
فنادق اللاجئين تثير سخطا شعبيا يقلق الحكومة البريطانية
وتخشى الحكومة تمدد رقعة الاحتجاجات التي تستهدف فنادق اللاجئين فتستعد مع الشرطة وقوات إنفاذ القانون لتفجر تظاهرات تحشد لها جماعات "اليمين المتطرف" في مناطق مختلفة اعتباراً من اليوم وحتى عطلة نهاية الأسبوع، ويقول وزير الأعمال والتجارة في حكومة لندن جوناثان رينولدز إن المتظاهرين "منزعجون لأسباب مشروعة، وهناك إحباط كبير تتقاسمه الحكومة معهم في شأن نظام اللجوء والضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي خلفها على الناس".
تراجعت أعداد فنادق اللاجئين بحسب رينولدز من 400 إلى 200، إذ تخطط الحكومة لإغلاق هذا الملف تماماً بحلول عام 2029، ولكن يبدو أن المعترضين لا يسعهم الانتظار حتى ذلك التاريخ ويسعون إلى طرد اللاجئين من مناطقهم فوراً.
وخلال الأيام الماضية شارك مئات الأشخاص في "احتجاجات إيبينغ" التي روج لها "اليمين المتطرف" عبر الإنترنت، فاشتبك المتظاهرون مع الشرطة في بعض الحالات والخشية الآن من تحول التظاهرات إلى أعمال شغب، وقبل عام شهدت بريطانيا أعمال شغب كبيرة تفجرت في مدينة ساوثبورت ثم تمددت إلى مناطق ومدن أخرى، وكان السبب حينها معلومات كاذبة اتهمت مهاجراً بقتل فتيات صغيرات كن يتعلمن الرقص في المدينة الساحلية.
ووفق التصريحات الرسمية فإن الحكومة البريطانية "مستعدة لجميع المواقف"، وتفجر التظاهرات ضد فنادق اللاجئين وضع أجهزة الدولة في حال تأهب، أما الحل من وجهة نظرها فهو "إصلاح نظام الهجرة بصورة جذرية"، وفق رينولدز.
كثير من اللاجئين في الفنادق معرضون للترحيل وفق خطط الحكومة لضبط الحدود ووقف الهجرة غير الشرعية، وتقول الأرقام إن هذه الفنادق ومراكز احتجاز المهاجرين الأخرى تنطوي على 2200 مكان بنسبة إشغال وصلت اليوم إلى 70 في المئة، لكن وزارة الداخلية تخطط لفتح مركزين جديدين في منطقتي أوكسفورد شاير وهامبشاير جنوب إنجلترا بطاقة استيعابية تصل إلى 1000 شخص، وقد وصل ما يقارب 20 ألف شخص إلى المملكة المتحدة خلال النصف الأول من عام 2025 من طريق القناة الإنجليزية في قوارب صغيرة بزيادة 48 في المئة مقارنة بالأشهر الستة الأولى من عام 2024، و73 في المئة عام 2023.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من وجهة نظر المعترضين على فنادق اللاجئين فإنها لا تشكل فقط ضغوطاً على الخدمات الصحية ومرافق المناطق التي توجد فيها، وإنما أيضاً تعرّض المجتمعات المحلية لتصرفات غريبة تأخذ أحياناً طابع الاعتداء على السكان، وتروج جماعات "اليمين المتطرف" لهذه النظرية مستغلة حوادث كالتي وقعت في إيبينغ، وربما يكون الحديث عن التداعيات الاجتماعية مبالغاً فيها، لكن الأثر الاقتصادي للمهاجرين لا يمكن إنكاره ويتحمله دافعو الضرائب في بريطانيا.
ويقول تقرير أعده "مكتب التدقيق الوطني" بناء على تكليف لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان، إن عدد طالبي اللجوء في المناطق مدفوعة الكلفة تضاعف خلال الأعوام الخمسة الماضية حتى وصل إلى 110 آلاف في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وثلاثة أرباع الأموال التي تنفق على إيواء طالبي اللجوء تذهب حالياً إلى الفنادق على رغم أنها لا تجمع سوى ثلث المهاجرين، وبحسب "هيئة الرقابة" فإن القطاع الخاص يفضل نظام الفنادق على أنواع الإقامات الأخرى خلال التعاقد مع الحكومة، وفي عام 2019 وقّعت حكومة "المحافظين" سبعة عقود إقليمية مع ثلاث شركات فندقية لإيواء طالبي اللجوء، وتقول "هيئة التدقيق" إن هذه الشركات حققت أرباحاً تفوق نصف مليار دولار من العقود بين سبتمبر (أيلول) 2019 وأغسطس (آب) 2024.
حذرت رئيسة "اتحاد الشرطة" تيف لينش من أنه قد يجري تحويل عناصر الشرطة من مهماتهم المختلفة في الأحياء إلى جهود الحفاظ على السلم خلال الاحتجاجات إذا انتشرت الاضطرابات في البلاد خلال الأيام المقبلة، لافتة في مقالة نشرتها صحيفة "ديلي تلغراف" إلى أن "احتجاجات إيبينغ كانت بمثابة إشارة إنذار للمزيد، وقد بدأ إرسال عناصر الشرطة في كل اتجاه لكن القدرة على صمودهم موضع تساؤل".
وأصدرت الشرطة أمرا بتفريق المتظاهرين في إيبينغ من الساعة الثانية ظهر اليوم الخميس وحتى الثامنة من صباح غد الجمعة، مما يمنح الضباط صلاحية اعتقال أي فرد يرفض مغادرة المنطقة ويشتبه بارتكابه أو تخطيطه لسلوك معاد للمجتمع، أما الشهادات الحية التي تنقلها تقارير الإعلام المحلي من إيبينغ فتقول إن التصعيد بات احتمالاً قوياً والحواجز المعدنية التي نصبتها الشرطة في محيط فنادق المهاجرين من الجهات الأربع تشي بتوقع الصدام مع متظاهرين جاء عدد منهم استجابة لدعوات جماعة "النازيين الجدد" اليمينية المحظورة، وفق تقرير نشرته صحيفة "اندبندنت".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 29 دقائق
- Independent عربية
ترمب يرفض إعلان تأييده أو رفضه احتلال إسرائيل غزة
رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يفصح عما إذا كان يؤيد أو يعارض سيطرة إسرائيل المحتملة على غزة عسكرياً، وقال إن تركيز إدارته ينصب على زيادة وصول الغذاء إلى القطاع الفلسطيني الذي يتعرض للهجوم من حليفة بلاده. وأضاف ترمب في تصريحات للصحافيين مساء أمس الثلاثاء "فيما يتعلق ببقية الأمر، لا يمكنني القول حقاً. سيكون ذلك متروكاً إلى حد كبير لإسرائيل". وأعرب الرئيس الأميركي عن اشمئزازه حيال نشر "حماس" تسجيل فيديو للرهينة الإسرائيلي إفياتار ديفيد يبدو فيه هزيلا وواهناً ويحفر بيده ما يُعتقد أنه قبره. وعن الفيديو، قال ترمب "إنه مروّع، وآمل أن يتمكّن أشخاص كثر من مشاهدته، على سوئه، لأنّني أعتقد أنّه أمر مروّع". والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمسؤولين أمنيين كبار أمس، وذكرت وسائل الإعلام أنه يفضل السيطرة العسكرية الكاملة على غزة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قال موقع "أكسيوس" الإخباري الثلاثاء نقلاً عن اثنين من المسؤولين الأميركيين ومسؤول إسرائيلي إن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف والرئيس دونالد ترمب ناقشا خططاً لزيادة دور واشنطن بصورة كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأوضح الموقع أن المناقشات جرت خلال اجتماع بين ويتكوف وترمب أمس الإثنين في البيت الأبيض، مشيراً إلى أن إسرائيل أبدت تأييدها لزيادة الدور الأميركي. ونقل عن مسؤول أميركي قوله إن "قطر والأردن ومصر ستشارك معنا في إدارة الجهود الإنسانية في غزة". ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي آخر قوله إن إدارة ترمب "ستتولى" تنظيم الجهود الإنسانية في غزة لأن إسرائيل لا تديرها بصورة مناسبة، فيما ذكرت الخارجية الأميركية أن ترمب سيعلن قريباً عن خطة مساعدات خاصة بالقطاع.


