
اول رد سعودي على اغتيال القائد شتان
العربي نيوز:
تتوالى في هذه الاثناء، تداعيات متسارعة لجريمة اغتيال احد ابرز المشايخ والقادة العسكريين في صفوف الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، في ملابسات غامضة، وبنيران صديقة من قوات "درع الوطن" التابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة والامن، الرئيس رشاد العليمي.
وعلق الامير حجيلان بن حمد، بقوله: "اغتيال الشيخ أحمد شتان ومرافقه أمام بوابة معسكر تابع لقوات درع الوطن وفي وضح النهار وعلى خط الوديعة الحيوي ليست حادثة بل رسالة تصفية متعمدة لكل صوت قبلي حر لا ينتمي لمحور ???? (الاصنام) ولا يبايع المشروع العدني (الانتقالي الجنوبي) المفروض بقوة".
مضيفا: إن "كل وجاهة حضرمية ترفض التبعية، كل شيخ لا يُشترى، كل اسم لا ينحني، صار على لائحة التصفيات". الرسالة مفادها من لا يخضع يسقط. لكن الرد السيادي الحقيقي يجب أن يقول : من يسفك دم الحياد يُطرد فورًا. وأردف: "سكوت المؤسسات وتراخي المعسكرات، يعني أننا أمام دولة موازية".
وأشار حجيلان المنحدر من آل ابوعليان، التي تولت حكم أمارة بريدة عاصمة القصيم، الى هوية الجناة، بقوله: "أمام دولة موازية تملك القرار وتنفذ التصفيات". وتساءل: "مَن يملك الجرأة لارتكاب جريمة بهذه الرمزية ما لم يكن مأمون العاقبة؟. ومَن يمنحه الأمان إن لم تكن شبكة أعمق من مجرد منفذين؟".
مؤكدا في ختام تدوينة نشرها على حسابه الموثق بمنصة إكس (توتير سابقا): إن "حماية الخط السيادي (خط العبر) تبدأ من حماية الرجال الذين يحمونه". وأردف متوقعا تداعيات كبيرة لاغتيال الشيخ احمد شتان، بقوله: "اغتيال شتان ليس النهاية، بل بداية انفجار غضب حضرمي، لن يُخمده بيان عزاء".
شاهد .. امير سعودي يدين اغتيال شتان
ونعى محافظ صعدة، هادي الوايلي، الأحد (18 مايو) مقتل مندوب قوات الجيش الوطني في محور صعدة، ومدير مكتبه السابق الشيخ أحمد عبدالله شتان، وإصابة نجله ومرافقه بطريق العبر في محافظة حضرموت، مطالبا "الجهات المعنية بكشف ملابسات اغتياله وتقديم الجناة الى العدالة".
من جانبها، أكدت مصادر محلية متطابقة في منطقة العبر بمحافظة حضرموت، "اغتيال الشيخ أحمد عبدالله أحمد شتان ومرافقه محمد رشاد أحمد اليافعي في هجوم مسلح على خط الوديعة اليوم الاحد 18 مايو 2025 أمام بوابة معسكر تابع لقوات درع الوطن، من عناصر تابعة للمعسكر".
وقال الناشط السياسي البارز، حضرمي نهدي، في تصريح ليل الاحد (18 مايو): "قُتل الشيخ أحمد عبدالله أحمد شتان ومرافقه محمد رشاد أحمد اليافعي في حادثة اغتيال وقعت اليوم الاحد 18 مايو 2025 على خط الوديعة، أمام بوابة معسكر العفاريت التابع لـ الفرقة الثالثة قوات درع الوطن".
مضيفا في تدوينة نشرها على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): "ووفقًا لمصادر محلية، أسفر الهجوم المسلح أيضًا عن إصابة أحد المرافقين، حيث تم نقله إلى مستشفى العبر لتلقي العلاج. رحم الله الشهيدين وأسكنهما فسيح جناته، ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى". من دون تفاصيل اضافية.
شاهد .. "درع الوطن" تغتال الشيخ احمد شتان (صور)
وقوبلت جريمة اغتيال الشيخ احمد عبدالله شتان، والذي كان يحمل رتبة رائد في صفوف قوات الجيش الوطني بمحور صعدة، غضبا واسعا بين اوساط منتسبي الجيش في محور صعدة، واوساط المواطنين في حضرموت، معتبرين أن اغتياله "محاولة لاشعال الوضع وادخال الحضارم في صراعات".
الناشط السياسي في صفوف الشرعية وقوات الجيش الوطني، باسم "كبير التبابعه"، علق على جيمة اغتيال الشيخ الرائد احمد عبدالله شتان ومرافقه، بقوله: "وادي المو..ت العبر. أمام معسكرات ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ اغتيا...ل قيادي سلفي احمد عبدالله شتان من محور صعده الذي يقا..تل الحو..ثيين".
مضيفا بتساؤلات تشير الى مليشيات الامارات (الانتقالي الجنوبي وطارق عفاش)، بقوله: "من خلف الكواليس اللي ينفذ هذه الجرائم والي متى السكوت عنهم ومن ممول لهم َمتي يفصحون المسؤولين في مأرب عن مرتكبها". وأردف مخاطبا قيادة الشرعية والجيش الوطني، قائلا: "يكفي ادانات وتنديد وتعازي".
شاهد .. اتهامات لادوات الامارات باغتيال شتان
يأتي هذا بعدما، أعلن "حلف قبائل حضرموت" تمكنه من اسقاط ما سماه "مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي"، وأكد "نهاية الانتقالي الجنوبي"، في ختام "اللقاء العام لقبائل حضرموت"، المنعقد السبت (12 ابريل)، بمشاركة حاشدة لمشايخ حضرموت، واصدر اعلانا من 10 بنود اولها "تطبيق الحكم الذاتي لحضرموت بدعم سعودي".
تفاصيل:
حلف حضرموت يعلن نهاية "الانتقالي"
وسددت السعودية، رسميا، نهاية مارس، طعنة عسكرية قاتلة لـ "الانتقالي الجنوبي" ورئيسه عيدروس الزبيدي ومليشياته الممولة من الامارات، عبر اعلان التزامها رسميا بتعزيز "قوات حماية حضرموت"، من اطماع الامارات عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته في السيطرة على محافظة حضرموت وثرواتها.
تفاصيل:
السعودية تسدد طعنة قاتلة لـ "الانتقالي" !
سبق هذا كسر السعودية، رسميا "الانتقالي الجنوبي" الجمعة (21 مارس) باستقبال وزير الدفاع السعودي ومسؤول ملف اليمن خالد بن سلمان لرئيس "حلف قبائل حضرموت"، ردا على تهديدات الزُبيدي خلال زياراته للمحافظات الجنوبية، في تطور اعتبره مراقبون "صفعة قوية تعيد تحجيم الزُبيدي ومجلسه بعد تجاوزه حده".
تفاصيل:
السعودية تكسر "الانتقالي" بهذا الاجراء !
وهبطت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية السعودية، بمطار سيئون، الثلاثاء (18 مارس) وأقلت رئيس "حلف قبائل حضرموت" الشيخ عمرو بن حبريش العليي، وقائد قواته المستحدثة مبارك العوبثاني، إلى المملكة العربية السعودية. في زيارة بدعوة رسمية تهدف لبحث المستجدات في حضرموت، ومناقشة آليات تنفيذ مطالب وحقوق أبنائها".
جاءت الزيارة عقب اطلاق رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي لدى زيارته المكلا، منتصف مارس الفائت، تهديدا مباشرا إلى "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع" بـ "التصدي الحازم لهم واستخدام القوة لحماية حضرموت، بوصفها عماد الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب تعبيره.
شاهد .. الزُبيدي يتعهد بفصل جنوب اليمن
قوبلت زيارة الزُبيدي الى حاضرة حضرموت الساحل، مدينة المكلا، والخاضعة لسيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المسماة "النخبة الحضرمية"، باحتجاجات المواطنين وهتافات اطلقوها لدى عبور موكب الزُبيدي رددت "برع يا سرق"، وعبرت عن رفض استقبال الزُبيدي ومليشياته بحضرموت.
شاهد .. استقبال مُهين للزبيدي في المكلا (فيديو)
ونفذ عيدروس الزُبيدي، منذ بداية شهر رمضان (مارس الفائت) زيارات إلى المحافظات الجنوبية، وسط احتجاجات شعبية على زيارته، والقى في كل محافظة خطابا، تعمد في جميعها تسويق نفسه رئيسا لما يسميه "دولة الجنوب" وتقديم وعود بالخدمات وانهاء انتهاكات مليشياته بزعم "بسط الامن والاستقرار".
تفاصيل:
اهانات شعبية تطارد الزُبيدي (فيديوهات)
بدورها، وجهت السعودية، الاثنين (17 مارس) تحذيرا جديدا اعتبره مراقبون "تحذيرا أخيرا" إلى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، عقب خطابه التحريضي لمليشياته الممولة من الامارات، بالبدء في اسقاط محافظة حضرموت بزعم "حمايتها من قوى الارهاب والحفاظ على ثرواتها".
تفاصيل:
تحذير سعودي اخير لـ "الزُبيدي" (وثيقة)
جاء التحذير السعودي، بعدما أعلن زعيم مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، عيدروس الزُبيدي أن "حضرموت عمود الدولة الجنوبية القادمة، ولن نفرط بها وسندافع عنها" أمرا مليشياته باستكمال السيطرة على كامل حضرموت.
تفاصيل:
صدور امر اسقاط هذه المحافظة !
وتتزامن هذه التطورات المتسارعة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا، على تردي الاوضاع العامة وتدهور الخدمات والظروف المعيشية واستمرار انهيار الريال، ومطالبات الموالين لحلف قبائل حضرموت" بتنفيذ مطالب الحلف التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي في يناير الفائت، أو "مباشرة السيطرة على حضرموت".
تفاصيل:
الرئاسي يحسم مصير حضرموت (قرار)
لكن حضرموت تشهد بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.
تفاصيل:
نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)
وبدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".
مشيرين إلى ان مجريات الاحداث تشي بـ "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".
وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".
بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.
وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن بعمليات "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.
شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة
بقيت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى بعيدات عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 25 دقائق
- وكالة الأنباء اليمنية
حجة.. عرض كشفي لطلاب الدورات الصيفية في وشحة تضامناً مع غزة
حجة - سبأ : نظمت اللجنة الفرعية للدورات الصيفية في مديرية وشحة بمحافظة حجة عرضا كشفياً لطلاب الدورات الصيفية في المديرية؛ تضامنًا مع غزة. وجسَّد المشاركون في العرض الانضباط والمهارات المكتسبة من الدورات الصيفية.. مرددين هتافات الحُرية والعزة والكرامة والبراءة من أمريكا وإسرائيل. ونددوا بالجرائم المروِّعة التي يرتكبها الصهاينة بحق الإخوة في غزة على مرأى ومسمع العالم أجمع الذي لم يحرك ساكنا لإيقاف هذه المجازر. وثمّنوا استشعار قائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والقوات المسلحة والشعب اليمني المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية، ونصرتهم المظلومين والمستضعفين. وأكد الطلاب على الموقف الإيماني الثابت والأخلاقي المساند للأبرياء والنساء والأطفال، وأن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية لأحفاد الأنصار. كما ثمّنوا جهود القائمين على الدورات الصيفية والكوادر التعليمية؛ المبذولة في تزويدهم بالعلم النافع والمعرفة والبصيرة وهدى الله والقرآن الكريم، وحمايتهم من سموم الحرب الناعمة.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 25 دقائق
- وكالة الأنباء اليمنية
البيضاء.. مسير وعرض لطلاب الدورات الصيفية في مديرية السوادية
البيضاء- سبأ : نظمت اللجنة الفرعية للدورات الصيفية والسلطة المحلية في مديرية السوادية بمحافظة البيضاء، اليوم، مسيراً وعرضاً لطلاب الدورات الصيفية النموذجية في المديرية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني. وردد الطلاب في المسير والعرض، الذي تقدّمه وكيل المحافظة علي السقاف والقيادات المحلية والتنفيذية، شعارات البراءة من أعداء الإسلام وطغاة العصر "أمريكا وإسرائيل".. منددين بجرائم الكيان الصهيوني الوحشية في غزة وصمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إزاء هذه الجرائم. وثمّنوا المواقف المشرفة لقائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والقوات المسلحة والشعب اليمني في نصرة الأشقاء الفلسطينيين في غزة. وأكد المشاركون في المسير وقوفهم إلى جانب أطفال وابناء غزة.. داعين أطفال العالم إلى التضامن مع المظلومين والمستضعفين في غزة. وأشادوا بجهود القائمين على الدورات الصيفية والكوادر التعليمية المبذولة في تزويدهم بهدى الله والقرآن الكريم، وإكسابهم المهارات الرياضية والثقافية، وصقل مواهبهم، وتحصينهم من الثقافات الخاطئة. وفي المسير، أكد وكيل المحافظة السقاف اهتمام القيادة الثورية والسياسية بالدورات الصيفية، ودورها في تحصين الشباب من مخاطر الحرب الناعمة، وبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 25 دقائق
- وكالة الأنباء اليمنية
موجة غضب عالمية غير مسبوقة لإطلاق الاحتلال "الإسرائيلي" النار تجاه دبلوماسيين أجانب في جنين
عواصم- سبأ: فجرت حادثة إطلاق قوات العدو الإسرائيلي النار باتجاه وفد من الدبلوماسيين الأجانب، كانوا يقومون بزيارة إلى مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الأربعاء، غضباً عربياً وعالمياً غير مسبوق، توازت معه صرخات عالمية، تنادي لوقف العدوان الإسرائيلي البربري واللاإنساني على قطاع غزة، في سياق ما تشهدة المظلومية الفلسطينية من تضامن عالمي تتسع دائرته كل يوم. في ضوء التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جاءت حادثة إطلاق النار التي استهدفت وفدًا دبلوماسيًا في مخيم لتفتح الباب أمام موجة جديدة من الغضب الدولي، خصوصًا من العواصم الأوروبية، التي باتت أكثر جرأة في التعبير عن استيائها من السلوك "الإسرائيلي" المتصاعد تجاه القانون الدولي والمعايير الإنسانية. محاسبة "إسرائيل" وفي هذا السياق، طالب الاتحاد الأوروبي، الاحتلال الإسرائيلي بـ"محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار باتجاه الوفد الدبلوماسي الأوروبي في الضفة الغربية"، معتبرًا أن ما حدث يمثل انتهاكًا واضحًا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حماية البعثات الدبلوماسية. وفي تطور لافت، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها جيش الاحتلال باتجاه الدبلوماسيين تهديدات "غير مقبولة". وطالب تاياني في منشور على منصة "إكس" من حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" توضيحات فورية لما حصل. وأفاد بيان صادر عن الخارجية الإيطالية، بأن تاياني استدعى السفير "الإسرائيلي" بشأن الواقعة. إسبانيا