
ماتيوس كونيا... اللغز الذي قد يحل أخيرا فوضى مانشستر يونايتد
هناك أسباب قد تدفع نادياً يعاني تراجعاً في الإيرادات ويمتلك هامشاً محدوداً ضمن قواعد الربحية والاستدامة إلى أن يتقدم بعرض قيمته 62.5 مليون جنيه إسترليني (84.23 مليون دولار) بعد نحو 48 ساعة فقط من نهاية موسمه.
مانشستر يونايتد، الذي خرج من موسم كارثي تاركاً وراءه كثيراً من الأسئلة، قد ينظر إلى الأرقام فيرى أن ماتيوس كونيا سجل 15 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، وهو أكثر من ضعف ما سجله كل من راسموس هويلوند وجوشوا زيركزي مجتمعين، بل وحتى لو أضيفت مساهمات ماركوس راشفورد وماسون ماونت وأنتوني بقميص يونايتد، فستظل أقل مما حققه كونيا حتى نهاية فبراير (شباط) الماضي.
أو ربما يحاولون تبرير الأمر باعتباره ثمناً باهظاً لتجنب الإحراج، إذ إن كونيا، بطرق مختلفة وخلال الموسمين الماضيين، نجح في إحراج ناديه المستقبلي.
في ديسمبر (كانون الأول) 2024 على ملعب "مولينيو" سجل هدفاً مباشراً من ركلة ركنية، وكان تدخل أندريه أونانا غير المجدي لمنع الكرة من الالتفاف والدخول مباشرة في المرمى سبباً كافياً لمناقشة الأمر لاحقاً حين يتشاركان غرفة الملابس.
وإذا اعتبرت تلك حادثة فردية – أو متكررة بالنظر إلى أن ألتاي بايندير استقبل هدفاً مشابهاً من ركنية في الأسبوع الذي سبقه – فإن الأداء الأهم كان في ليلة افتتاح الموسم في أغسطس (آب) 2023، فعلى رغم فوز يونايتد بنتيجة (1 - 0)، بدا أن كونيا دمر خطة إريك تن هاغ للموسم منذ البداية، إذ كشف عيوب فكرته في اللعب ببرونو فيرنانديز وماسون ماونت كثنائي رقم "ثمانية" متقدمين، إذ حصل كونيا على حرية مطلقة في ملعب "أولد ترافورد"، كاشفاً الفراغ الذي كان من المفترض أن يشغله خط وسط يونايتد.
لقد كان رائعاً، لكنه أيضاً لغز، ففي تلك اللحظة، كان سجله التهديفي يقف عند 10 أهداف في آخر 95 مباراة له، موزعة بين ولفرهامبتون، وأتلتيكو مدريد وهيرتا برلين، وكان يشبه إلى حد ما موسى ديمبيلي في ملعب "مولينيو"، فهو لاعب يمتلك مزيجاً نادراً من الصفات، لكن تحوم حوله تساؤلات عما إذا كان قادراً على تحويل موهبته إلى أهداف، بل وحتى قبل ذلك، عن موقعه الحقيقي في الملعب، فهل هو مهاجم صريح؟ أم صانع ألعاب يحمل الرقم 10؟ أم لاعب وسط؟ أم جناح يتوغل إلى العمق من الجهة اليسرى؟ لأنه كان يبدو مزيجاً من كل ذلك، من دون أن يكون أياً منهم حقاً.
يبدو أن نظام روبن أموريم، الذي لا يتماشى إلا مع عدد قليل فقط من لاعبيه الحاليين، قد صمم وكأنه خصيصاً من أجل كونيا. فقد اعتمد ولفرهامبتون في الموسمين الأخيرين كثيراً على خطة (3 - 4 - 3) سواء تحت قيادة غاري أونيل أو فيتور بيريرا.
وأحياناً قاد كونيا خط الهجوم، لكنه تألق بشكل خاص في دور الرقم 10 على الجانب الأيسر، بينما جرب أموريم كلاً من راشفورد وزيركزي وكريستيان إريكسن وأليخاندرو غارناتشو في هذا المركز، لكن ماونت ربما يكون الوحيد الذي يفضل فعلاً اللعب هناك.
وتمتاز قدرات كونيا بحمله الكرة، وقدرته على التراجع للوراء والقيام بدور صانع اللعب، وتسديداته من المسافات البعيدة، وكذلك مهارته في إيجاد المساحات في القناة الداخلية اليسرى، مما يمنحه مجموعة مهارات تختلف عن معظم زملائه الجدد.
