتماد مراكز البيانات، وموافق تصنيع أشباه الموصلات، وغيرها من مشاريع البنى التحتية للذكاء الاصطناعي. وتحدد الخطة عدداً من الإجراءات السياسية المقترحة التي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف. كما تدعو كل من خطة العمل وأوامر البنية التحتية إلى توسيع قدرة شبكة الكهرباء الأميركية لمواكبة الحاجات المتزايدة للذكاء الاصطناعي. ويعن لنا أن نتساءل بداية هل وجدت هذه الاستراتيجية ترحيباً في الداخل الأميركي؟ وإذا كان ذلك كذلك، فمن هم المرحبون في واقع الأمر، وهل باتوا فئة لديها من المقدرات على دفع عجلة الحياة الأميركية في مساراتهم ومداراتهم الخاصة؟. إشادة واسعة بالرئيس وباستراتيجيته بدت ردود الفعل الأولى على طرح استراتيجية الرئيس ترمب، متفائلة إلى أقصى حد ومد، لا سيما من قيادات كبريات الشركات الأميركية. "الميزة الفريدة التي تتمتع بها أميركا والتي لا يمكن لأي دولة أخرى أن تتمتع بها هي الرئيس ترمب"، هكذا علق جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" عملاق التقنية الأميركية المعاصرة برأس مال يتجاوز الأربعة تريليونات دولار، على استراتيجية الرئيس ترمب، والتعليق لا يحتاج إلى تعقيب. أما ستيف كينارد، رئيس جميعة ابتكار الذكاء الاصطناعي، فرأى أن خطة عمل ترمب للذكاء الاصطناعي مسار جريء نحو الريادة الأميركية العالمية. وأن لكل مواطن أميركي، وشركة، وجامعة، ومؤسسة، دور يؤديه، وأنه من خلال إعطاء الأولوية للعمال الأميركيين، وحرية التعبير، والأمن، تُمكن هذه الخطة الولايات المتحدة من الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي، وبدء عصر جديد من الرخاء والقوة. واختتم بالقول "إن جمعية ابتكار الذكاء الاصطناعي على أهبة الاستعداد لدعم هذه المبادرة". شركة "أمازون" من جهتها أصدرت بياناً جاء فيه "تدعم 'أمازون' وتواصل العمل على مستوى الولايات والحكومات الفيدرالية لوضع معايير متسقة تعزز التطوير والأمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي، وتتطلع إلى مواصلة التعاون لتحقيق كامل إمكانات الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي". لم تقتصر الإشادات بشركات التقنية فقط، بل تجاوزتها إلى شركات الطاقة الكبرى مثل "شيفرون"، التي صرح رئيس مجلس إدارتها مايك روث بأن "خطة عمل الرئيس ترمب الأميركية للذكاء الاصطناعي خطوة جرئية وضرورية لضمان قيادة الولايات المتحدة للثورة التكنولوجية الكبرى المقبلة". دوغ كيلي، الرئيس التنفيذي لمشروع "أميركان إيدج" التي تجمع كبار العقليات الابتكارية في الداخل الأميركي، صرح بدوره بأن "خطة عمل الرئيس ترمب للذكاء الاصطناعي تُمثل قفزة هائلة إلى الأمام في سياق ترسيخ الريادة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، فمن خلال إعطاء الأولوية للابتكار والبنية التحتية والمواهب والوصول العالمي، تواجه الخطة عوائق رئيسة أمام القدرة التنافسية الأميركية، وتبدأ في سد ثغرات طويلة الأمد في استراتيجياتنا الوطنية، وتساعد الولايات المتحدة على التفوق على الصين في هذا السباق التكنولوجي عالي الأخطار. الوقت هو جوهر المسألة، فقد وضعت الصين خطة وطنية للريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي منذ عام 2017، وهي تنفذها بلا هوادة بالمواهب والبنية التحتية والاستثمار المدعوم من الدولة والنفوذ الدولي. هذه هي لحظة انطلاقنا. الآن هو الوقت المناسب للبلاد للتجمع معاً خلف مهمة وطنية مشتركة للفوز في سباق الذكاء الاصطناعي. لا يمكن أن تكون الأخطار أعلى". يدفعنا تصريح "دوغ كيلي" للتساؤل، "هل الهدف الرئيس من هذه الاستراتيجية