
في خطابه التعبوي المهم قائد الثورة: المرحلة القادمة ستكون أكثر فاعلية وتأثيرا على العدو الإسرائيلي
جددّ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي لن يوقف العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.. مؤكدًا السعي إلى تصعيد العمليات في المرحلة المقبلة لتكون أكثر فاعلية وتأثيرًا على كيان العدو الغاصب.
26 سبتمبر – متابعات
وأوضح السيد القائد في خطابه التعبوي و حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن ظروف الحرب في بلدنا لا يمكن أن تخّضع اليمن لا رسمياً ولا شعبياً عن أداء مهامه المقدسة.
وقال "أي تضحيات نقدّمها في سبيل الله هي تضحيات مشرفة ونحن في إطار موقف عملي وجهادي نضرب العدو الإسرائيلي، ونسعى للتصعيد لنصرة الشعب الفلسطيني والعمليات في المرحلة المقبلة ستكون أكثر فاعلية وتأثيرًا على العدو الإسرائيلي".
موقف مشرف
وأضاف "حينما نتأمل في واقع الحال كسوريا، فالعدو الإسرائيلي يستهدف المطارات والمنشآت والمعسكرات دون أي موقف عملي ضده، أما نحن بتوفيق الله تعالى في الموقف المشرف الذي نستهدف فيه العدو وموقف بلدنا هو فاعل ومؤثر، ولو كان موقفنا لا فاعلية له ولا تأثير لتجاهله العدو الإسرائيلي مع انشغاله ومحاولة استفراده بالشعب الفلسطيني".
وأشار قائد الثورة إلى أن العدو الإسرائيلي يرى ويعيش تحت وطأة وتأثير الموقف الفاعل في بلدنا وهذه نعمة كبيرة.. لافتًا إلى أن الأنشطة الشعبية على مدى 20 شهرًا بلغت اثنين مليون و112 ألفًا و701 نشاط من مظاهرات ومسيرات ووقفات متنوعة.
زخم كبير
وأفاد بأن هناك زخم كبير في اليمن بمستوى لا مثيل له تجاه أي قضية أخرى، وفي الأسبوع الماضي خرج الشعب اليمني يوم الجمعة في 1060 مسيرة ومظاهرة في المدن والأرياف.
وتحدث عن أنشطة الأسبوع الماضي المتمثلة باختتام الدورات الصيفية التي لها إسهامها الملموس والمؤثر في بناء هذا النشء.. مؤكدًا أن الدورات الصيفية تساهم في بناء جيل المستقبل ثقافياً ومعرفياً وتربوياً وجهادياً ولها أثرها العظيم.
وقال السيد القائد "الانزعاج الرهيب من جهة الأعداء تجاه الدورات الصيفية يسرنا كثيرًا".
نصر عظيم
كما أكد أن فاعلية وتأثير الموقف اليمني المتكامل وتناميه من أهم الشواهد على فشل العدوان الأمريكي في تصعيده خلال جولته الثانية.. معتبرًا فشل العدوان الأمريكي ضد بلدنا نجاحاً كبيراً ونصراً عظيما من الله للشعب اليمني العزيز.
وأوضح أن الاستجابة لله والانطلاقة في سبيله تبني الأمة لتكون قوية وفعالة وعزيزة، وحرة، وثابتة وصامدة وقوية في مواجهة التحديات، كما أن الاستجابة لله حياة للأمة والانطلاقة في سبيله هي حياة وقوة وعزة وكرامة.
وتناول السيد القائد في كلمته الإجماع في الغرب على فشل العدوان الأمريكي في الجولة الثانية من التصعيد ضد بلدنا اسناداً لإسرائيل، مستشهدًا بتصريح نائب الرئيس الأمريكي والذي يدل على نصر عظيم لبلدنا في مواجهة العدوان الأمريكي.
وقال "تصريح نائب الرئيس الأمريكي يؤكد أن على الولايات المتحدة أن تتقبل هذا الواقع بحيث لم يعد بإمكانها أن تهيمّن مثل ما كانت عليه سابقاً".. مؤكدًا أن الأمريكي وصل إلى قناعة بأنه غير قادر على حسم المعركة لصالحه في اليمن وإنما يتورط لزمن طويل يستنزفه ذلك، وأدرك أن تورطه يعرضه للمخاطر والفضائح في الهزائم العسكرية والفشل وغير ذلك.
جهاد في سبيل الله
وذكر بأن موقف الشعب اليمني، هو جهاد في سبيل الله تعالى وإحياء هذه الفريضة العظيمة المقدسة التي هي شرف وفضل كبير.. مشيرًا إلى أن جهاد الشعب اليمني هو أداء لواجب اكتمال الدين وسلامة من الخزي.
وأضاف "عزتنا كشعب مجاهد هي جزء من إيماننا، بل هي ثمرة لإيماننا، والموقف ضد العدو الإسرائيلي وفي نصرة فلسطين، يعني أننا نقف مع القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله".
وتساءل قائد الثورة "من لديهم خيارات أخرى غير التصدي للعدو، هل يراهنون على القرارات الدولية التي لا يلتزم بها الصهاينة؟.. وقال" في ذكرى احتلال القدس، من يدعّمون الصهاينة لا يلتزمون بالقرارات الدولية المتعلقة بالقدس ولم ينفذ منها شيء، وأي اتفاقيات يحترمها الأعداء اليهود؟ والقرآن الكريم نطق بأنهم أهل الخيانة".