ومن الممكن تخيل ملامح فريق أموريم الجديد في مانشستر يونايتد، مع أماد ديالو الذي يقدم خصائص مختلفة في دور الرقم 10 على الجهة اليمنى، وفيرنانديز الذي يضيف الإبداع من عمق الملعب.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع ذلك فإن جانباً من غرابة كونيا يكمن في أنه، في سن الـ24، أشرف على تحول جذري من لاعب عاجز تهديفياً إلى هداف بارز.
وقد نسب الفضل إلى غاري أونيل، مشيراً إلى أن علاقته بالمدرب الإنجليزي كانت الأفضل مقارنة بأي مدرب سابق له.
فاللاعب الذي سجل 10 أهداف فقط في 95 مباراة – وهي حصيلة قد يعتبرها حتى هويلوند أو زيركزي مخيبة للآمال – أنهى مسيرته مع ولفرهامبتون بـ30 هدفاً في آخر 65 مباراة، كثير منها كان رائعاً، وكثير منها كان حاسماً.
تحول المهاجم النادر الأهداف إلى لاعب يتفوق على معدلات الأهداف المتوقعة (xG) فقد سجل 12 هدفاً من معدل أهداف متوقعة بلغ 10.23 في الموسم الماضي، و15 هدفاً من معدل 8.45 هذا الموسم.
أما في أتلتيكو مدريد الإسباني وهيرتا برلين ولايبزيغ الألمانيين، فكان يميل إلى الأداء الأضعف أمام المرمى، حتى مع جودة الفرص المتاحة له.
أما الآن فهناك شعور بأن كونيا بات لا يقاوم، فمن بين اللاعبين الذين شاركوا بانتظام في الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يتفوق عليه في عدد التسديدات على المرمى لكل 90 دقيقة سوى إيرلينغ هالاند، ولم يسبقه في عدد التسديدات الكلية سوى ديوغو جوتا.
ولم يكن هناك أي لاعب سجل 10 أهداف أو أكثر يسدد، في المتوسط، من مسافات أبعد منه، كما احتل المركز الـ15 في الدوري في قائمة "المواقف المؤدية للتسديد"، وهو أمر قد يكون مفيداً في ظل اعتماد مانشستر يونايتد على فيرنانديز وأماد لصناعة الفرص.
فمانشستر يونايتد كان النقيض تماماً لكونيا، إذ عانى بشكل حاد ضعف استغلال الفرص، وفشل في تحقيق ما تشير إليه أرقامه المتوقعة، مع معدل تحويل فرص بلغ سبعة في المئة فقط، كذلك فإن الفريق لم ينجح في خلق عدد كافٍ من الفرص بالأساس.
يبدو أن كونيا يمتلك الشخصية التي تؤهله للعب مع مانشستر يونايتد، والثقة بالنفس التي تناسب ملعب "أولد ترافورد"، والجرأة التي تجعله يحب الأضواء.
ومع ذلك، فإذا كان كثير من لاعبي المهارات في يونايتد يتمنون أن يقارنوا بإريك كانتونا، فإن كونيا قد ارتبط بنوع خاطئ من المقارنات، فقد تسببت انفجاريته في واحدة من أغرب الإيقافات في الموسم، حين كسر نظارات أحد موظفي إبسويتش في شجار بعد المباراة، وضد بورنموث، نفذ ثلاثية من التصرفات العنيفة: ضرب وركل ونطح رأس ميلوش كيركيز، مما أدى إلى طرده.
في المجمل، تم إيقافه ست مباريات، لكن ذلك لم يكن رادعاً واضحاً لمانشستر يونايتد، لا سيما أن فيرنانديز، لاعب العام في الفريق، تلقى ثلاث بطاقات حمراء، كما أن العقد الجديد الذي وقعه كونيا في فبراير، بدلاً من أن يضمن بقاءه في "مولينيو"، تضمن بند فسخ هو ما سهل رحيله في نهاية المطاف.
وهكذا سيصبح كونيا أكبر صفقة في عهد أموريم، وربما أيضاً صفقة يونايتد الأبرز هذا الصيف، وهو مكلف بإضفاء التماسك والانسجام، وتقديم الأهداف والتمريرات الحاسمة لفريق يعاني.