مواجهة ومجابهة الصين في هذا المساق، أم أن تلك المنافسة هي الجزء الغالب في هذه الاستراتيجية بجانب أهداف أخرى؟". الصين واستراتيجية ذكاء الهيمنة في ورقة بحثية منشورة عبر المجلس الأطلسي للأبحاث، أعدها أوين جيه دانييلز وهانا دوهمين، الزميلين غير المقيمين، تحت عنوان "استراتيجية الذكاء الاصطناعي المهملة في الصين"، يدرك القارئ أن بكين تستخدم القوة الناعمة لتحقيق الهيمنة العالمية وبالتحديد عبر بوابات الذكاء الاصطناعي. كيف يمكن للصين أن تفعل ذلك في حقيقة الأمر؟ يراقب الأميركيون بقلق بالغ، ما يحدث في الصين، ففي أوائل العام الحالي، أصدرت شركة "ديب سيك" الصينية نموذجها الاصطناعي، مما أثار موجة من الصدمة في الأوساط السياسية بالولايات المتحدة. فعلى رغم ضوابط التصدير الأميركية لأشباه الموصلات المتقدمة، تمكنت الشركة من تطوير تقنية مفتوحة قابلة للتخصيص، قادرة على منافسة بعض أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية تطوراً، مما أثار مخاوف الكثيرين من تراجع ريادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي قريباً. غير أن التهديد الذي تشكله النماذج الصينية المقترحة لا يقتصر على مواكبة الصين للولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، بل يتعلق أيضاً بالاعتماد العالمي الأوسع للذكاء الاصطناعي. ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، بلغ عدد مستخدمي تطبيق "ديب سيك" النشطين 33 مليون مستخدم حول العالم. وبحلول أبريل (نيسان) الماضي، تضاعف هذا العدد ثلاث مرات تقريباً ليصل إلى 97 مليوناً. علاوة على ذلك أشار الرئيس التنفيذي لمستودع النماذج المفتوحة إلى أنه جرى تنزيل أكثر من 500 نسخة مشتقة من نموذج "آر آي" الأصلي ما مجموعه 2.5 مليون مرة في يناير الماضي. بمعنى آخر، جرى تنزيل النسخ المشتقة من "آر آي" المخصصة والمصممة أساساً من النموذج الأصلي لتلبية حاجات المستخدمين، بمعدل خمسة أضعاف معدل تنزيل "آر آي" نفسه. هل المسألة بين واشنطن وبكين مجرد تنافس اقتصادي؟ بالقطع الأمر يتجاوز ذلك بكثير، إذ إن مسألة أي دولة تحقق التفوق العالمي في نماذج الذكاء الاصطناعي لها آثار سياسية تتجاوز المنافسة السوقية أو التطبيقات العسكرية. هنا يجب القول إن النماذج المفتوحة مثل "آر آي" أو "كيه 2" وغيرها تتيح للمستخدمين حول العالم فرصة تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قابلة للتخصيص لتلبية الحاجات المحلية، بما في ذلك في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والقوى العاملة، بتكلفة أقل من نظيرتها الأميركية. وبهذا المعنى، قد تكون الميزة الأكبر التي يمكن أن تقدمها النماذح المفتوحة للصين في مجال القوة الناعمة. هنا يعتبر خبراء المجلس الأطلسي أنه إذا لم تأخذ استراتيجية واشنطن الجديدة للذكاء الاصطناعي في الاعتبار النماذج المفتوحة بشكل كاف، فإن شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية، على رغم نماذجها الرائدة عالمياً ستخاطر بالتنازل عن نفوذ الذكاء الاصطناعي الدولي للصين. هل كانت خطة الرئيس ترمب بالفعل واجبة الوجود، في ظل تلك المنافسة الصينية التي لا تكل ولا تمل، في طريقها لتسنم العالم تكنولوجياً؟ واشنطن وتطوير ذكاء مفتوح المصدر يحتاج الجواب عن علامة الاستفهام المتقدمة إلى صاحب خبرة عميقة ومثيرة لا تتوافر إلا لدى رجل مهمات ما ورائية مثل مايكل ج. موريل القائم بأعمال ونائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، صاحب الـ33 سنة من الخبرة في مجال الاستخبارات، والرجل الذي لعب دوراً محورياً في مكافحة الإرهاب وعمليات الأمن القومي الكبرى. في قراءة مطولة له بالشراكة مع الجنرال جوزيف دانفورد الابن رئيس هيئة الأركان الأميركية خلال الفترة ما بين 2015- 2019، يوصيان بأنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقود مجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر ومغلق المصدر لمواجهة التكنولوجيا الاستبدادية الصينية وحماية المعايير العالمية. وعندهما كذلك أن أميركا في سباق لا تطيق خسارته، حيث تتقدم الصين بوتيرة متسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، مستخدمة نماذج مفتوحة المصدر لنشر أنظمة ذكاء اصطناعي قوية ومنخفضة الكلفة، متجذرة في القيم الاستبدادية عالمياً، بحسب تعبيرهما. هذه النماذج لا تتنافس فحسب، بل بدأت تفوز، وإذا تركت من دون رادع فقد تصبح أساس البنية التحتية الرقمية العالمية. ولحماية الأمن القومي الأميركي، ومستقبل البلاد الاقتصادي والمُثل الديمقراطية، يجب على الولايات المتحدة أن تضمن ريادتها في تطوير الذكاء الإصطناعي، مفتوح المصدر ومغلق المصدر. لقطة تجمع رجال الأعمال في المجال التكنولوجي خلال حفل تنصيب ترمب (رويترز) ولأن الولايات المتحدة لا تستطيع الفوز في سباق الابتكار إلا في بعض جبهات القتال، يوصي الكاتبان بوجوب التركيز أميركياً على تعزيز الذكاء الاصطناعي الأميركي مفتوح المصدر، حيث تشارك نماذج مثل "ميتا لاما" شيفرتها المصدرية وتفاصيل تشغيلها بحرية ومباشرة مع المستخدمين والشركات. يوسع هذا النهج نطاق الوصول إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويعزز الابتكار بشكل أسرع، ويسرع تبني الذكاء الاصطناعي المبني على التكنولوجيا الأميركية. أما بغير هذا النظام البيئي القوي للذكاء الاصطناعي بقيادة الولايات المتحدة والذي يتألف من نماذج مفتوحة ومغلقة، من المرجح أن تتبنى الدول الحليفة والشركات ذكاءً اصطناعياً صيني الصنع أقل تكلفة، مما يُرسخ القيم الاستبدادية والثغرات الأمنية في البنية التحتية العالمية. يعتقد الأميركيون أن الريادة الأميركية في تطوير الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، تسهم في تعزيز الابتكار في أميركا والدول الحليفة الأخرى، وذلك من خلال ضمان حصول الجامعات ومراكز البحث والشركات التي تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الإصطناعي على الأدوات اللازمة لجراء أبحاث متطورة وتعزيز الكفاءة من دون الاعتماد على النماذج الصينية الأقل تكلفة. يجادل بن بروكس رئيس السياسات العامة في منظمة "استقرار الذكاء الاصطناعي"، بأن زيادة توافر نماذج مفتوحة المصدر ستمكن المطورين الصغار من إنشاء تطبيقات ذكاء اصطناعي جديدة وتنافسية، مما يمكنهم من إطلاق مشاريع من دون الحاجة إلى استثمار رأس المال لبناء نموذج من الصفر. في هذا السياق يبدو السؤال المهم المطروح في الداخل الأميركي، والذي هو من دون أدنى شك، أحد محفزات استراتيجة ترمب، "ما هي أفضل وسيلة دفاع ضد النظام البيئي الرقمي الذي تقوده الصين؟". الجواب هو هجوم جيد، لا سيما أن الولايات المتحدة تتمتع حالياً بميزة طفيفة في كل من الذكاء الاصطناعي المغلق والمفتوح المصدر، لكنه ليس تفوقاً مضموناً ويتقلص بسرعة، ولهذا يوصي موريل ودانفورد، القائمين على القرار الأميركي بالاستثمار في هذا المجال وتشكيل مسار تطويره وتنظيمه بناءً على أخطار حقيقية لا افتراضية، واستخدامه لتحقيق ميزة استراتيجية ضد طموحات الصين. أما إذا خففت الولايات المتحدة من قبضتها الآن، فلن تتخلى عن هيمنة الذكاء الاصطناعي فحسب، بل ستُمكن الصين من إملاء قواعد نظام عالمي رقمي جديد. هل يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي، بات أحد أهم أدوات القوة الناعمة الأميركية، وليس الخشنة فحسب؟ الذكاء الاصطناعي والنفوذ العالمي لم يعد هناك شك في أن الذكاء الاصطناعي بات أحد التقنيات التي تمثل المرحلة الأحدث في عصر المعلومات سريع التطور، والذي بدأ بالتزامن تقريباً مع بدء النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية بإعادة تشكيل نفسه مع انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، والتحول الاقتصادي للصين وتأسيس الاتحاد الأوروبي. كانت هيمنة الولايات المتحدة في التطبيقات غير العسكرية للسيبرانية حاسمة في ضمان تصنيع منتجات استهلاكية فائقة الجودة، والتي غمرت أسواق الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية قبل سقوط جدار برلين وجعلت الديمقراطية مرادفة للوصول إلى السلع والخدمات. على سبيل المثال، كانت ماركة جينز ليفيز وراديوهات الترانزستور تعد من أهم المنتجات التي يرغب الناس في الاتحاد السوفياتي الحصول عليها عطفاً على بقية دول حلف وارسو، واليوم يعد تصدير الذكاء الاصطناعي "المصنوع في الولايات المتحدة"، أمراً حيوياً لإدارة المنافسة بين أميركا والصين وإبراز نفوذ القوة الأميركية الناعمة في كل من الأسواق الناشئة والاقتصادات الانتقالية. يدرك العارفون ببواطن القوة الناعمة، أن دور الذكاء الاصطناعي يتزايد يوماً تلو الآخر وسيصبح أداة للحوكمة السياسية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وستوجه الأنظمة المدارة بالذكاء الاصطناعي القرارات اليومية المتخذة في قطاعات متعددة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الرعاية الصحية والتعليم وخدمات الاستجابة الأولية والأمن والعدالة الجنائية وإدارة الاستجابة للكوارث. والشاهد أنه على رغم إطلاق الرئيس ترمب لعملية تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الحكومة الفيدرالية، إلا أن إدارته ستحتاج إلى التركيز بشكل استباقي على وضع مجموعة من قواعد التعامل التي تجعل الذكاء الاصطناعي خياراً آمناً ومفيداً للحلفاء والشركاء، وبهذه الطريقة يمكن أن يصبح آلية تأثير مرغوبة. ومع إحداث الذكاء الاصطناعي تحولاً في كيفية ممارسة الأعمال التجارية عالمياً، ستحتاج واشنطن إلى ضمان هيمنة مجموعة تقنياتها وتعزيز أخلاقيات الديمقراطية، وعندها كما يقول مارك بولياك رئيس قسم المنتجات في معهد نيولاينز للاستراتيجيات والسياسات في العاصمة واشنطن، سيستمر العالم في الاستفادة من أفضل ما تقدمه أميركا. ومع استمرار الولايات المتحدة في تقليل تعرضها لاضطرابات العالم، سيكون من الضروري أن تكون رائدة في تصدير ونشر الذكاء الاصطناعي دولياً. هنا يقطع كامران بخاري مدير أول في معهد في قسم المنتجات والتكنولوجيا في "مينت أي آي" بأن هذا النهج سيضمن استمرار القيم الغربية والتكنولوجيا المبنية عليها في توجيه العالم في القرن الـ21 وما بعده. أما إذا فشل الأميركيون في ترسيخ الذكاء الاصطناعي، فستشكل الأنظمة الصينية حواجز أيديولوجية توجه مليارات القرارات في جميع أنظمة البيئة التحتية الحيوية في العالم. على أن علامة الاستفهام التي صاحبت الإعلان عن استراتيجية الرئيس الجديدة، "هل يحتاج الأمر إلى ضمانات كي لا يخرج مسار تلك الذكاءات عما هو مرسوم لها وموضوع عنها من قبل العقول البشرية، ولا تحدث ردة تكنولوجية تكون بمثابة كارثة على الجنس البشري؟". أميركا واستراتيجية بحاجة لضمانات عبر مجلة "فورين أفيرز"، وبعد إعلان الرئيس ترمب عن استراتيجيته الجديدة ببضعة أيام، بادرت العقول المفكرة إلى التساؤل عن تجاهل مخاوف السلامة الأمر