logo
أنس الشريف.. شاهد وشهيد

أنس الشريف.. شاهد وشهيد

جريدة الرؤيةمنذ 2 أيام
الاحتلال المُجرم يواصل اغتيال الصحفيين في غزة لإسكات صوت الحقيقة

أنس الشريف كان لسان غزة وعينها.. وصوت الحقيقة وسلاحها

صحفيو غزة تمسكوا بسلاح الحقيقة لهزيمة الرواية الإسرائيلية الكاذبة

الاحتلال تعمد اغتيال الصحفيين قبل بدء جريمة جديدة باجتياح مدينة غزة

إدانات دولية لجرائم الاحتلال ضد الصحفيين

الشريف: أوصيكم بفلسطين درة تاج المُسلمين

أنس في وصيته: لا تنسوا غزة وسامحوني إن قصرت
الرؤية- عبدالله الشافعي
في مقطع شهير وبعين باكية، قال طفل فلسطيني يُسارع الخطى لعله يحظى بأي شيء من المساعدات التي يتم إنزالها جوا على قطاع غزة: "ذلونا يا أنس الشريف"، لتلخص هذه العبارة علاقة أهل القطاع المُحاصر بأنس الشريف الذي اغتالته إسرائيل المجرمة وحكومة بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية.
لم يكن أنس الشريف الذي استشهد في ساعة متأخرة من مساء الأحد العاشر من أغسطس 2025 مجرد صحفي أو مراسل إخباري، بل كان عين غزة التي يرى العالم بها جرائم الاحتلال، ولسانها الذي تتحدث به لتحكي جانباً من المآسي التي يتغافل عنها العالم.
كان أنس الشريف صوت غزة وسلاحها، ولذلك حرض عليه المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي منذ بداية العدوان، لأن الشريف هزمهم بعدسته وبصوته وعرىّ قادتهم أمام شعوب العالم الحر الذين انتفضوا في العواصم والمدن رفضا للعدوان ودعما لغزة.
واستهدف القصف الإسرائيلي خيمة للصحفيين في مدينة غزة، ليستشهد ويصاب عدد كبير منهم، تزامنًا مع موافقة الكابينت الإسرائيلي على قرار السيطرة على قطاع، وسط إدانات دولية لهذا القرار.
ويقول محللون إن إسرائيل اختارت هذا التوقيت لاغتيال أكبر عدد من الصحفيين، تمهيدا لاجتياح مدينة غزة، وذلك بعد ساعات قليلة من مؤتمر نتنياهو الذي ادّعى فيه أن مدينة غزة هي آخر معاقل المقاومة الفلسطينية.
وكما اعتادت إسرائيل على الكذب المفضوح، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية خبر اغتيال أنس الشريف، مدعية أنه كان قائد كتيبة في حماس لكنه يتخفى في زي صحفي، وهي روايات تحاول إسرائيل ترويجها للتغطية على جرائمها ضد الفلسطينيين بمختلف طوائفهم وفئاتهم.
في رسالته الأخيرة التي نُشرت على حسابه الرسمي بعد استشهاده، وكان كتبها في أبريل الماضي، أوصى الشريف بفلسطين "درة تاجِ المسلمين، ونبض قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم"، كما أوصى برعاية أمه وأولاده وزوجته التي حرم منهم لأكثر من 650 يومًا لتغطية الإبادة في شمال القطاع.
وقال أنس في وصيته: "يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ".
وأضاف: "عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف"..
وتابع قائلا: "أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم، أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران، أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة، وأُوصيكم بأهلي خيرًا، أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم، وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة، أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي، وأدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء، وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان.. أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل".
واختتم وصيته: "إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.. اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.. سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.. لا تنسوا غزة… ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

