logo
المطران إبراهيم عن الانتخابات البلدية في زحلة: لا تحتمل مزيدًا من التجاذبات السياسية

المطران إبراهيم عن الانتخابات البلدية في زحلة: لا تحتمل مزيدًا من التجاذبات السياسية

ليبانون 24٢٠-٠٤-٢٠٢٥

ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم رتبة الهجمة وقداس عيد الفصح في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، الأب ايلياس ابراهيم والشماس الياس خزاقة، وبحضور النائب السابق الدكتور طوني ابو خاطر وعقيلته، المدير العام للأمانة العامة في القصر الجمهوري العميد ايلي مينا، نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، مستشار وزير العدل القاضي جوزف تامر وعقيلته، المرشح لرئاسة بلدية زحلة المهندس غزالي وعائلته وعدد كبير من المؤمنين.
وألقى ابراهيم عظة هنأ فيها المؤمنين بقيامة السيد المسيح، وقال: "في هذا الصباح الذي لا يشبه أي صباح، الذي يشقّ ظلمة القبر ليعلن للعالم: "المسيح قام! حقًا قام!"، لا نحتفل بمجرد ذكرى، بل نعلن حدثًا حيًا يغيّرنا ويحرّرنا ويقيمنا من قبورنا. نعم، المسيح قام... ولكن، ماذا تعني لنا هذه القيامة اليوم؟ هل هي خبر جميل نسمعه مرة في السنة؟ هل هي زينة وأغاني وأناشيد؟ أم هي حياة جديدة تبدأ من داخل قبري أنا، حيث سُجن الأمل ، وانطفأ الرجاء، وجفّت الدموع على خدود الناس؟ في كل بيت من بيوتنا، هناك قبر خفيّ: قبرٌ دفنّا فيه علاقةً انكسرت، أو حلمًا خابت فيه التوقعات، أو جسدًا أنهكه المرض، أو قلبًا سحقه الظلم، أو وطنًا نُزعت منه الحياة والكرامة. لكن يسوع لم يأتِ ليزيل قبورنا، بل دخلها! نزل إلى القبر ليُقيمنا من داخله. "لماذا تطلبن الحيّ بين الأموات؟ ليس هو ههنا، لكنه قام" (لوقا 24: 5-6). القيامة لا تعني هروبًا من الألم، بل عبورًا معه. لا تعني إنكار الظلمة، بل إشعال نورٍ فيها. لا تعني تجاهل الجراح ، بل تحوّلها إلى ينابيع شفاء".
وتابع: "القيامة ليست ترفًا روحيًا، بل ضرورة حياتية. نحن بحاجة إلى القيامة، لأننا في لبنان – وفي هذا الشرق الجريح – نعيش موتًا يوميًا: موت الاقتصاد ، موت السياسة، موت العدالة، موت الأمل في قلوب الشباب الذين يُهاجرون باحثين عن وطن لا يموت. ولكن! كما قام المسيح، يمكن لوطننا أن يقوم، إذا قمنا نحن من موت اللامبالاة، إذا أزحنا الحجر عن قلوبنا، وخرجنا من قبور الأنانية، ونادينا بعضنا البعض كما نادى الملاك النسوة: "اذهبن وقلن لإخوته!" القيامة تبدأ عندما أؤمن أنني مرسل، أن لي رسالة في هذا العالم. القيامة تبدأ من البيت. من الأب الذي يختار أن يكون رجلاً حسب قلب الله، لا حسب أهوائه. من الأم التي تربي أولادها على الرجاء لا على الخوف. من الشاب الذي لا يبيع نفسه لأوهام الخارج، بل يستثمر قلبه هنا. من الكاهن الذي لا يهرب إلى فوق المذبح ليتفادى الناس، بل يتقدّم مذبح الحياة ليحمل وجعهم أمام الله. القيامة تبدأ من الجرأة على المغفرة. من الشجاعة على القول: "أنا آسف". من القدرة على المصالحة، ليس فقط مع الآخر، بل مع نفسي أيضًا، مع ضعفي، مع تاريخي".