ولفت إلى ما يشهده الواقع من أن اليهود لم يفوا بأي شيء من الاتفاقيات معهم، فيما العرب يتحدثون ليل نهار عن مبادرتهم للسلام، دون أن يكون لها أي قيمة أو احترام من إسرائيل.. مؤكدًا أن الاتجاه الذي له أفق واضح في وعد الله الحق، هو الجهاد والتحرك الذي فيه استجابة لله وأداء للمسؤولية وبناء للأمة.
14 عملية عسكرية
وعرّج السيد القائد على دور الجبهة اليمنية في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".. مبينًا أن القوات المسلحة نفذت الأسبوع الماضي عمليات عسكرية بـ14 صاروخاً فرط صوتي وباليستيا وطائرة مسيرة، استهدفت أهدافا للعدو الإسرائيلي في يافا وحيفا وعسقلان وأم الرشراش في فلسطين المحتلة.
وجددّ التأكيد على أن البحر الأحمر ما يزال مغلقاً، وما تزال الملاحة ممنوعة على العدو الإسرائيلي، ولا توجد أي حركة للسفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في مسرح العمليات بالبحر الأحمر عبر باب المندب إلى خليج عدن والبحر العربي.
مؤسف جدا
وتوّجه مجددّا بالمطالبة والمناشدة لخمسة أنظمة عربية وإسلامية بإيقاف التعاون مع العدو الإسرائيلي.. موضحًا أن نسبة كبيرة من حركة السفن في البحر المتوسط التي تحمل البضائع إلى العدو الإسرائيلي تعود لخمسة أنظمة عربية وإسلامية.
وعبر عن الأسف لما تفعله تلك الأنظمة العربية والإسلامية.. مضيفًا "ما تفعله الأنظمة العربية والإسلامية مؤسف جداً ومحزن للغاية وخيانة للإسلام وإسهامًا في جرائم الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة، فما تقوم به تلك الأنظمة محاولة للالتفاف على الإجراءات التي يقوم بها بلدنا نصرة للشعب الفلسطيني".
واستهل السيد القائد كلمته بالحديث عن استمرار العدو الإسرائيلي على مدى 20 شهرًا ولأكثر من 600 يوم في جرائم الإبادة بقطاع غزة.. وقال "حينما ننظر إلى مأساة الشعب الفلسطيني يجب أن نستوعب أنها طويلة جدا على مدى 77 عامًا".
وأضاف "لا ينبغي أن تكون النظرة مقصورة على معاناة الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بأسبوع واحد فقط".. معتبرًا استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة، واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
العقلية اليهودية
وأشار إلى أن العدو يتعمد استهداف النازحين في الساعات الأخيرة من الليل، كما يتعمد استهداف الأطفال انطلاقا من عقيدتهم.. مبينًا أن العقلية اليهودية الصهيونية لها مشكلة مع الشعب الفلسطيني في وجوده على أرضه وهي تسعى للتخلص منه.
أسلوب مخادع
وأوضح قائد الثورة أن آلاف الأطفال مهددّون بالموت جوعا، وهناك وفيات يومية في قطاع غزة بسبب التجويع وسوء التغذية.. مشيرًا إلى أن خطة توزيع المساعدات الصهيونية أسلوب مخادع ومهزلة الهدف منها هندسة التجويع في قطاع غزة.
ولفت إلى أن كيان العدو يسعى لإدخال مئات الآلاف من الفلسطينيين في مناطق ضيقة لانتظار كمية قليلة جداً من الطعام وفق آلية توزيع إجرامية.. موضحًا أن أسلوب العدو في توزيع المساعدات يأتي في وقت يمنع دخول آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية التي تتعفن.
ووصف، آلية توزيع المساعدات بالمهزلة غير المقبولة دوليًا، ولا يمكن القبول بها من أحد.. مضيفًا "أي طرف دولي يقبل بآلية التوزيع سواء الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات فهو يقبل بانتهاك كل المواثيق الدولية وكل حقوق الإنسان".
إدارة وهندسة الجوع
وتابع "ما يسعى له العدو الإسرائيلي من إدارة وهندسة الجوع والتحكم في عملية التوزيع للغذاء هي جريمة بحق الإنسانية".. مؤكدًا أن العدو يواصل استهداف القطاع الصحي في قطاع غزة إلى جانب القتل والتجويع ضمن هدف التهجير للشعب الفلسطيني والاحتلال التام للقطاع.
وبين السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته في الضفة الغربية بكل أشكال الاعتداءات، وأعلن عن عدد كبير من المغتصبات التي يُريد إنشاءها في الضفة الغربية المحتلة بهدف تعزيز سيطرته على الضفة.
وأكد أن العدو الإسرائيلي واصل أيضًا كل أشكال الاعتداءات في الضفة من قتل واختطاف، وسطو ونهب، فيما لا يزال الصهاينة المغتصبون يهاجمون منازل العائلات الفلسطينية ويشعلون النار فيها ويحرقون المحاصيل الزراعية، كما يواصل العدو ممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني بكل أشكال الاستهداف.