من جانبها "نددت بشدة" بإطلاق النار خلال زيارة الدبلوماسيين، وجاء في بيان مقتضب للخارجية الإسبانية: "الوزارة تحقق في كل ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنية بالمسألة لتقديم رد مشترك على ما حصل، وهو أمر نندد به بشدة". وفي ذلك طالب وزير الخارجية البلجيكي، مكسيم بريفو، الاحتلال "الإسرائيلي" بـ "توضيحات مقنعة" حول الحادث، موضحًا عبر منصة "إكس" أن الدبلوماسي البلجيكي "بخير لحسن الحظ"، مؤكدا أن "هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية ضمن موكب يضم عشرين مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح". كما طالبت الخارجية الألمانية من الاحتلال "الإسرائيلي": "بتوضيح الملابسات على الفور"، معبرة عن "إدانتها الشديدة لإطلاق النار غير المبرر". الحصانة الدولية وأعلن، بدوره، وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن باريس ستستدعي السفير "الإسرائيلي" عقب إطلاق نار "غير مقبول". وكتب بارو على منصة "إكس": "زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود "إسرائيليين". هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير "الإسرائيلي" لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة". كما عبر وزير خارجية إيرلندا، سيمون هاريس، عن صدمته من استهداف الدبلوماسيين ومن بينهم إيرلنديان. وفي الإطار نفسه، قال نائب وزير الخارجية النرويجي، أندرياس كرافيك، إنه يتعين حماية الدبلوماسيين، مضيفًا أن بلاده تتوقع من "إسرائيل" احترام حصانتهم الدولية . أيضًا، أعلن وزير الخارجية البرتغالي، باولو رانجيل، أن بلاده استدعت السفير "الإسرائيلي" للاحتجاج على إطلاق جيش الاحتلال النار خلال زيارة دبلوماسيين أجانب للضفة الغربية المحتلة. وقالت الوزارة في بيان "في أعقاب هذه الواقعة التي تتحدى القانون الدولي، اُستدعي السفير "الإسرائيلي" في البرتغال'"، مضيفة أنها تدين بشدة إطلاق النار. وأكدت أن برتغاليا كان بين مجموعة الدبلوماسيين الأجانب. كذلك، نددت هولندا بالحادثة، مطالبة الاحتلال "الإسرائيلي" بـ"توضيحات". وكتب وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، على منصة "إكس": "ندين إطلاق النار وقد طلبنا توضيحات من السلطات "الإسرائيلية" وننظر في (اتخاذ) إجراءات أخرى"، موضحًا أن دبلوماسيًا هولنديًا كان ضمن الوفد الزائر. كما نددت الأمم المتحدة بإطلاق قوات الاحتلال النار بشكل مباشر تجاه دبلوماسيين أجانب وعرب خلال زيارتهم لجنين في الضفة الغربية المحتلة، مطالبة سلطات الاحتلال بإجراء "تحقيق دقيق". وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية، ستيفان دوجاريك، إن "هؤلاء الدبلوماسيين، بمن فيهم طاقم من الأمم المتحدة، تعرضوا لإطلاق نار، سواء كانت عيارات نارية تحذيرية أو سوى ذلك، وهو أمر غير مقبول". التهديد الحقيقي ومن فلسطين، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن إطلاق جنود العدو الإسرائيلي النار بشكل مباشر تجاه 25 سفيراً ودبلوماسياً عربياً وأوروبياً، هو إمعان في عنجهية الاحتلال وغطرسته وانتهاكه لكافة الأعراف والمواثيق الدولية. وأوضحت الحركة، في بيان لها، اليوم الأربعاء، أن استمرار العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها للشهر الخامس على التوالي، بالتزامن مع عدوانه المتواصل على طولكرم ونابلس وغيرها من محافظات الضفة، يمثل محاولة محمومة لتنفيذ مخططات الضم والتهجير عبر تكثيف الاستيطان وسرقة الأراضي من أصحابها الأصليين. وأكدت الحركة "أن العدو الاسرائيلي مهما أوغل في إجرامه، سيفشل في تحقيق أهدافه في الضفة وغزة وكل شبر من أرضنا المحتلة، بصمود شعبنا