logo
إيران نحو عتبة استراتيجيّة جديدة ومركّبة

إيران نحو عتبة استراتيجيّة جديدة ومركّبة

نجح الكيان الصهيونيّ فجر الجمعة 13 حزيران 2025م باغتيال نظام منع انتشار الأسلحة النوويّة بقيادة ومؤازرة أميركيّة ثمّ بانخراط علنيّ (فجر الأحد 22 حزيران) نيابةً عن الغرب المتوحّش، متجاوزان كافة الخطوط الحمر، بما يهدّد الأمن والسلام الدوليّين ويشيع قانون الغاب في العالم، فالمسألة ترتبط بأصل الهجوم قبل البحث في نتائجه، التي قد تزيده تفاقمًا ولا تنتقص منه.
راهنت الولايات المتحدة الأميركيّة باغتيالها المفاوضات حول البرنامج النوويّ الإيرانيّ السلميّ على ضرب ما كانت تدرجه على جدول هيمنتها خلال سنوات مديدة بنقاط ثلاث، البرنامج النوويّ والبرنامج الصاروخيّ الباليستيّ والفرط صوتيّ والبرنامج الإقليميّ مع حركات المقاومة.
وكانت إيران تقتصر على النقاش حول البرنامج النوويّ، إلا ما استدعته الضرورة واقتضته المصلحة الوطنيّة والقوميّة العربيّة والإسلاميّة البحتة، فتنخرط بطريقة نقطويّة استثنائيّة لا بطريقة عضويّة وبنيويّة مباشرة وشاملة، كما كان يحصل في تحسين شروط العراق مقابل الهيمنة الأميركيّة.
وللتذكير، وقّعت طهران اتفاقًا بشأن برنامجها النوويّ (14 تموز/يوليو 2015)، ودخل حيّز التنفيذ في كانون الثاني/يناير 2016، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا (مجموعة 5 + 1)، ثمّ ما لبث 'ترامب' أن سحب بلاده منه (أيار /مايو 2018)، وأعاد فرض العقوبات على إيران، مفتتحًا العام 2020 باغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بغداد.
تناوب على تفجير خط الدبلوماسيّة
فجّرت 'إسرائيل' بعدوانها المباغت خط الدبلوماسيّة وسط المفاوضات مع الأمريكيّين ثم نسفته 'الولايات المتّحدة الأميركيّة' مرّة أخرى وسط المفاوضات مع الأوروبيّين على مسافة أيّام فقط، وكان 'ترامب' قد جعل مدّة شهرين مهلةً حادّة أمام طهران للإذعان المفروض وإنجاز اتفاق نوويّ جديد وإمّا الحرب المفروضة والدخول العسكريّ الأميركيّ المباشر والمروّع.
شكّلت المفاوضات أحد طبقات التضليل في التفاوض، إلّا أنّ الخداع بواسطة طاولة المفاوضات لم يكن كافيًا للخديعة السياسيّة والأمنيّة والعسكريّة التي أبطلها الإمام الخامنئيّ ببصيرته الدائمة، منبّهًا ومحذّرًا في كافة حلقات التفاوض السابقة والراهنة. كما يصبّ استقراء حلقات الحرب العالميّة المتنقّلة على فلسطين ولبنان وتجميد فعاليّة الإسناد العراقيّ والانقلاب على الدولة السوريّة (سلطة، وأرضًا، ومجتمعًا)، والتحكّم بمسار الصراع مع اليمن، فضلًا عن التصريحات وسلسلة الإجراءات إلى التوصّل بوضوح إلى النتيجة عينها أن الحرب كانت قاب قوسين أو أدنى.
لكن هذا الخداع التفاوضيّ كان ملائمًا لتعزيز عنصر المفاجأة بتوقيت العدوان والرهان عبر تحريك الشبكات المنظّمة والمجهّزة داخل طهران وعدد من المحافظات، لإيرانيّين ومن جنسيّات مختلفة.
هاجمت الولايات المتّحدة الأميركيّة قلب العالم الإسلاميّ بقاذفاتها الاستراتيجيّة B-2، في لحظة تاريخيّة تؤسّس لمرحلة جديدة يتم فيها إحكام الخناق والسيطرة على ما تبقى من هوية وإرادة لدى حكومات وشعوب المنطقة، ولا تقتصر على استهداف مواقع 'فوردو ونطنز وأصفهان' بوسائط متنوّعة من العدوان. وهو انقلاب على مسار التسويّة بالتتبيع، تمهيدًا لحيازة موقع أكثر استحواذًا في شرق أوسط جديد لعالم جديد. لذلك، نسفت أميركا الدبلوماسيّة بيدها وبيد الكيان المؤقّت، وربما ترفقه بتحالف دوليّ معادي قريبًا.
تحوّل استراتيجيّ معقّد ومركّب
وعليه، يمكن التيقّن أن إيران ستذهب إلى عتبة استراتيجيّة جديدة، معقّدة ومركّبة، كرد طبيعيّ على الانخراط الأميركيّ العدوانيّ العلنيّ المباشر في الحرب عليها. تجمع فيها بين قرارات نوويّة تطال معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النوويّة التي لم تحقّق الحماية لها، وستضع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ساورتها شكوك من وظيفتها وأداء مديرها العام 'رافائيل ماريانو غروسي' على مشرح البحث، واتخاذ قوانين وتشريعات جديدة بحجم المرحلة، وتصعيد في العمليّات العسكريّة باتجاه الكيان اللقيط والقواعد الأميركيّة، وإطلاق يد الحلفاء باستقلال وتكامل، وترتيب تحالفات دوليّة أو مسارات تعاون متعدّدة الأبعاد (أمنيّة وعسكريّة وسياسيّة ولوجستيّة) تلبي حاجاتها المختلفة لتقييد الحرب عليها ولإيلام عدوّها وحماية سيادتها وعزّتها؛ ويكفيها لذلك صمودها وطول النفس في التحمّل، لتنتصر.
تتصرّف الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة كدولة إقليميّة على قدر مكانتها الحاليّة والطامحة لها، وعليه، فإنّها ستحدّد توقيت وطبيعة وحجم الرد المتناسب والمناسب على قواعد الولايات المتّحدة الأميركيّة التي اختارت اهتزاز أمنها بانتهاكها الفظيع لمنشآت نوويّة ثلاث وتغطية العدوان الإسرائيليّ ومؤازرته. ستضع أماكن إقلاع الطائرات الأميركيّة والقواعد والبوارج البحريّة الأميركيّة، أهدافًا لها بشكل مباشر وغير مباشر، وكذلك النيل من رمزيّة القدرة الأميركيّة وصورتها في المنطقة والعالم، وتوسيع رقعة المواجهة بنحو مدروس.
بينما سيشتد التركيز الإيرانيّ على الكيان الصهيوني، المستمرّ في عدوانه، بتدرّج تصاعديّ في كمّه النوعيّ (تنوّع الوسائط، مداها، قدرتها التدميريّة، مناورتها، رؤوسها الصاروخيّة الإنقضاضيّة والهجوميّة المتفرّعة عن الصاروخ الرئيس) واتساع نطاق استهدافه المتزامن، ودقة الأهداف الحساسّة، وربّما الدخول بعشوائيّة متعمّدة أيضًا، وإطالة المدى الزمنيّ في استنزافه، وإغراقه بنتائج مؤثرة ومدمّرة ماديًّا ومعلوماتيًّا وبشريًّا، وممارسة الضغوط القصوى للتهجير المتزايد؛ بوصف العدو الإسرائيليّ القاعدة المتقدّمة الأخطر للغرب والأكثر مشروعيّة وشرعيّة في القضاء عليه أو تقويض صورته ونظريّته الأمنيّة.
توفّق إيران بالصمود الاستراتيجيّ وإعادة بناء قدراتها داخل الحرب، بين الحفاظ على هويّتها وسيادتها واستقلال قرارها وطموحاتها المستقبليّة الاستراتيجيّة، وبين قطع الطريق على شبق العدو لضمان عدم قدرة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة على استعادة بنيتها وفعاليّتها.
تدرك طهران أن النظرة إليها لا تتوقف عند الحفاظ على شرعية نظامها وسيادته على أراضيها بل أيضا على دورها وعلى هويّته كداعم للمستضعفين كجزء من دستورها.
تختلف هذه الحرب جذريًّا عن الحرب السابقة المفروضة عليها، وهي لن تسارع إلى تجرّع السمّ الذي استغرق ثمان سنوات.
تقع هذه الحرب مع عدوّها المباشر والأجنبيّ عن المنطقة، لا مع المُستخدم أو الوكيل الذي يضرب في شرايين مجتمعات المنطقة تفرقة وفوضى، وهي تمسك بأوراق قوّتها داخلها وخارجها، وتمتلك من الطاقة على التحمّل ما لا يملكها العدو الصهيونيّ، وهي تخوض الحرب المفروضة عليها بما ينسجم مع هويتها التي تتكامل فيها ثورتها بدولتها ودولتها بثورتها نحو إزالة إسرائيل، باستمرار استنزاف الجبهة الداخلية وتعميق التناقضات وتحفيز الهجرة من الكيان المؤقت، وتحريك فعاليّات جبهة المقاومة الإسلاميّة.
بدأت كلّ من الولايات المتحدة الأميركيّة والكيان الصهيونيّ الحرب، لكن يبقى الكلام في إنهائها، ما يعيد موازين القوى إلى نصابها المضبوط على شاكلة النهاية بمستوياتها المعقّدة والمتداخلة عالميًّا وإقليميًّا ومحليًّا، وتبقى كافة السيناريوهات مفتوحة على تقدير الموقف بعين أميركيّة وأخرى إيرانيّة على نحو ديناميّ ملازم لأي تطوّر في الحرب الجارية من داخلها أو خارجها.
د.عبد الله عيسى