وعد ذكرى احتلال اليهود الصهاينة للقدس من أسوأ ذكريات الأمة الإسلامية، وكان من المفترض بالأمة أن تلفت ذكرى احتلال القدس نظرها إلى مسؤوليتها من جديد وأن تدرك خطورة التفريط بمقدساتها.
ومضى قائلًا "ينبغي على الأمة أن تقيم وضعيتها والمخاطر المتزايدة على المسجد الأقصى مع استمرار العدو الإسرائيلي في خطواته العدائية الرامية إلى تدميره في نهاية المطاف".. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي لا يخفي هدف تدمير المسجد الأقصى وهو هدف معلن والخطوات لتحقيقه مكشوفة وواضحة.
وتطرق السيد القائد إلى ما يقوم به العدو الإسرائيلي من اقتحامات شبه يومية بشكل متصاعد، معتبرًا ذلك محاولة لأن يطبع وضع المسجد الأقصى بالطابع اليهودي.
وأفاد بأن اقتحامات العدو شبه اليومية تهدف لطمس هوية المسجد الأقصى الإسلامية، مستشهدًا بالحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي محيطه والتي تتم بشكل مدروس بهدف هدم المسجد الأقصى.
وأردف قائلًا "بلغت الأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي محيطه 27 نفقًا وحفرية يسعى العدو من خلالها إلى الوصول بالمسجد الأقصى إلى حالة الانهيار".. موضحًا أن السور الجنوبي للمسجد الأقصى، أصبح معلقاً دون أساسات داعمة وحامية.
وذكر أن العمل الذي يقوم به العدو الإسرائيلي في الأنفاق والحفريات تحت المسجد الأقصى وفي محيطه هو عمل منذ سنوات طويلة وليس شيئاً جديداً، كما أن العمل في الأنفاق مستمر وبدأ التخطيط له في عام 2005م وافتتحه العدو الإسرائيلي قبل ست سنوات بمشاركة السفير الأمريكي آنذاك.
تهويد مدينة القدس
وتناول قائد الثورة، ما يجري من استهداف للمسجد الأقصى والذي لا يتعلق برد فعل تجاه "طوفان الأقصى"، بل يأتي ضمن مسار طويل من الاستهداف، مؤكدًا أن العدو يعمل على تهويد مدينة القدس بأشكال وأعمال كثيرة.
وقال "المسلمون كانوا في حالة صمت تام بدلا عن التحرك إزاء استهداف المسجد الأقصى والقدس، وفي مقابل صمت المسلمين، نفذ اليهود الصهاينة أكبر الاقتحامات بالآلاف للمسجد الأقصى وباحاته، وكان واضحاً من حجم الاقتحامات الصهيونية والطقوس في المسجد الأقصى أنهم يعملون على تهويده وطمس الهوية الإسلامية".
خلل في سلامة الفطرة
واعتبر المحبة والميل إلى اليهود الصهاينة والولاء لهم من قبل العرب، حالة مرضية وإفلاسًا في الأخلاق وفي سلامة الفطرة، ومن الخلل في سلامة الفطرة أن يرغب الإنسان بالعلاقة مع الصهاينة بما هم عليه من سوء وإجرام وطغيان وحقد ومكر.
وأضاف "اليهود الصهاينة كشفوا ويكشفون على الدوام عداءهم لكل العرب والمسلمين".. مشيرًا إلى أن المسألة ليست مجرد مشكلة بين اليهود الصهاينة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، بل هم أعداء لكل المسلمين.
وأكد السيد القائد أن اليهود هتفوا بـ"الموت للعرب" في باحات المسجد الأقصى وهم يهتفون به منذ 77 عامًا للتعبير عن عدائهم لكل العرب.. لافتًا إلى أن أبواق الصهيونية في المجتمع العربي وبعض وسائل إعلامهم يُصورون للناس ألا مشكلة بين العرب وإسرائيل، وإنما المشكلة إيرانية إسرائيلية.
ابواق الصهيونية
وقال "كل شيء في فلسطين يكشف كذب دعاية أبواق الصهيونية ويفند المقولة الباطلة بألا مشكلة بين العرب وإسرائيل وإنما إيرانية إسرائيلية".. مؤكدًا أن اليهود الصهاينة يهتفون بالموت للعرب والأسوأ من كل ذلك هتافاتهم بعبارات يسيئون فيها إلى رسول الله وخاتم أنبيائه صلى الله عليه وآله وسلم.
ولفت إلى أن هتافات اليهود إساءة لكل الأنبياء وإلى خاتم النبيين وإلى مقام النبوة والرسالة العظيم والمقدس، ولا يجوز لكل مسلم أن يتجاهل الإساءات اليهودية للمقدسات أو أن تمر على مسامعه بشكل عادي وكأنها مسألة عادية.
وتابع "اليهود الصهاينة منذ بداية احتلالهم لفلسطين وإلى اليوم وما قبل ذلك من معتقداتهم وثقافتهم ومقولاتهم، التحرك العدائي ضد الأمة، وهم في سياق تحرك عدائي ضد المسلمين وضد هذه الأمة وفي المقدمة العرب".
وأشار إلى أن "اليهود منذ بداية احتلالهم لفلسطين وإلى اليوم يعلنون الإساءة بالعبارات السيئة تجاه رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم".. مؤكدًا أن الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم أصبح جزءاً من هتافات اليهود في مختلف مناسباتهم العدائية.