وأردف: "في فجر القيامة، لا نحتفل بانتصار يسوع فقط، بل بدعوتنا نحن أن نقوم معه. من لا يؤمن بالقيامة اليوم، هو من لا يسمح لها أن تدخل حياته. من لا يريد أن ينهض من أحقاده، من خموله، من صمته عن الظلم، كيف له أن يصرخ: "المسيح قام!"؟ إن القيامة ليست صرخة من الماضي، بل نداء من الله لكل واحد منا: "قم أنت أيضًا! أخرج من ظلالك، وامشِ معي نحو النور! القيامة هي رسالةٌ عملية لك اليوم: إن كنت مكسورًا... لا تيأس، لأن القائم يضمّد جراحك. إن كنت خاطئًا... لا تهرب، لأن القائم ينتظرك كما انتظر بطرس ليعيده إلى قلبه. إن كنت متعبًا... انهض، فالحجر قد دُحرج، والمسيح حيّ".
أضاف: "في هذا العيد، لا نكتفِ بالتهنئة، بل نمنح أحدنا الآخر نورًا من نور القبر الفارغ، ونقول لكل من حولنا، في البيت، في الشارع ، في الكنيسة، في السوبرماركت، في الدائرة الرسمية، في المستشفى: هناك رجاء، لأن القبر صار طريقًا... والموت صار ممرًا... والمسيح قام!".
وتطرق ابراهيم الى الإنتخابات البلدية في زحلة، فقال: "أكرر وأشدد أن القيامة هذا العام تعني لنا في زحلة أن تصبح الانتخابات البلدية أكثر من مجرد استحقاق ديموقراطي؛ إنها فرصة لترسيخ قيم الشراكة والتلاقي، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية الضيّقة. من هنا، تبرز أهمية التوافق كخيار وطني وإنمائي يُجسّد روح المسؤولية ويُحصّن النسيج الاجتماعي في هذه المدينة التاريخية. زحلة، بعراقتها وتنوّعها، لا تحتمل مزيدًا من الانقسامات أو التجاذبات السياسية، بل تحتاج إلى مجلس بلدي موحّد، نابع من إرادة جامعة، قادر على النهوض بالتحديات الإنمائية والاقتصادية، وعلى وضع خطة مستدامة تخدم جميع أبناء المدينة، دون استثناء أو تمييز. التوافق لا يعني التنازل عن المبادئ، بل هو تعبير ناضج عن وعي جماعي يسعى إلى الحفاظ على السلم الأهلي، ويعكس روح التآلف التي ميّزت زحلة في المحطات المفصلية من تاريخها. إنه السبيل الأنجع لتفادي صراعات عبثية، ولضمان استمرارية العمل البلدي بكفاءة وشفافية، في خدمة الإنسان الزحلاوي أولًا وأخيرًا. الانتخابات مهمة، لكن الأهم هو ما بعد الانتخابات. هل سنتعاون أم سنسير نحو الانحلال؟".
وختم ابراهيم: "أيها القائم من الموت، يا من دحرجت الحجر عن قبرك، دحرج الحجر عن قلوبنا، عن وطننا، عن كنيستك، وأقمنا معك، لنعيش لا لأنفسنا، بل لك، أنت الذي قمت من بين الأموات، وتهب الحياة لكل من يؤمن بك، لك المجد إلى الأبد. آمين. المسيح قام! حقًا قام!".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السيد فضل الله: لوطن يملك كل مواقع القوة بوجه من يريد ان يحتله او يستبيح سيادته
السيد فضل الله: لوطن يملك كل مواقع القوة بوجه من يريد ان يحتله او يستبيح سيادته

