
19 يوليو.. تراجيديا الدم والدموع.. كتاب جديد للصحفي كمال إدريس
دشن الصحفي السوداني كمال ادريس كتابه '19 يوليو.. تراجيديا الدم والدموع' عن دار الريّس للنشر والتوزيع والترجمة، بعرض الدوحة للكتاب في يومه الثالث، وسط أجواء احتفالية وحضور مقدر.
الدوحة ــ التغيير
وقال كمال في حديثه لـ 'التغيير' : بما أن تاريخ السودان الحديث مليء بالأحداث الدامية التي تركت آثارًا عميقة على الحياة السياسية والاجتماعية، ومنها انقلاب 19 يوليو 1971م بقيادة الرائد هاشم العطا، هذا الانقلاب وما تبعه من أحداث مثل حادثة بيت الضيافة، وعودة الرئيس النميري إلى السلطة، وإعدام قادة الانقلاب، ساهم في إزاحة اليسار السوداني وهيمنة النميري على المشهد السياسي.
وفي هذا الكتاب يقدم إدريس أطروحة تفسيرية جديدة لهذه الأحداث، تسلط الضوء على تعقيداتها السياسية المحلية والدولية، خاصة في ظل التنافس بين المعسكرين الشرقي والغربي آنذاك، وتحول العمل السياسي من السلمية إلى العنف.
ويعتبر الكتاب دعوة لإعادة قراءة تاريخ السودان الوطني، وتوثيق الوقائع بعيدًا عن المغالطات، لتبقى الحقائق مرجعًا للأجيال القادمة.
وخلال احتفالية التوقيع على الكتاب تناول زوار المعرض بالنقاش تداعيات تلك احداث انقلاب 19 يوليو على المشهد السوداني والتي ظلت حتى اليوم، وذلك بمشاركة عدد من الأكاديميين منهم رئيس قسم الاعلام بكلية الآداب بجامعة الخرطوم الدكتور وليد علي والدكتور سفيان علي آدم والدكتور هاشم كرار أستاذ الاعلام بدولة قطر، بجانب عدد من السياسيين والباحثين.
وأرجع كمال ادريس عنوان الكتاب (تراجيديا الدم والدموع) إلى ما وصفه بتحول البلاد لبيت عزاء كبير بعد مجزرة بيت الضيافة والاعدامات التي سحقت الحزب الشيوعي فكان ان تحولت طرق الاسفلت السوداء في الخرطوم إلى الأحمر بعد انهار الدم التي سالت جراء المذابح، وكنتيجة حتمية كانت هناك شلالات من الدموع على فقد رجال كان يمكن ان يسهموا في نهضة البلاد.
وحول مشاريعه الفكرية القادمة قال ان هناك عدد من الكتب قيد البحث وأخرى وصلت مرحلة الطباعة أبرزها: 'السلطة والصحافة في السودان.. قرن من النزاع المهلك' و 'الطلقة الأولى في صدر الصحافة.. حرب السودان المنسية' وغيرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التغيير
منذ 7 أيام
- التغيير
19 يوليو.. تراجيديا الدم والدموع.. كتاب جديد للصحفي كمال إدريس
دشن الصحفي السوداني كمال ادريس كتابه '19 يوليو.. تراجيديا الدم والدموع' عن دار الريّس للنشر والتوزيع والترجمة، بعرض الدوحة للكتاب في يومه الثالث، وسط أجواء احتفالية وحضور مقدر. الدوحة ــ التغيير وقال كمال في حديثه لـ 'التغيير' : بما أن تاريخ السودان الحديث مليء بالأحداث الدامية التي تركت آثارًا عميقة على الحياة السياسية والاجتماعية، ومنها انقلاب 19 يوليو 1971م بقيادة الرائد هاشم العطا، هذا الانقلاب وما تبعه من أحداث مثل حادثة بيت الضيافة، وعودة الرئيس النميري إلى السلطة، وإعدام قادة الانقلاب، ساهم في إزاحة اليسار السوداني وهيمنة النميري على المشهد السياسي. وفي هذا الكتاب يقدم إدريس أطروحة تفسيرية جديدة لهذه الأحداث، تسلط الضوء على تعقيداتها السياسية المحلية والدولية، خاصة في ظل التنافس بين المعسكرين الشرقي والغربي آنذاك، وتحول العمل السياسي من السلمية إلى العنف. ويعتبر الكتاب دعوة لإعادة