logo
أعلى المعايير لضمان راحة وسلامة حجاج الدولة

أعلى المعايير لضمان راحة وسلامة حجاج الدولة

الاتحادمنذ 3 أيام

صالح البحار ووام (مكة المكرمة)
عقد معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، رئيس مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات، اجتماعاً مع رؤساء اللجان، بحضور أحمد راشد النيادي، مدير عام «الهيئة»، نائب رئيس مكتب شؤون الحجاج، لمراجعة الاستعدادات والجاهزية لاستقبال حجاج الدولة.
وأكد معاليه أهمية العمل بروح الفريق والتكاتف في أداء المهام، مشيداً بجهود الفرق، داعياً إلى مواصلة الالتزام بأعلى معايير الجودة، لضمان راحة وسلامة الحجاج في جميع مراحل تنقلهم لأداء مناسكهم براحه ويسر.
في سياق متصل، نفذت لجنة إسعاد الحجاج، التابعة لمكتب شؤون حجاج دولة الإمارات العربية المتحدة، جولة تفتيشية ميدانية شاملة على عدد من مقار حملات الحج الإماراتية؛ بهدف التأكد من جاهزية الخدمات وامتثالها للمعايير المعتمدة من المكتب، بما يضمن توفير بيئة آمنة ومريحة لحجاج الدولة. وتركزت الجولة على فحص مستوى النظافة العامة، ومعايير السلامة، وتوافر الكوادر الإدارية والطبية والوعظية في كل حملة، بالإضافة إلى جاهزية المرافق الصحية والخدمية، بما فيها السكن والمطاعم والعيادات.
وأكدت اللجنة أن هذه الزيارات ستتواصل بشكل مكثف خلال الأيام المقبلة، مع اقتراب بدء مناسك الحج، وذلك لمتابعة التفاصيل اليومية وضمان معالجة أي ملاحظات فوراً، بما يرفع مستوى الالتزام بالخطة التشغيلية المقررة.
وقال خالد الظنحاني من مكتب إسعاد الحجاج بمكتب شؤون الحجاج:
نحن نعمل بروح الفريق الواحد، وفق توجيهات واضحة من قيادة الدولة، وهدفنا تقديم رحلة حج نموذجية، يشعر فيها الحاج الإماراتي بالطمأنينة والرعاية في كل لحظة من رحلته، وهنا يأتي دورنا في التأكد من أن كل شيء في الحملات لا بد أن يكون بشكل مميز ومثالي.
ويأتي هذا الجهد ضمن رؤية شاملة تتبناها دولة الإمارات في خدمة حجاجنا، تقوم على مبادئ الجودة والاهتمام الإنساني، وتحرص على إسعاد الحجاج عبر توفير تجربة روحانية متكاملة، تتسم بالراحة، والرعاية الصحية، والمتابعة الإدارية المستمرة.
وعبر عدد من الحجاج الإماراتيين عن رضاهم عن مستوى التنظيم والرعاية، مشيدين بسرعة الاستجابة للطلبات، وحرص فرق العمل على تلبية احتياجاتهم اليومية في المخيمات والمرافق. وأشاد سعيد الكعبي بالتنظيم قائلاً: نتوجه بالشكر الجزيل لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وجميع المسؤولين، لما رأيناه من حفاوة الاستقبال خصوصاً من بعثة مكتب شؤون الحجاج، الذين سبقوا الحجاج جميعاً بأشهر طويلة، حيث قاموا بتجهيز جميع الأمور التي يحتاج إليها الحاج، مما جعلنا نشعر براحة وطمأنينة، وقد تم استقبالنا بالورود، ولذلك نحن مستمتعون بخدمات سبعة نجوم. أما الحاجة ريم النعيمي، فقد بدأت بالشكر والثناء على مكتب شؤون الحجاج، خصوصاً ملتقى الحجاج الذي عقد في الدولة، وكان أكثر من رائع في جميع جوانبه، قائلة، إن كلمة شكراً لا تفيهم حقهم، ونحمد الله على القيادة الحكيمة للدولة التي سخرت كل الإمكانات لخدمة الحجاج.
تنسيق متكامل
يواصل مكتب شؤون حجاج الإمارات استعداداته المكثفة لموسم الحج 2025، عبر تنسيق متكامل مع الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، وتوفير بيئة خدمية ترتقي إلى تطلعات الحجاج الإماراتيين، بما يعكس صورة حضارية ومشرفة للدولة.
يسر وسلاسة
من جانبه، أكد سهيل حمد الجنيبي أنه منذ أن استلم رسالة الموافقة على الحج، بدأ يحس بالاهتمام من خلال الورش والمتابعة الدائمة في الدولة. وكذلك في رحلة السفر من أرض الوطن إلى الأراضي المقدسة كان كل شيء يسير بيسر وسلاسة، فمكتب شؤون الحجاج يقدم خدمات لم نكن نتوقعها حتى في الخيال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضيوف الرحمن يستمعون لخطبة الجمعة من المسجد الحرام
ضيوف الرحمن يستمعون لخطبة الجمعة من المسجد الحرام