وإذا كان استقبال هدف من ركلة ركنية قد مثل إحدى حلقات سلسلة من الإهانات في أسوأ مواسم يونايتد منذ نصف قرن، فإن من سجله بات الآن مطالباً بأن يكون جزءاً من الحل إذا أراد الفريق أن يغير مساره.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 5 ساعات
- سعورس
مانشستر يونايتد يكشف عن مستقبل برونو فيرنانديز
وكانت تقارير ربطت نادي الهلال بتقديم 100 مليون جنيه إسترليني (134.73 مليون دولار) لضم لاعب الوسط البرتغالي. وقال أموريم عن كون اللقاء هو الأخير لبرونو مع الفريق "لا أعتقد هذا. لست متأكدا. أعتقد أنه يريد البقاء. إنه يرفض الكثير من الأشياء. وأكمل "يمكن للنادي إيجاد طرق أخرى لجمع المال. لدي شعور بأنه يرغب بالتأكيد في الاستمرار مع مانشستر يونايتد". وسبق وأن ألمح برونو فيرنانديز بعد المباراة الأخيرة للفريق في الموسم إلى أنه قد يجرى بيعه لتحقيق التوازن في ميزانية النادي. واعترف أموريم بأن اللاعب البالغ من العمر 30 عاما كان "محبطا للغاية" في العديد من المباريات خلال موسم مخيب للآمال أنهاه الفريق في المركز 15 بالدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأسوأ له في المسابقة. وقال أموريم "بالطبع، أنا المدرب، لكن أحيانا يكون القرار بيد اللاعب. بالطبع أتحدث معه، وأشرح له الأمور، وعندما أتحدث مع أي شخص يريد البقاء، فإنني أشعر بهذا".

سعورس
منذ 5 ساعات
- سعورس
ليفربول يتعاقد مع فريمبونج من ليفركوزن
ولم يكشف أي من الناديين عن التفاصيل المالية، لكن وسائل إعلام بريطانية ذكرت أن ليفربول فعل شرطا جزائيا بقيمة 35 مليون يورو (39.73 مليون دولار) لضم لاعب هولندا (24 عاما)، والذي كان عقده يمتد مع النادي الألماني حتى 2028. ووقع فريمبونج، الذي سينضم رسميا إلى النادي في الأول من يونيو حزيران المقبل، عقدا لمدة خمس سنوات، بحسب ما ذكرته تقارير إعلامية. وكان للظهير الأيمن، الذي يجيد اللعب كجناح أيضا، دورا رئيسيا مع تشكيلة ليفركوزن التي فازت بالثنائية المحلية في الموسم الماضي، إذ ساهم في تسجيل 14 هدفا وتقديم 12 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات.


الرياضية
منذ 5 ساعات
- الرياضية
«ديلي ميل»: الهلال يمهل برونو أسبوعا
أمهلت إدارة شركة نادي الهلال، البرتغالي برونو فيرنانديز، قائد فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي الأول لكرة القدم، أسبوعًا للرد على العرض المرسل من قبلها، إما بالموافقة أو الرفض، وفقًا لمصادر صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، الجمعة. ووصل البرتغالي ميجيل بينهو، وكيل أعمال فيرنانديز، إلى الرياض الأسبوع الماضي، لزيارة النادي ومرافقه. وكانت إدارة الهلال قد أمهلت ممثلين لأسرة اللاعب البرتغالي 72 ساعة الأسبوع الماضي للرد على العرض، وفقًا للمصدر ذاته، إما بالموافقة عليه، أو رفضه. وتعقدت المفاوضات مع فيرنانديز، نظير مشاركته رحلة مانشستر يونايتد ما بعد نهاية الموسم إلى هونج كونج وماليزيا، الأسبوع الماضي، وفقًا للصحيفة البريطانية ذاتها. وقدم الهلال عرضًا يتضمن جني اللاعب البرتغالي صاحب الـ30 عامًا راتبًا يساوي 3 أضعاف راتبه الحالي في مانشستر يونايتد، والمقدر بـ280 ألف جنيه أسبوعيًا. وينتظر أن يقيم فيرنانديز، لاعب أودينيزي وسامبادوريا الإيطاليين السابق، العرض الهلالي مع عائلته، قبل إعطاء الإدارة الهلالية قراره النهائي. يأتي هذا العرض ضمن خطط الهلال لتدعيم صفوف الفريق الأول استعدادًا للمشاركة في كأس العالم للأندية، التي تستضيفها الولايات المتحدة في يونيو المقبل. وينافس الهلال في مجموعة تضم ريال مدريد الإسباني، وريد بُل سالزبورج النمساوي، وباتشوكا المكسيكي.