logo
تسخين مستمر للجبهة الشمالية

تسخين مستمر للجبهة الشمالية

عمونمنذ 2 أيام
منذ اندلاع شرارة الثورة السورية في درعا، والجبهة الشمالية للأردن تشهد أحداثًا أمنية وعسكرية شبه متواصلة. ومع تصاعد المواجهات، وتنامي الفصائل المناوئة للنظام السوري السابق، ووصول تنظيم "داعش" إلى تدمر، ثم تخوم الحدود الأردنية الشمالية، وما تبع ذلك من موجات نزوح ضخم وتحديات أمنية وعسكرية كبيرة، كان للجيش الأردني، بيقظته وحرفيته، الدور الحاسم في ضبط الحدود والتصدي لأي تهديد يمس أمن وسلامة البلاد.
هذا الواقع ألقى على كاهل الدولة أعباء عسكرية واقتصادية، فضلًا عن الارتدادات الاجتماعية الناتجة عن تدفق اللاجئين، وإغلاق المعابر، وتوقف الحركة التجارية. ومع تخلي النظام السوري السابق عن ضبط حدوده الجنوبية، وتركها ساحة مفتوحة للفصائل والتنظيمات غير المنضبطة، اضطر الأردن لبناء شبكة علاقات مع سكان الشريط الحدودي السوري بهدف تعزيز الأمن وجمع المعلومات، وتخفيف الضغط على القوات الأردنية الرابضة على امتداد الحدود، التي يبلغ طولها نحو 362 كيلومترًا.
وقد ظلت المعادلة قائمة: خاصرة سورية رخوة ومضطربة في الجنوب، تقابلها جبهة أردنية يقظة وصلبة في الشمال. إلا أن هذا الواقع مكلف ماليًا ولوجستيًا وعسكريًا، خاصة في ظل تعقّد المشهد السوري، وتورط قوى إقليمية، وعجز الجيش السوري الوليد عن السيطرة على الأوضاع الأمنية المضطربة، بالشكل والسرعة المطلوبين.
الأحداث الأخيرة، خصوصًا في السويداء، والاشتباكات الدامية، وعودة مشهد العشائر إلى الواجهة، إلى جانب حالة الاستنفار في درعا وريف دمشق، تضع المنطقة بأكملها على صفيح ساخن. إسرائيل حاضرة من السماء، لكن ما يجري على الأرض، خصوصًا في ريف درعا، لا يزال غامضًا ومفتقرًا للتفاصيل الواضحة. وهو ما يجعلنا نسمع هدير بركان يغلي، ولا نعلم إن كان في طريقه للانفجار أم للخمود.
ومع كل ما تشهده السويداء من انفلات غير مقبول، إلا أن تلك الأحداث قد تدفع الطائفة الدرزية نحو العودة إلى حضن الدولة السورية بسرعة. وربما لا تكون هذه الفوضى سوى جزء من خطة لإعادة حسم الواقع في الجنوب السوري، خاصة بعد إعلان حزب العمال الكردستاني تخليه عن النضال المسلح، وهو ما يسهل إعادة إدماج أكراد سوريا في الدولة. وبما أن جبل العلويين قد حُسم أمره بطريقة دموية مؤسفة، تبقى السويداء الحلقة الأضعف خارج سيطرة دمشق، لكن هذا لن يستمر طويلًا، فالأحداث تصب في مصلحة النظام، وتغلق الباب أمام نزعات الانفصال أو مشاريع إقليمية مثل ما يُعرف بـ"ممر داوود".
الجبهة الشمالية لا تزال ساخنة، ولن تبرد قريبًا. وحتى لو بدا الهدوء يفرض نفسه تدريجيًا، فإن استقرار الدولة السورية سيستغرق وقتًا طويلاً، يتطلب إعادة بناء المؤسسات، وتجويد المنظومة الأمنية، ونزع سلاح الميليشيات. وهذه كلها تحديات كبرى، ما يعني أن الجيش الأردني سيبقى في حالة تأهب قصوى، يراقب كل حركة، ويتصدى لمحاولات تهريب المخدرات المستمرة على مدار الساعة، في حرب شرسة مع عصابات محترفة، بعضها مدعوم من جهات لا تزال تعمل في الخفاء.
نعم، هو تسخين مستمر يوجب الحذر، مهما عظمت الكلفة واشتد الخطر.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجامعة العربية ترحب ببيان مشترك يُطالب بوقف فوري للحرب على غزة
الجامعة العربية ترحب ببيان مشترك يُطالب بوقف فوري للحرب على غزة

عمون

timeمنذ 23 دقائق

  • عمون

الجامعة العربية ترحب ببيان مشترك يُطالب بوقف فوري للحرب على غزة

عمون - رحبت جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، بالبيان الذي أصدرته 25 دولة طالب بوقف فوري للحرب على قطاع غزة. وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، إن البيان يُمثل حالة من الإجماع العالمي الرافض لاستمرار مخطط التطهير العرقي الإسرائيلي وبلوغه مستويات غير مسبوقة من التجرد من الإنسانية والضمير. وأكد في بيان، أن المطلوب هو تحويل الأفعال إلى أقوال وبذل ضغوط حقيقية على الاحتلال لوقف المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعد أن تجاوزت أعداد الضحايا أمام مراكز توزيع المساعدات لـ 800 شخص. وطالب بتحرك فاعل لإنهاء هذه المقتلة المتواصلة ووضع حد لتحدي الاحتلال لمبادئ القانون الإنساني الدولي على نحو غير المسبوق واستهانته بأبسط القواعد الإنسانية.

