انتشار فيديوهات "السحر" يثير الهلع والوسواس
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حملات تنظيف المقابر حررت عددا من ضحايا الشعوذةفريدة حداديأحدثت مقاطع الفيديوهات المتداولة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، التي توثق العثور على صور أشخاص تعرضوا لأعمال سحر مدفونة داخل المقابر، حالة من القلق والخوف، خاصة لدى الذين يعانون من الوسواس، فقد أصبح كثيرون يربطون تدهور أحوالهم النفسية أو الاجتماعية باحتمال تعرضهم للسحر، ورغم الجانب الإيجابي لهذه الفيديوهات التي أسهمت بمعية بعض المتطوعين، في فك السحر عن عدد من الضحايا، إلا أنها في المقابل ساهمت في نشر مغالطات دفعت البعض إلى الاعتقاد بإصابتهم بأعمال سحرية دون دليل. تواصلنا مع مختصين لتشخيص الظاهرة وفهم تأثيراتها في المجتمع الجزائري.وفي هذا السياق، صرح جمال غول، رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، أن مسألة السحر ليست بالجديدة، بل هي موجودة منذ قرون. وأضاف: "ما حدث هو أن مواقع التواصل الاجتماعي كشفت المستور، وكثرة الحديث عن الموضوع جعله يبدو وكأنه ظاهرة طارئة، ما تسبب في حالة من الهلع لا مبرر لها". وأكد المتحدث على ضرورة عدم ربط كل ما يصيب الإنسان من مشاكل أو ابتلاءات بأعمال سحر، لأن ذلك يُضعف العقيدة ويحول السحر إلى شماعة لتبرير كل فشل أو مرض ودعا إلى التحصين بالرقية الشرعية والأدعية دون الانجراف وراء الوساوس.وفيما يتعلق بالأشخاص الذين ينشرون محتويات عن أعمال سحر وضحاياها، أوضح غول أن الأمر يحتمل وجهين: "إذا كان الهدف هو التوعية ومحاربة الظاهرة، فهو أمر إيجابي. أما إذا كان الغرض هو البحث عن عدد كبير من المشاهدات عبر تضخيم أو تلفيق وقائع غير صحيحة أو التشهير بأشخاص، فذلك أمر مرفوض، ويجب معالجته بحذر ووفق أطر شرعية وعلمية". كماحذر من التوجه إلى المشعوذين بدعوى فك السحر، مؤكدا أن ذلك يشجع على الظاهرة ويغذيها. ولفت إلى أهمية أن يتولى المختصون فقط توعية الناس، مشيدًا ببعض الحملات التحسيسية التي نظمتها جمعيات ومتطوعون، لكنه نبّه إلى عدم تحويل حملات تنظيف المقابر إلى عمليات نبش غير لائقة تمس بحرمة الموتى.
حملات لتنظيف المقابر بالبليدة
وتفاعلاً مع ما يتم تداوله، بادرت جمعية قوافل الخير لرعاية الأرملة واليتيم بولاية البليدة إلى إطلاق حملات واسعة لتنظيف المقابر. وقال رئيس الجمعية، محمد رومادني، في تصريح ل«المساء"، إن هذه الحملة جاءت على خلفية العثور على كميات كبيرة من الأعمال السحرية المدفونة بالمقابر.وأوضح أن أولى العمليات التي شملت بعض المقابر، كشفت عن عدد من الطلاسم المدفونة بجوار القبور، تم فكها بالتعاون مع رُقاة شرعيين. وأضاف أن ما نُشر عبر صفحات الجمعية ساعد العديد من العائلات على التعرف على أفرادها الذين كانوا ضحايا لأعمال سحر، ما دفعهم للمساهمة في تنظيف المقابر. وأكد رومادني أن هذه المبادرة غير مسبوقة بالنسبة للجمعية، لكنها أصبحت ضرورة ملحة بعد تنامي الظاهرة.
ووجه نداءً إلى سكان البليدة لزيارة مقابر ذويهم والمشاركة في تنظيفها، مشيرًا إلى احتمال وجود أعمال سحرية مدفونة بجانب بعض القبور. كما شدد المتحدث على أن الهدف من هذه الحملات هو المساهمة في محاربة ظواهر سلبية تمس المجتمع وتؤثر على استقراره الأسري، داعيًا السلطات المعنية إلى دعم المتطوعين وتزويدهم بالأدوات اللازمة وبيّن أن المبادرة مرخصة رسميًا، وقد لقيت ترحيبًا واسعًا من سكان الولاية، مشددًا على أن التوعية لا تتحقق إلا من خلال الخطاب الديني المعتدل والتفاعل المجتمعي الواعي.مختصون في القانون يدعون إلى تشديد العقوباتمن جهته، أكد نبيل دريس، المختص في القانون في تصريح له، أن الانتشار الكبير لظاهرة السحر والشعوذة، التي أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في كشفهما، يتطلب تحركًا قانونيًا صارمًا. وقال دريس إن هذه الظاهرة تمس كل شرائح المجتمع، ويجري استغلالها بشكل ممنهج من طرف محترفين في هذا المجال.
وأشار إلى أن المحاكم تشهد منذ سنوات قضايا متعلقة بالسحر والشعوذة، ويجري علاجها، داعيًا إلى تغيير طريقة التعامل معها قانونيًا من خلال تشديد العقوبات وتكييفها مع خطورة هذه الجرائم، وأضاف أن إثبات هذا النوع من الجرائم صعب، لكنه أصبح أكثر سهولة اليوم بفضل التوثيق المصور والوعي المجتمعي المتزايد. وختم بدعوة إلى تعزيز آليات الإثبات ومعاقبة المتورطين، حمايةً للمجتمع من هذه الممارسات التي أفسدت حياة الكثير من الأفراد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 2 ساعات
- الشروق
متلازمة الفارس الأبيض.. ما سرّ الانجذاب إلى المجرمين وخريجي السجون؟
ورد في الحديث النبوي الشريف: 'والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه'. وجاء في حديث آخر: 'من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته'، إلى غيرها من الأحاديث الكثيرة، التي تحث على إعانة المحتاج، على اعتبار أنه سلوك مستحب اجتماعيا ودينيا. ولكنه، رغم هذا، قد ينحرف أحيانا ويتحول إلى سلوك غير سوي، يسمى عقدة المنقذ أو متلازمة الفارس الأبيض، التي يحرص صاحبها دوما على تقديم يد العون والمساعدة للآخرين، حتى وإن لم يطلبوا ذلك أو رفضوه. والأسوأ، أن يتم ذلك في إطار علاقة عاطفية أو زوجية سامة، أو مؤذية. عقدة المنقذ متلازمة الفارس الأبيض، White knight syndrome التي تعرف كذلك بعقدة المنقذ أو المُخلّص. وهو مصطلح يشير إلى الأشخاص الذين لديهم رغبة ملحة أو دافع قهري، يصعب التحكم فيه، لإنقاذ ومساعدة المحتاجين، ببذل الكثير من الجهد والمال والوقت، ولو على حساب أنفسهم وعائلاتهم، أو بعبارة أخرى، يشعر المصابون بعقدة الفارس الأبيض بارتباط وثيق وتعاطف عميق مع الأشخاص الضعفاء والعاجزين، أو الذين يعانون من ظروف صعبة. فيرغبون في تقديم المساعدة لهم وتخليصهم من معاناتهم وإنقاذهم، حتى وإن لم يرغبوا في ذلك. تماما، كما يفعل الفارس القادم على جواده الأبيض، مع أميرته الواقعة في محنة. لهذا، غالبا، ما تظهر متلازمة الفارس الأبيض، في إطار العلاقات العاطفية والزوجية، حين يلعب أحد الشريكين دور المنقذ في حياة الآخر. مُخلّص أم مسيطر؟ يبحث المصاب بمتلازمة الفارس الأبيض (سواء كان رجلا أم امرأة) في إطار العلاقات العاطفية أو الزوجية، عن شريك له تاريخ متعب ومثقل بالمعاناة، سواء من الإهمال العائلي، الإساءة العاطفية والجسدية، الإدمان على المخدرات أو الكحول، خريج سجون، مجرم، متعدد الزيجات الفاشلة، حياته صعبة كثيرا، ويتعاطف معه، إلى حد زائد عن اللزوم، فيتزوجه ويحاول إنقاذه. ولكن المختصين يؤكدون أن هذه الرغبة في الإنقاذ ليست حقيقية، وإنما تخفي وراءها رغبة في السيطرة. فالفارس الأبيض لديه في الحقيقة حاجة لاواعية إلى الهيمنة والتحكم في حياة شريكه. وبما أنه لا يستطيع تحصيل تلك الحاجة مع شخص سوي وطبيعي، فإنه سيختار شخصا ضعيفا يعاني ليستولي على تفاصيل حياته. وربما الإصابة بهذه المتلازمة، هي التي تفسر اختيارات الكثير من الأشخاص، وبالأخص النساء اللواتي يرتبطن برجال غير أسوياء، مجرمين أو مدمني مخدرات أو مضطربين نفسيا. ويبدأن في محاولات يائسة، لتغييرهم وإنقاذهم من الوحل الذي يغرقون فيه. 5 إشارات للمنقذ المصاب بمتلازمة الفارس الأبيض يتميز بخمس إشارات دالة: -لا يشعر بقيمته، إلا إذا لعب دور المنقذ والمصلح والمُخلّص في حياة غيره. لهذا، هو يبحث دوما عن شخص سام أو مضطرب ليصلحه. -لديه تاريخ حافل من التربية غير السوية المشحونة بالإهمال الأسري والإساءة من طرف آباء نرجسيين لم يعمل أحد على إنقاذه منهم. فيبحث عن أشخاص يعانون لإنقاذهم. -ينجذب إلى شركاء أوضاعهم دراماتيكية محزنة ويعيشون معاناة عالية. -لديه مهارة في إدارة أدق التفاصيل في حياة شريكه. فيراقبه ويتابع تفاصيل يومه بدقة. -ورغم سعيه لمحاولة إنقاذ شريكه، لكنه في الحقيقة إذا لاحظ أنه يتحسن أو يحاول استرجاع تحكمه في زمام حياته والتخلص من سيطرته، فإنه سيرفض ذلك ويسعى لإعادته إلى دائرته، ليستمر في لعب دور منقذه. علاقة تدميرية العلاقة بين الفارس الأبيض وشريكه الزوجي، هي علاقة تدميرية للطرفين. فالمنقذ سيهمل حياته وحاجاته ورغباته، ويركز على محاولة تخليص شريكه. ولكن فرط اهتمامه به وتعاطفه الزائد معه، سيعزز اضطرابه، وسيجعله يغرق أكثر في مشكلته. ومع الوقت، سيدمنان بعضهما البعض. وستنشأ وتتطور علاقة اعتمادية سامة بينهما. لهذا، لابد من تشخيص مثل هذه الحالات لدى طبيب مختص، للمساعدة على العلاج.