الذي يمكن أن يقوض رؤية تلك الاستراتيجية عوضاً عن أن يسرعها. قبل عقود كان الكثيرون متفائلين بنفس القدر بشأن الطاقة النووية، إلى أن أثارت حادثة بارزة في محطة "ثري مايل آيلاند" ردود فعل عنيفة وكادت أن تدمر هذه الصناعة. هنا انبرى كل من أدريان ثينييون من جامعة جورج تاون، وزاكاري أرنولد رئيس المشروع السابق لمرصد التكنولوجيا الناشئة في الجامعة عينها لحديث الضمانات، وعندهما أنه لتجنب الوقوع في الخطأ نفسه، فإنه ينبغي على قادة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة أن يتعلموا من تحول الطاقة النووية بعد حادثة ثري مايل آيلاند، وأن يتبنوا نهجاً يركز على التعلم في التنظيم الذاتي، وهي استراتيجية فعالة للحد من الأخطار المرتبطة بالتكنولوجيا القوية والمعقدة، وجعلها قابلة للتطبيق على نطاق واسع. لماذا الحاجة إلى ضمانات لهذه الاستراتيجية الوليدة؟ المؤكد أنه على رغم أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بإمكانات هائلة لتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية الأميركية والأمن القومي، إلا أن مجرد تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أفضل لا يكفي. يظهر التاريخ أن التقنيات الجديدة يجب أن تنشر على نطاق واسع لتعزيز القوة الشاملة للدولة. على سبيل المثال، خرج الاتحاد السوفياتي ضعف عدد العلماء والمهندسين الذين خرجتهم الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، لكنه واجه صعوبات في إدخال تقنيات جديدة في اقتصادها مما أسهم في انهيارها. وعلى النقيض من ذلك، تأخرت الولايات المتحدة عن العديد من البلدان الأوروبية في الاكتشافات العلمية خلال الثورة الصناعية الثانية، ولكنها سرعان ما تقدمت كثيراً من خلال تعبئة الجامعات العامة، والشركات الصناعية لتسويق التكنولوجيات الجديدة ونشرها بسرعة . بناء على ذلك لن تنعم الولايات المتحدة بفوائد نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة إلا بعد نشرها على نطاق واسع. ومع ذلك، لا يزال الذكاء الاصطناعي يواجه عقبات في الولايات المتحدة، لأسباب وجيهة في كثير من الأحيان. فقد دفعت المخاوف حول عدم الدقة، وانتهاك الملكية الفكرية، والأمن السيبراني الشركات إلى التردد في دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها التجارية، حتى أن بعضها منع موظفيه من استخدامه. وقد حذرت شركة "مورغان أند مورغان"، للإصابات الشخصية موظفيها أخيراً من عواقب استخدام الذكاء الاصطناعي بعد أن استشهد محاميان في الشركة بسوابق قضائية مزيفة ناتجة من الذكاء الاصطناعي. ولم يكونوا الوحيدين الذين فعلوا ذلك. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) هناك جزئية أخرى استدعت تصريحات من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تلك المتعلقة بما سوف تتطلبه مراكز البيانات اللازمة لتشغيل الذكاءات الاصطناعية من طاقة كهربائية مضافة، والمخاوف من أن يتسبب ذلك في المزيد من استهلاك الطاقة الأحفورية التي تضر بمناخ الكرة الأرضية المعطوب بأسوأ حالة في الوقت الراهن. عطفاً على ذلك، ستكون هناك حاجة ماسة إلى المزيد من المياه اللازمة لتبريد تلك المراكز، ما سيلقي بعبء كبير مستحدث على الأماكن التي تعاني من قلة أو ربما ندرة المياه اللازمة لعمليات التبريد هذه. لكن هل هناك خوف من إشكالية أكبر، حال وجدت تلك الاستراتيجية طريقها إلى التطبيق العملي على نطاق واسع؟. الجواب يعود بنا إلى دائرة الترحيب الكبيرة وربما الخطرة التي أظهرتها كبريات الشركات التقنية في الداخل الأميركي لخطوط الطول والعرض لما اقترحه الرئيس ترمب على مواطنيه... فماذا عن تلك الإشكالية؟. الرابحون الحقيقيون والأوليغارشية التقنية هل يمكن أن يكون مشروع ترمب الجديد وبالاً على حال الديمقراطية الأميركية؟ يركز المشروع الثاني من استراتيجية ترمب على تحرير الأنظمة، وهو مطلب رئيس لقادة التكنولوجيا الأميركيين الذين اتخذوا موقفاً متشدداً بشكل متزايد في شأن الرقابة الحكومية. للوصول إلى هذه اللحظة، أقامت شركات التكنولوجيا علاقات ودية مع ترمب. تبرع الرؤساء التنفيذيون لشركات "الفابت" و"ميتا" و"أمازون" لصندوق تنصيب الرئيس، والتقوا به في منتجعه في فلوريدا، وأصبح سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن أي آي"، المُصنعة لتطبيق "تشات جي بي تي"، حليفاً وثيقاً لترمب، ما تقرب هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، من الرئيس بوعود باستثمار 500 مليار دولار في البيئة التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة. في هذا الصدد يقول أليكس فريز، نائب رئيس المناصرة في منظمة Issue One غير الربحية، "الحقيقة هي أن شركات التكنولوجيا الكبرى لا تزال تنفق عشرات الملايين من الدولارات لكسب ود المشرعين وتشكيل التشريعات". والمعروف أنه في الفترة التي سبقت كشف ترمب عن خطته للذكاء الاصطناعي، عارضت أكثر من 100 منظمة عمالية وبيئية وحقوقية وأكاديمية بارزة الرئيس، ووقعت على "خطة عمل شعبية للذكاء الاصطناعي". وفي بيان لها أكدت هذه المنظمات على ضرورة "التخلص من احتكارات التكنولوجيا" التي برأيها "تضحي بمصالح الناس العاديين من أجل أرباحها الخاصة". يعني لنا أخيراً التساؤل، هل تأتي خطة ترمب للذكاء الاصطناعي لتعزز من حال الاستقطاب السياسي في الداخل الأميركي، أم أنها تجيء لتهدد الديمقراطية من خلال حكم الأقلية المصدرة للذكاءات من أصحاب كبريات الشركات؟.


الأمناء
منذ 2 أيام
- الأمناء
الأرض تترقب خسوفًا كليًا للقمر في السابع من سبتمبر
تشهد الأرض مساء السابع من سبتمبر القادم حدثًا فلكيًا عظيمًا، يتمثل في خسوف كلي للقمر، حيث يدخل القمر كاملًا في ظل الأرض ليغيب نوره ويتحول لونه إلى الأحمر الدموي. ووفق الحسابات الفلكية الدقيقة، سيبدأ الخسوف عند الساعة 6:29 مساءً، وتبلغ ذروته عند 9:10 مساءً، وينتهي عند الساعة 11:53 ليلًا. وهو الخسوف الكلي الأول والأخير خلال هذا العام الميلادي. وسيكون هذا الخسوف مشاهدًا في مناطق واسعة من العالم تشمل اليمن والوطن العربي وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا، في دلالة واضحة على وحدة النظام الكوني الذي يسير بأمر الله، لا يتقدم ولا يتأخر إلا وفق تقدير حكيم. ويحدث الخسوف الكلي عندما تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر تمامًا، فيغمره ظلها المظلم. ومع مرور بعض الأشعة المنكسرة عبر الغلاف الجوي للأرض، يظهر القمر بلون نحاسي مائل إلى الحمرة، في مشهد مهيب يذكّر الإنسان بقدرة الخالق على تسيير هذا الكون بدقة عجيبة لا يختل فيها ميزان ولا نظام. غير أن الخسوف لا يُنظر إليه كحدث فلكي مجرد، بل هو آية من آيات الله الباهرة، كما أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ﴾. إن اختفاء نور القمر وانكساره إلى لون الدماء إنذار سماوي يعيد القلوب إلى حقيقة أن الكون كله بيد الله، وأنه القادر على قلب الليل والنهار كيف يشاء. وقد كان النبي ﷺ إذا خسف القمر أو كسفت الشمس يفزع إلى الصلاة والدعاء، ليذكّر الأمة بأن هذه الظواهر الكونية ليست لهوًا ولا للتسلية، وإنما إنذار رباني يوقظ الغافلين ويحث المؤمنين على التوبة والخشوع، واستشعار عظمة الله قبل أن يأتي يوم لا رجعة فيه.