وثبات مقاومته الباسلة". وطالبت المجتمع الدولي بتصعيد ضغطه لوقف جرائم العدو الاسرائيلي، ودعم صمود الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. كما اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينيين، أن "إطلاق النار تجاه المجموعة الدبلوماسية خلال زيارتها لجنين يكشف جلياً أن الكيان الصهيوني هو مصدر عدم الاستقرار والتهديد الحقيقي للعالم أجمع"، مشيرة إلى أن ذلك "يضع دول العالم أمام مسئولية العمل على محاسبته وملاحقته دون تأخير". كما اعتبرت، في بيان، مساء اليوم "إطلاق جنود جيش العدو الصهيوني النار تجاه 25 سفيراً ودبلوماسيا عربيا وغربيا في مخيم جنين تعبيرا فاضحا عن الاستخفاف بالمجتمع الدولي"، مؤكدة أن ذلك "نتيجة الصمت والعجز وعدم الملاحقة والمحاسبة الدولية على جرائمه الوحشية ضد الإنسانية". وقالت إن "تواصل العدوان الصهيوني للشهر الخامس على جنين ومدن شمال الضفة يأتي في إطار الحرب المفتوحة ضد شعبنا والتي تستهدف وجوده وضمن مخططات التهجير وتصفية القضية والتي يجب أن تواجه بصلابة من كل مكونات الشعب الفلسطيني ". ودعت "أحرار العالم بتكثيف فعالياتهم الضاغطة على كيان العدو وداعميه حتى وقف جريمة الابادة الجماعية والعدوان وانهاء الاحتلال الفاشي عن ارضنا". انتهاك واضح عربياً؛ أدانت وزارة الخارجية الأردنية، إطلاق قوات العدو الإسرائيلي النار الذي جرى بالقرب من مدينة جنين ومخيمها. واعتبرت الوزارة في بيان، على لسان الناطق الرسمي باسمها السفير سفيان القضاة، أن ذلك يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية. وأعرب عن رفض الأردن المطلق، وإدانته لهذا الاستهداف، الذي يُعد انتهاكا للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصًا اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي، وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية. ودعا القضاة، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام العدو الإسرائيلي وقف عدوانه على غزة بشكل فوري وتصعيده الخطير في الضفة الغربية المحتلة، ووقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها. وفي رفض آخر على المستوى العربي، شددت مصر على رفضها المطلق للاعتداء، الذي اعتبرته منافياً للأعراف الدبلوماسية كافة، مطالبة العدو الإسرائيلي "بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة". انتقادات غربية ويأتي ذلك في وقت تصاعدت نبرة الانتقادات الغربية للعدو الإسرائيلي بسبب استمرار عدوانه على غزة وفرضه حصارا خانقا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها القطاع منذ نحو 20 شهرا. وطالبت عدة دول أوروبية بوقف العمليات ضد المدنيين في غزة وفتح المعابر فورا لإدخال المساعدات الإنسانية. وقال وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء البلجيكي، الأربعاء، إن 17 دولة أوروبية درست عقوبات على "إسرائيل"، مشيراً إلى أن أغلب الدول تدعم ذلك. وأكد الوزير في تصريحات له، أن من غير المقبول رؤية نساء وأطفال يموتون جوعا وعطشا في غزة، داعياً إلى التحرك بأي ثمن لرفع الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" على غزة. وأعلنت بريطانيا أمس فرض عقوبات ضد مستوطنين، وتعليق بيع أسلحة ومفاوضات للتجارة الحرة. واستدعت الحكومة البريطانية السفيرة "الإسرائيلية" لإبلاغها موقفَ لندن الرافض لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. كما صوّت البرلمان الإسباني، أمس الثلاثاء، على مقترح قدمته أحزاب يسارية وقومية يدعو إلى حظر بيع الأسلحة إلى الدول المتورطة في ارتكاب إبادة جماعية، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي.