logo
إيران: ضبط 402 طائرة مُسيّرة و2224 جهاز لاسلكي في محافظة هرمزغان

إيران: ضبط 402 طائرة مُسيّرة و2224 جهاز لاسلكي في محافظة هرمزغان

طهران – سبأ:
أعلنت إدارة الاستخبارات الإيرانية العامة بمحافظة هرمزغان، جنوب شرقي البلاد، الليلة الماضية، عن ضبط شحنة تحتوي على 402 طائرة مسيّرة صغيرة و2224 جهاز لاسلكي احترافي، في مدينتي بارسيان وقشم.
وقالت إدارة الاستخبارات، في بيان، إن الطائرات المسيرة التي تم ضبطها، مزوّدة بقدرات عسكرية وأمنية، إلى جانب إمكانيات تصوير متقدم وتحديد المواقع، طبقاً لوكالة تسنيم الإيرانية.
وذكر البيان أن المهربين حاولوا إدخال وتوزيع هذه المعدات تحت غطاء البضائع التجارية، لكن تم الكشف عنها عبر عمليات استخبارية وميدانية نفذها جنود الإمام المهدي.
وحذّرت إدارة الاستخبارات مالكي السفن من محاولات استغلال العدو للظروف الحالية.
ووجهت إنذاراً شديد اللهجة إلى الخونة والمتعاونين مع الكيان الصهيوني، مؤكدة أنه في حال استمرار أعمالهم المعادية وتعاونهم مع العدو خلال فترة الحرب، فسيُحاكمون بأقصى العقوبات بموجب قانون مكافحة الأعمال العدائية للكيان الصهيوني.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنهاء الحرب بيد طهران.. الاحتلال في مأزق والرهانات الأميركية تتهاوى
إنهاء الحرب بيد طهران.. الاحتلال في مأزق والرهانات الأميركية تتهاوى

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 15 دقائق

  • المشهد اليمني الأول

إنهاء الحرب بيد طهران.. الاحتلال في مأزق والرهانات الأميركية تتهاوى

بالنظر إلى السياق الميداني والإعلامي للعدوان المتبادل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، تبرز الموجة الأخيرة من الرد الصاروخي الإيراني كمحطة نوعية في تطور قواعد الاشتباك وتبدّل موازين الردع. فقد وصفت وسائل الإعلام العبرية، إلى جانب قادة صهاينة، ما جرى خلال الساعات الماضية بأنه 'أطول عملية قصف متوالية منذ بداية الحرب على إيران'، حيث دوّت صفارات الإنذار في أربع رشقات متتالية على امتداد فلسطين المحتلة، وهي سابقة تعبّر عن خلل حقيقي في منظومات الإنذار والدفاع الصهيونية. المصادر العبرية قدّرت عدد الصواريخ بما بين 10 و15 صاروخًا ضمن كل دفعة، ما يؤكد أن إيران لم تعد تعتمد سياسة الضربات الرمزية، بل انتقلت إلى تكتيك 'التشبع بالنار'، في إطار موجات متكررة، تستهدف إرباك الجبهة الداخلية للعدو وإنهاك دفاعاته. أما جغرافيًا، فقد توزّعت الصواريخ على مناطق مختلفة أبرزها أسدود، حيث تضررت محطة توليد الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار عن نحو 8000 منزل، بحسب وزير الطاقة الصهيوني. هذا المشهد يؤشر إلى دخول العمق الحيوي الإسرائيلي في دائرة الاستهداف المباشر، ويطرح تساؤلات حول قدرة الجبهة الداخلية على الصمود تحت الضغط المستمر. الضربة التي طالت مدينة صفد المحتلة، وتحديدًا هدفًا لا تزال طبيعته محاطة بالسرية التامة، تؤكد أن إيران باتت تملك بنك أهداف نوعيًّا، وأنها قادرة على إصابة مواقع تُعد حساسة جدًا، قد تكون عسكرية أو استخبارية، الأمر الذي دفع العدو إلى فرض طوق إعلامي وأمني صارم حول الموقع. تأثير هذه الهجمات لم يقتصر على الخسائر المادية فقط، بل شمل المجال الجوي الصهيوني الذي أُجبر على الإغلاق لأكثر من 40 دقيقة، ما عرقل حركة الملاحة الجوية وأبقى طائرات شركة 'العال' في الجو حتى عودة فتح المجال. هذه الإرباكات، بحسب الصحافي الصهيوني يوسي ميلمان، تؤكد أن 'قدرة إيران الصاروخية لا تزال فعّالة وعلى ما يرام'، وأن الكيان دخل في 'حرب استنزاف مفتوحة'، تهدد أمنه واستقراره الداخلي على المدى الطويل. الانعكاسات الاقتصادية لهذا التصعيد لم تتأخر، فقد شهدت البورصة الصهيونية تراجعًا لافتًا في مؤشرات القطاعات المالية والعقارية، في وقت تسعى فيه تل أبيب، وفق تقرير القناة 13 العبرية نقلاً عن وول ستريت جورنال، إلى 'تسويق' هجوم ترامب على إيران بوصفه 'نصرًا سياسيًا' داخليًا، في ظل عجزها عن الحسم العسكري. لكن الواقع – كما تكشفه التسريبات العبرية والغربية – أكثر تعقيدًا؛ فالقرار بوقف الحرب لم يعد بيد تل أبيب أو واشنطن، بل بات مرتبطًا بإرادة طهران، وهو ما يشير إلى تبدّل جذري في قواعد الاشتباك. رئيس وزراء الاحتلال السابق، إيهود أولمرت، عبّر عن هذا المأزق بوضوح حين اتهم نتنياهو بإشعال حرب لصرف الأنظار عن إخفاقاته، مؤكدًا أن 'إيران دولة لا يمكن هزيمتها'، وأن نتنياهو 'بارع في إشعال الحروب وفاشل في إنهائها'. من جانبه، دعا الجنرال السابق يئير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين، إلى التفاوض على اتفاق شامل، معتبرًا أن الاستمرار في هذه الحرب لن يخدم مصالح الكيان، بل سيؤدي إلى تعميق أزماته على المستويين العسكري والاقتصادي. في الميدان، تتوالى الأضرار في البنى التحتية، وشبكات الكهرباء، والمرافق الحيوية، فضلاً عن تكتّم الاحتلال على حجم خسائره العسكرية، التي يُعتقد بأنها جسيمة. الموانئ كميناء حيفا وإيلات تعطلت، فيما رئيس بلدية إيلات دعا صراحة لإنهاء الحرب، خاصة أن اليمن منع وصول السفن إلى الميناء منذ بدء التصعيد، ما يعني شللاً في إحدى أهم نقاط التواصل البحري للكيان. في العمق الداخلي، بدت ملامح التفكك واضحة: نواب في الكنيست فرّوا إلى أماكن آمنة فور انطلاق صفارات الإنذار، بينما احتمى المستوطنون في الأنفاق وتحت الجسور. حالة الإرباك هذه دفعت فرنسا إلى إعلان استعدادها لإجلاء نحو 250 ألف صهيوني من مزدوجي الجنسية. أما حركة النزوح الداخلي، فهي تتوسع يومًا بعد يوم، إذ تؤكد المشاهد المصوّرة مغادرة عشرات الآلاف من المستوطنين لمنازلهم باتجاه مستوطنات الضفة الغربية، التي لا تزال الأقل استهدافًا. في المحصلة، يظهر أن المعركة انتقلت من كونها مواجهة عسكرية محدودة إلى صراع استنزاف استراتيجي مفتوح، باتت فيه اليد العليا – مؤقتًا – لصالح طهران، التي تُمسك الآن بمفاتيح إنهاء التصعيد أو توسيعه، بينما تجد تل أبيب وواشنطن نفسيهما في مأزق عنوانه: كيف نُنهي حربًا بدأناها ولم نعد نملك مفاتيحها؟

عملية "بشارة الفتح" تهز الخليج: إيران تقصف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة "قاعدة العديد الجوية في قطر"
عملية "بشارة الفتح" تهز الخليج: إيران تقصف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة "قاعدة العديد الجوية في قطر"

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 15 دقائق

  • المشهد اليمني الأول

عملية "بشارة الفتح" تهز الخليج: إيران تقصف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة "قاعدة العديد الجوية في قطر"

أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي، مساء الاثنين، بدء عملية 'بشارة الفتح'، وهي ضربة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، في تصعيد عسكري غير مسبوق في منطقة الخليج، يأتي بعد أقل من 48 ساعة على الضربات الأمريكية ضد منشآت نووية إيرانية. وأعلن حرس الثورة الإسلامية في إيران، تنفيذه هجوماً صاروخياً مباشراً على قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر، في إطار عملية وُصفت بـ'الانتقامية' تحت اسم 'بشارة الفتح'، رداً على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية قبل أيام. في الأثناء، أفادت شبكة 'فوكس نيوز' الأمريكية بسماع دوي انفجارات قوية في العاصمة القطرية الدوحة، وسط أنباء عن تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية، دون تأكيدات رسمية من الجانب الأمريكي أو القطري حتى الآن بشأن حجم الأضرار أو الخسائر. وجاء في البيان الرسمي الصادر عن الحرس أن القصف تم تنفيذه بعد تخطيط من المجلس الأعلى للأمن القومي وتوجيه من المقر العملياتي الأعلى 'خاتم الأنبياء'، واستهدف القاعدة التي تعد أكبر موقع عسكري أمريكي في غرب آسيا، ومركزاً رئيسياً للعمليات الجوية واللوجستية الأمريكية في الشرق الأوسط. الضربة الإيرانية، التي وصفت بالدقيقة والمدمرة، جاءت رداً مباشراً على 'العدوان الأمريكي على السيادة الإيرانية' الذي اعتبرته طهران انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. واعتبر حرس الثورة أن الولايات المتحدة تجاوزت كل الخطوط الحمراء بقصف منشآت نووية تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهماً واشنطن بتنفيذ الهجوم دعماً لإسرائيل، ومحاولةً لإنقاذ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من مأزقه السياسي والعسكري. البيان الإيراني حمل لغة تحذيرية عالية السقف، إذ أكد أن استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة لن يكون حادثاً عرضياً بل تحولاً استراتيجياً في الردع الإيراني. واعتبر أن القواعد العسكرية الأمريكية تحوّلت من رموز قوة إلى نقاط ضعف، يمكن استهدافها بسهولة من قبل القوات الإيرانية أو حلفائها في 'محور المقاومة'. العملية، التي نُفذت مع اقتراب شهر محرم، حملت بُعداً رمزياً واضحاً، حيث شبّه الحرس الثورة بـ'مدرسة الحسين عليه السلام'، مهدداً بأن أي تكرار للهجوم على إيران سيقود إلى زوال الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وتحقق 'التطلعات التاريخية للشعوب الإسلامية' في إنهاء الوجود الصهيوني. في الأثناء، لم تصدر الولايات المتحدة بياناً رسمياً حول العملية، فيما اكتفى مسؤولون عسكريون بالإشارة إلى أن هناك 'مراجعة للضرر والتحقق من نتائج القصف'، وسط حالة استنفار في قاعدة العديد والمواقع العسكرية الأمريكية الأخرى في الخليج. الرد الإيراني يعكس نقطة تحول في مسار المواجهة المفتوحة التي باتت تمتد من غزة وسوريا ولبنان والعراق، وصولاً إلى الخليج. وبينما تتجه الأنظار إلى رد الفعل الأمريكي المحتمل، تبدو طهران مصمّمة على فرض معادلة جديدة في المنطقة، مفادها أن استهداف أراضيها لن يبقى دون كلفة، وأن قواعد أمريكا وحلفائها باتت في مرمى النار.

إيران نحو عتبة استراتيجيّة جديدة ومركّبة
إيران نحو عتبة استراتيجيّة جديدة ومركّبة

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 15 دقائق

  • المشهد اليمني الأول

إيران نحو عتبة استراتيجيّة جديدة ومركّبة

نجح الكيان الصهيونيّ فجر الجمعة 13 حزيران 2025م باغتيال نظام منع انتشار الأسلحة النوويّة بقيادة ومؤازرة أميركيّة ثمّ بانخراط علنيّ (فجر الأحد 22 حزيران) نيابةً عن الغرب المتوحّش، متجاوزان كافة الخطوط الحمر، بما يهدّد الأمن والسلام الدوليّين ويشيع قانون الغاب في العالم، فالمسألة ترتبط بأصل الهجوم قبل البحث في نتائجه، التي قد تزيده تفاقمًا ولا تنتقص منه. راهنت الولايات المتحدة الأميركيّة باغتيالها المفاوضات حول البرنامج النوويّ الإيرانيّ السلميّ على ضرب ما كانت تدرجه على جدول هيمنتها خلال سنوات مديدة بنقاط ثلاث، البرنامج النوويّ والبرنامج الصاروخيّ الباليستيّ والفرط صوتيّ والبرنامج الإقليميّ مع حركات المقاومة. وكانت إيران تقتصر على النقاش حول البرنامج النوويّ، إلا ما استدعته الضرورة واقتضته المصلحة الوطنيّة والقوميّة العربيّة والإسلاميّة البحتة، فتنخرط بطريقة نقطويّة استثنائيّة لا بطريقة عضويّة وبنيويّة مباشرة وشاملة، كما كان يحصل في تحسين شروط العراق مقابل الهيمنة الأميركيّة. وللتذكير، وقّعت طهران اتفاقًا بشأن برنامجها النوويّ (14 تموز/يوليو 2015)، ودخل حيّز التنفيذ في كانون الثاني/يناير 2016، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا (مجموعة 5 + 1)، ثمّ ما لبث 'ترامب' أن سحب بلاده منه (أيار /مايو 2018)، وأعاد فرض العقوبات على إيران، مفتتحًا العام 2020 باغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بغداد. تناوب على تفجير خط الدبلوماسيّة فجّرت 'إسرائيل' بعدوانها المباغت خط الدبلوماسيّة وسط المفاوضات مع الأمريكيّين ثم نسفته 'الولايات المتّحدة الأميركيّة' مرّة أخرى وسط المفاوضات مع الأوروبيّين على مسافة أيّام فقط، وكان 'ترامب' قد جعل مدّة شهرين مهلةً حادّة أمام طهران للإذعان المفروض وإنجاز اتفاق نوويّ جديد وإمّا الحرب المفروضة والدخول العسكريّ الأميركيّ المباشر والمروّع. شكّلت المفاوضات أحد طبقات التضليل في التفاوض، إلّا أنّ الخداع بواسطة طاولة المفاوضات لم يكن كافيًا للخديعة السياسيّة والأمنيّة والعسكريّة التي أبطلها الإمام الخامنئيّ ببصيرته الدائمة، منبّهًا ومحذّرًا في كافة حلقات التفاوض السابقة والراهنة. كما يصبّ استقراء حلقات الحرب العالميّة المتنقّلة على فلسطين ولبنان وتجميد فعاليّة الإسناد العراقيّ والانقلاب على الدولة السوريّة (سلطة، وأرضًا، ومجتمعًا)، والتحكّم بمسار الصراع مع اليمن، فضلًا عن التصريحات وسلسلة الإجراءات إلى التوصّل بوضوح إلى النتيجة عينها أن الحرب كانت قاب قوسين أو أدنى. لكن هذا الخداع التفاوضيّ كان ملائمًا لتعزيز عنصر المفاجأة بتوقيت العدوان والرهان عبر تحريك الشبكات المنظّمة والمجهّزة داخل طهران وعدد من المحافظات، لإيرانيّين ومن جنسيّات مختلفة. هاجمت الولايات المتّحدة الأميركيّة قلب العالم الإسلاميّ بقاذفاتها الاستراتيجيّة B-2، في لحظة تاريخيّة تؤسّس لمرحلة جديدة يتم فيها إحكام الخناق والسيطرة على ما تبقى من هوية وإرادة لدى حكومات وشعوب المنطقة، ولا تقتصر على استهداف مواقع 'فوردو ونطنز وأصفهان' بوسائط متنوّعة من العدوان. وهو انقلاب على مسار التسويّة بالتتبيع، تمهيدًا لحيازة موقع أكثر استحواذًا في شرق أوسط جديد لعالم جديد. لذلك، نسفت أميركا الدبلوماسيّة بيدها وبيد الكيان المؤقّت، وربما ترفقه بتحالف دوليّ معادي قريبًا. تحوّل استراتيجيّ معقّد ومركّب وعليه، يمكن التيقّن أن إيران ستذهب إلى عتبة استراتيجيّة جديدة، معقّدة ومركّبة، كرد طبيعيّ على الانخراط الأميركيّ العدوانيّ العلنيّ المباشر في الحرب عليها. تجمع فيها بين قرارات نوويّة تطال معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النوويّة التي لم تحقّق الحماية لها، وستضع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ساورتها شكوك من وظيفتها وأداء مديرها العام 'رافائيل ماريانو غروسي' على مشرح البحث، واتخاذ قوانين وتشريعات جديدة بحجم المرحلة، وتصعيد في العمليّات العسكريّة باتجاه الكيان اللقيط والقواعد الأميركيّة، وإطلاق يد الحلفاء باستقلال وتكامل، وترتيب تحالفات دوليّة أو مسارات تعاون متعدّدة الأبعاد (أمنيّة وعسكريّة وسياسيّة ولوجستيّة) تلبي حاجاتها المختلفة لتقييد الحرب عليها ولإيلام عدوّها وحماية سيادتها وعزّتها؛ ويكفيها لذلك صمودها وطول النفس في التحمّل، لتنتصر. تتصرّف الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة كدولة إقليميّة على قدر مكانتها الحاليّة والطامحة لها، وعليه، فإنّها ستحدّد توقيت وطبيعة وحجم الرد المتناسب والمناسب على قواعد الولايات المتّحدة الأميركيّة التي اختارت اهتزاز أمنها بانتهاكها الفظيع لمنشآت نوويّة ثلاث وتغطية العدوان الإسرائيليّ ومؤازرته. ستضع أماكن إقلاع الطائرات الأميركيّة والقواعد والبوارج البحريّة الأميركيّة، أهدافًا لها بشكل مباشر وغير مباشر، وكذلك النيل من رمزيّة القدرة الأميركيّة وصورتها في المنطقة والعالم، وتوسيع رقعة المواجهة بنحو مدروس. بينما سيشتد التركيز الإيرانيّ على الكيان الصهيوني، المستمرّ في عدوانه، بتدرّج تصاعديّ في كمّه النوعيّ (تنوّع الوسائط، مداها، قدرتها التدميريّة، مناورتها، رؤوسها الصاروخيّة الإنقضاضيّة والهجوميّة المتفرّعة عن الصاروخ الرئيس) واتساع نطاق استهدافه المتزامن، ودقة الأهداف الحساسّة، وربّما الدخول بعشوائيّة متعمّدة أيضًا، وإطالة المدى الزمنيّ في استنزافه، وإغراقه بنتائج مؤثرة ومدمّرة ماديًّا ومعلوماتيًّا وبشريًّا، وممارسة الضغوط القصوى للتهجير المتزايد؛ بوصف العدو الإسرائيليّ القاعدة المتقدّمة الأخطر للغرب والأكثر مشروعيّة وشرعيّة في القضاء عليه أو تقويض صورته ونظريّته الأمنيّة. توفّق إيران بالصمود الاستراتيجيّ وإعادة بناء قدراتها داخل الحرب، بين الحفاظ على هويّتها وسيادتها واستقلال قرارها وطموحاتها المستقبليّة الاستراتيجيّة، وبين قطع الطريق على شبق العدو لضمان عدم قدرة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة على استعادة بنيتها وفعاليّتها. تدرك طهران أن النظرة إليها لا تتوقف عند الحفاظ على شرعية نظامها وسيادته على أراضيها بل أيضا على دورها وعلى هويّته كداعم للمستضعفين كجزء من دستورها. تختلف هذه الحرب جذريًّا عن الحرب السابقة المفروضة عليها، وهي لن تسارع إلى تجرّع السمّ الذي استغرق ثمان سنوات. تقع هذه الحرب مع عدوّها المباشر والأجنبيّ عن المنطقة، لا مع المُستخدم أو الوكيل الذي يضرب في شرايين مجتمعات المنطقة تفرقة وفوضى، وهي تمسك بأوراق قوّتها داخلها وخارجها، وتمتلك من الطاقة على التحمّل ما لا يملكها العدو الصهيونيّ، وهي تخوض الحرب المفروضة عليها بما ينسجم مع هويتها التي تتكامل فيها ثورتها بدولتها ودولتها بثورتها نحو إزالة إسرائيل، باستمرار استنزاف الجبهة الداخلية وتعميق التناقضات وتحفيز الهجرة من الكيان المؤقت، وتحريك فعاليّات جبهة المقاومة الإسلاميّة. بدأت كلّ من الولايات المتحدة الأميركيّة والكيان الصهيونيّ الحرب، لكن يبقى الكلام في إنهائها، ما يعيد موازين القوى إلى نصابها المضبوط على شاكلة النهاية بمستوياتها المعقّدة والمتداخلة عالميًّا وإقليميًّا ومحليًّا، وتبقى كافة السيناريوهات مفتوحة على تقدير الموقف بعين أميركيّة وأخرى إيرانيّة على نحو ديناميّ ملازم لأي تطوّر في الحرب الجارية من داخلها أو خارجها. د.عبد الله عيسى

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store