
يا مجيب الدعوات
من فوق «جبل الرحمة» وما حوله من الأرض المنبسطة، هناك في «مشعر عرفة»، حيث الأرض المقدسة، أرض النور والطهارة، ترى الأيدي مرفوعة، نحو السماء متجهة، تدعو رب العزة، والعيون دامعة، والقلوب بالحزن ممتلئة، والنفوس بخالقها متعلقة، وكلها ثقة بأن الساعة آتية، كما ذكر سبحانه في سورة وآية.
ومن بقاع الأرض المترامية، يردد من اشتاق إلى أرض تباركت بالنبوة، وإلى يوم الوقفة العظيمة، يوم تنفذ إلى المقام الأعلى كل دعوة، وما أعظم هذه الدعوة، وما أعظم هذا الجمع لمن تآلفت قلوبهم حول غزة.
دعاء من قلب طاهر، وفي مكان طاهر، من الألوف المؤلفة المتجمعة مع طلوع شمس هذا اليوم وحتى غروبها، والصائمون العابدون في الشرق والشمال والجنوب، ومن غربها، يطلبون الرحمة لأطفال مزقت أجساد إخوانهم، ونساء ثكلت وهن عاجزات عن حماية فلذات أكبادهن، ومن آباء أبت الدمعة السقوط من أعينهم حزناً على من واروهم الثرى من أهل بيوتهم، ومن الذين يقدم لهم الأكل مخلوطاً بدماء إخوتهم، في تلك البقعة الصغيرة بالأرض المباركة المحيطة بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، من دنسه المتوحشون المنفلتون المصابون بالسعار، من تكالبت عليهم قوى الشر، ومن خانهم الذين يسري في عروقهم ذات الدم، وباعوهم بأرخص الأثمان قبل أن يهربوا.
هذا المشهد العظيم الذي تشاهدونه الآن يجمع أمة واحدة، تنادت عندما سمعت النداء الرباني، وهي أمة تكبر ولا تصغر، وتنهض بعد كل كبوة وهي أعظم من السابق، وتقاوم دون كلل، فإن ضاقت السبل، وأعجزتها الحيلة، غادرت الأرض بما عليها، واتجهت نحو الواحد الأحد، رب السماوات والأرض، السميع المجيب، العزيز، المعز لعباده المؤمنين الصالحين، الذي لا يغفل عن الظالم، ولا ينسى المظلوم، وترفع الأيدي، وتلهج الألسن، وتخرج الكلمات نقية طاهرة مغسولة بدموع صادقة، دموع من لا حول لهم ولا قوة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 4 ساعات
- الإمارات اليوم
في مشعر منى.. الحجّاج يرمون جمرة العقبة
توافد الحجاج إلى مشعر منى مع بزوغ فجر اليوم، العاشر من شهر ذي الحجة، مهللين مكبرين، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدّوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في «مزدلفة» تحفهم عناية الله. وهيأت الحكومة السعودية منظومة خدمات متكاملة ورعاية شاملة في مختلف المجالات، ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بيسر وطمأنينة، وسط أجواء إيمانية.


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
محمد بن راشد يهنئ الأمة العربية والإسلامية بعد الأضحى المبارك
هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الأمة العربية والإسلامية بعد الأضحى المبارك، متمنياً سموه حجاً مبروراً لحجاج بيت الله الحرام. وقال سموه في تدوينة على حسابه في منصة إكس: "نهنئ الأمة العربية والإسلامية بعد الأضحى المبارك .. ونقول لحجاج بيت الله .. تقبل الله حجكم .. وجعله حجاً مبروراً .. نسأل الله أن يعيد هذه المناسبة العظيمة علينا وعليكم باليمن والخير والبركة والسلام".


صحيفة الخليج
منذ 9 ساعات
- صحيفة الخليج
قصف إسرائيلي عنيف يستهدف ثلاثة أحياء في بيروت الجنوبية
بيروت: «الخليج»، وكالات شن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الخميس وعشية عيد الأضحى، غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد تحذير سابق طالب فيه سكان عدد من المباني بالإخلاء، فيما أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن الجيش فكّك أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن سلاح في المنطقة الحدودية جنوبي نهر الليطاني، محذراً من أن الاستقرار المنشود لا يمكن تحقيقه، طالما واصلت إسرائيل انتهاكاتها للأراضي اللبنانية ولم تطلق سراح الأسرى. وقالت مصادر لبنانية: إن الجيش الإسرائيلي شن غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، خلفت أعمدة كبيرة من الدخان، دون أن يتضح وقوع ضحايا على الفور. وأكدت المصادر: إن الغارات كانت عنيفة جداً، وسط توقعات بأن صواريخ خارقة للتحصينات استخدمت في الضربات، التي سمع دويها في أنحاء بيروت ومناطق لبنانية. وقال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس: «لقد أصدرنا أنا ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي بمهاجمة وتدمير المباني المستخدمة لإنتاج وتخزين الطائرات من دون طيار التابعة لحزب الله الإرهابية في قلب منطقة الضحى في بيروت». وهذه من المرات القليلة، منذ بدء وقف إطلاق النار نهاية العام الماضي، التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي مباني في الضاحية الجنوبية. وقبل تنفيذ الهجمات أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً عاجلاً لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت، دعا فيها بعض المناطق للإخلاء قائلاً: إن الجيش سيعمل ضد أهداف لجماعة «حزب الله». وحدد مباني للابتعاد عنها مسافة 300 متر في أحياء الحدث، وحارة حريك وبرج البراجنة. وتواصل إسرائيل منذ انتهاء الحرب تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، وتزعم أنها تستهدف بنى تحتية وقيادات في «حزب الله». وصباح أمس الخميس استهدفت غارة إسرائيلية سيارة رابيد قرب المدرسة في بلدة قلاويه في بنت جبيل، لكن سائقها نجا وتعرض لإصابة طفيفة. وأعلنت وزارة الصحة إصابة مدني بجروح إثر الغارة. وتوغلت آليات للجيش الإسرائيلي من نوع «هامر» بالقرب من بساتين بلدة الوزاني في القطاع الشرقي ثم انسحبت بعد تمركزها لبعض الوقت بالمنطقة. في الأثناء، لفت رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، في اجتماع بمناسبة مرور 100 يوم على تشكيل حكومته، إلى أن الدولة اللبنانية عززت سيطرتها في الجنوب. وقال: إن «الجيش اللبناني يواصل توسيع انتشاره وحتى الآن، فكّك جنوب الليطاني أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن»، إلا أنه أضاف «إنما دعوني أكون واضحاً: لا يمكن أن نحقّق الأمن والاستقرار طالما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية اليومية واستمر احتلال أجزاء من أرضنا وعدم الإفراج عن أسرانا». وقال سلام «سنواصل الضغوط لإجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من كل شبر من أراضينا تطبيقاً للقرار 1701، وسنعمل على توفير كل ظروف إعادة أهلنا إلى أرضهم بكرامة وإعمار ما دمّره الإسرائيلي». وسبق أن زار سلام القصر الجمهوري وبحث مع الرئيس جوزيف عون ملف التّعيينات، ولا سيّما الهيئات النّاظمة، إلى جانب الوضع في الجنوب، التّمديد لقوات «اليونفيل» وتفعيل عمل الإدارات.