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

السيد فضل الله: لوطن يملك كل مواقع القوة بوجه من يريد ان يحتله او يستبيح سيادته

دعا السيد علي فضل الله 'لطرد كل ألوان الحقد والعصبية ومد جسور التواصل في كل الساحات'. وقال السيد فضل الله في حديث له الخميس إن 'مسؤوليتنا ان نحب كل الناس سواء الذين نتفق معهم أو الذين نختلف معهم وان يكون همنا دوما البحث عن نقاط التلاقي والمشتركات بين اطياف هذا الوطن الذي يتسع للجميع لا أن نتحرك في عقلية تسجيل النقاط على بعضنا البعض'. وأضاف السيد فضل الله 'نريد لاولادنا ان يكونوا نواة بناء هذا الوطن ليكون وطنا عزيزا حرا لجميع أبنائه وطن العدالة والمساواة والعزة والكرامة وطنا يملك كل مواقع القوة التي تجعله يقف في وجه كل من يريد ان يحتله او يستبيح سيادته ويضرب استقراره'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

'الوفاء للمقاومة': لرفض مشاريع الإذعان للاحتلال.. والمقاومة أعطت للبنان معاني العزة والكرامة
'الوفاء للمقاومة': لرفض مشاريع الإذعان للاحتلال.. والمقاومة أعطت للبنان معاني العزة والكرامة

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

'الوفاء للمقاومة': لرفض مشاريع الإذعان للاحتلال.. والمقاومة أعطت للبنان معاني العزة والكرامة

أشارت كتلة 'الوفاء للمقاومة' النيابية في لبنان في بيان لها الخميس الى ان 'عيد المقاومة والتحرير يطل يوم الخامس والعشرين من أيار هذا العام، ليؤكد من جديد، بما لا يدع مجالا للشك، ان خيار المقاومة هو الذي أنبت هذه الشجرة الطيبة المباركة وأثمر النصر العزيز بتحرير الأرض من رجس العدوان وأعاد لوطننا العزيز لبنان معاني العزة والكرامة والسيادة والاستقلال بعد ان رزح تحت وطأة الاحتلال قرابة عقدين من الزمن'. وشددت الكتلة على 'ضرورة رفض مشاريع الإذعان والتطبيع مع الاحتلال وأي محاولة أو صيغة لتبرير أو شرعنة اعتداءاته'، واضافت 'ليس بعيدا عن لبنان، يصرّ الإجرام الصهيوني الموصوف والمتوحش على مواصلة حرب الإبادة ومحاولات التهجير المبرمج لأهل غزة والعدوان المتواصل على أبناء الضفة الغربية وبقية المناطق المحتلة'. وحول الانتخابات البلدية، عبّرت الكتلة عن 'إرتياحها واعتزازها الشديدين بأهل المقاومة وجمهورها ومحبيها الذين أثبتوا عبر تفاعلهم الإيجابي مع الثنائي الوطني رسوخ خيارهم في خط دعمها وولائهم لها، وأبوا إلا أن يحولوا هذه المناسبة الإنمائية إلى محطة من محطات الولاء والوفاء والثبات على نهجها، وهذا ليس غريبا أبدا على أهل البقاع، ولا على أهلنا في بيروت وجبل لبنان والشمال'، وتابعت 'لقد أثبت أهل المقاومة بوعيهم المتقدم والتزامهم الشريف في العاصمة بيروت، أنهم صمام الأمان والضامن للمناصفة فيها، بما يؤكد قناعتهم التامة بالعيش الواحد وحماية معادلة التكامل والتوازن للوطن وأهله جميعا'. وعن الانتخابات في جنوب لبنان، قالت الكتلة 'نتطلع إلى أهلنا الأعزاء وكل المؤيدين والحلفاء للثنائي الوطني الذين سيسهمون في تتويج خاتمة هذا الاستحقاق البلدي بالفوز العزيز الذي يؤمل أن يشكل حصانة وضمانة لجميع أبناء المنطقة ويعود عليهم بالخير لجهة إعادة إعمار قراهم وإنمائها لتبقى ثابتة عصية في وجه العدوان والحرمان'. وبالسياق، دعت الكتلة 'المسؤولين اللبنانيين جميعا إلى التحلي بالوعي والجرأة والتبصر الكامل بمصلحة البلد وأهله بعيدا عن ضغوط الإدارة الأميركية، وما تريده إنفاذا لتعهدها الدائم والثابت لمصلحة العدو الإسرائيلي على حساب لبنان واللبنانيين'، وتابعت 'نؤكد هنا على ضرورة أن تضع الحكومة هذه الإدارة أمام مسؤولياتها في ضمان وقف إطلاق النار وتحميلها مسؤوليّة استمرار العدو في احتلاله وانتهاكاته للسيادة واغتيالاته اليومية، فضلا عن ضرورة إلزامه وقف اعتداءاته التي تمنع اللبنانيين من إعمار ما تهدَّم من بيوت ومؤسسات بفعل استمرار وتوسع العدوان الصهيوني'. وفيما حيت الكتلة 'الصمود الأسطوري والملاحم البطولية لمجاهدي المقاومة في غزة والضفة الغربية'، وأشادت بموقف اليمن الداعم لفلسطين وشعبها، وقالت 'يبقى بين ظهراني هذه الامة ما يفيض بالخير، ويشع عزة وكرامة ومجدا، اذ سيسجل التاريخ لليمن العزيز وشعبه الشجاع ولحركة أنصار الله ولقيادتهم الجريئة والمباركة والثابتة على الحق، موقفهم الرافض والمقاوم لجريمة إبادة غزة ومحاولة الأعداء الصهاينة ورعاتهم، تصفية القضية الفلسطينية، ودعمهم الثابت والمتصاعد لأهلنا في كل فلسطين، بتشديد الحصار على موانيء العدو ومطاراته وادخال ميناء حيفا في دائرة الحصار حتى وقف العدوان الصهيوني'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