وأوضح السيد القائد أن موقف اليهود من القرآن الكريم فيما يفعلونه من إحراق للمصاحف ونشر فيديوهات، يهدف للإساءة إلى المقدسات.. مبينًا أن اليهود يستهدفون المساجد بقدسيتها الإسلامية بالتدمير والحرق والكتابة على جدرانها بعبارات مسيئة للإسلام والمسلمين.
الحقد على العرب والمسلمين
ومضى بالقول "غير غريب من اليهود ما هم عليه من كفر وشر وسوء لكن الغريب هو ما عليه العرب والمسلمون جميعًا من تخاذل وسكوت، وما يقوم به اليهود في إطار عدائي حركي ضد الأمة يفترض أن يستفز المسلمين ويكون كافيًا في أن يكون لهم موقف بأرقى مستوى".. مشيرا إلى أن "العدو الإسرائيلي يحقد على أمتنا أشد الحقد ولا يحترم فينا ولا معنا ولا لنا أي شيء إطلاقاً، ويحقد كل الحقد على العرب والمسلمين بشكل عام ولا يعترف لهم حتى بأنهم بشر".
واستطرد قائلًا "اليهود في نظرتهم لمن يسمونهم بالأغيار -يعني بغير اليهود من المجتمعات البشرية- بأنهم مجرد حيوانات بل ودون مستوى بقية الحيوانات، ما يفترض بالمسلمين إزاء الحقد الكبير ضدهم أن يكون دافعًا ليكون لهم موقف من اليهود كعدو".
ولفت قائد الثورة إلى أن الإسلام يُجسّد قيم الخير والعدل والأخلاق الكريمة والقيم الفطرية الإنسانية، واليهود الصهاينة هم أعداء لكل ذلك، فيما يُجسّد اليهود الصهاينة حالة الشر في أفكارهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم وهذا واضح فيما يفعلونه بقطاع غزة.
وقال "اليهود الصهاينة ظهروا أمام العالم أجمع كجهة شر ظلامية فاسدة حاقدة لا تقبل بأي شيء من القيم المتعارف عليها".. مؤكدًا أن كل الشعوب في العالم تهتف بوقف جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لكن اليهود الصهاينة يتجاهلون ذلك.
خطر على الامة
وأضاف "العار على المسلمين حينما يفقدون الغيرة حتى على دينهم ومقدساتهم ولا يبقى لهم اهتمام بأي شيء".. لافتًا إلى أن "اليهود الصهاينة خطر على أمننا كأمة مسلمة وعلى ثرواتنا وأوطاننا ومخططاتهم واضحة".
وعبر عن الأسف للحالة التي وصل إليها المسلمون بحيث لا يهتمون بدينهم ودنياهم.. معتبرًا تلك الحالة متدنية جدًا ومؤسفة ومطمعة للأعداء، فيما حالة المسلمين، خطيرة عليهم فيما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، وهي حالة لم يصل إليها غيرهم من الشعوب والأمم.
وتابع "حتى المشركين لم يكونوا بمستوى واقع المسلمين اليوم من الاستهتار واللامبالاة تجاه ما يعتقدونه ويقدسونه ويتشبثون به".. متسائلًا "كيف يصل حال الأمة الإسلامية إلى أن تفقد أي تفاعل ولا تتحرك مثقال ذرة من السخط تجاه الإساءة إلى رسول الله وإلى القرآن الكريم؟".
الحرب الناعمة
وأشار السيد القائد، إلى أن الحرب الناعمة المفسدة المضلة تستهدف الأمة في فكرها وثقافتها وروحها المعنوية وقيمها وأخلاقها لتتحول إلى أمة مدجنة للأعداء، وهذه الحرب الناعمة تصل بالأمة إلى أن يسهل على الأعداء الإبادة لها والسيطرة التامة عليها والتغلب الكامل عليها.
وقال "في واقع أمتنا نلحظ حينما تكون المسألة إثارة فتن بداخلها كيف يتحرك البعض بكل شدة وقسوة واهتمام على كافة المستويات وتحت كل العناوين، ومن يدفع بالناس إلى الفتن ويظهر التفاعل والغضب والانفعال لا يتحرك بمثقال ذرة من السخط عندما يقوم الصهاينة اليهود بالسب والإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم".
وأضاف "المعاول التي يحفّر بها العدو الإسرائيلي الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي القدس هي تهدف إلى هدم تاريخ المسلمين وحاضرهم ومستقبلهم، ولا ينبغي أبداً لأي مسلم أن ينظر إلى ما يجري في فلسطين وكأنه لا يعنيه أبداً، والعدو الإسرائيلي حاضر لأن يفعل بأطفالك نفس ما فعله بأطفال فلسطين من إجرام".
وأشار إلى أن مخططات العدو الإسرائيلي ومؤامراته تطال المسلمين ومقدساتهم، ومخطط العدو الإسرائيلي تجاه مكة والبيت الحرام وشعائر الحج والمدينة المنورة وتجاه مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي نفس المخططات التي تستهدف المقدسات.
الصمود الفلسطيني
وأكد قائد الثورة، أن آثار وامتدادات ما يحدث اليوم تصل إلى المسلمين والتجاهل لا ينفع.. لافتًا إلى أن الصمود الفلسطيني له الدور الأول في أن العدو الإسرائيلي لم ينتقل إلى استكمال بقية مخططاته بشكل كبير، ومثل الصمود الفلسطيني عائقًا كبيرًا في وجه العدو الإسرائيلي.
عمليات مهمة
واستعرض ما نفذته كتائب القسام من عمليات مهمة بقطاع غزة للتصدي لكيان العدو الإسرائيلي وتوغلاته البرية، وكذا عمليات سرايا القدس والفصائل في تصديها للعدو، كما أطلقت سرايا القدس عددًا من الصواريخ لقصف المغتصبات والتحشدات الصهيونية.
وقال "بالرغم من حشد العدو خمس فرق عسكرية بهدف السيطرة التامة على القطاع لكن موقفه ضعيف عسكرياً ويواجه صمودا عظيماً وبطولياً، ويحاول كيان العدو أن يعوض هزائمه بالجرائم الكبيرة، بالإبادة الجماعية، بالتجويع الشديد، بالاستهداف للمستشفيات والنازحين".
ونوه بمستوى صمود المجاهدين في غزة، واصفًا ذلك بالعظيم في مقابل خمس فرق عسكرية تتحرك بغطاء ناري جوي وبري وبحري.. مؤكدًا أن نجاح نموذج المجاهدين في غزة جدير بالدعم والمساندة من الأمة.
وأضاف "لو توفر للمجاهدين في غزة الدعم الكافي لكان الوضع مختلفاً، بالرغم من الدور الأمريكي والذي يُعد شريكًا في كل الإجرام الصهيوني اليهودي، ويُقدّم الدعم الكامل بمختلف الأسلحة والأموال النقدية من تريليونات العرب والدعم الإعلامي والسياسي وحتى التحريض".. مشيرا إلى تكرار دعوة أعضاء في الكونغرس الأمريكي بالإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالقنابل النووية.
وتوقف السيد القائد عند عيد المقاومة والتحرير في لبنان، والتي هي ذكرى عظيمة ومهمة مثلت محطة فارقة في الصراع مع العدو الإسرائيلي.. لافتًا إلى استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا والتوغلات والاختطافات والسرقة والنهب.
وقال "ما يجري في سوريا يؤكد ألّا أحد بمأمن من العدو الإسرائيلي، لأنه مستمر في غاراته وتوغلاته ويمارس أعمال الخطف والسرقة والنهب وهي درس لكل الناس".
وأضاف "بخصوص المظاهرات المساندة لفلسطين، كان من المفترض أن تكون هناك أنشطة ومظاهرات في كل الدول العربية والإسلامية لمساندة الشعب الفلسطيني".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 31 دقائق
- اليمن الآن
الوزاري الخليجي يُثمّن جهود "مسام" في تطهير اليمن من الألغام.. والقصيبي: الألغام كارثة إنسانية بكل المقاييس
صحيفة 17يوليو/ الكويت أشاد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بجهود مشروع «مسام» لنزع الألغام- اليمن. ونوَّه المجلس الوزاري في بيانه الختامي الصادر عن دورته الرابعة والستين بعد المئة التي عقدت اليوم الاثنين في الكويت بالمشروع السعودي الذي تمكن من نزع (493.256) لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، وتطهير (66,860,348) مليون متر مربع من الأراضي في اليمن، كانت مفخخة بالألغام والذخائر غير المنفجرة زرعتها الميليشيات الحوثية بعشوائية، وأودت بالضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن. كما نوه المجلس بالإنجازات التي حققها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبالدعم الإنساني الذي يقدمه مكتب تنسيق المساعدات الإغاثية والإنسانية المقدمة من مجلس التعاون للجمهورية اليمنية، وبما تقدمه كافة دول المجلس من مساعدات إنسانية وتنموية لليمن، منوهاً بالمشاريع والبرامج التنموية والحيوية التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، والتي بلغت (263) مشروعًا ومبادرة تنموية في سبع قطاعات أساسية، تمثلت في التعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية، إضافة إلى البرامج التنموية، والدعم المالي لموازنة الحكومة اليمنية ودعم مرتبات وأجور ونفقات التشغيل، والأمن الغذائي في اليمن. من جانبه، قدم الأستاذ أسامة القصيبي المدير العام لمشروع «مسام» - لنزع الألغام – اليمن خالص الشكر والامتنان لأصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الخارجية في دول المجلس ولأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم البديوي، مشيراً إلى أن المشروع الذي تشرف عليه وتموله المملكة العربية السعودية بالكامل، والذي دخل سنته الثامنة قبل عدة أيام حقق بفضل الله ثم بفضل الدعم الذي يجده من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -أيدهما الله- هذه الإنجازات التي تفوق التوقعات نظراً للظروف التي تحيط بعمله، مثل الزراعة العشوائية للألغام، وغياب الخرائط، إضافة إلى صعوبة التضاريس، وكذلك أن العمليات العسكرية لا تزال دائرة في بعض المناطق اليمنية، وتزايد أعمال زراعة الألغام والعبوات الناسفة في المواقع التي تصل إليها يد المليشيات الحوثية. وأشار في تصريح صحافي إلى أن المشروع ومنذ يومه الأول يعمل على تطوير أداء منسوبيه ومواكبة أحدث التقنيات والأساليب في مجال نزع الألغام، كما يؤدي مهامه في إعداد الكوادر اليمنية في هذا المجال. وأوضح أن مسألة الألغام في اليمن تعتبر كارثة إنسانية بكل المقاييس، حيث لم تتورع الميليشيات الحوثية الإرهابية عن استهداف المدنيين من خلال إصرارها على زراعة الألغام والعبوات الناسفة في الأعيان المدنية، متجاهلة قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وقال القصيبي أن «مسام» يثمن عالياً الدعم والمساندة التي يجدها من الأشقاء في اليمن قيادة وحكومة وشعباً، وهو ما ساهم في تحقيق معدلات الأداء المرتفعة، موضحاً أن «مسام» قام بجهود توعوية خاصة في المديريات الأكثر تضرراً من الألغام استهدفت الأطفال والنساء والذين يشكلون نسبة كبيرة من ضحايا الألغام. وفي ختام تصريحه، جدد مدير عام مشروع «مسام» لنزع الألغام - اليمن دعوته للمجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية لمراجعة الإجراءات المتعلقة بالألغام، والتي تعتبر أدوات قتل لا تميز بين ضحاياها، خاصة مع تزايد النزاعات المسلحة في العالم، واعتماد الجماعات الإرهابية مثل جماعة الحوثي على هذه الألغام لترهيب المدنيين وإجبارهم على النزوح عن قراهم ومزارعهم.