جزايرس
منذ 3 ساعات
- جزايرس
الأونروا تؤكد أن السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية بغزة هو تدفق المساعدات
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. جاء ذلك في منشور للوكالة الأممية عبر وسائل التواصل الاجتماعي, في وقت لا يزال يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلق الكيان الصهيوني المعابر في 2 مارس الماضي. وشددت الأونروا على أن فلسطينيي قطاع غزة لم يعودوا يستطيعون انتظار دخول المساعدات, موضحة أن قطاع غزة يحتاج على أقل تقدير ما بين 500 و 600 شاحنة مساعدات يوميا, تديرها الأمم المتحدة.وأكدت أن "السبيل الوحيد" لمنع تفاقم الكارثة الحالية في القطاع هو تدفق المساعدات بشكل "فعال ومتواصل".يذكر أن 58 مواطنا استشهدوا بسبب سوء التغذية, و242 آخرين بسبب نقص الغذاء والدواء, معظمهم من كبار السن والأطفال, خلال 80 يوما من الحصار الصهيوني. ويواصل الاحتلال سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون مواطن في قطاع غزة, عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ الثاني من مارس الماضي, ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة. فيما وسع خلال الأيام الماضية حرب الإبادة في قطاع غزة, معلنا عن عدوان بري في شمال وجنوب القطاع. وترتكب قوات الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح, معظمهم أطفال ونساء, وما يزيد على 11 ألف مفقود.


خبر للأنباء
منذ 4 ساعات
- خبر للأنباء
أبين تواجه تفشي الكوليرا وسط تحديات في البنية التحتية ونقص التمويل
وأفادت السلطات الصحية في المحافظة بأن الإصابات تركزت في مديريتي زنجبار وخنفر، مشيرة إلى أن الموجة الجديدة من المرض بدأت في السادس من مايو الجاري، وتتزامن مع أوضاع صحية متردية وضعف في خدمات الصرف الصحي ومصادر المياه الآمنة، ما يفاقم خطر انتشار الوباء. وأكدت السلطات أن الإجراءات الوقائية شملت توفير الأدوية والسوائل الوريدية وتعزيز جاهزية المرافق الصحية للتعامل مع الحالات الطارئة، إلا أن الجهود ما تزال محدودة بسبب ضعف الإمكانيات، حيث لم يتمكن المختبر من فحص سوى ثماني عينات من بين عشرات الحالات، ظهرت أربع منها إيجابية. وتواجه الفرق الصحية صعوبات في نقل العينات إلى المختبر المركزي في عدن، بسبب تدهور وسائل الحفظ وتلف قوالب الثلج أثناء النقل، وهو ما يعيق الحصول على نتائج دقيقة وفي الوقت المناسب. وفي السياق نفسه، يشهد مركز العزل الصحي للكوليرا في عدن استقبال ما لا يقل عن 30 حالة يومياً تعاني من الإسهال المائي الحاد، ما يشير إلى اتساع نطاق تفشي المرض على مستوى الإقليم. وتحذر الجهات الصحية من أن استمرار تلوث المياه والمزروعات وارتفاع معدلات النزوح دون تدخلات عاجلة وشاملة من مختلف الجهات، قد يؤدي إلى كارثة صحية واسعة النطاق. وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن اليمن سجل خلال الفترة من 1 يناير حتى 27 أبريل 2025 ما مجموعه 273,494 حالة إصابة بالكوليرا، إلى جانب 889 حالة وفاة، وهي ثاني أعلى حصيلة في إقليم شرق المتوسط بعد السودان.