الشارقة 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشارقة 24

ضيوف الرحمن يستمعون لخطبة الجمعة من المسجد الحرام

الشارقة 24 - واس: أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه. وقال فضيلته: "إن التقوى هي ملاك الأمور وأساسها، -راقبوه فإنه يعلم ما أخفيتم وما أعلنتم-، وأفردوا بالتوحيد والعبادة الواحد المعبود، فالدعاء لله وحده والذكر والتوجه له وحده لا شريك له، وزكوا نفوسكم بالتوبة وطهروها، واشكروه على ما جمع لكم في هذا اليوم الأشرف بين عيد الأسبوع وعيد العام، إنهما يومان كريمان وموسمان عظيمان، يوم الجمعة وهو اليوم الأزهر، ويوم عيد النحر وهو يوم الحج الأكبر على الصحيح، وسمي بذلك؛ لكثرة أعمال الحج فيه من الرمي والذبح والحلق وطواف الإفاضة". ودعا الشيخ الجهني حجاج بيت الله الحرام إلى الهدوء والسكينة، وليكن الحج وفق الأنظمة والتعليمات وعليكم بالرفق واللين والتوسعة على الناس، وتجنبوا الجلبة والإضرار. وأشار فضيلته إلى أن في هذا اليوم العظيم خطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبة فتح الله لها أسماع الناس، حتى سمعه جميع أهل مني في منازلهم، ومما قاله عليه الصلاة والسلام : (اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم)، وبين حرمة يوم النحر وفضله عند الله -جل وعلا-، وحرمة مكة على جميع البلاد، فاحذر أيها المسلم أن تسيء الأدب في هذا البلد المقدس، احذر إيذاء المسلمين بأي نوع من الأذى، وتأدب مع إخوانك المسلمين حجاج بيته الحرام، فلا تزعجهم بكثرة الصخب، ورفع الأصوات، وشدة المزاحمة، والتشويش عليهم بالتجمعات، والتكتل في الطرقات، والهتافات الكاذبة، والدعايات المزيفة، فإن هذه الأمور من الأذية، وقد حرم الله أذية المؤمنين بقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } فلا تقعوا في الإثم وأنتم لا تشعرون، ولا تبطلوا أعمالكم وأنتم لا تعلمون، ولا تدنسوا عيدكم باجتراح الآثام، مبينًا أنه يجدر بالمسلم في هذا اليوم الأغر، أن يتنبه لشيء هام هو الإخلاص في التقرب إلى الله -عز وجل- مبتعدًا عن الرياء والمباهاة، فاتق الله أيها المسلم وأخلص لله تنل ثوابه ورضاه.

