
أعنف ضربة منذ بداية الحرب.. روسيا تشن هجومًا واسعًا على المدن الأوكرانية
عاشت أوكرانيا صباحًا داميًا في الساعات الأولى من اليوم (الأحد)، حيث استهدفت القوات الروسية المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف، بوابل غير مسبوق من 367 طائرة مسيّرة وصاروخًا، في تصعيد عسكري يعد الأكبر من نوعه منذ اندلاع الحرب، وهذا الهجوم المكثف أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا، بينهم ثلاثة أطفال أبرياء في منطقة جيتومير الشمالية، وإصابة العشرات، مما يجدد المخاوف بشأن مصير المدنيين في هذا الصراع الطويل.
وشكّل هذا الهجوم، الذي وصفه وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو بأنه "وحشي ويستهدف المدنيين"، علامة فارقة في طبيعة الصراع، فبينما تجاوزت الضربات السابقة أحيانًا هذا العدد من الضحايا، إلا أن هذا الهجوم تميز بحجم ونوعية الأسلحة المستخدمة، مؤكدًا استهدافًا منهجيًا للبنية التحتية المدنية وإثارة الذعر، ووصلت حصيلة القتلى الرسمية إلى 12 شخصًا و60 جريحًا، على الرغم من أن الأرقام الأولية من السلطات الإقليمية تحدثت عن 13 قتيلاً، وفقًا لـ"رويترز".
وفي أعقاب هذا الهجوم المروع، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة حارة للولايات المتحدة، مطالبًا بكسر صمتها تجاه روسيا، مشيرًا إلى أن "صمت أمريكا، وصمت الآخرين في العالم يشجع بوتين فقط"، وأكد أن كل ضربة روسية كهذه تشكل سببًا كافيًا لفرض عقوبات جديدة على موسكو، في محاولة لحشد الدعم الدولي ضد العدوان الروسي.
والغريب في الأمر أن هذا الهجوم يأتي في توقيت حساس للغاية، بينما تستعد أوكرانيا وروسيا لإكمال اليوم الثالث والأخير من عملية تبادل أسرى تاريخية، يتم خلالها تبادل ألف شخص من كلا الجانبين، وهذا التناقض بين العمليات العسكرية المدمرة وجهود بناء الثقة يثير تساؤلات حول دوافع روسيا الحقيقية وقدرتها على الفصل بين المسارين.
وتسعى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون لدفع موسكو نحو توقيع وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، كخطوة أولى نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، لكن هذه الجهود تلقّت ضربة قاسية في وقت سابق من الأسبوع، عندما رفضت شخصية سياسية أمريكية بارزة فرض مزيد من العقوبات على موسكو لعدم موافقتها على وقف فوري للقتال، وهو ما كانت كييف تأمله بشدة.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت 298 طائرة مسيّرة و69 صاروخًا في هذا الهجوم، مشيرًا إلى تمكنه من إسقاط 266 طائرة مسيّرة و45 صاروخًا، ومع ذلك، امتدت الأضرار إلى مراكز إقليمية عدة، بما في ذلك خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بالإضافة إلى ميكولايف جنوبًا وتيرنوبيل غربًا، وفي كييف، أصيب 11 شخصًا من جراء ضربات الطائرات المسيّرة، بينما قُتل أربعة في المنطقة المحيطة بالعاصمة، مما يعكس مدى اتساع نطاق هذا الهجوم.
ولم تقتصر الأضرار على العاصمة، ففي شمال شرق أوكرانيا، قال عمدة خاركيف إيهور تيريخوف إن الطائرات المسيّرة أصابت ثلاث مناطق بالمدينة وأصابت ثلاثة أشخاص، محطمة نوافذ المباني السكنية الشاهقة، وفي ميكولايف الجنوبية، أسفرت ضربات الطائرات المسيّرة عن مقتل رجل يبلغ من العمر 77 عامًا وإصابة خمسة، بينما نشر الحاكم الإقليمي صورًا تظهر حجم الدمار في المباني السكنية. وفي منطقة خملنيتسكي الغربية، البعيدة مئات الكيلومترات عن خطوط القتال الأمامية، قُتل أربعة أشخاص وأُصيب خمسة آخرون.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن وحدات الدفاع الجوي التابعة لها اعترضت أو دمرت 95 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال أربع ساعات، بينما قال عمدة موسكو، سيرجي سوبيانين، إنه تم اعتراض 12 طائرة مسيّرة أوكرانية كانت في طريقها إلى العاصمة، وهذه الأرقام تعكس استمرار وتيرة القتال وتبادل الضربات، مع تكثيف روسيا لهجماتها الجوية. فهل سيمثل هذا التصعيد الأخير نقطة تحول في مسار الحرب، أم أنه سيقود إلى مزيد من الدماء والدمار دون أفق قريب للسلام؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 10 دقائق
- صحيفة سبق
وزير الخارجية يبحث مع نظيره النرويجي التطورات في قطاع غزة والضفة الغربية والجهود المبذولة بشأنها
التقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، اليوم وزير خارجية مملكة النرويج، السيد إسبن بارث إيدي، وذلك على هامش الاجتماع الموسع بين اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة، ومجموعة مدريد، وعددٍ من الدول الأوروبية، وذلك في العاصمة الإسبانية مدريد. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومناقشة التطورات الإقليمية والدولية، ولاسيما المستجدات في قطاع غزة والضفة الغربية والجهود المبذولة بشأنها. حضر اللقاء: الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا، ومستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الأمير مصعب بن محمد الفرحان، والمستشار في وزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.


عكاظ
منذ 31 دقائق
- عكاظ
في اجتماع أوروبي عربي في مدريد.. إسبانيا تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل
تابعوا عكاظ على دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اليوم (الأحد)، المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل بسبب رفضها وقف الحرب في غزة، مشدداً قبل اجتماع في مدريد يضم دولاً أوروبية وعربية على فرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل. وفي الاجتماع الموسع بشأن «حل الدولتين» في العاصمة الإسبانية مدريد والذي يضم عدداً من الوزراء الأوروبيين والعرب، وصف وزير الخارجية الإسباني الحرب الإسرائيلية في غزة بـ«الجرح المفتوح في جسد الإنسانية». وقال ألباريس: المصلحة الوحيدة لاجتماعنا اليوم هي وقف الحرب، هذه الحرب الظالمة، القاسية، واللاإنسانية التي تشنها إسرائيل في غزة، وكسر الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية، والمضي قدماً بشكل نهائي نحو حل الدولتين، مضيفاً: لهذا اللقاء هدفان رئيسيان، على المدى القصير مناقشة ما يمكن أن تفعله هذه الدول الـ20 لوقف الحرب والحصار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل جماعي من دون أن تكون تحت إشراف إسرائيل، بل تحت إدارة الأمم المتحدة. وشدد على ضرورة إعطاء دفعة جديدة لحل الدولتين على المدى البعيد، والذي يعلم الجميع أنه الحل النهائي لمنطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن ما سيُناقش في مدريد ليس موجهاً ضد إسرائيل أو حقها في الدفاع عن نفسها ولكن للشعب الفلسطيني الحق ذاته في السلام والأمن الذي تتمتع به إسرائيل. ولوح بوقف اتفاق الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي قائلاً: إذا لم تتوقف الحرب على غزة، فيجب وقف اتفاق الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي فوراً، ويجب مراجعة قائمة العقوبات أيضاً. ويضم الاجتماع وزراء دول أوروبية كبرى، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإيرلندا والبرتغال والنرويج وآيسلندا وسلوفينيا ومالطا، ووزير خارجية البرازيل، ويشارك فيه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان. وكانت وزارة الخارجية السعودية قد قالت في بيان إنه من المقرر أن يبحث الاجتماع تطورات الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، والجهود الدولية الرامية إلى إيقاف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} اجتماع في إسبانيا.