662
662

جريدة الرؤية

timeمنذ 2 ساعات

  • جريدة الرؤية

662

المعتصم البوسعيدي الإنسان ليس مجرّدَ رقمٍ؛ فالإحصائيّات شاهدةٌ على عالمٍ ماتَ فيه العدل والإنصاف، وسقطتْ فيه أقنعةٌ كثيرة، وفضحتْ غزّة الكرامةِ من فضحت، وذلك الكيان اللقيط المزروع في خاصرةِ أمّتِنا، ما كانت لتقومَ له قائمة لولا الضعف والهوان، والتصهيُن والخذلان، والتقاتل على فتاتِ القضايا، وتأسُّد بعضِنا على بعضٍ، ودَفن الرؤوسِ لحظةَ الحربِ الضروس. وهل نكتفي بذلك؟ لا، بل نطعن في المُقاومةِ، ونرضى بتسليمِ السلاحِ، ونتنازل عن عزّتنا وشرفِنا مقابلَ الخنوعِ، والتباكي، والتسابقِ على مَن منّا أكثر تماسيحَ تذرف الدموع. غزّة، أيّتها الملعب الكبير الذي غيّرَ قواعدَ اللعبة؛ فالفائز ليس أكثرَك أهدافًا، ولا الرامي الحائزَ على أعلى النقاط، الفائز هو المتمّسك بحقِّ أرضهِ، الصابر على ابتلاءِ ربّه، المرابط في الثغور، الثائر على المغتصِبِ وحشدِ الشرور. 662 رياضيًّا وأكثر استشهِدوا في لمحةِ عين، لم يذكرْهم سوى قلّةٍ قليلة، لكنّ عند ربِّهم يذكرون، منهم "بيليه فلسطين" لاعب كرةِ القدمِ النجم سليمان العبيد، رحلَ وكرته تتدحرج مُعلِنةً خسارةَ "الفيفا" رأسِ التناقضاتِ، وميزانِ التقلّبات، والوجهِ القبيحِ للاصطفافِ وتلوينِ الأحداث. لقد اجتمعْنا وتوحَّدْنا- نحن العرب- على موقفٍ واحدٍ، كعادتِنا منذ عهدٍ؛ ألا وهو الصمت والحياد في مواطنَ لا حيادَ فيها، ونحن نتباهى باستضافةِ أقوى البطولات، ونحتفي برئيسِ "الفيفا" أيَّما احتفال، وهو المُبتسم المدّاح، المشيد الصدّاح، الذي قاد حملةَ مقاطعةِ روسيا حينما تجرّأت على حربِها ضدّ أوكرانيا، فوقفْنا معه، ورفعْنا العلمَ الأصفرَ والأزرقَ تضامنًا ومساندةً، ولمّا فعلَ الكيان الصهيونيّ اللقيط فعلتَه، هربْنا إلى مواسمِنا الرياضيّة، وحكاياتِنا المستقبليّة، دونَ تحريكِ سنِّ شَفَةٍ عن وقفِ رياضةِ الكيانِ، والتضامنِ مع رياضةٍ تُباد، وقبلها إنسانٌ يطهّر عِرقيًّا ودينيًّا؛ لأنّه لم يرضَ بالدنيئةِ والذلّ، والجمهور إما يصفّق، أو يشاهِد بصمتٍ كالحَجَر، لا كالبَشَر. كان لِسليمان العبيد رصيدٌ من البطولاتِ والإنجازات، وقد فتِحَت له أبواب الخروجِ من "الأرضِ المحروقة"، لكنه اختارَ قضيّتَه، وطنَه، ناسَه، وأخيرًا جنتَه بإذنِ اللهِ تعالى. تنقّل - رحمه الله - في الملاعبِ من نادي خدماتِ الشاطئ، إلى أنديةِ هلال القدسِ وشبابِ جباليا، وحمل رايةَ المنتخبِ الفدائيّ، وكان، وكان، وكان... كلّها طموحاتٌ وأحلامٌ في وطنٍ لطالما أرادَ فقط السلامَ والأمان. مثل "بيليه فلسطين" كُثُرٌ؛ فبحسبِ بياناتِ الاتحادِ الفلسطيني- قبلَ أيّام- هناك أكثر من 662 شهيدًا من الرياضيين الفلسطينيين ضمنَ قافلةٍ بلغ عددها أكثر من ربعِ مليونٍ، بين شهيدٍ ومصاب، ومجتمع الرياضةِ على استحياءٍ يفتح فاه، والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية في غياهبِ الجبِّ؛ لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم، فأمريكا راعية إرهابِ بني صهيون الذين يصولونَ ويجولونَ في كلِّ الألعابِ ولا حرجَ عليهم، وأمّةٌ لا زالت تتجادل: أيّها الفِرقة الناجية؟ ولعمري، لا ناجٍ أوضح من سليمان العبيدِ ورفاقِه وأهلِ غزةَ ومُقاومتِها العظيمة، وتبًّا لكلِّ رياضةٍ لا مبادئَ فيها، ولا قِيَم.

بتكليف سامٍ.. السيد شهاب يودع السفير المصري
بتكليف سامٍ.. السيد شهاب يودع السفير المصري

جريدة الرؤية

timeمنذ 5 ساعات

  • جريدة الرؤية

بتكليف سامٍ.. السيد شهاب يودع السفير المصري

مسقط- العُمانية بتكليفٍ سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- استقبل صاحب السّمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع بمكتبه بمعسكر المرتفعة اليوم سعادة خالد محمد عبدالحليم راضي سفير جمهورية مصر العربية المعتمد لدى سلطنة عُمان، وذلك للتوديع بمناسبة انتهاء مهام عمله. وقد شكر صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع سعادة السفير على الجهود التي بذلها لتعزيز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وبلاده، متمنيًا له دوام التوفيق، كما أعرب سعادة السفير عن شكره لجلالة السُّلطان المعظم- أيده الله- على الدعم خلال فترة عمله بسلطنة عُمان، مما سهل أداء مهامه، متمنيًا لجلالته وافر الصحة ومديد العمر، ولسلطنة عُمان المزيد من التقدم والنماء في ظل قيادة جلالته الحكيمة.

بتكليفٍ سامٍ.. صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع يستقبل السفير المصري
بتكليفٍ سامٍ.. صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع يستقبل السفير المصري

الشبيبة

timeمنذ 9 ساعات

  • الشبيبة

بتكليفٍ سامٍ.. صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع يستقبل السفير المصري

الشبيبة - العمانية بتكليــفٍ سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - استقبل صاحب السّمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع بمكتبه بمعسكر المرتفعة اليوم سعادة خالد محمد عبدالحليم راضي سفير جمهورية مصر العربية المعتمد لدى سلطنة عُمان، وذلك للتوديع بمناسبة انتهاء مهام عمله. وقد شكر صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع سعادة السفير على الجهود التي بذلها لتعزيز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وبلاده، متمنيًا له دوام التوفيق، كما أعرب سعادة السفير عن شكره لجلالة السُّلطان المعظم - أيده الله - على الدعم خلال فترة عمله بسلطنة عُمان، مما سهل أداء مهامه، متمنيًا لجلالته وافر الصحة ومديد العمر، ولسلطنة عُمان المزيد من التقدم والنماء في ظل قيادة جلالته الحكيمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store