المشهد اليمني الأول
منذ ساعة واحدة
- المشهد اليمني الأول
ما بين غزة وكربلاء.. البدايات نفسها والنهايات نفسها!!
في كربلاء هذا العصر كلّ الأماكن غير آمنة، وكلّ الأوقات غير هادئة، كلّ الصباحات مؤلمة، وكلّ المساءات مرعبة، أصوات القصف تطغى على ما سواها من أصوات. وكأنّ التاريخ يُعيد نفسه من جديد، وكأنّ ملحمة الحسين رضوان الله تعالى عليه تتجسّد في غزة بكلّ ما فيها من تفاصيل مؤلمة وقاسية، وكأنها اللحظات نفسها التي وقف فيها سبط رسول الله صلى الله عليه وسلّم وحيداً إلا من آل بيته الأطهار وبعض المخلصين، في مواجهة أرتال المجرمين والقتلة، وكأنه الخذلان القاتل نفسه الذي واجه ثورته المباركة والمشروعة، وكأنهم الطغاة أنفسهم الذين خيّروه ما بين السلّة والذلّة، ما بين الاستسلام أو الموت، ما بين حياة ذليلة صاغرة، وبين مقتلة لا تترك ولا تذر، فاختار رضوان الله عليه من دون تردّد خيار القتل على الرضوخ، وخيار الذبح على الاستسلام، وخيار المقاومة والصمود على التسليم بمشيئة القتلة والمجرمين. في غزة، المُحاصرة، والقتيلة، والمجوّعة، والمذبوحة من الوريد إلى الوريد، تتكرّر المأساة بكلّ تفاصيلها البشعة، وبكلّ أدواتها الرخيصة والقذرة، تتكرّر كربلاء في غزة بكلّ ما فيها من خيانة وغدر وخذلان، بكلّ ما فيها من وضاعة وتخلٍ وبيع في سوق النخاسة، تتكرّر على الرغم من اختلاف الزمن، وتبدّل الأحوال، واختلاف الوجوه والأسماء. في غزة التي تُحيط بها أكثر من عشرين دولة عربية، وما يناهز ستون دولة وإمارة ومملكة إسلامية، يجوع الناس ولا يجدون ما يقتاتون عليه سوى بعض الخبز الجاف المعجون بعرقهم ودمهم، يعطش الناس ولا يجدون ما يروي ظمأهم سوى القليل من المياه الآسنة الممزوجة بالحشرات والفيروسات القاتلة، يُقتل الناس ويُحرقون في وضح النهار، وأمام بصر العالم وسمعه، ولا يبحث ذووهم إلّا عن كفن بالٍ يسترون به أجساد شهدائهم العارية، يُدفع الناس خارج ما تبقّى من بيوتهم المهدومة تحت قصف مدافع الاحتلال وصواريخ طائراته المجرمة، وأسمى أمانيهم خيمة من الكرتون أو الصفيح تقي أطفالهم حرارة الشمس اللاهبة. في غزة المنكوبة لا تكاد تجد مكاناً للفرح، ولا وقتاً لراحة البال، حتى الأطفال الذين كانوا فيما سبق يعيشون طفولتهم قريباً من المعتاد، تجدهم في هذه الأيام الصعبة والقاسية قد شابوا، وبدأت ملامح الطفولة على وجوههم البريئة تختفي، وتحلّ بدلاً منها معالم البؤس والشقاء، والحزن والخوف، بل إنهم فقدوا كلّ أمل في حياة بسيطة يعيشونها كباقي أطفال العالم، أصبحت أقصى أمانيهم رغيف خبز، أو شربة ماء، أو حفنة من العدس تقيهم الموت جوعاً، وتمنح أجسادهم بعض الطاقة لمواجهة أعباء الحياة التي لا تنتهي. في كربلاء هذا العصر كلّ الأماكن غير آمنة، وكلّ الأوقات غير هادئة، كلّ الصباحات مؤلمة، وكلّ المساءات مرعبة، أصوات القصف تطغى على ما سواها من أصوات، صرخات الألم تعلو على ما سواها من صرخات، الطرقات مدمّرة، والبيوت مهدّمة، والدكاكين مقفرة، ليس فيها ما يُشترى أو يُباع، وإن وجدت استثناءً هنا أو هناك فالأسعار خيالية، تناهز أو تزيد عن مثيلاتها في أغنى دول العالم. في غزة المشافي ترزح تحت ثقل جثامين الشهداء الملقاة في كلّ الجوانب بانتظار من يتعرّف إليها، أو يتحمّل مشقّة دفنها، إذ إنّ الدفن في هذه الأيام بات مهمة عسيرة على أصحابه، فالمقابر أو ما تبقّى منها ممتلئة عن بكرة أبيها، ويكاد معظم الناس لا يملكون ثمن ما يحتاجه القبر من حجارة وأسمنت وشاهد يكشف عن اسم ذاك الجسد المسجّى في باطنه. في المشافي