أهم أخبار السعودية الجمعة 6 يونيو 2025
أهم أخبار السعودية الجمعة 6 يونيو 2025

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

أهم أخبار السعودية الجمعة 6 يونيو 2025

يقدم موقع 'البوابة نيوز'، تقريرا عن أهم أخبار السعودية اليوم الجمعة، يرصد خلاله أبرز وأهم الأحداث التي تجري في الدولة العربية الشقيقة. أخبار السعودية اليوم.. حجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف الإفاضة يؤدي حجاج بيت الله الحرام، اليوم الجمعة، طواف الإفاضة في المسجد الحرام، أحد أركان الحج الأساسية، وذلك بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، والمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "واس" السعودية. وشهد المسجد الحرام منذ ساعات الصباح الباكر، توافد أعداد كبيرة من الحجاج الذين أدوا النسك في أجواء إيمانية يملؤها الخشوع والطمأنينة، وسط منظومة خدمية متكاملة وفرتها الجهات المعنية السعودية؛ لتيسير أداء الشعائر بيسر وسهولة، وفق تنظيم دقيق وخطط تشغيلية محكمة. وعملت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، على تنظيم حركة الحشود داخل صحن المطاف، والمسارات المخصصة للطواف، بالإضافة إلى تكثيف أعمال النظافة والتعقيم، وتوفير خدمات التوجيه والإرشاد بلغات متعددة، وخدمات الإسعاف والطوارئ على مدار الساعة. ويستكمل الحجاج بعد أداء طواف الإفاضة مناسكهم في مشعر منى خلال أيام التشريق، التي يرمون فيها الجمرات الثلاث، ثم يختتمون حجهم بطواف الوداع قبيل مغادرتهم مكة المكرمة، سائلين الله القبول والتيسير. أخبار السعودية اليوم.. مشعر منى يستقبل حجاج بيت الله الحرام لرمي جمرة العقبة توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى مع بزوغ فجر اليوم الجمعة العاشر من شهر ذي الحجة، مهللين مكبرين، بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في "مزدلفة " تحفهم عناية الله تعالى ورعايته، وهم يعيشون الأجواء الإيمانية، وسط منظومة الخدمات التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بيسر وطمأنينة. وبعد وصول الحجاج إلى مشعر منى، شرعوا في رمي جمرة العقبة، اتباعا لسنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام-. ويشرع للحجاج بعد رمي جمرة العقبة في هذا اليوم نحر هديهم، ثم حلق رؤوسهم، والطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة. وفي مشعر منى، يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق، يذكرون الله كثيرا ويشكرونه أن من عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث بدءا بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات. واتسمت نفرة الحجيج بالهدوء والسكينة، تحفهم عناية الله سبحانه وتعالى، ثم جهود القطاعات المعنية بالحج، التي أسهمت في انسيابية حركة جموع الحجيج، ليؤدوا نسكهم في يسر وأمان.

العيد الكبير في مصر.. آلاف المآذن تنادي وملايين القلوب تستجيب.. وطن يُصلي ويضحك ويأكل ويُغني
العيد الكبير في مصر.. آلاف المآذن تنادي وملايين القلوب تستجيب.. وطن يُصلي ويضحك ويأكل ويُغني

البوابة

timeمنذ 3 ساعات

  • البوابة

العيد الكبير في مصر.. آلاف المآذن تنادي وملايين القلوب تستجيب.. وطن يُصلي ويضحك ويأكل ويُغني