قراءة تاريخ السودان الوطني، وتوثيق الوقائع بعيدًا عن المغالطات، لتبقى الحقائق مرجعًا للأجيال القادمة. وخلال احتفالية التوقيع على الكتاب تناول زوار المعرض بالنقاش تداعيات تلك احداث انقلاب 19 يوليو على المشهد السوداني والتي ظلت حتى اليوم، وذلك بمشاركة عدد من الأكاديميين منهم رئيس قسم الاعلام بكلية الآداب بجامعة الخرطوم الدكتور وليد علي والدكتور سفيان علي آدم والدكتور هاشم كرار أستاذ الاعلام بدولة قطر، بجانب عدد من السياسيين والباحثين. وأرجع كمال ادريس عنوان الكتاب (تراجيديا الدم والدموع) إلى ما وصفه بتحول البلاد لبيت عزاء كبير بعد مجزرة بيت الضيافة والاعدامات التي سحقت الحزب الشيوعي فكان ان تحولت طرق الاسفلت السوداء في الخرطوم إلى الأحمر بعد انهار الدم التي سالت جراء المذابح، وكنتيجة حتمية كانت هناك شلالات من الدموع على فقد رجال كان يمكن ان يسهموا في نهضة البلاد. وحول مشاريعه الفكرية القادمة قال ان هناك عدد من الكتب قيد البحث وأخرى وصلت مرحلة الطباعة أبرزها: 'السلطة والصحافة في السودان.. قرن من النزاع المهلك' و 'الطلقة الأولى في صدر الصحافة.. حرب السودان المنسية' وغيرها.


التغيير
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- التغيير
علمانية الدولة بعيداً عن الميثاق التأسيسي!
' علمانية الدولة' من وجهة نظري من اهم الافكار التأسيسية للسودان المسالم المستقر ، فهي ضرورة وحدوية ونهضوية، هذا ما فصلته في مقالات طويلة قبل انفصال جنوب السودان. ومن اكبر الاخطاء الاستراتيجية للاحزاب الكبيرة خصوصا حزبي الامة والاتحادي الديمقراطي( احزاب الاغلبيات البرلمانية في العهود الديمقراطية) هو عدم وضوح الرؤية تجاه هذه القضية منذ الستينات وحتى الان. في بلد متعدد الاديان والثقافات اي حكم على اساس ديني يعني تقسيم الوطن ولا شيء غير ذلك. الدولة الوطنية الحديثة هي كيان علماني بحكم طبيعتها البنيوية ويستحيل ان تكون غير ذلك! وعلمانية الدولة لاتحرم المواطن من ان يكون متدينا ولا تسلبه حقه في ان يجعل الدين مرجعيته الاخلاقية والاساس الفلسفي الذي على ضوئه يشكل نظرته لنفسه وللعالم من حوله ، ولكن يظل كل ذلك في حدود الفرد وضميره وعقله، اما عندما نأتي الى تنظيم الفضاء العام الذي نتشاركه جميعا فان مرجعية السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية والتنمية والخدمة العامة مدنية وعسكرية هي ' العقل العمومي' ولا يمكن ان تكون شيئا غير ذلك. ماهو مقابل الدولة العلمانية؟ هل هو الدولة الاسلامية؟ حسنا ما هي الدولة الاسلامية؟ ماهو برنامجها التفصيلي لادارة دولة سودانية بشروط اللحظة التاريخية وما هو قول الاسلام الفصل في تفاصيل هذه الدولة؟ وما الذي يعنيه تحديدا من يطالبون بتطبيق الشريعة الاسلامية؟ في اطار مساعدة بحثية للبروف عبد الله النعيم حملت هذه الاسئلة بنصها اعلاه وطفت به على اهم الرموز الفكرية الاسلامية التي تعارض علمانية الدولة في السودان ، من ضمن الذين ناقشتهم في هذه الاسئلة في مقابلات استغرقت ساعات ، كل من الامام الصادق المهدي ، الدكتور حسن عبد الله الترابي،البروف الطيب زين العابدين ، (رحمة الله عليهم اجمعين) ، والدكتور حسن مكي ، الشيخ ابو زيد محمد حمزة ارسلت له الاسئلة مكتوبة واجاب عليها كتابة، وقابلت كذلك الاستاذ محمد ابو زيد ( من جماعة انصار السنة المحمدية) ، وذهبت الى الشيخ عبد الحي يوسف في مكتبه بجامعة الخرطوم لمناقشته في ذات الاسئلة ولكنه اعتذر وقال انه لا يمكن ان يتعاون مع رجل كافر مثل عبد الله النعيم ونصحني انا بان لا اتعاون معه لانه لا شغل له سوى الاساءة للاسلام. الذين كانت لديهم اجابات مفصلة لشكل الدولة التي يريدونها ولكنها حرفيا دولة خارج التاريخ تماما هم انصار السنة التقليديين( شيخ ابو زيد محمد حمزة ). الشيخ الترابي على مدى ساعتين وخمسة واربعين دقيقة ظل يتحدث لي عن كيفية خروج السياسة والاقتصاد والفن وكل مساقات الحياة من الدين في الحضارة الغربية ، وان المسلم المطالب بالعلمانية كافر لانه مبعض بمعنى يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعضه، اما المسلم فهو من يوحد كل مساقات الحياة عبادة لله! سألته كيف يفعل المسلم ذلك؟ ماهي مواصفات الدولة التي نستطيع ان نقول انها اسلامية ووحدت كل مساقات الحياة عبادة لله ؟ ما هو برنامجها السياسي والاقتصادي؟ ما هو شكلها! اجابته اننا نستطيع الوصول اليها الا لو نجحنا في تجديد اصول الفقه! الامام الصادق المهدي رحمه الله كان اكثر انفتاحا ومرونة في نقاش العلمانية اذ لم يكفرها ، بل اثبت لها ايجابيات مثل كفالة حقوق الناس بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية وقال ان المحتوى الايجابي للعلمانية مكفول في مقاصد الاسلام بشرط التأصيل المستنير والاجتهاد المؤسسي الذي يتجاوز ما اجمع عليه جمهور الفقهاء في قضايا معينة منها قضايا المرأة ووضعية غير المسلمين. البروف الطيب زين العابدين والبروف حسن مكي ذهبا في ذات اتجاه الحاجة للتجديد ومراجعة الموروث الفقهي واتفقا حول عدم وجود شكل ومضمون متفق عليه لما يسمى ' الدولة الاسلامية' خلاصة البحث الذي شمل مقابلات شخصية وتلخيص كتب ومقالات ومحاضرات لاهم رموز ' الاسلمة والتأصيل' كانت كالاتي:التيار السلفي المحافظ مطمئن لامكانية اعادة عقارب الساعة الى الوراء وتطبيق الشريعة برؤية فقهاء اهل السنة والجماعة واحياء الخلافة الاسلامية ومخاصمة الديمقراطية وحقوق الانسان. اما التيار المستنير فهو معترف صراحة بان لا وجود لشيء اسمه دولة اسلامية حتى على مستوى التنظير ! اذ ان التنظير لمثل هذه الدولة في واقعنا المعاش يتطلب 'تجديد اصول الفقه عند الدكتور حسن الترابي' ، ويتطلب' التأصيل المستنير ' و ' الاجتهاد المؤسسي' عند الامام الصادق المهدي . عندما وضعت خلاصة البحث امامي وكان ذلك عام ٢٠٠٤ ، تساءلت بحزن عميق، ما دامت فكرة الدولة الاسلامية والشريعة الاسلامية والدستور الاسلامي بهذه الهلامية وعدم التماسك النظري حتى في اذهان دعاتها ، وما داموا جميعهم معترفون بعدم صلاحية تطبيق الشريعة بشكلها التقليدي في واقعنا المعاصر، لماذا اهدرنا كل هذا الوقت والطاقة السياسية في مساجلات حول الدستور الاسلامي في الستينات؟ لماذا قوضنا التجربة الديمقراطية الاكتوبرية بطرد الحزب الشيوعي من البرلمان على اساس المزايدات الدينية؟ لماذا عجزنا عن الغاء قوانين سبتمبر وجعلناها مرادفا للاسلام من حيث هو؟ لماذا سمحنا للاخوان المسلمين بمختلف تشكيلاتهم بممارسة كل هذا الابتزاز والارهاب الديني وافساد ديننا ودنيانا معا بالبلطجة والصفاقة السياسية والمزايدة بدولة وهمية ونظام حكم اسلامي متخيل وحتى على مستوى الخيال غير واضح المعالم بمعنى انه نظام ' قيد التخيل' ؟ لماذا يسمي حزب الامة برنامجه الانتخابي في الثمانينات ' نهج الصحوة الاسلامية ' وما كانت البلاد من الناحية الموضوعية في حاجة لمثل هذا بل كانت متعطشة للسلام والتنمية وبحاجة لهزيمة ارهاب الجبهة الاسلامية ؟ لماذا دفعت الحركة الاسلامية اسما الاجرامية فعلا بآلاف شبابها للموت في جنوب السودان تحت رايات الجهاد وفي النهاية فقدوا ارواحهم دون ان يتحقق فتح اسلامي لجنوب السودان الذي استقل بدولة علمانية فهل جاهد شباب الكيزان في سبيل دولة علمانية في جنوب السودان؟ ام ان الامر كما قلنا وسنظل نكرر صراع سلطة وثروة لصالح مجرمين ومحتالين كبار في الداخل والخارج وعامة الشعب بما فيه ' كيزان الطبقة الدنيا من الغلابة المضللين بالعاطفة الدينية' مجرد حطب لنار حروب مدمرة للوطن يحصد ثمارها الافاكون؟! والسؤال الاهم من ذلك كله لماذا حتى الان لم نتعلم الدرس الصحيح وما زلنا رهن الابتزاز الاسلاموي!لماذا ما زلنا نرتجف من مفردة ' علمانية' في حين ان اردوغان الاخ المسلم يتباهى بعلمانية تركيا! ويشد الرحال الى مصر لينصح جماعة الاخوان المسلمين هناك بالالتزام بعلمانية الدولة! وطيلة حكم هذا الاردوغان الاخ المسلم الممتد لعشرين عاما ظلت تركيا دولة علمانية بدستور علماني ، ومطبعة مع اسرائيل بعلاقات دبلوماسية ومصالح اقتصادية ، كما ظلت عضوا في حلف النيتو ، وقرعت ابواب الدخول للاتحاد الاوروبي بكل قوتها دون جدوى، ومع ذلك تركيا ايقونة كيزان السودان والقبلة المحببة لنفوسهم بمن فيهم عبد الحي يوسف ويرفعون اردوغان فوق رؤوسهم كرمز اسلامي في ذات الوقت الذي يكفرون ويشتمون من يطالب بعلمانية الدولة في السودان؟ فهل اردوغان منافق في علمانيته؟ ام الكيزان منافقون في اسلاميتهم؟ ام ان الامر ' حقارة' بالسياسيين السودانيين لانهم وضعوا انفسهم في حالة قابلية للحقارة بسبب عدم وضوح الرؤية في القضايا الاستراتيجية وبسبب غياب الجرأة والتصدي الحاسم لابتزاز هذه العصابة الكيزانية المجرمة وتقليم مخالبها مبكرا انتصارا لوحدة البلاد وتماسكها.


التغيير
٠٢-١٢-٢٠٢٤
- التغيير
من هو عبد الحي يوسف؟!
زهير السراج * من المقالات التى لا أنساها مقالة نشرها المفكر والمؤرخ وأحد كبار أساتذة جامعة الخرطوم قبل أن يدمرها النظام البائد، البروفيسور محمد سعيد القدال تحت عنوان (أنقذوا جامعة الخرطوم قبل أن تصبح مقبرة أكاديمية) ونشرتها صحيفة (الصحافة) الغراء عام 2004 ، وكانت عن الفوضى التى عمت الجامعة بتدخل النظام البائد فور استيلائه على السلطة في عام 1989 في إدارتها والعبث بقوانينها وقيمها الأكاديمية الصارمة، وتعيين فاقدى القدرة والكفاءة ليشغلوا اهم المناصب الاكاديمية فيها، فيعيثون فيها فسادا ويعبثون بقوانينها وإرثها الأكاديمى المحترم، ويمنحون الدرجات والألقاب لمن لا يستحقونها، ومن بين النماذج التى اوردها كنموذج للعبث والإنحطاط الأكاديمى في تلك الفترة درجتى الماجستير والدكتوراة اللتين حصل عليهما (عبد الحى يوسف)!! * كان البروفيسور (القدال) قد نشر مقالا صحفيا عن (الحجاب في الخطاب القرآنى)، ففوجئ بعد بضعة ايام برد منشور باسم (د. عبد الحى يوسف، الاستاذ المساعد في جامعة الخرطوم) بعيد عن الاسلوب الاكاديمى المعروف وليس فيه سوى السباب والشتائم ما اثار فضوله ليبحث في التاريخ الاكاديمى لهذا الاستاذ الجامعى الذى لا يفقه شيئا عن الكتابة الاكاديمية والنقد العلمى، وخرج بالتالى: * يعمل الدكتور (المعجزة) استاذاً مساعداً بجامعة الخرطوم في قسم يسمى مطلوبات الجامعة، وحصل علي شهادته الجامعية من المدينة المنورة، وعلى الماجستير 1995 والدكتوراة 1999 من جامعة الخرطوم. فقرأت رسالتيه، وهما عن الشريعة والقانون الجنائى السوداني لسنة 1991. * استوقفتني في الصفحة الثانية فقرة من رسالة الماجستير قال فيها: ' في التاريخ القريب حكمت السلطة القضائية السودانية على (المُضل) محمود محمد طه الذي تشكك في عصمة الشريعة، وكان ذلك الحكم الشجاع من اروع انجازات القضاء السوداني عبر تاريخه الطويل، لا يُلتفت الى طعن البغاث في ذلك الحكم العادل وإنما حالهم كحال الهر يحكي انتفاخاً صوله الاسد' .. تخيلوا جاءت هذه العبارات في أطروحة أكاديمية !! * استعمل الكاتب نفس ألفاظ السباب مثل : المضل والبغاث والهر. واضاف اليها تعابير مثل : ( كان ذلك الحكم الشجاع.. وعصمة الشريعة)، وهذه الفاظ غير علمية وغير متداولة في الحقل الاكاديمي، فهل اطلع على كل احكام القضاء السوداني ووجد ذلك الحكم اشجعها، وهل يقصد ان اجتهادات العلماء في أمر الشريعة معصومة، أو أنه يطلق الاحكام دون أن يحفل بدقتها، او لعله يستعمل الفاظاً لا يدرك معانيها، وكيف اجاز المشرف هذه التعابير، وكيف اجازها الممتحن الخارجي، وهل هذا هو البحث العلمى؟! * ويكتب الدكتور المعجزة محتويات البحث في نهاية الرسائل، وليس في البداية، لماذا، الله أعلم؟ ويستعمل في الرسالتين عنوانين مختلفين في مرة يكتب فهرسة الموضوعات، وفي المرة الثانية فهرست. وفي رسالة الماجستير يعطي عنواناً هو (خاتمة القول) وهو عنوان لا يخلو من غرابة ولكن عندما يأتي للمحتويات يكتب فقط (خاتمة) فما الذي حدث حتى اختفت كلمة (القول؟) وربما لم يهتم الباحث بسفاسف الأمور هذه لأنه يعالج (قضايا كبيرة)!! * ومن المتعارف عليه أن تُكتب في الرسالة الجامعية خلاصة باللغة الانجليزية ABSTRCT ولكن الدكتور المعجزة لا يكتب هذه الخلاصة. ولعله لا يريد أن يدنس طهارة رسالته بلغة الاستعمار والاستكبار. * اشرف على الرسالتين الاستاذ حافظ الشيخ الزاكي، وأمر هذا الاستاذ مع جامعة الخرطوم مثير للعجب، فبعد ان تخرج من جامعة الخرطوم عمل بالمحاماة والسياسة، وله انجازه ونشاطه المقدر في هذين المجالين، ولكنه لم يمارس اي نشاط اكاديمي سواء أكان نظرياً او عملياً سوى حصوله على درجة الماجستير!! * في بداية حكم الجبهة عام 1989 اُستدعى من منزله وعين عميداً لكلية القانون امام دهشة الوسط الجامعي. ولقى تعيينه معارضة قوية، ولكن السلطة القابضة على زمام الأمور ومدير الجامعة فرضوه فرضاً، ثم استدعى مرة اخرى من منزله ومنح لقب زميل بمخصصات البروفيسور المالية، ولكنه اخذ يستعمل لقب (الاستاذ) رغم أنه لم يمر بمعاناة التحضير للدكتوراه، وصار يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراة والماجستير، فكانت النتيجة هى هذه الرسائل التي تفتقد اغلب مقومات البحث الاكاديمي، وتحولت الجامعة من مؤسسة قومية اكاديمية الى حظيرة خلفية لحزب سياسي، حيث يتم التعيين والترقيات فيها بالولاء الحزبي. * كان ذلك بعض ما جاء في مقال بروفيسور (القدال) عن (عبدالحى يوسف) ولا حاجة بى لإضافة المزيد كى تتعرفوا على من يفتى ويحلقم، وهو لم يتعلم حتى كيف يكتب رسالة جامعية، دعك من محتوى هذه الرسالة وما يُدرسه لطلابه وما يفتى به على المنابر !!