أيضاً مئات الجرحى، مبتوري الأطراف، ممزقي الأجساد، محروقي الوجوه، لا تكاد تعرفهم من هول ما أصابهم، ولا يكاد بعضهم يتمنّى شيئاً أكثر من الموت، فالموت في كثير من الأحيان في غزة بات مطلباً وأمنية، كيف لا وقد أضحى مئات الأطفال في غزة بلا يدين أو قدمين، كيف لا ومئات الفتيات الصغيرات البريئات أصبحن بلا عينين، بلا شعر مجدّل مسدل على وجوههن التي كانت في يوم ما نضرة وجميلة. في شوارع وطرقات غزة كلّ المشاهد مفزعة، بيوت مهدّمة، وبنايات مدمّرة ومحترقة، وشبكات كهرباء ومياه وصرف صحي أصبحت أثراً بعد عين، في غزة كلّ الأماكن الجميلة اندثرت، وكلّ المناطق الأثرية اختفت، وكأنّ زلزالاً قد ضربها بشدة، فحوّلها خراباً تنعق فوق أنقاضه البوم والغربان. المشاهد في غزة الحزينة لا تسرّ صديقاً، ولكنّها بكلّ تأكيد تُشمّت عدوّاً، عدوّاً استخدم كلّ ما بين يديه من أدوات القتل والخراب، التي تصل إليه كلّ صباح وكلّ مساء من قوى الشرّ في العالم، حيث يمرّ بعضها في أجواء العواصم العربية والإسلامية التي يمنع بعضها الطعام عن غزة، وتساهم من دون أن يرفّ لقادتها جفن في حصارها وقتلها، ودفعها لرفع رايات الاستسلام، والرضوخ لشروط العدو المجحفة والظالمة. على كلّ حال، ولأنّ الحديث عمّا يجري في غزة طويل، ولأنّ وصف حالها وهي ترزح تحت نيران الطائرات والمدافع يحتاج إلى مئات الصفحات، وآلاف الكلمات، وبما أنّ المكان والزمان لا يسمحان بذلك، فإنني اكتفي بما أشرت إليه أعلاه، علّه يسهم في يقظة طال انتظارها، وفي وقفة آن أوانها. أختم بما شاهدته صباح اليوم في أحد أهمّ شوارع مدينة غزة، وهو الذي دفعني في حقيقة الأمر للكتابة رغماً عنّي، إذ إنّ الكتابة في مثل هذه الأجواء تكاد تكون مستحيلة، حيث لا وقت لصفاء البال، ولا مكان لسكينة الروح. في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، وهو لمن لا يعرفه أشهر شوارع هذه المدينة العريقة، والذي شهد قبل يومين حملة من القصف الجنوني لطائرات الاحتلال، استهدفت فيها منازل سكنية ومحال تجارية تحوي بين جنباتها عشرات العائلات إلى جانب مساهمتها في إعالة آلاف الأسر الغزيّة، وأنا أنظر بأسى لما حلّ بهذا الشارع الذي كان في يوم ما جميلاً ومتألقاً، شاهدت ما لم أكن أتوقّعه أو أنتظره، حيث العشرات من الشبّان يزيلون أطنان الركام المنتشرة في كلّ مكان، بأيديهم العارية، وبإمكانيّات شبه معدومة، ومن دون وجود أيّ من الأجهزة الحكومية أو ما تبقّى منها، من دون جرّافات، أو شاحنات، أو رافعات، فقط أيادٍ ومعاول بسيطة، يُمسك بها شبّان بدا عليهم أثر الجوع، وانخفاض الوزن، وجوههم شاحبة، وأجسادهم هزيلة، إلا أن المعنويات بدت في أعلى درجاتها، والهمم في أفضل حالاتها، ينادون بأعلى أصواتهم: سنعيد ترميم ما دمّره الاحتلال ولن تكسرنا كلّ هذه الجرائم، سنهيّئ محلاتنا ومعارضنا للناس، حتى لو في أكشاك من الصفيح أو الأخشاب، فنحن لن نُهزم، ولن ننكسر، ولن نرفع الراية البيضاء. تذكّرت حينها أنّ الهزيمة ليست بالضرورة أن تكون في ميدان القتال، وأيقنت أنّ ما يسعى إليه عدونا في الأساس هو هزيمة الروح وليس الجسد، وأنّ كلّ ما يقوم به من جرائم ومذابح إنما يسعى من ورائها إلى دبّ اليأس في صفوف هذا الشعب، وإلى دفعه لمغادرة أرضه تحت وطأة القتل والجوع وقلّة ذات اليد. ختاماً نقول إنّ ما يجري في غزة اليوم، وما يُعرض عليها من خيارات، هو تماماً ما حدث في كربلاء الحسين رضوان الله عليه، إما التسليم بمشيئة المحتل، والقبول بما يفرضه عليها من أوامر وإملاءات، وإما القتل والذبح قصفاً