في صباح يوم العيد، تكتسي الشوارع والميادين بحلة من البهجة، ويخرج المصلون في جماعات، رجالاً ونساءً وأطفالاً، في مشهد يعكس وحدة المسلمين وفرحتهم المشتركة، فترى الأطفال بملابسهم الجديدة، يحملون ألعابهم ووجوههم تفيض بالحماس، بينما تتعالى تكبيرات العيد في المساجد والساحات "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، فتملأ القلوب بالسكينة. وبعد الصلاة، يتبادل الناس التهاني والأمنيات الطيبة، وتبدأ الأسر في تنفيذ شعيرة الأضحية، اقتداءً بسُنة النبي إبراهيم عليه السلام، حيث تُذبح الأضاحي ويوزَّع جزء منها على الفقراء والمحتاجين، مما يُجسد معاني التضحية والتكافل الاجتماعي. وتشهد الأسواق والمحال التجارية نشاطًا ملحوظًا في أول أيام العيد، وتزداد حركة البيع والشراء، خاصة من الأطفال الذين يتوافدون لشراء الألعاب والحلوى، ويحتفظ العيد بطابعه التقليدي في القرى والمناطق الريفية، حيث تجتمع العائلات الكبيرة في بيوت الأجداد، وتُقام الولائم التي تضم الأطعمة الشعبية واللحوم الطازجة. وتتجدد الفرحة كل عام مع قدوم عيد الأضحى المبارك، الذي يُعد من أعظم المناسبات الدينية لدى المسلمين، وتكتسب فيه صلاة العيد في مصر طابعًا خاصًا يجمع بين الروحانية والفرح الشعبي، وقبل بزوغ شمس يوم العاشر من ذي الحجة، تبدأ شوارع المدن والقرى المصرية في الاستعداد لاستقبال هذا الحدث العظيم، حيث تنشط الحركة في الساعات الأولى من الصباح، وتُزيّن المساجد والساحات الكبرى التي خُصصت لأداء الصلاة. وتتجلى البهجة في وجوه الكبار والصغار، خاصة الأطفال الذين يرتدون ملابس العيد الجديدة ويحملون الألعاب، بينما تنطلق تكبيرات العيد من مكبرات الصوت، فترتفع معها مشاعر الإيمان والسرور في كل بيت، وتكتظ الساحات بالآلاف من المصلين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، يحرصون على أداء صلاة العيد جماعة وسط أجواء من الألفة والمحبة. وتبدأ الأسر المصرية الاستعداد للعيد قبل أيام، من خلال شراء الأضاحي وتحضير الملابس الجديدة وتنظيف المنازل، بالإضافة إلى إعداد الكعك والمعجنات، فيما تستعد الأجهزة الأمنية والتنظيمية لتأمين ساحات الصلاة وتيسير حركة المرور، وبهذا المشهد الفريد، تتحول صلاة العيد في مصر إلى مناسبة دينية واجتماعية تُجسّد مظاهر التلاحم والوحدة بين أبناء الشعب. وتبدأ الاستعدادات لصلاة العيد قبل أيام، حيث تُجهز الساحات الكبرى وتُنظف وتُزود بمكبرات الصوت، وتُنسق صفوف المصلين بعناية لاستقبال آلاف المواطنين الذين يحرصون على أداء هذه السنة المباركة جماعة، رجاءً في الأجر والقبول. صورة رئيسية بهجة لا تُضاهى.. كيف يحتفل المصريون بالعيد في كل ربوع المحروسة؟ مع شروق شمس أول أيام العيد، تتزين أرض الكنانة بأجمل مظاهر الفرح والسرور، إذ تبدأ مصر من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، ومن غربها إلى شرقها، في استقبال أيام العيد المباركة بطقوس فريدة، وتقاليد أصيلة، تُضفي على المشهد روحانية خاصة وبهجة لا نظير لها في العالم العربي والإسلامي. صلاة العيد.. وحدة شعب وروح الجماعة يبدأ الاحتفال بالعيد في مصر بصلاة العيد، وهي اللحظة التي ينتظرها الملايين من المواطنين كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءً، حيث يخرج الجميع من بيوتهم منذ الصباح الباكر متجهين إلى الساحات والمساجد الكبرى التي امتلأت عن آخرها بالمصلين، ولا يكاد يخلو ميدان أو شارع في مصر من تكبيرات العيد التي تملأ الآفاق، لتضفي على اللحظة طابعًا من السكينة والخشوع، في مشهد لا تراه إلا في مصر. فيما تتحول المساجد الكبرى مثل مسجد الحسين بالقاهرة، ومسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، ومسجد سيدي أبو الحسن الشاذلي بالأقصر وغيرها إلى لوحات بشرية مبهجة، وقد دأبت مديريات الأوقاف في جميع المحافظات على تجهيز ساحات الصلاة وتعليق اللافتات وتنظيم الصفوف، وتوزيع الحلوى والبلالين على الأطفال. بلالين فوق الرؤوس.. وفرحة في العيون ما يميز احتفالات العيد في مصر عن غيرها من الدول هو الطابع الشعبي الحميمي الذي يتجلى في أبسط التفاصيل، فتنتشر البالونات الملونة بأشكالها المختلفة في المساجد والساحات، وتُربط في أكياس ضخمة تُعلّق على الأسطح، وما إن تنتهي الصلاة حتى تُفرغ لتنهال على رؤوس المصلين، فتتعالى ضحكات الأطفال وتملأ الفرحة قلوب الجميع. وأصبح هذا المشهد المهيب والمبهج في آن واحد، عادة مصرية أصيلة، يحرص الأهالي على تكرارها كل عيد، ويتفننون في أشكال البالونات وزينتها، ويشاركونها مع الجميع بلا مقابل، وكأنهم يوزعون الفرح بكرم لا حدود له. ملابس جديدة.. وعطر العيد ولا يكتمل العيد في مصر دون ارتداء الملابس الجديدة، وهي عادة تضرب بجذورها في الثقافة المصرية منذ قرون، وتحرص الأسر على تجهيز ملابس العيد للأطفال قبل موعده بأيام، وتختار لهم أجمل الثياب، في حين يتزين الكبار أيضًا بملابسهم الجديدة، في مشهد يعكس البهجة الجماعية وروح المشاركة. ويُستحب في العيد الاغتسال والتطيب، وهو ما يحرص عليه المصريون، فيجمعون بين الطهارة الظاهرة والباطنة في يوم عيدهم، فتفوح رائحة العطور الشرقية من أزقة القرى وشوارع المدن، وكأن العيد له رائحة مصرية مميزة لا تجدها في مكان آخر. احتفالات جماعية وألعاب شعبية وبعد أداء الصلاة، ينطلق الجميع إلى الشوارع والحدائق والميادين، حيث تقام فعاليات احتفالية متعددة بتنظيم من الجهات المحلية والمجتمع المدني، ففي القاهرة، تنتشر الحفلات الترفيهية في الحدائق العامة مثل حديقة الأزهر وحديقة الفسطاط، وفي الإسكندرية على كورنيش البحر، بينما في الصعيد تُقام عروض فلكلورية مميزة ورقصات شعبية على أنغام المزمار البلدي والطبلة. وفي الريف المصري، لا تزال الألعاب الشعبية القديمة مثل شد الحبل، وسباق الأكياس، ولعبة "استغماية"، حاضرة بين الأطفال، إلى جانب المراجيح اليدوية التي ينصبها الأهالي في الساحات، والتي يتشارك في صناعتها شباب القرى قبل العيد بأيام. مصر كلها عيد.. روح لا تنطفئ ولا تقتصر فرحة العيد في مصر على يوم واحد، وذلك ما يجعل العيد في مصر مميزًا، فالجميع يشارك في صنع البهجة، من الأب الذي يشتري الملابس لأبنائه، إلى الجدة التي تُعد كعك العيد، إلى الجار الذي يشاركك الحلوى، وحتى الغريب الذي تبتسم له فتشعر أنه من أهلك، فالعيد في مصر هو طقس مجتمعي عميق، ومهرجان وطني يجمع بين الحداثة والأصالة، بين الفرحة