Independent عربية
منذ 29 دقائق
- Independent عربية
4 قتلى بتحطّم طائرة لـ"الحماية المدنية" في شمال الجزائر
قضى أربعة أشخاص، بينهم ضابطان من الحماية المدنية ومواطن تشيلي، في تحطّم طائرة قرب مدينة جيجل على السواحل الشمالية للجزائر، وفق ما أعلنت السلطات. وجاء في بيان للحماية المدنية أوردته وكالة الأنباء الجزائرية أنّ الطائرة، وهي من صنع شركة زيلين التشيكية وكانت تستخدم للاستطلاع، تحطّمت "على مستوى مطار فرحات عباس بولاية جيجل". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأوضح البيان أنّ الطائرة تحطّمت "أثناء مهمة تدريبية" وقد "توفي أربعة أشخاص كانوا يؤدّون واجبهم المهني". وأشار البيان إلى أنّ القتلى هم ضابطان من الحماية المدنية أحدهم برتبة مقدّم هو "قائد المجموعة الجوية للحماية المدنية" والثاني برتبة نقيب هو "طيار متربّص"، بينما القتيل الثالث هو "ممرّن من مدرسة الطيران (أبداطا)"، في حين أنّ القتيل الرابع هو "مسيّر شركة طيران (تراكتور) وهو من جنسية تشيلية".


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
كفالة مالية بـ 15 ألف دولار للحصول على تأشيرة إلى الولايات المتحدة
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها ستطبق لمدة عام واحد مشروعاً تجريبياً يتعين بموجبه على رعايا بعض الدول دفع كفالة مالية تصل قيمتها إلى 15 ألف دولار للحصول على تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة. والقرار الذي نشر في الجريدة الرسمية اليوم الثلاثاء ويدخل حيز التنفيذ بعد 15 يوماً، يندرج في إطار الإجراءات التي تتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمكافحة الهجرة غير الشرعية. ويهدف القرار تحديداً إلى ضمان عدم تجاوز طالبي التأشيرة مدة إقامتهم المسموح بها في الولايات المتحدة، وبحسب الخارجية الأميركية فإنه ينطبق على رعايا دول يحتاجون أساساً إلى تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة، سواء كان الهدف من رحلتهم السياحة أو الأعمال. وقال متحدث باسم الوزارة إن "هذه المبادرة تعزز التزام إدارة ترمب بتطبيق قوانين الهجرة الأميركية وحماية الأمن القومي"، مضيفاً أن القرار سيسري على "مواطني الدول التي تحددها وزارة الخارجية على أنها تعاني ارتفاع معدلات تجاوز مدة الإقامة، أو الأشخاص الذين يعتبر المسؤولون القنصليون أن معلومات المراقبة والتحقق المتعلقة بهم غير كافية". وبحسب البيان فإن نحو 500 ألف شخص تجاوزوا مدة إقامتهم المسموح بها في الولايات المتحدة خلال السنة المالية من أكتوبر (تشرين الأول) 2022 وحتى أكتوبر 2023، بينما لم تنشر الوزارة قائمة الدول المعنية بالقرار. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وهناك 40 دولة، غالبيتها أوروبية، يستفيد رعاياها من برنامج إعفاء من التأشيرات لفترة محدودة مدتها 90 يوماً، وخلال الأشهر الأخيرة بدأ الرئيس الأميركي بتشديد شروط الحصول على التأشيرة لكثير من الدول، وبخاصة في أفريقيا، في ظل حملة تقودها إدارته لمكافحة الهجرة. وأمس الإثنين أعلنت الولايات المتحدة تعليق إصدار التأشيرات للمواطنين البورونديين، مشيرة إلى "تجاوزات متكررة" من جانب رعايا هذه الدولة الأفريقية الفقيرة. ومنذ عودته للسلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي وضع ترمب مكافحة الهجرة غير الشرعية على رأس أولوياته، وقد نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية في نهاية يوليو (تموز) الماضي بالظروف "المهينة واللاإنسانية" التي يعانيها المهاجرون داخل كثير من مراكز الاحتجاز.