بسبب اسرائيل .. ترمب يقرر الانسحاب من «اليونيسكو»
بسبب اسرائيل .. ترمب يقرر الانسحاب من «اليونيسكو»

خبرني

timeمنذ 23 دقائق

  • خبرني

بسبب اسرائيل .. ترمب يقرر الانسحاب من «اليونيسكو»

خبرني - نقلت صحيفة «نيويورك بوست» عن نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرر الانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو). وأضافت الصحيفة أن قرار ترمب يأتي بسبب سياسات المنظمة «المعادية لأميركا وإسرائيل». وأمر ترمب في فبراير (شباط) الماضي بإجراء مراجعة لمدة 90 يوماً في جدوى وجود الولايات المتحدة في «اليونيسكو»، مع التركيز بشكل خاص على التحقيق في أن المنظمة تنتهج سياسات «معادية للسامية أو معادية لإسرائيل». ويتهم مسؤولون في إدارة ترمب «اليونيسكو»، حسب «نيويورك بوست»، بالتحيز لفلسطين والصين.

الفايز يدعو لتشكيل جيش إلكتروني للتصدي للذباب الإلكتروني
الفايز يدعو لتشكيل جيش إلكتروني للتصدي للذباب الإلكتروني

خبرني

timeمنذ 23 دقائق

  • خبرني

الفايز يدعو لتشكيل جيش إلكتروني للتصدي للذباب الإلكتروني

خبرني - التقى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز بدار مجلس الأعيان اليوم الثلاثاء مجموعة قيادات تطوعية شبابية، وبحث معهم التحديات التي واجهت الدولة الأردنية منذ عهد جلالة الملك عبد الله الاول رحمه الله، والتحديات التي تواجه الوطن اليوم في ظل الأوضاع المحيطة به، والمتغيرات الجيوسياسية الدولية والاقليمية، واستمرار سياسة دولة الاحتلال الاسرائيلي التوسعية والعدوانية. وقال الفايز ان الأردن دولة قوية راسخة ولن يسمح لأي جهة العبث بثوابته الوطنية المتمثلة بالعرش الهاشمي وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية والهوية الوطنية الأردنية، مبينا بذات الوقت ان الأردن قادر على تجاوز تحدياته السياسية والامنية والاقتصادية وهو أكثر قوة وصلابة، بفضل حكمة قيادتنا الهاشمية، ووعي شعبنا، ومنعة اجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة، ورسوخ مؤسساتنا الدستورية. ودعا رئيس مجلس الأعيان الجميع الى ضرورة في التعامل مع مختلف القضايا الراهنة، مستندين الى الحرص على مصالحنا العليا والحفاظ على ثوابتنا الوطنية وامن الوطن واستقراره، وان يتصدى الجميع لخطاب الكراهية والفتنة، فأمن الوطن واستقراره مسؤولية تشاركية تقع على عاتق الجميع، فمصالح الأردن وامنه واستقراره اولوية الأولويات، مؤكدا على ضرورة ان يكون الجميع صفا واحدا خلف قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، من اجل الحفاظ على الوطن وثوابته ومصالحه العليا. اما بخصوص مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية، ومن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسياسات إسرائيل العدوانية والتوسعية، أكد الفايز ان مواقف الأردن بقيادته الهاشمية كانت على الدوام مواقف مشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني، والدفاع عن القضية الفلسطينية وهي مواقف ثابتة وراسخة لا تقبل المساومة او التشكيل. واكد رئيس مجلس الأعيان ان الأردن لن يتخلى عن ثوابته الوطنية، وسيتصدى لأية محاولات تهجير قسري للفلسطينيين تجاه الأردن، فجلالته يؤكد بأن حل القضية الفلسطينية في فلسطين، وليس على حساب أي طرف ثان، وان الحل الذي يضمن الامن والاستقرار في المنطقة، أساسه قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على التراب الوطني الفلسطيني. واكد الفايز اهمية دور الاعلام الوطني والاغلبية الصامتة في التصدي لخطاب الفتنه والكراهية. وحملات التشويه من قبل الذباب الالكتروني التي تستهدف العبث بثوابتنا الوطنية وتماسك نسيجنا الاجتماعي والنيل من مواقفنا المشرفة حول مختلف القضايا العربية العادلة، مشيرا الى ضرورة ان يكون لدينا جيش الكترونيا يتصدى للذباب الالكتروني الذي يستهدف الأردن، وان نعيد الاعتبار للتربية الوطنية، والتعرف بتاريخ الأردن المجيد، ودوه القومي في خدمة قضايا امته، وذلك في المناهج. الدراسية للطلبة، في المدارس والجامعات. وأكد رئيس مجلس الأعيان، إن الأردن يقوم بإجراء إصلاحات شاملة اقتصادية وسياسية وادارية بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني، بهدف تمكينه من مواجهة التحديات المختلفة، والوصول الى الحكومات البرلمانية الحزبية البرامجية وتمكين المرأة والشباب، والقضاء على الترهل الاداري، والنهوض بالاقتصاد الوطني وجذب الاستثمار، متسائلا الفايز اين دور الاحزاب السياسية في تعزيز الوحدة الوطنية والتصدي لحملات التشويه التي يتعرض لها الأردن من قبل الذباب الالكتروني وفي مواقع التواصل الاجتماع. من جانبهم فقد أكد اعضاء المجموعة ومنسقها الدكتور يزن المقابلة، انهم مع الوطن وقائد جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يقود معركة الدفاع عن ثوابتنا الوطنية ومصالحنا العليا، ومن اجل الحفاظ على امن الوطن واستقراره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store