وحرقاً وجوعاً. إما تقديم فروض الطاعة لنتنياهو وترامب وحلفهما، وإما الفناء بصواريخ وقنابل تحيل الأجساد إلى غبار. إما التنازل عن الحقّ في العيش بحرية وكرامة فوق أرض الآباء والأجداد، أو مواجهة حرب إبادة جماعية لا تُبقي لا تذر. ولأنها غزة التي لم تُعطِ الدنيّة لعدّوها فيما سبق، ولأنها غزة التي ضربت أروع الأمثلة في التضحية والصمود والثبات، فإنّ ردّها على الطّغاة كان وما زال كما هو، تماماً كردّ سيدنا الحسين في كربلاء. ردّ غزة على كلّ القتلة والمجرمين، والأدعياء وأبناء الأدعياء يقول، أتخيّروننا بين السلّة والذلّة، بين الحياة الذليلة أو القتل، بين الجوع أو التسليم، بين الانحناء لكم أو الذبح، ردّ غزة يقول: 'هيهات منا الذلّة، هيهات منا الذلّة'. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ احمد عبدالرحمن


المشهد اليمني الأول
منذ ساعة واحدة
- المشهد اليمني الأول
اليمن وفلسطين: وَحدةُ المصير في مواجهة الطغيان
في زمن تلاطمت فيه أمواج الفتن، وتآمرت قوى البغي، تبقى قضايا الأُمَّــة الكبرى هي المحك الذي يختبر معادن الرجال وصدق الشعوب. إنها القضايا التي تُعظّم النفوس وتُصقل العزائم، وفي مقدمتها تتجلى القضية الفلسطينية كـ 'بُوصلة' الشرف و'عنوان' الكرامة. إنها ليست مُجَـرّد أرض محتلّة، بل هي نبض الأُمَّــة، ورمز مقدساتها، وصرخة المظلومين التي يجب أن تُسمع وتُستجاب. اليوم، يقف اليمن شامخًا، كـ'جبل أشمَّ' في وجه الريح، لا يهزه عصف العواصف ولا تخيفه شدة الخطوب. هذا الصمود الأُسطوري ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة قيادة ربانية واعية، تتجلى في شخص السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يدرك بعمق أن مسيرة العز والكرامة للأُمَّـة تبدأ من نصرة الحق وقضايا المظلومين. هو الذي جسّد في خطابه وموقفه قوله تعالى: 'إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ' فكان التوجيه الصادق، والقُدوة الحسنة، منارة يهتدي بها الشعب اليمني في دروب الجهاد والتضحية. لقد ارتفعت أصوات 'أنصار الله' في اليمن لتعلنَها صريحة مدوية: أن فلسطين ليست مُجَـرّد قضية عربية، بل هي قضية إسلامية وعقائدية لا تقبل المساومة. هذا الإعلان لم يكن مُجَـرّد كلمات، بل تحول إلى أفعال على الأرض، تجلت في مواقف الشجاعة والتحدي التي أربكت حسابات الأعداء وأذهلت الأصدقاء. فاليمن، الذي عانى وما زال يعاني من ويلات العدوان والحصار، لم يتوانَ عن تقديم الدعم والمساندة لإخوانه في فلسطين؛ لأَنَّهم يدركون أن 'وحدة المصير' تحتم عليهم الوقوف صفًّا واحدًا في وجه عدو واحد. إن الإيمان العميق بأن النصر قادم، وأن الحق لا بد أن ينتصر، هو ما يغذي جذوة الصمود في قلوب اليمنيين. هذا الإيمان مستمد من قيادة تحوّل التحديات إلى فرص، والمحن إلى منح، مستندة إلى نصر الله الذي وعد به عباده الصادقين: 'وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ' فكانت هذه الآيات الكريمة وقودًا روحيًّا يدفعهم نحو المضي قدمًا، غير آبهين بكيد الكائدين ومؤامرات المتربصين. لقد أثبت الشعب اليمني، بتلاحمه مع قيادته، أن إرادَة الشعوب الحرة لا يمكن قهرها، وأن التضحيات الجسام تثمر عزًا ونصرًا. هذه الملحمة البطولية التي يخوضها اليمن اليوم، هي رسالة واضحة للعالم أجمع بأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير الأُمَّــة، وأنها لن تخبو شعلتها ما دام هناك قادة وشعوب تؤمن بالحق وتسير على نهجه. ــــــــــــــــــــــــــــــــ أصيل علي البجلي