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطة نتنياهو لتدمير البرنامج النووي الإيراني وتجنيد ترمب
خطة نتنياهو لتدمير البرنامج النووي الإيراني وتجنيد ترمب

يمن مونيتور

timeمنذ 22 دقائق

  • يمن مونيتور

خطة نتنياهو لتدمير البرنامج النووي الإيراني وتجنيد ترمب

يمن مونيتور/قسم الأخبار كشفت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها عن تفاصيل خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتدمير البرنامج النووي الإيراني وتجنيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذه العملية. قبل أن يبدأ ترامب مفاوضاته لحل القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، كانت إسرائيل قد اتخذت بالفعل إجراءات عسكرية ضد إيران، وفقًا لتصريحات مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين. فقد أصدر نتنياهو أمرًا بالاستعداد لتوجيه ضربة لإيران بعد أن دمّرت إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية في اشتباك صاروخي، كما بدأ مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية في عقد اجتماعات لتحديد أسماء العلماء النوويين الإيرانيين والقادة العسكريين الذين يمكن استهدافهم. في الوقت نفسه، كانت إسرائيل تسعى للتأثير على واشنطن، حيث انضم ترامب إلى النزاع وأمر بشن ضربات على مواقع نووية إيرانية. التقى الإسرائيليون بنظرائهم في إدارة بايدن لمناقشة معلومات استخباراتية تشير إلى استئناف إيران لأبحاث نووية، لكن محللي الاستخبارات الأمريكية لم يستنتجوا أن إيران قد قررت تطوير سلاح نووي. على الرغم من ذلك، قرر نتنياهو توجيه ضربة لإيران، سواء بمشاركة أمريكية أو بدونها، بحلول يونيو، مستندًا إلى اعتقاده بأن إيران ستعيد بناء دفاعاتها الجوية في النصف الثاني من العام. شنّ نتنياهو هجومًا مفاجئًا على إيران في 13 يونيو، بينما كانت مفاوضات ترامب لا تزال جارية، وكان الهدف من الهجوم إعاقة برامج إيران النووية والصاروخية. أثارت هذه الضربات جدلًا حول ما إذا كانت إسرائيل تمتلك أدلة كافية على تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي لتبرير الهجوم، خاصة وأن تقييمات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن إيران لم تتخذ قرارًا بتطوير سلاح نووي. أعرب ترامب عن اعتقاده بأن إيران 'قريبة جدًا' من امتلاك قنبلة نووية، بينما أقر نتنياهو بأن إيران لا تزال على بُعد أشهر أو عام من الحصول على السلاح، لكنه أشار إلى أن إيران قد خصّبت كميات كبيرة من اليورانيوم إلى مستويات عالية. أيدت الغالبية العظمى من المؤسسة الأمنية والأحزاب السياسية في إسرائيل قرار نتنياهو، مستندة إلى 'عقيدة بيغن' التي تدعم الهجمات الاستباقية ضد الأعداء الذين يطورون أسلحة دمار شامل. ومع ذلك، عبّر بعض الإسرائيليين عن قلقهم من أن الهجوم قد يكون سابقًا لأوانه، خاصة في ظل الجهود الدبلوماسية التي كان ترامب يبذلها في ذلك الوقت. من جانبه، قال داني سيترينوفيتش، الرئيس السابق لقسم إيران في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إنه كان يجب إعطاء المسار السياسي فرصة قبل اللجوء إلى العمل العسكري. أشار التقرير إلى أن إيران زادت من مخزونها من اليورانيوم المخصب منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018، مما أثار مخاوف إسرائيلية من أن إيران تتجه نحو تطوير سلاح نووي. على الرغم من أن الاستخبارات الأمريكية لم تجد دليلًا على أن إيران قررت تصنيع سلاح نووي، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين اعتقدوا أن العلماء الإيرانيين كانوا يعملون على تقصير الفترة اللازمة لتركيب سلاح نووي. أوضح التقرير أن نتنياهو قرر التوقيت الدقيق للهجوم قبل أسبوعين فقط، لكنه كان قد اتخذ القرار الاستراتيجي بتنفيذ العملية قبل عدة أشهر. وأكد نتنياهو أن الهدف الأساسي للعملية كان القضاء على الخبراء النوويين الإيرانيين، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار 'دفاع استباقي عن النفس' ضد تهديد محتمل. كما أوضح التقرير أن إسرائيل بذلت جهودًا كبيرة لجمع المعلومات الاستخباراتية عن العلماء الإيرانيين، حيث قضى جهاز المخابرات الإسرائيلي 'الموساد' سنوات في جمع معلومات عن كل عالم من العلماء المستهدفين وأدوارهم في البرنامج النووي الإيراني. نفذ الموساد مهمة سرية معقدة تضمنت تهريب وتركيب طائرات بدون طيار وقاذفات صواريخ داخل إيران نفسها، مما ساهم في تنفيذ الهجوم بنجاح. قال يعقوب ناجل، المستشار السابق لنتنياهو في شؤون الملف النووي الإيراني، إن قرار نتنياهو بتنفيذ الاغتيالات وإضعاف برنامج الصواريخ الإيراني والقيادة العسكرية أصبح 'غير مرتبط' بالمعلومات الاستخباراتية حول أنشطة العلماء الإيرانيين. قتلت إسرائيل 10 علماء رئيسيين منذ 13 يونيو، وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية أبطأت مساعي إيران لامتلاك قنبلة نووية.

كيف تشكل الاتفاق الذي أوقف حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل؟.. تعرف على التفاصيل الكاملة لكواليس صفقة ترامب
كيف تشكل الاتفاق الذي أوقف حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل؟.. تعرف على التفاصيل الكاملة لكواليس صفقة ترامب

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

كيف تشكل الاتفاق الذي أوقف حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل؟.. تعرف على التفاصيل الكاملة لكواليس صفقة ترامب

أخبار عربية وعالمية الأول /متابعات لم يكن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران سوى الفصل الأخير في سلسلة من الرسائل المتبادلة والضغوط المتزامنة. وفي الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينيتش، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، حيز التنفيذ، بعد أن كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن عنه خلال ساعات الليل. لكن كيف تشكل هذا الاتفاق الذي أوقف حرب الـ12 يوما؟ وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "أكسيوس"، فإن جهود ترامب لإنهاء الحرب بدأت بشكل جدي يوم الأحد، بعد وقت قصير من الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية. يقول الموقع الأمريكي نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض، إن الرئيس ترامب أصدر تعليماته لمبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بإبلاغ الإيرانيين برغبته في التفاوض على اتفاق لإنهاء الحرب. الإيرانيون من جانبهم "رفضوا المشاركة"، وقالوا إن "الدبلوماسية لن تكون ممكنة إلا بعد انتقامهم بضرب أهداف أمريكية"، وفقا لمصدر مطلع. ولكن قبل شن هجومها الصاروخي على قاعدة "العديد" الجوية في قطر، مساء الإثنين، ذكر "أكسيوس" أن إيران "أرسلت رسائل إلى إدارة ترامب - عبر قطر - تحدد فيها توقيت وطبيعة الأهداف التي تنوي ضربها"، مسؤول في البيت الأبيض. وهو ما لم تؤكده أو تنفه طهران. كما لم تؤكد قطر هذه المعلومات التي أوردها الموقع الأمريكي. ومباشرة بعد الضربة، "أرسل الإيرانيون رسالة سرية أخرى تُبلغ البيت الأبيض بأنهم لن يشنوا أي هجمات أخرى على أهداف أمريكية". وبناء على ذلك- يضيف الموقع- "رد البيت الأبيض مرة أخرى عبر القطريين قائلا إن الولايات المتحدة لن ترد على الهجوم الإيراني، وأكد استعداده لاستئناف المفاوضات مع طهران". وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، اتصل ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد هجوم "العديد" وأخبره أنه "يريد إنهاء الحرب". وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار، وقال إن إسرائيل لن تنفذ أي ضربات أخرى طالما توقفت إيران عن إطلاق الصواريخ، وفقا للمصدر نفسه. وبعد الاتفاق على جميع بنوده، أعلن ترامب وقف إطلاق النار في منشوره على منصته "تروث سوشيال". ترامب يؤكد دعمه لقطر واليوم الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، أن ترامب اتصل بأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عقب الهجوم الإيراني على قاعدة "العديد". وذكرت الوكالة أن ترامب أكد خلال الاتصال تضامن بلاده ووقوفها مع دولة قطر وإدانتها الشديدة للهجوم الإيراني، معتبرا أن ذلك "يمثل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة". وشدد ترامب على رفضه القاطع لأي "اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة". ودعا أمير قطر إلى "ضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية". من جانبه، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن شكره للرئيس الأمريكي على مواقف بلاده الداعمة والمتضامنة مع دولة قطر وشعبها. وأكد جاهزية ويقظة عناصر القوات المسلحة القطرية والإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها، والتي أدت إلى عدم وقوع أي وفيات أو إصابات.

كواليس صفقة ترامب.. كيف قبلت إيران وإسرائيل وقف الحرب؟
كواليس صفقة ترامب.. كيف قبلت إيران وإسرائيل وقف الحرب؟

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

كواليس صفقة ترامب.. كيف قبلت إيران وإسرائيل وقف الحرب؟

لم يكن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران سوى الفصل الأخير في سلسلة من الرسائل المتبادلة والضغوط المتزامنة. وفي الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينيتش، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، حيز التنفيذ، بعد أن كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن عنه خلال ساعات الليل. لكن كيف تشكل هذا الاتفاق الذي أوقف حرب الـ12 يوما؟ وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "أكسيوس"، فإن جهود ترامب لإنهاء الحرب بدأت بشكل جدي يوم الأحد، بعد وقت قصير من الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية. يقول الموقع الأمريكي نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض، إن الرئيس ترامب أصدر تعليماته لمبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بإبلاغ الإيرانيين برغبته في التفاوض على اتفاق لإنهاء الحرب. الإيرانيون من جانبهم "رفضوا المشاركة"، وقالوا إن "الدبلوماسية لن تكون ممكنة إلا بعد انتقامهم بضرب أهداف أمريكية"، وفقا لمصدر مطلع. ولكن قبل شن هجومها الصاروخي على قاعدة "العديد" الجوية في قطر، مساء الإثنين، ذكر "أكسيوس" أن إيران "أرسلت رسائل إلى إدارة ترامب - عبر قطر - تحدد فيها توقيت وطبيعة الأهداف التي تنوي ضربها"، مسؤول في البيت الأبيض. وهو ما لم تؤكده أو تنفه طهران. كما لم تؤكد قطر هذه المعلومات التي أوردها الموقع الأمريكي. ومباشرة بعد الضربة، "أرسل الإيرانيون رسالة سرية أخرى تُبلغ البيت الأبيض بأنهم لن يشنوا أي هجمات أخرى على أهداف أمريكية". وبناء على ذلك- يضيف الموقع- "رد البيت الأبيض مرة أخرى عبر القطريين قائلا إن الولايات المتحدة لن ترد على الهجوم الإيراني، وأكد استعداده لاستئناف المفاوضات مع طهران". وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، اتصل ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد هجوم "العديد" وأخبره أنه "يريد إنهاء الحرب". وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار، وقال إن إسرائيل لن تنفذ أي ضربات أخرى طالما توقفت إيران عن إطلاق الصواريخ، وفقا للمصدر نفسه. وبعد الاتفاق على جميع بنوده، أعلن ترامب وقف إطلاق النار في منشوره على منصته "تروث سوشيال". ترامب يؤكد دعمه لقطر واليوم الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، أن ترامب اتصل بأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عقب الهجوم الإيراني على قاعدة "العديد". وذكرت الوكالة أن ترامب أكد خلال الاتصال تضامن بلاده ووقوفها مع دولة قطر وإدانتها الشديدة للهجوم الإيراني، معتبرا أن ذلك "يمثل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة". وشدد ترامب على رفضه القاطع لأي "اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة". ودعا أمير قطر إلى "ضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية". من جانبه، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن شكره للرئيس الأمريكي على مواقف بلاده الداعمة والمتضامنة مع دولة قطر وشعبها. وأكد جاهزية ويقظة عناصر القوات المسلحة القطرية والإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها، والتي أدت إلى عدم وقوع أي وفيات أو إصابات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store