المطران طربيه :لإنهاء الحروب وتحقيق العدالة تجاه الشعوب المظلومة والمُستضعفة
المطران طربيه :لإنهاء الحروب وتحقيق العدالة تجاه الشعوب المظلومة والمُستضعفة

المركزية

timeمنذ 2 ساعات

  • المركزية

المطران طربيه :لإنهاء الحروب وتحقيق العدالة تجاه الشعوب المظلومة والمُستضعفة

المركزية - وجه راعي الأبرشية المارونية في أوستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا، المطران أنطوان - شربل طربيه، نداء من "أجل إنهاء الحروب وتحقيق العدالة تجاه الشعوب المظلومة والمُستضعفة"، وذلك في سياق النداء العاجل الذي وجهه البابا لاوون الرابع عشر والذي يشكّل دعوة إلى تحرّك فوري من أجل إحلال السلام في غزة، وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانيّة، اضافة الى طلب الأساقفة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري، بوقف فوري للحرب في قطاع غزة، داعين المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والقيام بواجبه في هذا الشأن. واعتبر طربيه ان "استمرار الحرب في غزة، كما في أوكرانيا، يُعدّ دليلًا صارخًا على فشل الإنسانية والعدالة تجاه الشعوب المظلومة والمستضعفة"، وقال:" كما علّمنا الرب يسوع، نحن مدعوون الى ان نكون صانعي سلام، نستحق الطوبى التي وعد بها الرب: طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يُدعون» (متى 5: 9). لذلك، نكرّر الدعوة للجميع الى الصلاة من أجل إحلال السلام ووقف الحروب"٠ وطالب "بفتح المعابر فورًا لإدخال المساعدات الإنسانية، من طعام ودواء، إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة منذ أحد عشر أسبوعًا، دون أي قيد أو شرط"، واكد "ان العالم اليوم يقف أمام مسؤولية أخلاقية كبرى، وأمام تحدٍ جوهري في تطبيق مبادئ وأحكام القانون الدولي والإنساني. فيجب أن يعلو صوت الضمير دفاعًا عن الكرامة الإنسانية، والعمل دون تأخير من أجل إحلال السلام واحقاق الحق"٠ و ختم داعيا إلى "الاتحاد اليوم وكلّ يوم في الصلاة، ولنكن شهودًا للمحبّة الإلهيّة، مدافعين عن الحق بشجاعة، مصلّين بإيمان، وعاملين برحمة من أجل وقف تجويع وقتل الأبرياء، لأن ذلك يثقل ضمير الإنسانيّة جمعاء"٠

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store