الفردية والاحتفال الجماعي، بين الطقوس الدينية والموروث الشعبي، ولعلّ مصر، بطبيعتها البسيطة وتنوع ثقافاتها، قد نجحت في تحويل مناسبة العيد إلى أيقونة من البهجة الخالصة التي ليس لها مثيل في العالم العربي والإسلامي، وتشهد بها العيون، وتحنّ إليها القلوب كل عام. من الكبدة للفتة.. موائد العيد في مصر تروي حكاية البهجة والهوية موائد العيد في مصر، تعد تعبيرًا عن قيم الكرم والوصل والمشاركة، ففي هذا اليوم لا يُؤكل الطعام وحده، بل يُقَدَّم للضيوف، ويُوزَّع على الفقراء، وتُرسل الصحون للأقارب والجيران، في مشهد من التكافل الاجتماعي لا تراه إلا في الأعياد، وتُزيَّن المائدة بالألوان، وتُحاط بضحكات الأطفال، وتُختتم دومًا بكوب شاي مصري أصيل بعد وجبة دسمة، لتبدأ بعدها زيارات العيد الممتدة من بيت إلى بيت. ففي صباح أول أيام العيد، لا يُسمع في شوارع مصر سوى صوت التكبيرات الممزوجة برائحة الطعام التي تعبق في الأجواء، معلنة بداية احتفالات المصريين بطريقتهم الخاصة، حيث لا تكتمل فرحة العيد إلا على مائدة عامرة تجمع العائلة حول أطعمة ومذاقات ارتبطت في الذاكرة الشعبية بالعيد، حتى أصبحت جزءًا أصيلًا من هويته. كبدة وعيش بلدي.. إفطار العيد على الطريقة المصرية على غير المعتاد، يبدأ المصريون أول أيام العيد بإفطار ثقيل نسبيًا، يتصدره طبق الكبدة الساخنة المتبلة بالثوم والكمون والشطة، والتي تُقلى في السمن البلدي أو الزيت، وتُقدَّم مع العيش البلدي الطازج أو الفينو، وطبق صغير من المخلل أو الطحينة. فالكبدة لم تكن يومًا فطورًا يوميًا، لكنها ارتبطت بطقس عيد الأضحى تحديدًا، إذ كانت تُطهى من كبد الأضحية فور الذبح، فصارت تقليدًا ثابتًا حتى في غير بيوت المضحين، واللافت أن الأسر المصرية أصبحت تحرص على تناول الكبدة صباح العيد حتى وإن لم تذبح، كنوع من المشاركة الرمزية في طقوس العيد وبهجته، وبجانب الكبدة، تُقدَّم أطباق أخرى حسب المناطق والمذاقات، مثل اللية المشوية، أو شاورما الضأن، أو حتى البيض المقلي بالبصل، لكن تبقى الكبدة هي "نجمة الإفطار" بلا منازع. الغداء... الفتة سيد المائدة بلا منازع تبدأ روائح الطعام في التصاعد من المطابخ المصرية، ما إن تنتهي صلاة العيد وتهدأ الشوارع قليلًا، معلنة بدء تحضير وجبة الغداء التي لا ينافسها طبق آخر وهي 'الفتة'، فالفتة المصرية، بمكوناتها البسيطة – أرز، عيش محمص، صوص الطماطم المتبل بالثوم، وقطع اللحم الضأن المسلوق – تُعتبر طبقًا مقدسًا في العيد، لا تغيب عن أي مائدة، سواء في القرى أو المدن، الأغنياء أو البسطاء، وتكمن رمزية الفتة في ارتباطها الوثيق بالذبح والتوزيع والكرم، إذ يُطبخ اللحم الموزع من الأضاحي، وتُقدَّم الفتة كرمز للجود والاحتفال. وتختلف طريقة إعداد الفتة قليلًا من محافظة لأخرى؛ ففي الصعيد، يضاف إليها "المُرق" الغني بالسمن البلدي، وفي الوجه البحري، يُفضل البعض إضافة الخل والنعناع، لكن القاعدة الأساسية واحدة، الفتة هي الغداء الرسمي لأول يوم في العيد. الحلويات والترمس.. بهجة العيد بين الوجبات لا تكتمل أجواء العيد في مصر دون الحلويات التي تتناثر على الطاولات وأطباق الضيافة في كل بيت، فـكعك العيد، وإن ارتبط أكثر بعيد الفطر، لا يزال حاضرًا في بعض البيوت خلال عيد الأضحى، وخصوصًا تلك التي تحتفظ بالعادات القديمة. أما في عيد الأضحى تحديدًا، فتتصدّر حلوى العسلية والسمسمية واجهات المحلات، إلى جانب الترمس، الذي يُعد تسلية المصريين المفضلة بعد وجبات العيد الثقيلة، فيُقدَّم مع الملح والليمون أو الشطة، ويُشارك فيه الكبار والصغار، في جوٍّ عائلي من الضحك والمسامرة، ولا يمكن أن ننسى الشيكولاتة والبونبوني التي تُقدَّم للزوار، خصوصًا الأطفال، إلى جانب العصائر والمشروبات الغازية، وكلها تفاصيل صغيرة لكنها ضرورية لرسم صورة العيد في الذاكرة. عادات تتوارثها الأجيال ويذكر أن الملفت في هذا الأمر، أن هذه العادات لا تتغير كثيرًا رغم اختلاف الزمن وتنوع الثقافات، فالمصري أينما كان، يحنّ إلى فتة والدته وكبدة العيد، ويرى في طعام العيد احتفال متكامل يبدأ من المطبخ وينتهي باللمة، وحتى الأسر التي تقيم خارج مصر، تحرص على طهي الفتة والكبدة في صباح العيد، وكأنها تعيد خلق الوطن في طبق. وليس هناك مبالغة في القول إن الطعام هو بطل العيد في مصر،من حيث القيمة الرمزية والاجتماعية، فموائد العيد هي رسائل حب، ولمّة عائلة، وذاكرة وطن، فمن الكبدة على الإفطار، إلى الفتة على الغداء، إلى الترمس والحلوى بعد العصر، يظل الطعام المصري هو الوصفة السحرية التي تمنح العيد طعمه الحقيقي. العيد في مصر.. أغاني ومسرحيات وأفلام صنعت ذاكرة الأجيال لا يمر العيد في مصرمرورًا عابرًا، بل يأتي محمّلًا بمشاعر البهجة وعبق الذكريات وروائح الكعك وتكبيرات المساجد، فالفرحة المصرية بالعيد لا تكتمل إلا بإيقاع فني خاص، تشكله أغانٍ خالدة، ومسرحيات كوميدية، وأفلام مبهجة، ومسلسلات تلفزيونية أصبحت جزءًا من طقوس العيد في كل بيت، ولا يُحتفل به فقط في الشوارع والساحات، بل أيضًا على الشاشات، فالفن المصري كان وما يزال الرفيق الأوفى لأيام العيد، يسجل الفرح، ويحتفل مع الناس، ويعكس وجوه الحياة ببساطة وخفة ظل. أغاني العيد.. صوت الفرح المصري بمجرد أن يُعلن عن حلول العيد، تُبَثّ في الإذاعات والتلفزيونات أغاني ارتبطت وجدانيًا بهذه المناسبة، أبرزها: "يا ليلة العيد آنستينا" – أم كلثوم هذه الأغنية التي صدحت بها كوكب الشرق في الأربعينات، تحولت إلى أيقونة صوتية للعيد، لدرجة أن مجرد سماع مقدمتها الموسيقية يُدخل الناس في أجواء الاحتفال، ورغم أن الأغنية لم تكن في الأساس مخصصة للعيد الديني، فإنها أصبحت مرتبطة به بشدة، لما تحمله من كلمات محملة بالفرح. "العيد فرحة" – صفاء أبو السعود لا يوجد مصري لا يعرف هذا النشيد الطفولي المحبب، الذي أصبح نشيدًا رسميًا للعيد، وخاصة للأطفال، فكلمات الأغنية وبساطتها جعلتها جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة أجيال كاملة، وما تزال تُعرض في كل عيد حتى اليوم. أغاني الأطفال مثل "أهلاً بالعيد" و"بكرة العيد" تلك الأغاني التي قدمها التلفزيون المصري في برامج الأطفال خلال الثمانينات والتسعينات، ما زالت تُذاع وتُستعاد، لأنها كانت جزءًا من صباح العيد في كل بيت. مسرحيات العيد.. ضحك لا يُنسى المسرحيات الكوميدية لها طقوسها الخاصة في العيد، فعلى مدى عقود، أصبح عرض المسرحيات في مساء أول وثاني أيام العيد تقليدًا مصريًا راسخًا، خاصة في عصر التلفزيون الأرضي. "مدرسة المشاغبين" بطولة عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي، هذه المسرحية هي إحدى الركائز الأساسية في عروض العيد، ورغم أنها عُرضت لأول مرة في السبعينات، إلا أنها لا تزال تحظى بجماهيرية ضخمة. "العيال كبرت" مسرحية خفيفة الظل تنقل أجواء البيت المصري في إطار كوميدي اجتماعي، جعلها واحدة من أكثر المسرحيات طلبًا وإعادة. "ريا وسكينة" – شادية وسهير البابلي رغم أنها تدور حول جريمة، فإن الأداء التمثيلي الخفيف، وروح الكوميديا، جعلاها من المسرحيات المحبوبة، خاصة في الأعياد. مسرحيات سمير غانم مثل "المتزوجون" و"جحا يحكم المدينة"، وهي من المسرحيات التي تُعرض في القنوات الفضائية وتحقق مشاهدات مرتفعة في العيد. أكلات عيد الأضحى.. طقوس طهي ونكهات تراثية لا تغيب عن المائدة يأتي عيد الأضحى المبارك حاملًا معه أجواء خاصة من الفرح والتكافل الاجتماعي، وتتجلّى أبرز ملامحه في ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم، حيث تتحوّل البيوت المصرية إلى ورش طهي عامرة بالأكلات التقليدية التي توارثتها الأجيال، والتي تزيّن موائد العيد بنكهاتها الغنية وارتباطها الوثيق بالموروث الشعبي، وتُعدّ أكلات عيد الأضحى في مصر جزءًا لا يتجزأ من الاحتفال، بل يمكن اعتبارها طقسًا لا يكتمل العيد بدونه. الكبدة.. فطور أول يوم العيد لا يكتمل صباح أول يوم من عيد الأضحى دون طبق الكبدة الطازجة، الذي يُحضَّر فور الانتهاء من ذبح الأضحية، حيث تُقطع الكبدة إلى شرائح صغيرة، وتُطهى سريعًا مع الثوم، والخل، والكمون، والفلفل الحار، وتُقدّم ساخنة مع الخبز البلدي والمخللات، ويُعد هذا الطبق وجبة أساسية لدى الكثير من الأسر المصرية، لما يحمله من نكهة مميزة وارتباط مباشر بتقاليد العيد. الفتة المصرية.. الطبق الملكي على المائدة تتربّع الفتة على عرش أطباق عيد الأضحى في مصر، ولا يكاد يخلو منها بيت في هذا اليوم، وتتكوّن الفتة من طبقات من الخبز المحمّص أو المقلي، مغمورة بمرق اللحم، تعلوها طبقة من الأرز الأبيض، وتُزيَّن بصلصة الطماطم الممزوجة بالخل والثوم، مع قطع من لحم الضأن أو العجل، وتُعد الفتة رمزا للكرم والتقاليد، حيث يُجمع حولها أفراد العائلة في جو احتفالي بهيج. اللحوم المسلوقة والمشوية تتنوع طرق تحضير اللحوم خلال عيد الأضحى، لكن تبقى اللحوم المسلوقة مع البهارات، أو المشوية على الفحم، من أبرز ما يُقدّم. وتُستخدم اللحوم المسلوقة غالبًا في تحضير الفتة، بينما تُقدّم المشاوي مع السلطات والخبز والمقبلات، حيث يجتمع الأحبة حولها في أجواء عائلية حميمية. لحمة الرأس والممبار والكرشة.. نكهات شعبية لا تُنسى في كثير من البيوت المصرية، لا يمر العيد دون تحضير أطباق مثل لحمة الرأس والممبار والكرشة، وهي من "أجزاء الأضحية" التي تتطلب تنظيفًا وتحضيرًا خاصًا، لكنها تُعد من الأكلات الشعبية المفضّلة، ويُحشى الممبار بالأرز والتوابل ويُطهى ثم يُقلى حتى يصبح مقرمشًا، أما لحمة الرأس فتُطهى في المرق أو تُحمّر مع التوابل، وتُقدّم بجانب الأرز أو الفتة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store