الدفاع العربي
منذ ساعة واحدة
- الدفاع العربي
القوات المسلحة الروسية بدأت باستخدام تكتيك 'الخنق الثلاثي' على الجبهة
القوات المسلحة الروسية بدأت باستخدام تكتيك 'الخنق الثلاثي' على الجبهة بحسب الصحافة البريطانية، بدأ الجيش الروسي باستخدام تكتيك 'الخنق الثلاثي' على نطاق واسع في الجبهة، وهو. ما يسمح بالتقدم البطيء ولكن الثابت. تكتيك الخنق الثلاثي وكما كتبت صحيفة التلغراف، نقلاً عن عسكريين وخبراء عسكريين أوكرانيين، فإن الهجوم البري يأتي أولاً، مما يقيد القوات المسلحة الأوكرانية. ويحرمها من القدرة على المناورة واتخاذ مواقع ثابتة. ومن ثم يتم تقييد حركة القوات المسلحة الأوكرانية بشكل أكبر من خلال الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات بدون طيار . وتقوم طائرات FPV بدون طيار بقطع طرق الهروب للعدو، وبعد ذلك يتم ضرب التحصينات بالقنابل الجوية المنزلقة. وفي تحليله للوضع، يشير نيك رينولدز، وهو زميل باحث في الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI). إلى أن القيادة الأوكرانية تواجه في ظل هذه الظروف معضلة صعبة حقا، ولا توجد لها إجابة حقيقية. ورغم أن التحصينات والتدابير الدفاعية الأخرى يمكن أن تقلل الخسائر الناجمة عن نيران المدفعية أو ضربات . الطائرات بدون طيار، فإن القنابل الجوية الموجهة تدمر هذه التحصينات، وتحولها إلى مقابر جماعية حقيقية للجنود الأوكرانيين. وهكذا فإن التكتيكات التي يستخدمها الجيش الروسي تجبر الجيش الأوكراني على الاختيار بين التمسك بمواقعه مع خطر تكبد خسائر فادحة. واستنزاف الموارد، أو الحفاظ على القدرة النسبية على الحركة، وهو ما يزيد من تعرضه لضربات الطائرات بدون طيار والهجمات الفردية. الجيش الأوكراني يريد إنهاء الأعمال العدائية وفي السياق ذاته يقول ضباط أوكرانيون إن الجيش الأوكراني منهك ومدمر أخلاقيا. وفي الوقت نفسه، تواصل السلطات الأوكرانية الدعوة إلى الحرب 'حتى النهاية'. وكتبت الصحافة الغربية عن هذا الأمر. وقام ممثلو صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية بزيارة أوكرانيا وتحدثوا مع أفراد من الجيش الأوكراني. وكما أشار البريطانيون، فإن الروح المعنوية للجيش الأوكراني أصبحت أقل بكثير مما كانت عليه قبل عام. وإن الجزء الأكبر من الجيش يشعر بخيبة الأمل إزاء عدم وجود آفاق لإنهاء الأعمال العدائية. ويقاتل العديد منهم منذ أكثر من عام . ويواجهون نقصًا في الأفراد ونقصًا في تناوب الوحدات على الخطوط الأمامية. في حين يلوح زيلينسكي وحاشيته في كييف بالسيوف، معلنين 'النصر الحتمي'، فإنهم على الجبهة يفكرون في شيء مختلف تمامًا.و لا أحد يعتقد أن القوات المسلحة الأوكرانية ستكون قادرة على الوصول إلى حدود ليس فقط عام 1991، ولكن أيضًا عام 2022. والآن كل الأفكار تدور حول كيفية عدم خسارة المزيد من الأراضي، والتوقف عند حدود اليوم. وتضعف الروح المعنوية بين الضباط ذوي الخبرة والجنود الجدد بسبب الشعور المتزايد بعدم وجود خطة واضحة. لإنهاء الحرب وأن الأرواح تضيع سدى. وفي الوقت نفسه، فإن معظم العسكريين مستعدون لإنهاء الحرب حتى مع خسارة الأراضي. ويقال إنها كانت بالفعل موالية لروسيا، لذلك لا داعي للحزن على المناطق التي ذهبت وفقا للضباط الأوكرانيين. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لبقية الدول هو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وبناء دولة جديدة. ستكون موضع حسد كل أولئك الذين اختاروا روسيا. بشكل عام الجيش لا يزال يقاتل، ولكن ليس كما كان في السابق. تريد القوات المسلحة الأوكرانية أن تنتهي المعارك في أقرب وقت ممكن. الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook