
تقرير مكرمة الشهداء تتحوّل إلى فضيحة.. اتهامات بالفساد تطال مسؤولين كبارًا
غزة/ محمد أبو شحمة:
في الوقت الذي تتوق عائلات الشهداء إلى تكريم يليق بتضحيات أبنائهم، يواجهون اليوم صدمة موجعة بعد ما كُشف عنه من شبهة فساد وتلاعب في ملف "مكرمة الحج" التي خصّصتها السعودية لأسر الشهداء الفلسطينيين.
وبدلًا من أن تكون هذه المكرمة عربون وفاء لدماء أُزهقت من أجل القضية، تحوّلت إلى باب خلفي للمحسوبيات والفساد، يديره متنفذون في السلطة، على رأسهم مستشار الرئيس للشؤون الدينية وقاضي القضاة، محمود الهباش، الذي بات اسمه مرتبطًا بإحدى أكثر القضايا إثارة للغضب في الشارع الفلسطيني.
وتسود حالة من الغضب والاستياء العارم بين أهالي الشهداء والفلسطينيين عمومًا، على خلفية ما وُصف بالفساد الصارخ في توزيع حصص مكرمة الحج السعودية المخصصة لعائلات الشهداء، وهو الملف الذي يشرف عليه محمود الهباش.
ورغم المناشدات المتكررة التي أطلقها ذوو الشهداء خلال الأيام الماضية، مطالبين بإنصافهم وضمان حصولهم على حقهم في أداء مناسك الحج هذا العام، إلا أن تلك النداءات قوبلت بالتجاهل التام من قبل الجهات الرسمية، في مقدمتها الهباش، الذي مضى في تنفيذ ما وُصف بـ"توزيع انتقائي" للمكرمة.
وأكدت مصادر صحفية أن الهباش رفض بشكل قاطع التجاوب مع الاعتراضات، وأصر على استكمال إجراءات سفر الأشخاص الذين تم اختيارهم من قبله ومن قبل المحيطين به، دون اعتبار لمعايير الشفافية أو الأولوية. وقد سلّم المُدرجون في الكشوفات جوازات سفرهم للسفارات الفلسطينية في القاهرة وعمّان تمهيدًا لاستكمال ترتيبات السفر.
وأظهرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لأهالي الشهداء أن الكشوفات تضم أكثر من عشرة أسماء من عائلة الهباش، إضافة إلى أقارب وأصدقاء مقرّبين، وبعض زوجاتهم، في مخالفة فاضحة لمبدأ أحقية أسر الشهداء بالمكرمة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تضم الكشوفات أيضًا أكثر من 20 اسمًا لا ينتمون لعائلات شهداء، إلى جانب أسماء أخرى سبق لهم الحج في السنوات الماضية، ما أثار تساؤلات واسعة حول الآلية التي تم من خلالها اعتماد هذه الأسماء.
وقال أهالي الشهداء في منشوراتهم: "لماذا يتم تخصيص أكثر من 100 مقعد إداري على حساب المكرمة المخصصة للشهداء؟ ولماذا يُمنح 150 أسيرًا محررًا حق الحج على حساب أهالي الشهداء؟ هذه المكرمة خُصصت لمن فقدوا أبناءهم، لا لمن يبحثون عن امتيازات وسفر مجاني."
وشددوا على أن التلاعب بمثل هذا الملف الإنساني يمثل "إهانة لدماء الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن الوطن"، داعين إلى فتح تحقيق شامل في ملف المكرمة منذ انطلاقها حتى اليوم، لا سيما ما يتعلق بدور السفارة الفلسطينية في القاهرة، التي وُجهت إليها اتهامات مباشرة بالتورط في الفساد والتلاعب.
الناشط الفتحاوي المعروف صالح ساق الله، أعاد عبر صفحته في "فيسبوك" نشر قائمة المكرمة، مشيرًا إلى وجود أسماء شاركت في الحج خلال الأعوام الماضية، وأخرى لا تمت بصلة لعائلات الشهداء، بل تنتمي لتيارات سياسية محسوبة على السلطة، أبرزها تيار دحلان. وأوضح أن أحد "مهندسي" الكشف، كما وصفه، لم يكتف بإدراج اسمه هذا العام، بل أدرج أيضًا اسم زوجته، في تحدٍّ صارخ لكل الأعراف.
ووجّهت الصحفية مها شهوان في منشور عبر حسابها في موقع "فيسبوك" تساؤلًا جاء فيه: "سؤال للسفارة الفلسطينية بمصر، ومجلس القضاة في رام الله: ما المعايير التي تم وفقها اختيار الأسماء لمكرمة أهل الشهداء؟! لأنه واضح في ناس كل العائلة استشهدت وما طلع لها، ومن أولها ناس بالواسطة والمحسوبية.. بس ما تجابوني لأنه من المرة الماضية ومرات أكتر، سفالتكم هي هي.. حتى زيارة بيت الله بالواسطة صارت."
وكتب أيضًا الناشط سامر الحسن: "يفترض التأكد من أسماء ذوي الشهداء من خلال التدقيق وإثبات بالشهادة من وزارة الصحة، والتأكد من قرابة ذوي الشهداء على أن تكون قرابة درجة أولى، وذلك تجنبًا للفساد."
وأضاف حسن في منشور عبر حسابه في موقع "فيسبوك": "وليعلم الجميع أن من أخذ مكان أي أحد من ذوي الشهداء يعتبر سارقًا، ولا تُقبل لهم حجة. ألا يكفيهم فقدان أولادهم وذويهم؟ يُرجى الوقوف عند هذه القضية."
كذلك، طالبت الناشطة حنين منصور بتشكيل لجنة تحقيق واستبعاد من ليس ضمن أهل الشهداء، ومن أدى فريضة الحج أيضًا العام الماضي، ومن تكرر اسمه في الكشف، ومن حجّ عدة مرات بأسماء مختلفة على اسم نفس الشهيد.
وأوضحت منصور أن العشرات يؤدون فريضة الحج ضمن مكرمة الشهداء وهم ليسوا أسرى أو جرحى أو من عائلات الشهداء.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ 12 دقائق
- شبكة أنباء شفا
الاحتلال يعتقل مواطنين من كيسان
شفا – اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، مواطنين من قرية كيسان شرق بيت لحم. وأفاد رئيس مجلس قروي كيسان موسى عبيات، بأن قوة من جيش الاحتلال برفقة مركبات للمستعمرين، اقتحموا منطقة دير علّه في القرية، واعتقلوا محمود حسين عبد الله عبيات (50 عاما)، وعارف عايش إبراهيم عبيات (32 عاما) بعد مداهمة منزليهما. شاهد أيضاً 'وداعًا يا فارس الأرض ، وليد عساف في ذمة الله' بقلم : الصحفي سامح الجدي …


شبكة أنباء شفا
منذ 12 دقائق
- شبكة أنباء شفا
'وداعًا يا فارس الأرض ، وليد عساف في ذمة الله' بقلم : الصحفي سامح الجدي
'وداعًا يا فارس الأرض ، وليد عساف في ذمة الله' بقلم : الصحفي سامح الجدي في يوم حزين لفلسطين، ترجّل أحد فرسانها الحقيقيين، وغابت قامة نضالية شامخة… رحل وليد عساف، ابن الأرض، وصاحب الموقف الصلب، والروح الوطنية التي لم تنحنِ يومًا لرياح الانكسار أو التنازل. رحل الوزير القائد، الذي حمل على عاتقه همّ الأرض والمزارع، فكان وزير الزراعة الأقرب إلى الفلاحين، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الأكثر حضورًا في ميادين المواجهة. لم يكن منصبه مجرد كرسي، بل كان منصة للمواجهة، وصفعة في وجه الاستيطان والجدار، ودرعًا بشريًا للدفاع عن كل شبر مهدد بالمصادرة. لم يعرف وليد عساف التردد أو الخوف، بل عرفته الجبال والسهول، عرفته قرى الضفة الغربية مقاومًا، كما عرفته ساحات الاشتباك السلمي في مواجهة جنود الاحتلال وجرافاته. وقف بكل ما أوتي من عزيمة ليقول: 'هذه الأرض لنا، ولن نفرّط بها'. كان عضوًا في المجلس التشريعي، وممثلًا أمينًا لأبناء شعبه، صادقًا في طرحه، واضحًا في مواقفه، لا يعرف المواربة، ولا يمارس الرمادية. وكان أسيرًا حرًا، قاوم القيد كما قاوم الجدار، وظل صلبًا في وجه كل محاولات الكسر والإذلال. بعيدًا عن السياسة والمناصب، كان وليد عساف إنسانًا نقيًا، فلاحًا بسيطًا في روحه، كبيرًا في عطائه، دافئًا في علاقاته، محبًا للأرض كما لم يحبها أحد. كانت فلسطين تسكن قلبه، وكان قلبه مزروعًا في ترابها. برحيله، تخسر فلسطين صوتًا شجاعًا وموقفًا نقيًا وشخصية وطنية جامعة. خسارة عساف ليست فقط لتيار أو فصيل أو هيئة، بل خسارة وطنية عامة، لرجلٍ نذر عمره لحماية الأرض ومقاومة الاستيطان، وظل ثابتًا على عهده حتى آخر يوم. وداعًا أبا علاء … سلامٌ على روحك، وسلامٌ على خطواتك التي عرفتها ساحات المواجهة. نمْ قرير العين، فالوطن الذي أحببته لن ينسى. 'إنا لله وإنا إليه راجعون.'


شبكة أنباء شفا
منذ 5 ساعات
- شبكة أنباء شفا
الجبهة العربية الفلسطينية تنعى المناضل الوطني الوزير وليد عساف ، فقدنا صوتا صلبا في مواجهة الاستيطان والجدار
شفا – بمزيد من الحزن والأسى، تنعى الجبهة العربية الفلسطينية إلى جماهير شعبنا الفلسطيني، وإلى رفاق درب النضال، وإلى عموم أبناء محافظة قلقيلية والضفة الغربية، المناضل الوطني الكبير المهندس وليد عساف، الوزير ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان السابق، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 65 عاما، بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني والمواقف المشرفة في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتهويد. لقد شكل الراحل وليد عساف نموذجا للمناضل الميداني والبرلماني والمسؤول الوطني الذي وقف شامخا في وجه الغطرسة الصهيونية، وكان من أبرز الأصوات التي تصدت لسياسات سرقة الأرض وفرض الوقائع الاستعمارية على شعبنا، سواء في ميادين المواجهة المباشرة، أو من خلال موقعه البرلماني والوزاري، وخصوصا خلال ترؤسه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، خلفا للشهيد المناضل زياد أبو عين، حيث واصل المسيرة بكل صلابة واستمرار رغم تعقيدات المرحلة واشتداد الهجمة الاستيطانية. إننا في الجبهة العربية الفلسطينية، وإذ نودع اليوم أخا ومناضلا شجاعا، فإننا نؤكد أن ما تركه من إرث نضالي ومواقف وطنية سيبقى حيا في ذاكرة شعبنا، وأن الوفاء له يكون بمواصلة المقاومة الشعبية وتصعيد النضال ضد المشروع الاستيطاني الاستعماري في كل شبر من أرضنا المحتلة. نتقدم بأحر التعازي والمواساة من فخامة الرئيس محمود عباس 'ابو مازن'، رئيس حركة فتح ومن اخوته في حركة 'فتح'، ومن عائلة الفقيد الكريمة، ومن أبناء قلقيلية، ومن عموم أبناء شعبنا، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. المجد والخلود لروحك الطاهرة يا أبا خالد… ستبقى درب مقاومة الاستيطان عامرة بمن مروا كما تمر الكرامة. الجبهة العربية الفلسطينية